حب في حياة مي زيادة
بقلم جابر جعفر الخطاب
ما زال طيفك يسري معي وكلانا تغمره أشعة القمر الباهتة
هذه قطعة من خطاب زفه
أستاذ الجيل لطفي السيد إلى الأديبة مي زيادة
فماذا يقول جبران خليل جبران
في نهاية إحدى خطاباته إليها
( إن كلمتي لم تزل في قلبي
وهي كلمة حية مجنحة
ولا بد من قولها لنزيل بوقعها
كل ما أوجدته ثرثرتي من ذنوب )
فتجيبه في رسالة مشبوبة العواطف
( تعال ياجبران وزرنا في هذه المدينة
فلماذا لا تأتي وأنت فتى هذه البلاد التي تناديك
تعال فأشعة القمر تنير الرمل
حول أبي الهول وتمرح في موج النيل
تعال يا صديقي فالحياة قصيرة
وسهرة على النيل توازي عمرا
حافلا بالمجد والثروة )
من نبع هذه الروح الظامئة إلى الحب السامي
وبهذه الحروف الندية التي تذوب رقة وعذوبة
كانت الآنسة ماري تخط رسائل الوجد
إلى جبران فارس الأحلام
الذي ارتبطت حروفها بشهقات حروفه
وصبوات قلبها الرقيق
بترنحات الألم في غربته
وان كانت أديبة الشرق تكتم حبها لجبران
وتسدل عليه ستارا من السرية
رغم معاناتها النفسية وقلقها على فراقه
لكنها كانت تبدو طبيعية أمام ضيوفها
في ندوتها الأسبوعية التي كانت ملتقى
الأدباء ورجال القلم في القاهرة
فقد كانت تضفي على جو اللقاء
مسحة من الظرف وتلثم وجوه زوارها
بعذب الابتسامات ورقة الحديث
غير أنهم كانوا يتحسسون ما تخفيه
من الألم الدفين فكان توافدهم الدائب
على صالونها الأدبي لونا من ألوان
المشاركة الوجدانية لها وتبديد سحب الأحزان
المتناثرة في سماء حياتها العاطفية
ولم تكن ندوة الثلاثاء العامرة في منزلها
مجرد دعوة رسمية لتدارس شؤون الفكر والأدب
ينفض بعدها الزوار كل إلى حال سبيله
بل كانت أسرة أدبية رائعة تسودها العلاقات الودية
العائلية من حب واحترام وتفقد المشاكل اليومية
بروح الألفة والوفاء
وإذا كان الأدب هو الشاطيء الحبيب
الذي ترسو عليه قلوبهم وهي تحلق
بأجنحة الشوق مع تنهدات شمس الثلاثاء
عند الأصيل فقد استطاع أن يربط هذه القلوب الشابة
بحب الندوة وصاحبتها
فكانت الخفقات تتسارع لبلوغ ذلك اليوم الجميل
فهذا الشاعر إسماعيل صبري يعبر عن شوقه
وانشداده إلى صاحبة الندوة فيقول
إن لم أمتع بمي ناظري غدا ...لا كان صبحك يا يوم الثلاثاء ِ
وأمير الشعراء أحمد شوقي
يعمد في إشارة خفية تعبيرا عن إعجابه
بمي فيصر على أن تكون سكرتيرة
لواحدة من لجان المحافل الثقافية
وإلا فلا يكون الاحتفال
ومن رواد ندوتها البارزين نخبة طيبة
من رجال الفكر والأدب مثل
الدكتور طه حسين ولطفي السيد
وعباس محمود العقاد
وغيرهم من نجوم المجتمع
فكانت تتصدر مجلسهم بطلعتها البهية
ومنطقها الساحر الذي يجمع بين
الطرائف الأدبية والذوق الفني الأصيل
بقلم جابر جعفر الخطاب
ما زال طيفك يسري معي وكلانا تغمره أشعة القمر الباهتة
هذه قطعة من خطاب زفه
أستاذ الجيل لطفي السيد إلى الأديبة مي زيادة
فماذا يقول جبران خليل جبران
في نهاية إحدى خطاباته إليها
( إن كلمتي لم تزل في قلبي
وهي كلمة حية مجنحة
ولا بد من قولها لنزيل بوقعها
كل ما أوجدته ثرثرتي من ذنوب )
فتجيبه في رسالة مشبوبة العواطف
( تعال ياجبران وزرنا في هذه المدينة
فلماذا لا تأتي وأنت فتى هذه البلاد التي تناديك
تعال فأشعة القمر تنير الرمل
حول أبي الهول وتمرح في موج النيل
تعال يا صديقي فالحياة قصيرة
وسهرة على النيل توازي عمرا
حافلا بالمجد والثروة )
من نبع هذه الروح الظامئة إلى الحب السامي
وبهذه الحروف الندية التي تذوب رقة وعذوبة
كانت الآنسة ماري تخط رسائل الوجد
إلى جبران فارس الأحلام
الذي ارتبطت حروفها بشهقات حروفه
وصبوات قلبها الرقيق
بترنحات الألم في غربته
وان كانت أديبة الشرق تكتم حبها لجبران
وتسدل عليه ستارا من السرية
رغم معاناتها النفسية وقلقها على فراقه
لكنها كانت تبدو طبيعية أمام ضيوفها
في ندوتها الأسبوعية التي كانت ملتقى
الأدباء ورجال القلم في القاهرة
فقد كانت تضفي على جو اللقاء
مسحة من الظرف وتلثم وجوه زوارها
بعذب الابتسامات ورقة الحديث
غير أنهم كانوا يتحسسون ما تخفيه
من الألم الدفين فكان توافدهم الدائب
على صالونها الأدبي لونا من ألوان
المشاركة الوجدانية لها وتبديد سحب الأحزان
المتناثرة في سماء حياتها العاطفية
ولم تكن ندوة الثلاثاء العامرة في منزلها
مجرد دعوة رسمية لتدارس شؤون الفكر والأدب
ينفض بعدها الزوار كل إلى حال سبيله
بل كانت أسرة أدبية رائعة تسودها العلاقات الودية
العائلية من حب واحترام وتفقد المشاكل اليومية
بروح الألفة والوفاء
وإذا كان الأدب هو الشاطيء الحبيب
الذي ترسو عليه قلوبهم وهي تحلق
بأجنحة الشوق مع تنهدات شمس الثلاثاء
عند الأصيل فقد استطاع أن يربط هذه القلوب الشابة
بحب الندوة وصاحبتها
فكانت الخفقات تتسارع لبلوغ ذلك اليوم الجميل
فهذا الشاعر إسماعيل صبري يعبر عن شوقه
وانشداده إلى صاحبة الندوة فيقول
إن لم أمتع بمي ناظري غدا ...لا كان صبحك يا يوم الثلاثاء ِ
وأمير الشعراء أحمد شوقي
يعمد في إشارة خفية تعبيرا عن إعجابه
بمي فيصر على أن تكون سكرتيرة
لواحدة من لجان المحافل الثقافية
وإلا فلا يكون الاحتفال
ومن رواد ندوتها البارزين نخبة طيبة
من رجال الفكر والأدب مثل
الدكتور طه حسين ولطفي السيد
وعباس محمود العقاد
وغيرهم من نجوم المجتمع
فكانت تتصدر مجلسهم بطلعتها البهية
ومنطقها الساحر الذي يجمع بين
الطرائف الأدبية والذوق الفني الأصيل
تعليق