إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حب في حياة مي زيادة بقلم جابر الخطاب

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حب في حياة مي زيادة بقلم جابر الخطاب

    حب في حياة مي زيادة
    بقلم جابر جعفر الخطاب

    ما زال طيفك يسري معي وكلانا تغمره أشعة القمر الباهتة

    هذه قطعة من خطاب زفه
    أستاذ الجيل لطفي السيد إلى الأديبة مي زيادة
    فماذا يقول جبران خليل جبران
    في نهاية إحدى خطاباته إليها

    ( إن كلمتي لم تزل في قلبي
    وهي كلمة حية مجنحة
    ولا بد من قولها لنزيل بوقعها
    كل ما أوجدته ثرثرتي من ذنوب )

    فتجيبه في رسالة مشبوبة العواطف

    ( تعال ياجبران وزرنا في هذه المدينة
    فلماذا لا تأتي وأنت فتى هذه البلاد التي تناديك
    تعال فأشعة القمر تنير الرمل
    حول أبي الهول وتمرح في موج النيل
    تعال يا صديقي فالحياة قصيرة
    وسهرة على النيل توازي عمرا
    حافلا بالمجد والثروة )

    من نبع هذه الروح الظامئة إلى الحب السامي
    وبهذه الحروف الندية التي تذوب رقة وعذوبة
    كانت الآنسة ماري تخط رسائل الوجد
    إلى جبران فارس الأحلام
    الذي ارتبطت حروفها بشهقات حروفه
    وصبوات قلبها الرقيق
    بترنحات الألم في غربته
    وان كانت أديبة الشرق تكتم حبها لجبران
    وتسدل عليه ستارا من السرية
    رغم معاناتها النفسية وقلقها على فراقه
    لكنها كانت تبدو طبيعية أمام ضيوفها
    في ندوتها الأسبوعية التي كانت ملتقى
    الأدباء ورجال القلم في القاهرة
    فقد كانت تضفي على جو اللقاء
    مسحة من الظرف وتلثم وجوه زوارها
    بعذب الابتسامات ورقة الحديث
    غير أنهم كانوا يتحسسون ما تخفيه
    من الألم الدفين فكان توافدهم الدائب
    على صالونها الأدبي لونا من ألوان
    المشاركة الوجدانية لها وتبديد سحب الأحزان
    المتناثرة في سماء حياتها العاطفية
    ولم تكن ندوة الثلاثاء العامرة في منزلها
    مجرد دعوة رسمية لتدارس شؤون الفكر والأدب
    ينفض بعدها الزوار كل إلى حال سبيله
    بل كانت أسرة أدبية رائعة تسودها العلاقات الودية
    العائلية من حب واحترام وتفقد المشاكل اليومية
    بروح الألفة والوفاء
    وإذا كان الأدب هو الشاطيء الحبيب
    الذي ترسو عليه قلوبهم وهي تحلق
    بأجنحة الشوق مع تنهدات شمس الثلاثاء
    عند الأصيل فقد استطاع أن يربط هذه القلوب الشابة
    بحب الندوة وصاحبتها
    فكانت الخفقات تتسارع لبلوغ ذلك اليوم الجميل
    فهذا الشاعر إسماعيل صبري يعبر عن شوقه
    وانشداده إلى صاحبة الندوة فيقول
    إن لم أمتع بمي ناظري غدا ...لا كان صبحك يا يوم الثلاثاء ِ

    وأمير الشعراء أحمد شوقي
    يعمد في إشارة خفية تعبيرا عن إعجابه
    بمي فيصر على أن تكون سكرتيرة
    لواحدة من لجان المحافل الثقافية
    وإلا فلا يكون الاحتفال
    ومن رواد ندوتها البارزين نخبة طيبة
    من رجال الفكر والأدب مثل
    الدكتور طه حسين ولطفي السيد
    وعباس محمود العقاد
    وغيرهم من نجوم المجتمع
    فكانت تتصدر مجلسهم بطلعتها البهية
    ومنطقها الساحر الذي يجمع بين
    الطرائف الأدبية والذوق الفني الأصيل

  • #2
    وكان الأديب الراحل عباس محمود العقاد
    يرى بأنه لو جمعت الأحاديث
    التي دارت في ندوة ( مي )
    ودونت لتألفت منها مكتبة مصرية
    تضاهي مكتبة العقد الفريد ومكتبة الأغاني
    في الثقافتين الأندلسية والعباسية

    ويضيف بأنه لو جمعت الرسائل
    التي كتبتها (مي) أو كتبت إليها
    في هذا الأدب الخاص لكانت ذخيرة
    لا مثيل لها في آدابنا العربية
    وربما قل نظيرها في الأدب الأوربي
    وإذا تأملنا الجوانب الخاصة
    في حياة الراحلة مي فإننا سنعيش قصتين
    من قصص الحب النقي التي أعطت ثمارها
    صفحات ناصعة من عيون الأدب الإخواني
    وإن لم تخلف في مجال العاطفة
    غير الذكرى المشبوبة بالألم
    وحسبنا ونحن نستعرض هاتين القصتين
    أن نعطي لكل منهما مرحلة تاريخية
    هي المسرح الذي دارت عليه أحداثها

    فالقصة الأولى وبطلها لطفي السيد
    تنتهي مع أفول عام 1920
    حيث أصدرت كتابها ( يا جنة البادية )
    فلم تكن حبا حقيقيا من جانبها
    بل كانت استلطافا منها وحبا من طرف واحد

    أما القصة الثانية في حياتها العاطفية
    التي تجاوبت مع ذاتها الحزينة
    فكانت مع الرسام جبران خليل جبران
    الذي رسمت له في قلبها صورا خالدة
    للحب والوفاء حتى توقف قلب هذا الإنسان الرقيق
    في بلاد الغربة دون أن تكتحل عيناه بوداعها
    ودون أن يسهرا على النيل ليلة توازي العمر بأكمله .

    لقد كان لطفي السيد في حبه لها
    رقيق العاطفة فكانت في دنياه طيفا جميلا
    يداعب خيالات المترنحة في محاريب الجمال
    فلم يكن يفارق ذكراها
    أينما حل وحيثما ارتحل كان يخرج من قرية بعيدة
    على حصانه قائلا
    ( على هذا الخيال أو على هذه الحقيقة
    أرخيت لحصاني العنان يسير على هواه
    حتى أفكر أنا أيضا على هواي
    وأرجو أن يطول مسراي حتى
    لا تنقطع مني سلسلةالخيالات الجميلة )
    وفي تجاوبها العاطفي مع جبران
    نجد صدق الحنين إلى ذلك الإنسان
    البعيد وقلبه الطافح بمرارة الحياة
    وحروفه التي كانت دموع قلبه الجريح
    فقد أمضى جبران في نيويورك
    عشر سنوات حزينة هي عمر قصة حبه الظامئ
    إلى شواطئ الحنان
    سنوات كئيبة شهدت قمة أعماله الأدبية
    في ( النبي ) وذروة حبه العذري
    إلى فتاته التي كانت تبثه النجوى
    في الطرف الآخر من العالم من مصر
    حيث الرسائل التي تذوب لها القلوب
    رقة وانبهارا . لقد عاش حبها مقترنا
    مع الألم حتى وجد في الحزن لذة نفسية
    لأنه يذكره بحبيبته بل تمنى أن يكون مريضا
    في مصر حيث منزل الأشواق الدافئة

    ( حبذا لو كنت مريضا في مصر قريبا
    من الذين أحبهم ..أتعلمين يا مي
    أني في كل صباح ومساء أرى ذاتي
    في منزل ضواحي القاهرة وأراك
    جالسة قبالي تقرئين آخر مقالة كتبتِها
    من مقالاتك لم تنشر بعد ) .

    وفي رسائلها العاطفية إلى جبران
    يطالعنا حياء الفتاة الشرقية المحافظة
    في إطار من احترام القيم الاجتماعية السائدة
    فنراها تحمّل الورقة ما تشاء
    من همسات الحنين وحرارة الشوق لأنها
    سفيرتها إلى فتاها الغائب
    ( كيف أجروء على التلفظ به لأنكلو كنت الآن حاضرا
    لهربت أنا خجلا بعد هذا الكلام
    ولاختفيت زمنا طويلا ) .

    وتظل أديبتنا تكابد لواعج الشوق
    وتباريح الهوى حتى يذوي
    عمر فتاها جبران عام 1931 حيث تطوى بوفاته
    أروع قصص الحب الناصعة البياض
    مخلفة للأدب ثروة فنية وفكرية غنية بالمعاني والعبر .
    بغداد 9/ 12/ 1967

    المصدر كتاب ( الهلال ) نسخة قديمة

    تعليق


    • #3
      []أستاذ جابر خطاب
      انتقاء رائع لحالة رائعة نادرة الحدوث
      اين هذا الحب النقى فى هذا الزمن الصاخب
      الحب الذي بزغت أنواره بين قلبي الأديبين، رغم أنهما لم يلتقيا أبداً

      ( كيف أجروء على التلفظ به لأنك لو كنت الآن حاضرا لهربت أنا خجلا بعد هذا الكلام ولاختفيت زمنا طويلا )
      اسمح لى سيدى بان أكمل هذه الرسالة و التى تعد من أجمل رسائل الحب
      من مى زيادة الى جبران خليل جبران

      ...جبران! لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتحايد كلمة الحب.
      إن الذين لا يتاجرون بمظهر الحب ودعواه في المراقص والاجتماعات،
      ينمي الحب في أعماقهم قوة ديناميكية قد يغبطون الذين يوزعون عواطفهم
      في اللألأ السطحي لأنهم لا يقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر،
      ولكنهم يغبطون الآخرين على راحتهم دون أن يتمنوها لنفوسهم،
      ويفضلون وحدتهم، ويفضلون السكوت، ويفضلون تضليل القلوب عن ودائعها،
      والتلهي بما لا علاقة له بالعاطفة. ويفضلون أي غربة وأي شقاء
      (وهل من شقاءٍ في غير وحدة القلب؟) على الاكتفاء بالقطرات الشحيحة.
      ما معنى هذا الذي أكتبه؟ إني لا أعرف ماذا أعني به، ولكني أعرف أنك محبوبي،
      وأني أخاف الحب. أقول هذا مع علمي أن القليل من الحب الكثير.
      الجفاف والقحط واللاشيء بالحب خير من النزر اليسير.
      كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا. وكيف أفرط فيه؟ لا أدري.
      الحمد لله أني أكتبه على الورق ولا أتلفظ به لأنك لو كانت الآن حاضراً بالجسد
      لهربت خجلاً بعد هذا الكلام، ولاختفيت زمناً طويلاً، فما أدعك تراني إلا بعد أن تنسى.
      حتى الكتابة ألوم نفسي عليها، لأني بها حرة كل هذه الحرية..
      أتذكر قول القدماء من الشرقيين: إن خير للبنت أن لا تقرأ ولا تكتب.
      إن القديس توما يظهر هنا وليس ما أبدي هنا أثراً للوراثة فحسب،
      بل هو شيء أبعد من الوراثة. ما هو؟ قل لي أنت ما هو.
      وقل لي ما إذا كنت على ضلال أو هدى فإني أثق بك..
      وسواء أكنت مخطئة أم غير مخطئة فإن قلبي يسير إليك،
      وخير ما يفعل هو أن يظل حائماً حواليك، يحرسك ويحنو عليك....
      غابت الشمس وراء الأفق، ومن خلال السحب العجيبة الأشكال والألوان
      حصحصت نجمة لامعة واحدة هي الزهرة، آلهة الحب،
      أترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون ويتشوقون؟ ربما وجد فيها بنت هي مثلي،
      لها جبران واحد، حلو بعيد هو القريب القريب. تكتب إليه الآن والشفق يملأ الفضاء،
      وتعلم أن الظلام يخلف الشفق، وأن النور يتبع الظلام، وأن الليل سيخلف النهار،
      والنهار سيتبع الليل مرات كثيرة قبل أن ترى الذي تحب،
      فتتسرب إليها كل وحشة الشفق، وكل وحشة الليل،
      فتلقي بالقلم جانباً لتحتمي من الوحشة فاسم واحد: جبران).
      [/]

      تعليق


      • #4
        فى زمن غارق فى الماديات اصبحت اشعر
        وكأن قصص الحب الرومانسيه نوع من الاساطير
        نفتقد الرقه والرومانسيه وعشق الروح
        والدنا العزيز
        جابر خطاب
        استمتعت برحله العوده الى الماضى
        مع قصة حب الاديبه مى زياده
        شكرا لك
        تقبل تحياتى

        تعليق


        • #5
          رسائل رومانسيه من عالم الاحلام
          يحملها الينا قلب يبفيض بالود
          يعرف كيف يكون الكلم عنوان المشاعر
          تحيه خاصة اليك والدى الغالى
          وشاعرنا المميز جابر الخطاب
          وتحيه انقلها عبر منتدانا الغالى
          لاديبه رائعه حملت بين ضلوعها حب نفيس
          يخلو من اى مصلحة او غايه
          هذا هو الحب الحقيقى
          الذى يندر وجوده فى عالمنا
          فها نحن نحياه فى عالم مى زيادة
          اشكرك على هذه الرسائل الجميلة
          وعلى رحلتنا مع فى عالم الرومانسيه الحالمه

          تعليق


          • #6
            سيدتي العزيزة اماني عزت
            اسعدتني اضافتك القيمة
            في رسالة الأديبة الراحلة

            مي زيادة فقد اضفت على الموضوع متعة ثقافية وفنية عالية
            واني كلما حاولت ان اجد مكانا لهذا الحب
            النقي والطاهر في ميدان الحب العذري
            اجده اعلى منه بكثير ففي الحب العذري يلتقي العاشقان

            ويتناجيان في مضارب القرية والمدينة بعيدا عن اعين الرقباء ولكن هذان الحبيبان لم يلتقيا وكانت الرسائل بينهما بريدا يحمل حرارة الوجد وسمو القيم الإجتماعية انهما حقا مثالا للحب النادر الوجود خاصة في عصرنا الحاضر شكرا على تفضلك مع خالص الإمتنان

            تعليق


            • #7
              ابنتي العزيزة الغالية هند
              عندما نرحل الى اعماق الماضي ونقلب صفحات الزمن الجميل فإنما نستعيد المواقف الإنسانية وقيم الأصالة الرائعة وخاصة في قصة الراحلة مي زيادة التي جسدت اسمى المواقف الأخلاقية في علاقتها
              مع جبران والتي يندر حصولها في الزمن الحاضر شكرا على اضاءتك دمت بعز وسلام

              تعليق


              • #8
                غاليتي وابنتي العزيزة الطيبة منى
                اسعد الله ايامك وطابت اوقاتك
                دفعتي كتابة ابنتي الغالية الدكتورة علا الإسلام الى استكمال الحديث عن الأديبة الراحلة مي زيادة فعدت الى الصحف القديمة التي نشرت فيها موضوعي فوجدتها مصفرة كأنها مريض في غرفة الإنعاش وكلما قلبتها تتناثر قطعها بين يدي فأمضيت يوما كاملا في ترتيبها وطباعتها على الحاسوب انها حقا تجربة فريدة ونادرة في عالم الحب النقي والذي يعلو كثيرا على الغزل العذري فهي تخجل حتى من الرسائل التي تكتبها وهو يتمنى أن يكون مريضا في مصر ليكون قريبا منها سوف تبقى الأجيال تنحني اجلالا لهذا الوفاء بين قلبين تبادلا اسمى آيات الحب ولم يلتقيا على ضفاف النيل كما كانت تتمنى
                ابنتي العزيزة منى لقد نشرت هذا الموضوع بحروف متوسطة حتى لا يأخذ مكانا كبيرا من المنتدى ولكنكم قمتم مشكورين بتكبير الحروف مما ادى الى تداخل بعضها اتمنى فتح زاوية التعديل لأتمكن من فك هذا التداخل مع شكري واعتزازي وخالص امنياتي

                تعليق


                • #9
                  الأستاذ الفاضل .. والدنا المُبجل جابر الخطاب
                  استمتعت بموضوعك الجميل الرقيق عن الأديبة
                  الرقيقة مى زيادة ورواد صالونها الأدبى
                  شاعرنا القدير جابر الخطاب .. لك عظيم تقديرى واحترامى
                  ودمت بخير ودام عطاؤك الجميل الذى يزين صفحات وردنا
                  ويثرى منتدانا بكل ماهو قيم ورائع
                  جزاك الله خير الجزاء

                  تعليق


                  • #10
                    ابنتي العزيزة الغالية علا الإسلام
                    كتابتك القيمة عن الأديبة الراحلة مي زيادة أثارت في نفسي
                    حب البحث في صحفي القديمة عن موضوع مشابه استكمالا
                    للفائدة وتوسيع دائرة المشاركة لما يمثله الحديث عن مي من جاذبية ثقافية
                    رائعة فلك الفضل الكبير علي في نشر مقالتي القديمة هذه واتمنى ان تتواصل مشاركتنا في مواضيع اخرى تحقق تبادل الآراء واستقطاب اكبر
                    عدد من الأقلام في البحث والإضافة وان هذه الشخصية النادرة الوجود على صعيد العلاقات العاطفية تعطي ابعادا انسانية واجتماعية لا مثيل لها على مر الأجيال وتقدم النموذج الأسمى في الأصالة والعفاف شكرا على طيب مشاعرك دمت بعز وسلام

                    تعليق

                    مواضيع تهمك

                    تقليص

                    المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                    المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                    المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                    المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                    المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                    يعمل...
                    X