استراحة قصيرة مع ابداعات نثرية للشاعر
بنظرة شاخصة
وقف يتأملُ تلك الدوائر التي صنعها ذلك الشيء
الذي كان يؤرقه كثيرا بغيابها ،
النهر العجوز عميق جدا ، مظلم جدا ،
ابتلعَ ما ألقى إليه
و كأنَّ تلك الدوائرَ فَمُ النهر المبتسم ،
الماءُ في الأعماق سريعٌ جدا ، باردٌ جدا ،
و كانَ وَجْهُه دافئًا كوجه الماء ،
مازالَ يتلمسُ قَسَمَاتِ وجهه الضاحك حينا
الباكي أحيانا ،
البرودة تتسربُ إليه من عمق النهر ،
الدوائر على وجه الماء تتسعُ رويدا رويدا ،
تتلاشى و يتلاشى ، الصوت القادم من هناكِ
يقولُ : النهرُ لا يعيدُ ما أخذَ ،
النهر قاسٍ جدًّا ، فَعُدْ بلا قلبٍ ،
وَ كانَتْ الشمسُ تطلق زفرتها الأخيرة
لنهار متعبٍ عادَ بعدها
باردًا جدا و مظلمًا جدا كعمق النهر .
كانتْ أناملُها توَدُّ
أنْ تقولَ شيئًا قبيل أنْ أفلتها من يدي ،
عيناها النجلاوان
ظلتَا تمشطان نظرتَهما النيلية
من الجنوب إلى الشمال
نهرًا من الصمت الممتد في عمق اللحظة الهاربة
إلى لا أين ، وأنا ألطمُ خدودَ الموج الساجي
فيثور في غير غضبٍ
وَ كأنه يأبى إلا أن يرقَّ لي وَ يحنو ،
هو يعلم أني أسير في الاتجاه العكسي
لحركته المفطور عليها ،
النيلُ لا ينظر وراءه ليبصرَ مَنْ أضاعوا عروسَهُ ،
كانتْ تسكبُ العذبَ في عَيْنَيَّ الزائغتين
فلمْ أنتبه إلا وَ عَيْنَايَ تعتصران
بعدها ملحًا أجاجا . كان لقاءنا الأول و الأخير .
في ليلة
تخلت السماءُ عن غيومها
كان يصل قلبيهما حديثٌ من خلال الهاتف النقال ،
فإذا بنجمة تلوحُ له من بعيد
و كأنها تأبى إلا أن تبلغه رسالة ما ،
حدَّق كثيرا فهي تأتي على غير عادة منها ،
أصغى لها فذكَّرته أن النجوم لا تُطالُ ،
فلا هو يستطيع الصعود
و لا هي ترضى بالنزول .
بعد صمت لم يدر كم طال بينهما
استأذنها بصوت متهدج مودِّعًا :
تصبحين على خير و قطع المكالمة .
حين أدركه الصباح
كانت الشمس كعادتها مشرقة دافئة
غير أنه يشعر ببرودة شديدة
حالت بينه وبين الخروج إلى العمل اليومي المعتاد،
لكنه ظلَّ يتمتمُ : لم تكن نجمة واحدة بل نجمتين .
هو يدرك جيدا ما يقول .....
هي تدرك جيدا ما تفعلُ .
و لا يزال البرد يسكن أعصابه .
ولا يزال يردد " بحبك وحشتيني "
بنظرة شاخصة
وقف يتأملُ تلك الدوائر التي صنعها ذلك الشيء
الذي كان يؤرقه كثيرا بغيابها ،
النهر العجوز عميق جدا ، مظلم جدا ،
ابتلعَ ما ألقى إليه
و كأنَّ تلك الدوائرَ فَمُ النهر المبتسم ،
الماءُ في الأعماق سريعٌ جدا ، باردٌ جدا ،
و كانَ وَجْهُه دافئًا كوجه الماء ،
مازالَ يتلمسُ قَسَمَاتِ وجهه الضاحك حينا
الباكي أحيانا ،
البرودة تتسربُ إليه من عمق النهر ،
الدوائر على وجه الماء تتسعُ رويدا رويدا ،
تتلاشى و يتلاشى ، الصوت القادم من هناكِ
يقولُ : النهرُ لا يعيدُ ما أخذَ ،
النهر قاسٍ جدًّا ، فَعُدْ بلا قلبٍ ،
وَ كانَتْ الشمسُ تطلق زفرتها الأخيرة
لنهار متعبٍ عادَ بعدها
باردًا جدا و مظلمًا جدا كعمق النهر .
كانتْ أناملُها توَدُّ
أنْ تقولَ شيئًا قبيل أنْ أفلتها من يدي ،
عيناها النجلاوان
ظلتَا تمشطان نظرتَهما النيلية
من الجنوب إلى الشمال
نهرًا من الصمت الممتد في عمق اللحظة الهاربة
إلى لا أين ، وأنا ألطمُ خدودَ الموج الساجي
فيثور في غير غضبٍ
وَ كأنه يأبى إلا أن يرقَّ لي وَ يحنو ،
هو يعلم أني أسير في الاتجاه العكسي
لحركته المفطور عليها ،
النيلُ لا ينظر وراءه ليبصرَ مَنْ أضاعوا عروسَهُ ،
كانتْ تسكبُ العذبَ في عَيْنَيَّ الزائغتين
فلمْ أنتبه إلا وَ عَيْنَايَ تعتصران
بعدها ملحًا أجاجا . كان لقاءنا الأول و الأخير .
في ليلة
تخلت السماءُ عن غيومها
كان يصل قلبيهما حديثٌ من خلال الهاتف النقال ،
فإذا بنجمة تلوحُ له من بعيد
و كأنها تأبى إلا أن تبلغه رسالة ما ،
حدَّق كثيرا فهي تأتي على غير عادة منها ،
أصغى لها فذكَّرته أن النجوم لا تُطالُ ،
فلا هو يستطيع الصعود
و لا هي ترضى بالنزول .
بعد صمت لم يدر كم طال بينهما
استأذنها بصوت متهدج مودِّعًا :
تصبحين على خير و قطع المكالمة .
حين أدركه الصباح
كانت الشمس كعادتها مشرقة دافئة
غير أنه يشعر ببرودة شديدة
حالت بينه وبين الخروج إلى العمل اليومي المعتاد،
لكنه ظلَّ يتمتمُ : لم تكن نجمة واحدة بل نجمتين .
هو يدرك جيدا ما يقول .....
هي تدرك جيدا ما تفعلُ .
و لا يزال البرد يسكن أعصابه .
ولا يزال يردد " بحبك وحشتيني "
تعليق