

ما سر هذه الرسالة ؟
وما هى قصتها وزجاجة العطر ؟
ومن هو كاتب هذه الرسالة ؟
وإلى من أرسلها ؟

إنها رسالة كُتبت على ورقة من أوراق الورد
كتبها الأديب مصطفى صادق الرافعى إلى محبوبته
متوهما أنها تبادله الحب .. الأديبة مى زيادة
ولقد كتبها فى كتابه
( أوراق الورد .. رسائلها ورسائله)

فنجد على أوراق الورد ينثرُ الرافعيُ في كتابه
قطرات من ندى العشق الممزوج بعطر جمالِ محبوبتيه
في صورة طائفة من الخواطر المنثورة في فلسفة الحب والجمال التي أنشأها؛
ليصف حالةً من حالاته ويثبت تاريخًا جديدًا في سطور حياته
عنوانه رسائل من محبٍ إلى محبوبته

وقد اشتق الرافعى من وحي جمال محبوبته ألفاظ كتابه
فهو يمزجُ في هذا الكتاب بين فلسفة الحب
وبين صوفية النظرة في طلب ذلك الحب،
ويحملُ من خلاله طاقة إبداعية تصور بلاغة فن الإنشاء
في وصف لغة الحب الوجداني.
ويجمع الرافعي في هذا العمل بين ملكة الأديب الذي يصوغ
أحاسيسه ومشاعره ويودعها في قالبٍ فني، ومنطق الفيلسوف
الذي يرى أن ذروة المنطقية في الحب كامنة في عقليته.

وكتاب أوراق الورد كُتب بأسلوب نثري وشعري رائع
وهو يعتبر تكملة للكتابين الأولين للمؤلف -رسائل الأحزان- والسحاب الأحمر،
والكتب الثلاثة من الكتب النادرة في مجالها وأسلوبها في الأدب العربي.
يقول الرافعي : هذا الديوان من الرسائل تكملة على كتابين خرجا من قبل
هما رسائل الأحزان-والسحاب الأحمر-
وأوراق الورد هذه تطارحها شاعر فيلسوف روحاني
وشاعرة فيلسوفة روحانية
وكلاهما يحب صاحبه كما يقول الفيلسوف ابن سينا باعتبار عقلي،
وسيرى القارىء فلسفة حبهما في بعض ما يأتي في هذا الكتاب
وهذا الكتاب يظهر المعنى الراقي للحب ... المعنى السامي ....
واذ بك وانت تقرؤه تسمو نفسك إلى عالم آخر ....
عالم روحاني يرتقي بالنفس ويذهب بها بعيدا عن العالم المادي
الذي تشوه فيه معنى الحب وتحول إلى مجرد بحث عن إشباع شهوة ..
كلماته المليئة بالعواطف, تعابيره ,ذوبانه في حبيبته وكل ما يتعلق بها

بين يدى الرسائل
إن أوراق الورد طائفة من رسائله
ولكنها رسائل لم تذهب إليها مع البريد
بل كانت من الرسائل التي كان يناجيها بها في خلوته
ويتحدث بها إلى نفسه ....
إلا رسالتين أو ثلاثة مما في أوراق الورد.....
فلما أتم تأليقها وعقد عقدتها بعث بها إليها في كتاب مطبوع
بعد سبع سنين من تاريخ الفراق...

يبدأ أوراق الورد بمقدمة بليغة في الأدب
يتحدث المؤلف فيها عن تاريخ رسائل الحب العربية
بأسلوب هو أسلوبه، واحاطة هي احاطته
وسعة اطلاع لا تُعرف لغيره
وهذه المقدمة وحدها باب طريف من أبواب الأدب
تذكر قارئها ذلك النهج البارع الذي نهجه الرافعي المؤرخ
في كتابه تاريخ آداب العرب.
ثم مقدمة الرسائل وفيها سبب تسمية الكتاب
ثم يمضي في هذه المقدمة يتحدث عن
حبه وآلامه في الحب ورأيه فيه.

ويقول الرافعى
من أراد أوراق الورد على أنه قصة حب في رسائل لم يجد شيئا....
ومن أراده رسائل وجوابها في معنى خاص لم يجد شيئا ......
ومن أراده للتسلية وإزجاء للفراغ لم يجد شيئا.....
ومن أراده نموذجا من الرسائل يحتذيه لم يجد شيئا....
ومن أراده قصة قلب ينبض بمعانيه على حاليه في الرضا
والغضب ويتحدث بأمانيه عن حاليه في الحب والسلوان
وجد كل شيئ....

وكما تجد الأم سلوتها في ولدها العزيز عن الزوج الحبيب الذي طواه الموت ....
وجد الرافعي العزاء في أطفال معانيه
يرحمه الله لقد مات ولكن قلبه ما زال حياً
ينبض يتحدث عن آلامه وأشواقه
في قلب كل محب يقرأ كتابه
فيجد فيه صورة من قلبه وعواطفه وآماله....

تابعونى
مع رسالة زجاجة عطر

تعليق