"أنا شاب لكن عمري ولا ألف عام
وحيد ولكن بين ضلوعي زحام
خايف لكن خوفي مني أنا
أخرس لكن قلبي مليان كلام"
بهذه الكلمات
قدم صلاح جاهين نفسه
في خمسينيات القرن الماضي
ليبدأ مسيرة إبداع دامت نحو ثلاثة عقود
لن تتكرر و ستبقى للأبد.
تحية لروحه في ذكراه الثلاثين
الإبداع عند كثير من المبدعين
ابن المعاناة لكنه عند صلاح جاهين
ابن الفلسفة وأسئلة الوجود والعدم
إبداع حيرة الرؤية الشفيفة
والإيمان بالقضية التي يحملها الفنان
قضية الوطن أو قضية الوجود
وكان جاهين مشغولا بالاثنين
لا يتوقف عن الضحك إلا لينكسر
يوزع نفسه في نفوس كثيرة
وينتشر في كل فن
ليعثر علي الشعر في اللاشعر
صلاح جاهين يأكل نفسه لينمو
في كل ظاهرة ينمو لينفجر.
هكذا وصف محمود درويش عبقرية صلاح جاهين قائلا:
تعرفت عليه منذ تعرفت علي
صواب قلبي الأول
منذ يممت مع أبناء جيلي
شطر الصعود إلي أعالي الأمل.
ولم يكن في مقدور ولد مثلي
أن يسلم يتيم الوطن والهوية
مادامت مصر ذلك الزمان تقدم للعرب
هوية روحهم شعر صلاح جاهين
الذي منح الهوية والوطن
لمحمود درويش
أعطانا الإيمان بعبقرية هذا الوطن
علي لسان بسطاء الناس
الذين نفذ صلاح جاهين إلي روحهم
ومسها مسا خفيفا فإذا هي
تضيء بالعنفوان وتستدعي ميراثها
من الذكاء والمكر لتقف صلبة ساخرة
في وجه ظالميها
تعليق