إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

صفحات من تاريخ الفتوحات الاسلامية قاده وسيره

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    قتيبة بن مسلم الباهلي.. البطل الجريء

    سنطالع اليوم سيرة بطل
    بما تحمله كلمة البطولة من معانٍ
    فهو قائد من كبار القادة الذين سجلهم التاريخ
    ومن أعظم الأبطال في التاريخ الإسلامي
    قاد الفتوحات الإسلامية في بلاد آسيا الوسطى
    في القرن الأول الهجري، فعلى يديه
    فتحت البلاد التي تسمى اليوم بالجمهوريات الإسلامية
    التي انفصلت عما كان يسمى بالاتحاد السوفييتي
    وتوغل حتى حدود الصين، فهدى الله على يديه
    خلقًا لا يحصيهم إلا الله، هو القائد المجاهد
    قتيبة بن مسلم الباهلي.

    مولده ونشأته

    ولد قتيبة بن مسلم سنة 48هـ، بأرض العراق
    في بيت إمرة وقيادة، فأبوه
    مسلم بن عمرو بن الحصين الباهلي
    كان مضرب المثل في الفتوة والبسالة
    ولما ترعرع قتيبة تعلم العلم والفقه والقرآن
    ثم تعلم الفروسية وفنون الحرب
    ونشأ قتيبة على ظهور الخيل رفيقًا للسيف والرمح
    محبًّا للفروسية، فظهر فيه النبوغ
    وهو شاب في مقتبل شبابه.

    صفاته وأخلاقه

    قتيبة بن مسلم من الأبطال ذوي الحزم والدهاء والرأي
    وكان ذا بأس وشدة، عالي الهمة جريء اللسان
    وله رواية عن عمران بن حصين، وأبي سعيد الخدري
    وقال عنه ابن كثير في كتابه "البداية والنهاية":
    "إنه ما انكسرت له راية
    وكان من المجاهدين في سبيل الله
    واجتمع له من العسكر ما لم يجتمع لغيره
    ويذكر أيضًا ابن كثير أن قتيبة:
    من سادات الأمراء وخيارهم
    وكان من القادة النجباء الكبراء
    وذوي الحروب والفتوحات، والآراء الحميدة"
    وكان لا يبغي بجهاده سوى نصرة الدين
    ولا يريد من الدنيا شيئًا.

    ومن القصص التي أوردها ابن الأثير في كتابه
    "الكامل في التاريخ"
    وتدل على إيمانه بالله وتوكله عليه، عندما فتح
    قتيبة بن مسلم مدينة سمرقند
    اشترط على أهلها شرطين أما الأول:
    فهو أن يبني في المدينة مسجدًا لله ويضع فيه منبرًا
    ويصلي فيه ويخطب على المنبر
    أما الشرط الثاني وهو أن يحطم أصنام المدينة وأوثانها
    وبالفعل نفذ الشرطان، فلما أخذ الأصنام
    ألقيت بعضها فوق بعض حتى صارت
    مثل الجبل الكبير ثم أمر بإحراقها
    فتصارخ أهل المدينة وبكوا، وقال الكفار:
    "إن فيها أصنامًا قديمة من أحرقها هلك"
    وجاء ملك المدينة واسمه "غورك"، وقال لقتيبة:
    "إني لك ناصح لا تحرقها فيصيبك الأذى"
    فقال قتيبة:
    "أنا أحرقها بيدي فكيدوني جميعًا ثم لا تنظرون"
    ثم قام إليها وهو يكبر الله عز وجل
    وألقى فيها النار فاحترقت كلها.

    تعليق


    • #17
      وأورد الدكتور محمد علي الصلابي
      بعض أقوال قتيبة المأثورة في كتابه الدولة الأموية
      عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار:
      ملاك الأمر في السلطان: الشدة على المذنب، واللين للمحسن
      وكان يقول: الخطأ مع الجماعة خير من الصواب مع الفُرقة
      وإن كانت الجماعة لا تخطئ والفرقة لا تصيب.

      فتوحات قتيبة بن مسلم

      اشترك قتيبة في الحملات على الجبهة الشرقية
      للدولة الإسلامية منذ شبابه المبكر
      وأبدى شجاعة فائقة وموهبة قيادية فذة
      لفتت إليه الأنظار خاصة من القائد العظيم
      المُهلب بن أبي صفرة
      فأوصى به للحجاج بن يوسف الثقفي.

      بدأت رحلة هذا القائد الفذ منذ 86 هـ
      وقد رأى الحجاج أن يدفع بدماء شابة جديدة
      في قيادة المجاهدين في خراسان
      فلم يجد أفضل من قتيبة بن مسلم لهذه المهمة
      وقد وليها عشر سنين، وضع خلالها مراحل لفتوحاته
      كان لكل مرحلة هدف ووجهة محددة
      ثم يوجه كل قوته للوصول إلى هدفه
      ففي المرحلة الأولى قام فيها قتيبة سنة 86هـ
      بحملته على طخارستان السفلى فاستعادها
      وثبت أقدام المسلمين، وطخارستان السفلى
      هي الآن جزء من أفغانستان وباكستان
      وفي المرحلة الثانية قاد فيها حملته الكبرى
      على بخارى فيما بين سنتي 87-90هـ
      وخلالها أتم فتح بخارى وما حولها من القرى والحصون
      وكانت أهم مدن بلاد ما وراء النهر
      وأكثفها سكانًا وأمنعها حصونًا

      وفي المرحلة الثالثة والتي استمرت فيما بين سنة 91: 93هـ
      تمكن قتيبة من نشر الإسلام وتثبيته
      في وادي نهر جيحون كله، وأتم فتح إقليم سجستان
      في إيران الآن، وإقليم خوارزم، ووصلت فتوحاته
      إلى مدينة سمرقند في قلب آسيا
      وضمها إلى دولة الإسلام نهائيًّا
      أما المرحلة الرابعة فامتدت من سنة 94: 96هـ
      وفيها أتم قتيبة فتح حوض نهر سيحون بما فيه من مدن
      ثم دخل أرض الصين وأوغل فيها
      ووصل مدينة كاشغر الصينية وجعلها قاعدة إسلامية
      وكان هذا آخر ما وصلت إليه جيوش الإسلام
      في آسيا شرقًا، ولم يصل أحد من المسلمين
      أبعد من ذلك قط.

      ونستطيع أن نقول إن القائد قتيبة بن مسلم
      هو صاحب الفضل الأول بعد الله عز وجل
      في إدخال الأتراك في بلاد ما وراء النهر في الإسلام
      فقد سحرت شخصيته العسكرية الأتراك
      فدخلوا في دين الله أفواجًا حبًّا في بطولات وشجاعة
      هذا البطل الجسور الذي رأى فيه الأتراك
      الرمز الحقيقي للفضيلة والشجاعة والرجولة
      ومعاني الإسلام النقية المتجسدة في شخصه.

      وفاته

      كان قتيبة بن مسلم كما ذكر من قادة الحجاج بن يوسف الثقفي
      فقد كان يعلم مقدار كراهية سليمان بن عبد الملك للحجاج
      فلما ولي الخلافة خشي قتيبة من انتقامه
      لأنه وقف إلى جانب الوليد بن عبد الملك
      حين أراد أن يخلع أخاه سليمان من ولاية العهد
      ويجعلها لابنه؛ ولذلك عزم قتيبة على الخروج على
      سليمان بن عبد الملك
      فجمع جموعًا لذلك من رجاله وأهل بيته
      لكن حركته فشلت وانتهت بقتله سنة 96هـ/ 715م
      على يد أحد العبيد في بلد اسمها فرغانة سنة 96هـ
      ويرى ابن كثير في ذلك زلة كان فيها حتفه ومقتله
      حيث فارق الجماعة.

      تعليق


      • #18
        طارق بن زياد.. فاتح الأندلس

        بطل سيرتنا اليوم من خيرة أبطال الإسلام
        ومن القادة البارزين الذين سجلوا أسماءهم
        في صفحات تاريخ المسلمين المجيدة
        فعلى يده قامت دولة للمسلمين
        في بلاد "الأندلس" المعروفة الآن بإسبانيا
        وقد ظلت تلك الدولة قائمة هناك ثمانية قرون
        هُو طارق بن زياد البربري الأصل.

        مولده ونشأته

        ولد طارق بن زياد سنة 50هـ
        من قبيلة نفزة البربرية
        في منطقة وهران بالغرب الجزائري
        وهذا هو الرأي المعوَّل عليه في نظر المؤرخين
        نشأ "طارق بن زياد" مثلما ينشأ الأطفال المسلمون
        فتعلم القراءة والكتابة وحفظ سورًا من القرآن الكريم
        وبعضًا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
        كما تعلم علوم القرآن والفقه في الدين
        وعن صفاته الخلقية قيل إنه كان طويل القامة
        ضخم الهامة، أشقر اللّون لا يُعرف شيءٌ عن أعمال
        طارق بن زياد في أول نشأته.

        وقد ساعده حبه للجندية على أن يلتحق بجيش
        "موسى بن نصير" أمير "المغرب"
        وأن يشترك معه في الفتوح الإسلامية
        وأظهر شجاعةً فائقةً في القتال، ومهارة كبيرة
        في القيادة لفتت أنظار "موسى بن نصير"
        فأعجب بمهاراته وقدراته، واختاره حاكمًا لطنجة.


        صفاته وشيء من أخلاقه

        طارق بن زياد فارس مغوار،، ومن أشد رجال
        موسى بن نصير، وقائد محنك، يقود الجيش
        تحت إمرة موسى بن نصير، فارتضى دائمًا
        أن يكون الرجل الثاني بعد موسى بن نصير
        ولم تظهر منه أي علامة صراع من أجل الدنيا
        وكان بربريًّا عربيًّا مسلمًا مثاليًّا، آثر أن يعيش
        بعيدًا عن الأضواء، يعبد الله بعيدًا عن مسرح
        الشهرة وضجيج السياسة.

        وقد تجلَّت إنسانيته في كثير من مواقفه
        في فتح الأندلس، فقد كان وفيًّا لكل من وقف معه
        ولم ينكث عهده أبدًا، وكان له فضل لا ينسى على اليهود
        فقد كان القوط قد أصدروا أمرًا بتنصير، أو تعميد
        كل أبناء اليهود الذين يصلون إلى سن السابعة
        كما أصدروا أمرًا بمصادرة أملاك اليهود
        بعد اكتشافهم لمؤامرة يهودية
        ولهذا كان فتح طارق للأندلس إنقاذًا لليهود.

        كما أنه كان صادقًا في عهود الأمان
        التي أعطاها لبعض المدن حتى
        ولو كان أهل هذه المدن قد حصلوا عليها
        بنوعٍ من الحيلة، فلم ينكث عهده معهم مع ذلك
        اعتمادًا على أن في الحرب من الخدعة
        ما تقرُّه كل القوانين.

        تعليق


        • #19
          طارق بن زياد وفتح الأندلس

          كانت "بلاد الأندلس" يحكمها ملك ظالم
          يدعى "لذريق"، كرهه الناس وفكروا في خلعه
          من الحكم والثورة عليه بالاستعانة بالمسلمين
          الذي يحكمون الشمال الإفريقي
          بعد أن سمعوا كثيرًا عن عدلهم
          فاتصل الكونت "يوليان" بطارق بن زياد
          وطلب منه المساعدة في فتح "الأندلس"
          وتخليص أهلها من ظلم القوط
          فعبر "طارق بن زياد" بجنوده البحر المتوسط
          إلى بلاد "الأندلس"، وتجمعوا عند جبل
          لا يزال يعرف إلى الآن بجبل طارق
          ودخل في معركة حاسمة مع "لذريق" ملك القوط
          في "شذونة"، 28 من رمضان 92ﻫـ
          18 من يوليو 711م
          ونجح في تحقيق نصر عظيم بعد ثمانية أيام
          من القتال العنيف، ونجح بعد ذلك في مواصلة الفتح
          والاستيلاء على "طليطلة" عاصمة القوط
          فأبقى على من ظل بها من السكان
          وأحسن معاملتهم، وترك لهم كنائسهم
          وتابع زحفه شمالاً حتى وصل إلى خليج "بسكونيه".

          وكان "موسى بن نصير" يتابع سير الجيش الإسلامي
          بقيادة طارق بن زياد في الأندلس
          وأدرك أنه في حاجة إلى عون ومساندة
          بعد أن استشهد كثير من المسلمين
          في المعارك التي خاضوها، فعبر إلى الأندلس
          في ثمانية عشر ألف جندي
          في رمضان 93ﻫـ/ يونيه 712م
          وسار بجنوده في غير الطريق
          الذي سلكه "طارق بن زياد"
          ليكون له شرف فتح بلاد جديدة
          حتى وصل إلى طليطلة والتقى بطارق بن زياد.

          وبعد أن استراح القائدان قليلاً في طليطلة
          عاودا الفتح مرةً ثانية، وافتتحا سرقسطة
          وطركونة وبرشلونة وغيرها من المدن
          ثم افترق الفاتحان، وسار كل منهما
          في ناحية حتى أتما فتح "الأندلس".

          وبدأت الأندلس منذ فتحها طارق بن زياد
          تاريخها الإسلامي، وأخذت في التحول
          إلى الدين الإسلامي واللغة العربية
          وظلت وطنًا للمسلمين طيلة ثمانية قرون.


          طارق بن زياد خطيبًا

          ترد في بعض الكتب قصة خطبة طارق
          الملقاة قبل المعركة
          "أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم
          وليس لكم- والله- إلا الصدق والصبر
          واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام
          في مأدبة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيوشه وأسلحته
          وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم
          ولا أقوات لكم إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم
          وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم، ولم تنجزوا لكم أمرًا
          ذهبت ريحكم، وتعودت القلوب
          على رعبها منكم الجرأة عليكم
          فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم
          بمناجزة هذا الطاغية، فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة
          وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن
          إن سمحتم لأنفسكم بالموت.

          وإني لم أحذركم أمرًا أنا عنه بنجوة
          ولا حملتكم على خطة
          أرخص متاعًا فيها للنفوس، أبدأ بنفسي
          واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشق قليلاً
          استمتعتم بالأرفه الألذ طويلاً
          فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي
          فما حظكم فيه بأوفى من حظي
          وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين
          من الأبطال عربانًا، ورضيكم لملوك
          هذه الجزيرة أصهارًا وأختانًا
          ثقة منه بارتياحكم للطعان، واستماحكم بمجالدة
          الأبطال والفرسان، ليكون حظه منكم ثواب الله
          على إعلاء كلمته، وإظهار دينه بهذه الجزيرة
          وليكون مغنمها خالصة لكم من دونه
          ومن دون المؤمنين سواكم، والله تعالى
          وليُّ إنجادكم على ما يكون لكم ذكرًا في الدارين.

          أيها الناس، ما فعلت من شيء فافعلوا مثله
          إن حملت فاحملوا، وإن وقفت فقفوا، ثم كونوا
          كهيئة رجل واحد في القتال، وإني عامد إلى طاغيتهم
          بحيث لا أنهيه حتى أخالطه، وأمثل دونه
          فإن قتلت فلا تهنوا ولا تحزنوا
          ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم
          وتولوا الدبر لعدوكم فتبدوا بين قتيل وأسير.
          وإياكم إياكم أن ترضوا بالدنية، ولا تعطوا بأيديكم
          وارغبوا فيما عجل لكم من الكرامة
          والراحة من المهنة والذلة
          وما قد أحل لكم من ثواب الشهادة، فإنكم إن تفعلوا
          والله معكم ومفيدكم- تبوءوا بالخسران المبين
          وسوء الحديث غدًا بين من عرفكم من المسلمين
          وهاأنذا حامل حتى أغشاه، فاحملوا بحملتي".

          رحم الله طارق بن زياد وجعل مثواه الجنة
          وجعل ما أقيم من الإسلام بالأندلس
          في ميزان حسنات ذلك الفاتح المغاربي العظيم.

          تعليق

          مواضيع تهمك

          تقليص

          المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
          المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
          المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
          المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
          المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
          يعمل...
          X