إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الاسطورة اليمنية العملاق عبدالله البردوني

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    []قصيدة
    يوم المعاد


    يا أخي يا ابن الفدى فيم التمادي
    وفلسطين تنادي وتنادي؟
    ضجت المعركة الحمرا.. فقم:
    نلتهب.. فالنور من نار الجهاد
    ودعا داعي الفدى فلنحترق
    في الوغى، أو يحترق فيها الأعادي
    يا أخي يا ابن فلسطين التي
    لم تزل تدعوك من خلف الحداد
    عد إليها، لاتقل: لم يقترب
    يوم عودي قل: أنا «يوم المعاد»
    عد ونصر العرب يحدوك وقل:
    هذه قافلتي والنصر حادي
    عد إليها رافع الرأس وقل:
    هذه داري، هنا مائي وزادي
    وهنا كرمي، هنا مزرعتي
    وهنا آثار زرعي وحصادي
    وهنا ناغيت أمي وأبي
    وهنا أشعلت بالنور اعتقادي
    هذه مدفأتي أعرفها
    لم تزل فيها بقايا من رماد
    وهنا مهدي، هنا قبر أبي
    وهنا حقلي وميدان جيادي
    هذه أرضي لها تضحيتي
    وغرامي ولها وهج اتقادي
    ها هنا كنت أماشي إخوتي
    وأحيي ها هنا أهل ودادي
    هذه الأرض درجنا فوقها
    وتحدينا بها أْعدى العوادي
    وغرسناها سلاحاً وفدً
    ونصبنا عزمنا في كل وادي
    وكتبنا بالدما تاريخها
    ودما قوم الهدى أسنى مداد
    هكذا قل: يا ابن «عكا» ثم قل:
    هاهنا ميدان ثاري وجلادي
    يا أخي يا ابن فلسطين انطلق
    عاصفاً وارم العدى خلف البعاد
    سر بنا نسحق بأرضي عصبةً
    فرقت بين بلادي وبلادي
    قل: «لحيفا» استقبلي عودتنا
    وابشري ها نحن في درب المعاد
    واخبري كيف تشهتنا الربى
    أفصحي كم سألت عنا النوادي!
    قل: لاسرائيل يا حلم الكرى
    زعزعت عودتنا حلم الرقاد
    خاب «بلفور» وخابت يده
    خيبة التجار في سوق الكساد
    لم يضع، لا لم يضع شعب أنا
    قلبه وهو فؤادٌ في فؤادي
    قل: «لبلفور» تلاقت في الفدى
    أمة العرب وهبث للتفادي

    * * *
    وحد الدرب خطانا والتقت
    أمتي في وحدةٍ أو في اتحاد
    عندما قلنا: اتحدنا في الهوى
    قالت الدنيا لنا: هاكم قيادي
    ومضينا أمة تزجي الهدى
    اينما سارت وتهدي كل هادي

    قصيدة
    الحكم للشعب


    لن يستكين ولن يستسلم الوطن
    توثب الروح فيه وانتخى البدن
    أما ترى كيف أعلا رأسه ومضى
    يدوس أصنامه البلها ويمتهن
    وهب كالمارد الغضبان متشحاً
    بالنار يجتذب العليا ويحتضن
    فزعزعت معقل الطغيان ضربته
    حتى هوى وتساوى التاج والكفن
    وأذَّن الفجر من نيران مدفعه
    والمعجزات شفاهٌ والدنا أذن
    تيقظت كبرياء المجد في دمه
    واحمر في مقلتيه الحقد والإحن

    * * *
    يا صرعة الظلم شق الشعب مرقده
    وأشعلت دمه الثارات والضغن
    ها نحن ثرنا على إذعاننا وعلى
    نفوسنا واستثارت أمنا «اليمن»
    لا «البدر» لا «الحسن» السجان يحكمنا
    الحكم للشعب لا «بدرٌ» ولا «حسن»
    نحن البلاد وسكان البلاد وما
    فيها لنا، إننا السكان والسكن
    اليوم للشعب والأمس المجيد له
    له غدٌ وله التاريخ... والزمن
    فليخسأ الظلم ولتذهب حكومته
    ملعونةً وليول عهدها النتن

    * * *
    كم كابد الشعب في أشواطه محناً
    ماذا ترى؟ أنضجته هذه المحن!
    كم خادعته بزيف الوعد قادته
    هيهات أن يخدع الفهامة الفطن
    لن ينثني الشعب هز الفجر غضبته
    فانقض كالسيل لاجب ولا وهن
    حن الشمال إلى لقيا الجنوب وكم
    هزت فؤاديهما الأشواق والشجن
    وما الشمال؟ وماهذا الجنوب؟ هما
    قلبان ضمتهما الأفراح والحزن
    ووحد الله والتاريخ بينهما
    والحقد والجرح والأحداث والفتن

    * * *
    «شمسان» سوف يلاقي صنوه «نقماً»
    وترتمي نحو «صنعا» أختها «عدن»
    المجد للشعب والحكم المطاع له
    والفعل والقول وهو القائل اللسن
    [/]

    تعليق


    • #17
      []قصيدة
      ثائران

      من جمالٌ ومن أُسمِّي جمالا؟
      معجزات من الهدى تتوالى
      وشموخاً يسمو على كل فكرٍ
      وعلى كل قمةٍ... يتعالى
      من «جمال»؟ حقيقة تنثني
      عنها الخيالات يحترقن انفعالا
      وعنادٌ أعيا البطولات حتى
      رجع الموت عنه يشكو الكلالا

      * * *
      موكب من مشاعلٍ إنطفا الحساد
      من نفخه وزاد اشتعالا
      وتدلت أضواؤه كالعناقيد
      فأذكت في كل عين ذبالا
      وتملا ثوار «صنعا» هداه
      فاستطاروا يحرقون الضلالا
      والتقوا يغسلون بالنار دنيانا
      ويمحون بالدم الأوحالا
      وأضاءوا والليل يبتلع الشهب
      وأم الهلال تطوي الهلالا
      فتناغى ومض المآذن: ماذا؟
      أي فجرٍ أشتم فيه «بلالا»؟

      * * *
      ووراء الحنين شعب مسجى
      ملَّ موت الحياة، ملَّ الملالا
      والرؤى تسأل الرؤى كيف ضج
      الصمت، واستفسر الخيال الخيالا
      من أطلوا كصحو نيسان يكسون
      الربى الجرد خضرةً واخضلالا
      ومضى الثائرون يفدون شعباً
      يتحدون باسمه الآجالا
      كالقلاع الجهنميات ينقضون
      يرمون بالجبال الجبالا
      ويشبون ثورةً رمت التاج
      وهبت تتوج... الأجيالا
      ومشت والشروق في خطوها الج
      بار، ينثال في الدروب انثيالا
      ومددنا المنى فكانت عطاءً
      سرمدياً تجاوز الآمال
      فطفرنا إلى الحياة كموتى
      دفعتهم قبورهم... أطفالا

      * * *
      وبدأنا الشوط الكبير وأعددنا
      لأحداث الكبار.... «جمالا»
      واهتدينا به فكان دليلاً
      وأباً يحمل الجهود... الثقالا
      وبلونا في أباً لم تزده
      لهب الحادثات إلا صقالا
      ودروب الكفاح تنبيك عنه
      كم طواها وأتعب الأهوالا
      وثنى الموت في «القناة» وألقى
      في أساطيله الحريق... ارتجالا
      ورمى الغزو والغزاة رماداً
      تخبر العاصفات عنه والرمال
      وفلولاً تكابت الروح فيها
      مثلما تكبت العجوز السعالا

      * * *

      لاتسل «بور سعيد» وأسأل عداه
      كيف أدمى اللظى وجال وصالا
      وتحدى الردى الغضوب و«مصرٌ»
      خلفه تسحب الذيول اختيالا
      وانتظار الفرار والنصر وعدٌ
      يحتمي بالمحال يدني... المحالا
      والضحى يرتدي رداءً من النار
      ويرخي من الدخان... ظلالا
      ومنايا تمضي وتأتي منايا
      وقتالاً دامٍ يثير قتالاً


      وسؤالٌ يمضي وما من جوابٍ
      وجواب يأتي يعيد السؤالا


      فإذا «ناصر» يقود تلالاً
      من شباب القوى تدك تلالا


      وجحيماً تحتل أجساد من جاؤوا
      يرومون عنده.... الإحتلالا


      وأباة لا يعتدون ويهدون
      إلى المعتدي الأثيم الزوالا


      ويطيرون يضفرون النجوم الخضر
      «غاراً» يكللون النضالا


      وإذا النصر بين كفي «جمالٍ»
      ينحني خاشعاً ويندى ابتهالا


      * * *
      من «جمالٌ»؟ سل البطولات عنه
      كيف أغرت به العدى الأنذالا؟
      فتبارت أذناب «لندن» تزري
      باسمه فازدهى اسمه وتلالا
      وأجادوا فيه السباب ولكن
      يحسن الشتم من يسيء الفعالا
      كيف يخشى أذيال لندن من صب
      على لندن المنايا العجالا...؟
      إن من تضرب الرؤوس يداه
      لا يبالي أن يركل الأذيال

      * * *
      يا لصوص العروش عيبوا «جمالاً»
      واخجلوا أنكم قصرتم وطالا
      فسقطتم على الوحول ذباباً
      وسما يعبر الشموس مجالا
      واكتملتم نقصاً وزاد كمالاً
      ومدى النقص أن يعيب الكمالا
      فبنى أمةً وشدتم عروشاً
      خائناتٍ تبارك القتالا
      وقصوراً من الخنا مثقلاتٍ
      بالخطايا كالعاهرات الحبالى
      فسلوا عنكم الليالي السكارى
      والحسان المدللات الكسالى
      وضياع الحمى وما لست أدري
      ودنايا شتَّى عراضاً طولا
      لاتضيقوا فإن للشرف العالي
      رجالاً وللدنايا رجالا
      لاتضيقوا إن العروبة تدري
      من «جمال» وتعرف «السلالا»
      بطل الثائرين وافى أخاه
      والبطولات تجمع الأبطالا
      أخوان تلاقيا فاشرأبت
      «وحدة» العرب تنحر الإنفصالا
      فاهتفي يا حياة إنا اتحدنا
      في طريق المنى وزدنا اتصالا
      والتقى «النيل» و«السعيدة» جسماً
      صافحت كفه اليمين الشمالا[/]

      تعليق


      • #18
        []قصيدة
        وطني

        وطني أنت ملهمي هزج المغرم الظمي
        أنت نجوى خواطري والغنا الحلو في فمي
        ومعانيك شعلةٌ في عروقي وفي دمي
        أنت في صدر مزهري موجة من ترنم
        وصدى مسكرٌ إلى عالم الخلد ينتمي
        ونشيد... معطرٌ كالربيع... المرنم
        وهتافٌ مسلسل كالرحيق... المختم
        []* * *[/]
        إيه يا موطني أفق من كراك... المخيم
        طالما تهت في الدجى والظلام المطلسم
        وقطعت المتاه في مأتم بعد مأتم
        وتمشيت في اللظى وعلى الشوك... ترتمي
        أنت تجثو على اللظى وعلى الشوك ... ترتمي
        ساسك الجوع والشقا والنظام الجهنمي
        إن بلواك منك هل أنت من أنت تحتمي؟
        فتوثب إلى العلا وثبة الفارس الكمي
        وخض النار واحتمل كبرياء ... التألم
        واصرع الظلم تكتفي ذل شكوى التظلم




        قصيدة

        فارس الآمال
        أخى أدعوك من خلف اتقادي
        وأبحث عن لقائك في رمادي
        وينطبق الحريق عليَّ.. قبراً
        فيمضغني ويعيا بازدرادي
        وأحيا في انتظارك نصف ميتٍ
        ورائحةُ الرَّدى مائي وزادي
        وأرقب «فارس الآمال» حتى
        أخالُ إزايَ حمحمة الجيادِ
        وترفعني إليك رؤى ذهولي
        فتتكئ النّجومُ على وسادي
        وأهوي عنك أصفع وجه حظي
        وأعطي كلّ «جنكيزٍ» قيادي
        وعاصفة الوعيد تهزّ حولي
        يد «الحجاج» أو شدقي «زِيادِ»
        []* * *[/]
        فتخفق منك في جدران كوخي
        طيوف كالمصابيح الهوادي
        فتشدو كلّ زاويةٍ وركنٍ
        ويبدع عازفٌ ويجيد شادي
        ويلمع وهم خطوك في الروابي
        فترقص كالجميلات الخرِادِ
        ويجمع جيرتي فرح التلاقي
        ويختلط احتشادٌ باحتشادِ
        ويظما الشوق في عيني «سعيدٍ»
        فيندى الوعد من شفتي «سُعادِ»
        []* * *[/]
        وتعوي الرّيح تنثر وسْوَساتي
        وُرَيقاتٍ تحنُّ إلى المدادِ
        وتخنق حلم جيراني وحلمي
        وتسلب حيَّنا صمت الحدادِ
        ويحترق الطريق إليك شوقاً
        فتطفئِه أعاصير العوادي
        وتَقْبر فيه قافلةَ الأماني
        وتُردي الصَّوتَ في فم كلِّ حادي
        []* * *[/]
        ويسأل هل تعود إلى حمانا؟
        فتسعد سمَّرٌ ويضيءُ نادي
        مزارعنا إلى لقياك لهفَى
        وبيدرنا يتوقُ إلى الحصادِ
        أترحل تستنفزُّ الفجر حتى
        شققت دجاه - تُبتَ عن المعادِ
        أتأبى أن تعود ألا تُلَبِّي
        ندائي هل دريت من المنادي؟
        سؤال عنك يحفر كلَّ تلٍ
        ويسبر عنك أغوار الوهادِ
        أفتّش عنك أطياف العشايا
        وأهداب النّسيمات الغوادي
        وتنأى عن مدى ظني فأمضي
        إليك على جناحٍ من سهادِ
        وأهمس أين أنت؟ وأيّ تربٍ
        نما واخضرَّ من دمكَ الجوادِ
        أيسألك النضال دماً شهيداً
        فتسقيه وأنت تموت صادي؟
        أجب حدّث فلم يخمدك قتلٌ
        فأنت الحيُّ والقتلى الأعادي
        أحسك في براءة كلّ حيٍّ
        صبِىً وأحسُّ نبضك في الجمادِ
        وأشتمّ اختلاج صداك حولي
        يمنِّيني ويعبق في فؤادي
        فأدنو من نجيعك أصطليهِ
        وأشعل من تلظّيهِ اعتقادي
        []* * *[/]
        أتسأل كيف جئت إليك إنّي
        أفتِّش في دمائك عن بلادي؟
        وأنضج من شذاها ذكرياتي
        وأقبس من تحدّيها عنادي
        أتأبى أن تجيب؟ ومن يحلِّي
        بغارِ النَّصرِ هامات الجلادِ؟

        وهل ارتدُّ عنكَ بلا رجاءٍ؟
        يعاتبني ويُخحلني ارتدادي؟

        أتدري أنَّ خلفَ الطين شعباً
        من الغربانِ يفخر بالسّوادِ؟

        يموت توانياً ويعيش وهماً
        بلا سببٍ لا أدنى مرادِ

        يسير ولايسير: يُبيدُ عهداً
        ويأكل جيقة العهد... المبادِ

        يبيع ويشتري بالغبن غبناً
        ويجترّ الكساد إلى الكَسادِ

        وتهدي خطوه جثثٌ كُسالى
        تفيقُ من الرقاد إلى الرقادِ

        تعيد تثاؤباً أو تبتَديهِ
        كأسمار العجائز في البوادي

        []* * *[/]
        «أعبدَ الله» كم يشقيك أنّا
        ضحايا العجز أو صرعى التمادي؟
        أينبض في ثَراكَ الشعب يوماً
        فتورقُ ربوة ويرفُّ وادي
        وتعتنق الأخوّة والتّصافي
        ويبتسمُ الوداد إلى الودادِ
        رحلت إليك أستجدي جواباً
        وأستوحيك ملحمة الجهادِ

        [/]

        تعليق


        • #19
          []قصيدة
          قالت الضحية


          كيف كنتم أيام كنت مثيره؟
          حشرات حوالي وكنت أميره
          كنت أمشي فتفرشون طريقي
          نظرات مستجدياتٍ كسيره
          وشجوناً حمراً وشوقاً رخيصاً
          ونداءً وثرثراتٍ كثيره
          تتناجون بينكم: أتراها
          بنت «كسرى» أم «شهرزاد» الصغيره؟
          لو رأى «شهريار» طيف صباها
          باع فيها سلطانه وسريره
          وتحومون تزرعون رمال الجوع
          نجوى وأمنيات وفيره
          ليتها لي أو ليت أني طريقٌ
          لخطاها تمد فيه المسيره
          ليتني مشطها فأشتم منها
          شعرها أو أكون فيه ضفيره
          ليتني ثوبها، ويهمس ثانٍ
          يدعي أنه مناها... الكبيره
          آخر العهد بيننا سمر الأمس
          شكوت الهوى وبثت سعيره
          لا تقولوا: سامرت وهماً فما زال
          على ساعدي دفء السميره
          فيلبيه ثالث: ليت أني
          نقطة فوق خدها مستديره
          ويجاريها رابعٌ: فيغني
          ليتني البحر وهي فيَّ... جزيره
          ويعيد المنى أديبٌ شجيٌ
          ليتها جدولٌ أناغي... خريره
          هكذا كنتم أمامي وخلفي
          غزلاً مغرياً وكنت... غريره
          ولأني أنثى وأمي عجوزاً
          مات عنها أبي، سقطت أجيره

          * * *

          كيف أروي حكايتي؟ وإلى من؟
          كيف تشكو إلى العقور العقيره
          نشأت قصتي وكان أبي كهلاً؟
          وقور السمات نذل السريره
          يشتري كل حظه من عجوزٍ
          بالأساطير والغيوب خبيره!
          كان زور المديح يحلب كفيه
          ويعطيه وسوسات خطيره
          فيرى أن قومه أهملوه
          فأضاعوا أنقى وأغلا ذخيره
          فتمنَّى قتل الألوف ولكن
          بغية صعبة القياد عسيره
          فالتوى يذبح الصغار من الأطفال
          أو يخطف الصبايا النظيره
          ويرابي بالبائسات وراء الحي
          والهينمات تخفي... نكيره
          واحتمى بالصلاة لم يدن منه
          بصر الحي أو ظنون البصيره
          فانثنى ليلةً كما يخبط المخمور
          في الوحل، والسماء مطيره
          قلقاً تجرح الفراغ خطاه الحسيره
          وهو يصغي إلى خطاه الحسيره


          وصفير السكون ينفخ أذنيه
          فيرتاب، يستعيد صفيره


          وتمادى تنهد الجو حوليه
          ووالى شهيقه... وزفيره


          ورمى خلفه وبين يديه
          عاصفاً أدمت البروق هديره


          وعلى المنحنى حفيرة صخرٍ
          جاءها فانطوت عليه الحفيره


          وهنا انتهى أو انقضت الجن
          عليه كما تقول: العشيره


          زعموه كان يصيح من الصخر
          ويرجو أصداءه أن تجيره


          لست أدري كيف انتهى؟ مات
          يوماً ورمى عبئه علينا... ونيره


          * * *
          فتبنى الضياع طفلاً كسيحاً
          وأنا، والأسى وأماً فقيره
          فسهرنا نشقى ونسترجع الأمس
          ونبكي أبي ونرويه سيره
          كان يشتري الحظوظ من أم يحيى
          كل يوم كانت له كالمشيره
          كان يمتد هاهنا كل ليلٍ
          وهنا يرتمي... قبيل الظهيره

          * * *
          كنت في محنتي كزنبقة الرمل
          أعاني جفافه... وهجيره
          فأشرتم إليَّ بالمغريات الخضر
          والبيض، والوعود الغزيره
          وملأتم يدي وأشعلتموني
          شمعةً في دجى الخطايا الضريره
          وعلى رغم عفتي، رغم أمي
          وأبي عدت مومساً سكيره
          ولهونا حيناً وأشتى ربيعي
          فتعريت أرتدي زمهريره
          وانصرفتم عني أما كنت يوماً
          عندكم منية الحياة الأثيره؟
          وزعمتم بأنني كنت وحلاً
          آدمياً أما شربتم عصيره؟
          وأشعتم في الحي أني شرٌ
          يتفادى دنوه... ونذيره
          فتوقَّى حتى خيال وجودي
          وهو حيٌ على الحياة الجريره

          * * *
          كيف أبقى هنا وأنصاف ناسٍ
          جيرتي، ليس لي رفاق وجيره
          وغدي رهبة ويومي انتحارٌ
          واحتقارٌ، والأمس ذكرى مريره
          وهنا جينا خطاه إلى الأمس
          وأمجاده عظامٌ نثيره
          دفن الأمس جثةً من دنايا
          وانثنى يستعير منها مصيره
          فهو حي من الجليد المدمى
          يجتني لصه ويجفو خفيره
          يدعي المجد وهو مقبرةٌ تهتز
          خلف التراب وهي قريره
          يزدريني وحدي وإني وإياه
          ضحايا شروره المستطيره
          يزدريني وتوبتي وحناني
          فوق أهدابه صلاهٌ منيره
          هل أنادي الضمير والخلق فيه؟
          لم أجد فيه خلقه أو ضميره

          * * *
          أيها الآكلون عرضي لأني
          كنت ألعوبةً لديكم أسيره
          حقروني يا دود لو لم تكونوا
          حقراءً ما كنت يوماً حقيره
          لاتقولوا: كانت بغيّا، أمَا الفجَّار
          كثرٌ والفاجرات كثيره؟
          لست وحدي كم البغايا ولكن
          تلك مغمورة وهذي شهيره
          صدقوني إن قلت في دوركم مثلي
          فلست الأولى ولست الأخيره
          كل حسناء زهرةٌ: يرد الزهـ ـر
          عنه حتى الذباب المغيره؟[/]

          تعليق


          • #20
            []قصيدة
            يوم المفاجأة


            جمالٌ! أيأتي؟ أجل! ربَّما
            وتستفسر الأمنيات السّما
            أيأتي؟ ويرنو السؤال الكبير
            يزغرد في مقلتيه الظّما
            فيخبره الحلمُ إخبارَ طفلٍ
            يَروضُ على اسمِ أبيه الفما

            * * *
            وفي أيّ حين؟ وصاح البشير
            فجاءت إليه الذُّرى عُوّما
            وأرخى عليه الضُّحى صَحْوَهُ
            ودلّى سواعدَهُ سُلَّما
            وحيّاه شعب رأى في الشروق
            جنى الحلم من قبل أن يحلُما
            فأيُّ مفاجأةٍ باغتتهُ
            كما تفجأ الفرحةُ الأيِّما؟
            فماد ربيع على ساعديهِ
            وفجرٌ على مقلتيهِ ارتمى
            ولبَّى الهتافُ المدوِّي هناك
            هتافاً هنا، وهنا مُفْعَما
            يلبي ويدعو فطيغى الضّجيج
            ويعلو الصّدى يعزف الأنجما
            تثير الجماهير في جوِّهِ
            من الشّوقِ أجنحةً حُوَّما
            وتسأل في وجههِ موعداً
            خصيباً وتستعجل الموسما
            وتحدو غداً فوق ظنّ الظنون
            وأوسع من أمنيات الحمى

            * * *
            جمالٌ! فكلُّ طريق فمٌ
            يُحَيِّي وأيدٍ تبث الزهَرْ
            ترامت إليهِ القرى والكهوف
            تولِّي جموعٌ وتأتي زمَرْ
            وهزَّت إليهِ حشود الحسان
            مناديل من ضحكات القمرْ
            ولاقته «صنعاء» لقيا الصغّار
            أباً عاد تحت لواء الظّفرْ
            تلامسه ببَنان اليقين
            وتغمس فيه ارتياب البصرْ
            وتهمس في صخَب البشريات
            أهذا هو القائد المنتظَر؟
            أرى خلف بسمته «خالداً»
            وألمح في وجنتيه «عُمر»
            وتدنو إليه تناغي المنى
            وتَشتَمُّ في ناظريه الفكرْ

            * * *
            أهذا الذي وسعت نفسُه
            هوى قومه وهموم البشر؟
            أظلَّ فأومى انتظار الحقول
            وماج الحصى واشرأبَّ الحجرْ
            وهنأت الرّبوةُ المنحنى
            وبشَّرت النّسْمَةُ المنحدرْ
            وأخبر «صِرْواحُ» عنه الجبالَ
            فأورق في كل نجمٍ خبرْ
            وأشرق في كلّ صخرٍ مصيفٌ
            يعنقدُ في كلّ جوّ ثمرْ

            * * *
            وأعْلَتْ زنودُ الرُّبى وَحدةً
            سماويّةَ الأمِّ طهر الأبِ
            نمتها المروءات في «مأربٍ»
            وأرضعها الوحي في «يثربِ»
            وغنَّى على صدرها شاعرٌ
            وصلَّى على منكبيها نبي
            وردَّدها الشرقُ أغرودةً
            فعبَّ صداها فم المغربِ

            * * *
            ودارت بها الشمس من موسمٍ
            سخيٍّ إلى موسمٍ أطيبِ
            إلى أن غزتها سيول التتار
            ورنَّحها العاصف الأجنبي
            تهاوت وراء ضجيج الفراغ
            تفتّش عن أهلها الغُيَّبِ
            وتبحث عن دارها في الطُّيوف
            وتستنبئ اللَّيل عن كوكبِ
            وتحلم أجفانها بالكرى
            فتخفق كالطّائر المتعَبِ
            هناكَ جثث في اشتياق المعاد
            تحدّق كالموثق المغضبِ
            فتلحظ خلف امتداد السنّين
            على زرقة «النِّيل» وعداً صبي
            تمرُّ عليه خيالات «مصر»
            مرور الغواني على الأعزبِ
            رأت فمه برعماً لايبوح
            ونيسان في قلبه مختبي
            وكان انتظاراً فحنَّت إليهِ
            حنين الوليد إلى المرضعهْ
            ودارت نجوم وعادت نجوم
            وأهدابها ترتجي مطلعهْ
            وكانت تواعدها الأمسيات
            كما تعد البيدر المزرعهْ
            ولاقته يوماً وكان اسمه
            «جمالاً» فلاقت صباها معهْ

            * * *

            هنا لاقت الوحدة ابناً يسير
            فتمشي الدُّنا خلفه طيِّعهْ
            ومهداً صبوراً سقاها النِّضال
            فأهدت إلى المعتدي مصرعهْ
            غذاها دم «النيل» خصب البقاء
            ولقَّنها الفكرةَ المبدعهّ
            وعلَّمها من عطايا حشَاه
            وكفّيْهِ أن تبذل المنفعهْ
            ومن جوّه رفرفات الحَمامِ
            ومن رمله طفرةَ الزَّوبعهْ
            وقطَّرها في خدود النجوم
            صلاةً وأغنيةً ممتعهْ
            وأطلع للعرب أقباسَها
            شموساً بصحو المنى مشبَعهْ
            هناكَ أفقنا على وحدةٍ
            يمدُّ الخلودُ لها أذرعَهْ
            فصارت مبادئنا في السَّلام
            وألوية النَّصْر في المَعْمَعَهْ
            [/]

            تعليق


            • #21
              []قصيدة
              شمسان



              حرق «الجنوب» قذائف في مهجتي
              تغزو الحدود وتحرق الأسدادا
              وحدي وفي أرض الجنوب عشيرتي
              تتطلب السقيا وترجو الزادا
              وتسير في الأصفاد تائهة الخطى
              تستنجد الأغوار والأنجادا
              فمتى تحرق بالدما أصفادها
              وتبيد من صنعوا لها الأصفادا
              دعني ألمها في القيود... لعلها
              تتذكر الآباء... والأجدادا
              ولعلها ترنو إلى تاريخنا
              فترى الفتوح وتعرف القوادا
              فعلى ربى التاريخ مجد جدودنا
              يهدي البنين ويرشد الأحفادا
              أدنى المواطن مواطنٌ إن هزه
              جرح الكرامة للصراع تمادى
              وأذل ما في الأرض شعب يجتدي
              مستعمراً ويؤله استبدادا
              ويئن من جلاده وهو الذي
              صنع الطغاة وسلح الجلادا
              في الناس أندالٌ وأوغد أمةٍ
              من ولت الأنذال والأوغادا
              «صرواح» يا شمم البطولة لم يزل
              «شمسان» يسطع باسمك الأطواد

              * * *
              «شمسان» زمجر بالأباء وارعدت
              هضباته تتحرق استشهادا
              أنف الدخيل فسر إليه وشد في
              زنديك منه سواعداً وزنادا
              واذر العداة على السفوح وفي الربى
              مزقاً كما تذرو الرياح رمادا


              قصيدة
              عازف الصمت



              أطلت هنا وهناك الوقوف
              تلبي طيوفاً وتدعو طيوف
              وفي كل جارحة منك... فكرٌ
              مضيء وقلب شجيٌ شغوف
              تغني هنا وتناجي هناك
              وتغزل في شفتيك الحروف
              وتهمس حتى تعير الصخور
              فماً شادياً وفؤاداً عطوف
              وتعطي السهول ذهول النبي
              وتعطي الربى حيرة الفيلسوف
              تلحن حتى تراب القبور
              وتعزف حتى فراغ الكهوف
              وتفني وجوداً عتيقاً حقيراً
              ويبني وجوداً سخياً رؤوف
              وتغرس في مقلتيك الرؤى
              كروماً تمد إليك القطوف
              وترنو، وترنو وعيناك شوقٌ
              هتوفٌ يناجيه شوقٌ هتوف
              وأنت حنينٌ ينادي حنيناً
              وألف سؤال يلبي ألوف
              ودنياك عشٌ يغني ثراه
              فتخضر أصداؤه في السقوف

              * * *
              وحين تفيق وتفنى رؤاك
              وينأى الخيال المريد العزوف
              ترى هاهنا وتلاقي هنا
              صفوفاً من الوحل تتلو صفوف
              عليها وجوهٌ أراق النفاق
              ملامحها، وأضاع الأنوف
              وقتلى دعوها ضحايا الظروف
              وكانوا الضحايا وكانوا الظروف
              أكانوا ملاهي صروف الزمان؟
              وأولى وأخرى ملاهي الصروف
              وتشتم فوق احرار التراب
              صدىً غائماً من أغاني السيوف
              وتلمح فوق امتداد الدروب
              سياط الخطايا تسوق الزحوف
              ومقبرةً يظمأ الميتون
              عليها ويحسون وعداً خلوف
              ومجتمعاً حشرياً يحن
              على غير شيء حنين الألوف
              ويعدو على دمه كالذئاب
              ويلقى الذئاب لقاء الخروف

              * * *
              فماذا هنا من صنوف السقوط؟
              أحط الصنوف وأخزى الصنوف
              هنا الأرض مستنقع من ذبابٍ
              هنا الجو أرجوحة من كسوف
              يطبل للخائنين الطريق
              كأن حصاه استحالت دفوف

              يتبع
              [/]

              تعليق


              • #22
                مختارات من
                ديوان مدينة الغد

                قصيدة
                آخر جديد


                مولاتي يا أحلى الأحلى
                عندي لك أخبار عجلى
                قالوا عن ((حورية)) امتلأت
                فتناً أغلى ما في الأغلى
                نهداها: كبر شموخهما
                خداها نظرتها النجلا
                إنى خطرت لبست حقلاً
                من غزل وانتعلت حقلاً!
                فهنا وهناك لمشيتها
                تاريخ يستهوي النحلا
                أملاه يوماً منعطف
                والريح أعادت ما أملى
                وثريا أجنت وحواها
                عش فاخضوضر واخضلا
                وحكى عن ((مريم)) جيرتها
                ميعـاداً ولقـاء نذلا

                حتـى عرّاهـا أخوتـها من
                أكفان الحسب الأعلى
                وانحلت عن (يحيى) قمر
                واستهوت مطلاقاً كهلاً

                []***[/]
                لكن أأقص لغاليتي
                من آخر أخباري فصلاً
                إني وحدي والبرد على
                أنقاضي يسقط كالقتلى
                أجتر الطين وأعزفه وأغني
                للريح الثكلى
                []***[/]
                بالأمس شذا المذياع هنا
                فشممتك أغنية جذلى
                وكزهر الرمان اختلجت
                شفتاك وخفتك الخجلى
                وتناغى الطيب كعزاف
                ولدت قيثارته الحبلى
                وكأن لقاء يحضننا
                أرجو فتجيدين البذلا
                []***[/]
                واليوم تقمصني قلق
                مجنون لم يعرف مهلا
                فتقاذفني التجوال كما
                تستاق العاصفة الرملا
                فعبرت زقاقاً مأهولاً
                وزقاقاً هرماً منحلاً
                وتراباً ينسج أقنعة
                لوجوه لم تحمل شكلاً
                وطريقاً سمحاً أسلمني
                لمضيق يلتحف الوحلا
                وإلى سوق في آخره
                منعطف ينشدني أهلاً
                وسألت هنالك ((فلفلة))
                عن دارك فادعت الجهلاً
                أولا تدرين تلقاني
                عبق من شرفتك انهلاً
                وهناك جثوت أعب صدى
                حياً وأعيد صدى ولى
                وإخال الممشى يسترخي
                ويلحن خطرتك الكسلى
                فأصيح إلى ما لا أدري
                وأضم الهرة والطفلاً
                ورآني الباب فمد على
                كتفي الخضرة والظلا

                وحكى لي كيف تلاقينا
                في تلك الأمسية الكحلى
                ومتى تأتين؟ أيخبرني؟
                وتلعثم بالخبر الأجلى

                []***[/]
                والآن رجعت كما تسري
                في الغاب القافلة العزلى
                هذا ماجدّ ولا أدري
                ماذا سيجد ومايبلى


                قصيدة
                سيرة الأيام

                ربما لا تطيق مثلي
                قراراً فلنسافر تساؤلاً وادكارا
                يا صديقي الحنين.. من أين تدري؟
                كيف عاد الضحى؟ وأين توارى؟
                أتراه نهار الأمس... المولي
                عاد أشهى صباً, وأسخى انهمارا
                هل رماد الضحى, يحول رداء
                للعشايا, لكي يعود نهارا
                ألعشايا صبح كفيف يدلي
                شوقه من رماد عينيه نارا
                يسحب الظل, والطيوف الحزانى
                ويعاني شوق الطيور الأسارى
                ثم يأتي... كما مضى... في ذهول
                شفقي , يدمي , ويندى افترارا
                يا صديقي... وهل يعي كيف أغفي
                جمر أجفانه وكيف أنارا
                وهل الشمس طفلة, أو عجوز
                تستعير الصبا, وتغوي المدارا
                أتراها عصرية, أم تراها
                متحفاً دايرا, يوشي الجدارا
                ما الذي تدعي؟ لها كل يوم
                مولد, كيف ((يا فقيه بخارى))
                أو ما أزوجت (وروما) جنين
                و(أبو الهول ) في حنايا الصحارى
                أو ما أدفأت (ثبيراً) ولما
                يلد الغيب (يعرباً) أو(نزارا)
                فليكن... إنما الأصالات أبقى
                جدة , والنضار يبقى نضاراً
                يا صديقي... فكيف يدعون هذا
                مستعاداً, وذاك يدعى ابتكاراَ
                ربما لم يجد شيء, ولكن
                نحن نرنو, بناظرات السكارى؟
                والربيع, الذي نرى اليوم, هل كان
                الربيع , الذي رأينا مراراً
                وسنلقاه, بعد (كانون) أملي
                بالرؤى من عيون أحلى العذارى
                والمصيف الذي تراه كباراً
                كان ذاك الذي شهدنا صغاراً
                ولماذا صمت, ترنو يميناً
                في شرود, وتستدير يساراً
                كيف نغضي, وللسؤالات ركض
                تحت أهدابنا, يخوض الغماراً؟
                هل تحس الحقول ما سر(نيسان)؟
                ومن أين عاد يهمي اخضراراً
                كيف أصغت إليه؟ هل ضج يا أشواك
                موتي... وبارك (الجلناراً)
                أي فصل من الفصول التوالي
                أسكت(البوم) وأستعاد (الهزارا) ؟
                أين يمضي الزمان: هل سوف يطوي
                سفره, أو يعي فيشكو العثارا؟
                ربما... إنما... لماذا ننادي؟
                ويضيع الصدى, فنرجو القفاراً
                أتظن الرياح, تدري إلى أين؟
                ومن أين, تستهل المساراً؟
                أتراها, تعطي الربى جانحيها
                ذات يوم, وتستعير الوقاراً؟
                يا صديقي... أنا وأنت اشتهاء
                نحتسي الملح, أو نلوك الشفاراً
                طال فينا جوع السؤال فأطعمناه
                (كانون) واعتصرنا الغباراً
                واجتداناًولائماً عاجلات
                فطبخنا على النجوم الحيارى
                كل ما عندنا نداء بلا رد
                سؤال, يتلو سؤال, مثاراً
                من دعانا؟ ومن ننادي؟ أصخنا
                وانتظرنا, حتى حرقنا انتظاراً؟
                فلننم... والنعاس يروي حكايانا,
                ويرخي قبل الشروع الستاراً

                تعليق


                • #23
                  [] قصيدة
                  عائد


                  من أنتَ، واستبقت جوابي
                  لهب، يحن إلى التهاب
                  من أنت، عزاف الأسى
                  والنار قيثار العذاب
                  وعلى جبينك، قصة
                  حيرى، كديجور اليباب
                  وخواطر، كهواجس الافلا
                  س، في قلق المرابي
                  وانا اتدري: من أنا؟
                  قل لي،وأسكرها اضطرابي
                  سل تمتمات العطر: هل
                  (نيسان) يمرح في ثيابي؟
                  من هذه؟ أسطورة الـ
                  أحلام، أخيلة الشهاب
                  همساتها، الخضر الرقاق
                  أشف من ومض السراب
                  إني عرفتك كيف أفرح؟
                  كيف أذهل عن رغابي؟
                  من أين أبتدىء الحديث…؟
                  وغبت في صمت ارتيابي
                  ماذا أقول، وهل أفتش
                  عن فمي، أو عن صوابي
                  من أنت، أشواق الضحى
                  قبل الأصيل، على الهضاب
                  حلم المواسم، والبلابل
                  والنسيمات الرطاب
                  أغرودة الوادي، نبوغ العنـ
                  دليب… شذى الروابي
                  وذهول فنان الهوى
                  ورؤى الصبا وهوى التصابي
                  وهج الأغاني، والصدى
                  حرق المعازف، والرباب
                  لاتبعدي: أرست على شطآ
                  نك النعسى، ركابي
                  فدنت تسائل من رفاقي
                  في الضياع؟ ومن صحابي؟
                  هل سآءلتك مدينة
                  عني؟ وسهدها مصابي
                  كانت ترى نكبات أهلي
                  في شحوبي واكتئابي
                  فتقول لي: من أين أنت؟
                  وتزدريني، بالتغابي
                  أنا من مغاني شهرزاد
                  إلى ربى، الصحو انتسابي
                  بي من ذوائب (حدة)
                  عبق السماحة والغلاب
                  وهنا أصخت ووشوشا ت
                  (القات) تنبي باقترابي
                  وأظلنا جبل ذراه
                  كالعمالقة الغضاب
                  عيناه متكأ النجوم
                  وذيله، طرق الذئاب
                  فهفت إلي مزارع
                  كمباسم الغيد الكعاب
                  وحنت نهود الكرم
                  فاسترخت للمسي واحتلابي
                  وسألت (ريا) والسكو ن
                  ينث وهوهة الكلاب
                  ماذا؟ أينكر حينا
                  خفقات خطوي وانسيابي؟
                  انا تلاقينا… هنا،
                  قبل انتظارك… واغترابي
                  هل تلمحين الذكريات
                  تهز أضلاع التراب؟
                  وطيوف مأساة الفراق
                  تعيد نوحك وانتحابي
                  والأمس يرمقنا وفي،
                  نظراته خجل المتاب
                  كيف اعتنقنا للوداع
                  وبي من اللهفات ما بي؟
                  وهتفت: لا تتوجعي
                  سأعود، فارتقبي… إيابي
                  ورحلت وحدي، والطر يق
                  دم، وغاب، من حراب
                  فنزلت حيث دم الهوى
                  يجتر، أجنحة الذئاب
                  حيث البهارج والحلي
                  سلوى القشور عن اللباب
                  فترين ألوان الطلاء
                  على الصدوع، على الخراب
                  والتسليات، بلا حساب
                  والملال، بلا حساب
                  والجو محموم، يئن
                  وراء جدران الضباب
                  كم كنت أبحث عن طلابي
                  حيث ضيعني طلابي
                  واليوم عدت، وعاد لي
                  مرح الحكايات العذاب
                  مازلت أذكر كيف كنا
                  لاننافق، أو نحابي
                  نفضي بأسرار الغرام
                  إلى المهبات الرحاب
                  والريح تغزل من زهو ر
                  (البن)، أغنية العتاب
                  فتهزنا أرجوحة
                  من خمرة الشفق المذاب
                  وكما تناءينا التقينا
                  نبتدي صفو الشباب
                  ونعيد تاريخ الصبا
                  والحب، من بدء الكتاب
                  أترين: كيف اخضوضرت
                  للقائنا مقل الشعاب؟
                  وتلفت الوادي إليك
                  وهش، يسأل عن غيابي
                  ما دمت لي فكويخنا
                  قصر، يعوم على السحاب
                  والشهب بعض نوافذي
                  والشمس، شباكي وبابي
                  [/]

                  تعليق


                  • #24
                    قصيدة
                    سوف تذكرين


                    ذات يوم ستذكرين ارتجافي
                    بين كفيك وانهيال اعترافي
                    وسؤالي من ذا هنا وارتياعي
                    من سؤالي وخشيتي أن تخافي
                    واقترابي حتى شممت وعودي
                    بأسى جيئتي وهز انصرافي

                    ***
                    وورائي ذكرى تعض يديها
                    وأمامي طيفٌ كوحش خرافي
                    من ورآني من أين جئت وأمضي
                    كالصدى كاغتراب ريح الفيافي
                    أي جدلى رجعت عنها ومنها
                    وإليها جنازتي وزفافي
                    والذي كان منزلي قبل حين
                    جئته فاستحال منفي المنافي
                    إنما سوف تذكرين وقوفي
                    بين كفيك أجتدي أو أصافي
                    []***[/]
                    ذات يوم سترحمين احتراقي
                    بعدما ذبت واعتصرت جفافي
                    وتقولين كان عصفور حب
                    ظامئاً كيف عز عنه ارتشافي
                    كان يأتي والجوع يشوي يديه
                    وعلى وجهة اصفرار القوافي
                    واختلاجاته تسلي غروري
                    وانكساراته تحت انعطافي
                    كان يقتاده عبيري فيدنو
                    ثم يثنية ضعفه عن قطافي
                    []***[/]
                    وتعودين تذكرين التماسي
                    ورجوعي وكيف كنت أوافي
                    وتودين لو بذلت ولكن
                    عند أن تجدبي وأرضي عفافي


                    قصيدة
                    أم في رحلة


                    هل هذا طفلك واقتربت
                    كالطفل تناغي وتنادي
                    طفلي هل أعجب سيدتي
                    حلو كهدايا الأعياد
                    وكأول إحساس الأنثى
                    برنو المعجب والصادي
                    ما أسم المحروس أجب يا بني
                    نعمان كجد الأجداد
                    أهلاً نعمان فيستحي
                    ويرفرف كالورد النادي
                    فتحاكي لثغته الخجلى
                    وتغمم كالنبع الشادي
                    ما أروعه يا عم وما
                    أسخى عينيه بإسعادي
                    أولادي الأربعة اختلطوا
                    فيه ما أحلى أولادي
                    عيناه كعيني عائشة
                    خداه كخدي عباد
                    فمه يفتر كثغر لمى
                    زنداه كزندي حماد
                    []***[/]
                    شكل حلو ما أجمله
                    كالطيف كأطيار الوادي
                    كالحب كدغدغة الذكرى
                    كالحلم كهمس الميعاد
                    أشتم حليبي في فمه
                    قبلاتي أنفاس بلادي
                    وتمد إلي ملامحه
                    فرحي وعذاب الميلاد
                    زهوي بالحمل كجاراتي
                    صرخات المهد وأجهادي
                    وتعيد إليً طفولته
                    صغري وطفولة أندادي
                    فكأني ولداتي نشدو
                    أو نركض كالسيل العادي
                    []***[/]
                    (نعمان) أعاد صبا عمري
                    يا عم , وأيقظ إيقادي
                    كهوى كلت أنشودته
                    وتلظى رجع الإنشاد
                    خلفي يا عم نداءات
                    وأمامي سحر الإبعاد
                    أمضي وأعود وأطفالي
                    أسفاري أشواقي معادي
                    لا تأسي يا بنتي إني
                    سافرت العمر بلا زاد ٍ
                    خضت الخمسين بلا ولد
                    يرجى وبلا أمل حادي
                    وأتى الأولاد بلا رزق
                    وبلا طرق وبلا هادي
                    فصبرنا صبر الدرب على
                    أقدام الرائح والغادي
                    واستنجدنا المولى حتى
                    لبانا أسخى إنجاد
                    []***[/]
                    أتحبين ابني ؟ كل أبن
                    في الأرض وكل الأحفاد
                    []***[/]
                    عفواً يا عم أنا أم
                    أولاد الغير كأولادي

                    تعليق


                    • #25
                      []قصيدة
                      حماقة و سلام

                      ماذا ترى؟ وهنا يريد, وطاقة تمتص طاقة
                      وأفاقة كالسكر... أو سكر أمر من الإفاقة
                      جيلاً يوثق بين مصرعه, ومحياة.. العلاقة
                      ويريق آلاف الكؤوس, أسى على الكأس المراقة

                      تشتد فيه قوى الفتى و وتميع في دمه الرشاقة

                      ****
                      جيل التحرر والهوى, عبد التفاهة والأناقة
                      جيل التفتح والتمزق, والحداثة والعتاقة
                      حيران يغمره الشروق, ولا يرى أي ائتلاقه
                      ومرفه للجوع في ذرات طينته... عراقه
                      غضبان يبلع بعضه بعضاً, ويفخر بالصفاقة
                      وسينتهي .. وجد السلاح, وليس تنقصه الحماقة
                      ليت الذي دفع السلاح إلية, علمه اللباقة
                      حتى يعي من يستفز, ومن يلاقي في طلاقة
                      حتى يوالي عن هدى يقظ, ويكره عن لياقة
                      من لا تعلمه العداوة, فهو أجهل بالصداقة


                      قصيدة
                      كاهن الحرف

                      من تغني هنا؟ وتبكي علاماً؟
                      كل شيء لا يستحق اهتماماً
                      ألقضايا التي أهاجتك أقوى
                      من أغانيك من نواح ألأيامي
                      خلف هذا الجدار تشدو وتبكي
                      والزوايا تندى أسى وجثاماً
                      هذه ساعة الجدار كسول
                      ترجع القهقرى وتنوي الأماماً
                      والثواني تهمي صديداً وشوكاً
                      وستهمي وليس تدري إلى ما؟
                      والحكايا رؤى سجين أقروا
                      شنقه بعد سجن ِ عشرين عاماً
                      والمحبات والتلاقي رماد
                      والأغاني برد القبور القدامى
                      والصبيحات كاليتامى الحزانى
                      والليالي كأمهات اليتامى
                      عبثاً تنشد الكؤوس لتسلى
                      مات سحر الكؤوس مل الندامى
                      كل حين وكل شبر زحام
                      من ركام الوحول يتلو زحاماً
                      من تعني يا (كاهن الحرف) ماذا؟
                      هل سعال الحروف يشجي الركاماً

                      [/]

                      تعليق


                      • #26
                        مختارات من
                        ديوان لعيني أم بلقيس

                        قصيدة
                        لعيني أم بلقيس


                        لها أغلى حبيباتي بداياتي... وغاياتي
                        لها غزوي وإرهاقي لها أزهى فتوحاتي
                        وأسفاري إلى الماضي وإبحاري إلى الآتي
                        لعيني (أم بلقيس) فتوحاتي وراياتي
                        وأنقاضي وأجنحي وأقماري وغيماتي
                        لها تلويحُ توديعي لها أشواقُ أوباتي
                        أشرق وهي قدامي أغرب وهي مرآتي
                        إليها ينتهي روحي ومنها تبتدي ذاتي
                        []* * *[/]
                        أغني... وهي أنفاسي وأسكت وهي إنصاتي
                        وأظمأ... وهي إحراقي وأحسو... وهي كاساتي
                        أموت وحبها موتي وأحيا وهي مأساتي
                        []* * *[/]
                        ترويني لظى وهوى وأشدو ظامئاً: هاتي
                        فتقصيني كعادتها وأتبعها كعاداتي
                        وأغزل من روايحها مجاديفي ومرساتي
                        هنا وهناك مولاتي وأسأل: أين مولاتي؟
                        []* * *[/]
                        أنا فيها وأحملها على أكتاف آهاتي
                        على أشواق أشواقي على ذرات ذراتي
                        وأذوي... وهي تحملني فتنمو في جراحاتي
                        وأسأل: أين ألقاها؟ فتغلي في صباباتي
                        وترنو من أسى همسي ومن أحزان أوقاتي
                        ومن صمتي كتمثال أشكل وجه نحاتي
                        وتبدو من شذا غزلي ومن ضحكات حلواتي
                        ومن نظرات جيراني ومن لفتات جاراتي
                        ومن أسمار أجدادي ومن هذيان جداتي
                        ومن أحلام أطفالي ومن أطياف أمواتي
                        []* * *[/]
                        هنا ميلاد غاليتي هنا تاريخها العاتي
                        هنا تمتد .... وراء الغيهب الشاتي
                        تحن إلى الغد الأهنى فيمضي قبل أن يأتي


                        قصيدة
                        أنسى أن أموت


                        []تمتصني أمواج هذا الليل في شرهٍ صَموت
                        وتعيد ما بدأت.. وتنوي أن تفوت ولا تفوت
                        فتثير أوجاعي وترغمني على وجع السكوت
                        وتقول لي: مت أيها الذاوي... فأنسى أن أموت
                        * * *
                        لكن في صدري دجى الموتى وأحزان البيوت
                        ونشيج أيتامٍ ... بلا مأوى... بلا ماء وقوت
                        وكآبة الغيم الشتائي وارتجاف العنكبوت
                        وأسى بلا اسم.. واختناقات بلا اسم أو نعوت
                        * * *
                        من ذا هنا؟ غير ازدحام الطين يهمس أو يصوت
                        غير الفراغ المنحني.. يذوي .. يصر على الثبوت
                        وتعبّهُ الآحاد والجمعُ العوانسُ والسبوت
                        ودم الخُطى والأعين الملأى بأشلاء الكبوت
                        * * *
                        من ذا هنا؟ غير الأسامي الصفر تصرخ في خفوت
                        غير انهيار الآدمية... وارتفاع (البنكنوت)
                        وحدي ألوك صدى الرياح وأرتدي عري الخبوت
                        [/]

                        تعليق


                        • #27
                          قصيدة
                          من منفى إلى منفى


                          بلادي من يَدَي طاغٍ
                          إلى أطغى إلى أجفى
                          ومن سجن إلى سجن
                          ومن منفى إلى منفى
                          ومن مستعمر بادٍ
                          إلى مستعمر أخفى
                          ومن وحش إلى وحشين
                          وهي الناقة العجفا
                          []* * *[/]
                          بلادي في كهوف الموت
                          لاتفنى ولا تُشفى
                          تنقر في القبور الخرس
                          عن ميلادها الأصفى
                          وعن وعد ربيعي
                          وراء عيونها أغفى
                          عن الحلم الذي يأتي
                          عن الطيف الذي استخفى
                          فتمضي من دجى ضاف
                          إلى أدجى... إلى أضفى
                          بلادي في ديار الغير
                          أو في دارها لهفى
                          وحتى في أراضيها
                          تقاسي غربة المنفى


                          قصيدة
                          صنعاء والموت والميلاد

                          ولدت صنعاء بسبتمبر
                          كي تلقى الموت بنوفمبر
                          لكن كي تولد ثانية
                          في مايو... أو في أكتوبر
                          في أول كانون الثاني
                          أو في الثاني من ديسمبر
                          مادامت هجعتها حبلى
                          فولادتها لن تتأخر
                          رغم الغثيان تحن إلى:
                          أوجاع الطلق ولا تضجر
                          []***[/]
                          ينبي عن مولدها الآتي
                          شفق دامٍ فجر أشقر
                          ميعاد كالثلج الغافي
                          وطيوف كالمطر الأحمر
                          أشلاء تخفق كالذكرى
                          وتنام لتحلم بالمحشر
                          ورماد نهار صيفي
                          ودخان كالحلم الأسمر
                          ونداء خلف نداءات
                          لاتنسى (عبلة) يا (عنتر)
                          أسماء لا أخطار لها
                          تنبي عن أسماء أخطر
                          []***[/]
                          هل تدري صنعاء الصرعى
                          كيف انطفأت؟ ومتى تنشر؟
                          كالمشمش ماتت واقفة
                          لتعد الميلاد الأخضر
                          تندى وتجف لكي تندى
                          وترف ترف لكي تصفر
                          وتموت بيوم مشهور
                          كي تولد في يوم أشهر
                          ترمي أوراقاً ميتة
                          وتلوّح بالورق الأنضر
                          وتظل تموت لكي تحيا
                          وتموت لكي تحيا أكثر

                          تعليق


                          • #28
                            قصيدة
                            يمني في بلاد الآخرين

                            من أين أنا؟ من يدري أوليست لي جنسيه؟
                            نسبي رايات حمر وفتوحات ذهبيه
                            فلماذا تستغربني هذي الزمر الخشبيه
                            يا إخواني أصلي من صنعاء أمي: (دبعيه)
                            صنعاوي، حجري! ما صنعاء، ما الحجريه؟
                            []* * *[/]
                            من أين أنا؟ تشويني بتغابيها السخريه
                            عربي لاتعرفني... حتى الدنيا العربيه
                            وأبي -قالوا- يمني أمي -قالوا- يمنيه
                            لكن أنستني لوني وفمي.. أيدي الهمجيه
                            سنوات جوعى عطشى وقيادات تبعيه
                            وغرابات لا تروى وغرابات مرويه
                            []* * *[/]
                            يا ريح... بلادي خلفي ومعي مثلي منسيه
                            حتى أرضي يا أرضي كأهاليها منفيه!!
                            وطني أسفار تمضي وتعود بلا أمنيه
                            تشريد لا بدء له ومسافات وحشيه
                            حراس حدود يقظى وتقانين وثنيه
                            مدن لا أسماع لها وزحامات عدميه
                            أسواق كبرى أدنى ما فيهن البشريه
                            وبدائيات غرقى في الأقنعة العصريه
                            وعلى رغمي أستجدي كل الأيدي الحجريه
                            []* * *[/]
                            وبلاد بلادي منفى ومتاهات أبديه
                            من أين أنا؟.. مجهول جوال دون هويه
                            وبلا وطنٍ لكني موهوم بالوطنيه


                            قصيدة
                            صنعاني يبحث عن صنعاء


                            هذي العمارات العوالي ضيعن تجوالي مجالي
                            حولي كأضرحةٍ مزورة بألوان اللآلي
                            يلمحنني بنواظر الاسمنت من خلف التعالي
                            هذي العمارات الكبار الخرس ملأى كالخوالي
                            أدنو ولا يعرفنني أبكي ولا يسألن: مالي؟
                            وأقول: من أين الطريق؟ وهن أغبى من سؤالي

                            * * *
                            كانت لعمي هاهنا دار تحيط بها الدوالي
                            فغدت عمارة تاجر (هندي) أبوه (برتغالي)
                            وهناك حصن تآمر كانه اسمه (دار الشلالي)
                            وهناك دار عمالة كان اسمها (بيت العبالي)
                            وهنا قصور أجانب غلفٍ كتجار الموالي
                            * * *
                            هل هذه صنعاء؟ مضت صنعاء سوى كسر بوالي
                            خمس من السنوات أجلت وجهها الحر (الأزالي)
                            * * *
                            من أين يا أسمنت أمشي؟ ضاعت الدنيا حيالي
                            بيت ابن أختي في (معمر) في (الفليحي) بيت خالي
                            أين الطريق إلى (معمر)؟ يا بناتي يا عيالي
                            وإلى (الفليحي) يا زحام... ولا يعي أو لا يبالي
                            بالله يا أماه دليني ورقت لابتهالي
                            قالت: إلى (النهرين).. قدامي وأمضي عن شمالي
                            وإلى (القزالي) ثم أستهدي ب (صومعة) قبالي
                            من يعرف(النهرين)؟ من أين الطريق الى (القزالي)
                            * * *
                            من ذا هناك؟ مسافر مثلي يعاني مثل حالي
                            حشد من العجلات يلهث في السباق وفي التوالي
                            وهناك (نصرانية) كحصان (مسعود الهلالي)
                            وهناك مرتزق بلا وجه... على كتفيه (آلي)
                            * * *
                            اليوم (صنعا) وهي متخمة الديار بلا أهالي
                            يحتلها السمسار، والغازي، ونصف الرأسمالي
                            والسائح المشبوه، والداعي، وأصناف الجوالي
                            من ذا هنا؟ (صنعا) مضت واحلتها كل انحلالي
                            * * *
                            أمي! أتلقين الغزاة بوجه مضياف مثالي؟
                            لم لا تعادين العدى..؟ من لا يعادي لا يوالي
                            من لا يصارع... لا نسائي الفؤاد... ولا رجالي
                            إني أغالي في محبة موطني... لم لا أغالي؟
                            * * *
                            من أين أرجع أو أمر؟ هنا سابحث عن مجالي
                            ستجد أيام بلا منفى وتشمس يا نضالي!
                            وأحب فجر ما يهل عليك من أدجى الليالي

                            يتبع

                            تعليق


                            • #29
                              قصيدة
                              إلا أنا وبلادي

                              تسلياتي كموجعاتي، وزادي
                              مثل جوعي، وهجعتي كسهادي
                              وكؤوسي مريرة مثل صحوي
                              واجتماعي بأخوتي كانفرادي
                              والصداقات كالعداوات تؤذي
                              فسواءٌ من تصطفي أو تعادي
                              []* * *[/]
                              إن داري كغربتي في المنافي
                              واحتراقي كذكريات رمادي
                              يا بلادي! التي يقولون عنها:
                              منك ناري ولي دخان اتقادي
                              ذاك حظي لأن أمي (سعود)
                              وأبي (مرشد) وخالي (قمادي)
                              أو لأني أطعمت أولاد جاري
                              ورفاقي دفاتري ومدادي
                              أو لأني دفعت عن طهر أختى
                              وبناتي مكر الذئاب العوادي
                              أو لأني زعمت أن لديهم
                              لي حقوقاً من قبل حق (ابن هادي)
                              []* * *[/]
                              يا بلادي هذي الربى والسواقي
                              في ضلوعي تنهدات شوادي
                              إنما من أنا وليس بكفي
                              مدفع والتراب بعض امتدادي!
                              ربما كنت فارساً لست أدري
                              قبل بدء المجال مات جوادي
                              العصافير في عروقي جياع
                              والدوالي والقمح في كل وادي
                              في حقولي ما في سواها ولكن
                              باعت الأرض في شراء السماد
                              []* * *[/]
                              ياندى.. يا حنان أم الدوالي:
                              وبرغمي يجيب من لا أنادي!!
                              هذه كلها بلادي... وفيها
                              كل شيء... إلا أنا وبلادي!!

                              تعليق


                              • #30
                                قصيدة
                                أبـو تمـام وعروبـة اليـوم


                                ما أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب
                                وأكذب السيف إن لم يصدق الغضب
                                بيض الصفائح أهدى حين تحملها
                                أيد إذا غلبت يعلو بها الغلب
                                وأقبح النصر.. نصر الأقوياء بلا فهم..
                                سوى فهم كم باعوا.. وكم كسبوا
                                أدهى من الجهل علم يطمئن إلى
                                أنضاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
                                قالوا: هم البشر الأرقى وما أكلوا
                                شيئاً.. كما أكلوا الإنسان أو شربوا
                                []* * *[/]
                                ماذا جرى... يا أبا تمام تسألني؟
                                عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما السبب
                                يدمي السؤال حياءً حين نسأله
                                كيف احتفت بالعدى (حيفا) أو (النقب)
                                من ذا يلبي؟ أما إصرار معتصم
                                كلا وأخزى من (الأفشين) ما صلبوا
                                اليوم عادت علوج (الروم) فاتحة
                                وموطن العرب المسلوب والسلب
                                ماذا فعلنا؟ غضبنا كالرجال ولم
                                نصدق.. وقد صدق التنجيم والكتب
                                فأطفأت شهب (الميراج) أنجمنا
                                وشمسنا... وتحدت نارها الحطب
                                وقاتلت دوننا الأبواق صامدة
                                أما الرجال فماتوا... ثم أو هربوا
                                حكامنا إن تصدوا للحمى اقتحموا
                                وإن تصدى له المستعمر انسحبوا
                                هم يفرشون لجيش الغزو أعينهم
                                ويدعون وثوباً قبل أن يثبوا
                                الحاكمون و«واشنطن» حكومتهم
                                واللامعون.. وما شعوا ولا غربوا
                                القاتلون نبوغ الشعب ترضيةً
                                للمعتدين وما أجدتهم القرب
                                لهم شموخ (المثنى) ظاهراً ولهم
                                هوى إلى «بابك الخرمي» ينتسب
                                []* * *[/]
                                ماذا ترى يا (أبا تمام) هل كذبت
                                أحسابنا؟ أو تناسى عرقه الذهب؟
                                عروبة اليوم أخرى لا ينم على
                                وجودها اسم ولا لون..ولا لقب
                                تسعوت ألفاً (لعمورية) اتقدوا
                                وللمنجم قالوا: إننا الشهب
                                قيل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا
                                نضج العناقيد.. لكن قبلها التهبوا
                                واليوم تسعون مليوناً وما بلغوا
                                نضجاً.. وقد عصر الزيتون والعنب
                                تنسى الرؤوس العوالي نار نخوتها
                                إذا امتطاها إلى أسياده الذنب
                                (حبيب) وافيت من صنعاء يحملني
                                نسر وخلف ضلوعي يلهث العرب
                                ماذا أحدث عن صنعاء يا أبتي؟
                                مليحة عاشقاها: السل والجرب
                                ماتت بصندوق «وضاح» بلا ثمن
                                ولم يمت في حشاها العشق والطرب
                                كانت تراقب صبح البعث.. فانبعثت
                                في الحلم.. ثم ارتمت تغفو وترتقب
                                لكنها رغم بخل الغيث ما برحت
                                حبلى وفي بطنها «قحطان» أو «كرب»
                                وفي أسى مقلتيها يغتلي «يمن»
                                ثان كحلم الصبا... ينأى ويقترب
                                []* * *[/]
                                «حبيب» تسأل عن حالي وكيف أنا؟
                                شبابة في شفاه الريح تنتحب
                                كانت بلادك (رحلاً)، ظهر (ناجية)
                                أما بلادي فلا ظهر ولا غبب
                                أرعيت كل جديب لحم راحلة
                                كانت رعته وماء الروض ينسكب
                                ورحت من سفر مضن الى سفر
                                أضنى... لأن طريق الراحة التهب
                                لكن أنا راحل في غير ما سفر
                                رحلي دمي... وطريقي الجمر والحطب
                                إذا امتطيت ركاباً للنوى فأنا
                                في داخلي... أمتطي ناري وأغترب
                                قبري ومأساة ميلادي على كتفي
                                وحولي العدم المنفوخ والصخب
                                []* * *[/]
                                «حبيب» هذا صداك اليوم أنشده
                                لكن لماذا ترى وجهي وتكتئب؟
                                ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟
                                إني ولدت عجوزاً.. كيف تعتجب؟
                                واليوم أذوي وطيش الفن يعزفني
                                والأربعون على خدي تلتهب
                                كذا إذا ابيض إيناع الحياة على
                                وجه الأديب أضاء الفكر والأدب
                                []* * *[/]
                                وأنت من شبت قبل الأربعين على
                                نار (الحماسة) تجلوها وتنتخب
                                وتجتدي كل لص مترف هبة
                                وأنت تعطيه شعراً فوق ما يهب
                                شرقت غربت من (والٍ) الى (ملك)
                                يحثك الفقر... أو يقتادك الطلب
                                طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت
                                فيك الاماني ولم يشبع لها أرب
                                لكن موت المجيد الفذ يبدأه
                                ولادة من صباها ترضع الحقب
                                []* * *[/]
                                «حبيب» مازال في عينيك أسئلة
                                تبدو.. وتنسى حكاياها فتنتقب
                                وماتزال بحلقي ألف مبكيةٍ
                                من رهبة البوح تستحيي وتضطرب
                                يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا
                                ونحن من دمنا نحسو ونحتلب
                                سحائب الغزو تشوينا وتحجبنا
                                يوماً ستحبل من إرعادنا السحب؟
                                ألا ترى يا «أبا تمام» بارقنا
                                (إن السماء ترجى حين تحتجب)

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-29-2025 الساعة 05:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-28-2025 الساعة 10:06 PM
                                يعمل...
                                X