ماذا سأفعلُ اليوم؟ ليسَ في نيَّتي فعلُ
شيءٍ ولستُ مضطرًّا لفعلِ شيء.
يمكنني على الأرجح أن أعْقِدَ صداقةً،
من هنا من وراءِ الزجاج،
مع هؤلاءِ الناسِ في الشارع.
لا يزالُ النهارُ في أوَّلِهِ وبضعُ دقائقَ
من الصداقة تكفي اليوم. بعد ذلك يجبُ أن
أخرجَ إلى الشرفةِ وأسقي الزهورَ،
ويجبُ، ربما، أن أتمشَّى قليلاً
في المدينةِ وأجلبَ قنِّينةَ عرق.
النافذةُ مُقْفَلَةٌ وأنا رجلُ قصيرٌ وراءَها،
طولُهُ 165 سنتيمترًا
ويعقِدُ صداقةً مع شارعٍ طويل.
يُمَرِّرُ يدَهُ بينَ وقتٍ وآخرَ على شَعرِهِ،
وما يسقطُ منه يحملُهُ ببطءٍ ويرميهِ في القمامة.
رجلٌ هادئٌ،حتَّى أنَّهُ بينَ غرفةِ النومِ والمطبخِ
يتوقَّفُ مِرارًا ليسْهو أو ليستريح.
يلفُّ سيكارتَهُ على مهلٍ، يشيلُ التبغَ الزائدَ من طرفيْها،
ينظرُ إلى الولاَّعةِ لحظةً، ثُمَّ يخفضُ رأسَهُ ويُشْعِلُها.
العمارةُ أمامي أصبحَتْ في طبقتِها السابعةِ.
عامِلٌ هنديٌّ فوقُ يبدو لي كملاكٍ.
الناسُ أيضًا يُشْبهونَ الملائكةَ من بعيد،
لا سيَّما المهاجرون. لا أعرفُ لماذا
لا يُمكنُني تَخَيُّلُ هجرةٍ من دونِ ملاك،
خصوصًا هجرةُ العُمَّال. الذين يحملونَ أمتعتَهُمْ ويمشون.
وأحيانًا يتوقَّفونَ على بُعْدِ خطواتٍ من البابِ،
يلفُّونَ سيكارةً، ويعودون إلى بيوتِهِمْ.
أُمَرِّرُ إصبعي على البُخارِ العالقِ
على الزجاجِ من فمي وأتراجعُ خطوةً.
أنظرُ إلى الكنبةِ على يميني. لا تزالُ ذاتَها.
الأصدقاءُ الذين كانوا يزورونَني جلسوا عليها.
اليومَ أنا وحدي ويُمكنُني أن أكونَ جمهورَها الوحيد.
بيني وبينها صداقةٌ قديمة،
مُذْ لمحتُها في زاويةِ صالةِ العَرْضِ
وقلتُ للبائعِ لا أستطيعُ أن أدفعَ أكثرَ،
فحملَها بلُطْفٍ وجاءَ بها إليَّ.
لا تزالُ هنا في مكانِها. رُبَّما انزاحت قليلاً
حين ارتمى عليها الأصدقاء،
لكنَّها في المكانِ ذاتِهِ تقريبًا،
وصديقتي مع هؤلاءِ العُمَّال،
ومع هذا الخطِّ المُبْهَمِ الذي
رَسَمَتْهُ يدي على بُخارِ الزجاج.
أقتربُ وأرسمُ خطًّا آخرَ:
خطٌّ آخرُ صديقٌ آخرُ... أنظرُ إليهِ، وأرتمي على المقعد
شيءٍ ولستُ مضطرًّا لفعلِ شيء.
يمكنني على الأرجح أن أعْقِدَ صداقةً،
من هنا من وراءِ الزجاج،
مع هؤلاءِ الناسِ في الشارع.
لا يزالُ النهارُ في أوَّلِهِ وبضعُ دقائقَ
من الصداقة تكفي اليوم. بعد ذلك يجبُ أن
أخرجَ إلى الشرفةِ وأسقي الزهورَ،
ويجبُ، ربما، أن أتمشَّى قليلاً
في المدينةِ وأجلبَ قنِّينةَ عرق.
النافذةُ مُقْفَلَةٌ وأنا رجلُ قصيرٌ وراءَها،
طولُهُ 165 سنتيمترًا
ويعقِدُ صداقةً مع شارعٍ طويل.
يُمَرِّرُ يدَهُ بينَ وقتٍ وآخرَ على شَعرِهِ،
وما يسقطُ منه يحملُهُ ببطءٍ ويرميهِ في القمامة.
رجلٌ هادئٌ،حتَّى أنَّهُ بينَ غرفةِ النومِ والمطبخِ
يتوقَّفُ مِرارًا ليسْهو أو ليستريح.
يلفُّ سيكارتَهُ على مهلٍ، يشيلُ التبغَ الزائدَ من طرفيْها،
ينظرُ إلى الولاَّعةِ لحظةً، ثُمَّ يخفضُ رأسَهُ ويُشْعِلُها.
العمارةُ أمامي أصبحَتْ في طبقتِها السابعةِ.
عامِلٌ هنديٌّ فوقُ يبدو لي كملاكٍ.
الناسُ أيضًا يُشْبهونَ الملائكةَ من بعيد،
لا سيَّما المهاجرون. لا أعرفُ لماذا
لا يُمكنُني تَخَيُّلُ هجرةٍ من دونِ ملاك،
خصوصًا هجرةُ العُمَّال. الذين يحملونَ أمتعتَهُمْ ويمشون.
وأحيانًا يتوقَّفونَ على بُعْدِ خطواتٍ من البابِ،
يلفُّونَ سيكارةً، ويعودون إلى بيوتِهِمْ.
أُمَرِّرُ إصبعي على البُخارِ العالقِ
على الزجاجِ من فمي وأتراجعُ خطوةً.
أنظرُ إلى الكنبةِ على يميني. لا تزالُ ذاتَها.
الأصدقاءُ الذين كانوا يزورونَني جلسوا عليها.
اليومَ أنا وحدي ويُمكنُني أن أكونَ جمهورَها الوحيد.
بيني وبينها صداقةٌ قديمة،
مُذْ لمحتُها في زاويةِ صالةِ العَرْضِ
وقلتُ للبائعِ لا أستطيعُ أن أدفعَ أكثرَ،
فحملَها بلُطْفٍ وجاءَ بها إليَّ.
لا تزالُ هنا في مكانِها. رُبَّما انزاحت قليلاً
حين ارتمى عليها الأصدقاء،
لكنَّها في المكانِ ذاتِهِ تقريبًا،
وصديقتي مع هؤلاءِ العُمَّال،
ومع هذا الخطِّ المُبْهَمِ الذي
رَسَمَتْهُ يدي على بُخارِ الزجاج.
أقتربُ وأرسمُ خطًّا آخرَ:
خطٌّ آخرُ صديقٌ آخرُ... أنظرُ إليهِ، وأرتمي على المقعد
تعليق