إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاسطورة اليمنية العملاق عبدالله البردوني

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الاسطورة اليمنية العملاق عبدالله البردوني

    الاسطورة اليمنية العملاق عبدالله البردوني
    العمالقة المبدعين و الأبطال الأسطوريين
    لا يأتون إلا عبر أزمان متباعدة
    فما بالكم بشاعر أسطوري
    إن الشاعر ينشئ الوجود أو يكتبه إنشاداً
    إنه يُصغي لأصوات الطبيعة ويعيد ترديدها شعراً.

    يقول جوته : من يود فهم شاعر فليذهب إلى بلاد الشاعر
    ولكن كيف يمكننا فهم شاعر
    إذا كان هذا الشاعر متوحداً مع بلاده
    لا تراه إلاّ منغرساً في طين الأرض
    متشحاً برائحة حقولها و أوديتها
    بل انك لا ترى اليمن
    إلاّ و وجه الشاعر عبدالله البردوني
    حاضر أمام عينيك
    كأن مرآة اليمن لاتحمل سوى وجه البردوني
    عاش ثلاثينات القرن العشرين طفلا بائساً كأبناء قريته
    و قرأ معارف عصره و تهيأ للفتوى كعلماء بلدته
    و لكن بصيرته كانت تستقرئ ما وراء الواقع
    استطاع شاعر بردون أن يختزن الرعود و الصواعق
    و البراكين و البروق ثم يمتشقها قوافي
    يدك بها و يزلزل عروش الطغيان
    و يدمر أعمدة الظلم و قلاع الجهل
    كيف نفصل بين الشاعر و بلاده
    كيف نفك هذا التوحد و الاتصال
    عند شاعر استثنى مثل هذا الفصل
    حين جعل عنوان إحدى قصائده إلا أنا و بلادي
    هل يمكن أن نخترق هذه الوحدة
    وأن نبحث عن الشاعر الصانع الكاتب المؤلف
    لهذا الوطن شعراً و كتابة و حلما
    رحلة جديدة مع عملاق الشعر العربي
    الشاعر اليمني الكبير عبد الله البردوني


  • #2
    عبدالله بن صالح بن عبدالله بن حسين البردوني

    1929م - 1999م

    ولد في اليمن
    في قرية البردون شرق مدينة ذمار
    أصيب بالجدري وهو في الخامسة من عمره
    وعلى إثره فقد بصره.
    بدأ تلقي تعليمه الأولي في قريته
    وهو في السابعة من العمر،
    وبعد عامين انتقل إلى قرية الملة عنس،
    ثم انتقل إلى مدينة ذمار
    وهناك التحق بالمدرسة الشمسية.
    حين بلغ الثالثة عشرة من عمره

    بدأ يغرم بالشعر قراءة و تأليفاً
    انتقل إلى صنعاء
    قبل أن يتم العقد الثاني من عمره
    حيث درس في جامعها الكبير،
    ثم انتقل إلى دار العلوم حتى حصل على
    إجازة من الدار في
    (العلوم الشرعية والتفوق اللغوي).
    عين مدرساً للأدب العربي
    شعراً ونثراً
    في دار العلوم.
    رأس لجنة النصوص في إذاعة صنعاء،
    ثم عين مديراً للبرامج
    في الإذاعة إلى عام 1980م.
    استمر في إعداد أغنى برنامج إذاعي ثقافي
    في إذاعة صنعاء (مجلة الفكر والأدب)
    بصورة أسبوعية طيلة الفترة من
    عام 1964م حتى وفاته .
    عمل مشرفاً ثقافياً على مجلة الجيش
    من 1969م إلى 1975م،
    كما كان له مقال أسبوعي في
    صحيفة 26 سبتمبر بعنوان
    «قضايا الفكر والأدب»
    ومقال أسبوعي في
    صحيفة الثورة بعنوان «شؤون ثقافية».
    من أوائل من سعوا لتأسيس
    إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين،
    وقد انتخب رئيساً للاتحاد في المؤتمر الأول


    والبردوني الفقيه سلك درب المعرفة
    التي تستقرأ من كتاب الحياة،
    وتجارب ومعاناة الشعوب،
    وكانت قصائده في خمسينات القرن الماضى
    توقظ الأموات وتدك معاقل وحصون الطغيان،
    وقصائد ديوانه الأول " أرض بلقيس "
    كانت مكرسة للدفاع عن فلسطين
    وإدانة الاستعمار والصهيونية.
    كما أن في كثير من قصائده
    إدانه دامغة للاستعمار البريطاني،
    وتغني بأمجاد الكفاح الثوري التحرري
    ودعوة للحرية والوحدة والتقدم.
    كانت قصائد البردوني بمثابة المناشير السياسية،

    وكان الرجل يساريا بالفطرة والنشأة والبيئة والفكرة
    وكان دائما ما يقف على مسافة من الحكم،
    ولعل أهم ما يميزه عن أبناء جيله هو
    النزعة والتوجه اليساري
    ووضع الثقافة في مواجهة يومية ودائمة
    مع السلطة والسياسة،
    وكانت دواوينه الاثني عشر نقد عميق وواع
    للأوضاع وفساد السلطة وانحرافاتها .

    تعليق


    • #3
      وكان في تحليله ورؤيته أقرب ما يكون إلى
      اليسار بالمعنى العام،
      وكان نافذ البصيرة يديم التأمل في الأحداث الكبيرة،
      ويتابعها باهتمام شديد.
      وكان في غرفته يحتفظ براديو قديم جدا
      يتابع من خلاله الاذاعات، وأحداث العالم.

      ولم يلتزم لأي حزب سياسي..
      ولكنه قريب جداً من تيار العلمنة والعقلانية
      بل هو رمز حقيقي من رموز العلمنة،
      وخاض معارك ضد القوى المتخلفة والكلامية،
      وكان يُتهم بالشيوعية والإلحاد.
      ويرد بطريقته الخاصة.
      قال له ذات يوم داعية إسلامي كبير:
      أنت شيوعي يجب قتلك
      رد عليه : حافظ على حياتي
      فأنا مصدر رزقك لأنك تخوِّف بي دول الجوار
      وترعبهم بالشيوعية، ليغدقوا عليك المال.

      يتمتع البردوني بشهرة في اليمن والوطن والعالم،
      فأول ديوان له صدر عن
      المجلس الأعلى للآداب والفنون بالقاهرة
      عام 1961م
      وبعد إلقاء قصيدته الشهيرة في المربد
      عام 1972م أبو تمام وعروبة اليوم،
      تبوأ مكانة مرموقة في الأوساط الأدبية
      والفكرية والثقافية العربية
      وتناولت الصحف والمجلات والدراسات
      والنقد دواوينه ليصبح واحدا من أهم
      شعراء العربية في خاتم القرن العشرين،
      ويمتاز البردوني بالاهتمام الفائق بالشعر الحر
      وقراءة ومتابعة تياراته والإفادة منها
      والغموض الفائق الذي طبع أشعاره
      في مرحلة مابعد السبعينات يشي بهذه الخاصية.
      والبردوني كتاب مفتوح عرك الحياة
      وأمتلأت نفسه بتجارب عديدة ومتنوعة
      وواصل حتى النفس الأخير كتاباته الزاخرة،
      كان زاهداً، وحياته في منزله كالراهب
      في صومعته، يتابع الإصدارات الجديدة في الحياة
      الأدبية والفكرية والثقافية، وإلى حدٍّ ما السياسية،
      ويمتلك ذاكرةً قل أن نجد لها نظيراً

      تعليق


      • #4
        لم ينجب البردوني ولداً ولكنه
        أنجب اثني عشر ديوانا
        تحتل مكان الصدارة في الإبداع الشعري
        في القرن العشرين
        كما أنتج عشرات الكتب
        في الحقول
        المعرفية المختلفة
        وكتب مئات الأبحاث
        والدراسات والمقالات
        التي تشكل
        موسوعة ثقافية وأدبية.


        أعماله الشعرية:

        صدرت له 12 مجموعة شعرية هي :

        - من أرض بلقيس
        - في طريق الفجر
        - مدينة الغد
        - لعيني أم بلقيس
        - السفر إلى الأيام الخضراء
        - وجوه دخانية في مرايا الليل
        - زمان بلا نوعية
        - ترجمة رملية لأعراس الغبار
        - كائنات الشوق الآخر
        - رواغ المصابيح
        - جواب العصور
        - رجعة الحكيم بن زائد.

        الكتب والدراسات:

        1- رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه.
        2. قضايا يمنية.
        3. فنون الأدب الشعبي في اليمن.
        4. اليمن الجمهوري.
        5. الثقافة الشعبية تجارب وأقاويل يمنية.
        6. الثقافة والثورة في اليمن.
        7. من أول قصيدة إلى آخر طلقة
        دراسة في شعر الزبيري وحياته

        8. أشتات.

        وله مخطوطات لم تطبع :

        رحلة ابن من شاب قرناها (ديوان شعر)
        العشق على مرافئ القمر (ديوان شعر)
        العم ميمون. (رواية)
        الجمهورية اليمنية (كتاب)
        الجديد والمتجدد في النقد الأدبي (دراسة)

        نال العديد من الجوائز :


        1. جائزة أبي تمام بالموصل
        عام 1971 - 1391هـ.

        2. جائزة شوقي بالقاهرة
        عام 1981 - 1401هـ.
        3. جائزة الأمم المتحدة »اليونسكو«
        والتي أصدرت عملة فضية عليها صورته
        في عام 1982م - 1402هـ
        كمعوق تجاوز العجز.
        4. جائزة مهرجان جرش الرابع بالأردن
        عام 1984م - 1404هـ.

        5. جائزة سلطان العويس بالإمارات
        عام 1993م - 1414هـ.


        كتبت عنه العديد من الكتب والدراسات
        التي تناولت حياته وشعره منها :


        1. البردوني شاعراً وكاتباً لطه أحمد إسماعيل
        رسالة دكتوراة - القاهرة.

        2. الصورة في شعر عبدالله البردوني
        د. وليد مشوح - سوريا.

        3. شعر البردوني، محمد أحمد القضاة
        رسالة دكتوراة - الاردن.

        4. قصائد من شعر البردوني
        ناجح جميل العراقي.


        أعمال مترجمة إلى اللغات العالمية :


        1 . عشرون قصيدة مترجمة إلى الإنجليزية
        في جامعة ديانا في أمريكا.

        2. الثقافة الشعبية مترجمة إلى الانجليزية.
        3. ديوان مدينة الغد مترجم إلى الفرنسية.
        4. اليمن الجمهوري مترجم إلى الفرنسية.
        5. كتاب بعنوان
        الخاص والمشترك في ثقافة الجزيرة والخليج
        مجموعة محاضرات بالعربية
        لطلاب الجزيرة والخليج ترجم إلى الفرنسية.

        تعليق


        • #5
          [] كان )جواب العصور)
          القادم (من أرض بلقيس)
          يعبر ( في طريق الفجر)
          متجهاً إلى (مدينة الغد)،
          ترافقه (كائنات الشوق الآخر)
          في (السفر إلى الأيام الخضر)،
          وعن بواعث سفره قال: إنه
          بصدد كتابة (ترجمة رملية.. لأعراس الغبار)،
          يتناول فيه (رجعة الحكيم ابن زايد).
          وإنه سيهديها (لعيني أم بلقيس)،
          التي أعياها (رواغ المصابيح)
          في (زمان بلا نوعية)،
          تعيشه (وجوه دخانية في مرايا الليل).
          كانت (رحلة ابن من شاب قرناها)
          أهم رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه،
          نسي معها أن يموت
          وهو يحلم بقضاء
          لحظة (عشق على مرافئ القمر).

          بعض قصائد الشاعر الكبير


          مختارات من
          ديوان من أرض بلقيس


          قصيدة

          من أرض بلقيس[/]

          [] من أرض بلقيس هذا اللحن والوتر
          من جوها هذه الأنسام والسحر
          من صدرها هذه الآهات. من فمها
          هذي اللحون. ومن تاريخها الذكر
          من »السعيدة« هذي الأغنيات ومن
          ظلالها هذه الأطياف والصور
          أطيافها حول مسرى خاطري زمر
          من الترانيم تشدو حولها زمر
          من خاطر »اليمن« الخضرا ومهجتها
          هذي الأغاريد والأصداء والفكر
          هذا القصيد أغانيها ودمعتها
          وسحرها وصباها الأغيد النضر
          يكاد من طول ما غنى خمائلها
          يفوح من كل حرف جوها العطر
          يكاد من كثر ما ضمته أغصنها
          يرف من وجنتيها الورد والزهر
          كأنه من تشكي جرحها مقل
          يلح منها البكا الدامي وينحدر
          يا أمي اليمن الخضرا وفاتنتي
          منك الفتون ومني العشق والسهر
          ها أنت في كل ذراتي وملء دمي
          شعر »تعنقده« الذكرى وتعتصر
          وأنت في حضن هذا الشعر فاتنة
          تطل منه، وحيناً فيه تستتر
          وحسب شاعرها منها - إذا احتجبت
          عن اللقا - أنه يهوى ويدكر
          وأنها في مآقي شعره حلم
          وأنها في دجاه اللهو والسمر
          فلا تلم كبرياها فهي غانية
          حسنا، وطبع الحسان الكبر والخفر
          من هذه الأرض هذي الأغنيات، ومن
          رياضها هذه الأنغام تنتثر
          من هذه الأرض حيث الضوء يلثمها
          وحيث تعتنق الأنسام والشجر
          ماذلك الشدو؟ من شاديه؟ إنهما
          من أرض بلقيس هذا اللحن والوتر

          قصيدة
          هذه أرضى


          زمجري بالنار يا أرض الجنوب
          والهبي بالحقد حبات القلوب
          واقذفي الحقد دخاناً ولهيب
          زمجري للثأر يا أرض الجنوب
          واركبي الموت إلى المجد السليب - زمجري
          واثأري يا أرض جدي وأبي - واثأري
          واعصفي بالغاصب المستعم

          واملئي الروع دماءً وجراح
          إنما المجد نضال وسلاح
          ولك النصر وللعزم النجاح
          فاستعيدي كل شبر مستباح
          واركبي الهول وطيري للكفاح - زمجري
          أطلقيها ثورة كاللهب - أطلقي

          واعصفي بالغاصب المستعمر
          هذه أرضي وأرضي أبداً
          وأنا من صوتها الحر الصدى
          وهي في صوتي هتاف وندا
          سوف أشفي جرحها يوم الفدى
          فانفضي يا أرض أجدادي العدا - زمجري
          واثأري يا يقظة الثأر الأبي - واثأري
          واعصفي بالغاصب المستعمر

          واستثيري يا جراح الأبرياء
          وتقوي فالعلا للأقوياء
          وتأبي واشمخي بالكبرياء
          وأنفي سوط البغاة الأدعياء
          واقسمي بالشهداء الأوفياء - واقسمي
          أن أرضي لم تعد للأجنبي - زمجري
          زمجري بالنار يا أرض الجنوب - زمجري

          []واعصفي بالغاصب المستعمر[/]

          [/]

          تعليق


          • #6
            []قصيدة
            سحر الربيع

            رصّع الدنيا أغاريداً وشعرا
            وتفجر يا ربيع الحب سكرا
            وافرش الأرض شعاعاً وندى
            وترقرق في الفضا سحراً وإغرا
            يا ربيع الحب لاقتك المنى
            تحتسي من جوك المسحور سحرا
            يا عروس الشعر صفق للغنا
            وترقص في ضفاف الشعر كبرا
            أسفرت دنياك للشعر كما
            أسفرت للعاشق المحروم عذرا
            فهنا الطير تغني وهنا
            جدول يذري الغنا رياً وطهرا
            وصبايا الفجر في حضن السنا
            تنثر الأفراح والإلهام نثرا
            والسهول الخضر تشدو والربا
            جوقة تجلو صبايا اللحن خضرا
            فكأن الجو عزف مسكر
            والحياة الغضة الممراح سكرى
            والرياحين شذيات الغنا
            تبعث اللحن مع الأنسام عطرا
            وكأن الروض في بهجته
            شاعر يبتكر الأنغام زهرا
            وكأن الورد في أشواكه
            مهج أذكى عليها الحب جمرا
            وكأن الفجر في زهر الربا
            قبلة عطرية الأنفاس حرا
            يا ربيع الحب يا فجر الهوى
            ما أحيلاك وما أشذاك نشرا
            طلعة فوحا وجو شاعر
            عاطفي كله شوق وذكرى
            تبعث الدنيا وتجلو حسنها
            مثلما تجلو ليالي العرس بكرا
            وتبث الحب في الأحجار لو
            أن للأحجار أكباداً وصدرا
            أنت فجر كلما ذر الندى
            أنبتت من نوره الأغصان فجرا
            أنت ما أنت جمال سائل
            لم يدع فوق بساط الأرض شبرا
            وفتون ملهم يضفي على
            صبوات الفن إلهاماً وفكرا
            وترانيماً وفناً كله
            عبقريات توشي الأرض تبرا
            ما ربيع الحب يا شعر وما
            سحره أنت بسحر الكون أدرى
            كلما أورقت الأعشاب في
            حضنه أورقت الأرواح بشرى
            هو سر الأرض غذته السما
            وجلته فتناً بيضاً وسمرا
            ورواها الفن لحناً للهوى
            وأدارته كؤوس الزهر خمرا
            منظرُ أودعه فن السما
            من فنون الخلد والآيات سرا


            قصيدة
            نار وقلب

            يا ابنة الحسن والجمال المدلل
            أنت أحلى من الجمال وأجمل
            وكأن الحياة فيك ابتسام
            وكأن الخلود فيك ممثل
            كل حرف من لفظك الحلو فردوس
            ندي وسلسبيل مسلسل
            كلما قلت رف من فمك الفجر
            وغنى الربيع بالعطر واخضل
            أنت فجر معطر وربيع
            وأنا البلبل الكئيب المبلبل
            أنت في كل نابض من عروقي
            وتر عاشق ولحن مرتل
            كلما استنطقت معانيك شعري
            أرعد القلب بالنشيد وجلجل
            وانتزفت اللحون من غور أغواري
            كأني أذوب من كل مفصل
            وأغنيك والصبابات حولي
            زمر تحتسي قصيدي وتنهل
            وأناجي هواك في معرض الأو
            هام في شاطىء الظلام المسربل
            وفؤادي يحن في صدري الدامي
            كما حن في القيود المكبل
            وهواك الغضوب نار بلا نار
            وقلبي هو اللهيب المذلل
            أنت دنيا الجمال نمنمها السحر
            فأغرى بها الجمال وأذهل
            فتنة أي فتنة هز قيثا
            ري صباها ففاض بالسحر وانهل
            تسكر الكأس حين تسكرها الكأس
            وتسقي الرحيق أحلى وأفضل
            وفتون يهز شعري كما هز الن
            سيم البليل زهراً مبلل
            وألاقيك في ضميري كما لاقى ال
            فم المستهام أشهى مقبل
            في دمي من هواك حمى البراك
            ين العواتي وألف دنيا تزلزل
            وبقلبي إليك ألف عتاب
            وحوار وحين ألقاك أخجل
            أنا أهواك للجمال وللإل
            هام للفن للحوار المعسل
            والغرام الطهور أزكى معاني
            الحب. أسمى ما في الوجود وأنبل
            فانفحيني تحية وتلقي
            نغماً من جوانح الحب مرسل
            [/]

            تعليق


            • #7
              []قصيدة
              أمي

              تركتني هاهنا بين العذاب
              ومضت، ياطول حزني واكتئابي
              تركتني للشقا وحدي هنا
              واستراحت وحدها بين التراب
              حيث لاجور ولا بغي ولا
              ذرة تنبي وتنبي بالخراب
              حيث لاسيف ولا قنبلة
              حيث لاحرب ولا لمع حراب
              حيث لاقيد ولا سوط ولا
              ظالم يطغى ومظلوم يحابي

              ***
              خلفتني أذكر الصفو كما
              يذكر الشيخ خيالات الشباب
              ونأت عني وشوقي حولها
              ينشد الماضي وبي - أواه - ما بي
              ودعاها حاصد العمر إلى
              حيث أدعوها فتعيا عن جوابي
              حيث أدعوها فلا يسمعني
              غير صمت القبر والقفر اليباب
              موتها كان مصابي كله
              وحياتي بعدها فوق مصابي

              ***
              أين مني ظلها الحاني وقد
              ذهبت عني إلى غير إياب
              سحبت أيامها الجرحى على
              لفحة البيد وأشواك الهضاب
              ومضت في طرق العمر فمن
              مسلك صعب إلى دنيا صعاب
              وانتهت حيث انتهى الشوط بها
              فاطمأنت تحت أستار الغياب

              ***
              آه »يا أمي« وأشواك الأسى
              تلهب الأوجاع في قلبي المذاب
              فيك ودعت شبابي والصبا
              وانطوت خلفي حلاوات التصابي
              كيف أنساك وذكراك على
              سفر أياتي كتاب في كتاب
              إن ذكراك ورائي وعلى
              وجهتي حيث مجيئي وذهابي
              كم تذكرت يديك وهما
              في يدي أو في طعامي وشرابي
              كان يضنيك نحولي وإذا
              مسني البرد فزنداك ثيابي
              وإذا أبكاني الجوع ولم
              تملكي شيئاً سوى الوعد الكذاب
              هدهدت كفاك رأسي مثلما
              هدهد الفجر رياحين الروابي

              ***
              كم هدتني يدك السمرا إلى
              حقلنا في (الغول) في (قاع الرحاب)
              وإلى الوادي إلى الظل إلى
              حيث يلقي الروض أنفاس الملاب
              وسواقي النهر تلقي لحنها
              ذائباً كاللطف في حلو العتاب
              كم تمنينا وكم دللتني
              تحت صمت الليل والشهب الخوابي

              ***
              كم بكت عيناك لما رأتا
              بصري يطفا ويطوى في الحجاب
              وتذكرت مصيري والجوى
              بين جنبيك جراح في التهاب

              ***
              ها أنا يا أمي اليوم فتى
              طائر الصيت بعيد في الشهاب
              أملأ التاريخ لحناً وصدى
              وتغني في ربا الخلد ربابي
              فاسمعي يا أم صوتي وارقصي
              من وراء القبر كالحور الكعاب
              ها أنا يا أم أرثيك وفي
              شجو هذا الشعر شجوي وانتحابي.


              قصيدة
              أنا

              ما بين ألوان العناء وبين حشرجة المنى
              ما بين معترك الجرا ح وبين أشداق الفنا
              ما بين مزدحم الشرور أعيش وحدي هاهنا
              لم أدر ما السلوى؟ ولم أطعم خيالات الهنا
              الحب والحرمان زا دي والغذاء المقتنى

              * * *
              وحدي هنا خلف الوجود وخلف أطياف السنا
              وهنا تبنتني الحياة وما الحياة وما هنا
              أنا من أنا؟ الأشوا ق والحرمان والشكوى أنا
              أنا فكرة ولهى معانيـ ـها التضني والضنى
              أنا زفرة فيها بكاء الـ ـفقر آثام الغنى

              * * *
              أهوى وألقى غير ما أهوى ، فماذا أشتهي؟
              لا أسعد المهوى ولا جوع الهواية ينتهي
              أنا حيرة المحروم تنـ ـتحر المنى في صمته

              * * *
              وأنا حنين تائه بين المحبة والشقا
              أظما وأظما للجما ل وأين مني المستقى

              * * *

              ياقلب هل تلقى المرا د وما المراد وما اللقا
              عمري تمرغ في اللهيـ ـب ولذه أن يحرقا
              لا فارق اللهب الرما د ولا الرماد تفرقا

              * * *

              فمتى متى يطفي الفنا الـ موعود عمري الأحمقا
              كيف الخلاص ولم يزل روحي بجسمي موثقا
              لا الموت يختصر الحيا ة ولا انتهى طول البقا
              لا القيد مزقه السجـ ـين ولا السجين تمزقا
              حيران لم يطق الحيا ة ولم يطق أن يزهقا

              * * *


              يا آسر العصفور رف قاً بالجناح المتعب
              سئم الركود ولم يزل في قبضة الشوك الغبي


              درن التراب مجسد في الشيخ ، في ثوب الصبى


              يتبع
              [/]

              تعليق


              • #8
                []قصيدة
                فلسفة الجراح

                متألم . مما أنا متألم؟
                حار السؤال . وأطرق المستفهم
                ماذا أحس ؟ وآه حزني بعضه
                يشكو فأعرفه وبعض مبهم
                بي ما علمت من الأسى الدامي وبي
                من حرقة الأعماق ما لا أعلم
                بي من جراح الروح ما أدري وبي
                أضعاف ما أدري وما أتوهم
                وكأن روحي شعلة مجنونة
                تطغى فتضرمني بما تتضرم
                وكأن قلبي في الضلوع جنازة
                أمشي بها وحدي وكلي مأتم
                أبكي فتبتسم الجراح من البكا
                فكأنها في كل جارحة فم

                ***
                يا لابتسام الجرح كم أبكي وكم
                ينساب فوق شفاهه الحمرا دم
                أبداً أسير على الجراح وأنتهي
                حيث ابتدأت فأين مني المختم
                وأعارك الدنيا وأهوى صفوها
                لكن كما يهوى الكلام الأبكم
                وأبارك الأم الحياة لأنها
                أمي وحظي من جناها العلقم
                حرماني الحرمان إلا أنني
                أهذي بعاطفة الحياة وأحلم
                والمرء إن أشقاه واقع شؤمه
                بالغبن أسعده الخيال المنعم

                ***
                وحدي أعيش على الهموم ووحدتي
                باليأس مفعمة وجوي مفعم
                لكنني أهوى الهموم لأنها
                فكر أفسر صمتها وأترجم
                أهوى الحياة بخيرها وبشرها
                وأحب أبناء الحياة وأرحم
                وأصوغ »فلسفة الجراح« نشائداً
                يشدو بها اللاهي ويشجى المؤلم


                قصيدة
                البعث العربي



                وحدة المجد والفخار التليد
                زعرعت مرقد الصباح الجديد
                واستطارت تحث قافلة الفتح
                وتطوي الحدود بعد الحدود
                وتناجي العدا بألسنة النار
                وبالموت من شفاه الحديد
                وحدة يعربية وانطلاق
                عربي يهز صمت اللحود
                إنما العرب ثورة وحدتها
                يقظة البعث وانتفاض الوجود
                فابن* "يحيى*" ‬مؤزر* "بجمالٍ*"
                "وجمالٌ" مؤزر "بسعودِ"


                وحدت شملهم كبار الأماني
                والدم الحر واعتزاز الجدود


                قد تلاقى الحجاز واليمن الميـ
                مون والنيل في اتحاد الجهود


                واستفاقت مواطن العرب الشـ
                ـم فعودي يا راية العربعودي


                واذكري في المعارك الحمر* »‬سعدا*«‬
                و*»‬عليا*« ‬و*»‬خالد بن الوليد*«‬


                تأنف العرب أن تدوس حماها
                الحر شر العبيد أدنى العبيد


                آن آن الفدى وثار الدم الحر
                يذيب القيود إثر القيود


                يا نفوس اليهود ذوبي*, وذوبوا
                من لظى الغيظ يا عبيد اليهود


                فجيوش الجهاد تزحف للثأ
                ر وتهفو إلى الحمى المنشود


                يا فلسطين حققت وحدة العر
                ب أمانيك فاطمحي واستزيدي


                وانفضي عن رباك سود الليالي
                واستفيقي على زئير الأسود


                هذه* »‬غزة*« ‬تفيض التهاباً
                والجنود الأباة تلو الجنود


                وعلى* »‬جدة*« ‬تجدد عهد الـ
                ـعرب واهتاج للوثوب المجيد


                ***
                يا بريطانيا وقد هيئ الميـ
                ـدان هيا إلى العراك العنيد
                إنما نحن أمة تبذل الأر
                واح في ذمة العلا والخلود
                تفتدي المجد بالنفوس وتشفي
                غلة الثأر من جراح الشهيد
                فتخلي عن الجنوب وخلي
                *»‬كمران*« ‬المصون حر البنود
                دون ما تبتغين صاعقة المو
                ت وبرق القنا وقصف الرعود
                ويل من يعمر القصور على الن
                ار ولا يتقي حماس الوقود
                أمة العرب ضمها صلف الجر
                ح المدمى وكبرياء الحقود
                كلها أقسمت بأن تنثر الأر
                واح دون الحقوق نثر الورود
                وتروي صدر الجهاد وتمحو
                عن جباه الأباة ذل السجود
                وترى مجدها البعيد بعيداً
                ولواها يرف خلف العبيد
                جددت بالي العهود وأحيت
                ميت المجد والإبا من جديد
                وتسامت تشيد مستقبل العر
                بِ على زهوة الصباح الوليد*
                [/]

                تعليق


                • #9
                  []قصيدة
                  لا تسل عني


                  لا تسل عني ولا عن ألمي
                  فلقد جل الأسى عن كلمي
                  وتعايا صوتي المجروح في
                  عنفوان الألم المضطرم
                  ضقت بالصمت وضاق الصمت بي
                  بعد ما ضاقت عروقي بدمي
                  فدع التسآل عما بي فقد
                  ألجمت هيمنة الصمت فمي
                  وتهاديت كأني أمل
                  يرتمي فوق بساط العدم
                  ودمي يصرخ في جسمي كما
                  تصرخ الثكلى ببيت المأتم
                  وأراني آه مهزوم المنى
                  وأنا أحنو على المنهزم
                  أرحم المحروم إحساساً ولم
                  تدر كفي كيف شكل الدرهم
                  وأنا أحنو على العاني وبي
                  حسرة العاني وجوع المُعدم
                  وأنا في عزلتي السودا وفي
                  قلبي الدامي قلوب الأمم
                  وتآويه الحيارى تلتقي
                  في أحاسيسي وفي روحي الظمي
                  آه كم وقعت آلامي على
                  عودي الباكي جريح النغم
                  وعبرت العمر مخنوق الإبا
                  مطلق الحس حبيس القدم
                  قلق اليقظة مذعور الكرى
                  ذاهل الفكر شريد الحلم
                  حائر الخطو كأني مذنب
                  ميت الغفران حي الندم
                  وكأني قصة مبهمة
                  في حنايا كبرياء الظلم
                  وضجيج صامت تكنفه
                  لجة الآلام والليل العمي
                  وعلى صدري توابيت الشقا
                  كالعفاريت الحيارى ترتمي
                  كلما ساءلت نفسي من أنا
                  صمتت عني صموت الصنمِ
                  لا تسل عني فآلام الورى
                  بضلوعي كاللهيب النّهِمِ

                  وغِنا شعري بُكا عاطفتي
                  وتباكي جرحي المبتسم


                  قصيدة
                  سكرة الحب


                  كم أغنيك آه كم أسفح الروح في النغم
                  وأناجيك والدجى بيننا تائه أصم
                  والوجود الكبير في سكرةِ الصمت والظلم
                  وأنادي كأنني معدم يسأل العدم

                  * * *
                  وأناجي يا ربة الحسن والأشواق
                  حولي مدلَّهات صوادي
                  وخيالي يسمو بأجنحة الحب
                  بعيداً إلى وراء البعاد
                  ومعانيك نغمة رددتها
                  نغماتي على فم الآباد
                  وصلاة تفجر الطهر في محراب
                  حبي والسحر في إنشادي
                  والهوى في فمي نشيد ندى
                  وصلاة قدسية في فؤادي
                  وأنا في هواك أمضي بجوع
                  الحب والأغنيات مائي وزادي
                  فاشتري شجون حبي وزيدي
                  في جنون, وحرقتي واتقادي
                  فجنون الغرام عقل جديد
                  طائر في مسابح الوحي شادي
                  أنا أهواك للمعاني فزيديني
                  غراماً يذيب قلب الجماد

                  * * *
                  وافعمي مهجتي هوى ملهبا ثائر الضرم
                  واشعليني صبابة وأملأي خاطري حمم
                  واجهدي في تألمي لذة الحب في الألم
                  عذبيني وعذبي فعذاب الهوى حكم

                  * * *
                  أضرمي لوعتي تفه بالأغاني
                  والحوار الأنيق زاهي البيان
                  فأجل الغرام وجد بلا وصل
                  وشوق تموت فيه الأماني
                  وصليني أو فاهجريني فحسبي
                  منك فن الهوى وحلم التداني
                  أنا حسبي من الهوى أن يحس القلب
                  فيه قلباً من الحب ثاني
                  إنما الحب شرعة القلب والطبع
                  فزيدي صبابتي وافتتاني
                  وانتفاض الغرام في الروح معنى
                  الروح معنى الحياة في الإنسان
                  ما أمر الهوى وأحلى معانيه
                  وأسمى صبابة الفنان!
                  أنا لولاك ما انتزفت شبابي
                  نغماً خالداً خلود المعاني
                  لا ولا ذبت في فمم الحب شدواَ
                  قدسيَّ الصدى ندى الحنان

                  * * *
                  ونشيداً متيماً مغرم الصوت والصدى
                  يحتسيه الهوى كما تحتسي الزهرة الندى
                  كلما استنطق الجوي صمت أوتاره شدا
                  وتندى عواطفاً عاشقات وغردا

                  * * *
                  وتغني كأنه بلبل الفجر يبث
                  الصباح شكوى الليالي
                  فأسمعي لوعتي بأنفاس أوتا
                  ري فأني سكبت فيها انفعالي
                  واحتسي من كؤوس حبي لحوناً
                  وأرقصي رقصة الصبا والدلال
                  وأسكريني يا هالة الحب بالحـ
                  ـب وبالسحر من كؤوس الجمال
                  سكرة القلب بالهوى سكرة الأزهار
                  بالعطر والندى والظلال
                  سكرة الحب سكرة الفجر بالأنـ
                  ـوار سُكْرُ القلوب بالآمال
                  أنا منْ عشت في هواك أغنيـ
                  ـك وأروي الغرام للأجيال
                  ومعاني هواك في ثغر لحني
                  بسمات بيض كأزهى اللآلي
                  كالشذا في فم الربيع المندى
                  كالمنى في خواطر الأطفال
                  [/]

                  تعليق


                  • #10
                    []قصيدة
                    فجران


                    من ساحة الأصنام والأوثان
                    من مسرح الطاغوت والطغيان
                    من غاية الوحشية الرعنا ومن
                    دنيا القتال ومواطن الأضغان
                    من عالم الشر المسلح حيث لا
                    حكم لغير مهند وسنان
                    بزغت تباشير السعادة والهدى
                    بيضا كطهر الحب في الوجدان
                    وأهل من أفق الغيوب على الدنا
                    فجران فجر هدى وفجر حنان
                    يا فرحة العليا أهل محمد
                    وعليه سيما المجد كالعنوان
                    وأطل من مهد البراءة والسما
                    والأرض في كفيه تعتنقان

                    * * *
                    ماذا ترى الصحرا؟ أنواراً سائلاً
                    أم أنه حلم على الأجفان
                    فتحت نواظرها فضج سكونها
                    مالي أرى ما لا ترى عينان
                    وتلفتت ربوات مكة في السنا
                    حيرى تكابد صمتها وتعاني
                    وتكاد لولا الصمت تسأل جوها
                    ماذا ترى ومتى التقى فجران؟
                    وتيقظ الغافي يرى مالا ترى
                    في الوهم روح الملهم الفنان
                    نزل البسيطة بالسلام محمد
                    كالنصر عند مخافة الخذلان
                    يا صرعة الطاغوت أشرق بالهدى
                    رجل الهداية والرسول الباني
                    فإذا الجزيرة فرحة وصبابة
                    والجو عرس والحياة أغاني
                    وإذا العداوة وحدة وأخوة
                    والبعض حب والنفور تداني
                    هتفت شفاه العبث فانتفض الثرى
                    وتدافع الموتى من الأكفان
                    زخرت وضجت بالحياة قبورها
                    واهتاجت الأرواح في الأبدان
                    وتلاقت الدنيا يهنئ بعضها
                    بعضاً فكل الكائنات تهاني
                    ولد الرسول من الرسول ومن رأى
                    طفلاً له عليا الخلود مغاني
                    يسعى إلى العليا وتسعى نحوه
                    فكأنَّ بينهما هوى وأماني
                    من ذلك الطفل الذي عصم الدما
                    وحمى الضعيف من القوي الجاني
                    وتناجت الأكباد حول جلاله
                    بالحب نجوى الحور والولدان

                    * * *
                    من ذلك الطفل الفقير يشع من
                    عينيه تاريخ وسفر معاني
                    ما شأن هذا الطفل ما آماله؟
                    فوق المنى والشأن والسلطان
                    هذا اليتيم وسوف يغدو وحده
                    رجل الخلود وواحد الأزمان
                    وتحقق الأمل الجميل واينعت
                    روح الخلود في أجل كيان
                    حمل الرسالة وحده ومضى على
                    حد السيوف وألسن النيران
                    عبر المهالك والسلام سلاحه
                    يدعو إلى الحسنى, إلى الإحسان
                    وإلى الأمانة والبراءة والتقى
                    ومحبة الإنسان للإنسان
                    وإلى التآخي والتصافي والوفا
                    والبر والعيش الظليل الهاني
                    فتجاوبت حوليه أحقاد العدا
                    وتفجرت في الدرب كالبركان
                    فمشى على نار الحقود كأنه
                    يمشي على الأزهار والغدران
                    وعدا الحقيقة حوله تجتاحهم
                    همجية دموية الألوان
                    وغواية تصبي الغوي كأنها
                    شيطانه توحي إلى شيطان
                    ومحمد يلقي الأشعة هًهُنا
                    وهنا ويفتح مقلة الوسنان
                    فطغت أعاديه عليه فردهم
                    بالآيتين: الصبر والإيمان
                    واقتاد معركة الفدا متفانياً
                    إن الجهاد عقيدة وتفاني
                    والحق لا تحميه إلا قوة
                    غضبى كألسنة اللهيب القاني
                    والأرض أم الناس ميدان الوغى
                    والعاجزون فريسة الميدان
                    والمجد حظ مدرب ومسلح
                    والموت حظ الأعزل المتواني
                    رفع الرسول لوا النبوة بالهدى
                    وحمى الهدى بالرمح والفرسان
                    وغزا البلاد سهولها ووعورها
                    بالقوتين: السيف والقران
                    وتراه إن لمست يداه بقعة
                    نشأت على الإصلاح منه يدان
                    وإذا أتت قدماه أرضاً أطلعت
                    خطواته فجراً بكل مكان
                    وإن الزعامة قوة وعدالة
                    وشجاعة سمحا وقلب حاني

                    * * *
                    يا خير من حمل الرسالة والتقى
                    في عزم روح في أرق جنان
                    ذكراك آيات الزمام كأنها
                    أنشودة العليا بكل زمان

                    * * *
                    أمحمد خذ بنت فنِّي إنها
                    أخت الزهور بريئة الألحان
                    وعليك ألف تحية من شاعر
                    في كل عضو منه قلب عاني[/]

                    تعليق


                    • #11
                      []مختارات من
                      ديوان في طريق الفجر

                      قصيدة
                      فى طريق الفجر


                      أسفر الفجر فانهضي يا صديقه
                      نقتطف سحره ونحضن بريقه
                      كم حننا إليه وهو شجونٌ
                      في حنايا الظلام حيرى غريقه
                      وتباشيره خيالات كأسٍ
                      في شفاه الرؤى، ونجوى عميقه
                      وظمئنا إليه وهو حنين
                      ظامىء يرعش الخفوق شهيقه
                      واشتياق يقتات أنفاسه الحمر
                      ويحسو جراحه... وحريقه
                      وذهولٌ كأنه فيلسوفٌ
                      غاب في صمته يناجي الحقيقه
                      وطيوف كأنها ذكرياتٌ
                      تتهادى من العهود السحيقه
                      واحتضنا أطيافه في مآقينا
                      كما يحضن العشيق العشيقه
                      وهو حب يجول في خاطرينا
                      جولة الفكر في المعاني اللدقيقه
                      والتقينا نريق دمع المآقي
                      فأبت كبرياؤنا أن نريقه
                      واحترقنا شوقاً إليه وذبنا
                      في كؤوس الهوى لحوناً رقيقه
                      وانتظرناه والدجى يرعش الحلم
                      على هجعة القبور العتيقه
                      والسرى وحشة وقافلة الس
                      فر يخاف الرفيق فيها رفيقه
                      وظلامٌ لا ينظر المرء كفي
                      ه ولا يسعد الشقيق شقيقه
                      هكذا كان ليلنا فتهادى
                      فجرنا الطلق فالحياة طليقه

                      * * *
                      فانظري: «يا صديقتي» رقصة الفجر
                      على خضرة الحقول الوريقه
                      مهرجان الشروق يشدو ويندى
                      قبـلاتٍ على شفاه الحديقة

                      فانهضي نلثم الشـروق المغني
                      ونقبـل كـؤوسه ورحيـقه

                      واخطري يا صديقتي في طريق ال
                      فجر كالفجر، كالعروس الأنيقه

                      واذكرى أننا نعشنا صباه وحدونا،
                      على خطاه الرشيقه

                      وسكبنا في مهده دفء قلبي
                      نا وأحلامنا العذارى المشوقه

                      نحن صغنا أضواءه من هوانا
                      وفرشنا بالأغنيات طريقه

                      وشدونا في دربه كالعصاف
                      ير وشدو الغرام فيض السليقه

                      لن نطيق السكوت فالصمت للميـ ت
                      وتأبى حياتنا أن نطيقه

                      * * *
                      نحن من نحن؟ نحن تاريخ فكرٍ
                      وبلادٍ في المكرمات عريقه
                      سبقت وهمها إلى كل مجدٍ
                      وانتهت منه قبل بدء الخليقه
                      فابسمي: عاد فجرنا وهو يتلو
                      للعصافير من دمانا وثيقه
                      [/]

                      تعليق


                      • #12
                        []قصيدة
                        لا تسألي


                        وكان التساؤل والجواب زاد الرحيل:
                        وهكذاأجاب..وهكذا سأل..



                        لا تسألي يا أخت أين مجالي؟
                        أنا في التراب وفي السماء خيالي
                        لا تسأليني أين أغلالي سلي
                        صمتي وإطراقي عن الأغلال؟
                        أشواق روحي في السماء وإنما
                        قدماي في الأصفاد والأوحال
                        وتوهمي في كل أفقٍ سابحٌ
                        وأنا هنا في الصمت كالتمثال
                        أشكو جراحاتي إلي ظلي كما
                        يشكو الحزين إلى الخلي السالي

                        والليل من حولي يضج وينطوي
                        في صمته كالظالم المتعالي
                        يسري وفي طفراته ووقاره
                        كسل الشيوخ وخفة الأطفال
                        وتخاله ينساق وهو مقيدٌ
                        فتحسه في الدرب كالزلزال
                        وأنا هنا أصغي وأسمع من هنا
                        خفقات أشباحٍ من الأهوال
                        ورؤى كألسنة الأفاعي حوماً
                        ومخاوفاً كعدواة الأنذال
                        وأحس قدامي ضجيج مراقدٍ
                        وتثاؤب الآباد والآزال
                        وتنهداً قلقاً كأن وراءه
                        صخب الحياة وضجة الأجيال
                        والطيف يصغي للفراغ كأنه
                        لصٌ يصيخ إلى المكان الخالي
                        وكأنه «الأعشي» يناجي «ميةً»
                        ويلملم الذكرى من الأطلال
                        والشهب أغنية يرقرقها الدجى
                        في أفقه كالجدول السلسال
                        والوهم يحدو الذكريات كمدلجٍ
                        يحدو القوافل في بساط رمال
                        والرعب يهوي مثلما تهوي على
                        ساح القتال جماجم الأبطال

                        * * *
                        وهنا ترقبت انهياري مثلما
                        يترقب الهدم الجدار البالي
                        وسألت جرحي هل ينام ضجيجه؟
                        وأمر من رد الجواب سؤالي!
                        وأشد مما خفت منه تخوفي
                        وأشق من وعر الطريق كلالي!
                        وأخس من ضعفي غروري بالمنى
                        واليأس يضحك كالعجوز حيالي!
                        وأمض من يأسي شعوري أنني
                        حي الشهية، ميت الآمال
                        أسري كقافلة الظنون وأجتدي
                        شبح الظلام وأهتدي بضلالي
                        وأسير في الدرب الملفح بالدجى
                        وكأنني أجتاز ساح قتال
                        وأتيه والحمى تولول في دمي
                        وترتل الرعشات في أوصالي

                        * * *
                        لا تسأليني عن مجالي: في الثرى
                        جسدي وروحي في الفضاء العالي
                        وسألتها: ما الأرض؟ قالت إنها
                        فلوات أوحاشٍ وروض صلال
                        إن كنت محتالاً قطفت ثمارها
                        أولاً: فانك فرصة المحتال
                        وأنا هنا أشقى وأجهل شقوتي
                        وأبيع في سوق الفجور جمالي

                        * * *
                        والعمر مشكلة ونحن نزيدها
                        بالحل إشكالاً إلى إشكال
                        لا حر في الدنيا فذو السلطان في
                        دنياه عبد المجد والاشغال
                        والكادح المحروم عبد حنينه
                        فيها: ورب المال عبد المال
                        والفارغ المكسال عبد فراغه
                        والسفر عبد الحل والترحال
                        واللص عبدالليل والدجال في
                        دنياه عبد نفاقه الدجال
                        لاحر في الدنيا ولا حريةٌ
                        إن التحرر خدعة الأقوال
                        الناس في الدنيا عبيد حياتهم
                        أبداً عبيد الموت والآجال

                        * * *
                        وسألتها ما الموت: قالت: إنه
                        شط الخضم الهائج الصوال
                        وسكونه الحاني مصير مصائرٍ
                        وهدوؤه دعهٌ وعمق جلال
                        مالي أحاذره وأخشى قوله
                        وأنا أجر وراءه أذيالي؟!
                        أنساق في عمري إليه مثلما
                        تنساق أيامي إلى الآصال

                        * * *
                        وسألتها: فرنت وقالت: لا تسل،
                        دعني عن المفضول والمفضال!
                        أسكت! فليس الموت سوقاً عنده
                        عمر بلا ثمنٍ، وعمر غالي!![/]

                        تعليق


                        • #13
                          []قصيدة
                          قصة من الماضي


                          خذها فديتك يا شقيقي ذكرى أرق من الرحيق
                          وألذا من نجوى الهوى بين العشيقة والعشيق
                          خذها أرق من السنى في خضرة الروض الوريق
                          واذكر تهادينا على كوخ الطفولة والطريق
                          وأنا وأنت كموثقين، نحنُ في القيد الوثيق
                          نمشي كحيرة زورقٍ في غضبة اللج العميق
                          ونساجل الغربان في الود يان أصوات النعيق
                          وإذا ذكرت لي الطعام، أكلت أنفاسي وريقي

                          * * *
                          أيام كنا نسرق الرمان في الوادي السحيق
                          ونعود من خلف الطريق وليلنا أحنى رفيق!
                          ونخاف وسوسة الرياح، وخطرة الطيف الرشيق
                          حتى نوافي بيتنا.. والأهل في أشقى مضيق
                          فيصيح عمي والشراسة، في محياه الصفيق
                          وهناك جدتنا تناغينا مناغاة الشفيق
                          تهوى الحياة وعمرها أوهى من الخيط الدقيق
                          وأبي وأمي حولنا بين التنهد والشهيق
                          يتشاكيان من الطوى شكوى الغريق إلى الغريق
                          شكواهما صمتٌ كما يشكو الذبال من الحريق
                          ويحدقان إلى السكون، ورعشة الكوخ العتيق
                          والليل ينصت للضفادع، وهي تهذي بالنقيق
                          والشهب تلمع كالكؤوس، على شفاهٍ من عقيق

                          * * *
                          وجوارنا قوم لهم إشراقة العيش الطليق
                          من كل غرٍ لم يمز بين الأغاني والنهيق
                          وتظنه رجلاً وخلف ثيابه وحش حقيقي
                          وتراه يزعم شخصه من جوهر المسك الفتيق
                          يتحادثون عن النقود، حديث تجار الرقيق
                          يتخيرون ملابساً تصبي وتغري بالبريق
                          ونماذجاً براقةً لاناقة الخزي العريق

                          * * *
                          يمشون في نسج الحرير، فهم رجال من حرير
                          وكأنهم من خلق نساجٍ وخياطٍ قدير
                          لولا خداع ثيابهم كسدوا بأسواق الحمير
                          فقراء من خلق الرجال، ويسخرون من الفقير
                          ويسائلون مع الرجال، عن المشاكل والمصير
                          ومصيرهم بيت البغي، وبيت خمارٍ شهير
                          وهناك بنتٌ غضة أحلى من الورد المطير
                          ترنو وفي نظراتها لغة الدعارة والفجور
                          وحديثها كالجدول السلسال فضي الخرير
                          حسناء تطرح حسنها للمترفين، وللأجير
                          فجمالها مثل الطبيعة، للنبيل.. وللحقير
                          في مشيها رقص الحسان، وخفة الطفل الغرير
                          ويكاد يعشق بعضها بعضاً من الحسن المثير
                          أودى أبوها وهو في إشراقة العمر القصير
                          كان امرءاً يجد الضعيف، يمينه أقوى نصير
                          يحنو وينثر ... ماله للطفل والشيخ الكبير
                          يرعى الجميع فكله قلبٌ سماوي الضمير
                          جادت يداه بما لديه، وجاد بالنفس الأخير
                          فذوت صبيته الجميلة، كالزنابق في الهجير
                          وبكت إلى أختي كما يبكي الأسير إلى الأسير
                          ومشت على شوك المآسي الحمر واليتم المرير
                          ومضت تدوس الشوك، والرمضا على القلب الكسير
                          والحزن في قسماتها كالشك في قلب الغيور
                          تعرى فتكسوها الطبيعة حلة الحسن النظير
                          صبغت ملامحها الطبيعة من سنا البدر المنير
                          من وقدة الصيف البهيج وهدأة الليل الضرير
                          من خفقة الشجر الصبور، على رياح الزمهرير
                          ومن الأشعة والشذى وصراحة الماء النمير
                          فتعانقت فيها المباهج، كالأشعة... والعبير
                          فجمالها قبل الحنين، وصدرها أحنى سرير!

                          * * *
                          قل لي أتذكر يا أخي من تلك جارتنا الشهيَه؟
                          هي فوق فلسفة التراب وغلظة الأرض الدنيه
                          رحمت مجانين الغواية فهي مشفقة غويه
                          بنت الطبيعة فهي ظل الحب، والدنيا الشذيه
                          كانت ربيع الأمنيات، وأغنيات الشاعريه
                          فانصت إليَّ فلم تزل من قصة الماضي بقيه
                          جاءت بها الذكرى، وما الذكرى؟ خلود الآدميه
                          حدق ترى ماضيك فيها، فهي صورته الجليه
                          أواه! ما أشقى ذكي القلب، في الأرض الغبيه

                          * * *
                          ما كان أذكى «مرشداً» وأبر طلعته الزكيه!
                          كان ابتسامات الحزين، وفرحة النفس الشجيه
                          عيناه من شعل الرشاد، وكله من عبقريه
                          إن لم يكن في الأنبياء فروحه المثلى نبيه
                          قتلته في الوادي اللصوص، فغاب كالشمس البهيه
                          كان ابن عمي يزدريه، فلا يضيق من الزريه
                          ومن ابن عمي؟ جاهل فظٌ كليل الجاهليه
                          يرنو إلينا.. مثلما يرنو العقور إلى الضحيه
                          نعرى، ويسبح في النقود، وفي الثياب القيصريه
                          ونذوب من حرق الظماء وعنده الكأس الرويه
                          والكأس تبسم في يديه، كابتسامات الصبيه
                          والكرم في بستانه يلد العناقيد الجنيه
                          حتى تزوج أربعاً اشقته واحدةٌ شقيه
                          فكأن ثروته دخانٌ ضاع في غسق العشيه
                          فهوى إلينا والتقينا، كالأسارى في البليه

                          * * *
                          وأتى الخريف وكفه تومي بأشداق المنيه
                          وتوقع الحي الفنا فتغيرت صور القضيه
                          وتحرك الفلك الدؤوب فأقبلت دنيا رخيه
                          وتضوع الوادي بانسام الفراديس النديه
                          قل لي: شقيقي هل ذكر ت عهود ماضينا القصيه
                          خذها فديتك قصةً دفاقة النجوى سخيه
                          وإلى التلاقي يا أخي في قصةٍ أخرى طريه
                          والآن أختتم الكتا ب ختامه أزكى تحيه!

                          أخوك: عبدالله البردوني[/]

                          تعليق


                          • #14
                            []قصيدة
                            كلنا في انتظار ميلاد فجر


                            يا رفاق السرى إلى أين نسري
                            وإلى أين نحن نجري ونجري؟
                            دربنا غائمٌ يغطيه ليلٌ
                            فكأنا نسير في جوف قبر
                            دربنا وحشةٌ وشوكٌ ووحلٌ
                            وسباعٌ حيرى، وحيات قفر
                            ومتاهٌ تحير الصمت فيه
                            حيرة الشك في ظنون «المعري»
                            والرؤى تنبري كظمآن تهوي
                            حول أشواقه خيالات نهر
                            والدجى حولنا كمشنقة العمر
                            كوادي الشقا: كخيمات شر
                            راقد في الطريق يتسد الصم
                            ت، ويومي بألف نابٍ، وظفر
                            ذابلٌ والنجوم في قبضتيه
                            ذابلاتٌ كالغيد في كف أسر

                            * * *
                            يا رفاق السرى إلى كم نوالي
                            خطونا في الدجى إلى لا مقر؟
                            أقلق الليل والسكون خطانا
                            وخضبنا بجرحنا كل صخر
                            وغرسنا هذا الطريق جراحاً
                            واجتنينا الثمار حبات جمر
                            فإلى كم نسير فوق دمانا؟
                            أين أين القرار، هل نحن ندري؟
                            كلنا في السرى حيارى ولكن
                            كلنا في انتظار ميلاد فجر
                            كلنا في انتظار فجرٍ حبيبٍ
                            وانتظار الحبيب يصبي ويغري
                            يا رفاقي لنا مع الفجر وعدٌ
                            ليت شعري متى يفي؟ ليت شعري!

                            * * *
                            وهنا أدرك الفتور قوانا
                            وانتهى الزاد وانتهى كل ذخر
                            ومضينا كالطيف نصغي فهزات
                            سمعنا نغمةٌ كرنات تبر
                            فجرحنا السكون حتى بلغنا
                            بيت حسنا يدعونها أخت عمرو
                            فقرتنا لحماً وحسناً شهياً
                            وحديثاً كأنه ذوب سحر
                            وذهبنا وفي دمانا حنينٌ
                            جائع ينخر الضلوع ويفري
                            وطغى حولنا من السفح موجٌ
                            من ضجيج كأنه هول حشر
                            فإذا قريةٌ تدير ضراباً
                            وتريش السهام حيناً وتبرى
                            فاقتربنا نستكشف الأمر لكن
                            أي كشفٍ نحسه أي أمر
                            أعين تقذف اللظى ونفوسٌ
                            مثخناتٌ تنسل من كل صدر
                            وجسوم حمر تنوش جسوماً
                            في ثياب من الجراحات حمر
                            وتهز الخناجر الحمر... أيدٍ
                            ترتمي كالنسور في كل نحر
                            وانطفت حومة الوغى فاندفعنا
                            في سرانا نلف ذعراً بذعر
                            ورحلنا والليل في قبضة الأف
                            ق كتابٌ يروي أساطير دهر
                            وشددنا جراحنا وانطلقنا
                            وكأنا نشق تيار... بحر

                            * * *
                            هوم الطيف حولنا فالتفتنا
                            نحوه كالتفات سفرٍ لسفر
                            وسمعنا همساً من الأمس يروي
                            قصة الفاتحين من أهل «بدر»
                            فنصتنا للطيف إنصات صب
                            لمحبٍ يقص قصة هجر
                            وسرى في السكون صوت ينادي
                            يا رفاق السرى وأحباب عمري
                            يا رفاقي تثاءب الشرق وانسلَت
                            عذارى الصباح من كل خدر
                            والعصافير تنفض الريش في الوكر
                            وتنفي النعاس من كل وكر
                            وكأن الشعاع أيدٍ من الورد
                            المندى.. تهز أهداب زهر
                            وكأن الغصون أيدي الندامى
                            وشفاه أكواب خمر
                            ومضى سيرنا وقافلة الفج
                            ر تصب الهدى على كل شبر
                            فإذا دربنا رياض تغني
                            في السنا والهوى زجاجات عطر
                            نحن في جدولٍ من النور يجري
                            وخطانا تدري إلى أين تجري.

                            يتبع
                            [/]

                            تعليق


                            • #15
                              قصيدة
                              أنا وأنت

                              يا ابن أمي أنا وأنت سواءٌ
                              وكلانا غباوةٌ وفسوله
                              أنت مثلي مغفل نتلقى
                              كل أكذوبةٍ بكل سهوله
                              ونسمي بخل الرجال اقتصاداً
                              والبراءات غفلةً وطفوله
                              ونسمي شراسة الوحش طغياناً
                              ووحشية الأناس بطوله
                              ونقول: الجبان في الشر أنثى
                              ووفير الشرور وافي الرجوله
                              ونرى أصل «عامرٍ» تربةٍ الأرض
                              و«سعداً» نرى النجوم أصوله
                              فننادي هذا هجين وهذا
                              فرقدي الجدود سامي الخؤوله
                              نزعم الإنتقام حزماً وعزماً
                              وشروب النجيع حر الفحولة
                              * * *
                              يا ابن أمي شعورنا لم يزل طفلا
                              وها نحن في خريف الكهوله
                              كم شغلنا سوق النفاق فبعنا
                              واشترينا بضاعةً مرذوله
                              لا تلمني ولم ألمك لماذا؟
                              يحسن الجهل في البلاد الجهوله.


                              قصيدة
                              جريح


                              لاتسل عن أنينه وسهاده

                              إن في جراحه جراح بلاده
                              إن في جراحه جراحات شعبٍ

                              راكد الحس حيه كجماده
                              ثائرٌ يحمل البلاد قلوباً

                              في حشاه وشعلة في اعتقاده
                              وهب الشعب قلبه ودماه

                              وأحاسيسه وصفو وداده
                              فهو أصواته إذا ضج في الناس

                              ونجوى ضميره في انفراده
                              إنه ثائر يريد ويسمو

                              فوق طاقاته... سمو مراده
                              أوقد الحقد في حناياه ثاراً

                              عاصفاً يستفز نار زناده

                              * * *
                              فمضى والعناد في مقلتيه
                              صارخٌ، والجحيم في أحقاده
                              وتلقى الرصاص من كل فجٍ
                              وهو مازال في جنون عناده
                              كلما أومأ الفرار إليه
                              أمسكت قبضة الوغى بقياده
                              وتحدى الحتوف حتى تلظت
                              حوله وانتهت بقايا عتاده

                              * * *
                              عاد كالسيف حاملاً من دمه
                              شفقاً يخبر الدنا عن جلاده
                              والجراح التي تراها عليه
                              كالعناوين في سجل جهاده
                              وارتمى في الفراش والثأر فيه
                              ساهر ينذر الوغى بمعاده
                              لم ينم لحظةً وإن نام هزت
                              ذكريات الوغى سكون وساده
                              وتلظت فيه الجراح فأوهت
                              جسمه وانطفى حماس اعتداده
                              يسأل الصمت والمنى كيف يشفي
                              كبرياء الجراح من جلاده
                              فهو بين الطموح والعجز والأشواق
                              كالصقر في يدي صياده

                              * * *
                              لا تلمه إذا شكا إن شكواه
                              وأناته دخان اتقاده
                              إن أنفاسه غبارٌ وجمرٌ
                              من شظايا فؤاده ورماده
                              كلما قال آه! أو صعد الأنفاس
                              شاهدت قطعةً من فؤاده
                              وإذا صاح جوعه في الحنايا
                              فرفات المنى بقية زاده
                              عمره المدلهم سجن وينكي
                              جرحه أن عمره في ازدياده
                              فهو يشقى في يقظة العين
                              با لشعب ويشقى بحلمه في رقاده
                              مل طول الحياة لا نال منها
                              ما يرجى ولادنا من حصاده
                              والشقي الشقي من مل طول العمر
                              والعمر لم يزل في امتداده

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-29-2025 الساعة 05:07 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-28-2025 الساعة 10:06 PM
                              يعمل...
                              X