إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسالة غرام فى زجاجة عطر

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31





    وأعرف للبحر في نفسي كلامًا؛ فهو يوحي إليَّ:
    أن تجدَّدْ تجد في آمال قلبك كأمواجي لكيلا تمل فتيأس؛
    وتحرك … تحرك في نزعات نفسك كتياري لئلا تركد فتفسد،
    وتوسع توسع في معاني حياتك كأعماقي لئلا تمتلئ فتتعكر،
    وتبحر تبحر في جوك الحر كرياحي لئلا تسكن فتهمد.



    كن مثلي جبار الحياة مجتمعًا من ألين اللين وأعنف القوة،
    كن مثلي قديس الحياة واسع الروح
    نظيف المادة مستعينًا لواحدة بواحدة …
    كن مثلي جميل الحياة ثابتًا على الرقة والصفاء،
    وإن من وراء شاطئيك الرمال والحجارة
    وطين الأرض وناس الأرض…



    كن مثلي حر الحياة محتفظًا بالسعة والحركة والعمق،
    كن مثلي إلهي الحياة ليس بينك وبين السماء
    شيء يحجبك أو يحجبها،
    وعلى وجهك دائمًا أنوار الشمس والقمر والكواكب،
    كن مثلي شاب الحياة فلن تهزم أبدًا إذا أثلجت روحك بالرضا
    فتبلل شبابك بأندائها، فعمرك كله عمر الفجر!



    ولكن أيها البحر! ما هذا البريق الذي تسطع به
    حتى لكأنك تحت الشمس أرض من الزمرد والفيروز والماس؟

    وما هذه الرقة في هذا الأديم الذي تتعرى به
    حتى لكأن كل موضع فيك عليه بضاضة وإشراق ؟



    بل ما هذا التوحش في هذا الموج الذي تزأر به زئيرًا يتردد في كل نواحيك
    حتى لتلوح كل موجة من كل موجة كأنما هي لبد أسود بيض
    غاطسة في الماء يحمل بعضها على بعض للقتال؟




    وما هذا الهدوء ساعة تستقر في جو خافت كهمس التسبيح
    فتبدو كقلب المؤمن رسب في أعماقه اضطراب الظن بالحياة،
    وطفا على اطمئنان التوكل على لله؟



    وما هذه الثورة ساعة تستقر في جو صاخب كمعمعة المعركة،
    فتظهر كالمخبول ثارت خواطره فهن كأمواجك مبعثرة طائرة،
    وكأن زوبعة سكنت فيها؟

    ولكن أيها البحر! هل يقال لك: ما هذا؟ وما هذه؟
    كلا، فما أنت إلا كذلك الجمال المعشوق:
    يسطع ويرق ويتوحش ويهدأ ويثور،
    وله الأشعة الزاهية البراقة، والعري الحريري المخمل،
    والزئير والهمس، والأعاصير والزوابع،
    ثم لا يسأل في كل هذا ولا مرة واحدة: ما هذا؟
    وفي كل هذه ولا مرة واحدة: ما هذه؟



    ورأيت يا حبيبتي هذا البحر مضيئًا ممتدًا
    كأنه نهار أبدى أمسكته الدنيا؛ لينير النور
    في قلوب أهلها فإن النور يظلم فيها.

    ورأيته كالمعاني الندية بثها الله من رحمته
    في جفاف الحياة ومعانيها،
    ورأيته استواء واحدًا في وضع الجمال،
    ليس فيه موضع أعلى من موضع.



    ورأيته دائم الترجرج كأنه متهيئ أبدًا؛
    ليسكب معانيه في فكر الناظر إليه.

    ورأيته لا يحمل أن يوضع لإرادته حد
    فهو دائمًا يصدم الشاطئ كأنه يقوله له:
    اذهب من هنا …!



    رأيت فيه كل هذا؛
    لأن مثل هذا كله في جمالك أنت وفي معانيك.
    فأنت بجمالك المشرق لمعة من نهاري.
    وأنت بعواطفك رحمة من الله لقلب لولاك لجف.
    وأنت بحسنك لؤلؤة كلها وضع واحد في الحسن.
    وأنت دائمة الترجرج في خواطري دائمة الانسكاب في قلبي.
    وأنت لا تحتملين أن أضع شاطئًا لإرادتك.
    وأنت، أنت، أنت …








    نتابع

    تعليق


    • #32





      يوم النوى
      يا ظلة الموج يطغى البحر منتفضاً ***** بها، كأن جبل فى البحر يقتلع
      تظن زلزلة فى الماء قد جلست ***** أو لا، فزوبعة فى الماء تضطجع



      تقلقلت،فاستطارت فانثنت،فهوت ***** فأطبقت، فارتمت كالرعب تندفع
      على غريق بحبل الماء معتصم **** والحبل فى لمسات الكف ينقطع



      له بقية روح فى أصـابعـه ***** ينازع الموت فيها وهى تنتزع
      بين الحياة وبين الموت مرتكس ***** يقيئه البحر أطواراً ويبتلع
      أذاك أعظم هؤلاء فى فجيعته ***** أم المحبون فى أحبابهم فجعوا؟



      يا لطف نفسى للعشاق! تحسبهم ***** يوم النوى نزعت من قلوبهم قطع
      الحب قاتلهم بالصبر إن صبروا ***** والحب قاتلهم بالهم إن جزعوا



      إن ودعوا ذاهباً لم تلق حزنهمو ***** من أنه سار، بل من أنهم رجعوا
      ربى، متى تهب الأحزان مخترعاً ***** فى هذه الأرض للنسيان يخترع؟







      نتابع

      تعليق


      • #33






        من قلمها
        «وهذه فصول منتزعة من بعض رسائلها
        نشرناها مقتضبة تلمح بمعانيها لمحًا؛
        ليكون في هذا الاقتضاب شيء من الإبهام،
        فتكون مع الإبهام كأنها لم تنشر …
        ما دامت هي لم تكتبها لتنشر كما تزعم».



        *فلسفة تأخير الرد
        *طفولة فلسفية
        *قياس الأشياء في الحب
        *البربرية
        *السيد
        *السيد أيضًا
        *هو المرض ولكن
        *جو طليق وحرية
        *افتح للشمس
        *من بعيد



        فلسفة تأخير الرد
        أخرت جواب رسالتك؛ لتجيب عني بظنك،
        وستجيب بأنواع متناقضة مما يسوؤك ويسرك،
        وتضع فى أجوبتك مائة «نعم» ومائة «لا»...



        ثم يأتيك بعد كلامي فينزل من نفسك منازل لا منزلة واحدة؛
        إذ تقابله بكل ما قدرت في نفسك من قبل،
        فيسرك على قدر ما أحزنت هذه النفس،
        ثم يعطيك من اليقين ما يسرك من ناحية بإثبات الحقيقة،
        ومن ناحية أخرى بمحو الظن!
        هذه سياسة بعض ما يحتاج إلى الشرح
        في بعض علاقات النفوس يكون السكوت الطويل فيها
        هو أول شرح للكلام الذي يأتي بعده …
        يفسره تفسيرًا غير مكتوب …!









        نتابع

        تعليق


        • #34





          طفولة فلسفية
          أظن هذه الفترة التي انقضت في سكون ظاهر كانت كلها أحاديث،
          أحاديث طويلة لو تعلم.
          إذا أنا سألتك مرة: أين البرهان؟
          لم يعجزك أن تأتي به من بلاغتك،
          وقد لا تكون ثمة قضية يقوم برهانها،
          ولكنك تجعل البلاغة الساحرة نفسها قضية على ما ترسم،
          كأنك مهندس منطق … وبذلك تطمئن دائمًا؛
          لتأثيرك قوة براهينك، أي لإقناعي أنا راضية أو غير راضية …



          أما أنا فأقدم برهاني بسذاجة الأطفال
          الذين لا يعرفون ولا يستطيعون إلا أن يكونوا أطفالًا …
          وأقوى برهان الطفل أن يكون الطفل نفسه برهانًا عليه،
          فما عساك تقول؟ أترى الطفل هو عندك أيضًا قضية بلاغة؟



          لله من الكناية إليك!
          ما أشدها طربًا وأشدها صعوبة في وقت معًا!
          فأنا أخاف لأنك تستشف من الأحرف
          ما لا يتبينه سواك من الصفحات،
          وغريب أنني — مع شدة هذا الخوف — لا أكاد أمسك القلم
          حتى أسير به أو يسير بي أو نسير معًا:
          ليس في أحدنا تروية ولا حذر، كأنني أخاطب نفسي،
          أو هو يكتب مذكراتي، أي من قلبي لقلبي.
          أتعجبك هذه الطفولة في الحديث؟



          نعم هي ألفاظ كالتي في ألسنة الأطفال،
          لا كتلك التي في الكتب أو في صناعة البيان،
          ولكن إذا أنت لم تغض عن ظاهرها
          فأين إذًا الحفاوة بالمكنونات التي لا يراها
          إلا من خبئت له؟








          قياس الأشياء في الحب
          كم أراك تحتاط بطريقة ناعمة لا تصدم كبرياء النفس إلا قليلًا!
          ولكن أيذهب عنك أنها حين تصدمها قليلًا
          تكون صدمتها وكفى …؟
          ليس كل قليل هو قليلًا ، ولا كل كثير هو الكثير،



          فقياس الأشياء بين الأصدقاء لا يكون في الأشياء ذاتها؛
          بل في صلة الإحساس التي تكون في أنفسهم:
          لأنها إنما تقدر بمقادير الشعور لا بمقادير المادة …
          أما رأيت هذه الصلة الوثيقة أيام كنت مريضًا
          قد جعلتك مريضتين …
          إذا كنت على ثقة من هذه القضية،
          فأنا الآن راضية عن هذه الابتسامة الطويلة
          التي أثق أنك تبتسم بها، وإن كنت لا أراها!






          نتابع

          تعليق


          • #35





            البربرية
            باركت الوخزة التي فجرت منك هذه الآيات الساحرة،
            وكدت أدعو لك بالآلام والأوجاع
            ما دمت لا تكتب إلا من جرح …
            أتعجبك تمنيات هذه الصديقة البربرية؟



            ألا فليهنأ بك هذا القلم الذي أوتيته،
            فإن ما كتبت به سيبقى دائمًا على آفاق
            هذه اللغة سحابة وحي تحمل تنزيلها.
            وتالله من يتذوق طعم هذه الحلاوة التي تقطر بها براعتك؛
            ليظل من بعدها في جوعٍ دائم إليها كجوع الأغنياء للذهب.
            أراك تبتسم الآن بسمة الرضا:
            أفيعجبك ثناء هذه الصديقة البربرية؟






            السيد
            تقول: إن حبك مسرف، وعداوتك مقتصدة،
            وإن هذا الحب كخضوع المستبد، والاستبداد في نفسه قوة،
            فهو إذا خضع كان واثقًا أن خضوعه قوة أيضًا،
            وإن هان وإن ذل.



            يا صديقي السيد … نعم ثم نعم،
            ولكن كلمتك تجعلني أرى في صلتنا هذه نوعًا
            من تطفل الفتاة على سيادة الرجل؛ إذ تقتحم بها الفتاة،
            وإذ تجرؤ على ألا تضع هذه الصلة فوق موضعها الطبيعي؟
            إن هي إلا خضوع وطاعة وعبودية للسيد …
            أليس كذلك أيها السيد؟!




            أما والله إن الرجل مهما يغلب نفسه، ويحملها على الرقة؛
            ليصلها بنعومة الأنوثة من جانبها المصقول الناعم،
            فلا بد أن تغلبه نفسه مرارًا حتى تظهر حقيقته الجافية
            الخشنة التي خلق منها ولها …
            ولو أن حجرًا أحد جوانبه ماس ثمين،
            وسائر جوانبه الأخرى حجر،
            ثم مسته الحياة فتمثل بشرًا سويٍّا؛
            لكان رجلًا متحببًا متظرفًا مثلك يا سيدي،
            وهو من جانب واحد يعتبر الحب، أي الماس،
            ومن ثلاثة جوانب يعتبر السيد أي … أي الحجر …!





            السيد أيضًا
            لا يسؤك أيها الصديق!
            فوالله ما أنا بالتي ترغب الإساءة إلى عدو،
            فكيف بها إلى صديق وإلى صديق عزيز؟
            أيغضب السيد من وصفه بالسيد؟



            ولكن ما كانت الصداقة لتحمل في يدها ميزان العدل لكل كلمة،
            وكل معنى، وكل إشارة؛ بل إنها لتصفح كثيرًا عن كثير
            لتجعل الحق الذي لها أن تستوفيه كاملًا
            كأنه حق عليها تؤديه كاملًا، فتكبر بتسامحها وتنمو.



            كن أنت الحاكم على نفسك انتصافًا؛ لما ظلمت به نفسًا أخرى.
            وإني أهز يدك بقوة تؤكد لك أن حرارة الإخلاص
            هي أبدًا قوية من أنها إخلاص،
            متجددة من أنها قوية، باقية، ما من أنها متجددة،
            وبكل هذا هي الحب وهي الصداقة!






            نتابع

            تعليق


            • #36





              هو المرض ولكن
              نعم هو المرض الذي استحق مني كل هذه العناية،
              ولكنه المرض على أنه في جسمك …
              أنا إنسانية أعطف على كل أحزان العالم،
              ولكني لو تألمت لكل المتألمين؛
              لما أثاروا في نفسي إلا الجزء الأصغر مما تثيره فيَّ آلام صديق.



              لو تألمت بنفسي أو لنفسي لاحتملت،
              ولكن ألمي بك، وشفاءه فيك، فهو ألم وجزع واضطراب،
              أتألم بثلاثة من حيث لا تتألم أنت إلا بأحدها …
              نعم هو المرض الذي أثار فيَّ كل هذا،
              ولكنه المرض على أنه في جسمك!







              جو طليق وحرية
              أنا كما تقول: في الجو الطليق، وفي حريتي المعبودة؛
              يحويني الفضاء وأحويه، ولا قيد ولا حد،
              ولكن مع كل هذا فهناك هناك في الجو جاذبية،
              وهنك للحرية أشواق،
              وما يعين لنا حدود مسراتنا إلا آلامنا …



              أضيفت كلمتك … إلى سجل هفواتك
              في حق هذه المخلوقة التي لا ذنب لها سوى طيبة نفسها،
              ومن استحق أن تكون طيبة نفسه من ذنبه
              فقد استحق أن تكون من عقابه عند نفسه
              أتريد مني التوبة عن أن أكون لك طيبة النفس؟






              نتابع

              تعليق


              • #37




                افتح للشمس
                أعجب لقلبك،
                يأبى إلا أن يحتبس فيَّ هذه الفكرة المظلمة
                التي توهمك أني أسأت إليك،
                وقصدتك بالمهانة …



                هل القلب يعادي صاحبه أحيانًا فيعاديك قلبك،
                ويأبى عليك إلا أن تصروتكابر،
                وتغلق النافذات كلها،
                ثم تذهب تتهم الشمس؟



                ما حيلة الشمس في الحيطان والأبواب التي أنت تقيمها؟
                افتح لها تدخل إليك!








                من بعيد
                أكاد والله أنسى أنني بعيد عنك هذا البعد كله،
                بُعدًا يتقاذف بكلماتي مسافات ومسافات
                إلى أن تؤدي إليك شعوري،
                ولا أعلم هل يسلبها البعد هذه الصيغة الحقيقية
                التي أراها لها وأنا أكتبها،
                وأراها لها حين تتركني ذاهبة إلى البريد؟



                وأنا — على هذا البعد — يوم أقرؤك
                أراك وإنك لأقرب إليَّ ممن هو أقرب إليَّ،
                وأشعر بالكلمات حارة متنفسة بين يدي كساعة كتابتها،
                كأن قلبي كان عندك وأنت تكتبها
                فلما جاءته جاءته على عهده بها!



                هناك — مهما ابتعدت — دائرة أنس لنفسي
                تسكن إليها وتتعلق بها،
                ولا تجعل محيط أفكارها إلا منها،
                فأنا بنفسي في هذه الجهة البعيدة التي تفصلك عني،
                ولكني بها أيضًا في المكان الذي أنت فيه.






                نتابع

                تعليق


                • #38





                  متى يا حبيب القلب

                  ألا يا نسيم الفجر سلم على فجرى ***** فقد غاب فى الليل الطويل من الهجر
                  تضئ الليالى بالنجوم وبدرها ***** وليل الجفا من غير نجم ولا بدر



                  وقفت وماذا أستطيع بوقفتى ***** حسيراً، وأقدار الغرام بنا تجرى؟
                  أدور بعينى نحو كل شعاعة ***** على الأفق فى نجم، أو الأرض فى زهر



                  فيا ويح قلبى! ما له حن كلما ***** تراءى له شبه انتسام على ثغر
                  متى يا حبيب القلب هجرك ينتهى ***** ومن أول الأيام فيه انتهى (صبرى)؟




                  ألا يا نسيم الفجر إن جزت فى الربى ***** خفياً كتسليم الحبيبة فى ســـر...
                  وقامت عذاراها للقياك تنثنى ***** دلالاً وتيهاً فى غلائلها الخضــر...
                  وفتح نوار الغصون جفونه ***** وفيها البقايا الناعسات من الســحر...




                  وأصبحت كالسلوى ترفرف نازلاً ***** سلاماً على قلب الغدير أو النهر...
                  فجئنى بسر الزهر والماء والندى ***** لعلى بها أطفى جوى الحب فى صدرى






                  نتابع

                  تعليق


                  • #39





                    والسلام عليها
                    «وهذه كانت آخر رسائله في حب صاحبته تلك»




                    أحببتها جميلة لأوجد بها الجمال في معاني وذوقي؛
                    ورقيقة لأسيل منها بالرقة في عواطفي ونزعاتي،
                    وظريفة لأزيد بها في نفسي طبيعة مرح وابتهاج،



                    ومتوازنة لتدخل في طباعي الانسجام والوزن وصحة التقدير،
                    وناعمة لتخلص بروحي من خشونة
                    الضرورات القاسية في الحياة،
                    ومتفترة لألقي من تفترها على بعض أيامي
                    فتنقلب حبيبة بما تمنع وتصد،
                    ورشيقة لتهب خيالي سر التوثب والحركة،
                    وجذابة لأجد بها المغناطيس الذي
                    يجذبني في الإنسانية إلى مصدري الأعلى.



                    وأحببتها وهي بجملتها فن وجمال ووحي؛
                    لأرجع وأنا بجملتي حسن وانفعال وإدراك.
                    وكنت كأنما أضرب من الحياة في قفر من المعاني الجافية
                    لا أتوسم نضرة لا أتهدى إلى حقيقة جميلة،
                    فأرسلتها الحقائق السامية التي تعشقها نفسي
                    تقول في جمالها: تعالي إلينا من هنا:
                    إن الطريق من هاتين العينين …!





                    نتابع

                    تعليق


                    • #40


                      لا أقول إنه قد وقف نمو الكلمة السحرية التي تزداد،
                      وتعظم بتجدد الأيام؛
                      إذ كل يوم في الحب هو دائمًا أول حب.


                      … ولا أقول إن ذلك الاسم الجميل
                      قد أنزل عن عرش الفكرة التي كانت تملكه الوجود؛
                      لأنها أملكته القلب.




                      ولا أقول إن الذكرى قد سلط عليها النسيان
                      فصفاها من حوادثها وأيامها.

                      … ولا أقول إن ما كان في النفس جنونًا وعقلًا
                      من معاني الحب قد رجع في النسيان
                      كالكلمة المكتوبة على ورقة حبس في الورقة معناها
                      إلى أن يوجد من يقرؤه فيخرجه.




                      ولا أقول إنها قد بطلت القوة المتضاعفة من الجمال،
                      وكانت تجعل كل ما يؤلم من الناس يؤلم منها هي أضعافًا،
                      وكل ما يسر من الناس يسرُّ منها هي أضعافًا،
                      كأن الذي هو إنساني في الخلق ليس إنسانيٍّا فيها.




                      ولا أقول إنه قد اختفى من ذلك الوجه برهانه
                      الذي كان يقوم بسحره الساحر دليلًا مقحمًا
                      في كل قضايا الحبيبة المتناقضة،
                      فلا تتوافى وهي متناقضة إلا على
                      نتيجة واحدة هي أنها الحبيبة،
                      مهما تأت أو تدع فليس بشيء منها على هوان.





                      ولا أقول إنه ليس بين ما تعجب به وما تزدريه
                      إلا رجعة خطوة منقلبة،
                      وأنها هي قد خطتها فليست هي بعد.

                      … ولا أقول إن روضة الحب قد انتهت إلى أيامها المقشعرة
                      التي تظهر فيها كل أشجارها حاملة من اليبس والتجرد
                      إعلان آخر الفصل …

                      … ولكني أقول … والسلام عليها !





                      هذه كانت مقتطفات من كتاب
                      ( أوراق الورد - رسائلها ورسائله)
                      لمصطفى صادق الرافعى
                      وهذا هو رابط الكتاب لمن يريد قراءة المزيد







                      تعليق


                      • #41
                        الغالية علا الاسلام

                        تسلم عل اختياراتك الرائعة

                        و مجهودك الكبير فى
                        تقديم موضوعاتك
                        بشكل رائع و مميز

                        الرافعى يعد أول من اطلق صرخة
                        اعتراض على الشعر العربى التقليدى
                        في أدبنا و كان ذلك فى سنة 1910
                        فقد كان يقول:
                        "ان في الشعر العربى قيودا
                        لا تتيح له أن ينظم بالشعر
                        كل ما يريد أن يعبر به عن نفسه"
                        وهذه القيود هي الوزن والقافية.
                        فقد كان فارسا فى ميدان النثر الشعرى الحر
                        الذى عبر به عن عواطفه العتيقة
                        التي كانت تملأ قلبه ولا يتعداها
                        إلى تصرفات تخرج به عن حدود الالتزام
                        الأخلاقي والديني كما كان يتصوره.

                        استمتعت بهذه الرحلة الجميلة
                        المفعمة بالمشاعر و الاحاسيس الرائعة
                        التى نفتقدها فى هذا العصر
                        الذى اوشك فيه كل شيئ جميل
                        على الانقراض حتى المشاعر الصادقة .

                        دمت اختى الغالية بكل خير
                        شِكرا لك

                        تعليق


                        • #42
                          ابنتى الطبيبه الطيبه
                          علا الاسلام
                          جمعتى اوراق الورد فى زجاجة عطر
                          فاح عبيرها فملأ الكون حب وخير وسلام
                          عطرتى منتداكى حبيبتى باجمل كلمات اتقالت فى الحب
                          حتى ولو كان الحب من طرف واحد
                          يكفى انه قال لمن يحب مشاعره
                          فالمشاعر الصادقه نادرة الوجود
                          لذلك كان مكانها زجاجة عطر فرنسيه فاخرة
                          نقطه منها تكفى لملأ الدنيا عبير محبه وود واخلاص
                          دمتى طبيبتى الاديبه المؤدبه
                          تعطرى ايامنا بعبير موضوعاتك الراقيه
                          التى تروح عن النفس
                          وتشحن الروح بموجات ايجابيه نادرة الوجود
                          شكرا لك

                          تعليق


                          • #43
                            مي زيادة
                            صاحبة الصالون الادبي الاشهر
                            في تاريخ الادب العربي
                            جمعت في صحبتها مختلف الورود
                            الادبية في عصرها
                            حظت منهم بالحب
                            وحظينا منهم بنتاج الحب
                            اشعار وعطور معبأة في
                            اغلفة من الورد
                            احبها كل رواد صالونها الادبي
                            ولكن لم يملك قلبها
                            واحد منهم
                            بنوتي الجميلة
                            مون مونة
                            تسلم عيونك ومنتقاكِ
                            ودمتِ تسعدينا بكل جميل
                            اثملني عبق عطر
                            رسالة غرام
                            مصطفى صادق الرافعي
                            مودتي وحبي
                            حبيبة قلبي

                            تعليق


                            • #44
                              أختى الغالية أمانى عزت
                              أضاء متصفحى بتواجدك الغالى
                              وتزينت سطورى بردك الطيب وتعليقك الجميل القيم
                              ودى وتقديرى واحترامى
                              جزاك الله كل خير

                              تعليق


                              • #45
                                منى سامى
                                عطرتى منتداكى حبيبتى باجمل كلمات اتقالت فى الحب

                                وإنتِ عسولتى الغالية منمونة دايما معطرة المكان كله
                                بمواضيعك وردودك وتعليقاتك ومشاركاتك الجميلة القيمة المفيدة
                                عطرتى متصفحى ياالغالية يتواجدك العطر
                                وزينتى سطورى بردك وكلامك الجميل الذى أسعدنى
                                أسعد الله قلبك بكل خير .. لك حبى وتقديرى
                                وجزاك الله كل خير

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                                يعمل...
                                X