إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر العراقي صلاح فائق

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشاعر العراقي صلاح فائق

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    أهل ورد الغاليين

    شاعر عراقي
    ذو حساسية صعبة
    و مختلفة و فريدة،
    و لغته شديدة الصلة بالعصر،
    و قصيدته مليئة بالمفاجآت غير المتوقعة،
    كأنه كائنٌ فضائي،
    أو قادم من عصور سحيقة،
    من تلك الحضارات المطمورة،
    إلى عالم الحداثة الشاملة،
    الشاعر اللجوح بقلق الأمكنة،
    و الباحث في سرائرها عن

    كائناته، و عوالمه،
    لذا هو يندفع باصرار سحري
    نحو مغامرة الكتابة،
    مغامرة الخروج عن الثابت و المطمئن،
    اذ هو يعي ايضا مهمته في استعارة كل الاشياء
    التي تمنحه وظيفة

    المغني و المتأمل
    و السائح
    و راكب الدراجة،

    و الباحث عن اسماء اخرى لحياته و كوابيسه
    و مشاهده و حتى عناوين قصيدته اليومية…
    حين تقرأ صلاح فائق،
    تشعر بمهارته في

    توظيف ما في الوحدة السردية
    من طاقة ايقاعية فيستحيل النثر على يديه
    عاملا حيويا من ايقاع القصيدة
    و توهمك القصيدة ان ما تقرأه

    كلاما نثريا من طراز خاص .

    إنه
    الشاعر العراقي الكبير
    صلاح فائق



    تابعوني

  • #2
    ولد صلاح فائق
    في مدينة كركوك شمالي العراق عام 1945،
    وعمل مترجمًا وصحافيًا في
    المجال الثقافي داخل بلده وخارجه،
    وناشطًا في الحركة الشيوعية العراقية،
    ومشاركًا في الثورة الكردية
    بعد انقلاب شباط الدموي عام 1963.
    نمت لديه موهبة الشعر مبكرًا،
    وبعد مغادرته كركوك لفترة من الزمن
    عاد إليها في أواخر عام 1964
    لينخرط في صفوف الجماعة الادبية ,
    جماعة كركوك الشهيرة ,
    ممن كان لهم تاثيرهم على الساحة الادبية انذاك
    حيث نشر أولى أعماله الشعرية
    في مجلات أدبية مختلفة هناك.
    وحتى نهاية عام 1969
    عمل فائق في المجال السياسي

    والصحفي والثقافي متنقلاً بين بغداد وكركوك.
    وفي مطلع السبعينات اختفي لبعض الوقت
    في بغداد إلى أن أختطف من أحد شوارعها ،
    الا ان بعض اصدقائه ممن كان لهم تاثيرهم انذاك
    في الساحة الادبية استطاعوا انقاذه؛
    ليخرج ويعمل في شركة السكك الحديدية
    بالإضافة لبعض الوظائف الأخرى.
    وفي أواخر عام 1974 خرج فائق من العراق
    بمساعدة صديقه الشاعر عبد الوهاب البياتي
    الذي رتب له جواز السفر،
    وكان للبياتي دور أيضًا في
    نشر عدد من أعمال الشاعر في
    بغداد ودمشق وبيروت،
    ونشر اتحاد الكتاب العرب
    أولى كتب فائق ” رهائن ” في سوريا.
    وبعد عامين من بقائه في سوريا
    نشر فيهما مجموعات من أعماله الأدبية
    في المجلات والصحف السورية واللبنانية،
    هاجر في أواخر عام 1976
    إلى بريطانيا ليعمل هناك
    مترجمًا ومحررًا للمقالات
    في عدد من المجلات الثقافية،
    ونشر خلال تلك الفترة مجموعة من كتبه الشعرية
    باللغة العربية أو المترجمة إلى الإنجليزية،
    رافقته علاقات صداقة مع
    عدد من الرسامين والشعراء البريطانيين.
    ونظرًا لأسباب شخصية كثيرة
    قرر الهجرة في عام 1993 إلى الفيليبين،
    حيث ما يزال مقيمًا هناك إلى الان.

    كتبه الشعرية


    رهائن . 1975 . دمشق
    تلك البلاد. 1978. لندن
    طريق الى البحر . 1983 . باريس
    مقاطعات وأحلام . 1984 . لندن
    رحـيل . 1987. لـندن
    أعوام . 1993 . منشورات دار الجمل . ألمانيا
    بيروت – بغداد 2013
    دببة في ماتم . منشورات الجمل
    ألمانيا_2013
    و للشاعر مجموعات أخرى , معدة للنشر
    كما ترجمت كتاباته إلى لغات أخرى
    منها الفارسية والكورية

    تعليق


    • #3
      نظمت دار الثقافة الجديدة بالقاهرة
      أمسية شعرية احتفالا
      بالشاعر العراقي صلاح فائق،
      في أول زيارة له لمصر،
      بحضور عدد كبير من شعراء و أدباء مصر
      وذلك بمقر الدار في أكتوبر الجاري.

      تضمنت الأمسية، عرضا لمسيرة الشاعر الفنية،

      وقراءة لقصائد من ديوانه الجديد
      من رباعياتي
      قال الشاعر العراقي المهاجر بالفلبين
      صلاح فائق:
      إنه لا يُعد نفسه شاعرًا سرياليًا،
      رافضًا ما وصفه
      باختصار الشاعر في مدرسة أو مصطلح.

      جاء خلال الندوة:

      صلاح فائق
      - يكتب بأنماط فنية متعددة، يأتي معظمها على
      محمول وجودي،عبثي أحيانًا، مناهضًا للسلطة الثقافية.
      يتبدى لنا قلق الشاعر من الأشكال الشعرية
      السائدة التي تتنقل بين
      سرد خيالي واسع
      إلى سرد يقوم بتمثيل دور ما،
      تقوم به الحيوانات والطيور،

      إلى غيرها من الأشكال،
      ويلتبس الأمر أحيانًا
      عندما يتناول الحيوانات فتراها بشرًا.
      - كثيرون من متابعيه حاولوا
      حصره في الجانب السريالي،

      وهذا خطأ يصل إلى "الجناية"،
      فهو يقترب من السريالية أحيانًا،

      ولكنه أيضا يقترب من غيرها كثيرا.

      - يتميز الشاعر بالانفتاح على آليات سمعية
      وبصرية متنوعة،
      ونزوعه للغة شفهية،
      وعصرية بسيطة.

      - لا تعرف مخيلته حدودًا في إقامة
      عوالمها الغرائبية "الطازجة"،
      كما أنه يمزج
      الغرائبية في الخطاب كحدث مألوف.

      -أن صلاح فائق قد هدم "القداسة"
      التي كانت ممنوحة للقصيدة،

      واصفًا إياه بأنه جاء بقصيدته
      ضاربًا عرض الحائط بالمعايير المقامة.

      -رفض وصف فائق بالغرائبية أو السريالية،


      -بأنه يقف من هذا الكون
      موقف الرائي ثم "الهاضم" له،

      والمعيد إنتاجه بشكل شعري.

      -إن الشاعر يمتلك حسًا ساخرًا
      يقترب أحيانا من العدمية،
      أنه يعطي القارئ شعورًا بأنه ليس هناك
      هدف من وراء الكتابة سوى الكتابة نفسها.

      تعليق


      • #4
        نماذج من أشعاره

        الإستمتاعُ بالوقتِ , وفيه , بقي لي
        بعينينِ تلمعانِ لأول مرّة ,
        كأنهما عادتا الآن من موسم حصاد .
        هذا يتيحُ لفهدٍ أن يقعي على سطحِ سيّارة
        ويتطلعَ الى جيرانكَ ويقفونَ امام بيوتهم
        بعدما أضاعوا مفاتيح الأبواب .
        أخشى عليهم من غروبٍ قريب ,
        لكن لديهم بضع ساعات بعدُ
        ليفحصوا ذكرياتهم ويفرحوا بها :
        هذه حصيلة عيشي في منازل مهجورة
        منذ نصف قرن
        *
        ليس لي مكانُ لأخفي فواتيري
        من نظراتِ جرحى في مستشفى ريفي .
        لجأتُ إلى هنا لتفادي مؤرخين
        يبحثونَ عن رسائلي
        فيها ابدو مرةً في خيمة
        واخرى اعدو هارباً من زلزال
        وثالثة تطردني عوائل قرى لأني من مدينة
        لكن حتى في تلك المدينة لم أخضْ قتالاً
        بعدما شاهدتُ قناصين يبكون
        في أعالي ألأبنية
        قبل ان ينتحروا
        *
        يخيفني ظهور عجيبةٍ بعد اخرى طوال النهار
        قلما يراها آخرون إلّا في حالات طوارىء :
        عندما يستلقي أطفالٌ في طريقِ مدرستهم
        ضدَ امهاتهم البدينات , ضد المعلمين , الذين
        يأكلونَ حصاناً في الليل , وامام متقاعدينَ أخفقوا
        في إنقاذ أشجارهم من عاصفةٍ كانت تزورني
        قبل أن تلاحقَ سيداتٍ عند طاحونةٍ
        وكنّ يمتّعنَ سياحاً هربوا من إنتخاباتٍ
        في بلدانهم
        *
        أخفيتُ لسنواتٍ هويتي
        ضد كل فكرةٍ طائشة , وعرضتُ في أمكنةٍ
        كموسيقيّ جوال , مآثر المياه المعدنية
        إنني مهووسٌ أيضاً بشائعات الضواحي
        حول المصوّرين , فأنا أحدهم :
        بكاميرتي أغوصُ , وليس بالتخمين ,
        في مواهب الملاكمين وأعثرُ على دروبٍ
        الى ركبتيّ , حيث يقفُ غرابانِ لجآ
        من ارضي البعيدة!

        تعليق


        • #5
          نهرٌ يهرب من مدينة

          1
          كي تكتب قصيدةً مؤثرة
          عليك القدوم من اوروك
          تقيسُ يأسكَ باشبار وأنتَ تخرجُ من مصعدٍ
          تتصالح مع الجبال والأنهار وأشجارهما
          تشدُّ أوتار كمانك ، قيثارتك ، من شَعرِ حصان
          تصير بائع أحلام في القرى
          تفقد صبركَ في الصباح وتعثرَ عليهِ في المساء
          تشهد ولادة شلاّل ، عاصفة
          ترى الذهب ضوءاً ، لا أكثر
          تحترم جنون الغيوم والبراكين
          تتمرسَ ، كالعميان ، في التطلعِ الى السماء
          أن تبحث عن الكمأةِ حافياً وتستقبل ضاحكاً
          لاجئينَ من كلّ مكان

          تعامل أيّ سلحفاة ، كبيرة أم صغيرة
          كمواطنةٍ في أيّ بلد .

          2
          أنصافُ قصائدَ في فمي .
          أرهقني صمتٌ طويل ،
          مشيتُ في جنائز عسكريين قتلى
          لأنّي أحبُّ الموسيقى .

          3
          حُبّاً بشكسبير جئتُ الى لندن
          صادفتُ ، ذات ظهيرة ، في حديقة هامبستد
          اليوت واقفاً على مصطبة يتطلّعُ الى
          مظلاتٍ تتساقط على المدينة .

          4
          تمثالٌ يلتهم زهورَ حديقةٍ
          بينما عمّالٌ ينظفون نصبه الملوّث .

          5
          أيها المليحُ ، أقولُ لنفسي
          عليكَ السيرَ حتى منابع الأنهار
          لتغرس هناك نايات الرعاة .

          6
          بعلبة حلوى ، أقنعتُ تمثالاً كان يبكي
          أن يتوقف ، يمسح دموعه
          ثم يبتسم .
          لسببٍ ما ، عنده توقفت سيارتي .

          7
          اشتريتُ غزالاً من مأوى الأيتام .
          8
          كنتُ أحمل ماءاً الى زرافة اشتريتها من مهاجر
          حين فاجأني نمرٌ بين أنيابه كتاب :
          في فصله الأول فقراءَ يطيرونَ حول مكتبات
          في الأخير حشدٌ يضربُ ضبّاطاً في مبغى .

          9
          لا يكتبُ إلاّ واقفاً
          هكذا يترك للمقاعدِ في غرفته
          أن تُخمّن متى سيجلسُ وأينَ ؟

          10
          أقولُ لها : وليمتي لكِ تليقُ بثائرين .
          أنا بيتكِ في جبلٍ وحولي خيول
          أوزع عليها في المساء شراب الآشوريين
          بطاساتٍ من نحاس .

          11
          الربيع في كركوك الآن
          أيّام النرجس ، ضيف الحقول .
          أنا المسافر الدائم الى هناك
          لا أصلُ أبداً .

          12
          أخيراً وصلَ غودو
          صادفته عند بائع صحف
          وكانَ هناكَ عندليبٌ صامتٌ
          يتطلّعُ اليهِ .

          13
          اخرجُ من مرآةٍ لأفاجئكِ
          لكنّكِ منشغلةٌ ، تغسلين حصاناً أمام البيت
          يراقبكِ جيرانٌ غاضبون .
          لا ترينني رغم قامتي
          لا تسمعينني رغم صفيري .
          أعود الى المرآة
          اختفي .

          14
          عندي من الواح سومر احداها :
          خادمات ينتحبنَّ حول ملكٍ ميت
          فوضى في شارع الموكب .
          عند البوّابة حسناءٌ ، بنهدٍ
          ترقصُ بين قرابين .

          15
          بعد كلّ طوفان
          يخرجُ لينقذ حيواناتٍ مذّعورة .
          في السفينة أكل الكثير من قصائده
          ولحظ في بعضها غجراً يختبئونَ في مزرعة قطن
          .

          تعليق


          • #6
            16
            عازفُ بيانو تحتَ حافر حصان .
            الحصان : هذا عقابك لأنكِ لم تعزف لي
            العازف : كان مزاجي قد هربَ
            لذا انقلبت المعاني حول اصابعي .
            الحصان : والآن ؟
            العازف : اعد اليَّ مزاجي قبلَ أن يلتهمهُ ثعلبٌ أو جمل .
            الحصان : لا أظنّكِ مستاءاً من حافري ، حافري من قطن .
            العازف : لكنَّ آلام ظهري شديدةٌ . القطن يؤذي .

            17
            جئتُ انقلُ أدواتٍ لتهريب سجناء
            وجدتهم يرقصون في باحةِ المعتقل .

            18
            في وقتٍ متأخرٍ
            اقتحم أبي مكتبتي
            ونهبَ ما في { ألف ليلة وليلة }
            من ملاعق فضية واقداحٍ من ذهب .

            19
            طلبني مديرُ السجن
            - هل نصحتَ النهر ، ليلة أمس ،
            أن يهجر هذه المدينة ؟
            - علاقتي غير جيدة مع الأنهار .
            أعيش وسط محيط ، في جزيرةٍ وقربَ بركان
            - سمعكَ حُرّاسٌ تنادي النهر
            وتنصحهُ بالهجرة أو الهرب
            - أنا موقوفٌ هنا لأنَّي أنقذتُ فراشة
            من سائحٍ أجنبي في المطار
            - أين النهر الآن ؟ أين يختبىء ؟
            - لا أعرف
            - لا تعرف ؟ يصرخُ المديرَ خذوه ،
            خذوه . أخرج من هنا .
            ضعوه في زنزانة انفرادية .
            لدينا هليكوبترات ، سنعثر عليه
            لا يمكن أن يكون بعيداً ، سوف نرى ،
            سيعترفُ عليكَ
            اخرجوه من هنا ، يصرخُ .

            20
            اطرقُ باباً واسألُ :
            - تعرفون صلاح فائق ؟
            - نعم نعرفهُ ، تُجيبُ امرأةٌ متأنقةٌ
            - أين يسكنُ ؟
            - في الفليبين .

            21
            مهيبٌ جفاف الأرياف
            يؤذي الكهوف وملائكة عصاة
            يختفونَ فيها
            هدّدني حاكمٌ حشَّاش
            باعتقالي في مصعد
            اذا أخبرتُ أحداً بذلك .

            22
            أنا منقبٌ في جبل
            ظهراً أنزلُ الى نهرٍ قريب :
            لا أحدَ يعرفهُ غيري .
            اعطفُ على قنافذ مبعثرة في طريقي .
            ذات مرّة قدّمتُ طعامي الى حارس سجن
            ثم ندمتُ على ذلك :
            بقيتُ جائعاً حتى الصباح .

            23
            ملائكةٌ تنظفُ ملابسها ، أجنحتها
            من أوحال طاحونة .
            أراها من مقصورتي في قطار
            أيضاً أراني أنقلُ حطباً الى الجهة الأخرى من نهر .

            24
            بدراجة سأعودُ من الفليبين الى كركوك :
            معي مذ كنتُ جندياً
            اشتريتها من { سوق هرج } بدينارين
            احتفظ بها كصديقة .

            25
            بين سنة وأخرى ، أفقدُ احدى أسناني
            هذا ليس مهمّاً ، المهم عطفي على مومياء في متحف :
            حملتها الى بيتي ، رتّبتُ لها غرفة .
            بعد أيّام سمعتها تضحكُ ، ثم بدأت تقهقه
            أظنها كانت تتنصت على مكالماتي
            وظلّت تقهقهُ حتى هربّ كلبي ،
            تبعهُ الهدهد بعد يومين .
            قبلَ أيّام ، في غيابي ،
            جمعتُ معلبات في منطادي ، رسائلي
            وكتاب أشعار وليام كارلوس وليامز .
            هذا المساء شاهدتُ في التلفزيون
            منطاداً ممزقاً في غابة
            وهناك مومياء محطمة .
            لا خبر عن كتاب وليامز .
            قبل قليل جاءني شرطي وسألني عن المومياء
            لا أعلم ، أجبتهُ .
            لكنَّ رسائلك مبعثرةٌ معها
            صمتٌ .
            ما زال في البيت ينبشُ هنا وهناك .

            تعليق


            • #7
              مقاطع من قصيدة مهداة الى
              الراحل العزيز سركون بولص



              أنبل الأصدقاء
              *

              عبر مدينة , في غسقٍ
              أرى فيلسوفاً ضائعاً في يده نجمة
              وهناك ضريرٌ يندفعُ من زقاق
              باحثاً عن هاتف

              شاعرٌ , في سواحل بعيدة
              كان يقلّبُ قواربَ ومصطلحات
              هاهو يرتدي معطفاُ من حرير
              في رأسه بداية عاصفة
              ذكرياتهُ مغطاةٌ بخيالات
              خيالاته مغطاةٌ بذكريات

              شاعرٌ في غرفة , صامتٌ
              يريد ان يخلقَ الدواء الوحيد للفم
              الجنونَ لأن إمرأة عارية تقطفُ زهرةً من جبل

              أعرفكَ تخترعُ طرقاتٍ
              المارّة فيها مهدّدون بتمثالٍ
              يحملُ مجرفة

              أتركُ كل شيء , أمضي
              أوزعُ دفئاً على غاباتي الخيالية
              أنحني , ألتقطُ رغيفاً ترفعهُ ألأرضُ إليّ





              يتبع

              تعليق


              • #8
                أيام

                ابتعد الطائر الأخير
                ابتعد العشب الذي لا يطاق
                ابتعد مطر و ابتدأ عقاب المسافرين
                ابتعدت العربات الأخيرة.
                إني في سنة تراقب عقلي
                إني سارق الدُمى
                إني الذي كان يقرع الطبل
                و في القتال كنت أنا الذي يوزع النبيذ.
                إذ أكتب الآن
                ذلك لأن الأفق يمتدّ
                أكتب لأن الحقول لا تقول ما تريد.
                و في كل مرة ، حين يعود ذلك الضجيج الغريب
                ضجيج الزمن الزاحف ،
                حين أسمع أسئلة غير بهيجة
                و حين ألتقي في المنعطفات
                بموتى قدامى مزدانين بالنياشين
                يبتسمون ابتسامتهم الموروثة
                و قد وضعت الأرصفةُ تحت
                تصرفهم
                أقسّم نفسي على الأشجار مثل رجل مشبوه
                و لا يبقى لي سوى آخر الحوانيت
                لا يبقى غير زهو السجون بأملاكها.
                ***
                أيّ فصل لم يترك شقاءه حين رحل ؟
                كنت أجعل قهقهات الضيوف ملاذي
                كنت أفرّ من المدن ، كنت أجرح أصابعي .
                هذه نزهة الأعوام الأخيرة :
                مخلب يطفو ثم يختفي
                و لا أحد يلمس الجدران
                لا أحد يتسلق الليل
                لا أحد يفهم براءة النهار
                و المظهر الأنيق إنما هو محض جثة.

                بعد هذا ، هل أنسلّ إلى أحلامي
                هل أصير الصوت المهذب ،
                هل أقول لا شراشف لا أفواه ؟
                أوشكت أن ألائم
                أوشك انتباهي أن يصير ثكنات و متسابقين :
                يهبّ الهواء و يرجع و نواح المرأة في المباني
                يهب الهواء و يرجع و نواح المرأة على االجسور
                يهب الهواء و يرجع و موعد الموت في المساء.
                ***
                في الليل أفقد قبحي و أخرج من غرفة
                لا ألتفت للمواكب لا أهتم بملك نائم
                أحتفظ بأحداقي مفتوحة و أستمع ، أحيانا ،
                لمن يسرد آلام الزوجة.
                لا يريحني الطقس و لا الحفلات :
                حيث الآخرين مسافة
                و الشوارع أرملات يبحثن عن أشجار الحور
                إنما أتمدد في حديقة
                و أتامل نفسي في ثلاثة مقاطع :
                1 ) رجل تعب من الأسفار
                إنه ، الآن ، شاهد صامت لما رآه.
                2 ) موتى كانوا ينقبون عن الآثار
                مرئيون في شقة مزدحمة
                أذهب نحوهم ، فأفاجأ بعازف كمان.
                3 ) عائلة مشردة تفكك الضوء الأبيض
                و انعكاساته على أنقاض
                قرى ، تفكك راية منصوبة في قبو قديم.
                هل تتسلين هكذا أيتها العائلة المزججة ،
                هل تخلقين إشارة فقط ؟
                - سؤال أرهب العصافير
                فنهض ذلك الرجل و محى أشياء كثيرة ،
                لكنه أبقى أنقاض القرى.
                قال : بهذا أفصل بين الزمن و الوقت ،
                بهذا أجرب الاكتفاء ببركان.
                و حلم لو يستطيع ، فوق ذلك كله ،
                إضافة " أحلام الشتاء " لتشايكوفسكي
                بحيث تخرج منها الأرواح و هي تطير.
                ثم سمع صراخ الولادة ، فجلس و قام
                و ركض يبحث عمن
                وطأ القرن.
                رأى منظر طفل في االفضاء ،
                رأى انعكاسه فوق
                مياه قريبة
                سمعهما يرفضان المجيء ،
                التطابق لأن الكلام
                لأن المسدس....
                ***
                تلك تفصيلات ضرورية لأبرر افتتاحيتي
                لأفتتح عهدا لهواة الطوابع
                لأجد نفسي مأهولة باستعراض عسكري
                لأرقص لأشرب الخمر الرخيص
                ثم لأخرج و أرى كم من أعمدة الرخام
                سقطت ، تكسرت ،
                تفتتت أثناء القصف.
                إنما ، هنا ، على الأمواج أن ترتفع
                هنا ، علينا الاقتناع بأن سطوح المباني
                هي لاعتقال العذارى
                هنا ، علينا أن نرى.
                أكثر ما أخافه هو الأمل
                أكثر ما أخافه هو أن أشوه طيران الغراب بمعزوفة
                لذا ، سأتابع إصطفاف المنازل فقط
                سأجعل الخادمة تضحك أمام
                حيرة عصفور عجوز
                و سأسقط دعواتي و بطاقاتي في الأعماق.
                غير أني ، بين آن و آن ،
                سأفرح بثرواتي الباقية :
                جداولُ
                تصرخ ، سفوحٌ تسير ، لا آفاق بل أسرى
                و ذكريات و تهامس
                أشجارٍ يصير ريحاً خفيفةً تتحركُ على ورقة.

                من مجموعته رهائن

                تعليق


                • #9
                  إلى خزعل الماجدي
                  حارس ذاكرة العراق

                  *
                  1
                  إبحثْ عن البراءةِ في الشفق
                  لا يجديكَ قناعٌ ولا وثائقُ لاجىء
                  إجعل أحلامكَ حياتك
                  وأحتفلْ بقصائدكَ الممزقة بين قوارب

                  2
                  أنا رجلُ ألمدن الكبيرة
                  لستُ هذه ألأيام سوى ما بقيَ من قاربٍ
                  في قاعِ نهر .
                  يدي تكتبُ لأنها يدٌ
                  لا أسافرُ ولا أظهرُ في الشوارع وألأزقة :
                  مطلوبٌ في عدة بلدانٍ
                  لسبب لا أعرفهُ بعد

                  3
                  أعرفُ كيفَ أغري قارباً ليقتربَ مني
                  ويحملني , مع أرغفتي , الى حوتٍ يتطلعُ إليّ
                  أنا كريمٌ مع أي جائع

                  4
                  إتغطى بأوراقِ شجرة الموز
                  جيدةٌ كمظلّاتٍ لقيظ ألصيف
                  ولشتاءٍ بلا أمطار

                  5
                  عشتُ في عواصمِ قاراتٍ
                  حدائقها مسوّرة بالجديد وألإسمنت
                  كاميراتها في كلّ مكان
                  بقيتُ لفترةٍ هنا او هناك
                  لم أعثرٍ على عملٍ , عشيقة
                  رغم أني وسيمٌ , أتقنُ مهناً
                  وأكتبُ قصائد


                  6
                  أخفيتُ في رأسِ حصانٍ
                  اسرارَ الغرفِ التي تفكرُ
                  حملتُ مشعلاً في النهار لتكريمكَ
                  وانا متجهٌ الى ألأفق

                  مقطعٌ أحبّه لأنّ حصاهُ لينة
                  بهِ قررتُ أن ألقي فضائلَ تعلمتها ,
                  من مدرستي ألأولى , في وحلِ الطرقات

                  7
                  نعودُ إلى أصولنا : تأخرنا عن متعِ الجنون
                  قاتلنا من أجل أنيابِ حيواناتٍ
                  وعلى اهدابنا أوهامٌ وصرخات غيوم .
                  سعداء ألآنَ بدويّ طبولٍ , براياتٍ ممزقة
                  على اسوارٍ ظنناها تحمينا من قسوة الليل .

                  8
                  قبل فطوري هذا الصباح رنّ هاتفي
                  أخبرني احدهم عن إنتحارِ صديقٍ لي
                  كان في بيتي ليلة أمس
                  وإقترضَ مالاً مني ليشتري كاميرا
                  ودراجة هوائية

                  9
                  أنا موهوبٌ في ألنصف ألأولِ من الليل
                  أعرفُ متى تضاءُ الشوارع
                  ويعودُ لصوصٌ الى بيوتهم , مع غنائم قليلة
                  أو من أينَ هؤلاء العمال , البلا معاطف
                  وهم ينقلونَ , من سفينةٍ , توابيتَ رخيصة
                  مستوردة من الصين

                  10
                  ضحيتُ كثيراً في شبابي من اجل أحلامٍ وأفكار
                  نقلتُ أسلحةً الى رفاقي في قريةٍ جنوبية
                  لم أجدهم هناك , أخفيتُها :
                  أعرفُ اين هي الآن

                  تعليق


                  • #10
                    من قصصي
                    *
                    انا ايضاً , مرةً في السنة ,
                    اشاركُ في مارثون لندن :
                    اركضَ وحدي في ألإتجاه المعاكس
                    لركض الآخرين

                    *
                    اليوم قررتُ النومَ عندَ المحيط ,
                    قرب حطام سفينة
                    قبل ان ينتصفَ الليل , سمعتُ بكاء طفل

                    ذهبتُ اليه , وجدتهُ انا في الرابعة من عمري
                    ولم أكن ابكي
                    *
                    عزرائيل يطرقُ باب احد جيراني
                    إذهبْ من هنا , اصرخُ عليه
                    تأخرتَ كثيراً , ماتَ الرجلُ قبل يومين
                    بعدما إنتظركَ لأسابيع

                    *
                    بدراجتي أذهبُ الى سوق البلدة
                    لأشتري بومة محنّطة لغرفة الضيوف
                    اصادفُ احد النازحين , يعرض عليّ منجلاً
                    أبتاعهُ بمبلغٍ زهيد
                    أعودُ , ناسياً شفرة الحلاقة :
                    في البيت , بينما أبحثُ في القاموس
                    عن معنى كلمةٍ , أعثرُ على شفراتٍ
                    أمام كلمة Razor , فأبتسمُ

                    *
                    ألأمواجُ تنقلُ بلدتي الى الطرف الآخر
                    من البحر , دون ان يسألها أحد

                    *
                    أجلسُ في غرفةِ إنتظار طبيبي
                    ينفتحُ بابهُ , يخرجُ قردٌ في رداء أبيض
                    ويرحب بي

                    *
                    أبحتُ منذ ساعة عن اطعمةٍ أجنبية
                    او فواكه , في قصائدي , فلا أجدها

                    *
                    شبّ حريقٌ , أمامي , بين كلماتٍ
                    نزعتُ قميصي الجديد , أطفأتُ به الحريق

                    *
                    أنامُ تحت سريري في ذكرى رحيلها
                    تعبيراً عن وفائي .

                    صديقتي مشغولة برسائلِ هاتف الجيب .
                    كلّ مرة انا هنا , تحت السرير ,

                    اظنهُ مرقباً للنجوم
                    لمسقطِ شلال ,

                    وموقعاً ممتازاً للرهانِ على الكلاب
                    *
                    هذه القصيدة عن ذكرى

                    هزيمة الخامس من حزيران .


                    عفطة في ذكرى
                    أقفُ في شرفةٍ مطلّةٍ على ساحة التحرير
                    تواجهني مظاهرةٌ ضخمة
                    تنادي بالحربِ ضد إسرائيل
                    قربي يقفُ فريد الأطرش ويغني إنّ للباطلِ جولة

                    توقفْ يارجل عن نشرِ هذه الكذبة , أقولُ لهُ
                    أنت تعرفُ جيداً بأن للباطلِ جولات .
                    يزعجهُ كلامي , يتحداني
                    ـ وماذا عنكُ , يسألُ , كيفَ ستواجهُ النكسة ؟
                    - أنا ؟ أنظرْ إليّ
                    أنحني من سياج الشرفة على المظاهرة
                    وأعفطُ مرةً بعد أخرى
                    ألتفتُ , أراهُ إختفى

                    تعليق


                    • #11
                      جان دمّو
                      العواصم

                      ١.
                      تقضمُ كمثرى النوم
                      وتستريحُ على ركام من الحيل والمخاطر والاندحارات
                      وتستريحُ فوق قطار الأمس
                      وتظلُ أشباحك نابضة, قوية, حية:
                      إنهم رفاقك الخالدون.
                      فارغة الموائد
                      كقلب الليل , كمعدلات آينشتاين : وها أنت
                      تركض باتجاه سراب اللحظات
                      إنكَ ثملٌ , إنكَ ظمآن...
                      ثملٌ وظمآنٌ أكثر مما ينبغي : وهذه الحياة
                      هذه هي اللانهاية

                      ٢.
                      تُقفلُ أسوار البيوت دونك
                      تنثركَ الريح في الشوارع
                      تلتحمُ بمياه غزيرة
                      بمياهٍ بحجم الفتوة والشباب
                      تركتَ أسرارًا كثيرة في ظلال الرمل
                      صادقتَ فوهة القوة
                      فتحتَ أبوابَ الحظ
                      أرسيتَ النارَ
                      في قوافل الروح
                      انحنيتَ أمام الملوك
                      كثيرًا... طويلًا.
                      أسرفتَ في تحبير الأوراق
                      وجعلتَ من السماء موقعًا للانفجار
                      للاندثار
                      ولا شوك
                      أنتَ لم تكن مخلصًا لذاتك
                      كنتَ غريبًا عنها
                      ضربًا من العبث
                      أية خسارة!
                      أنتَ في حاجة لمعرفة الأصول
                      لتحسس المنابع :
                      الضوء, النسائم, الحقيقة
                      التناقض وبحيرات الدم , لِمَ لا؟
                      أنتَ تأرجحت طويلًا
                      ولكن كانت دومًا حواليك أعشاب وكؤوس
                      وأعراس
                      هذرٌ جميلٌ
                      هذرٌ تافه
                      ما من شي يتداخل في اللامتناهي
                      في الهيولي
                      وهذه هي براري العواصم.

                      تعليق


                      • #12
                        إلي من يهمّه الأمر :
                        إنتخبني , ليلة أمس , أقزامُ هذه الجزيرة
                        ملكأً عليهم حتى مماتي
                        يروقُ لي هذا المنصبُ , ليسَ الى ذلكَ الوقت .
                        لستُ مفيداً بعدُ لأي شيء آخر
                        خصوصاً ولأني برجلينِ تصلبتا من كثرة الجلوس

                        عند المحيطِ , المقاهي , السجون وفي غرفتي .
                        على كلّ حال لم أكن شاباً في يومٍ ما
                        أو في ألأقل لا أتذكرُ متى كنتُ وأين .
                        بقي من ماضيّ غضبي عندما يزورني البرد ,
                        غير مشكور , فأمضي معظم ليلي
                        واضعاً رأسي بين يديّ

                        وأنا أتخيّلُ أتذكرُ أثرثرُ
                        إغني أيضاً .
                        مع الرشفة ألأولى لقهوةٍ مغشوشة , ساعة الفجر ,

                        أبدأُ كتابتي ولا علاقة لها بذقني غير الحليقة ,
                        ولا بمتقاعدٍ مثلي يهرشُ في صدره الضعيف
                        والفارغ تقريباً , أو بمن يغسلُ ملابسَ صديقته
                        بهذا الماء المالح .
                        يمكنُ لأيّ كانّ يلحظَ , عندما يمرُّ هذا الملك ,
                        وجهاً عابساً لعابرِ سبيلٍ على درّاجةٍ قديمة
                        تئنّ بلا توقف

                        *
                        ينطفىْ المصباحُ مع إستيقاظي
                        أبقى مسطولاً في الفراش , واثقاُ بأني
                        لستُ مواطنَ أي بلد ولا متشرداً , ثم
                        أصغي الى صوتي يسردُ قصصاً عني
                        أسمعها لأولِ مرة دائماً

                        *
                        سأرتاحُ اليومَ ليس ترفاً أو هرباً
                        من تقلباتِ طقس .
                        الحقيقة لا استطيعُ الخروج من بيتي
                        بسبب غيومٍ كثيرة أمام الباب
                        وهناك اشخاصٌ قاموا بمهامٍ في قصائدي
                        يريدونَ اجورهم حسب عقودهم معي

                        سارتاحُ اليومَ
                        غداً سأمحو هذا كلّهِ
                        بسطورٍ قليلة .

                        تعليق


                        • #13
                          رايتون


                          تمخضتْ حياتيَ حتى ألآنَ عن قصائد
                          وضعتُ ذكرياتٍ كثيرة لي في عُلب ثقابٍ فارغة
                          عثرتُ عليها في مواقعِ معارك وسجون
                          تركتها لكهولٍ يائسين ـ
                          لم أعدْ أرتدّ الى قرى
                          سكانها ينحنونَ للشمسِ صباحاً
                          وفي الطريقِ ألمحُ اشباه جُزر تتلاشى
                          في قامتي , زقوراتٍ وبلداتٍ قديمة
                          لكن هنا , حتى هنا , ارى دكاكين للوشمِ
                          اخرى لقراءة الكف , في ساحلٍ يعجّ بعاريات

                          *
                          فيما تكتبُ , تدركُ أنكَ لستَ وحدك
                          تصيخُ السمعَ , هناكَ وقع خطواتٍ
                          بطيئة في البداية , صاخبة بعد دقائق
                          كأنها لسجناء يهربون أو للصوصِ متاحف .
                          بقليلٍ من موهبتي , أكتشفُ إني لستُ ألإطفائي القديم
                          ولا الذي يفرّ من الحشود
                          بقليلٍ من مخيالي , أراني بين جميلاتٍ
                          يحملنّ باقاتِ زهرٍ حول مدفني

                          *
                          يتوهمني اصدقائي بأنني أرصدُ
                          نزوات المدنٍ , أوثَقها في أوراقٍ وكتب ,
                          أدافعُ عن جداولَ , مهجورة في الضواحي .
                          ليس ألأمرُ كذلك : في كل مدينةٍ مدنٌ أخرى
                          يعملُ , هذا الذي يتكلمُ ,
                          ليصلَ اليها بكلماتٍ ودروب
                          خارجاً من متاهةٍ الى متاهة
                          ولا يجدُ , كما حصلَ ,
                          ألّا أفقاً هو مرآةٌ بلا نهاية
                          يقتربُ , لا يرى أحداً فيها

                          تعليق


                          • #14
                            زيارة الى صديقي شكسبير
                            امسحُ جبيني بكمِ قميصي الازرق
                            حزمتُ اليوم اوراقي وكتبي
                            وضعتُ كل ما املكُ في حقيبةٍ
                            اريدُ ان اسافرَ
                            لا اعرفُ الى اين .
                            منذ ساعاتٍ اجلسُ في حجرتي
                            والى , ربما , وقتٍ متاخرٍ من الليل
                            دون ان افعلَ شيئا
                            احبُّ ان اسافرَ , حاسرَ الراس
                            وفي جيبي ثعبانٌ , حاملاً في جيبي الآخر
                            برقيات امي الميتة
                            التي لم اردْ عليها

                            مرة اخرى , امسحُ جبيني
                            بكم قميصي الازرق

                            ***
                            ابدا يومي بشتمِِ كلبي , مع ابتسامة ـ
                            نوعٌ من تمرينٍ صباحي لاوتار حنجرتي القديمة
                            ـ الافضل ان تغني , يقترحُ كلبي
                            ـ اعرفُ ذلك عزيزي, لكني لا استطيعُ
                            فلي رئةٌ معطوبة مذ كنتُ شابا في
                            جبالٍ بعيدة .
                            بينما اجلسُ على كرسي الهزاز
                            مثل تاجرٍ افلسَ قبل يومين , لاشربَ قهوتي
                            اتطلّعُ الى امام
                            لارى إن كانَ الافقُ هناك
                            فهو يختفي احياناً دونَ ان يخبرني الى اين يذهبُ ,
                            او يهمسَ لكلبي .

                            ***
                            لم ارتدِ خوذةً في حياتي
                            ولا اكترثُ لاوسمةٍ مبعثرةٍ في الاوحالِ
                            ادوسُ عليها وانا امضي الى صديقي شكسبير
                            فقد وعدتهُ بزيارة
                            اقفُ احتراماً لعصفورٍ يغمسُ جناحيهِ
                            في بركةِ ماء , اظنهُ يتحمّمُ
                            يمرُّ نسيمٌ مستطيل ٌ, سريعٌ وبارد
                            تلاحقهُ إمراةٌ تتوسلُ : أعدْ إليّ منهدتي
                            لكني لا ارى اية منهدة
                            يقرفني هذا الافتراءُ
                            على نسيمٍ مسالم

                            ***
                            حلّ المساءُ , وقتُ غسل ملابسي
                            عندَ المحيطِ , لكنني متردّدٌ الانَ :
                            شاهدتُ , امسِِ , شباناً يحطمونَ قيثاراتهم
                            هربتُ , ناسياً رواية الابله لدوستويفسكي
                            اليوم , بعد الظهيرة , ذهبتُ الى هناك
                            لابحثَ عن الكتاب
                            فعثرتُ على رواية الجريمة والعقاب.

                            لا اعرفُ كيفَ حدثَ هذا.
                            من مجموعة
                            " آكل قصائدي في زقاقٍ ضيق "
                            التي قد تُنشرُ في يوم



                            يتبع

                            تعليق


                            • #15
                              كوابيس كفافي




                              بعد قيامي بنزهة قصيرة

                              في ازقة ٍ خافتة ألأضواء
                              والليلُ يواصلُ نشرَ ظلامهِ حولي
                              اشعرُ , كلّ مرة , بأني بلا أي إعتبارٍ
                              في هذه الجزيرة . فأنا أسعى , يومياً
                              ولساعاتٍ , على ساقينِ هزيلتين
                              أخفي وجهي عن غروب الشمس ماضياً ,
                              واحياناً أتعثرُ , كعابر سبيل
                              رغم إني هنا منذ ربع قرن

                              *
                              لا اخرجُ الى نزهتي المسائية
                              إلا وقد وضعتُ شعراً مستعاراً
                              كي لا يدهشني ما اصادفهُ :

                              بقايا نسورٍ عند الساحل ,
                              حديقة تنتظرُ تماثيلها بعدما خرجت

                              لهرولة الصباح قبل ساعات ,
                              نحلٌ تشنُ هجوماً على ازهار ,

                              شجرةٌ شعثاء , ورجالٌ من هنا
                              يحدّقونَ في الغسق .

                              *
                              أتمشى لأكبحَ نزعاتي الغامضة ,

                              منها نسف جسرٍ الى جزيرةٍ أخرى ,
                              التسلّل الى منجمٍ للذهبِ مغلق لأخنقَ
                              فراشةً هناك ,

                              وأخرّبَ شفرة هذا النظام الشمسي
                              بغرائبِ ألأحياء ,

                              ببقعٍ غريبة على جلود الحيوانات .
                              *
                              هذا مكانٌ لألفةِ خفر السواحل مع قراصنة
                              يغصّ بعاطلينَ , بمهاتراتِ سمّاكين
                              لهذا إخترتهُ ملجأً لي

                              *
                              اعودُ , أحملُ فراشي الى سطح البيت
                              أسترخي واستمعُ الى هذه الجزيرةِ

                              وهي تتنفسُ
                              زرعتُ شتلاتٍ هنا ,

                              سأنتظرُ سنواتٍ لألتهم فواكه مجانية
                              ارقصُ بعد منتصف الليل كي لا يراني جيراني

                              وقبل دخولي الى منامٍ ينتظرني
                              *
                              في مقدوري إرتقاء سلالمَ هذا اليوم
                              ولا أصلَ الى اي مكان .
                              تعلمتُهُ من هذه ألأرض , التي تعجُّ
                              بالحشراتِ والحيتان :
                              كنتُ المقاتل الخفيّ فيها لسنوات
                              ثمّ تركتُ كل شيء بعدما نادتني جزرٌ تقبعُ
                              عند الأفق .

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                              يعمل...
                              X