إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأمريكية سيلفيا بلاث و إبداع الألم

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الأمريكية سيلفيا بلاث و إبداع الألم

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    اهل ورد الغاليين

    " كوني ولدت امرأة
    تلك كانت أعظم مآساة لي
    أن أقيد بحلقة مغلقة من
    الأفعال، الأفكار،
    والمشاعر المفروضة علي بشكل صارم
    أرغب بالتحدث مع الجميع بأعمق ما يمكنني،
    أود لو بإمكاني النوم في الحقول المفتوحة،
    أن أسافر غرباً، أن أسير بحرية أثناء الليل .. "

    من مذكراتها
    انها


    الشاعرة و الروائية الأمريكية
    سيلفيا بلاث (1932 – 1963)
    Sylvia Plath

  • #2
    سيرة ذاتية
    سيلفيا بلاث
    شاعرة وروائية أمريكية،
    ولدت في بوسطن،27 اكتوبر 1932
    وتوفيت في لندن،11 فبراير 1963
    وهي ابنة لمهاجر ألماني
    عمل أستاذاً في علم الحشرات توفي
    وهي لا تزال في الثامنة من عمرها،
    فتركت وفاته أثراً عميقاً في نفسها.
    أصابها بحالة من الوجع والفقد،
    كانت دائما ما تنظر إلى الطبيعة باعتبارها
    مصدر الخصوبة والنماء الذين فقدتهما
    منذ وفاة والدها مبكرا،
    لذلك جاء الشعر كمحاولة لتعويض
    الجزء المفقود من الحياة وملأ الفراغ الذي خلّفه الأب.
    بدأت في كتابة الشعر في الثامنة من عمرها،
    ونالت العديد من الجوائز وقدرا كبيرا من
    التشجيع في حدود مدرستها،
    حيث كانت شخصية حساسة
    تسعى إلى الكمال في كل شيء.
    نالت سيلفيا منحة دراسية إلى كلية "سميث"
    بالمملكة المتحدة عام 1950،
    وكتبت خلال تلك الفترة ما يزيد عن 400 قصيدة
    أتمت بلاث تعليمها في كلية سميث Smith College،
    و عملت أستاذة فيها لاحقاً،
    وفي جامعة كامبريدج البريطانية.
    وعن أبرز الأدباء الذين أثروا في حياتها
    فقد أشارت إلى
    روبرت لويل،
    و.هـ. أودن،
    آن سيكستون،
    توماس ديلان،
    و.ب. يتس.

    زواجها
    تعرفت على شاعر البلاط الملكي ،
    الشاعر والمسرحي الإنجليزي
    تيد هيورز
    و تم الزواج عام 1956.



    و أنجبت منه فريدا و نيكولاس.



    عاشت سيلفيا
    فترة شديدة الصعوبة والألم مع تيد هيوز،
    انتهت بانتحارها في مطبخ منزلها،
    مختنقة بغاز أول أكسيد الكربون،
    ووضعت سيلفيا مناشف مبللة تحت الأبواب الخشبية
    حتى لا يتسرب الغاز إلى باقي أرجاء المنزل.
    كان انتحارها هو الفعل الذي حاولت من خلالها
    أن تنتصر على تعاستها،
    فحياتها مع تيد هيوز وسيطرته على مجريات الأمور،
    وربما خياناته المتكررة
    جعلها تفكر في تلك الخطوة
    كمحاولة لإعلان الانتصار والهزيمة معا.
    اتهمت الحركات النسوية الزوج تيد هيوز
    بأنه حاول مرارا وتكرارا
    السطو على حياتها والقضاء عليها،
    هذا الصراع الدائم مع الموت
    والانتقادات المتواصلة لتيد هيوز،
    لم يقل إلا عندما نشر الأخير مجموعة من
    الرسائل الرائعة وقصائد الحب
    التي تشاركها مع زوجته سيلفيا،
    تحت عنوان "رسائل عيد الميلاد" في 1998.

    تعليق


    • #3
      تميز شعر بلاث بالتطرف والحساسية والجرأة،
      وهو يعبر عن الألم البشري ممزوجاً بنوع من الجنون،
      إذ تسحتضر في قصائدها جل مشاعر الغضب
      والألم وتثور وتطلق لخيالها العنان،
      فتحضر «شياطينها الداخلية» كما تسميها.
      وتسبر أغوار النفس البشرية
      بصور مرئية حسية،
      وتصدم القارئ وتهز مشاعره.
      ويعد أنصار الحركة النسوية سيلفيا بلاث
      نموذجاً للمرأة المعذبة الغاضبة في عالم
      يسيطر عليه الذكور،
      كما أنها شاعرة المرأة الحديثة

      صدرت أول مجموعة شعرية لسيلفيا بلاث
      بعد وفاتها بعنوان
      «العملاق» The Colossus عام1960،

      بالإضافة إلى أجمل مجموعاتها الشعرية
      «آرييل» Ariel
      التي عالجت فيها بجرأة الحالات النفسية التي
      تجتاح عقل الإنسان وتتملكه.

      وقد كتبت أكثر قصائدها
      وهي في خضم معاناتها الفقدان والمرض،
      ومن أشهر أعمالها قصيدة «أبي» Daddy
      التي يظهر فيها تأثرها بفقدان أبيها،
      وتجمع فيها صورة الأب والزوج في شخص واحد
      كأنه إله قاسٍ من زمن الملاحم مخيف بسطوته،
      فكانت تفرغ مشاعر الغضب والألم
      لفقدان والدها وخيانة زوجها في صور مؤثرة مروعة.
      وفي هذه القصيدة، كما في شعرها عامة،
      يعبر ألمها الشخصي عن آلام الإنسانية جمعاء.

      فتربط في قصيدتها «حمّى 103» Fever 103
      حالتها المرضية بمدينة هيروشيما.
      وتقول عن هذه المعاناة
      «أنا خائفة من هذا الشيء الداكن النائم
      في داخلي. أنا أحس بريشه وهو يتقلب».

      كتبت بلاث قصائد تعكس خبرتها الشخصية
      مثل «السيدة لازاروس» Lady Lazarus
      التي استلهمتها من محاولاتها المتكررة للانتحار،

      و«زنابق التوليب» Tulips
      التي صورت فيها أيامها في المستشفى
      بعد خضوعها لعملية جراحية،

      كما كتبت عن هوايتها في تربية النحل
      التي ورثتها عن والدها في
      «لقاء النحل» The Bee Meeting
      و«وصول علبة النحل»
      The Arrival of the Bee Box.

      وكتبت أيضاً تصف الطبيعة المحيطة
      بمنزلها الريفي في ديفون Devon
      في «رسالة في تشرين الثاني»
      Letter in November،

      وهناك قصائد أخرى كتبتها لطفليها
      بأسلوب مؤثر وبعاطفة جياشة مثل
      قصيدة «أغنية الصباح» Morning Song.

      وقد نُشر الكثير من قصائدها
      بعد موتها في مجموعات مثل
      «عبور المحيط» Crossing the Water

      وآخر مجموعاتها
      «أشجار الشتاء» (1971) Winter Trees.

      تعليق


      • #4
        كتبت سيلفيا بلاث
        مجموعة قصص قصيرة ومقطوعات نثرية
        تحت عنوان
        «جوني بانيك وكتاب الأحلام المقدس» (1977)
        Johnny Panic and the Bible of Dreams،

        ومجموعة رسائل كتبتها لوالدتها بعنوان
        «رسائل للأهل» (1975) Letters Home.

        كما اشتهر «كتاب السرير» وهو قصص مرحة
        للأطفال اختلف فيه أسلوبها عن قصائدها السوداوية.

        اما عن روايتها الوحيدة "الناقوس الزجاجي"
        نشرت روايتها الأولى
        «الناقوس الزجاجي» The Bell Jar
        قبل شهر واحد من إقدامها على الانتحار
        بعد إصابتها باكتئاب شديد جراء خيانة زوجها لها.
        عاشت بلاث المأساة قبل أن تكتبها
        متأثرة بالشاعر ييتس الذي كان يرى أن الإنسان
        لايعيش الحياة إلا إذا خبر مآسيها،
        واستخدمت في كتاباتها أكثر الصور سوداوية
        كالتعذيب والاختناق والتلاشي والدمار.
        ولعل صورة الناقوس الزجاجي
        أكثر هذه الصور تكراراً في شعرها،
        وما سحرها في الناقوس الزجاجي
        هو تعرجاته وتشوهاته،
        وكذلك فكرة السجن والشفافية.
        وصورت بلاث
        بطلة روايتها «الناقوس الزجاجي»
        مسجونة تحت هذا الناقوس
        الذي يكشف ضعفها ويخنقها.
        وهي تحكي عن آيستر جرينوود، فتاة أمريكية
        تتحدث بصورتين:
        صورة مباشرة
        عند حواراتها مع الآخرين،
        فتبدو طموحة للغاية وتأمل أن تحقق
        لنفسها مركزًا في الوسط الأدبي والأكاديمي.
        الصورة الثانية
        غير المباشرة وينقلها الراوي
        وهي صورة قلقة وكئيبة،
        وصفت سيلفيا البطلة بأنها شجرة كبيرة
        أحد أغصانها هو الرجل الذي ستتزوج به،
        والأوراق أطفالها.
        غصن آخر يمثل مستقبلها ككاتبة،
        وكل ورقة هي قصيدة بخط يدها.
        وبينما هي تجلس على المنحدر متأملة هذه
        الشجرة محاولة الاختيار،
        تستحيل أوراق الشجر بنية اللون
        وتتطاير بعيدًا حتى تصبح عارية بالكامل
        في صورتها عن هذه الشجرة
        وفي الحقيقة بعدما توفي والدها
        وبحثت عن الأمان في رجل تزوجته،
        لكنه لم يكن لها كما تمنَّت.

        أشار بعض النقاد أن الرواية
        مستوحاه بشكل كبير من رواية
        "الحارس في حقل الشوفان"
        للروائي الأمريكي جيروم ديفيد سالينجر.
        و برغم هذا فازت الرواية بجائزة بوليتزر 1982

        كما فازت أيضا أهم قصائدها
        «مجموعة قصائد» Collected Poems
        التي نُشرت في عام 1981
        بجائزة بوليتزر ايضا.

        تعليق


        • #5
          مختارات من أشعارها

          نبدأ بمختارات من
          السيدة إليعازر

          ها قد فعلتُها مجدداً.

          كلّ سنة من أصل عشر

          أفلح.

          لكأنني معجزة نقّـالة،

          بشرتي برّاقة

          كظلالِ مصباحٍ نازيّ

          قدمي اليمنى مثـقلةٌ للأوراق،

          وجهي كتّانٌ يهوديٌّ ناعم،

          بلا قسمات.

          إنزع القـشرة عنه

          يا عدوّي!

          أتراني أخيفكَ؟

          الأنف، محجرا العينين، طقم الأسنان كاملاً؟

          لا تقلق، النَّفَس النتن

          سوف يختفي في غضون يوم.

          قريباً، قريباً اللحم

          الذي التهَمَه كهف القبر

          سيكون بيتي.

          وامرأةً مبتسمةً سأكون.

          لم أزل في الثلاثين

          و لديَّ مثل القطة تسع محاولات لأموت.

          هذه محاولتي الثالثة.

          يا له هراء

          أن أبيد نفسي كل عشر سنين.

          يا لها ملايين الأسلاك:

          الحشد الطاحن للبندق

          يتدافع ليراها.

          يفضّونني يداً وقدماً-

          عرض التعرّي الكبير.

          سيداتي سادتي

          تلك يدايَ

          وركبتايَ.

          قد أكون من جلدٍ وعظم،

          لكني المرأة ذاتها، أنا نفسها.

          المرّة الأولى حصل فيها ذلك كنتُ في العاشرة.

          كان حادثة.

          المرّة الثانية وددتُ

          أن أمضي قدماً ولا أرجع أبداً.

          صرتُ أتأرجح مغلقةً.

          كصدفة.

          اضطروا الى المناداة والمناداة

          والى انتزاع الديدان عنّي كأنها لآلىء دبقة.

          الموت فنّ

          على غرار كل ما عداه.

          وإني أمارسه بإتقان.

          أمارسه حتى يصير جهنّم

          أمارسه حتى يبدو حقيقةً

          في وسعكم القول إنه دعوتي.

          من السهل فعله في زنزانة.

          من السهل فعله من دون أن أحرّك ساكناً.

          هو العودة

          الممسرحة في وضح النهار

          الى المكان نفسه، والوجه

          نفسه، والصرخة البهيمية الضاحكة نفسها:

          "إنها معجزة!"

          ذلك يذهلني.

          هناك ثمنٌ

          لكي أتجسّس على ندوبي، هناك ثمنٌ

          لكي أصغي الى نبضات قلبي-

          آه، إنه يدقّ حقاً!

          وهناك ثمنٌ، ثمنٌ باهظٌ جداً

          لكل كلمة، لكل لمسة

          لبضع نقاطٍ من دمي

          لخصلةٍ من شعري أو قطعةٍ من ثيابي.

          هكذا اذاً سيدي الطبيب.

          هكذا اذاً يا أيها العدو.

          أنا تحفتكما

          طفلتكما الذهبية الطاهرة

          الثمينة

          التي تذوب في صرخة.

          أتقلّب وأحترق.

          لكن لا تظنّوا أني أزدري قلقكم العظيم عليَّ.


          رمادٌ، رمادٌ أنا

          وأنتم تلكزون وتهزّون.

          لحمٌ، عظمٌ، ما من شيءٍ هنا.

          لوحُ صابونٍ،

          خاتمُ زواج،

          سنٌّ من ذهب.

          يا سيدي الله، يا سيدي إبليس

          إحذرا

          إحذرا.

          من بين الرماد
          سأنهض بشَعريَ الأحمر

          وألتهم الرجال كالهواء.

          تعليق


          • #6
            "بضوء شمعة"

            هذا الشّتاء، هذهِ الّليلة، حُبٌّ صغير

            شيءٌ كشَعْر حِصانٍ أسْود،

            سِقط المتاع، أعجميٌّ فظّ

            مصقول بالبريق

            أي نَجْمات خضراء تلك التي تَجْعله عند أبوابنا.

            أمسكُ بكَ على ذراعي.

            لقد تأخّر الوقت.

            الأجراسُ البليدة تنفُثُ السّاعة

            والمرآةُ تعوم بنا نحو قوة وحيدة لشمعة.

            هذا هو الماء

            حيث نلتقي أنفُسَنا،

            هذا التألّق النوراني الذي يتنفّس

            و يذوي بظلالنا

            فقط ليلفظها مرّةً أخرى

            بعُنفٍ وقسْوة حتى الجدران،

            عود ثقاب واحد تشحذه يحولّك حقيقة.

            في البدء لن تُشعّ الشّمعة حتى أوجّها

            سوف تًـنْشَـقُ برعُمَها

            حتى تقريباُ لاشيء مطلقاً،

            حتى برعم أزرَقٍ باهت.

            أقبُضُ على شهقتي

            حتى تصرصر فيك الحياة.

            قُنفذٌ مكوّر،

            صغيرٌ ومتشابك، السِكّينة الصفراء

            تزدادُ طولاً، هيا أقضم فريستك

            إن غنائي يجعلك تزأر.

            ألجأ إليك مثل زَوْرق

            عبر البِساط الهندي، على أرض باردة

            بينما ذلك الرجل النحاسي

            يركع مُنحنياً إلى الخلف بكل ما يقوى،

            رافعاً عموده الأبيض المضيء

            ليُبقي السماء في مجدها.


            كيسُ السّوادِ! في كلّ مكان، مربوط، مربوط،

            إنّه لك أنت أيّها التمثال النحاسيّ

            كل ما تملكه إرثاً قد تداعَى.

            عند كعبي قدميه

            ناصور يخرج منه خمس قذائف نحاسية،

            بلا زوجة ولا طِفل.

            خمس قذائف كروية!

            خمسُ قذائف نحاسيّة صفراء فقط.

            ولكي تحتال عليهم يا حبيبي،

            ستسقط السماء من فوْقك.

            تعليق


            • #7
              "مرآة"

              أنا فضة ودقيقة. ليس لدي أفكار مسبقة.

              كل ما أراه أبتلعه تواً

              تماماً كما هو، لا تشوبه المحبة أو الكراهية.

              لست قاسية، حقيقية فحسب

              عين إله صغير، موزعة على جهات أربع.

              معظم الوقت أتأمل على الحائط المقابل.

              إنه وردي، ملطخ. نظرت إليه مطولاً

              أظنه جزءاً من قلبي. لكنه يرفرف.

              الوجوه والظلمة تفرق بيننا أكثر وأكثر.

              أنا الآن بحيرة. امرأة تنحني فوقي،

              تبحث في أرجاء جسدي عما هي عليه حقيقةً.

              ثم تستدير نحو أولئك الكذابين، نحو الشموع أو نحو القمر.

              أرى ظهرها، وأعكسه بإخلاص.

              تكافئني بدموع وبهياج اليدين.

              أنا مهمة بالنسبة لها. تأتي وتذهب.

              كل صباح يحل وجهها مكان الظلمة.

              أغرقتْ فيّ فتاة شابة، وفيّ امرأة عجوز

              ترتفع نحوها يوماً بعد يوم، مثل سمكة مريعة.

              "الكلمات"

              يئن الخشب

              بعد أن أوجعته الفؤوس

              وأصداؤه....

              بعيدا عن القلب

              تجمح أصداؤه كالخيولِ.

              ينبجس النسغ مثل الدموع،

              وكالماء مستبسلا

              كي يرسخ مرآته

              في الصخور

              التي انحدرت من عل واستدارت

              جمجمة بيضاء

              أكلتها الأعشاب الضارة.

              وبعد سنين

              أصادفها في الطريق

              الكلمات خاوية، لا ظلال لها

              نقر حوافر في الأرض لا ينتهي

              بينما

              من قرار البحيرة،

              أنجم راسخة

              تسوس الحياة.

              يتبع

              تعليق


              • #8
                "عمودية أنا"

                عمودية أنا

                لكن بودّي لو كنتُ افقية.

                لستُ شجرة جذورها في الأرض،

                امتصّ الأملاح المعدنية والحبّ الأمومي

                لكي تلمع أوراقي كلما حلّ آذار.

                ولا أنا جمال حوض من الزهر

                بألواني الرائعة التي تستدرّ الآهات

                جاهلة أنّي سأفقد بتلاتي قريبا.

                مقارنة بي، الشجرة خالدة

                واكليل الزهرة، وإن لم يكن أعلى، لكنه أكثر فتـنة،

                وإني أريد حياة الأولى الطويلة وجرأة الثاني.

                هذه الليلة، في ضوء النجوم الشديد الخفوت،

                ضوّعت الأشجار والزهور عطورها الباردة.

                أمرّ بينها، لكنها لا تلتـفت.

                أحيانا أظن أني أثناء نومي

                لا بدّ أشبهها تماما-

                أفكارٌ يلتهمها الظلام.

                من الطبيعي أكثر ان اكون ممدّة

                هكذا ندخل السماء وأنا في حوار مباشر.

                وكم مفيدة سأكون يوم أتمدّد الى الأبد:

                آنذاك قد تلمسني الأشجار أخيرا

                وستمنحني الزهور بعضا من وقتها.

                ترجمة: جمانة حداد

                تعليق


                • #9
                  "موسيقى هادئة مائية"

                  في عمق السائل
                  شظايا الفيروز
                  من ضوء مخفف

                  علبة رماح من شرائط رفيعة
                  من ورق قصدير مشرق
                  على نفاثة تتحرك :

                  السمك المفلطح شاحب
                  يتزعزع من
                  الفضة المائلة:

                  في المياه الضحلة
                  مرونة البساريا*
                  تومض لامعة:

                  الرخويات العنبية
                  تتسع نحافة و
                  ليونة صمامات:

                  كرات أقمار المملة
                  من قنديل البحر المنتفخ
                  بتوهج أخضر عشبي:

                  ثعابين الماء تدور
                  بحركة لولبية ماكرة
                  بذيول مراوغة:

                  الكركند البارع
                  زيتوني غامق يمشي الهوينى
                  بمخالب داهية:

                  ينخفض حيث الصوت
                  يأتي حاداً وخانعاً
                  مثل نغمة برونز
                  من جونج** غارق.

                  البساريا: الأسماك البحرية أو النهرية الصغيرة*
                  الجونج: نوع من أدوات القرع النحاسية**

                  تعليق


                  • #10
                    "ساهد"

                    الليل ليس سوى نوع من ورق الكربون،
                    أزرق أسود، مع فترات شدة نكز النجوم
                    الضوء يمر بخلسة من ثقوب بعد ثقوب ....
                    ضوء بياض العظام، مثل الموت، وراء كل شيء.
                    تحت أعين النجوم وشق القمر
                    يعاني من توسد الصحراء، والأرق
                    يمتد لطفه ويستثير الرمال في كل اتجاه.

                    مرارا وتكرارا، الفيلم الحُبيبي القديم
                    يكشف الحرج – الأيام الزاخة
                    من الطفولة والمراهقة، متلصقة بالأحلام
                    ووجوه الآباء على سيقان طويلة،
                    تناوب الصرامة والإدماع،
                    حديقة من ورد العربات يجعله يبكي
                    جبهته وعرة ككيس من الصخور
                    الذكريات تتدافع في
                    الغرفة المواجهة مثل نجوم سينما باليين.

                    إنه آمن بأقراص الدواء: أحمر وقرنفلي وأزرق ....
                    كيف أضائت ضجر المساء الطويل!
                    هذه الكواكب السكرية التي بسطت نفوذها له
                    والحياة التي عمدت في اللاحياة لفترة
                    والحلوى، تمشي مخدرة من طفل ينسى
                    الآن حبوب الدواء مهترئة وسخيفة،
                    مثل الآلهة الكلاسيكية.
                    ألوانه الخشخاشية الناعسة لا تفعل به خيراً

                    رأسه قليل من المرايا الداخلية الرمادية.
                    كل لفتة تفر مسرعة في زقاق
                    من تضائل وجهات النظر والأهمية
                    تتسرب مثل ماء من ثقب في مكان ناء.
                    إنه يحيا دون خصوصية في غرفة دون جفون،
                    الفتحات الصلعاء لعينيه تتصلب مفتوحة على اتساعها
                    ببتواصل لحرارة ضوء يومض من الحالات.

                    طوال الليل، في ساحة الجرانيت والقطط غير مرئية
                    كانت تعوي مثل النساء، أو الآلات التالفة.
                    فعلا يمكنه أن يسشعر ضوء النهار، ومرضه الأبيض،
                    يصعد زحفاً مع كراهيتها للتكرارات التافهة.
                    المدينة عبارة عن مغردات مبتهجات الآن،
                    وفي كل مكان بشر،
                    وعيون فضة المايكا والفراغ،
                    ويركبون للعمل في صفوف،
                    كما لو كانوا مغسولي الدماغ حديثاً.

                    تعليق


                    • #11
                      "البيت المظلم"

                      هذا بيت مظلم، كبير جدا.
                      صنعته بنفسي
                      خلية خلية، من زاوية هادئة،
                      ماضغة الورق الرمادي،
                      راشحة القطرات الزرقاء
                      مصفرة ومداعبة دموعي
                      ومفكرة في شيء آخر
                      له العديد العديد من الأقبية
                      كالثقوب الأفعوانية
                      مستديرة مثل بومة،
                      التي أراها بنوري الذاتي
                      ذات يوم ربما أرمي الجراء
                      أو الفرس الأم. بطني يتحرك
                      وعلي أن أصنع الكثير من الخرائط
                      هذه الأقبية النخاعية!
                      مثل أيدي الخلد، لقد أكلت طريقي.
                      كل الأفواه ولغت في الشجيرات
                      وأوعية اللحم
                      انه يعيش في بئر قديم،
                      عبارة عن حفرة حجرية.
                      وهو الذي يجب أن يلقى عليه اللوم.
                      انه من النوع السمين.
                      حصى ذو رائحة، مداخن ملتفة
                      خياشيم صغيرة تتنفس.
                      والقليل من الحب المتواضع!
                      تافهة وبلا عظم كالأنوف
                      ديدانه التي لا تقبلها سوى الآنية العفنة
                      هنا تعيش أمي الحبيبة.


                      "أغنية حب لفتاة حمقاء"

                      أغلق عيني فيسقط العالم كله ميتا
                      وافتح جفوني فيولد العالم كله مرة أخرى
                      ( اعتقد أنني أكونك داخل رأسي )
                      النجوم تخرج لرقصة الفالس بالأزرق والأحمر
                      والظلمة المستبدة تجول داخلي
                      أغلق عيني فيسقط العالم كله ميتا.
                      حلمت انك حملتني مسحورة إلى الفراش
                      وغنيت لي أغنية القمر المضروب،
                      وقبلتني كمجنون
                      ( اعتقد إنني أكونك داخل رأسي )
                      تخيلت أنك ستعود بالطريقة التي قلت عنها
                      لكنني هرمت ونسيت اسمك.
                      ( اعتقد أنني أكونك داخل رأسي ).
                      اعتقد أنني أحببت طائر رعد بدلا منك
                      فهو على الأقل، حين يأتي الربيع،
                      يطلق زئيره مرة أخرى.
                      أغلق عيني فيسقط العالم كله ميتا.
                      ( اعتقد أنني أكونك داخل رأسي ).

                      تعليق


                      • #12
                        "امرأة بلا طفولة"

                        الرحم
                        يخشخش بجرابه،
                        القمر
                        يطلق نفسه من قيد الأشجار
                        دون أن يعرف أين يذهب.
                        منظري الطبيعي عبارة عن يد بلا خطوط،
                        الطرق تتزاحم إلى عقدة
                        والعقدة هي ذاتي
                        نفسي هي الزهرة التي امتلكت…
                        هذا الجسد
                        هذا العاج
                        فاجر مثل صرخة طفل
                        مثل عنكبوت، إنني أدير المرايا،
                        الوفية لصورتي
                        لا انفث سوى الدم..
                        أتذوقه، دم قاتم!
                        وغابتي
                        هي مأتمي
                        وهذا التل
                        وهذا البريق ما هو إلا أفواه الجثث

                        "بالونات"

                        منذ عيد الميلاد وهن يعشن معنا
                        صريحات وواضحات
                        حيوانات ذوات أرواح بيضاوية
                        تحتل النصف العلوي من المكان
                        تتحرك وتحتك على الحرير
                        تموجات الهواء اللامرئية
                        تحدث زعيقا وفرقعات
                        حين تهاجمهن، ثم تسرع إلى الراحة
                        وهي تكاد ترتجف
                        رأس قطة أصفر، سمكة زرقاء…
                        مثل هذا القمر العليل الذي نعيش معه
                        بدلا من الأثاث الذي لا حياة فيه!
                        وحصر القش، والجدران البيضاء
                        وهذه الكرات المرتحلة
                        من الهواء الرقيق، حمراء وخضراء
                        تدخل البهجة
                        على القلب مثل الأماني، أو
                        الطواويس الحرة التي تبارك
                        أرض القديمة بريشها
                        حين تضرب بأعواد القش.
                        أخوك الصغير
                        يجعل
                        بالونه يصر مثل قطة.
                        يبدو أنها رأت
                        عالما ورديا ممتعا
                        عليها أن تتغذى على الجانب الآخر منه،
                        فتهاجمه
                        ثم تعود للجلوس
                        خلف كوز كبير
                        عالم صاف كالماء
                        وخرقة حمراء
                        على قبضتها الصغيرة

                        تعليق


                        • #13
                          "حافة"

                          وصلت المرأة درجة الكمال.
                          جسدها الميت
                          يرتدي بسمة الانجاز،
                          وهم الضرورة الإغريقية
                          يتدفق في تلافيف سترتها،
                          قدماها العاريتان
                          يبدو أنهما تقولان:
                          لقد ذهبنا بعيدا. انتهى كل شيء
                          كل طفل ميت ملفوف، أفعى بيضاء
                          واحدة على كل جرة حليب
                          صغيرة، فارغة الآن.
                          لقد طوتها
                          داخل جسدها مثل بتلات
                          زهرة تنكمش حين تجف الحديقة
                          وتنزف الروائح
                          من الأعماق الحلوة لحناجر زهرة الليل.
                          لم يعد للقمر ما يحزن عليه.
                          محدقة من خلال عظمة رأسها
                          أصبحت متعودة على مثل هذا النوع من الأشياء
                          ماضيها الأسود يجر ويفرقع.

                          "18 نيسان"

                          بسمة كل الأيام الماضية
                          تتعفن في تجويف جمجمتي
                          وإذا كان على معدتي أن تتقلص وتنقبض
                          بسبب بعض الظواهر غير القابلة للتفسير
                          كالحمل أو الإمساك
                          فانه يجب علي إلا أتذكرك
                          بسبب النوم النادر
                          كقمر الجبنة الخضراء
                          وبسبب الطعام
                          الذي يغذينا كأوراق البنفسج
                          بسبب هذا كله
                          وعلى مساحة ياردات مصيرية قليلة من العشب
                          ومساحة قليلة من فضاء السماء وقمم الأشجار
                          أرى أن المستقبل قد فقد بالأمس
                          بسهولة وإلى غير رجعة
                          ككرة تنس في الشفق.

                          تعليق


                          • #14
                            "طفل"

                            عينك الصافية
                            هي الشيء الوحيد الجميل
                            بكل ما في الكلمة من معنى
                            أريد أن أملأها باللون والبط
                            حديقة كل ما هو جديد
                            أسماء كي أتأملها…
                            زهرة ثلج نيسان، مزمار هندي،
                            ساق صغيرة
                            دون تجعدات
                            بركة تصبح الصور
                            فيها كلاسيكية وعظيمة
                            وليس هذه الأيدي القلقة
                            المعذبة، وهذا السقف
                            المعتم بلا نجوم

                            "فطر"

                            ليلة وضحاها، شديدة
                            البياض، متكتمة،
                            وهادئة تماما.
                            أصابع أقدامنا، أنوفنا،
                            مثبتة على الطين،
                            للحصول على الهواء.
                            لا أحد يرانا،
                            يوقفنا، يضللنا،
                            الحبيبات الصغيرة تصنع غرفة.
                            القبضات الناعمة تصر على
                            سحب الإبر
                            من الفراش الورقي
                            حتى من الرصيف
                            مطارقنا، كباشنا،
                            بلا آذان أو عيون
                            وخرساء تماما
                            توسع الشقوق،
                            وتبحث في الثقوب. نحن
                            نتغذى على الماء
                            على فتات الظلال،
                            وبلطف وتهذيب نسأل
                            القليل، أو لا شيء.
                            الكثير منا!
                            الكثير منا!
                            نحن على الرفوف، نحن
                            على الطاولات، نحن هادئون ومسالمون،
                            نحن صالحون للأكل،
                            مندفعون ومنطلقون
                            بغض النظر عن ذواتنا
                            فان جنسنا يتكاثر:
                            ومع الصباح
                            سوف نرث الأرض
                            خطانا على الأبواب.


                            يتبع

                            تعليق


                            • #15
                              "حدث"

                              كيف تتماسك وتترسخ العناصر
                              ضوء القمر، ذلك الجرف الطباشيري
                              الذي نضطجع في صدعه.
                              عودة إلى الوراء، أسمع صرخة بومة
                              من أعماق جوفه النيلي البارد.
                              حروف علة لا تطاق تدخل قلبي
                              طفل في سرير ابيض يتقلب ويتنهد
                              يفتح فمه الآن مطالبا.
                              وجهه الصغير محفور في الخشب الأحمر المتألم.
                              ثم تكون هناك نجوم من الصعب استئصالها.
                              وبلمسة واحدة تشتعل ويغشى عليها
                              لا استطيع أن أرى عينيك.
                              حيث يزهر التفاح جليد الليل
                              أسير في حلقة مفرغة
                              في قبر الأخطاء القديمة، العميق والمؤلم.
                              لا يستطيع الحب أن يأتي إلى هنا
                              فجة وسوداء تفصح عن نفسها
                              على الحافة المقابلة
                              روح صغيرة بيضاء تلوح، نزوة صغيرة بيضاء.
                              أطرافي أيضا غادرتني.
                              فمن الذي قطع أوصالها؟
                              الظلمة تنصهر، ونحن نلمسها كالمشلولين.


                              "سنوات"

                              تدخل مثل حيوانات من الفضاء
                              الخارجي للقداسة حيث التموجات
                              ليست أفكارا يمكن فتحها، مثل يوغاني
                              لكن الخضرة والظلمة شديدة الصفاء والنقاء
                              إنها تجمد
                              يا الهي، أنا لست مثلك
                              في ظلمتك البلهاء
                              التي تعلق النجوم بأطرافها
                              مثل قصاصات براقة غبية
                              الخلود يزعجني
                              لا أريده أبدا.
                              ما أحبه هو
                              المكبس في حركته
                              روحي تموت أمامه
                              وحوافر الخيل
                              بحركتها العنيفة التي لا ترحم
                              وأنت، أيها الركود العقيم العظيم
                              ما العظمة في هذا!
                              أهو نمر هذا العام، أهذا زئيره على الباب؟
                              انه كريستوس
                              المرعب
                              فيه بعض من إله
                              أتمنى أن تطير وأن تمتزج به؟
                              دم التوت جزء منه، كان ولا يزال
                              لن تطيح به الحوافر
                              ففي الزرقة البعيدة تهسهس المكابس.

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                              المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                              المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                              يعمل...
                              X