إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أمل دنقل ...غائب ...حاضر !

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أمل دنقل ...غائب ...حاضر !

    قليلون هم الاشخاص الذين يحضرون في غيابهم

    مثلما كانوا حاضرين في حياتهم ...

    أمل دنقل واحد من هؤلاء القلائل

    فهو في غيابه أكثر حضوراً مما كان عليه وهو بين الأحياء،

    لأن غيابه يدل على الحجم الذي كان يملأه ولم نكن نعرف.

    . جمعتني به مصادفة حين أرسلت الى القاهرة مراسلاً

    الى مدن القناة أيام حرب الاستنزاف المصرية نهايات 1976م،

    وكان قد كتب قصيدتيه:

    «البكاء بين يدي زرقاء اليمامة»

    و«كلمات سبارتاكوس الأخيرة»..

    ولم توافق عليهما الرقابة المصرية آنذاك،

    فكان يحمل بروفتيهما معه

    ليقرأهما على الجميع وفي كل مكان،

    فأخذتهما منه لنشرهما في الصحافة السورية.

    كنا شابين في مطلع شبابهما، ،

    لقد تألفنا ألفة وحشين في غابة..

    جمعتهما غريزة البقاء واستشعار الخراب القادم.

    ولم نلتقِ بعدها

    حتى مطلع الثمانينات حين جاء الى بيروت

    ليشارك في مهرجان الشقيف

    أي أننا ألتقينا

    بعد خمسة عشر عاماًولكن لقاءنا كان غريباً.

    كان المرض قد بدأ يفتك بجسمه النحيل

    وكان يحمل معه زجاجة الماء أينما ذهب.

    ألتقينا في بهو الفندق الذي ينزل فيه الشعراء..

    وبعد السلام جلسنا نتحادث

    وكأنا لم نفترق إلاّ مساء الأمس..

    النكات والمناقشات وقراءة الشعر... الخ.

    و كان يستقبل في دمشق، وعلى جميع الأصعدة

    (السياسية والاجتماعية والثقافية)

    على انه المصري الحقيقي ممثل ضمير مصر والناطق بأسمها.

    وبعد ذلك لم نلتقِ أبداً.

    وحين وصلني نبأ موته شعرت أن جملاً ينخ في قلبي.

    وأشعر إن أمل قد غاب عنا، ولكنه أوكل إلينا، أو اليَّ

    بالتحديد. مهمة متابعة طريقه ومسيرته كما كان موجوداً

    ومازلت حتى الآن أشعر، كلما ذهبت الى القاهرة

    أنني سألتقي بأمل فيها. ولما كان هذا مستحيلاً

    كنت أعزي نفسي ان هذا الشاعر يعيش معي في

    ازقة القاهرة وحواريها وصالات فنادقها.

    ولكنني في كل مرة أصل فيها الى المطار مغادراً القاهرة

    أشعر أنني قد نسيت شيئاً مهماً لم أفعله

    إني أغادر مصر ... دون أن ألتقي بأمل !

    هكذا تحدث ممدوح عدوان

    الشاعر السورى

    عن أمل دنقل

    في كتابه هواجس الشعراء وهو يستعرض شهاداته

    في الشعر و الشعراء

    وممدوح عدوان واحد من أخلص الأدباء لقضية فلسطين...

    عرف بشاعر اليقين القومى ...

    تغنى و حتى رحيله فى عام 2004

    بمجد هذه الأمة بصوت أصيل متفرد حتى انه اكتشف بعدما

    مر العمر كيف إضطرته الأحداث الجسام فلم يكتب عن


    الحب أو الجمال إلا القليل ...القليل ...فقال :

    لا شئ عن

    الجمال و الطبيعة و السعادة !قصائدى كلها دم

    و غضب و مآس و مراث ...

    لكنى لست نادما ...فقد آمنت دائما بما قاله بريخت :

    إنها لجريمة أن ثثحدث عن الأزهار الجميلة

    حين يكون هناك بشر يقتلون !

    و من كلماته أيضا :

    لولا وجود اسرائيل ...

    لكنت شاعرا أفضل ...

    و عاشقا أفضل ...

    و إنسانا ...أفضل !


    لا أظنه بصفاته هذه يختلف كثيرا عن أمل دنقل

    و قد جمعتهما صداقة قوية على قلة مرات اللقاء بينهما .

    فكل منهما فارس فى قصيدته و في شعره ...

    ينتصر للعروبة يأبى الذل و القهر ..

    فلسطين هى سيدة جراحاته النازفة ...

    ينطق بلسان و ضمير المواطن العربى

    الذى شاهد ضياع الحلم ..

    و غلبة الإستبداد و الظلم !

    كل منهما...

    امل دنقل ...

    و ممدوح عدوان ..
    .
    ما بين الأشباه ......يختلف !


    بالعودة إلى الغائب الحاضر أمل دنقل ...1940 -1983

    هو أبرز الشعراء العرب في القصيدة السياسية

    الرافضة فيما بعد نكسة عام 1967..

    قد تكون أعماله قليلة نسبة إلى قصر عمره

    و لكنها أعمال شديدة التأثير و الدلالة ..

    كانه يحكي ما في الضمائر واصلا بالمضمون السياسي لشعره الى

    أقصى درجات التقنية الفنية و القيمة الفكرية حتى أن القارئ

    تجاه هذا الثراء اللغوى و الفكرى الباذخ تتراكم فى ذاكرته

    لا مجرد أبيات عابرة ...بل صورا و مشاهد أبدا لا

    تطمس أو تمحى ّ!



    البكاء

    بين يدى زرقاء اليمامة


    و هى من أهم قصائده ...

    عبرفيها عن صدمته ...بأسلوب قوى ..مباشر

    متمردا على الواقع السياسي و مرارة الهزيمة

    برؤية قومية تعيد إلى الذاكرة مأساة زرقاء اليمامة

    حين حذرت من خطر غزو وشيك فلم يصدقها قومها !

    هذه القصيدة المؤثرة ...أو إجهاشة البكاء المرير ...

    هى صوت المواطن البسيط الذى لم ينل من أطايب الحياة نصيب

    ثم دعى إلى الميدان..

    فانهزم ...

    و خرج من أتون الهزيمة ...مهانا ...منكسرا ...خائب الأمل !

    فراح يسترجع التراث العربى...واصلا إلى الهم العربى الحالى

    عّلنا ... من مرثية الماضى .... نستخلص عبرة للحاضر.... علّنا !!


    العرافة المقدسة

    جئت إليك مثخنا بالطعنات والدماء

    أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدسة

    منكسر السيف، مغبر الجبين والأعضاء

    أسأل يا زرقاء

    عن فمك الياقوت عن نبوءة العذراء

    عن ساعدي المقطوع .. وهو ما يزال ممسكا بالراية المنكسة

    عن صور الأطفال في الخوذات... ملقاة علي الصحراء

    عن جاري الذي يهم بارتشاف الماء

    فيثقب الرصاص رأسه .. في لحظة الملامسة

    عن الفم المحشو بالرمال والدماء

    أسأل يا زرقاء

    عن وقفتي العزلاء بين السيف .. والجدار

    كيف حملتُ العار..

    ثم مشيتُ؟ دون أن أقتل نفسي؟! دون أن أنهارْ؟!

    ودون أن يسقط لحمي.. من غبار التربة المدنسهْ؟!


    تكلَّمي أيتها النبية المقدسهْ

    لا تغمضي عينيكِ، فالجرذان..

    تلعقَ من دمي حساءَها.. ولا أردُّها!

    تكلمي.. لشدَّ ما أنا مُهان !


    لا اللَّيل يُخفي عورتي.. ولا الجدرانْ!

    ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدُّها..

    ولا احتمائي في سحائب الدخانْ!

    تقفز حولي طفلة واسعة العينين..

    عذبة المشاكسة


    كان يقص عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادق

    فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادق

    وحين مات عطشا في الصحراء المشمسة

    رطب باسمك الشفاه اليابسة

    وارتخت العينان

    فأين أخفي وجهي المتهم المدان؟

    والضحكة الطروب: ضحكته ..

    والوجه .. والغمازتان
    ***
    أيتها النبية المقدسة

    لا تسكتي .. فقد سكت سنة ... فسنة...

    لكي أنال فضلة الأمان

    قيل ليَ ;اخرسْ!

    فخرست ...

    ظللتُ في عبيد ( عبسِ ) أحرس القطعان

    أجتزُّ صوفَها ..

    أردُّ نوقها ..

    أنام في حظائر النسيان

    طعاميَ : الكسرةُ .. والماءُ .. وبعض الثمرات اليابسة .

    وها أنا في ساعة الطعانْ

    ساعةَ أن تخاذل الكماةُ .. والرماةُ .. والفرسانْ

    دُعيت للميدان !

    أنا الذي ما ذقتُ لحمَ الضأن ..

    أنا الذي لا حولَ لي أو شأن .
    .
    أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان ،

    أدعى إلى الموت .. ولم أدع إلى المجالسة !


    تكلمى أيتها النبية المقدسة

    تكلمي .. تكلمي ..

    فها أنا على التراب سائلً دمي

    وهو ظمئً .. يطلب المزيدا .

    أيتها العَّرافة المقدسة ..

    ماذا تفيد الكلمات البائسة ؟

    قلتِ لهم ما قلتِ عن قوافل الغبارْ ..

    فاتهموا عينيكِ، يا زرقاء، بالبوار !

    قلتِ لهم ما قلتِ عن مسيرة الأشجار ..

    فاستضحكوا من وهمكِ الثرثار !

    وحين فُوجئوا بحدِّ السيف : قايضوا بنا ..

    والتمسوا النجاةَ والفرار !

    ونحن جرحى القلبِ

    جرحى الروحِ والفم .

    لم يبق إلا الموتُ ..

    والحطامُ ..

    والدمارْ ..

    وصبيةٌ مشرّدون يعبرون آخرَ الأنهارْ


    ها أنت يا زرقاءْ

    وحيدةٌ ... عمياءْ !

    وما تزال أغنياتُ الحبِّ .. والأضواءْ

    والعرباتُ الفارهاتُ .. والأزياءْ !

    فأين أخفي وجهيَ المُشَوَّها

    كي لا أعكِّر الصفاء .. الأبله.. المموَّها.

    في أعين الرجال والنساءْ !؟

    وأنت يا زرقاء ..

    وحيدة .. عمياء !

    وحيدة ...عمياء .


    أغنية الكعكة الحجرية

    بمناسبة اعتصام الطلاب الغاضبين

    في ميدان التحرير .


    أيها الواقفون على حافة المذبحة ...

    أشهروا الاسلحة

    سقط الموت ...وانفرط القلب كالمسبحة

    والدم انساب فوق الوشاح !

    المنازل أضرحة ...والزنازين اضرحة ...

    والمدى أضرحة

    فارفعوا الأسلحة واتبعونى ...

    أنا ندم الغد و البارحة

    رايتى ...عظمتان ....وجمجمة !

    وشعارى ...الصباح !!


    كلمات سبارتاكوس الأخيرة


    مُعَلَّقٌ أنا على مشانقِ الصَّباحْ

    وجبهتي - بالموتِ - مَحنيَّهْ

    لأنني لم أَحْنِها.. حَيَّهْ!


    يا إخوتي الذينَ يعبُرون في المِيدان مُطرِقينْ

    مُنحدرين في نهايةِ المساءْ

    في شارِع الإسكندرِ الأكبرْ

    لا تخجلوا.. ولترْفعوا عيونَكم اليّ

    لأنكم مُعلَّقونَ جانبي.. على مشانِق القيصَرْ.

    فلترفعوا عيونَكم اليّ

    لربما.. إذا التقتْ عيونُكم بالموتِ في عَينَيّ:

    يبتسمُ الفناءُ داخلي.. لأنكمْ رفعتم رأسَكمْ.. مرَّهْ!

    فلترفعوا عيونَكم للثائرِ المشنوقْ

    فسوف تنتهونَ مثلَه.. غدا

    وقبّلوا زوجاتِكم.. هنا.. على قارعةِ الطريقْ

    فسوف تنتهون ها هنا.. غدا

    فالانحناءُ مُرّ..

    والعنكبوتُ فوق أعناقِ الرّجالِ ينسجُ الردى

    فقبِّلوا زوجاتِكم.. إني تركتُ زوجتي بلا وداعْ

    وإن رأيتم طفليَ الذي تركتُه على ذراعِها بلا ذراعْ

    فعلّموهُ الإنحناءْ!

    علّموهُ الانحناءْ!

    فعلّموهُ الإنحناءْ!

    وليس ثَمَّ من مَفَرّ.

    لا تحلُموا بعالمٍ سعيدْ

    فخلف كل قيصر يموتُ: قيصرٌ جديد!

    وخلف كل ثائرٍ يموتُ: أحزانٌ بلا جدوى..

    ودمعةٌ سُدى!

    يا قيصرُ العظيم: قد أخطأتُ.. إني أَعترِفْ

    دعني - على مِشنقتي - أَلْثُمُ يَدكْ



    ها أنذا أُقبّل الحبلَ الذي في عُنقي يلتفّ

    فهو يداكَ

    وهو مجدُك الذي يجِبرُنا أن نعبُدَكْ

    دعني أُكَفِّرْ عنْ خطيئتى

    أمنحكَ - بعد ميتتي - جُمْجُمَتي

    تصوغُ منها لكَ كأساً لشرابِك القويّ

    فإن فعلتَ ما أريدْ

    إن يسألوك مرةً عن دميَ الشهيدْ

    وهل تُرى منحتَني;الوجودَ; كي تسلُبَني ;الوجودْ;

    فقلْ لهم: قد ماتَ.. غيرَ حاقدٍ عليّ

    وهذه الكأسُ - التي كانتْ عظامُها جمجمتَه -

    وثيقةُ الغُفرانِ لي.

    يا قاتلي: إني صفحتُ عنك..

    في اللّحظةِ التي استرحتَ بعدَها مني:

    استرحتُ منكْ!

    لكنني.. أوصيكَ إن تشأْ شنقَ الجميع ....

    أن ترحم الشجر!

    لا تقطعِ الجذوعَ كي تنصبَها


    مشانقاً !!


    لا تقطعِ الجُذوع

    فربما يأتي الرَّبيع

    والعامُ عامُ جوع

    فلن تشمَّ في الفرُوعِ.. نكهةَ الثَّمر!

    وربما يمر في بلادِنا الصّيف الخَطِِرْ

    فتقطعَ الصحراء.. باحثاً عن الظلالْ

    فلا ترى سوى الهجيرِ والرّمالِ...

    والهجيرِ والرمال...


    والظمأِ الناريّ في الضُلوع!

    يا سيدَ الشواهدِ البيضاء في الدُّجى..

    يا قيصر الصقيع

    يا إخوتى الذين يعبرون فى الميدان فى انحناء

    منحدرين فى نهاية المساء ...

    لا تحلموا بعالم سعيد

    فخلف كل قيصر يموت ...قيصر جديد !


    للحديث بقية .....

  • #2
    نأتى الآن إلي قصيدة

    أمل دنقل الخالدة !


    لا تصالح !

    وقف أمل ضد معاهدة السلام مع العدو الصهيونى الغادر ...

    مصطدما بالسلطة ...ثم أطلق صرخته المدوية ...لا تصالح ...

    فى وجه كل متخاذل متهاون في الحق العربى السليب !

    لا تصالحْ لا تصالحْ !


    .. ولو منحوك الذهب

    أترى حين أفقأ عينيك،

    ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

    هل ترى..؟

    هي أشياء لا تشترى..:



    ذكريات الطفولة بين أخيك و بينك

    حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،

    هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،

    الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..

    وكأنكما

    ما تزالان طفلين!

    تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:

    أنَّ سيفانِ سيفَكَ..

    صوتانِ صوتَكَ

    أنك إن متَّ:

    للبيت ربٌّ

    وللطفل أبْ

    هل يصير دمي - بين عينيك - ماءً ؟

    أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..

    تلبس - فوق دمائي - ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب ؟

    إنها الحربُ !

    قد تثقل القلبَ ..


    لكن خلفك عار العرب ...



    لا تصالحْ ..

    ولا تتوخَّ الهرب !


    لا تصالح على الدم .. حتى بدم !

    لا تصالح ! ولو قيل رأس برأسٍ

    أكلُّ الرؤوس سواءٌ ؟

    أقلب الغريب كقلب أخيك ؟!

    أعيناه عينا أخيك ؟!

    وهل تتساوى يدٌ .. سيفها كان لك

    بيدٍ سيفها أثْكَلك ؟

    سيقولون :

    جئناك كي تحقن الدم ..

    جئناك . كن - يا أمير - الحكم

    سيقولون :

    ها نحن أبناء عم.

    قل لهم : إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك

    واغرس السيفَ في جبهة الصحراء

    إلى أن يجيب العدم

    إنني كنت لك

    فارسًا،

    وأخًا،

    وأبًا،

    ومَلِك!



    لا تصالح ..

    ولو حرمتك الرقاد

    صرخاتُ الندامة

    وتذكَّر ..

    إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد

    ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة

    أن بنتَ أخيك "اليمامة"

    زهرةٌ تتسربل - في سنوات الصبا

    تتسربل بثياب الحداد



    كنتُ، إن عدتُ:

    تعدو على دَرَجِ القصر،

    تمسك ساقيَّ عند نزولي..

    فأرفعها - وهي ضاحكةٌ -

    فوق ظهر الجواد

    ها هي الآن .. صامتةٌ

    حرمتها يدُ الغدر:

    من كلمات أبيها،

    ارتداءِ الثياب الجديدةِ

    من أن يكون لها - ذات يوم - أخٌ !

    من أبٍ يتبسَّم في عرسها ..

    وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها ..

    وإذا زارها .. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،

    لينالوا الهدايا..

    ويلهوا بلحيته وهو مستسلم

    ويشدُّوا العمامة ..

    لا تصالح!

    فما ذنب تلك اليمامة

    لترى العشَّ محترقًا .. فجأةً ،

    وهي تجلس فوق الرماد ؟!


    لا تصالح

    ولو توَّجوك بتاج الإمارة

    كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ ..؟

    وكيف تصير المليكَ ..

    على أوجهِ البهجة المستعارة ؟

    كيف تنظر في يد من صافحوك..

    فلا تبصر الدم..

    في كل كف ؟

    إن سهمًا أتاني من الخلف..

    سوف يجيئك من ألف خلف

    فالدم - الآن - صار وسامًا وشارة

    لا تصالح ،

    ولو توَّجوك بتاج الإمارة

    إن عرشَك : سيفٌ

    وسيفك : زيفٌ

    إذا لم تزنْ - بذؤابته - لحظاتِ الشرف

    واستطبت - الترف


    لا تصالح

    ولو قال من مال عند الصدامْ

    " .. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام .."

    عندما يملأ الحق قلبك:

    تندلع النار إن تتنفَّسْ

    ولسانُ الخيانة يخرس

    لا تصالح

    ولو قيل ما قيل من كلمات السلام

    كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس ؟

    كيف تنظر في عيني امرأة ..

    أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟

    كيف ترجو غدًا .. لوليد ينام

    كيف تحلم أو تتغنى بمستقبل لغلام



    وهو يكبر - بين يديك - بقلب مُنكَّس ؟

    لا تصالح

    ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام

    وارْوِ قلبك بالدم..

    واروِ التراب المقدَّس ..

    واروِ أسلافَكَ الراقدين ..

    إلى أن تردَّ عليك العظام !


    لا تصالح

    ولو ناشدتك القبيلة

    باسم حزن "الجليلة"

    أن تسوق الدهاءَ

    وتُبدي - لمن قصدوك - القبول

    سيقولون :

    ها أنت تطلب ثأرًا يطول

    فخذ - الآن - ما تستطيع :

    قليلاً من الحق ..

    في هذه السنوات القليلة

    إنه ليس ثأرك وحدك،

    لكنه ثأر جيلٍ فجيل

    وغدًا..

    سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،

    يوقد النار شاملةً



    يطلب الثأرَ،

    يستولد الحقَّ،

    من أَضْلُع المستحيل

    لا تصالح

    ولو قيل إن التصالح حيلة

    إنه الثأرُ

    تبهتُ شعلته في الضلوع..

    إذا ما توالت عليها الفصول..

    ثم تبقى يد العار مرسومة بأصابعها الخمس

    فوق الجباهِ الذليلة !


    لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم

    ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..

    كنت أغفر لو أنني متُّ..

    ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ .

    لم أكن غازيًا ،

    لم أكن أتسلل قرب مضاربهم

    أو أحوم وراء التخوم

    لم أمد يدًا لثمار الكروم

    أرض بستانِهم لم أطأ

    لم يصح قاتلي بي: "انتبه" !

    كان يمشي معي..

    ثم صافحني..

    ثم سار قليلاً

    ولكنه في الغصون اختبأ !

    فجأةً:

    ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..

    واهتزَّ قلبي - كفقاعة - وانفثأ !

    وتحاملتُ ، حتى احتملت على ساعديَّ


    فرأيتُ : ابن عمي الزنيم واقفا يتشفى بوجه لئيم


    لم يكن في يدي حربةٌ

    أو سلاح قديم،

    لم يكن غير غيظي الذي يتشكى الظمأ



    لا تصالحُ ..

    إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:

    النجوم.. لميقاتها

    والطيور.. لأصواتها

    والرمال.. لذراتها

    والقتيل لطفلته الناظرة


    فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ ..

    في شرف القلب
    لا تُنتقَصْ

    والذي اغتالني مَحضُ لص

    سرق الأرض من بين عيني


    والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة !


    لا لا تصالح

    فليس سوى أن تريد

    أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد

    وسواك .. المسوخ !

    لا تصالحْ !

    لا تصالحْ !
    البقية تأتى .

    تعليق


    • #3
      عندما كان غيره شمعة ناحلة

      كان ممدوح عدوان علما في رأسه نار

      موت الإنسان ،أي إنسان لا على التعيين، يوقظ المرء من سبات الحياة على الحقيقة الخالدة وهي أنه صائر ،لا محالة، إلى هذا المصير. لكن موت من

      تعرفهم يضيف أمورا أخرى إلى تلك الحقيقة
      تختلف باختلاف نوع المعرفة وربما سبب المعرفة.







      زهرة الكاميليا


      على موضوعك الكبير والثمين

      بما يحملة من اشعار للشاعر ممدوح علوان

      وذكريات ل 76 المريرة

      واحيانا الذكريات توقظ الحذر

      والاستفادة من دروس الماضى

      الاليم على ان لا يعود

      من اشعاره

      كأغصان تنحني من الذبول ينقضي العام
      كأغصان تنحني من الذبول ينقضي العام
      بل ينقضي العمر
      وتخزن الأيام في الذاكرة
      وتحفظ في صور في الأدراج أو في ملف على الكمبيوتر
      ختام العام هو يوم كأي يوم
      لكنه يذكرنا بالزمن الذي ينقضي وينحل
      ذكريات لعصر ذهبي أو لأيام لم نكن فيها تعساء
      أو كنا فيها نبتسم رغم الألم
      (الآن لا نبتسم إلا أمام الأطفال أحياناً)
      أو لم نكن بعد تعلمنا العبوس


      كغصن يميل من ثقل الثمار ينقضي العام
      مثله أحمل تراثي وتراث أجدادي
      مثله أحمل كل مخاوفي، التي أعيها والتي ليست على بالي
      مثله اتساقط، ينساني التاريخ مع أجدادي
      مثله تدوسني الأقدام حتى يحيطني الطين والروث
      وحينها، وحينها فقط سأقوم مثل الشجرة الجديدة، وأحارب كل أعدائي

      لذلك أنام في قبري يومياً ولا أخاف

      تعليق


      • #4
        الاخ العزيزملك


        دائما عندما أكتب موضوعا أحبه بصفة شخصية

        أنتظر من يحبه مثلى !و ها قد اضفت إضافة

        عميقة قوية للشاعر مدوح عدوان ...

        و بدوري أهديك قصيدة من اأشهر قصائده

        سئمت مناجاة روحي ...


        أغني للهوى القتال أغنية

        على طلل يصير ركامْ
        ***
        أغني كي أنقب في بقايا الصمت

        عن أشلاء مجزرة ٍ
        يغطيها اخضرار كلامْ
        ***
        وها إني عثرت الآن
        على شيء سأفعله بلا استئذان :
        أموت
        لكي أفاجئ راحة الموتى
        وأحرم قاتلي من متعة التصويب
        نحو دريئة القلب
        الذي لم يعرف الإذعان
        سأحرم ظالمي من جعل عمري
        مرتعا لسهام أحقاد
        وأرضا أجبرت أن تكتم البركان
        ***
        أموت
        وقد نزفت مخاوفي
        لم يبق مني غير جلد فارغ
        قد صار كيسا فيه بعض عظام
        فصائغ يأسي المقرور فرغني من الأحلام.


        شكرا جزيلا ملك ملك .

        تعليق


        • #5
          ها هي الآن .. صامتةٌ

          حرمتها يدُ الغدر:

          من كلمات أبيها،

          ارتداءِ الثياب الجديدةِ

          من أن يكون لها - ذات يوم - أخٌ !

          من أبٍ يتبسَّم في عرسها ..

          وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها ..

          وإذا زارها .. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،

          لينالوا الهدايا..

          ويلهوا بلحيته وهو مستسلم

          ويشدُّوا العمامة ..

          لا تصالح!

          فما ذنب تلك اليمامة

          لترى العشَّ محترقًا .. فجأةً ،

          وهي تجلس فوق الرماد ؟!

          .................

          أمل دنقل .. كان انسان مجهول بالنسبة لي
          ولكنه الآن من الناس الذين أفتخر بمعرفتهم
          أشكرك ست ليلى على موضوعك الرائع ... كالعادة ...
          وانا في شوق لقراءة مواضيعك القادمة
          سلامي لك .. شمسه ..

          تعليق


          • #6
            العزيزة شمسة

            و كما أقول دائما ...اكثر ما يسر الكاتب

            هو الصدي الذى يلقاه من المتذوقين للأدب و الشعر

            لذا ...سعدت بتواصلك مع موضوع الشاعر أمل دنقل ...

            هذا التواصل الذى ينم عن رقة أصيلة فيك و عمق ثقافة .

            شكرا شمسة ...

            تحياتى .

            تعليق


            • #7
              ست الكل الغاليه
              سيظل كل موضوع تناولتيه بهذا الاحساس
              كزهرة يتعطر المكان من طيب شذاها
              او كنسمه رطبه .. لطيفة في قيظ الصيف
              في سهوله ويسر تقدمين لنا
              المعرفه والثقافة والادب والتذوق
              من معلومة .. فن ونضال
              الي الامام الشافي الي امل دنقل
              وقبلهم وبعدهم كل ما هو رائع
              شهادتي فيكي مجروحه
              لما تملكين في نفسي
              من حب واعزاز وتقدير
              ولكنني اكون اكثر سعادة
              عندما اعرب لك عن لهفتي
              في انتظار كل موضوع تتناوليه
              لما يحمل من مذاق خاص
              مفعم بالاحساس ومطرز بفكر واعي

              تعليق


              • #8
                أستاذى الفاضل

                و الفنان القدير

                محمد ورد

                بعد كل ما منحتنى من مشاعر طيبة ..كريمة

                و بعد رأيك فيما اقدمه لمنتداى العزيز ...

                و هو رأى أتمنى حقيقة أن أكون به جديرة

                بعد كل هذا الذى أسعدنى ...كل السعادة ...

                أجدنى محتاجة لمصارحتك و معك كل أهل المنتدى الرائعين ...

                بأننى ...هنا وجدت نفسى !

                أستمد الحيوية و النشاط و الأمل ...

                منك أستاذ ورد ...

                بكل ما تمثله من وعى وتقدير للجميع ...

                و من كوكبة الشباب المبدعة ...

                الجميع بدون استثناء...

                أتوجه اليهم برسالة امتنان ...و اعتزاز .


                أحبونى ...

                و أحببتهم ...!

                و أنتم جميعا ...دافعي للأفضل بإذن الله ....

                كل الشكر و التقدير لك أستاذ محمد ...

                تعليق


                • #9
                  يتصل الرفض ...

                  رفض العدو الغادر ...

                  مقترف المجازر الدموية ...قاتل الإنسانية !

                  ....و الذى اغتالنى ...محض لص ...

                  سرق الأرض من بين عينى ...

                  و الصمت ...يطلق ضحكاته الساخرة !


                  صمت المجتمع الدولى ....

                  صمت الإستعمار الجديد ...

                  صمت التواطؤ و غياب العدل و الحق !

                  هل كانت أشعار أمل دنقل جلدا للنفس فحسب ؟

                  لا أحسبها كذلك ...فماذا فى محاسبة النفس ؟

                  أليس فى ذلك شحذا للهمم ...

                  و نهوضا من قاع اليأس لاستعادة ما سلب ؟

                  و هكذا ...

                  متحدثا بلسان أمة ...حفر أمل دنقل لإبداعه أماكن

                  فى قلب الضمير العربى ...ليس لها أن تتحول او تتبدل !


                  التعليق على ما حدث
                  فى مخيم الوحدات

                  قلت لكم مراراً

                  أن الطوابير التي تمر في استعراض

                  عيد الفطر والجلاء

                  (فتهتف النساء في النوافذ انبهارا

                  لا تصنع انتصاراً

                  إن المدافع التي تضوي على الحدود في الصحارى

                  لا تطلق النيران.. إلا حين تستدير للوراء

                  إن الرصاصة التي ندفع فيها ثمن الكسرة والدواء

                  لا تقتل الأعداء

                  لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهاراً

                  تقتلنا، وتقتل الصغارا

                  قلت لكم

                  لكنكم.. لم تسمعوا هذا العبث

                  ففاضت النار على المخيمات

                  وفاضت الجثث !

                  الطفلة هدى غالية

                  التى فقدت أسرتها كاملة

                  على شاطئ غزة

                  بقصف إسرائيلى غادر !


                  و هكذا فإن

                  ما يكتنف الظروف الراهنة ...و ما يبدو من مقدمات للأسوأ...
                  يثبت و أكثر مما كان متوقعا أن ذلك التصالح سيبقى مرفوضا.
                  فكلما زادت مجازر العدو ...و سالت دماء عربية

                  ظلما و عدوانا ...كلما رفضت الشعوب سلاما زائفا
                  ممن يسرقون الأرض و الثروات و يحتلون الاوطان بالذبح و التهجير ....

                  من هناا أيضا كلما مر الزمن إزدادت قصائد أمل إنتشارا ...
                  و تجددا ... إنتصارا للمبادئ و تراث الأمة و كرامة الارض
                  و قيمة الإنسان ... و إستشرافا لمستقبل آمن حر !!!

                  شخصية أمل دنقل


                  يبدو أمل دنقل فى العموم إنسانا متحجرا ...
                  لا يعرف العواطف حتى أن زوجته عبلة الروينى ..
                  .الصحفية و الناقدة المعروفة قالت عنه في كتابها الشهير
                  الجنوبى أنه كان شديد الصلابة كالجرانيت الصخرى فهو
                  قادر دائما على كتمان إنفعلاته ...بل و إظهار عكسها ّّ!
                  بينما المدقق فى شخص أمل دنقل يرى انه خدع الجميع ...
                  فذلك القناع الزائف الذى أخفى به ملامحه ...أخفى أيضا الوجه
                  الحقيقى للشاعر الإنسان المتدفق عاطفة و حبا ....


                  و هذا ما أدركته الصحفية الشابة آنذاك عبلة الروينى
                  حين التقته فرأت بقلبها إنسانا يملك وجدانا جياشا ...
                  يتوارى خلف اسلوب حياة يتميز بالحدة و السهر و السخرية

                  و الخشونة فقالت :كتب أمل لصديق له هذه الكلمات

                  فخلته يكتب عن نفسه

                  كنتَ دائم الخوف من أن يكتشف الناس

                  كم انت رقيق فيدهسوك بسنابكهم !

                  عرف أمل دنقل الحب ...و خفق قلبه فتزوج من عبلة الروينى
                  و هو المعارض لمؤسسة الزواج ...الفقير ...المنطلق في حياة عشوائية صعبة ...
                  لم تتزوج عبلة الرويني بعد وفاة أمل ...و حرصت على نشر إ
                  نتاجه و التذكير به ساستمرار ...و كان كتابها الجنوبى
                  بمثابة قبلة وفاء و إخلاص لمن احبته إنسانا ...و شاعرا !


                  و هذا نموذج لشعر أمل العاطفي ...الذى عشق العيون الخضر

                  نسبة لشقراء احبها فى بواكير الصبا ...

                  فاضاعها منه الفقر ...

                  و ذات يوم ...صادف شبيهتها !


                  شبيهتها

                  انتظرى !

                  ما اسمك ؟

                  يا ذات العيون الخضر و الشعر الثرى

                  أشبهت فى تصورى

                  (بوجهك المدور )حبيبة أذكرها ...أكثر من تذكرى

                  يا صورة لها على المرآة لم تنكسر

                  حبيبتى _مثلك _لم تشبه كل البشر

                  أبصرتها اليوم بعينيك ...اللتين صبتا فى عمرى ...

                  طفولة ...منذ اتزان الخطو ...لم تنحسر !


                  يا ظل صيف أخضر

                  تصورى

                  كم أشهر و اشهر

                  مغتربا عن العيون الخضر و الشعر الثرى !


                  نعم ...أمل دنقل ...رغم قناع صخري صلد ...هو إنسان رقيق ...

                  يخشى فقط أن يعرف ذلك احد ...فتنهار هيبة الصعيدى القادم

                  للقاهرة من جنوبها ...و الذى تأثربوالده الى حد بعيد ...
                  و كان عالما من علماء الازهر ...حصل على إجازة العالمية

                  عام 1940 فاطلق اسم أمل على مولوده البكر تيمنا بالنجاح ...
                  فورث عنه امل ملكة الشعر و نهل من مكتبته ا

                  لضخمة أولى مصادر ثقافته ...ثم صار مسؤلا عن أمه و شقيقيه
                  حين توفي والده و لم يكن قد تخطى العاشرة من عمره !
                  فعرف الرجولة و و الالتزام و هو بعد صبى!

                  الفصل الأخير

                  فى حياة الجنوبى !!!

                  باسلوب شيق للغاية تمكنت عبلة الروينى
                  من عرض قصتها مع الشاعر العبقرى ...
                  و التفاصيل الصغيرة التى كونت حياتهما معا ...
                  و معاصرتها لبدايات اشعار كتبها و هما معا
                  وصولا إلى الجزء الأخير و المفجع ...أوراق الغرفة رقم 8
                  و نهاية الصراع مع المرض اللعين و لحظة النهاية !!!

                  زهور


                  و سلال من الورد المحها بين إغماءة و إفاقة

                  و على كل باقة ...اسم حاملها فى بطاقة .

                  تتحدث لى الزهرات الجميلة

                  أن اعينها -اتسعت دهشة –

                  لحظة القطف ... لحظة القصف

                  لحظة إعدامها فى الخميلة !

                  تتحدث لى أنها سقطت من على عرشها فى البساتين

                  ثم افاقت على عرضها فى زجاج الدكاكين او بين يدى المنادين

                  حتى اشترتها اليد المتفضلة العابرة

                  تتحدث لى كيف جاءت الى و احزانها الملكية ترفع اعناقها الخضر

                  كى تتمنى لي العمر و هى تجود بانفاسها الاخرة

                  كل باقة بين اغماءة و افاقة

                  تتنفس مثلى بالكاد ثانية بثانية

                  و على صدرها حملت راضية

                  اسم قاتلها في بطاقة



                  لم ينقطع أمل دنقل طوال فترة المرض عن الشعرفتحول الصراع

                  مثلما قال الشاعر احمد عبد المعطي حجازى... بين متكافئين

                  ....الموت ...و الشعر !


                  و متى القلب ... فى الخفقان ...إطمأن ؟


                  فى أشعار اقتراب النهاية ايضا ....كتب أمل قصيدة بعنوان ضد من ؟

                  كتب عن شيوع اللون الأبيض من حوله فى المستشفى فقال

                  كل هذا الأبيض يذكرنى بالكفن

                  فلماذا اذامت

                  ياتى المعزون متشحين بشارات لون الحداد

                  هل لان السواد

                  هو لون النجاة من الموت ؟



                  لون التميمة ضد الزمن

                  ضد من ؟

                  و متى القلب – فى الخفقان – إطمأن ؟

                  هل حقا غاب أمل دنقل ؟

                  ألسنا معه بعد ... ننتظر الضؤ الطليق ؟



                  و هو القائل

                  آه ما اقسى الجدار...عندما ينهض فى وجه الشروق

                  ربما ننفق كل العمر ...كى ننقب ثغرة

                  ليمر النور للأجيال ....مرة !

                  ربما لو لم يكن هذا الجدار

                  ما عرفنا قيمة الضؤ الطليق !!!

                  رحم الله امل دنقل !


                  بقدر ما حمل هموم الأمة وأضناه ما حل بها من نكبات و أرزاء



                  اللوحة للفنان حامد العدوى .

                  تعليق


                  • #10
                    انتظرى !

                    ما اسمك ؟

                    يا ذات العيون الخضر والشعر الثرى

                    أشبهت فى تصورى

                    (بوجهك المدور ) حبيبة أذكرها ...أكثر من تذكرى

                    يا صورة لها على المرآة لم تنكسر

                    حبيبتى _مثلك _لم تشبه كل البشر

                    أبصرتها اليوم بعينيك ...اللتين صبتا فى عمرى ...

                    طفولة ...منذ اتزان الخطو ...لم تنحسر !

                    يا ظل صيف أخضر

                    تصورى

                    كم أشهر و اشهر

                    مغتربا عن العيون الخضر و الشعر الثرى !


                    *******************

                    مختاراتك سيدتي ليست اعتيادية

                    ويدفعني شوق كبير لكل ما تكتبين

                    لما تحتويه من عنصر المفاجأة

                    وتشويق كبير لمادة خصبة

                    شكرا لأحساسك الكبير بقضايا

                    الشعب العربي المسلوب الارادة

                    وهو الذي يملك اغلى دستور على وجه البسيطه

                    ليقود الحياة والناس الى ما يجعل من هذا الشعب

                    سيد الحياة والمشرع لها .... شكرا لك من صميم قلبي

                    وتقبلي سيدتي ارقى مشاعر الحب والعرفان

                    تعليق


                    • #11
                      خطاب غير تاريخي على قبر صلاح الدين

                      ها أنت تسترخي أخيراً
                      فوداعاً
                      يا صلاح الدين
                      يا أيها الطبل البدائي الذي تراقص الموتى
                      على إيقاعه المجنون
                      يا قارب الفلين
                      للعرب الغرقى الذين شتتتهم سفن القراصنة
                      وأدركتهم لعنة الفراعنة
                      وسنة .. بعد سنة
                      صارت لهم " حطين"
                      تميمة الطفل، وأكسير الغد العنين

                      (جبال التوباد حياك الحيا)
                      (وسقا الله ثرانا الأجنبي)

                      مرت خيول الترك
                      مرت خيول الشرك
                      مرت خيول الملك - النسر
                      مرت خيول التتر الباقين
                      ونحن - جيلاً بعد جيل - في ميادين المراهنة
                      نموت تحت الأحصنة
                      و أنت في المذياع، في جرائد التهوين
                      تستوقف الفارين
                      تخطب فيهم صائحاً : " حطين"
                      وترتدي العقال تارة
                      وترتدي ملابس الفدائئين
                      وتشرب الشاي مع الجنود
                      في المعسكرات الخشنة

                      وترفع الراية،
                      حتى تسترد المدن المرتهنة
                      وتطلق النار على جوادك المسكين
                      حتى سقطت - أيها الزعيم
                      واغتالتك أيدي الكهنة.

                      ***

                      (وطني لو شغلت بالخلد عنه ..)
                      (نازعتني - لمجلس الأمن- نفسي)

                      ***

                      نم يا صلاح الدين
                      نم ... تتدلى فوق قبرك الورود
                      كالمظليين
                      ونحن ساهرون في نافذة الحنين
                      نقشر التفاح بالسكين
                      ونسأل الله "القروض الحسن"
                      فاتحة :
                      آمين .

                      سيدتي الفاضلة :
                      ست الكل زهرة الكاميليا
                      اختيارات موفقة للموضوعات
                      و وكلمة
                      "يبدو امل دنقل فى العموم إنسانا متحجرا ...
                      لا يعرف العواطف حتى أن زوجته عبلة الروينى ..
                      .الصحفية و الناقدة المعروفة قالت عنه في كتابها الشهير ا
                      لجنوبى انه كان شديد الصلابة كالجرانيت الصخرى فهو
                      قادر دائما على كتمان إنفعلاته ...بل و إظهار عكسها ّّ!
                      "فتذكرت بيت الشعر القائل
                      لا تحسبن ضحكي دليل فرحتي
                      للناس اضحك والاسى في مهجتي
                      تقبلي مني كل المحبة والاحترام

                      تعليق


                      • #12
                        ست الكل

                        أمل دنقل ...غائب حاضر !

                        انهارت اسرائيل امام قوة الاصرار المصرى
                        فى حرب 73 وسحقت امام القوات المصرية

                        انهارت اسرائيل امام قوة واصرار
                        ودهاء وايمان حزب الله فى لبنان وزلت

                        الاسرى اليهود فى 73

                        الصبر والامل

                        الفرج قريب

                        سوف ياتى اليوم

                        حياكى الله على الموضوع القوى

                        الذى اثر فينا

                        اشكرك

                        تعليق


                        • #13
                          الأخ العزيز ثامر داود

                          أود لو ترجمت مشاعرى أمام تعقيبك المدهش ...

                          و لكن ...

                          كل الكلمات ...و التعبيرات...هى الآن هاربة ...


                          ببساطة ... أقول لك ...شكرا يا صديقى


                          على مديحك و إطرائك ...و هذا التواصل


                          و الحمد لله أن وفقنى للتواجد هنا ...


                          فى أسرة ورد ...حيث الفن ...و حيث الثقافة ...


                          و من قبلهما ...الترابط و المحبة !

                          تعليق


                          • #14
                            شريرة العزيزة

                            اسعد بتواصلك معى ...

                            أنتظر هذا الشعور بالتقارب الشديد ....

                            و كأننا نفتح نفس الكتب ...و نحب نفس الشعراء و الكتاّب ...

                            و ها أنتى تطالعين معى ذات الصفحات ...

                            فيخالجنا نفس الإحساس الممرور التعيس !!!

                            و لكن ...

                            يبقى الأمل ..


                            ما دام هناك من تهون عليهم

                            حتى الحياة فى سبيل الارض !

                            تقبلى تحياتى و تقديرى .

                            تعليق


                            • #15
                              الأخ العزيز ملك

                              أحييك صديقى على الإضافة المعبرة عن


                              أصالة العرب الكامنة و جذور الإباء و الشمم ....


                              و إذا كان جلد الذات و حسابها يحدث


                              نتيجة للنكسات و الهزائم ...


                              فإن هذا الحساب العسير يدعونا للأخذ بالأسباب


                              مثلما حدث بالفعل فى أكتوبر من عام 1973عام العبور الكبير


                              و ضرب كبرياء العدو فى مقتل !



                              و أيضا عام 2006

                              عندما قصفت صواريخ حزب الله عمق


                              الكيان الإسرائيلى الغاصب ...و ظهرت للعالم


                              هشاشة الجيش الذى لا يقهر ...

                              بارك الله فى جنودنا البواسل ...و رحم شهداء الواجب


                              و اسكنهم فسيح جناته .


                              و حيا الله المقاومة الشجاعة فى لبنان .


                              و بإذن الله تأتى لحظة الأمل ...


                              تحياتى

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                              المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                              المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                              يعمل...
                              X