إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوتد العراقي الشاعر عبد الرازق عبد الواحد

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    *

    2

    يا صديقي..يا نـَسـيبي..يا أخي

    يـا عـِراقيَّ الهـَوى والرَّهـَق ِ

    هـَل بَقايا " مَرحَبا ً" تـَسمَعُها

    منـكَ آذانُ الـعراق ِالمُرهـَق ِ*

    عـَلـَّهـا تـَمسـَحُ مِن أوجاعـِه ِِ

    عـَلـَّهـا تـَجمَعُ بَعضَ المِزَق ِ

    عـَلـَّها تـُصبحُ أدمى مَرحَبا ً

    تـَتـَهــادى نـَحوَه ُمِن جـِلـَّق ِ!

    رُبَّما بـَلقـيسُ تـَصحو قـَمَرا ً

    باكيا ًفي الكرخ ِعندَ الغـَسَق ِ

    فـإذا لاقـَيـتـَهــا سـَـلـِّمْ لـَنــا

    قـُلْ لهـا : أهلـُكِ..هذا ما بَقي!

    ربـَّما دجلـَة ُ ُتـُخـفي دَمَهـا

    وَتـُغـَطـِّي ما بـِهـا مِن حُرَق ِ

    لـِتـُلاقي فـيكَ زَوجَ ابنـَتـِهـا

    فـَتـُحَيـِّيكَ بـِوَجه ٍمُشـفـِق ِ

    رُبـَّما تـُبصِرُمِن صَحبـِكَ مَن

    لم يـَزَلْ يَسـألُ في مُفـتـَرَق ِ!

    رُبَّما .. كـَم رُبَّما نـُطـلـِقـُهـا

    في مآسـيـنا بيأس ٍ مُطبـِق ِ

    يَذهَبُ الصَّوتُ وَيَبقى رَجعُه ُ

    آهـَة ً في فـَمِـنـا المُخـتـَنـِق ِ!

    *

    3


    يا نـِزارَ الحُـبِّ يَكفـيكَ غـِنىً

    أنْ تـَمُـرَّ الآنَ مـثـلَ الـرَّمَق ِ

    كلُّ بـَيـتٍ عـَرَبيٍّ نـَفحـَة ٌ

    منـكَ فـيـه ِسـَرَيـانَ الحـَبـَق ِ

    الذي يأرَقُ مِن فـَرْطِ الجَوى

    فـَلـَه ُمـنـكَ شـَريـكُ الأرَق ِ

    والـذي ، أو والـتي يُقـلِـقـُها

    هاجـِسٌ، تـَسـبقـُها في القـلـَق ِ

    والـذي خـانَ هـَواه ُ إلـفـُه ُ

    قـَبلـَه ُتـَشهَـقُ إنْ لم يَشهـَق ِ

    مَرَّة ًيَشرَقُ أصحابُ الهَوى

    بَيـنـَما أنتَ أبـِيـدُ الشـَّرَق ِ

    كلُّ حـُبٍّ أنتَ فيـهِ شـاهـِدٌ

    وَشـَريكٌ في الأسى والرَّنـَق ِ!



    *

    أنـا أدري أنـَّهـا مَجمَرَة ٌ

    كلُّ مَن يَعْلـَقُ بالشـِّعر ِشَقي

    ربـَّما يَـذبَحُـنـا في لـَحظـَة ٍ

    بيتُ شـِعـر ٍبـِنـَقــاءِ الفـَلـَق ِ!

    إنَّ حـَرفـا ًبالـهـوى مُحتـَرِقا ً

    عـِدْلُ حَرفٍ بالـلـَّظى مُحتـَرِق ِ

    لـيتَ هـذا الكونَ يَغـدو كلـُّه ُ

    عاشـِقـا ً لا غارِقا ًفي العـَلـَق ِ!


    * إشارة إلى قصيدة نزار التي مطلعها :
    مرحباً يا عراق ، جئتُ أغنّيك ، وبعضٌ من الغناء بكاءُ

    تعليق


    • #17
      يا نائي الدار
      ( كتبت في باريس 14/7/2004 )


      لا هُم يَلوحـُون .. لا أصواتـُهُم تـَصِلُ
      لا الدار ، لا الجار ، لا السُّمّار ، لا الأهَلُ
      وأنتَ تـَنأى ، وَتـَبكي حولـَكَ السـُّبـُلُ
      ضاقـَتْ عليكَ فـِجاجُ الأرض ِيا رَجُـلُ !

      سـَـبعـينَ عاما ً مَلأتَ الكـَونَ أجنِحَـة ً
      خـَفـْقَ الشـَّرارِ تـَلاشـَتْ وهيَ تـَشـتـَعِـلُ
      لا دَفــَّأتـْـكَ ، ولا ضاءَ الـظـَّلامُ بـِهـا
      طارَتْ بـِعُـمرِكَ بَـيْـنـا أنتَ مُـنـْذهـِلُ
      تـَرنـُو إلـَيهـِنَّ مَبهـُورا ً.. مُعـَلـَّقـَـة ً
      بـِهـِنَّ روحُـكَ ، والأوجـاعُ ، والأمَلُ
      وَكـُلــَّما انـطـَفـَأتْ منهـُنَّ واحـِـدَة ٌ
      أشـاحَ طـَرفـُكَ عـَنهـا وهوَ يـَنهـَمِلُ !

      سـَبعـونَ عـاما ً..وهذا أنتَ مُرتـَحِـلٌ
      ولـَسـتَ تـَدري لأيِّ الأرض ِتـَرتـَحِـلُ !
      يا نـائيَ الـدّار.. كلُّ الأرض ِمُوحِـشـَة ٌ
      إنْ جـِئتـَهـا لاجـِئـا ًضاقـَتْ بـِهِ الحِـيَـلُ !
      وكـنـتَ تـَملـِكُ في بغـــدادَ مَملـَكـَة ً
      وَدارَ عـِزٍّ عـَلـَيـهـا تـَلـتـَقي المُقـَـلُ
      وَالـيَومَ ها أنتَ ..لا زَهـوٌ ، ولا رَفـَلُ
      وَلا طموحٌ ، وَلا شـِعـرٌ ، وَلا زَجَـلُ
      لكـنْ هـمومُ كـَسـيرٍ صـارَ أكبـَرَهـا
      أنْ أيـنَ يَمضي غـَدا ً..أو كيفَ يـَنتـَقـِلُ !

      يا لـَيـلَ بغـداد.. هـَلْ نـَجـمٌ فـَيـَتـبـَعُـهُ
      مِن لـَيـل ِباريس سـَكرانُ الخُطى ثـَمِلُ
      الحـُزنُ والـدَّمعُ سـاقـيـهِ وَخـَمـرَتـُهُ
      وَخـَيـلـُهُ شـَوقـُهُ .. لـَو أنـَّهـا تـَصِـلُ
      إذ َنْ وَقـَفـتُ على الشـُّـطآن ِأسـألـُهـا
      يا دَجلـَة َالخـَير،أهلُ الخـَيرِ ما فـَعَـلوا ؟
      أما يَـزالـونَ في عـالي مَرابـِضِهـِم
      أم مِن ذ ُراهـا إلى قـِيعـانِها نـَزَلـوا ؟
      هَل استـُفـِزُّوا فـَهـِيضُوا فاستـُهـِينَ بهـِم
      عـَهـِدتُ واحـِدَ أهـلي صَبـرُهُ جـَمَـلُ !
      فـَأيُّ صائح ِمَوتٍ صـاحَ في وَطـَني
      بـِحَيثُ زُلـزِلَ فيـهِ السـَّهـلُ والجـَبـَلُ ؟
      وأيُّ غـائـِلـَة ٍ غـالـَتْ مَحــارِمـَهُ
      وما لـَدَيـهِ عـلى إقـصـائِهـا قـِبـَـلُ ؟
      يا دَجلـَة َالخَيرِبَعضُ الشـَّرِّ مُحتـَمَلٌ
      وَبـَعـضُه ُليسَ يُدرَى كيفَ يُحـتـَمَلُ !

      خـَيرُ الأنـام ِالعـراقـيـُّونَ يا وَطني
      وَخـَيرُهُم أنَّ أقـسى مُرِّهـِم عـَسـَلُ !
      وَخـَيرُهُم أنـَّهـُم سـَيفٌ .. مروءَتـُهُم
      غـِمْدٌ لـَهُ..والتـُّقى ،والحِلـْمُ ،والخَجَلُ
      وهُم كـِبارٌ .. مَهـيـبـاتٌ بَـيـارِقـُهـُم
      شـُمٌّ خـَلائـِقـُهُم .. خـَيـَّالـُهُـم بَـطـَلُ
      لا يَخفِضونَ لـِغـَيرِ اللهِ أرؤسـَهـُم
      ولا يـَنامونَ لو أطفـالـُهـُم جَفـَلـُوا
      فـَكيفَ أعراضُهُم صارَتْ مُهَتـَّكـَة ً
      وَحـَولـَهـُنَّ سـتـورُ اللهِ تـَنـسـَدِلُ ؟
      وكيفَ أبوابـُهُم صارَتْ مُشـَرَّعَة ً
      لـِكلِّ واغـِل ِسُـوء ٍبـَيـنـَهـا يَغـِلُ ؟
      وكيفَ يا وَطنَ الثـُّـوّارِ داسَ على
      كلِّ المَحـارِم ِفيكَ الـدُّونُ والسـَّفـِلُ ؟
      أهؤلاء ِالذيـنَ الـكـَونُ ضاءَ بـِهـِم
      وَعَلـَّموا الأرضَ طـُرّا ًكيفَ تـَعتـَدِلُ
      وَمَنْ أعانـُوا،وَمَن صانـُوا،وَمَن بَذ َلوا
      وَمَن جَميعُ الوَرى مِِن مائِهـِم نـَهَـلوا
      دِماؤهُم هذهِ التـَّجـري ؟..هَـياكِـلـُهُم
      هـذي؟؟..أقـَتـلى بأيْدي أهـلِهـِم قـُتِـلوا ؟
      تـَعـاوَنَ الكـُفـْرُ والكـُفـّارُ يا وَطني
      عـَلـَيهـِمو..ثمَّ جـاءَ الأهـلُ فاكتـَمَلـُوا !

      يا ضَوءَ روحي العـراقيـُّين..يا وَجَعي
      وكبـريائي .. ويا عـَيني التي سـَمَلـُوا
      أنتـُم أضالـِعُ صَدري ..كلـَّما كـَسـَروا
      ضلعـا ً أحِـسُّ شـِغـافي وهوَ يَنبـَزِلُ
      فـَكيفَ تـَجـرؤ ُ يا أهـلي بَـنـادِقـُكـُم
      على بـَنـيكـُم ولا تـَندى لـَكـُم مَقـَلُ ؟
      وكيفَ تـَسـفـَحُ يا أهلي خـَنـاجـِرُكُم
      دِما بَـنـيـكـُم ولا يَـنـتـابُهـا شـَلـَلُ ؟
      وكيفَ يا أهـلـَنـا نالـُوا مروءَتـَكـُم
      فأوقـَعـُوا بـَينـَكـُم مِن بَعدِ ما انخـَذلـُوا؟
      يا أهلـَنـا.. ليسَ في حَـربِ العـِدا خـَلـَلٌ
      بـَلْ قـَتـلـُكـُم بَعضُكـُم بَعضا ًهوَ الخـَلـَلُ
      لا تـَكسِروا ضِلعـَكـُم أهلي فـَما عُرِفـَتْ
      أضلاعُ صَـدر ٍلـِكي تـَحميـه ِتـَقـتـَتـِلُ
      فـَدَيـتـُكـُم أنـتـُم الـبـاقـُون .. راحـِلـَة ٌ
      هـذي المُسـوخُ كـَما آبـاؤهـُم رَحـَلـُوا
      فـَلا تـُعـينـُوا عـليكـُم سـافِحي دَمِكـُم
      كي لا يـُقـالَ أهـالـيـهـِم بـِهـِم ثـُكِـلـُوا
      صُونـُوا دِماكـُم ، فـَيَوما ًمِن قـَذارَتـِهـِم
      كلُّ العــراق ِبـِهـذا الـدَّمِّ يَغـتـَسـِلُ !

      تعليق


      • #18
        إلى الشاعر الفلسطيني محمود درويش
        كالبحر صوتك

        قيلَ لي جئتَ بغداد مِن قبل ِيَومَين ِمحمود
        لم أصَدِّقْ ،
        فـَما رَنَّ في مَكـتـَبي جَرَسُ التلفون
        ولا قالَ ..

        ثمَّ تـَنـَبَّهـتُ ..

        كيفَ ؟..
        وبغدادُ ما عادت الآن ؟!..
        ولا رَنَّ ..؟

        قالوا بـَلى ،
        جَرَسٌ يـُشـبـِهُ الموت
        رَدَّ دَ.. محمود
        وانقـَطـَعَ الصَّوت

        صَدَّ قـتُ شـَكـِّي

        َبغـدادُ ما عادَت الآنَ بغـداد
        وصَوتـُكَ محمودُ يـَنأى
        تـُتابـِعُ كلُّ العـَصافيرِ أمواجَهُ
        وهيَ تـَبكي ..

        كالبَحرِ صَوتـُكَ يا محمودُ يأتـيـني
        هـَديـرُ أمواجـِهِ يـَبـري شـَرايـيـني
        كالبَحر..أسهَرُ طولَ الـلـَّيل ِأرقـَبـُهُ
        يـَنـأى ، فـَيَنشـُرُني دَمعـا ًويَطويني
        وأنتَ تـُوغِلُ في المَجهول ِأشرِعـَة ً
        مُحـَمَّـلاتٍ بـآ لا فِ الـدَّ واويـن ِ

        طـَوَيتـَها مُوجَعـا ً، والعـُمرَ أجمَعـَهُ
        لم تـُبْـق ِمنهـا هـُنا غـَيرَ الـعـَنـاوين ِ
        وَنـَبضَـة ً عـَلـِقـَتْ تـَبكي بـِزاويـَة ٍ
        في أرض ِغـَزَّة َبَـينَ الماءِ والطـِّين ِ
        أكادُ أســألُ مَـن مِـنـَّا أمَـضُّ أسـىً
        أنـا العـراقيُّ ، أم أنتَ الـفـلسـطيني؟!

        عـشـرينَ عاما ًًتـآخـَينـا عـلى دَمِنـا
        نـَجري بـِهِ نازِفـا ًبـَيـنَ السَّـكاكـيـن ِ
        كلُّ الـمَعـابـِرِ خـَضَّـبـنا مَدارِجـَهـا
        مِن يـَوم ِذيـقـار حتى يـَوم ِحـِطـِّين ِ
        مؤَمِّـليـنَ الصِّغـارَ الـواثـِقـيـنَ بـِنـا
        بـِبَعـثِ مَجْـدٍ مَدى التـَّاريخ ِمَدفـُون ِ
        تـُرى أأحسـَنـتـُما يا أنـتـُما وَجـَعـا ً
        أم رُحتـُما حـَطـَبـا ًبَيـنَ الـكـَوانيـن ِ؟!

        عـشرينَ عاما ًطـَوَيناها على عَجَل ٍ
        نـَموتُ ما بَـيـنَ تـِشـرين ٍوَتـِشـرين ِ
        حتى ذوَيْـنا..وهذا أنتَ رُحْتَ سـَنىً
        أمَّا أنـا ، فـَلأيِّ الـلـَّيـل ِ تـُبْـقـيـني؟!

        يا أقرَبَ الناس ِمِن جُرحي وَمِن وَجَعي
        كم ضَجَّ يأسي،وَكم حاوَلتَ تـَطميني؟
        كلُّ المَـرابـِدِ كـُنـَّا فـي مَجـامِـرِهـا
        وَإخـوَة ُالشِّـعرِ بـَينَ الحُور ِوالعـِين ِ
        وكنتَ تـُوري لـَيـاليـهـِم مُشـاكـَسَـة ً
        فـَيَضحَكـونَ ، ولكنْ ضِحْكَ مَغـبون ِ!
        ما جـئـتَ بغـداد إلا والـنـَّخـيـلُ لـَهُ
        مِمـَّا شـَدَوتَ نـَزيـفٌ في العـَراجيـن ِ!
        وَلا انقـَضى مِربَدٌ يَوما ًحَضَرتَ بـِهِ
        إلا وأنـتَ حـَبـيـبٌ لـِلـمَـلا يـيـن ِ
        وكنتُ محمود أ ُدني منكَ مَجمَرَتي
        وكنتَ ، مُحتـَفيا ًبالجَمرِ ، تـُدنـيـني
        حينا ًتـؤاخي المآسي بـَينَ أحرُفِـنـا
        وَيـَفعـَلُ الحُبُّ بَـينَ الحين ِوالحيـن ِ
        حتى لـَيـَكـتـُبَ كلٌّ وَجْـدَ صاحِـبـِهِ
        لأنـَّـهُ بـِشـَجـاهُ جـِـدُّ مَســكـُون ِ!

        هذي القصيدة ُشِعري..أمس ِعِشتُ لـَها
        وَعِشـتُ فيها..وكادَتْ أنْ تـُوافـيـني
        كـَتـَبتـَها أنتَ..قـُلْ لي كيفَ تـَسبقـُني
        إلى دَمي ، مُسـتـَحِمـَّا ًفي بـَراكـيـني؟!

        تعليق


        • #19
          محمود ..تـَذكـُرُهذا..؟؟..قـُلـتـَ هُ عَلـَنا ً
          وأنتَ تـَرجفُ حتى كـِدتَ تـُبـكـيـني
          وَكـانَ أوَّ لَ يــَوم ٍ لـِلــِّـقــاءِ لـَـنـا
          وَالآن..ما زلتَ حتى الآن تـَشـجيني
          ما زلـتَ تـُوقـِظ ُأوجاعي فـَتـُلهـِمُني
          وَتـُوقـِدُ الـجـَمرَ حتى في رَيـاحيـني
          يا عُـنـفـوانَ فـِلـسـطيـن ٍ بأجـمَعـِهـا
          وَيـا فـَجـيـعـَة َأهـلي في فـِلـسـطيـن ِ
          بَل يا فـَجيعَة َكلِّ الشـِّعـرِ في وَطني
          والنـَّخْل ِ،والأرزِ،والزَّيتون ِ،والتـِّين ِ
          وَيا فـَجيعـَة َحتى الطـَّيرِ ، أعذ َبـِهـا
          شـَدْوا ً.. فـَجيعـَة َأسرابِ الحَساسين ِ
          تـَحومُ حَولـَكَ..تـَبكي..مَحْضَ أجنِحَةٍ
          مُرَفـرِفـاتٍ ، بـِصَمتٍ جـِدِّ مَطعـون ِ!

          هَل كنتُ أبكي..أم انَّ الرِّيحَ تـُسمِعُني
          نـَحيـبَهـا بينَ أوراقي ، وَتـُوصيني
          ألا أميـلَ عـلى قـَومي فـَأ ُسـمِعَهُم
          نـَعيَّ محمود ؟.. يا شـُمَّ العَـرانيـن ِ
          محمودُ مات .. فأنتـُم يا عـُمومَتـَهُ
          مِن صَوتـِهِ في مـَلاذٍ جـِدِّ مأمون ِ!


          ما عادَ يـُقلـِقـُكم ، لكنْ سـَـيَترُكـُكم
          مَدى المَدى سـُـبـَّة ًبينَ الـدَّواويـن ِ!

          ها قد دَنـَوتُ لأوكــارِ الشـَّـياطيـن ِِ
          محمود..إنْ تِهتُ دَعْ مَسراكَ يَهديني!
          ما كانَ أجدَرَ في هذي القصيدةِ أن
          أنأى بـِهـا عن نـِفـاياتِ الـدَّهـاقـين ِ
          وَأن أ ُنـَزِّهَ يـَوما ً أنـتَ غـُرَّ تـُهُ
          عن أنْ يُشابَ بـِذكرِالعـَيبِ والدُّون ِ
          لـكـنـَّهُ وَجَـعي .. أبـقى أمُجُّ لـَهُ
          دَما ًوَجَمراً،وَشِعري مِن قـَرابيني
          هذي مَذابـِحُ أهلي ، وهيَ مَذبَحَتي
          أنا الـذ َّبـيحُ وأعمامي سـَكاكـيـني
          أمـَّا زَواحِـفُ أمريكا فـقد عَـبَرَتْ
          إليَّ مِن دُورِهـاتـيـكَ الـثـَّعـابـيـن ِ
          وبَـينـَهـا مِن بَـني أعمامِنـا عَرَبٌ
          مُبـَطـَّنـونَ بـِحِـسـقـيـل ٍ ورابـيـن ِ!
          وأنتَ خمسينَ عاما ًكنتَ تـَصرَخُ في
          وديـانـِهـِم ، فـَتـُثـَنـِّي ألـفُ آمـيـن ِ
          حتى إذا استأنـَسُوا أبصَرتَ أيديَهُم
          كلاً بـِها خِنجَرٌ مِن صُنع ِصهيون ِ!

          وَحَقِّ مَوتـِكَ يا مَحمودُ ، وهوَ دَمٌ
          ذِمـامـُهُ حـَولَ أعـنـاق ِالمـَلايـيـن ِ
          وإنـَّني واحـِدٌ منهُم ، فـَلـَو خَفـَرَتْ
          عَيني أقولُ لها:عَن مِحجَري بـِيني!
          عَمىً لـَها..كانَ أولى أن نموتَ مَعا ً
          مِن أنْ تـُدَجـَّنَ أو تـَرضى بـِتـَدجين ِ!
          سَـنـَلـتـَقي ذاتَ يَوم ٍ..سَوفَ تـَسألـُني
          ماذا ترَكتَ؟..وأحكي..سَوفَ تـُعطيني
          وِسـامَ أنْ أتـَبـاهى زاهـيـا ً بـِدَمي
          لأنــَّهُ لم يـَصِـرْ مــاءا ً لـِيـَحـميـنـي!

          تـُرى أأوفـَيـتُ أحزاني مَدامِعـَهـا؟
          وَقـَد تـَجاوَزتُ سـِتـِّيني وَسـَبعـيني؟
          هُما إبائي وَشِعري صُنتُ زَهوَهُما
          حاشاكَ مَحمودُ يَوما ًأن تـُواسـيني!
          أنا حَمَلتُ جِراحي مُـنـذ ُكـنتُ فـَتىً
          على المَنـابرِ ، أو بـينَ الـزَّنـازيـن ِ
          وأنتَ، قـَلـبُكَ..هَل أحسـَنتَ عِشرَتـَهُ
          أم كـنتَ تـَحمـلـُهُ حَملَ المَطـاعـيـن ِ؟
          وكانَ مـا بـَينـَنا عـَشـْرٌ سـَبَقـتُ بهـا
          وَهـا أنـا الآنَ أسـعى لـِلـثـَّـمانـيـن ِ
          تـُرى أأثـقـَلـَني عـُمري فـَأبـْطأني
          وأنتَ أسرَعتَ في سـَبْـع ٍوسـِتـِّيـن ِ؟!

          تعليق


          • #20
            لا تَطرق الباب

            لا تـَطرُق ِالباب..تَدري أنـَّهم رَحَلوا
            خُذِ المَفـاتيحَ وافتـَحْ ، أيـُّها الرَّجُلُ !
            أدري سَتـَذهَبُ..تَستـَقصي نَوافِذ َهُم
            كما دأبْتَ.. وَتـَسعى حَيثـُما دَخَلـُوا
            تـُراقِبُ الزّاد .. هل نامُوا وَما أكـَلوا
            وَتـُطفيءُ النّور..لو..لو مَرَّة ًفـَعَلوا !
            وَفيكَ ألفُ ابتِهـال ٍ لو نـَسُـوه ُ لكي
            بِـِهم عيونـُكَ قـَبلَ النـَّوم ِ تـَكتَحِلُ !
            * * *
            لا تـَطرُق ِالباب..كانوا حينَ تَطرُقـُها
            لا يـَنزلونَ إلـيهـا .. كنتَ تـَنفـَعِلُ
            وَيـَضحَكون..وقد تقسُـو فـَتـَشتمُهُم
            وأنتَ في السِّـرِّ مَشبوبُ الهـَوى جَذِلُ
            حتى إذا فـَتَحوها ، والتـَقـَيْتَ بِهـِم
            كادَتْ دموعـُكَ فـَرْط َالحُبِّ تـَنهَمِلُ !
            * * *
            لا تـَطرُقِ ِالباب..مِن يَومَين تَطرُقـُها
            لكنـَّهم يا غـَزيرَ الشـَّيبِ ما نـَزَلوا !
            سَتـُبصِرُ الغـُرَفَ البَـكمـاءَ مُطفـَأة ً
            أضواؤهـا .. وبَـقاياهـُم بها هـَمَـلُ
            قـُمصانـُهُم..كتبٌ في الرَّفِّ..أشْرِطـَة ٌ
            على الأسـِرَّة ِ عـافـُوها وَما سَـألوا
            كانَتْ أعـَزَّ عليهـِم من نـَواظـِرهـِم
            وَهـا علـَيها سروبُ النـَّمْل ِ تـَنتَـقِلُ !
            وَسَوفَ تَلقى لـُقىً..كَم شاكـَسوكَ لِكَي
            تـَبقى لهم .. ثمَّ عافـُوهـُنَّ وارتـَحَلوا !
            خـُذ ْها..لمـاذا إذ َنْ تـَبكي وَتـَلثمـُها؟
            كانـَت أعَـزَّ مُنـاهـُم هـذه ِالقـُبَـلُ !
            * * *
            يا أدمـُعَ العَين .. مَن منكـُم يُشـاطِرُني
            هـذا المَسـاء ، وَبـَدْرُ الحُزن ِيَكتـَمِلُ ؟!
            هـا بَيتيَ الواسـِعُ الفـَضفاضُ يَنظرُ لي
            وَكلُّ بـابٍ بـِه ِ مِزلاجـُهـا عـَجـِلُ
            كـأنَّ صـَوتاً يـُناديـني ، وأسـمَعـُه ُ
            يا حارِسَ الدّا ر..أهلُ الدارِ لن يـَصِلوا..!


            بعد ثلاث سنوات
            ( بعد فراق ثلاثة أعوام ..
            وقفت على شاطيء الفرات في الرقـَّة ،
            وبين جريان موجه ودموعي ، كتبت هذه الأبيات ..
            وبها بدأت قراءتي الشعرية هناك .. )
            كتب العمل بتاريخ : 2006

            وقفتُ على نهرِ الفراتِ بأرضِكم
            وعينـايَ فـَرط َ الوَجدِ تـَنهَـمِلان ِ
            فـقـلـتُ لهُ يـا ماءُ أبلـِغْ تـَحـيـَّتي
            إلى كلِّ نـَفس ٍفي العراق ِتـُعاني
            وخُـذ دَمعَة ًمنـِّي إلى كلِّ نـَخـلـَةٍ
            تـَمُرُّ بها..وانْحَـبْ بـِألفِ لـِسـان ِ
            على كلِّ غـُصن ٍفي العراق ِمُهَدَّل ٍ
            وكلِّ عـزيزٍ في العراق ِ مُهـان ِ
            وَمُرَّ بأحفادي ، وقـُلْ قلبُ جَدِّكم
            يَـظـَلُّ عـلـيـكم داميَ الـخـَفـَقـان ِ
            وسـَلـِّمْ على أهلي ، ونـَثـِّرْ مَدامِعي
            على وطني يا مُسـرِع َالجـَرَيان ِ
            سَلاما ً..سَلاما.ً. بعدَ يوم ٍ وليلـَةٍِ
            سَـتـَشـتاقُ حَدَّ الموتِ لـِلفـَيَضان ِ!

            تعليق


            • #21
              سلام على بغداد
              كتبت في 2007

              سلام على بغدادَ .... طال اكتِئابُها
              وبالله دوما صَبرُها واحتِسابُها
              فما بال ُدار إن لهَجْتَ بِمَدحِها
              سَيَعلو على الثغْر البسيم انتِحابُها !
              لقد نزَلتْ فيها البَلايا فأصبَحتْ
              لها كلُّ عَين لا يَجفُّ انسِكابُها
              سَل ِالناسَ عنها كيفَ غارَتْ مِياهُها
              وَلِمْ دُفِنت تحت الترابِ قبابُها ?
              ولو دِجلة الخيراتِ ساحَت بأرضِها
              يكون دُموع الناحِبين انسِيابُها
              فهذي عُهُودٌ لا تَجُودُ لأهلِها
              فزَوراؤهُم ضاقت عَليهم رحابُها
              فكم من شُعوب تدَّعي نسَََبا لها
              وقد كان للعُربِ الكِرامِ انتِسابُها !
              أتتْها جُمُوع الطامِعين مَديدَة ً
              وقد بانَ منها ظلمُها و كِذابُها
              وطاف بها أبناءُ كل رَذيلة ٍ
              وهانَ عليهم نهبها واغتِصابُها
              ألا فابك يا " دارَ السَّلام ِ" لِعزَّة ٍ
              يَعِزُّ على " دار الرّشيد ِ" غيابُها
              سلام على بغداد َ... تبقى عَزيزَة ً
              أفانِينها ... أنهارُها ... وشَرابُها
              يُذكرُنا عَهدُ الصِّبا بجَمالِها
              بساتينها خضرٌ , وتزهو شِعابُها
              سلام ٌعلى بغدادَ ... لست بيائِس ٍ
              وإن كان مَكتوبا عليها عذابُها
              وإني على تلك العُهود ِمُحافِظ
              إذا ما ابتلانا نأيها واغتِرابُها
              فلا يُبعِدَنَّ الله ذِكرى حَبيبَة ٍ
              فطيبة كانت , وطاب صِحابُها
              إذا انعَطفتْ مُرتابة أو تباعَدت ْ
              فشَتانَ عندي بُعدُها واقترابُها
              فما هي إلا نكبة عَمَّت الوَرى
              وهل نكبة إلا ويُرجى ذَهََابُها !
              فقولوا لمن يَحمي الغزاة بُيوتهُم
              سَيَجني لظاها قادِم ويَهابُها
              سلام على بغدادَ .... كيفَ أعافها?
              فإغضابُها يُخشى ... ويُخشى عِتابُها !
              فصَلوا على المُختارِ من آل ِهاشِم
              سَيُعلنُ للنصر المُبين خِطابُها

              يتبع

              تعليق


              • #22
                سلام على بغداد مرة أخرى

                بَلى صَبأوا قبلي..وإنـِّي سَأصْبأ ُ
                فـأبـدأ ُ منـكِ الآن ما دُمتُ أبـدأ ُ
                أجَلْ كنتِ يوما ًنَجمَة َالكون ِوانطفَتْ
                ولكنـَّكِ الآنَ التي ليسَ تـُطفـَأ ُ
                دِلالـَة َأنَّ الأرضَ كلُّ ذئابـِها
                تـَعاوَتْ على مَجرى دِماكِ..وَتـَخسأ ُ
                يَظلُّ طـَهورا ًكلُّ جُرح ٍفـَتـَحتِهِ
                عسى كلُّ مَظلوم ٍبـِهِ يـَتـَوَضَّأ ُ !

                *

                أجَلْ صََبأوا قـَبلي..وإنـِّي سَأصبأ ُ
                فـَأبـدأ ُمنـكِ الآنَ ما دمتُ أبـدأ ُ
                تـَجَمَّعَت الدُّنيا عـليكِ بـِلـَيـلِها
                بـِكلِّ ضَواريها..فعاثـُوا ، وأوبأوا
                تـَجَرَّأ َ مَن في الحُلم ِلا يَـتـَجَرَّأ ُ
                وَهَيـَّأ َ مَن في الوَهم ِلا يـَتـَهَيـَّأ ُ
                وَجاشَتْ جيوشٌ يَعلمُ اللهُ أنـَّها
                وَمَن جَيَّشوها..ما أثاروا ، وعَبَّأوا
                سوى أنـَّهُ حِقدٌ على أرض ِسومر ٍ
                لأنَّ ثـَراها لـلحضاراتِ مَنشـَأ
                لأنَّ وَريثَ الضَّوءِ يَسطعُ مثلـَهُ
                وَمَعدنُ هذا مثلُ ذا ليسَ يَصدأ ُُ
                تـُحاولُ أمريكا بـِكلِّ جيوشِـها
                لِكي تـَستـَفِزَّ الغَيبَ،والغَيبُ يَهزأ ُ
                وَفاتـَهُمو أنَّ الشـَّياطين نـَفسَهُم
                لو التـُمِسوا أن يَفعَلوا ما تـَجَرَّأوا


                لأنَّ مَسارَ الأرض ِ..اللهُ وَحدَهُ
                كفيلٌ بهِ..يُعـْلي ، وَيُخْلي ، ويَملأ ُ
                وسُبحانَ ربِّ الكون ِ.. لا مَلـَكوتـُهُ
                مُشاعٌ ، ولا ناموسُهُ العَدلُ مُرجـَأ ُ!

                *

                سَلامٌ على بغداد..لا مثلَ شمسِها
                وَلا كـَدُجـاهـا ، دارَة ٌ تـَتـَلألأ ُ
                ولا كـَثـَرى بغداد في الأرض ِواحَة ٌ
                ولا دَجلـَة ٌأ ُخرى لها الرُّوحُ تـَظمأ ُ!
                ولا ظِلَّ إلا ظِـلـَّهـا نـَتـَفـَيـَّأ ُ
                وإلا سـَناهـا في الشـِّـتا نـَتـَدَفــَّأ ُ!
                سـَلِمتِ فـَما في الأرض ِإلاكِ مَفزَعٌ
                ولا مِن يَدٍ في الأرض ِإلاكِ تـَكلأ ُ
                لأعجَبُ يا عِشـْقَ الفـُراتـَين ِكلـَّهُ
                جَوانِحُ مَن عافـُوكِ أيـَّانَ تـَهدأ ُ؟
                وكيفَ تـَرى في الماءِ بَردا ًفـَتـَرتوي
                وكيفَ تـَرى لـِلزَّادِ طعما ًفـَتـَهنأ ُ؟
                وكيفَ ينامُ الليلَ مَن عنكِ أبعَدوا
                وكيفَ يَذودُ الوَيلَ مَن منكِ يَبرأ ُ؟!
                وكنـَّا إذا ضاقـَتْ بنا الأرضُ كلـُّها
                على خوصَةٍ مِن سـَعفـَةٍ نـَتـَوَكـَّأ ُ!
                فـَكيفَ ، وَفي الأحشاءِ جُرحٌ ، نـَدورُ في
                ديار ٍبها جُرحُ الغـَريبـينَ يـُنـْكـَأ ُ؟!

                *

                سـَلامٌ على بغداد..أدمَنتُ هـَمَّهـا
                فـَما عادَ فيها فاجيءٌ بَعـْدُ يَفـْجأ ُ
                وأدمَنتُ شَكواها ، وأدمَنتُ صَبرَها
                وأدمَنتـُها جُرحا ًعن الذ ُّلِّ يَربأ ُ
                وها هيَ ذي تـَدمَى ولكنْ أبيـَّة ٌ
                وعنها شـَرايينُ الغـَيورينَ تـَدرأ ُ!
                دِلالـَة َأنَّ الأرضَ ، كلُّ ذئابـِهـا
                تـَعاوَتْ على مَجرى دِماكِ ، وَتـَخسأ ُ
                يَظلُّ طـَهورا ًكلُّ جُرح ٍفـَتـَحتـِهِ
                عسى كلُّ مَظلوم ٍبـِهِ يـَتـَوَضـَّأ ُ!

                تعليق


                • #23
                  في رثاء الراحل صدام حسين
                  رائعته
                  لست أرثيك
                  كنتُ أرنو إلیك یومَ التَّجَلِّي لَستُ أرثیكَ.. لا یَجوزُ الرِّثاءُ
                  كیفَ یُرثى الجَلالُ والكِبریاءُ؟
                  لَستُ أرثیكَ یا كبیرَ المَعالي ھكذ ا وَقْفَة المَعالي تَشاءُ
                  ھكذ ا تَصعَدُ البُطولَة لِلَّه وَفیھا مِن مَجْد هِ لأ لا ءُ
                  ھكذ ا في مَد ارِهِ یَستَقِرُّ النَجْمُ تَرتَجُّ حَولَه الأرجاءُ
                  وھوَ یَعلو..تَبقى المَحاجِرُ غَرقى في سَناهُ وَكُلُّھا أنْداءُ
                  لَستُ أرثیك..كیفَ یُرثى جنوحُ الروح لِلخُلْدِ وَھيَ ضَوءٌ وَماءُ
                  لا اختِلاجٌ بِھا، وَلا كَدَرٌ فیھا رَ ؤ ومٌ.. نَقیَّة.. عَصماءُ
                  ضَخْمَة..فَرْط كِبْرِھا وَتُقاھا يستَوي المَوتُ عندَھا والبَقاءُ

                  *
                  كنتُ أرنُو إلیكَ یومَ التَّجَلِّي كنتَ شَمسا تُحیطُھا ظَلماءُ
                  أ سَدا كنتَ طَوَقَت قُرودا وأمیرا حَفَّتْ بِه دَھماءُ
                  وَھوَ كالفَجرِ مُسْفِرُ الوَجه، صَلْتٌ بَینَما الكُلُّ أوجُه سَوداءُ
                  ھكذ ا وَقفَة المَعالي تَشاءُ كیفَ أبكیكَ؟.. لآ یَلیقُ البُكاءُ
                  أفَتُبْكى وأنتَ نَجم تَلالا؟ كیفَ یُبكى إذا استَقامَ الضِّیاءُ؟
                  أفَتُبْكى وأنت تَشھَقُ رَمزا حَدَّ أنْ أشفَقَتْ عَلَیكَ السَّماءًُ
                  فَرْط ما كُنتَ تَدفَعُ الموتَ لِلأرض وَتَرقى..یَفیضُ منكَ البَھاءُ؟


                  لَستُ أبكي عَلیكَ یا ألَقَ الدُّنیا أتُبكى في مَجدِھا العَلیاءُ؟
                  أنا أبكي العراق.. أبكي بِلادي كیفَ في لَحظَة طَواھا الوَباءُ؟
                  كیفَ في لَحظَة یُطأطِىءُ ذاكَ المَجدُ ھاماتِه، وَیَھوي الإباءُ؟
                  بَینَ یَوم وَلَیلَة یا بِلادي یَتَداعى لِلأرض ذاكَ البِناءُ؟
                  بَینَ یَوم وَلَیلَةٍ تَتَلاشَى فیكِ تِلكَ الوجوهُ والأسماءُ؟
                  كلُّ ذاكَ التَّاریخ..بابلُ..آشورُأرید و.. وأور.. والوَركاءُ
                  كُلُّھا بَینَ لَیلَةٍ وَضُحاھا وَطِئَتْ فَوقَ ھامِھا الأعد اءُ؟
                  ..وَ إ ذ نْ أيُّ حُرمَة لِلَّذي یأتي؟وَماذ ا أبقى لَدَ ینا الفَناءُ؟
                  ذِمَّة؟؟.. أيُّ ذِمَّة یا بِلادي بَقیَتْ فیكِ لم تَطأھا الدِّماءُ؟
                  أيُّ نَفس ما أ زھِقَتْ؟..أيُّ عِرض لَم یَلِغ في عَفافِھ الأدنیاءُ؟
                  أيُّ نَكراءَ لَم تُمارَسْ إلى أنْ نَسيَ النَّاسُ أنَّھا نَكراءُ؟
                  ھكذ ا؟.. بَعدَ كُلِّ ذاكَ التَّعالي؟بَعدَ عَینَیكَ..ھكذا النَّاسُ ساءُوا؟


                  أم ھيَ الحِكمَة العَظیمَة شاءَتْ ِبِلادي أنْ یَحتَویھا البَلاءُ
                  لِیَرى أھلُھا إ لى أ يِّ ذ لٍّ بَعدَ ذاكَ الزَّھْو العَظیم أفاءُوا؟
                  لِیَرَوا كَیفَ لَحمُھُم یَتَعاوَى حَولَھ الأقرِباءُ والغُرَباءُ
                  فَإذا الأبعَدون مَحْضَ أكُفٍّ والسَّكاكینُ كُلُّھا أقرِباءُ

                  *

                  أیُّھا الھائِلُ الذي كانَ سَدَّ ا في وجوه الغُزاة مِن حَیثُ جاءُوا
                  كانَ مَحْضُ اسمِھِ إذا ذ كَرُوهُ تَتَعَرَّى مِن زَیْفِھا الأشیاءُ
                  وَیَكادُ المُریبُ، لَولا التَّوَقِّي وَیَكادُ المُنیبُ، لَولا الرَّجاءُ
                  كُنتَ رَمز ا لِفارِس عَرَبيٍّ حَلَمَتْ عُمرَھا بِھ الأبناءُ
                  كُلُّ بَیتٍ مِن العُروبَةِ فیه مِنكَ سِتْرٌ، وَشَمعَة، وَغِطاءُ
                  فَتَلاقَتْ عَلَیھِ أبوابُ أھلي لا وِقاءا.. فَأینَ منھا الوِقاءُ؟
                  أغلَقُوھا عَلَیكَ دَھرا وَ لَمَّا فَتَحُوھا اقشَعَرَّ حتى الھَواءُ
                  سالَ غابٌ مِن الدَّبى والثَّعابین لِبغداد ضاقَ عنھ الفَضاءُ
                  لم تَدَعْ شاخِصا على الأرض إلاَلدَغَتْه، حتى الصُّوى الصَّمَّاءُ
                  ثمَّ ھِیضَتْ بِنا مَلاسِعُھا السُّودُ بِما ھاجَ حِقدَھا الأ جَراءُ

                  كُلُّ د ار في عُقْرِھا الآنَ أفعى كُلُّ طِفل في مَھدِهِ عَقرَباءُ
                  وانزَوى أھلُنا كأنْ لم یَرَوھا أھلُنا طولَ عُمرھِم أبریاءُ
                  ھكذاھكذا المُروءاتُ تَقضي ھكذا ھكذا یَكونُ الوَفاءُ
                  أنْ تَعَضَّ الیَدَ التي دَفَعَتْ عَنكَ فَفي قَطْعِھا یَزولُ الحَیاءُ
                  وَغَدا حین تَلتَقي أعیُنُ النَاس فَكَفٌّ كأ ختِھا بَتراءُ
                  لا..وحاشا العراق..لَستَ عِراقا لَو تَمادى عَلَیكَ ھذا الوَباءُ
                  لَستَ أرضَ الثوّار لو ظلَّ فینا فَضْلُ عِرق لم تَجْر منھُ الدِماءُ
                  أنَّه مَرَّ بالتُرابِ ولَم یَسمَعْ وَقَد ضَجَّ في التُّرابِ النِّداءُ
                  فَسَلامٌ علیكِ أرضَ الشَّھادات تَتالى في أرضِكِ الشُّھَداءُ
                  وَسَلامٌ عَلَیكَ یا آخِرَ الرّایاتِ ما نالَ مِن سَناكَ العَفاءُ؟
                  لا، وحاشاكَ..أنتَ سَیفٌ سَیَبقى وَلَه، وَھوَ في الخلودِ، مَضاءُ
                  ھَیْبة وَھوَ مُغمَدٌ، فإذ ا ما سُلَّ یَجري مِن شَفرَتَیه الضِیاءُ
                  ھكذ ا أنتَ غائِبا.. فإذ ا ما قِیلَ مَیْتا، فَلْتَخْجَل الأحیاءُ
                  رُبَّ مَوتٍ عِدْ لَ الحیاةِ جَمیعا ھكذا جَدُّ كَ الحُسَینُ یُراءُ
                  لا تُرَعْ سَیِّدي، وَحاشاكَ، أنتَ الجَبَلُ ال لا تَھُزُّه الأنواءُ
                  نَحنُ نَبقى بَنیكَ.. مازالَ فینا مِنكَ ذاكَ الشُّموخُ والكِبریاءُ
                  لَم یَزَلْ في عِراقِنا منكَ زَھْوٌ تَتَّقیه الزَّعازِعُ النَّكباءُ
                  فیه قَومٌ لَو أطبَقَ الكَونُ لَیْلا أوقَدُوا كَوكَبَ الدِّماءِ وَضاءُوا
                  أنتَ أدرى بِھِم فَھُم مِنكَ عَزمٌ وإباءٌ، وَنَخْوَة شَمَّاءُ
                  وَدِماھُم..لَو أ طفِئَتْ غُرَّة الشَّمس قَنادیلُ ما لَھُنَّ انطِفاءُ
                  جَرَیانَ النَّھرَین تَجري لِتَسقي فَلْتَسَلْ زَھْوَ أرضِھا كَربَلاءُ
                  لا تُرَعْ سَیِّدي، وَنَمْ ھاديءَ البال قَریرَ العیون.. فالأنباءُ
                  سَوفَ تَأتیكَ ذاتَ یَوم بِأنَّ الأرضَ دارَتْ، وَضَجَّ فیھا الضِّیاءُ


                  في المقابل،هجا الحكومة العراقية الحالية
                  بقصيدة بعنوان (لنا البلاد)
                  مقاطع منها:

                  لـكـمْ سُـجـون ٌ، وَلـنــا أجــسَــاد ُ لـكــمْ سـِـيــاط ٌ، ولـنــا عِناد ُ
                  لـكــمْ جــيــوش ٌ، وَلـنــا دِماء ٌ هــذي تـُـبَادُ، تِـلـكَ لا تـُـبَاد ُ
                  لـكمْ سِلاح ٌمــا بـهِ عتاد ٌ لــنــا أيادٍ كـلـهــا عتاد ُ
                  لكـمْ مِـن َالغـرْبِ عِـصـيّ ٌوَلـنـا ظــهــورُنـا قــشـَّــرَهـا الجلاّد ُ
                  لكم ْمِنَ الشَـرْق ِ (نـجَــادٌ) وَلـنـا بـصَـاقـُـنـا، عَـاشَ لكمْ (نـجَــادُ)
                  وَنِـفـطـنــا لـكـمْ، لـكـمْ آبَــارُه ُ وَكلـّكمْ مـِن حَــولِــهِ انـدَاد ُ
                  لأنـكـمْ أشرَف ُمَـنْ يَـحْـرسُــه ُ لــنــا، فـقـدْ تــوقــَّـفَ العَــدَّاد ُ
                  وعِـندكم ْ(سِــيَـادَة ٌ) مـتى وهـلْ دُمَــىً عـلى صَـانِـعِـهـا تـُـسَاد ُ
                  يـشــمّـكــمْ كــلــبٌ إذا دخـلـتـمـو خضرَاءَكـمْ.. يـا أيـهـا الصِـلاد ُ
                  وتـدخـلـونَ تـسـتـحـثـونَ الخطى خـيِّــرُكــمْ يــبــول ُأوْ يَكاد ُ
                  خـمـسُ سِـنـيـن ٍ والعِــرَاقُ كـلــه ُ قبْــرٌ وَكلّ ُأهلِهِ حِــدَاد ُ
                  خـمسُ سـنـيـن ٍ دَجـلة ٌتـبـكي دماً وتــرتــدي سَــوادَهَــا بـغــدَاد ُ
                  بـغـدَاد ُألفُ لــيلـةٍ ولـيــلــةٍ وشـهـرَزادَات ُالهَـوَى اتقاد ُ
                  والآن َألــف ُظلـمـةٍ وظلـمــةٍ وكــلّ ُكـائِــن ٍ بـهــا جَـمَـاد ُ


                  هذا و قد نفى عبد الرزاق عبد الواحد أن يكون شاعر سياسة
                  ورد على انتقادات الشيخ الكبيسي الذي
                  وصفه بأنه “شاعر بلاط” بأنه من يطلق هذه الأوصاف بـ”المساكين”.
                  وقال:”أنا شاعر العراق كله، ولست شاعراً لسياسي معين”
                  يأتي ذلك بعد حديثه عن علاقته الوطيدة
                  بالرئيس العراقي المخلوع الراحل صدام حسين.

                  تعليق


                  • #24
                    عندما سؤل عن مجموعاته الشعرية للطفولة
                    قال أنا أستعين بطفولتي عندما أكتب للأطفال
                    استحضر ألعابي وكل شقاوة الأطفاال
                    ومن هذا الجو تخرج القصيدة محملة بأنبل القيم الإنسانية
                    التي أود أن أغرسها في ذهن الطفل المتلقي
                    أنا أول شاعر حصل على جائزة صدام حسين في شعر الطفولة
                    فالكتابة للأطفال لها طقوسها الخاصة جداً وهي مقدسة عندي
                    فعندما أبدأ بالكتابة للطفل أستغرق في إنجاز عملي
                    مدة ستة أشهر أو تزيد خالصة لشعر الطفولة
                    لا أسمع خلالها إذاعة ولا أقرأ صحافة
                    خوفاً من أن يتلوث نقاء جو الطفولة الذي أعيش فيه وبعالمه بشعري.

                    قصائد للأطفال

                    طار غراب مصطفى
                    نعم طار ..
                    والنسر طار واختفى
                    نعم طار؟
                    والماءُ والبساتين
                    ما طارت!
                    طارت خرافُ ياسين ….
                    ما طارت
                    ومن لديه منقار …
                    طار طار
                    والديكُ للسما طار…
                    لا ما طار!
                    وعندنا صديقة
                    تلعب في الحديقة
                    فراؤها جميل ٌ
                    وذيلُها طويلٌ
                    لها بناتٌ أربع
                    ترنو لها وترضَع
                    لكنَّما واخَبَرا واخَبَرا
                    أتعلمونَ ماجرى؟
                    ماذا جرى؟
                    قطّتُنا الصديقة
                    طارت من الحديقة…
                    ما طارت!
                    وطارت الصغيرات…
                    ما طارت!
                    لكنها قد لعبت
                    وطوفت وحامت
                    حتى إذا ما تعِبت
                    جاءت هنا ونامت
                    إششش اشششش
                    لا ترفعوا أصواتكم
                    لا يحصلُ الكلامُ
                    لأنَّ في جوارنا قُطَيطَةً تنامُ
                    إش إششششششش
                    كل الأطفال يحفظوها..

                    تعليق


                    • #25
                      الوطن :

                      ذات يوم
                      غيمة كانت تطير
                      من مدينة لمدينة
                      سمعت صوتا حنون
                      كان أطفال صغار ينشدون….
                      موطني موطني
                      وقفت ترنو إليهم
                      كانت الأصوات تعلو
                      وتطير الكلمات
                      زاهيات
                      موطني موطني
                      حملتها الغيمة البيضاء في أحضانها
                      ثم طارت في الفضاء….
                      ذات يوم في مدينه…
                      بينما كان المطر هامياً فوق الشجر…
                      والمزارع والمدارس والبيوت
                      كان كل الناس في تلك المدينة يسمعون
                      جرساً في كل قطره
                      نازلا من شفة الغيم يغني في مسرة
                      موطني موطني موطني
                      أمطرت الوطن عليهم..


                      طيارة الورق

                      ارتفعي ارتفعي كالطيرِ في الفضاء
                      ورفرفي وارتفعي
                      خيطكِ ما زالَ معي وأنتِ تبعدين
                      عقدتُه في إصبَعي فأينَ تهربين؟
                      إياكِ أن تميلي
                      بذيلِكِ الطويلِ
                      فيحدث الخطر
                      يعلق بالنخيلِ أو يعلقُ بالقمر

                      تعليق


                      • #26
                        بعد هذه القصائد الرائعة
                        و التي تعد نقطة في بحر هذا العملاق العراقي الراحل
                        نقترب منه قليلا بمتابعة
                        أخر حوار صحفي أجري معه قبيل وفاته
                        حاوره/ حسين نشوان-عمّان
                        رغم بلوغه الخامسة والثمانين، ومعاناة الغربة،
                        وتوزع أبنائه في أربع قارات،
                        لا يزال يتمتع بذاكرة قوية لشعره،
                        خصوصا القصائد التي تتعلق ببلده العراق.
                        الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد
                        الذي يعد من أبرز القمم الشعرية العربية،
                        يقيم في عمان مع رفيقة دربه، يستقبل الزوار بفرح،
                        لكن الزائر لا يحتاج لكثير وقت ليعرف أن
                        صاحب الصوت "المنبري" و"الجهوري"،
                        قد هدّه التعب والحزن، ويتبدى ذلك في إجاباته المختزلة.
                        في الحوار، لم يرد أن يجيب عن كل "السؤالات"،
                        وبعضها لم يطل فيها بسبب وضعه الصحي ربما،
                        وربما لم تسعف الذاكرة أو أراد للصمت أن يجيب عن أشياء تخصه.
                        في غالبية الحوار، كان يجيب باستشهادات من قصائده،
                        ذلك أنه يرى أن الشعر يتجلى في كل شي،
                        وحتى المعاناة التي يشهدها بلده التي مزقته
                        الصراعات الطائفية "تجري شعرا"،
                        وهو ما يزال يراهن على الشعر الذي يرى أنه "الحلم كله".
                        أين ما يحدث في العراق اليوم من الشعر؟
                        كل شبر في العراق الآن يجري شعرا..
                        أطفال العراق الآن في "هوساتهم" الشعبية ينضحون شعرا..
                        الفلوجة بصمودها الأسطوري هي شعر..
                        العراق الراهن جراح نازفة وقتل في سجون الحكومة الطائفية
                        ورعب وقبور لجثث مغدورين يطوف بها العراقيون
                        دون أن يعرفوا هوياتهم..
                        هذا المشهد المروع لخصته في إحدى قصائدي "أيها الوطن الجريح":
                        مَتى مِن طول ِنـَزْفِكَ تَستـَريحُ؟
                        سَـلامًا أيـُّها الوَطـنُ الجَريحُ
                        تـَشابَكَت النـِّصالُ عليكَ تَهوي
                        وأنتَ بكلِّ مُنعـَطـفٍ تـَصيحُ
                        وَضَجَّ المَـوتُ في أهليـكَ حتى
                        كأنْ أشـلاؤهـُم وَرَقٌ وَريـحُ
                        سَـلاما أيـُّها الوَطـنُ الجَريحُ
                        وَيا ذا المُسـتـباحُ المُستـبيحُ
                        تـَعـَثـَّرَ أهلـه بَعضٌ ببَعضٍ
                        ذبيحٌ غاصَ في دَمِه ذبيـحُ
                        وأدري.. كبـرياؤكَ لا تـُدانَى
                        يـطيحُ الخافقـان ولا تَطيحُ
                        لذا سَتَظلُّ تـنزفُ دونَ جَدوى
                        ويَشرَبُ نَزفـكَ الزَّمَنُ القبيحُ
                        سَـلامًا أيُّـها الوَطـَنُ الجَريحُ
                        هذا هو العراق الراهن، وهكذا حال الشعر فيه.
                        كيف يتسنى للشعر أن يحيا وسط الموت والدمار والإرهاب؟
                        متى كان الشاعر مخيّرا في الظروف التي يعيش فيها؟
                        لطالما كانت الظروف القاسية الرافد الكبير لأجود القصائد،
                        فالشعر هو الشعر في كل الظروف،
                        والشاعر المبدع هو الذي يستثمر كل مفردات الحياة ليترجمها شعرا.
                        "كتبنا للحرب ولم نحارب، وكتبنا للحب وما أحببنا بصدق،
                        أو أننا لم نجد من يحبنا بصدق، أو أننا لم نجد الحب الذي نحلم به"

                        تعليق


                        • #27
                          هل تذكر شيئا من مشاركاتك في الجماعات الأدبية
                          التي كانت ناشطة في الخمسينيات والستينيات؟
                          كنت واحدا من مجموعة الشعراء الشباب الأولى آنذاك
                          وهم السياب ورشيد ياسين وأكرم الوتري
                          ومحمود البريكان وشاذل طاقة وبلند الحيدري،
                          وكنا نلتقي في مقهى حسن عجمي ونتعاطى الشعر ونعقد جلسات نقد.

                          وماذا عن بدايات الحركة الشعرية العراقية الحديثة،
                          وتحديدا تجربتي نازك الملائكة والسياب؟
                          نازك والسياب ليسا بدايات الحركة الشعرية العراقية،
                          وإنما بداياتها تمتد إلى قبلهما بأكثر من عشرين عاما،
                          فهناك الرصافي والجواهري
                          إن كنت تقصد الحركة الشعرية بالمطلق،
                          أما إذا أردت الإشارة إلى المسار الجديد في القصيدة
                          التي أخذت شكل التفعيلة فيمكننا أن نقول إن الريادة اقترنت بالسياب ونازك.

                          لا يزال عبد الرزاق عبد الواحد مخلصا لقصيدة التفعيلة
                          والشعر العمودي واستطاع أن يمنحها روح المعاصرة،
                          فهل هناك من مشروع لقصائد ما بعد العمودي والتفعيلة؟
                          ليس عند عبد الرزاق عبد الواحد شيء بعد القصيدة الموزونة.
                          وهل حققت قصيدة النثر مشروعيتها الجمالية
                          والفنية بعد عقود من انطلاقتها؟
                          ليس هناك شي اسمه قصيدة نثر، الأدب إما شعر وإما نثر.
                          وهل لا يزال الشعر وسيلة للحلم في هذا العالم؟
                          بالنسبة لي، فإن الشعر هو الحلم كله.
                          قلت ذات مرة إننا في الشباب كنا نكتب للحرب

                          والآن نكتب للحب وفي المرتين فشلنا، كيف ذلك؟
                          كتبنا للحرب ولم نحارب، وكتبنا للحب وما أحببنا بصدق،
                          أو أننا لم نجد من يحبنا بصدق، أو أننا لم نجد الحب الذي نحلم به.
                          "لطالما كانت الظروف القاسية الرافد الكبير لأجود القصائد،
                          فالشعر هو الشعر في كل الظروف،
                          والشاعر المبدع هو الذي يستثمر كل مفردات الحياة ليترجمها شعرا"

                          وكيف تفسر ما يثار عن واقع الشعر..
                          هل مات جمهوره أم أن الشعر هو الذي قد مات؟
                          وثبت على الجمهور تماسيح المصائب من كل صوب،
                          في وسائل عيشه وفي عافيته وصحته،
                          بحيث ما عاد يدري إلى أي نوع من مصائبه يلتفت
                          وبأي منها ينشغل، وبقي الجمهور ينتظر بقلق اللحظة
                          التي يتألق فيها الشاعر فتعيده إلى الشعر.

                          وكيف ترى المشهد الشعري العربي الحالي؟
                          لي ثقة كبيرة بالشعر في الأردن،
                          وقد قرأت مجموعة منه أعتبرها من روائع
                          ما كتب في الشعر العربي لحد الآن.

                          وماذا عن تجارب الشباب،
                          هل هناك من يلقي الحصى في الماء الراكد؟
                          نعم، هناك من التجارب التي استطاعت أن
                          تلقي الحصى في ماء الشعر الراكد،
                          لا سيما تجربة الشاعر سمير القضاة
                          الذي وقع بين يدي مجموعة شعرية له
                          تحت عنوان "هنالك مرة أولى".

                          بعد أكثر من أربعين مجموعة شعرية، كيف تلخص التجربة في قصيدة؟
                          ألخصها في قصيدتي للمتنبي: "يا سيدي المتنبي"
                          موكّلٌ بكَ لا سفحٌ ولا قممُ
                          ولا فَنارٌ فأستهدي ولا علمُ
                          وحدي وصوتكَ يطويني وينشرُني
                          للريحِ والعصبُ المشدودُ والقلمُ"

                          تعليق


                          • #28
                            وكان من المفترض أن يفتتح الراحل
                            الثلاثاء الماضي مهرجان الزرقاء الدولي الأول للشعر،
                            لكن أزمة صحية مفاجئة حالت دون ذلك،
                            وتم نقله على الفور إلى باريس لتلقي العلاج.
                            ولم يمهله القدر و توفي في باريس.
                            و هكذا رحل أبرز فرسان القصيدة العربية الوطنية

                            بعض الشعراء الشباب ينعون عبد الرازق فور وفاته

                            وقال الشاعر العراقي عمر عنّاز :
                            رحل عبدالرزاق عبدالواحد،
                            كنت قد التقيته في مهرجانات
                            عدة -أنا المأخوذ به شاعرا- وشهدت منه ما شهدت
                            من مواقف وأحاديث مختلفة لست بصدد عرضها الآن،
                            ولكني أردت أن أقول منصفاً إنه كان واضحاً في مواقفه
                            وثابتا عليها اتفق معه من اتفق واختلف من اختلف،
                            هذا الأمر يلزمني باحترامه في زمن
                            مارست فيه الكثير من الوجوه هواية تغيير الأقنعة.
                            رحم الله أبا خالد وجزاه خيرا عمّا تعلمناه من شعره الجميل.

                            قال الاعلامي الشاعر محمد نصيف :"
                            رحل فارس الكلمة والموقف عبدالرزاق عبدالواحد
                            صباح هذا اليوم في أحد مستشفيات باريس ..
                            أسأل الله الغفور الرحيم أن يرحمه ويجازيه خير الجزاء
                            فقد كان منارة للثبات والرجولة والوفاء .. وداعاً يا أبا خالد ..
                            حزني عليك يخنق أنفاسي ...

                            وقال الشاعر المصري علاء جانب :
                            رحم الله هذا الشاعر الحقيقي المبدع
                            المفرد السابح وحده في ملكوت خياله ولغته وعاطفته
                            رحم الله عبد الرزاق عبد الواحد وللشعر الصبر والسلوان

                            وقال الشاعر مهدي منصور
                            هنيئاً لك ما أنجزت... وداعاً أيا خالد...

                            أما الشاعر العراقي خالد الحسن فقال :
                            ذهبَ أيوب القصيدة
                            وخلع أوتاد خيمة الخامسة والثمانين
                            هكذا هوى قمر اخر على السماء
                            رحمك الله يا أبا خالد

                            كما قال الشاعر العراقي قاسم الشمري :
                            لن و لم أنس حين مسكت يدي
                            وقلت لي (( اذهب فأنت على خطى الكبار ))
                            والآن اقول لك اذهب فلن ( ينسدل شيبك في شطيه)
                            اذهب رحمة العراق عليك

                            الشاعر السعودي محمد ابو شرارة قال :
                            صبر العراق ، يارحمة الله ..
                            عزائي لنخيل العراق ودجلته وفراته
                            عزائي للموسم الذي لن ننتظره بعد اليوم
                            عزائي في آخر الكبار

                            الشاعرة السوادانية منى حسن قالت :
                            رحمك الله يا أبا خالد
                            ناح القصيد، وأدمى سطره الألم
                            لما رثتك حروفي أيها الهرم
                            يا من ترجل مسكونا بعزته
                            وما ترجلت الأخلاق والقيم

                            وقالت الشاعرة قمر صبري الجاسم

                            في أول لقاء لنا في أحد المهرجانات كانت لي
                            مشاركة معه كانت رهبة الوقوف أمام شعراء
                            بقامته وأنا ما أزال أمسك بالحرف كي لا أقع...
                            حين أنهيت وقف وحياني قائلا:
                            أنت تمطرين شعرا ياقمر
                            وأهديته قصيدة في ديواني الصادر 2007 استعملت فيها جملته.
                            إلى رحمة الله أيها الشاعر الشاعر.

                            يتبع

                            تعليق


                            • #29
                              وقال الشاعر الأردني عيد النسور
                              ناعيا الشاعر عبد الرازق عبد الواحد :

                              وداعاً نورس العراق
                              وداعاً عبد الرزاق عبد الواحد
                              وداعاً أبا خالد رحيلك أحزننا وأحزن الشعر صديقي
                              رحمك الله ولذويك ولنا جميل الصبر وحسن العزاء .
                              حمل النورس المحزونُ
                              ضفائرَجدّتهِ
                              ذات عاصفةٍ حُبلى بالجنونِ
                              وأبحرَ نحو السماء ,
                              ذرَفَ الحزنُ غرْبَتَهُ
                              حنّ للشاطئ المترامي
                              فوق ظلال النخيلِ ,
                              تراكَمَ حُلماً
                              شاقتهُ سقسقةَ العصفورِ
                              تموسقَ ..
                              أغوته هادلة الذكرياتِ
                              وبين ضجيج إنكسار المرايا
                              ونشغة ِ نايٍ حزينِ
                              تدلّى موّالاً
                              حطّ فوق كومة ملحٍ أسودَ
                              فجّرهُ الملحُ سرب َجروح ,
                              بكى وبكى ..
                              سجدتْ عَبَراتهُ شرقاً
                              ومن الشرق ِ,
                              عادَ إلى لجّةِ الحلم ِ
                              يبحثُ في ولهٍ
                              عن بقايا ضفائر جدتهِ
                              في أحضان السماء .

                              الشاعر السوري مختار سيد صالح قال
                              يقولون هل بعد المنيّة غايةٌ
                              أجل بعدها ألا تجوع ولا تعرى
                              وألا ترى للشرّ وجهاً ولا يداً
                              وأنّك تمسي لا تراع ولا تغرى
                              أجل بعدها معيارها أن تجيأها
                              مهيباً وأن تختارها ميتة بكرا
                              وأن تترك الدنيا وذكراك ملؤها
                              ثكلتك إنّ الموت موتك في الذكرى
                              رحم الله عبدالرزاق عبدالواحد آخر القامات من جيل الرواد

                              أما الشاعر العراقي مهدي النهيري فقال:
                              "إنكَ تحزنُ إن فقدتَ قصيدةً أو بعضَ قصيدةٍ ،
                              فكيف بك والمحذوفُ منك ذاكرةٌ شعريةٌ
                              عمرُها خمسةٌ وثمانونَ عاماً ،
                              اسُمها عبد الرزاق عبد الواحد !
                              وداعاً أبا خالد ،
                              واللهِ إن القلبَ لَيحزنُ وإن العينَ لَتدمعُ ..

                              تعليق


                              • #30
                                و على جانب آخر قال الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي
                                في تصريح صحفي:
                                “ ان الفقيد كان علامة فارقة في الشعر والادب العربي
                                عبر ما ترك من ارثٍ كبير سيبقى خالداً في ذاكرة الاجيال”.
                                واضاف :” ان الساحة الأدبية والثقافية
                                فقدت بوفاته قامة ادبية وطنية بارزة “.
                                كما عبر رئيس مجلس النواب عن
                                خالص تعازيه لذوي الشاعر واهله ومحبيه.

                                و نعى أيضا زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر،
                                الشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد
                                وقال “بهذه المناسبة نتقدم لأبناء شعبنا العزيز والاسرة الادبية
                                والنخب الثقافية والاكاديمية بأحر التعازي
                                داعين الله عز وجل ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته وانا لله وانا اليه راجعون”.

                                و بين من نعى او رفض نعي عبد الرازق عبد الواحد
                                نقف نحن على مسافة واحدة من الجميع
                                مات الرجل له ما له و عليه ما عليه
                                و لنا نحن شعره و إبداعه الأدبي
                                سكن الجسد الذي هده التعب و اعياه الحنين
                                ووفق ما جاء بموقع التيار القومي في رابطة الكتاب الأردنيين ،
                                فقد أوصى فقيد القصيدة العربية بدفنه في الأردن وفي مقبرة إسلامية،
                                وبأن يفتح له عزاء يقرأ فيه آيات من القرآن الكريم

                                يقول عبد الرازق عبد الواحد
                                في أحدى قصائده و التي تحمل عنوان
                                النزع الاخير
                                كل نجم نهيم به يختفي
                                كل غيم نواعده لا يفي
                                وهوانا بأوجاعنا يشتفي هكذا ننطفي …!

                                وداعًا عبدالرازق عبدالواحد

                                طيب الله أوقاتكم
                                تحياتي

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                                المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                                المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                                يعمل...
                                X