إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر اللبنانى وديع سعادة ملف كامل

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر اللبنانى وديع سعادة ملف كامل

    الشاعر اللبنانى وديع سعادة ملف كامل
    أهل ورد الغاليين
    أفكر في حياتي
    و في الأثر الذي تركته حتى الآن
    ما الذي يذكرني به أصدقائي
    أقاربي زملائي ؟
    أفكر كثيرا في هذا الأمر
    و أسأل أي طريق أسلك في حياتي
    أتمنى لنفسي العبور السريع
    الذي تحدث عنه

    وديع سعادة العابرون سريعًا جميلون.
    لا يتركون ثقلَ ظلّ ربما غبارًا قليلاً
    سرعان ما يختفي الأكثر جمالاً بيننا
    المتخلّي عن حضوره. التارك فسحةً نظيفة
    بشغور مقعده جمالاً في الهواء بغياب صوته
    صفاءً في التراب بمساحته غير المزروعة.
    الأكثر جمالاً بيننا : الغائب


    أتمنى كثيرا لو لم أكن فى هذا الوجود
    هكذا أترك مكانا شاغرا لأحدهم
    قد يأتي لهذه الحياة و يفعل شيئا جميلا
    أتمنى لو أن قلبي
    تنازل عن مهمته في الاستمرار..
    أفكر كثيرا في قول

    وديع سعادة : أجملنا الذين ليسوا بيننا
    الذين غادرونا خفيفين تاركين بتواضع
    مقاعدهم لناس قد يأتون الآن إلى هذه الحفلة.
    حفلةٌ سخيفة ورغم ذلك لا يترك المتشبثون
    بالإقامة مقعدًا


    صدقا لست أدري من أكون ؟
    و كيف وصلت لهذه المرحلة من اللاشيء ؟
    صدقا لا أعرف كيف أعود لنقطة الصفر
    كي أبدأ حياة جديدة
    حياتي مليئة بالذكريات
    و البشر الذين لم يغادروا أبدا و لن يغادروا

    معذرة لم استطيع اخفاء
    تأثرى الكبير بقصيدة
    العابر من ديوان غبار
    فقد كانت أول ما قرأت له
    و تعرفت عليه من خلالها
    اقتربت منه كثيرا
    و قرأت له الكثير

    كان لزامًا عليّ أن أكتُبَ عنه
    هذا الشاعر العابر كطيفٍ
    كنمسةٍ أهداها لي القدر
    عبَّر عننا جميعًا فأحسن و أوجز
    فصارَ بالنسبةِ لي لا يُشبِهُ أحدًا
    سأتحدث عنه بإحساس مختلف
    كيْفما قرأته و كيفما كَتبِني و كَتبنا جميعًا

    نبدأ الرحلة

    وديع سعادة

    1

  • #2
    نشأته

    دعونا نعيشها معه من واقع كلماته

    يحكى عن نفسه فيقول أنه ولد في العام 1948، في شبطين،
    استعاد في جملة شفهية واحدة صورة إجمالية
    عن الحياة فيها في طفولته وصباه، فقال:
    كان الناس والفلاحون والمواشي والشجر
    يعيشون في نوع من الحميمية، كأنهم عائلة واحدة.
    ويخيّل لي أن الصورة هذه كانت لا تزال على حالها
    منذ ولادة أبي سنة 1910، وعمله فلاحاً "بالفاعل"،
    أي عاملاً زراعياً مياوماً في أراضي أهالي الضيعة.
    وبما يتوفر لديه من عمله هذا، كان يشتري أرضاً حجرية وعرة
    يعمل مع أمي، سليلة عائلة الياس الشبطينيّة،
    على اقتلاع الأشجار البرية منها، لتحويلها
    أرضاً لزراعة التين والزيتون.
    كانت أمي يتيمة الوالدين منذ طفولتها،
    فتولّت شقيقتها الكبرى إعالتها وتربيتها،
    قبل زواجها من والدي في سن السادسة عشرة،
    وكان شقيقها هاجر الى البرازيل وانقطعت أخباره،
    منذ مطلع عشرينات القرن الماضي


    أنا يقول سعادة تلقيت دروس الابتدائية
    بمدرسة الضيعة بشبطين،
    بيتنا كان على تلة بقلب شبطين بس اسمه يعني ظهر الأطلب،
    حي من حي الضيعة، والمسافة ما بين بيتنا والمدرسة
    في حوالي نص ساعة مشي بالحرش بالوادي،
    وبنرجع نطلع كنت بالشتا نروح تحت
    الشتا مشي ونرجع مشي، بالصيف،

    المدرسة تلك لم يكن فيها سوى مدرّس واحد
    علّمه وغيره من التلامذة القليلين
    طوال السنوات الخمس في المرحلة الابتدائية

    ما حدث في غروب ذلك النهار الشتوي من العام 1962:
    دخلتُ الى بيتنا في شبطين،
    فابصرتُ والدي هيكلاً عظمياً متفحماً على كرسي،
    شابكاً يديه إلى ركبته.
    لكن أهالي الضيعة المتجمعين في البيت أخرجوني من الغرفة،
    بعدما انتبهوا الى وقوفي بينهم.

    تعليق


    • #3
      كان والدي يقول وديع سعادة طفلاً في الرابعة في الحرب الأولى.
      أخبرنا عن الجوع والجراد، وذهابه مع كثيرين الى الأحراج
      بحثاً عن عظام يدقّونها بالحجار ليسهل أكلها.
      كسواه جاع وتشرد، وشحذ رغيف الخبز.
      أخبرني أيضاً أن الجوع والتشرد أوصلاه الى طرابلس،
      يطرق الابواب، متسولاً شيئاً يأكله.
      يتذكر أيضاً أن والده كان قاسياً صارماً في تربية أولاده،
      على خلاف أمّه الحنونة. فعندما كان أولاده يلمحونه قادماً
      من الكنيسة نهارات الأحد، كانوا يهرعون فوراً الى داخل البيت.
      كل خطأ يقترفونه كان كفيلاً طردهم من البيت،
      والنوم في العراء، حتى في أيام الصقيع والثلج.
      لكن ابنه الأصغر وديعاً، يعتقد أن والده القليل الكلام،
      كان يحبّه، لأنه صغير البيت، ولا يذكر أنه ضربه مرةً.
      كان يسهر في البيت مع شخص من القرية في أوقات متفرقة،
      غادرناها جميعاً، نحن أبناءه وبناته،
      فبقي وحيداً مستوحشاً منتظراً عودة أيٍّ منا.
      في وقت متأخر من تلك الليلة، رأى جارٌ لنا دخاناً
      يخرج من نافذة غرفة بيتنا، فنادى أهل القرية ودخلوا الى البيت.
      الشخص الذي كان يسهر مع أبي غادر الى دير كفيفان،
      وبلّغ عن الحادثة. حتى اليوم لا أعلم كيف ولماذا احترق والدي.

      تعليق


      • #4
        بيتنا في شبطين قديم، حيطانه ترابية، سقفه تراب.
        البيوت القديمة كانت تليَّس بالطين. بيتنا في داخله

        قناطر. في الشتاء كنا نحدله بالمحدلة، كي لا يدلف

        علينا في الداخل. سماكة حيطانه تبلغ المتر.
        لذا كنت في طفولتي أنام على الحائط، في الشباك.
        اما عن اخوته فيقول كنا عشرة 6صبيان و4 فتيات
        بكْرُ إخوتي الذي يكبرني بثلاثين سنة،
        وحده تعلّم تعليماً معقولاً في معايير تلك الحقبة،

        ما بين الحربين العالميتين، فنال شهادة البكالوريا،

        وأخذ يدرّس في البترون. إخوتي الباقون لم يتجاوز
        أيٌّ منهم شهادة السرتفيكا. أخواتي لم تذهب أيٌّ

        منهن قطّ الى مدرسة.
        لديّ أخ مهاجر في أوستراليا،وآخر في هولندا.

        الباقون يعيشون في لبنان، وتوفي بعضهم.

        أما عن شبطين في بدايات وعيه، فروى وديع سعادة

        أنها ضيعة صغيرة في قضاء البترون،

        قريبة من زان ودريا وكفيفان.

        أهلها في معظمهم من المسيحيين، ومن عائلاتها،
        الى عائلته سعادة، نجم وبدوي وصالح والياس ونون.

        أهل هذه القرى كانوا فقراء يعملون في الزراعة
        ويعتاشون من أرضهم، مداخيلهم الأساسية من
        شتلات التبغ وأشجار الزيتون.
        منذ طفولته وفي صباه عمل وديع نفسه في الأرض،
        غادياً في الفجر، مع أهله وسواهم من أهالي الضيعة،
        الى الحقول لقطف التبغ ونشره على المناشر.
        لم تكن هنالك من فروق وتمايزات طبقية تذكر بين الأهالي
        المتساوين تقريباً في تملّكهم الأراضي التي يعملون فيها
        ويجنون محاصيل مواسمها، من دون وجود
        وجهاء وملاّك كبار أو إقطاعيين. آل سعادة عائلة كبرى،
        وهي منتشرة وموزعة على كل المناطق والطوائف اللبنانية،
        وفي شبطين كانت تتنافس مع عائلة نجم على
        النفوذ والترشح للانتخابات النيابية.

        بدايات الكتابة

        المهم أنه من بعد ما خلصت المرحلة الابتدائية
        نزلت أنا وأمي على الباترون، بيّه ظل بالضيعة بالبيت،
        في الباترون استأجرنا بيت دغري على البحر
        كان الموج يجي على القناطر، يعني كان البحر واحد من أهل البيت،

        عن سنواته الأربع أو الخمس اللاحقة في البترون،
        في مدرستها الرسمية، يقول أنه كان من بعيد
        يشاهد فتياتٍ جميلاتٍ في ذهابهن الى الكنائس في الآحاد.
        أما في ذلك البيت العتيق على الجرف الصخري فوق الشاطئ،
        بيت أخيه البكر، فكان يغفو ويصحو على صوت
        الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، آتياً من جامع قريب.
        كان يدرك أن الصوت الرخيم يتلو آيات من القرآن،
        ويرفع الأذان ليأتي المصلّون الى المسجد.

        أنهيت المرحلة التعليمية المتوسطة ونلت شهادة البروفيه في البترون،
        ثم عدت للإقامة في شبطين مع أمي وطيف والدي المحترق
        "في تلك القرية البعيدة، على أرض بيت من تراب،
        مشيتُ أولى خطواتي وكانت قدماي حافيتين.
        لم يكن أبي من المؤمنين بأن على الواصلين لتوّهم الى الأرض
        أن يتعرفوا اليها بلحمهم، لكنه كان عاجزاً عن شراء حذاء.
        كان لها تأثير كبير في حياتي: في حزني المبكر، وحزني اليوم،
        وخجلي، وضعفي، وفشلي في الحب والحياة.

        صرت اكتب إلى حين يعني أنه صارت الكتابة بالنسبة إليّ
        نوع من الغذاء اليومي، كنت اكتب شعر عمودي

        تعليق


        • #5
          ألفين سنة العرب يكتبوا بنفس الاسلوب
          يعني صارت الوزن والقافية يغطي على جودة الشعر،
          يقول سعادة بدي اكتب شعر غير مقيد بشي،
          شعر حر،
          لأن الشعر هو عبارة عن الحرية،
          وبدأت اكتب شعر نثري، وظل في عندي قلق
          ان القارئ كيف يتقبل هالنوع من الشعر،
          إلى أن نزلت في سنة 1968 إلى بيروت ،
          عرفت أنه في مجلة اسمها "مجلة شعر"
          وتكتب هذا النوع من الكتابة يعني قصيدة في النثر،
          فساعتها اطمأنِت وصار في عندي ثقة زيادة بذاتي


          اول ديوان له


          يعد مؤرخو الحركة الشعرية العربية في القرن العشرين
          تجربة وديع سعادة الرائدة ببيع ديوانه الأول
          يدا بيد إلى قرائه أواخر الستينيات حدثا مؤسسا
          لتغير نوعي في الوهم العربي بالشعر والشعراء،
          هؤلاء الذين طالما نُظر إليهم على أنهم كائنات
          فوق بشرية بمعنى من المعاني،
          يقول أذكرأن اول مرة ذهبت الى شارع الحمرا
          ذهبتُ الى الـ"هورس" شو، وجلستُ حيث كان
          المثقفون يجلسون. جاد الحاج كان صديقي ومقيماً في بيروت،
          فكتبنا قصيدة مشتركة نشرها أنسي الحاج في "ملحق النهار"،
          وتعرفتُ إلى أنسي وسركون بولص وآخرين في المقهى.
          مرةً كنت في الـ"هورس شو" مع سركون وغادة السمان
          التي كانت غريبة الأطوار، وتشكل ظاهرة في
          الوسط الثقافي والأدبي آنذاك في مطالع السبعينات


          1

          وديع سعادة يبيع ديوانه بالشارع
          ليختبر نظرة الناس إلى الشعر و الى الشاعر
          كيف يتعاملوا مع واحد بيبيع شعر

          تعليق


          • #6
            يستطرد وديع سعادة مستكملا مشواره

            هاجرت هجرتي الأولى

            الى أوستراليا التي عدتُ منها

            وعملت في مجلة "الدستور"

            مدة في بدايات الحرب،

            قبل سفري الى باريس وعملي هناك

            في "النهار العربي والدولي"

            ما بين 1977 و1981.

            من باريس الى بيروت مجدداً
            مع "النهار العربي والدولي"
            التي تركت العمل فيها العام 1986،

            لأعمل في اليونان مع جاد الحاج

            وسركون بولص في ترجمة
            قصص لشركة نشر هناك.

            قبل ذلك في العام 1981،

            كنت قد تزوجت من أورور طراد

            التي تعرّفت اليها في منزل الشاعر يوسف الخال،

            وجلساته الجامعة أيام الخميس في غزير.
            أخيراً في العام 1988 هاجرتُ
            مع زوجتي وولديّ الى أوستراليا،

            حيث من الصفر بدأنا حياتنا.


            بعد ذلك في قبرص بنقوسيا صار لي
            عرض شغل بمعاش مغري جدا،
            وكان في عندي طفلين ريان ورواد،
            والحرب اللبنانية والى آخره،
            فسألت نفسي قلت شو الأفضل إني ورث أولادي،
            أورثهم مال أو أورثهم وطن يحترمهم؟
            اخترت الخيارالثانى
            عملنا الهجرة على أستراليا
            وبـ 23 تشرين الثاني سنة 1988
            كان خيّ هون، جورج ناطرنا أنا
            وعيلتي بمطار سيدني،
            كان عندي ولدين ريان كان عمره سبعة سنين
            وقت وصل لهون رواد كان عمره ثلاث سنين
            وخلقت هون بنتي رنا،
            طبعا يعني عملية الاستقرار للمهاجرين عملية صعبة،
            لاسيما المهاجرين ما في معهم رأس مال كافي،
            كانت مرحلة فعلا صعبة لأنه البداية من الصفر
            بدك تبلش من الصفر مع العائلة
            وبتعرف متطلبات العائلة وإلى آخره
            ولكن كانت الخدمات اللتي تقدمها
            الحكومة الاسترالية تساعد، في هذا الوقت 1988

            بهذا الوقت خلال وجودي باستراليا ما انقطعت عن كتابة الشعر
            أصدرت ست دواوين كلهم انطبعوا ببيروت،
            المحور الأساسي لشعري سواء الكتب وأنا ببيروت
            أو الكتب وأنا باستراليا المحور الأساسي
            هو الموت والاقتلاع من المكان،
            الموت طرحت هالسؤال وقت اللي مات بيّي حريق
            وأتغذى هالسؤال هيدا مع الحرب اللبنانية والأسفار،
            أسفاري المتتالية وهجرتي خلتني أطرح سؤال المكان،
            الاقتلاع من المكان والبحث عن المكان،
            وبالنهاية أنا بعتقد انه المكان ما أنه مساحة جغرافية،
            المكان مساحة داخلية نأخذه معنا محل ما بنروح،
            يمكن لأني خلقت بضيعة وببيت سقفه تراب
            وأرضه تراب صرت أحب التراب،
            وهالمزروعات عندي صحيح قليلة لكن هي نوع
            من التعويض عن المزروعات اللتي كانت
            بالضيعة بشبطين وأكثر من هيك بتخليني أشعر
            بالانتماء للأرض بالانتماء للمكان اللي أنا عايش فيه،
            هون باستراليا مثل باقي الدول الغربية قليل ليشعروا بالانتماء

            تعليق


            • #7
              كان في عندي أربعة كتب
              مجموعات شعرية صادرة في بيروت،
              ليس للمساء أخوة اللي كنت أصدرته سنة 1973
              أضفت إلى إليه قصايد وصدر بكتاب سنة 1981،
              ليس للمساء أخوة بحكي عن العزلة والوحدة
              انه الإنسان حتى لو كان ما بين جمع يبقى وحيد،
              المياه المياه، أدخلت فيه الأسطورة ومسائل من التاريخ
              محوره الأساسي أنه التاريخ لا يتقدم،
              التاريخ يعود إلى الوراء يعني اللي بتقدم هو التكنولوجيا
              أما الإنسان فلا يتقدم،
              رجل في هواء مستعمل يقعد ويفكر في الحيوانات،
              هذه بتحكي عن رجل عم يتأمل شو عم بصيرعلى هل أرض،
              مقعد راكب غادر الباص، هيدي بتحكي عن مأساة بيّه
              بتحكي عن الحرب وعن الموت وعن الهجرة وعن المنفى.
              من وصولي إلى استراليا سنة 1988
              اشتغلت بالصحافة جريدة النهار في فريق عمل
              كان اعتمادها الأساسي على الإعلانات
              يعني صحيح أنه تأثرت بالانترنت والفضائيات
              مثل أي صحافة بالعالم وصحيح أنه فى استراليا
              نعاني من الصحافيين الـ Professional
              بالعربي إنما بظل دورنا فى الصحافة،
              تغطية النشاطات الجارية الريبورتاجات التحقيقات الآراء
              التي تكتب بأقلام لبنانيين وعرب هون بأستراليا،
              سنة 1993 بيتصل في جبران تويني الله يرحمه
              بدهم يعملوا بالنهار البيروتية ملحق الشباب،
              رحت على لبنان لمدة ستة أشهر
              وأصدرنا الملحق ملحق الشباب بلبنان ورجعت على استراليا
              وكملت عملي بالصحافة بجريدة النهار.

              صدر لوديع سعادة :
              ليس للمساء أخوة - 1981
              المياه المياه - 1983
              رجل في هواء مستعمل
              يقعد ويفكر في الحيوانات - 1985
              مقعد راكب غادر الباص - 1987
              بسبب غيمة على الأرجح - 1992
              محاولة وصل ضفتين بصوت - 1997
              نص الغياب - 1999
              غبار - 2001
              رتق الهواء – 2005

              تعليق


              • #8
                نبدأ الرحلة بأول ديوان
                ليس للمساء إخوة 1981

                خُطّ باليد ووُزّع باليد أوائل 1973

                ليس للمساء إخوة 1968
                1


                في هذه القرية
                تُنسى أقحواناتُ المساء
                خلف الأبواب
                في هذه القرية التي تستيقظ
                لتشرب المطر
                انكسرتْ في يدي زجاجةُ العالم

                2

                هذه المياه
                تَفتحُ أقنيةَ الليل في الجسد
                هذه المياه وهذه المراكب
                نقودُ عميانٍ
                نسوا أنفسَهم على أرصفة الضوء
                ونسوا
                أن يرفعوا شبكة العمر

                3

                ستخرجون بقميصٍ صارخةٍ لتقابلوا اعتزالاتكم
                في الليل أو في النهار
                ستخرجون
                وعلى حدةٍ يقابل كلُّ واحد اعتزالاتِه
                ينقّب طويلاً في مزارع الحقول
                ولا يجد كنز حياته
                في الليل أو في النهار
                ستثقب المحيطاتُ بدلاتِكم
                وتبحثون عبثًا عن إبرة الشمس

                4

                إعرفْ أنّك لن تجعل من الشمس حبيبةً
                وإنْ كنتَ في رداءٍ كثيرِ الثقوب
                وأنّك
                حين تَدلفُ فوق ساقية الروح ببطء
                ستكون الماءَ الضائع
                وحين ترصف أنفاسَك في الفضاء قضبانًا كثيرة الذكريات
                أنت
                ولو كانت لك نجمةٌ صغيرة
                ولو فتحَ الليلُ أحيانًا حياتَهُ
                لأعواد ثقابك
                ستأخذ غيرَ الضوء طريقًا
                وتطلُّ في وقت غير مناسب على نافذة العالم

                5

                فراشةُ الحُبّ تطير بعيدًا
                وعطلةٌ قصيرة على كفّها
                لكنَّ يدي أضاعت مفاتيحَها
                أتدلَّى
                فوق سور الأسماء
                وغيمةٌ تشبه اليد
                ترفع لي قميصَ الشتاء

                تعليق


                • #9
                  6 بعيدًا عن السقوف الحميمة
                  جميعُ الأمطار لا تغسل مظلاتنا
                  والنهاراتُ الناسية مظلَّتَها في يد الليل
                  تقذف بنفسها من مطلقِ نافذة
                  لتستخرج خاتمَ نومها.

                  7

                  من كلِّ محطةٍ في الأرض العرباتُ مقبلة
                  كأسماء واضحة في ملفّات التعاسة
                  والنهار سوق المرايا
                  جدرانٌ مزهرة أكثر ممّا ينبغي
                  و العيونُ غيوم سقطتْ

                  8
                  في يدكَ تنمو شرايينُ الذهول و تغترب
                  يدكَ التي تلوّح للمارّة كالرسائل

                  9


                  مع أنّ وعاءَ الصمتِ هو الوحيدُ يلمعُ بيننا
                  أعرفكَ أيّها العالم
                  أيّها العجوز القميء في صحن ذاكرتي.
                  وإنّي إذ أتقدّم بخطى مبعثرة
                  إلى أبواب مودّتك المقفلة
                  لا أكون ناسيًا أنّ المفاتيح
                  التي نعثرُ عليها في أشواقنا
                  هي المفاتيح الخطأ
                  أعرفُ أية مجارٍ من التأسف
                  أيامُكَ مع أنّ كلّ شيء مضى الآن
                  ولم يعد يتدلّى بيننا
                  غيرُ عشبة الماضي الجافّة.

                  10



                  إنّها محاولةُ الدخول في عنق الحُبّ
                  الذي يندلق خارج فمي
                  أو التقاطُ نجمةٍ كساعةٍ مخرَّبة في صندوق الأمل
                  ثم الوقوف والالتفاتُ نحو مزرعةٍ شحيحةِ البصر
                  تعبر فيها الفصول بقليلٍ من التعاسة

                  11

                  بينما كنتَ تعبر أمكنةً واسعة
                  كان ثمّةَ شيء يشبه الحُبّ يتذكّركَ
                  أمّا الآن وقد قطعتَ شوارعَ غير مدثَّرة
                  و ودّعتَ أرصفةً كثيرة
                  فالأمل الذي أراد التحدّثَ إليكَ عند كلّ خطوة
                  يكفّ عن النداء.

                  أنتَ يا من حسبَ أنَّه عبرَ كلّ الاشياء
                  جلستَ وقتًا أطول
                  في مقهى الماضي.
                  ينبغي الإعترافُ بأنّ الأيّام
                  ترسو كضفادع ميّتةٍ
                  وتجعلُ الابتساماتِ موجعةً أمام البحيرات
                  وأنّ المحبّة ملحٌ أزرق
                  ملحٌ يسقطُ الآن وحيدًا وأزرق

                  12


                  إذنْ رأيتُ نفسي
                  كمعطفٍ مثقلٍ بأوحال النهار
                  أقفُ أمام صبّاغ المساء المقفل

                  تعليق


                  • #10
                    ليس للمساء إخوة 2
                    1973 – 1980


                    مرحلة أولى

                    كيف يكون هذا الشوق

                    كضفدعٍ خارجَ بحيرته؟

                    كيف هذا النهارُ رمادٌ في السماء؟

                    وهذه العاصفة في الرأس كيف لا تحرّك غصنًا؟

                    1

                    ما فائدةُ الوثوب إلى الغابات

                    وإطعام الغزالة النحيلة

                    حين تسقط عصافيرُ الدهشة

                    كخشبةٍ من بناية قديمة؟

                    أنا النموُّ الاسودُ تحت الأبراج

                    والحيواناتُ الكونيّة ترعاني

                    لستُ الصبيُّ الذي يدخل

                    برجَ العائلةِ في المساء

                    أبحثُ عن نجمةٍ أقرأ تحتها حياتي

                    أرتقي سلّمَ الضوء

                    أهبُ ورقةَ نقدي الأخيرة

                    لليد المعروقة

                    فوق جسر القلب.

                    2

                    هؤلاء الّذين يتوقون العودة

                    وليس لهم قطار

                    ولا نجمة

                    ولا حتّى صرصار في طريقهم يغنّي

                    الّذين كّرتْ كنزةُ أحلامهم

                    ولحياتِهم صوتُ ارتطامِ المرآة على الحجر

                    مرّات كثيرة سيعرفون موتَ المسافات

                    ويكتشفون العالم

                    بلا طريق.

                    3

                    تغرقُ في بئرِ المحبّة اليابسة

                    سكران

                    ماذا تقول للمارّة كي تخطفَ مرفأ؟

                    شربتَ نهاركَ دفعةً واحدة

                    رقصنا في الساحة ولم تقدّم نشوتك

                    رفعْنا مياهَنا إلى حدودها

                    وأنتَ تفكّر في صحراء يدك

                    بعْها

                    قلنا لكَ بعْها وارفعْ وجهكَ لا رايةََ الحرّية

                    قلْ هذه شجرتي

                    وأنا أرغب في عريها

                    لكنّك حرّكتَ إبرةَ الألم

                    وأعدْتَ حياكةَ يأسنا جميعًا.

                    4

                    الرغبة نقاءٌ مالح

                    مرايا عاريةُ الظهر

                    عشبةُ التجاويف

                    قريةُ ميّتة في فمي.

                    5

                    تقول القابلة القرويّة:

                    وُلدتَ في زاوية البيت

                    بين قمر النعاس والعيون المطفأة

                    كانت الأزهار صغيرة

                    الطريقُ عجوزًا

                    وشجرةُ الرحمة تهتزُّ في النهر

                    حيث الغصون و العصافير

                    ترى نفسَها مكسورة.



                    6


                    العشقُ مَرَّةً أسقط الملاك

                    في وجهي

                    حمل أصابعه و خرج

                    إلى الموت

                    يربط عنقَه بوردة

                    وخرج من العمر حصان

                    أنهى سباق الرغبة

                    تعليق


                    • #11
                      7

                      7 جلس المنظّرون والعشّاق والسكارى والأموات

                      يحيون ذكرى الأرض القديمة

                      هيكلُهم على كلس الجدار

                      حطامهم على المفارق

                      ينتظرون زهرة الخدر

                      من حجارة العيون.

                      8


                      نقّبوا عن ظلال رؤوسكم

                      وتفيّأوا

                      الزمن جفّف القلوب

                      ولا بئر غير عيوننا

                      ندفن فيها وجوهَ من نُحبّ.

                      9


                      أيُّ زمن سيأتي

                      بقميص أبيض؟

                      أيّ درب ستأتي

                      ونلعب مع الأطفال؟

                      أيّ خروف

                      نطعمه أيدينا؟

                      أيّ حلم

                      وكلّنا على قارعة الطريق

                      نلملم انهيار الوجوه.

                      10


                      يصعدُ الليل إلى الحلم

                      و نحن نرسم غصنَ الشوق

                      يصعد النوم إلى الثمر

                      ونحن نوقظ زهر النشوة.

                      هكذا بخطوةٍ أولى

                      يُستنزف الحُبّ

                      وأصابعه الحمراء تلوّح

                      ولا ترى القتلى.

                      11


                      ماذا على الّذين مثلي أن يفعلوا

                      وأصغرُ فراشة

                      هي أكثرُ دهشة؟

                      الدائرةُ نفسها

                      المشهد، النافذة، الوجه.

                      سأخرج فارغًا

                      حتى من قميص قلبي

                      وبرصاصةٍ وحيدة أطلُّ على الصمت

                      هذا الهدف المتراقص أبدًا.

                      12


                      هناك مشروعُ قصيدة

                      ضفّة

                      أفرشُ عليها السمكَ الواجف في رأسي.

                      اذهبي

                      يا امرأة سوداء على بابي يا مراكب

                      اذهبي

                      أحلامي كافية لأغلق هذا الباب

                      وأنام

                      مياهي كافية

                      لأغرق.

                      13
                      يجب أن يكون هناك طريقٌ آخر

                      إلى الغابة

                      الوترُ المشدود بين عينيَّ و الأشجار

                      على وشك الانقصاف.

                      أيّتها الكلمات يا غابتي

                      يا شجرتي اليابسة في فمي

                      على طول الطريق سواقٍ و أزهار

                      حجارةٌ لمن تعبوا

                      شمسٌ للنهار قمرٌ للّيل

                      وليس على حروفك عصفورٌ يسلّي.

                      يجب أن يكون هناك طريقٌ آخر

                      الأصواتُ أقفاص.

                      14
                      أودُّ أن أعلّق قلبي على جبيني

                      كما تعلّق الأمُ اسمَ طفلها على مريوله

                      أودُّ أن أكتب رغبتي على الثلج

                      وعلى رمل البحر محبّتي.

                      في العيون في العيون

                      الشمسُ تثلج

                      تعليق


                      • #12
                        مرحلة ثانية
                        ها هي الطريقُ تنكسر كعودٍ يابس

                        وعلى أعلى جبال القلب

                        تجمع الخرافُ البيضاءُ نفسَها

                        وتعود إلى الحظيرة.

                        1

                        قبالةَ البحر أو الجدار

                        أريدُ الدفاعَ عن نفسي

                        بكلّ الرعب

                        لا بالصراخ

                        لأنَّ الوقت مرَّ طويلاً

                        ولا أعرف

                        إذا الصراخُ لا يزال.

                        2

                        مهما بدا طاهرًا هذا الوجه

                        إنّه ملعب العائلة.

                        الذكرى ثلج

                        لا يُضمن الوقوفُ فوقه طويلاً

                        إرحلْ.

                        3

                        سأذهبُ إلى الغابة أقعدُ مع الحطّابين

                        وبفأس دهشتهم

                        أقطعُ أحلامي وألقيها في النار.

                        يقول الحطّابون:

                        اليابسُ يُقطع.

                        4

                        إذا سقط نجم

                        علامةُ شؤم

                        إذا سقطتْ شجرة

                        موت

                        إذا سقطتَ في وجهي أيّها النورس

                        فلأنّي

                        أدرتُ غروبي صوب الشرق

                        ومضيتُ في مياهي.

                        5

                        أزقّةُ أيّامي مليئةٌ بالزجاج

                        ومثل صبيّ يركضُ عمري حافيًا في عمري.

                        6

                        أحملُ ذهولي

                        مخترقًا جنونَ الحلقات

                        في وجهي تنزفُ حربةُ الأبديّة.

                        أنا نظيف

                        البياضُ يكسوني

                        أمشي على طريق أبيض

                        أقعد على كرسيّ أبيض

                        أحلامٌ ناصعة

                        نسيانٌ ناصع

                        تعليق


                        • #13
                          مرحلة ثالثة

                          نتسلّق ضحكاتنا

                          لأنّ صراخنا شاهقُ جدًا.

                          1

                          لم يَعُدْ في دمي غيرُ الكلمات واللون الأحمر
                          البسْ قناعَ الرحمة و اطردْني

                          يشتاق صمتي غيرَ لهاثك.

                          ماذا جئتَ تفعل ماذا جئتَ تقول ماذا جئتَ تقطف

                          يا زارع اليباس كي يكلّم الفراغَ كالأبله؟

                          حديقتي أصغرُ من جنين

                          ليس فيها غيرُ ورقةِ السهو

                          نبتتْ في غيابك.

                          2

                          أنتم قميص المجاعة.

                          دلقتم محابر وجوهكم على أوّل النهار فاسودَّ عمرُنا القصير.
                          غرقتْ أقدامُنا في الأسْوَدِ وصارت صالحةً للكتابة.
                          بها وقّعنا على الطرقات أحصنة جديدة.

                          أوقفوا نسلَ الاحلام. ما عاد العالم يسع.

                          أسمعُ ضجيجًا هائلاً، قرقعةَ عظام،
                          الأحلام ترفس نفسها، تنهق، تفترس، تروث.

                          أوقِفوا نسلَ الأحلام. كَثُرَ الروث وانبرتْ زهرةُ الأزمنة.

                          على صدر كلٍّ منكم زهرة الزمان. أحار كيف أسمّيكم.

                          3

                          سيّدتي في الفضاء الكئيب

                          لا تُرجعي وجهي إليَّ

                          لا تتدفّقي نحوي كالأنهار

                          لا تندلقي كالبراميل

                          الحرّيةُ نصفُ اشمئزازي

                          والرهينة نصفي الآخر

                          وكلُّ أولادي الموت.

                          4

                          يا قاطعَ الطرق يا شرسًا يا مجنونًا يا حُبّي

                          دعْ ممرًّا لرحيلي

                          دعني بعيدًا مع ورق الشجر أستلقي

                          على حجر يمكنني أن أقعد

                          مع صرصار أستطيع أن أغنّي

                          لنملة أقرأُ قصائدي

                          في مِزَق ثوبي ثلاثُ ابتسامات من الفجر وثغرٌ كاملٌ للغروب

                          على رؤوس أصابعي قطيعٌ غريب

                          لا يعود من البراري.

                          5

                          أخرجُ إلى تسكّعي قاطعًا حدائق الوجوه

                          رائحةُ الصمتِ برتقالة

                          وشيخوخة الوعي قطارٌ سريع.

                          أيَّهُ لقاءُ الحزن أيَّهُ لقاءُ الحلمِ يا قطرات الطريق؟

                          6

                          مرَّ الوردُ ابني الحبيب ورجع و قال:

                          خلّصني يا أزرقَ الأرض

                          يا أبيضَ الفراشة

                          المكان يؤنّث نفْسَه

                          تعليق


                          • #14
                            7


                            اشتبكي معي يا حشائش الأيّام الأولى
                            في رقصة الأيّام الأخيرة

                            في كلا عنقينا أشعَّةٌ مترمِّدة.

                            8

                            تقفُ في آخر صفّ المسافرين إلى النهار

                            وتُريدُ أن ترى نفسكَ العاشقَ الوحيد

                            اعترفْ أنَّ القطار انكسر

                            وأنّكَ وحيدٌ على الرصيف

                            شوقُك الحمّى برودةٌ كئيبة

                            وأسنانُكَ حين تبتسم لا تضيء

                            حتى فمَك.

                            9

                            الأبراج المبلّلة بالضوء تطفو على كتفي

                            إنّه شروق سخيف

                            بدايةُ أوّل يوم في مصنع العالم

                            وجهي يقتله ظلُّه

                            على الشرفة.

                            10

                            قولوا أيَّ شيء للعصافير في شجرة التفاح كي ترحل

                            خبزٌ في أشواقها

                            يأسر خطواتي.

                            11

                            إلى جاد وسيمون وغادة، وأنتَ

                            ما اسمكَ؟ لا أعرف

                            لكن ألم أرَ وجهكَ تحت شتاء آذار
                            يذوب كحبّة سكّر وأنتَ تسرع؟

                            ومرَّةً قعدنا؟

                            كان الزغبُ ينبت في وجوهنا.

                            قالت أمّنا تطيرون غدًا. زقزقنا.

                            وها على الثلج نقعد نتأمّل أقدامنا الصغيرة.

                            ما هذا الواقع من فم السماء كأنه لنا؟

                            قالوا جاء يزيحُ الصخرَ يفتحُ الباب.
                            انخفِضوا انخفضنا.

                            سمعنا ارتطامَ جسده. رأينا تفتُّحَ جراحه.

                            وقلتُ: لن أمسّ جرحك أبدًا لئلا يُقفل نبعُ الرغبة.

                            وضع جاد عينه في الماء صارت سمكة.
                            سيمون عينُه في الفضاء غيمة.
                            وعينُ غادة قطنٌ ينفشه الحزن.

                            كنّا التقينا. دخل البوّابُ أعلنَ انتهاءَ الزيارة.

                            كيف تصيرين هكذا مطرًا أحمر ينزل عليَّ في الشوارع؟

                            أمّي غزلتْ لي كنزةً بيضاء عملتْ لها جيوبًا للزبيب وعبّأتْها.

                            لبستُها وخطرتُ أمامكِ.

                            أبي مرّةً زار المدينة.
                            ضيّفوه برتقالةً حملها إليَّ من بيروت في جيبه.
                            اقتسمناها وركضنا في البساتين.

                            أبحثُ عن زبيبةٍ، حبّةِ قمحٍ،

                            بذرةِ برتقالٍ أضعُها في منقادكِ

                            وأنت في العش لا أجد.

                            كيف يصير أهل القرى من دون قمح هكذا؟

                            جاء الشتاء يمزج البرد بالذكرى

                            وها نحن لا نريد غيرَ غطاء

                            تعليق


                            • #15
                              المياه المياه
                              نشيد 1983


                              1

                              أُرفرفُ

                              لا لأنّ هذا قفصٌ أو غابة

                              بل لأنّ الريح تضربني

                              الهواءُ كثيرٌ و الأجنحة مستجيبة

                              ولكنْ

                              بقاعٌ كلّها هذه البقاع



                              منحنٍ على النهر

                              لا أريد الجلوس

                              منحنٍ

                              لا أريد الوقوف

                              ماءٌ وسقسقةٌ

                              وماء

                              للجذوع الهرمة

                              جمْعٌ سائر في الظلام

                              وصمت



                              في البدء كنتُ صيفًا ممَّددًا

                              ورأسُ خَصْمي معلّقٌ على الغصون

                              كنتُ مائتًا جميلاً في سفينة

                              ثلجَ نسيانٍ غريبٍ على أرخبيل

                              وأرمي

                              خواتمَ الوعود الآن

                              أتثاءبُ من الزهر إلى الزهر

                              أرمي الخواتم

                              وأنام



                              عندي فَرَسٌ لا اعرفُ ماذا أفعل بها

                              أمتطيها

                              لأتسلَّى

                              لا ماء هنا

                              لا جذوع

                              لا جَمْع

                              بل مجرَّد وهْم

                              ولا وقت لتقول الوداع



                              كلُّ الذينَ عرفتُهُمْ

                              ماتوا

                              وكلُّ من أعرفُهُ يموت

                              هنا في جزيرة الفجر كنتُ سمَّاكًا

                              يرث القصب

                              في الصباح سائسٌ

                              وفي المساء أقعدُ

                              أراقبُ الغروب

                              طيورٌ سودٌ تنقر الخبزَ عن رأسي

                              محكومٌ بالإعدامِ

                              وبذكرى يمامةٍ ثلجيَّة

                              رشَشْتُ لها الحبَّ طيلة الشتاء



                              كنّا وحيدين في الغابة

                              لم يكن هناكَ ما نقوله

                              صمَتْنا ونظرْنا في السماء

                              هذه مدينة الموتى

                              أنا بعينيَّ المظلمتين أراهم

                              يملأون الممرّ

                              متهدّلٌ

                              عيناي مفقوءتان

                              وأرى

                              وأنتظرُ العالمَ السفليّ

                              في ظلِّ الجدار

                              هذه عصاي

                              حيّةٌ مستقيمة

                              فتحت لي طريقًا

                              وفي رحلتي الطويلة والرمحُ في يدي

                              سمعتُ الصوتَ

                              كمياهٍ كثيرةٍ ونحاسٍ نقيّ)

                              (وميّت...



                              كنتُ بيلسانًا عاشقًا في حقل أبي

                              كنتُ قرية في وسط الرذاذ

                              أُطِلُّ عليها من مفرقٍ قديم

                              السواقي اجتمعت الآن في وجهي

                              والأطفال عادوا إلى البيوت

                              ماذا في هذه الجبال إذًا

                              غير أن يجري النهر

                              أن أفسِحَ الطريق للعابر الغريب

                              أغسلَ الحصى

                              أترك على الحفافي قَصَبًا

                              وأمضي

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                              المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                              المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                              يعمل...
                              X