الفصل الثامن والعشرون
الرسالة الغريبة
في صباح يوم اثنين , حين كنت أتناول الفطور مع هربرت ,
تلقيت الرسالة التالية من ويميك :
(( احرق هذه حالما تقرأها . في مطلع الأسبوع ,
أو لنقل يوم الأربعاء , يمكنك أن تفعل ما تعرفه ,
إن أحببت المحاولة , والآن احرقها . ))
حين أظهرت الرسالة إلى هربرت ووضعتها في النار ,

بيب وهربرت يتبادلان الحديث
رحنا نفكر ماذا ينبغي فعله . قال هربرت :
" فكرت بذلك مراراً وتكراراً , أعتقد أن لدي طريقة
أفضل من اتخاذ بحار التايمز . خذ ستارتوب .
إنه شخص طيب وهو ماهر ومولع بنا ,
كما أنه متحمس وأمين للغاية , هل تذهب مع بروفيس ؟ "
" من دون شك . " إلى أين ؟ "
لم يكن يهم إلى أين سنخرج طالما أن بروفيس سيخرج من انكلترا ,
أي مركب بخاري خارجي نصادفه ويأخذنا على
متنه سيفي بالغرض . كانت خطتنا النزول إلى النهر
قبل يوم من مغادرة ذلك المركب لندن , والانتظار في
مكان هادئ إلى أن يصبح بوسعنا التجذيف إليه .

البحث عن سفينه اجنبيه
وافق هربرت , فخرجنا بعد الفطور نستعلم عن
مواقيت انطلاق المراكب البخارية ,
فعلمنا أن مركباً إلى هامبورغ يناسب غرضنا تماماً .
كان ستارتوب في غاية الاستعداد لمساعدتنا ,
فسيجذف هو وهربرت , بينما أتولى أنا الدفة .
وكان على هربرت تحضير بروفيس للهبوط إلى
ضفة النهر يوم الأربعاء حين يرانا نقترب , وليس قبل ذلك .
بعد إتمام هذه الترتيبات عدت إلى البيت ,
ولدى فتح باب الشقة , وجدت رسالة في الصندوق موجهة إلي ,
تقول ( إن كنت لا تخشى المجيء إلى المستنقعات الليلة
أو ليلة الغد في التاسعة , وأن تأتي إلى المنزل الصغير المجاور
لمحرقة الكلس , فالأفضل أن تأتي . إن كنت تريد معلومات
بشأن بروفيس , فالأفضل أن تأتي دون أن تخبر أحداً ,
أو تضيع الوقت . عليك المجيء بمفردك . ))
كان ذهني مثقلاً بما فيه الكفاية قبل وصول هذه الرسالة الغريبة ,
فلم أعرف ماذا أفعل الآن . تركت رسالة إلى هربرت
أخبرته فيها بأنني قررت القيام بزيارة قصيرة للآنسة هافيشام ,
وأنني استقليت العربة إلى المدينة .
حل الظلام قبل وصولي إلى هناك , تجنبت الإقامة في البلو بور ,
فنزلت في نزل أصغر في المدينة , وطلبت بعض العشاء ,
وبعد أن تناولته ارتديت معطفي وتوجهت إلى المستنقعات مباشرة .
كانت ليلة مظلمة , تهب فيها رياح حزينة ,
وكانت المستنقعات موحشة للغاية . وبعد سير طويل ,
شاهدت نوراً في المنزل الصغير القريب من الكلاسة .
أسرعت نحوه وقرعت الباب . لم يكن هنالك جواب ,
فقرعت ثانية , كذلك لم يأتني جواب , عندئذ جربت
المزلاج فارتفع تحت يدي وانفتح الباب . نظرت إلى الداخل ,
فرأيت شمعة مضاءة على طاولة ومقعد , وسرير .
ناديت بصوت مرتفع : " هل يوجد أحد هنا ؟ "
لكن صوتاً لم يجب على ندائي , ناديت ثانية ,
وحين لم ألق جواباً , خرجت لا أدري ماذا أفعل .
كانت بدأت تمطر , فعدت إلى المنزل ووقفت عند المدخل .
ثم أُطفئت الشمعة فجأة , والشيء الآخر الذي علمته هو
أن أحدهم ألقى بحبل فوق رأسي وأوثق يدي إلى جانبيي .
سمعت صوتاً يقول : " والآن , قبضت عليك . "
صرخت مقاوماً : " ما هذا ؟ من هذا ؟ النجدة ! النجدة ! "
الرسالة الغريبة
في صباح يوم اثنين , حين كنت أتناول الفطور مع هربرت ,
تلقيت الرسالة التالية من ويميك :
(( احرق هذه حالما تقرأها . في مطلع الأسبوع ,
أو لنقل يوم الأربعاء , يمكنك أن تفعل ما تعرفه ,
إن أحببت المحاولة , والآن احرقها . ))
حين أظهرت الرسالة إلى هربرت ووضعتها في النار ,

بيب وهربرت يتبادلان الحديث
رحنا نفكر ماذا ينبغي فعله . قال هربرت :
" فكرت بذلك مراراً وتكراراً , أعتقد أن لدي طريقة
أفضل من اتخاذ بحار التايمز . خذ ستارتوب .
إنه شخص طيب وهو ماهر ومولع بنا ,
كما أنه متحمس وأمين للغاية , هل تذهب مع بروفيس ؟ "
" من دون شك . " إلى أين ؟ "
لم يكن يهم إلى أين سنخرج طالما أن بروفيس سيخرج من انكلترا ,
أي مركب بخاري خارجي نصادفه ويأخذنا على
متنه سيفي بالغرض . كانت خطتنا النزول إلى النهر
قبل يوم من مغادرة ذلك المركب لندن , والانتظار في
مكان هادئ إلى أن يصبح بوسعنا التجذيف إليه .

البحث عن سفينه اجنبيه
وافق هربرت , فخرجنا بعد الفطور نستعلم عن
مواقيت انطلاق المراكب البخارية ,
فعلمنا أن مركباً إلى هامبورغ يناسب غرضنا تماماً .
كان ستارتوب في غاية الاستعداد لمساعدتنا ,
فسيجذف هو وهربرت , بينما أتولى أنا الدفة .
وكان على هربرت تحضير بروفيس للهبوط إلى
ضفة النهر يوم الأربعاء حين يرانا نقترب , وليس قبل ذلك .
بعد إتمام هذه الترتيبات عدت إلى البيت ,
ولدى فتح باب الشقة , وجدت رسالة في الصندوق موجهة إلي ,
تقول ( إن كنت لا تخشى المجيء إلى المستنقعات الليلة
أو ليلة الغد في التاسعة , وأن تأتي إلى المنزل الصغير المجاور
لمحرقة الكلس , فالأفضل أن تأتي . إن كنت تريد معلومات
بشأن بروفيس , فالأفضل أن تأتي دون أن تخبر أحداً ,
أو تضيع الوقت . عليك المجيء بمفردك . ))
كان ذهني مثقلاً بما فيه الكفاية قبل وصول هذه الرسالة الغريبة ,
فلم أعرف ماذا أفعل الآن . تركت رسالة إلى هربرت
أخبرته فيها بأنني قررت القيام بزيارة قصيرة للآنسة هافيشام ,
وأنني استقليت العربة إلى المدينة .
حل الظلام قبل وصولي إلى هناك , تجنبت الإقامة في البلو بور ,
فنزلت في نزل أصغر في المدينة , وطلبت بعض العشاء ,
وبعد أن تناولته ارتديت معطفي وتوجهت إلى المستنقعات مباشرة .
كانت ليلة مظلمة , تهب فيها رياح حزينة ,
وكانت المستنقعات موحشة للغاية . وبعد سير طويل ,
شاهدت نوراً في المنزل الصغير القريب من الكلاسة .
أسرعت نحوه وقرعت الباب . لم يكن هنالك جواب ,
فقرعت ثانية , كذلك لم يأتني جواب , عندئذ جربت
المزلاج فارتفع تحت يدي وانفتح الباب . نظرت إلى الداخل ,
فرأيت شمعة مضاءة على طاولة ومقعد , وسرير .
ناديت بصوت مرتفع : " هل يوجد أحد هنا ؟ "
لكن صوتاً لم يجب على ندائي , ناديت ثانية ,
وحين لم ألق جواباً , خرجت لا أدري ماذا أفعل .
كانت بدأت تمطر , فعدت إلى المنزل ووقفت عند المدخل .
ثم أُطفئت الشمعة فجأة , والشيء الآخر الذي علمته هو
أن أحدهم ألقى بحبل فوق رأسي وأوثق يدي إلى جانبيي .
سمعت صوتاً يقول : " والآن , قبضت عليك . "
صرخت مقاوماً : " ما هذا ؟ من هذا ؟ النجدة ! النجدة ! "
تعليق