إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

غرام عاصف و فن خالد

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • غرام عاصف و فن خالد

    غرام عاصف و فن خالد

    أوجست رودان
    1840 - 1917


    1

    اذا ما ذكر اسم اْوجست رودان
    النحات الفرنسى الذى اْذهل العالم
    في كيفية تشكيله للحجرو قدرته الفائقة
    علي إضافة واقعيةلامثيل لها لتماثيله
    و كاْنما من بين اْصابعه التي يغمسها
    في الطين بثقة واقتدارتتدفق ...
    اْحاسيس و تعبيرات العمل المنحوت
    من حركة و توافق عضلي و ملامح
    بل وحتي تجاعيدالجلد
    و تغضنه وصولا لثنايا الملابس
    إلى غير ذلك مما صنع هذا الإسم
    المدوى في عالم النحت الحديث

    اْوجست رودان
    الذى ما اْن يذكر اسمه
    فلابد وحتما ان يذكر اسمها
    كامي كلوديل
    تلميذته التي ارتبطت به بدون زواج
    حتى انتهت قصة حبهماالعاصفة
    بخروج رودان من حياتها


    1

    كامي كلوديل
    1864 - 1943


    فعند صدام الحب مع العبقرية و التنافس الفنى و المهنى
    منى الحب بهزيمة مرة
    فهجر رودان كامي بعد علاقة استمرت
    ما يقرب من خمسة عشرعاما
    لم تتقبل كامي النهايةالمؤسفة
    و لم تستعد عافيتها أبدا
    حتى و إن كان فنها قد بدأ يتحرر
    من تأثير و سطوة استاذها ذائع الصيت
    فكان أن تهاوت حياتها
    و اضطرب تفكيرها وإنتهى بهاالأمر
    بفقدانها صوابها ودخولها مصحة عقلية
    حيث قضت فيها آخرثلاثون عاما من عمرها
    إلى ان غادرت الدنياوحيدة مقهورة و مفلسة


    1

    على موهبتها الفذة
    لم تشتهر كامي كلوديل الا بعد مماتها
    عندما أقام لها
    شقيقها الشاعر الكبير والكاتب المسرحي
    بول كلوديل معرضا إستعاديا
    ضم فيما ضم من أعمالها عملا يحمل اسم
    العمر الناضج
    جسدت فيه نفسها راكعة مجردة من كل شيء
    تستعطف الحبيب المنصرف عنها
    في ضراعة و اْلم



    1

    لاقي المعرض اقبالا كبيرا
    و بداْ النقاد وهواة الفن بحثهم
    عما تركته الفنانة من اْعمال نحت و رسائل
    كما سلطت الجمعيات الإنسانية
    الضوء على ماْساة دفنها حية في مستشفي
    للمجانين من قبل أمها
    التي اْحكمت عليها الحصار و رفضت خروجها
    حتي بعد تعافيها من مرضها
    غير غافرة لها اتجاهها للنحت الذى لا يليق بالنساء
    من وجهة نظرها
    و كذلك ارتباطها برودان بدون زواج
    و بقيت هذه الخصومة قائمة مابينهما
    و لم يخمدها الا الموت


    1

    فى الثانية عشرة من عمرها
    بداْت كامي كلودي لتتجه للنحت
    و كان أول تماثيلها دافيد و جوليات
    و كذلك راْس بيسمارك وراْس نابليون
    و بعد ذلك بعام نحتت تمثالا نصفيا لاْخيها
    بول كلوديل


    1

    و مبكرا ايضا عبرت كامى
    عن قوة و جبروت الموهبة الدفينة
    فقالت أعرف و أثق
    اننى يوما ما سأشكل الحجر
    إن للرخام ضعفه
    و لسوف أهبه قوة الحب


    1

    و هكذا انتقلت الأسرة من ضواحى فرنسا لباريس
    حينها وصفها شقيقها بول بقوله

    واثقة من موهبتها و من جمالها
    جبين رائع و عيون زرقاء ساحرة
    تلك الزرقة النادرة
    التى لا يصادفها المرء
    إلا فى القصص و الروايات


    و هناك تشاركت كامي
    مع بعض الطالبات الانجليزيات
    و بداْت العمل


    1

    و لا تزال بعض أعمال تلك المرحلة
    تعرض في قاعة جمعيةالفنانين الفرنسيين


    1

    و ساقتها الأقدار نحو قصة عمرها نحو رودان
    فتعرفت عليه شابة متحمسة عاشقة لفن النحت
    و كانت قد نحتت رأسه فاْدهشه التمثال
    و أسلوب تشكيله و تعبيراتها المميزة


    1

    و سرعان ما اشتعلت بينهما قصة حب جنونية
    رغم فارق عمر بينهما
    بلغ أربع و عشرون عاما
    و رغم ارتباطه بالعاملة البسيطة
    روز بوريه
    و التى رافقته حتي النهاية
    و كان يقدمها للناس باسم مدام رودان

  • #2
    ست الكل الغاليه
    كعادتنا كشرقيين
    ننتظر بلهفة استكمال قصة
    كامي كلوديل المأساوية و تنبع لهفتنا
    من تعاطفنا مع فنانه استطاعت
    ان تهب الحجر و الرخام قوة تعبير
    بحبها الجارف لفن النحت
    و لم تتمكن من ان تحمي قلبها
    من هذا الحب القاتل
    و في انتظار استكمال هذة القصة الفنيه الرائعه

    تعليق


    • #3
      الفنان القدير محمد ورد
      و لولا منتديات ألهندسة الصناعية ما كنت بحثت و تعمقت و كتبت
      بل لولا ما أهديته أنت لعيون محبى الفنون التشكيلية بشتى اشكالها
      ما كنت توصلت لسبر غور نفسى و كأننى اكتشفتها ها هنا
      اكتشفت كم أحب الفنون و كم أحب الكتابة
      و كيف أجد نفسى أسيرة موضوع
      لو أحببته أعيش تفاصيله و كاأنه أول و آخر موضوع
      و فى كل مرة أتوجس خيفة هل ترانى وفقت
      و لا تلبث أن تأتينى المكافأة منك أولا استاذى الكريم
      ثم من أعزائي أعضاء المنتدى متخصصين و ذواقة
      أنا التى أشكرك أستاذي الفاضل محمد ورد
      و أتمنى للجميع أسعد الأوقات و كل التوفيق

      تعليق


      • #4
        شكرا أختي العزيزة زهرة الكاميليا
        على هذه الأغنية الرائعة التي تفيض حبا و تسيل حزنا
        و كأننا أمام قصيدة لقيس أو عنترة
        و روعة الموضوع لا تكمن في الإبداعات المنحوتة فقط
        و لا في أحداث القصة بل هي نابعة من الإحساس المرهف
        الذي كتبت به و السلاسة التي عرضت بها
        فشكرا لك و كلنا شوق للمقطع الموالي



        يتبع

        تعليق


        • #5
          الغالية زهرة الكاميليا
          اشكرك على الموضوع الجميل
          و القصة ذات المشاعر الجياشة
          التى تمتاز بالمعانى المرتبطة بالاحساس
          و فن النحت
          و طريقتك الممتازة فى سرد الموضوع
          مميزة كعادتك و كما تعودنا منك
          المواضيع القوية و فى انتظار البقية

          تعليق


          • #6
            أوجست رودان

            1

            كامى كلوديل

            1


            جمعهما القدر و الموهبة الفذة
            فعاشت كامي كلوديل مع رودان فى مرسمه
            و توالت أعمالها


            1


            الفجر

            1


            عجوز كفيف يغنى


            1


            كلوثو

            1


            و هو ذروة اْعمالها يصور امراْة
            محت عنها الشيخوخة المريعة اي اْثر
            لجمال اْو معالم اْنثوية
            فصارت لا هى امراْة و لا هى رجل
            إنما الإنسان في المطلق
            مجرد كائن طمست الايام تاريخه
            وأطاحت السنين بهويته
            و كل ما يشكل و يكوّن خصائص الإنسان

            هذا وقد اتهمت كامى رودان بسرقة أفكارها
            و بعض أعمالها و من بينها كلوثو
            اقرب أعمالها اليها



            1


            لطالما رغبت كامي فى نقل أحاسيسها للحجر
            لذا و رغم سيطرتها علي الحركة
            بمقدرة لا تقل عن أسلوب أستاذها رودان
            الا انها هدفت دائما لتثبيت الحركة فى لحظة تحولها
            تعبيرا كانت أو وضعية عضلية
            بمعنى البحث عن البعد الدرامى و لحظة النبض الإنسانى
            فلم تكن معنية بتصويرالأحاسيس كمجرد ذكريات ثابتة
            إنما كخصائص إنسانية دراميةمعبرة
            و هذا ما جسدته بقوة في منحوتة
            المتسامرات
            حيث بدت النسوة و كأنهن في وضعية الحديث
            في صورة ناطقة عضليا و مسرحيا .
            و تجلى هذا الاتجاه التعبيري أوضح ما تجلى فى
            اسطورة ميدوزا
            تحكى الاسطورة اليونانية ان ميدوزا كانت جميلة..باهرة الحسن
            حتى غضبت عليها الآلهة فحولتها إلى إمراة بشعة
            و بدلت شعرها إلى ثعابين مخيفة
            كما أن كل من نظر إليها يتحول وعلى الفور
            لحجر اْصم
            حتي جاء البطل برسيوس
            فقطع راْسها بحيلة ذكية
            ناظرإلى مرآةوليس إليها
            ثم حملها في كيس
            و كلما أراد النيل من عدو
            اْبرز الراْس و حوله لحجر

            رأس ميدوزا
            لكامي كلوديل



            1

            و يبدو بجلاء تركيز كامي
            على ما تحمله نظرات ميدوزا
            من حزن و فزع
            و ذكرى ما كانت عليه من جمال
            و ما قدستحمله ملامحها
            الشخصية من مزيد من دمامة
            و ياْس قادم و اْلم

            بينماراْس ميدوزا لاْوجست رودان
            يتضح في تفاصيله التزامه
            بحدود الاْسطورة
            فبدت حركة بيرسيوس و هو يرفع راْس ميدوزا
            منتصرة بطريقة راقصة
            تقترب من البهلوانية
            مركزا باستمرار علي التناسب
            العضلي و الكلاسيكيةالمعتادة
            لاظهار الراْس مخيفا فحسب


            1


            المصلية

            عمل يعكس بوضوح
            التمزق الداخلى للفنانة
            و شرود الذهن
            و حال الحزن و انعدام الأمل


            2

            و مرت عشر سنوات
            حافلة بالعمل المحموم
            فإنقلب الحب لمشاحنات و خلافات
            و بداْت كامي تعاني إفلاسا ماديا كبيرا
            بينما بداْ رودان يلفت النظرباْول اْعماله
            الرجل ذوالأنف المكسور


            1

            و الفتاة ذات القبعة
            المزينة بالورود


            1

            و هى نفسها روز بوريه

            التى تزوجها فى نهاية المطاف
            لكن قبل وفاتها فقط بثلاث أشهر
            و لم يلبث أن لحق بها بعد زمن قصير أيضا

            و لا زلنا فى خضم الصراع
            الدائر بين الحب و العبقرية

            1

            تعليق


            • #7
              الأخ العزيز ملك

              و دائما أنتظر مرورك الكريم
              و التعقيب الصادق النابع من أخ متذوق للفنون
              و محب للأسرة الرائعة أسرة ة منتدانا
              و صرحنا الفنى الكبير
              أسعدنى كثيرا ان الموضوع نال إعجابك
              شكرا و تقبل التحية و كل التقدير

              تعليق


              • #8
                زهرة الكاميليا كل مواضيعك ممتازه
                و شكرا لك على طريقه تقديم مواضيعك
                الرائعة ادبيا و فنيا

                تعليق


                • #9
                  []الأخ العزيز يوسف


                  يسعدنى مرورك ....



                  ممتنة لتعقيبك ...بهذا الأسلوب الجميل ...المتميز ...


                  لك شكرى ...و تقديرى .
                  [/]

                  تعليق


                  • #10
                    []الأخ العزيز السويدى


                    عندما أجتهد فى موضوع ...


                    وتمر عليه ردود المديح من أسرة منتدانا العزيز ...


                    إن لم اجد شعارك ...و طائر السلام يرفرف ...


                    و تحية الإسلام المميزة ....


                    يبقى الموضوع فى الإنتظار .......



                    صديقنا السويدى ...


                    صديق الجميع بدون استثناء ...



                    شكرا للمرور ...و التشجيع الصادق الكريم .
                    [/]

                    تعليق


                    • #11
                      تسلمين على هذا المجهود والعطاء الرائع
                      الذي لا تفتأين تهدينا كل جديد
                      فكل المعلومات جديدة علي والقصة شيقة
                      ما شاء الله عليك ضربت كم عصفور بحجر بوقت واحد
                      اكيد اني ما راح انسى هالموضوع
                      الف الف شكر لك اختي الغالية زهرة الكاميليا .

                      تعليق


                      • #12


                        عندما أعمل
                        لايعرف الحزن لى طريقا
                        بل أسعد كل السعادة
                        ويعتمل بداخلى حماس هائل
                        مابعده حماس !


                        هذا هو أوجست رودان
                        رائد فن النحت الحديث .



                        ولد فى باريس لأسرة متواضعة
                        فى سن مبكرة تعلم مبادئ النحت
                        فى مشغل جوبلن
                        حيث أذهله ما رآه فقال :

                        شاهدت لأول مرة طين الخزف
                        وخيل الى اني أحلق فى السماء
                        فرحت أصنع قطعا منفصلة
                        أذرعا و رؤوسا و أقداما
                        ثم أصيغ الشكل كاملا
                        فلماإكتشفت فجاة وحدة الجسد
                        أخذتني النشوة !




                        تشجع رودان
                        فتقدم إلى
                        إمتحانات الفنون الجميلة
                        لكنه رسب لثلاث مرات
                        على التوالى !
                        فعمل كحرفى و قاطع أحجار
                        قبل ان يلتحق بأحدالأديرة حيث
                        لاحظ مدير الدير ميوله فشجعه علي النحت .
                        فانصرف رودان الى العمل الفنى
                        فى أعمال ديكورات قصرالأكاديميات
                        و أصبح عضوا فى اتحادالفنانين للديكور
                        الذى كان يضم رسامين كبار

                        مثل ديلاكروا
                        والذى عرف برسومه الطبيعية
                        و جوتييه
                        الكاتب الذى عرف بنظرية الفن للفن .
                        فساهم ذلك فى أن يستعيد رودان ثقته بفنه و بمنحوتاته .
                        فتقدم الى معرض الفنون الجميلة من جديد
                        بتمثاليه

                        الرجل ذو الأنف المكسور
                        والصبية ذات القبعة المكللة بالورود .

                        فلفت ا لأنظار اليه ..
                        و من ثم ..
                        بدأت الرحلة الحقيقية لرودان مع تشكيل الحجر !
                        ثم تمكن من السفر الى
                        إيطاليا .
                        فإطلع على أعمال

                        دوناتيللو
                        و بالطبع
                        مايكل انجلو
                        الذى ترك فيه تاثيراعميقا..






                        و لم يلبث رودان أن قدم تمثاله المفاجاة
                        عصرالبرونز !





                        تمثال اْثار ضجة كبرى
                        لقوة تعبيره و تكامل وتوافق تعبيره العضلى
                        الى حد إتهامه بصب الجبس علي نموذج حى !
                        و لاثبات مقدرته
                        قام بالعمل في حضور مجموعة من الفنانين
                        اْذهلهم بهذا اليسروهذه السلاسة فى تشكيل أعماله
                        منتشيا ...فرحا ..
                        دون أن يلقي بالا لمن
                        رفضوا فنه فى البداية
                        و راحوا يتهمونه
                        بالخروج على الآداب العامة
                        فى تماثيله العارية الفاضحة





                        و هكذا راح نجم رودان يعلو و يعلو
                        فكلفته ادارة الفنون الجميلة
                        - التى لم تقبله يوماضمن طلابها -
                        بتصميم البوابةالرئيسية لمتحف الفنون الجميلة
                        و هو المكان الذي يعرف حاليا

                        بمتحف أورسيه
                        حيث أرادوهامستوحاة
                        من ملحمة الشاعرالايطالي دانتي الذي وصف فيها
                        طبقات الجحيم والفردوس .
                        و يلزم هنا التنويه بأن هذه الرحلة قد سبق اليها
                        الشاعر العباسي
                        ابوالعلاء المعرى
                        في كتابه
                        رسالةالغفران
                        و بالطبع استوحي
                        رودان في هذا العمل ممن سبقوه
                        خاصة مايكل أنجلو
                        و إن كان تركيزه انصب على
                        جحيم دانتي
                        الذي فتنه


                        و مع انه لم يستكملها تماما
                        إلاان غالبية ماأنجزه
                        اشتق كتماثيل قائمة بذاتها
                        من بينها

                        بورجوازيو كاليه



                        التي خلد فيها ذكرىستة من اْبناء مدينة كاليه
                        افتدوا المدينةالمحاصرة
                        من قبل ملك إنجلترا إدوار الثالث
                        حين إنصاعوا لأمره بتسليم أنفسهم ليقتلوا ..
                        مقابل الإبقاء على حياة أهل مدينة كاليه !
                        فتطوع أغنى أغنياءالمدينة

                        EUSTACHE DE SAINT PIERRE
                        ثم تبعه خمسة آخرون ..
                        ليجسد رودان هذه اللحظة النادرة ..
                        لحظة ..امتزجت فيهاالشجاعة بالهزيمة والتضحية !




                        المفكر




                        هذا العمل النحتى العظيم هو من أفضل الأعمال النحتية على مر الزمان .
                        و قد تعمد رودان
                        ألايحصره في شخص محدد أو معروف
                        حتى يتركز الأمر على الإنسان من حيث كونه مفكرا
                        مبدعا ...متاْملا ..و خلاقا .
                        و قد استغرق عشر سنوات من العمل !






                        المتأملة



                        بدأ رودان في صعود درجات الشهرة و المجد في خطوات متلاحقة
                        لم تخل من منغصات النقاد
                        و رفضهم لخروجه عن القواعد الأكاديمية
                        في اتجاه نحت حر ...
                        كان الطين فيه الإمتداد لافكاره و تصوراته ...
                        معبرا به عن مضامين عاطفية شتى ..
                        من حركة.. و ألم ...وقوة ...و أمل !


                        و كلما تقدم رودان خطوة ..
                        تخبطت كامي كلوديل ..
                        و تفاقمت معاناتها !


                        ولقصة الفن ..و الحب
                        و الألم.. و الإبداع

                        بقية
                        هى بدايات النهاية !


                        --3--

                        تعليق


                        • #13
                          []الهادية العزيزة


                          ما أروع زياراتك إلى مواضيعي ....


                          ألمس فيها كل ما يسعد كاتب يتلمس رد الفعل تجاه كتاباته ...


                          فكر مستنير ...و رقة بالغة ...و حماس صادق يحفزني للأفضل باذن الله .


                          و لعل كلمتك انى ضربت بحجر أكثر من عصفور ...ذكرتني كيف أن كاميل كلوديل


                          هىمن أثرت في ...و شغلتني مآساتها ...فلما بدأت العمل ...وجدت رودان

                          حاضرا بالطبع بشدة ...


                          فكان أن عشت معهما .........


                          شكرا عزيزتي .
                          [/]

                          تعليق


                          • #14


                            عتب ...حزن دفين ..ظلم ...و إنكسار

                            نظرة

                            تشى بأحوال الفنانة عاثرة الحظ !

                            تراجعت أحوال كاميكلوديل ...
                            وتراكمت أعمالها
                            إنتظارا للمال اللازم لسكبها فى البرونز ..
                            عاجزة عن التواصل مع أسرتها التى تخلت عنهاتماما !
                            أما الحب ...
                            الحب الذىجمعها بأستاذها
                            لمايقرب من خمسة عشر عاما
                            هذا الحب ...
                            بدأ يشهد مشاحنات و اضطرابات ...
                            حولته إلى كابوس ..و عذاب !
                            وعقدة اضطهاد
                            إلى حد إتهامها لرودان بسرقة افكارها
                            واعمالها مثلما سطا على شبابها




                            يدخل رودان في مراحل جديدة من حياته..
                            ومثله مثل كل مجدد مخلص لقناعاته
                            تحمل الكثير من الأذى

                            و الاستهانة بفنه

                            إلى حد مصارحته بوضوح أن أعماله

                            تعتبر إهانة و تحقير للفن الفرنسى !


                            لكنه ثابر ...كل المثابرة
                            و راح يعمل ...و يعمل
                            غير ملتفت إلا للنشوة التى يجدها
                            حين تتجسد أفكاره

                            منسابة عبر أصابعه المبدعة ...الفنانة !

                            حتى تحول النحت على يديه لفن رفيع ...

                            و ليس مجرد ضربات على أسطح
                            مصقولة !




                            إنه الجسد

                            بكل ما ينطق به داخله
                            من آلام وعواطف جياشة ...
                            و تناقضات إنسانيةيصل بها الفنان إلى حدالسمو
                            كما فى
                            بورجوازيو كاليه
                            و عصر البرونز
                            الذى رمز للإنسان العصرى الجديد المتدفق قوة
                            و أملا و حيوية !
                            كما يصل بها أيضاإلى حد السقوط و التدنى
                            كما فى أوجولين يأكل أولاده !







                            فى الأسطورة القديمة ..عوقب أوجولين لخيانته ..
                            بالسجن هو و أولاده الخمسة ..و بالموت جوعا .


                            مات الأبناء أمامه
                            تضور جوعا
                            حتى اضطر و يا للبشاعة

                            للأكل منهمثم مات فى نهاية الأمر !


                            هكذا رأيتهم جميعًا...
                            يقعون على الأرض الواحد تلوالآخر
                            حتى إنني وقد فقدتُ البصر

                            ألقيت بنفسي على جثثهم التيبلا حراك


                            صارخًا وزاحفًا... ناديتهم ليومين بعدوفاتهم

                            وناديتهم أيضًا وأيضًا،
                            قبل أن يتغلَّب جوعي على ماتبقَّى من ألمي !


                            هكذا تحدث أوجولين
                            عن مأساته المريرة
                            نقلا عن دانتى فى الكوميديا الإلهية .



                            وإنه التمرد

                            تمرد فنان عاش الفقرالمدقع
                            جراءالإضطرابات و الحروب
                            فربط النحت بمصير الإنسان المعاصر

                            المهموم بمشاكل الحاضر

                            و المتوجس مما هو آت و قادم !




                            يخرج رودان من اللغط الدائر
                            حول ملامح النصب التذكارى
                            لأديب فرنسا

                            هونوريه دي بلزاك


                            منتصرا لرؤيته الخاصة حيث ركز

                            من وجهة نظره علي داخل الأديب وأعماقه
                            عوضا عن الملامح الخارجية
                            التي انتقدها بعض النقاد
                            و قالوا انها لا تمثل ملامح اْديبهم الكبير




                            أردت أن أبيِّن عبر الشخصية التي أعمل بها
                            ذلك الوسط الذي كان يعيش فيه بلزاك
                            بحيث تظهر من أعماقه
                            شحنة الأفكار التي كانت تتملَّكه
                            و كل ما يعتمل فى داخله !



                            رغم الإحتياج و العوز لم يساوم رودان فى فنه
                            لا في تمثال بلزاك
                            ولا في تمثال دكتور هانو

                            حيث طلب منه

                            تجميل العمل و تبديله .



                            هكذا كانت سيرة حياةأوجست رودان
                            الذى عرف الفشل و صادف النجاح

                            أحب و أصاب ... و اخطأ ..

                            لكنه فى النهاية فنانا ليس كمثله فنان

                            إلا إذا ذكرنا مايكل أنجلو !

                            ترك رودان كنزا من أعمال
                            تنطق بالعفوية و التعبير و الصدق الداخلى
                            نذكر منها ...
                            القبلة ...المسيح و المجدلية ..
                            آدم و حواء ...
                            نصب الأديب الفرنسى فيكتور هوجو ...
                            الرجل الماشى

                            اللص قاطع الطريق




                            و لا مفر من نهاية وشيكة تقترب

                            تابعوا ..

                            -4-

                            تعليق


                            • #15


                              و كلما اقترب رودان من نجاحاته المتتابعة
                              كلما نضب الحب فى قلبه
                              حتي جاء يومهجر فيه تلميذته العاشقة
                              و نبذها ..
                              وكأنه اختار المجد بعيدا عن كامي التى كانت
                              موهبتها تكاد تتحدى عبقريته !

                              ويذكر هنا كيف خاطبه صديقه
                              أنطوان بورديل قائلا
                              بمناسبه إنفصاله عن كامى ...
                              فلنشرب نخبك رودان ...
                              يا عائد إلينا من الجحيم !

                              إلا أن كامى
                              و كما ذكرنا سابقا فإن خروج
                              رودان من حياتها كان مدمرا !
                              أما رودان ..فبرغم الانفصال
                              و زواجه فى نهاية الأمر
                              من روز بوريه فى سن متقدمة ..
                              و رغم أنه بدا ظاهريا
                              قادرا على تحمل فراق تلميذته ا لشابة
                              الا أن هذا الفراق
                              قد اْثر في اعماقه فمااستطاع نسيانها
                              فجعل من ملامحهاالطفولية
                              رمزا لفرنسا الخالدة !





                              دخلت كامي في اْسواْ مراحل حياتها ...
                              لتعيش هاجس أن رودان سوف يسرق افكارها
                              فكانت تقصد ليلا
                              حديقة عامة فى الجوار لتطمربقايا
                              منحوتاتها خوفا من السطو عليها

                              صانع القوالب رودان حتى ينتقم منى
                              حطم فى ورشتي أعمالا كثيرة كنت قدأنهيتها؟

                              ثم تطورت حالتها إلى الأسوأ
                              فراحت فى ثورة غضبتتلف
                              وتكسر أبرز أعمالها !
                              و رغم ذلك
                              فإن ما بقى منها من أعمال غير قليلة
                              كانت كافية للتدليل على عبقريتها
                              والظلم البين الذىواكب حياتها
                              فحرمها من جنى ثمرة موهبتها
                              وهى على قيد الحياة
                              و دليل ذلك تألقها
                              فى آخر مراحل علاقتهما
                              فى عملين
                              كادت أن تضاهى بهما أستاذها القدير !
                              الصبية الجالسة
                              و
                              الحورية عازفة الناى




                              ذلك أنها كانت قد تحررت من سطوةالحب
                              ووجدت لنفسها الخط النحتى الخاص
                              بعيدا عن تاثرها باْستاذهاالذى عشقته
                              و هنا نذكر ما قاله رودان نفسه فى هذاالصدد :

                              لقد وجهتها لطريق يوصل للذهب
                              لكنها توصلت بنفسها
                              إلى ذهب خالص و نقي
                              من نوع آخرويخصها هى وحدها !



                              هكذا شاءالقدر
                              فجمع بين الأستاذ و التلميذة الوالهة
                              نهلا معا من نبع واحد
                              نبع العبقرية و الإلهام والإبداع
                              حتى ضاع وتبخرالحب
                              لصالح مجد و نجاح الأستاذ
                              الذىيصنف اليوم
                              كأعظم نحات عرفه القرن العشرين !



                              إنهارت الفنانة تحت سطوة
                              مجتمع ذكورى باريسى صارم
                              هو الأقوى و القادر على الصمود و البقاء
                              إلا أنها ..و رغم ذلك بقيت ..و عاشت أعمالها ..
                              و لو بعد مماتها ....
                              فخلدتها موهبتها ..حتى ان أحدا
                              لا يمكنه ذكر العملاق أوجست رودان
                              دون أن يذكرها معه
                              كامي كلوديل !



                              رودان فى شرخ الشباب


                              كامي كلوديل
                              صبية في مقتبل العمر




                              إيه ...كامي
                              ولى ّ الشباب و ذوى
                              أين تاهت زرقة العيون الساحرة ؟
                              كيف إنطوى العمر ... بماحمل من بدايات
                              و حماس ... و يقين بالحب ... و الموهبة ؟




                              عزاؤك اليوم كامي
                              تخلصك من صفة طالما ألصقت بك
                              تلميذة رودان العاشقة
                              واليوم
                              تصنفين فى أعداد النابغين الموهبين
                              أعمالك الباقية تحكى عنك
                              فى معرض يخصك وحدك
                              و ليس فى جانب
                              من معرض أستاذك الذى غدرك

                              نذكر أخيرا
                              أن السينما الفرنسية
                              جسدت هذه الدراما الفنية
                              فى فيلم فى آواخر الثمانينات
                              من بطولة إيزابيل ادجانى و جيراردىبارديو








                              إنتهت بعون الله .
                              لكم محبتى .

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                              المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                              المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                              يعمل...
                              X