إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصه حياه الفنان فان جوخ Vincent van Gogh

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصه حياه الفنان فان جوخ Vincent van Gogh

    مقدمة مهداه من ا / محمد ورد


    ( فنسيت فان جوخ Vincent van Gogh
    لما لمسته في حياة هذا الفنان البائس من معاناة متواصله
    بدايه من فشله كواعظ لعمال مناجم الفحم
    الي سلسله فشل حياتيه كامله اودت الي انتحاره
    ولم يكن الفنان الوحيد الذى انهي حياته بهذا الشكل المأساوي
    فقد لحقه بول جوجان فيما بعد بجزيرة تاهيتي )
    محمد ورد


    فان جوخ

    .. من هو ؟ ما هي قصة حياته ؟ وهل هو مجنون فعلا ؟

    سأحاول أن أجيب عن هذه الأسئلة وغيرها في هذا الموضوع إن شاء الله
    ..

    كما هو معروف لدى الجميع إن فان جوخ فنان مجنون قطع إذنه في لحظة جنون ليهديها لحبيبته لأنه لم يكن يملك المال ليشتري لها هدية ..
    ولكن من خلال ما قرأته عن هذا الفنان وجدت أنه إنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ...
    فقد كان إنسان في عواطفه .. وأحاسيسه .. وأفعاله .. ومشاعره تجاه الآخرين .
    لقد أحب الناس وتعاطف معهم وحاول مساعدتهم بما يستطيع ... وجعل منهم موضوعا للوحاته .
    ولكن للأسف لم يبادله الناس إنسانيته ، وقابلوا محبته لهم باتهامه بالجنون .
    ومسألة قطع أذنه ليست دليلا على جنونه .. بل هي قلة حيله منه بعدما عجز عن استدراء عطف وحب الناس له.
    إني إذا تكلمت عن هذا الفنان فإن هذه الصفحات لن تكفيني لذلك أكتفي بما كتبته في هذا الموضوع عسى أن يكون ما كتبته قد أظهر بعض إنسانية ومحبة هذا الإنسان قبل الفنان ...

    ............................

    ولد فنست فان جوخ في ( 30 مارس 1853 م ) لأب كاهن بروتستاني في قرية تدعى groot-zundert في هولندا . وفي عام 1857م ولد شقيقه ثيو الذي كان له أكبر الأثر في حياته .
    عند بلوغه (11) عام سجله والده في مدرسة داخلية حيث تعلم اللغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية وبدأ يمارس هواية الرسم .
    بدأ حياته العملية بامتهان مهنة التدريس ، ثم عمل مبشراً إنجيلياً .
    وقد عمل واعظاً دينياً في منطقة البوريفاج حيث مناجم الفحم المظلمة والعمال البائسين . فقد كان مستعداً أن يهب نفسه للناس فشاركهم حياتهم القاسية وطعامهم وشرابهم ومأواهم وتبعهم داخل سراديب مناجم الفحم ليهبهم الأمل ويذكرهم برحمة السماء فقد كان متأثراً كثيراً بالحالة المزرية التي كانوا يعيشونها ,ولم تعجب تصرفاته هذه محترفي الكهانة واعتبروه خارج على تعاليم الكنيسة المسيحية ذلك لأنه أعطى أكثر مما يجب فأوقف رئيس الكهنة الراتب الضئيل الذي كان يدفع له .
    وبعد فصله من عمله كواعظ بالمناجم ساوره إحساس بأنه قد خرج من ظلام المنجم الكهفي متعطشاً إلى النور محاولاً أن يجد لنفسه سبيلاً ينجح فيه ويفتح ثغره داخل نفسه يندفع منها مكبوته الداخلي .

    وكتب لأخيه ثيو الذي كان يعمل في محل لتجارة اللوحات الفنية ما معناه (( كيف يمكن أن يكون نافعاً في هذا العالم ؟ )) .
    وبما أن فنست لم يكن محبوباً لكثير من الناس أصبح الفن لديه هو الوسيلة التي تمكنه من التعبير عن آراءه وأفكاره واتخذه وسيلة اتصال مع الناس يضع فيه تجاربه ويقدم تعليقاته ويعبر من خلاله عن فشله ويأسه وآماله .
    في البدء لم يكن واثقاً من رغبته في أن يصبح رساماً ولكن رؤيته لرسومات الصور التوضيحية للفنانين الإنجليز في مجلة جرافيك خاصة في أعمالهم المهتمة بالعمال جعلته يعجب بهدفهم النبيل الذي يحققونه فأنجز صوره ليثوجراف وأسماها ( الحزن ) تمثل امرأة عارية تجلس حزينة منكفأه على نفسها وأضاف إلى الصورة (( كيف نسمح بأن تكون هناك امرأة وحيدة تعيسة على الأرض ؟ )) . ثم رسم تخطيط لجذع شجرة ملتو مغروس في الأرض وجعله أيضاً باسم الحزن نظيراً للوحه الأولى ... وعن هاتين اللوحتين كتب لأخيه ثيو: (( حاولت نقل الإحساس ذاته في المشهد كما أحسسته في الشكل الإنساني .. ذلك الإرتباط النفسي النفسي العاطفي بالأرض لكنه شبه الممزق بعصف الريح )) .
    وبهاتين اللوحتين تتضح رؤية فان جوخ لما هو واقعي ولما هو رمزي ما بين المرأة الوحيدة والجذع الممشوق كما قال لأخيه : (( أن الواقع كله حقيقي ورمزي أيضاً في آن واحد )) .
    وامتدت الرمزية متمثله في وجدانه برؤيته للوحة ( باذر الحبوب ) لميليه ، وظلت تطارد ذهنه كلما بدأ في لوحة لما لها من رمزيه كامنه وجليه في آن واحد والأشكال عنده لم تعد لذاتها بل لما ترمز إليه .
    خلال العقد الثمانيني قرر فان جوخ نهائياً أن يصبح فناناً . وبدأ مرحلته الفنية الأولى بمحاولات التصوير الواقعي للبؤس والشقاء الإنساني في الطبقات الدنيا .
    وتلقى دروساً في الفن مستعيناً بالمعونة المالية التي كانت تصله من أخيه ثيو . وكانت أولى اسكتشاته لاستكشاف مقدرته عام 1881م لوحة طبيعية صامته مكونه من كرنب وبطاطس رسمها أثناء الدرس الأول في أحد المراسم الخاصة . وتتابعت دراساته الاسكتشيه والملونة مثل ( المنزل القديم ) / ( الفلاحين الخمسة ) / (النساج على المغزل 1884م ) .
    وتبعها اسكتشات عديده لنساء ورجال قرويين وكانت هذه الفترة من أنشط فتراته في رسم اسكتشات الوجه الإنساني وتعبيراته ، وأنجز خلالها مئات الرسوم .
    في يناير سنة 1882م استقر فان جوخ في مدينة لاهاي الهولندية واستأجر مرسماً له بمساعدة شقيقه ثيو وبدأ في هذا المحترف برسم لوحاته الزيتية الأولى وكان أشهرها ( شاطئ شيفيننجن ) ، التي أظهر فيها تأثره الشديد بالمدرسة الفنية في لاهاي . وكانت هذه المدرسة تحترم التقاليد ، وحاول أعضاءها من خلال رسم المناظر الطبيعية في هولندا إعطاء حياة جديدة للفترة الذهبية للرسم الباروكي الهولندي وهكذا اتصل مفهوم فان جوخ للرسم بالتقاليد الفنية .



  • #2
    وقد تبعت لوحة شاطئ شيفيننجن مئات الرسوم والإسكتشات التي كان من أهمها لوحة ( آكلو البطاطس ) 1885م. وتعتبر هذه اللوحه الثمرة العظمى لهذه المرحلة ، وقد نفذها بطريقه خشنه في الملامس وإظلام داخلي شغل كامل اللوحة إلا من ضوء مصباح غاز معتم يؤكد حالة البؤس التي يعيشها شخوص اللوحة وتنضح به وجوههم .
    وقد وصف فان جوخ آكلو البطاطس لأخيه ثيو قائلاً : (( إنني أعمل من جديد في لوحة أولئك الفلاحين الذين تجمعوا ليلاً حول وجبه من البطاطس في إحدى الأمسيات ... وطوال الأيام التي كنت أعمل خلالها في لوحتي هذه كان الأمر بالنسبة لي بمثابة معركة متصلة )) .وهذه اللوحة رسمها فان جوخ على نسق الفنان ميليه لتأثره به وبدا فيه مستواه الفني وكأنه معزول عن التطور الذي حدث للفنون الحديثة حتى ذلك الوقت . وقد تمكن بمساعدة شقيقه ثيو من صنع عشرين نسخه من هذه اللوحه. وقد صور فان جوخ في هذه اللوحة شعور التضامن والفقر الذي يحس به الأشخاص الخمسة وقد أضاء وجوه الأشخاص مصدر داخلي ، وطبعت وطبعة الوجوه بكرامه أكبر وكما كتب لأخيه ثيو يشرح كيف استطاع رسم هذه اللوحة : (( لقد حاولت أن أثير الفكرة التالية لدى مشاهد اللوحة : هؤلاء الناس الذين يتناولون قطع البطاطا تحت ضوء مصباح يأكلونها بنفس الأيدي التي عملت على حراثة الأرض .. أظهرت في هذه اللوحة هذه الأيدي العاملة التي استحقت هذا الطعام ولكن المشاهد الذي يرغب في رؤية الفلاحين بمظهر أكثر نعومه فيستطيع أن يفكر ما يشاء )) .علق مدرس فنسنت ( لابارد rappard ) على هذه اللوحة بكلمات لاذعة وهي (( إن تركيزه على الرؤوس والأيدي قاده إلى إهمال القرويين )) . فوضع بذلك حداً لعلاقة الصداقة بينهما بعد أن شعر فان جوخ بجرح عميق من كلمات صديقه ومدرسه .
    وبعد أن أنجز فان جوخ لوحة آكلو البطاطس أرسل لأخيه يعبر له كم كان يتوق ويتمنى الابتعاد عن ذلك الجو الهولندي الحزين والرتيب والتعرف على مزيد من شواهد الرسم الحديث ... ومما زاد من رغبته في الرحيل موت والده . فسافر إلى ( انفرس ) للإقامة فيها حيث وجه خطواته نحو مواجهه فنية بالكامل بدلاً من التعاطف مع المجتمع الفقير وظل مخلصاً لمبادئ كفاحه وثورته ضد الطبقة الثرية .
    رسم لوحة ( التوراة المفتوحة ) في عام 1885م وكانت التوراة رمز والديه وتعليمه الديني وبجانبها كتاب إميل زولا (حب الحياة) الذي كان والده يعتبره أسوأ الكتب ، ووضعت الشمعة المطفأة الكتابين على نفس المستوى وأعطتهما نفس المفهوم .
    وفي انفرس انتقل فنسنت إلى باريس عام 1886م وقضى فيها حوالي عامين وبمساعدة أخيه ثيو الماديه استأجر غرفه صغيره غطى جدرانها بالرسوم اليابانية وكانت هذه الرسوم أول اكتشاف له للون كوسيلة للتزيين كما وجد ما يحتاج أليه وهو الصفاء والتوازن .. وبمساعدة شقيقه ثيو أيضاً تعرف على الفنانين الفرنسيين فما لبث أن وجد نفسه بصحبة فنانين مهمين ومؤثرين في الحركة الفنية الحديثة في فرنسا مثل جوجان و سينياك ولوثريك وبيرنار وبيسارو وغيرهم . ولكن للأسف لم يشعر أي منهم بالانجذاب تجاهه أو اتجاه لوحاته التي لم تتضح شخصيتها بعد.
    بدأ فنسنت في تلك الفترة يسعى وبشكل دؤوب وراء ركاب الفن الحديث .. وشدة الثراء اللوني في لوحات التأثيريين وتركيبتهم اللونية وجذبته بشده لوحات ديلا كرواه ومونتسللي .... ثم الإنطباعيين خاصة ديجا ومونيه .
    لقد أنظم فان جوخ في تلك الفترة في محترف كورمون الذي يدرس الرسم والتخطيط وكان الرسامان هنري دي تولوز وإميل برنارد منضمان إلى نفس المحترف فتأثر فان جوخ بأسلوب هذين الرسامين . واستمر فان جوخ يعمل في هذا المحترف لمدة (3) أشهر فقد خلالها تفضيله للوحات التي تصور حياة الفلاحين والعمال .
    ومن خلال شقيقه ثيو الذي كان يدير فرع صالة غوبيل تعرف بالفنان بول جوجان وبالفنان كاميل بيسارو وقد نشأت بينهم علاقة صداقة متينة بينه وبين زملائه من الفنانين وحلم فنست في ذلك الوقت بظهور مجتمع كبير للفنانين والرسامين حيث يستطيع الجميع العمل سويه ولكن حلمه لم ير النور .

    تعليق


    • #3
      وبعد رؤية التأثيريين اختفت من لوحات فان جوخ ألوانه الرمادية والبنية وحل محلها الألوان الصافية فقد عكف على رسم الموضوعات الغير شخصيه والمجهولة للإنطباعية وفي تعاقب سريع توالت لوحاته الأخاذة وبدأ مرحلته الفنية الثانية . وفي عام 1886م رسم (6) صور شخصية له إحداها أمام حامل الرسم .
      كما رسم ( الخفاش الليلي ) و ( جسر كاروزيل ) .. وفي عام 1887م توالت منهمرة مئات اللوحات من عبقريته المسجونة سنوات طويلة فقد أنجز البورتريه الشخصي والطبيعة الصامتة من زجاجات وأحذية وخضروات ورسم مشهدين لمطعم من الداخل ، كما أنجز في ذلك العام لوحته الرائعة ( حقل قمح وطائر ) .
      عندما حظر فنسنت إلى باريس كان عصر الفن الإنطباعي قد تطور فبعد وفاة إدوارد مانيه الأب المؤسس لهذا الفن بدأت تظهر أعمال الإنطباعيين مثل جورج سورات .
      كان الضوء هو العنصر الأساسي لدى الإنطباعيين ولم يتمكن أي رسام من الإفلات من جاذبية الفن الإنطباعي مما لم يترك للفنان فان جوخ سوى التأثر هو أيضاً بهذا الفن . وقد علق فنسنت على هذا الموضوع بقوله : (( أفضل من بعيد أن أرسم عيون الناس وليس الكاتدرائيات )) وبهذه الكلمات علق على شعبية الموضوع لدى الفنانيين الإنطباعيين وأشار بها إلى مجموعة الرسوم التي رسمها مونيه لكاتدرائية روان خلال ساعات مختلفة من النهار .
      فظل فنسنت إذاً رسم صور الأشخاص فرسم لوحة ( امرأة جالسة في مقهى تامبوران ) وهذه المرأة لم تكن امرأة فقيرة أو مجهوله وإنما هي أغوستيا سيجاتوري الموديل القديم للرسام الإيطالي كاميل كورو وادغار ديغاس .
      أقيم أول معرض لهؤلاء الفنانين عام 1887م وعرضت فيه لوحات موقعة من فان جوخ وتولوز لوتريك وبرنارد ولويس انكتيان .
      ولم تباع أي لوحة من اللوحات المعروضة ولكن العرض فتح مجالاً لحدوث نقاشات عديدة ومتشعبة بين الفنانين أنفسهم وتبادلوا اللوحات فيما بينهم .
      أظهر فان جوخ منذ فتره طويلة اهتماماً بنظريات ديلا كرواه حول اللون وما اعتبره أساساً في هذا المضمار. ذهب إلى أبعد من مفهوم استقلالية الألوان وأدخل مبدأ التناقض الناتج عن تعارض أحد الألوان الأساسية الأصفر والأحمر والأزرق ...
      فعند مزج الأحمر بالأخضر والأصفر بالبنفسجي والأزرق بالبرتقالي ليكسب رونق الألوان شده أو يعطي بالعكس لوناً رماديا غير واضح تقريبا . أراد فان جوخ من خلال إقامته في باريس أن يفهم كل شي في آن واحد كما لو انه رغب في أن يكون الرسم وسيلته الوحيدة ينطلق منه إلى البحث عن أشكال التعبير المتعددة . وعبر عن هذه الأشكال المتعددة في لوحته ( الطبيعة الصامتة لحبات الليمون ) التي رسمها في ربيع عام 1887 .
      كما رسم قبل أن يغادر باريس ثلاثة صور لتاجر الألوان ( تانجي ) الذي كان يتعامل معه وكانوا الفنانون يعتبرونه الزعيم الأكبر إذ كان يزودهم بالألوان وأدوات الرسم بأسعار منخفضة وأحياناً بالدين وكان يملك صالة عرض صغيره عرض فيها لوحات رسمها فان جوخ وجوجان وسيزان .
      كانت الفترة التي أمضاها فان جوخ في باريس من اعز فترات حياته من حيث اكتساب معجبين بفنه ومن حيث اكتساب أصدقاء من محيطه الفني .
      في العشرين من فبراير عام 1888م سافر إلى جنوب فرنسا واختار حديقة آرل مقراً له وقال في رسالة لشقيقه ثيو بأنه لم يعد بحاجه إلى الفن الياباني في هذه المنطقة . سكن فان جوخ في بادئ الأمر في فندق شعبي ولم يعرف في ذلك الوقت أحدا في القرية يكمن أن يجلس موديلاً له ولذلك اكتفى برسم الأشجار والتلال والجسور وأكواخ صيادي الأسماك القريبة من الشاطئ . في مارس ومايو من عام 1888م رسم لوحتين هما ( الجسر لانجلو ) اللتين أظهرتا الوجه الهادئ لموضوع الرسم فالامتداد الواسع للمياه والسماء . وقد تجاوز فنسنت في هذين الرسمين أسلوب أستاذه ديلا كراوه مخلق مظهراً آخر في التلوين التصويري يختلف هنا مع استقلاليه الألوان .
      غادر فنسنت غرفته في الفندق الشعبي ليستقر في المنزل الأصفر الذي اخذ يزوده بأدوات الرسم شيئاً فشيئاً وهكذا أصبح لديه فسحه كافيه لرسم لوحاته .
      في بداية يونيو عام 1888 لاحظ فان جوخ من خلال حده بصره النوعية المادية لموضوع الرسم وربما بحب كبير رتب الأشياء والأواني والمقاعد والأحذية يجعل منها مظهراً لما يمكن فهمه وإدراكه.
      إذاً في رأي فان جوخ لا تعتمد استقلاليه الألوان على استقلاليه الشكل . وبقي حجم الشيء وتكوينه ومساحته يحتفظون لدى فان جوخ بعلاقته مع الواقع فقد قال في احد رسائله : (( إني لا اخترع العمل بكامله . أدير ظهري تماماً إلى الطبيعة عندما أضع الخطوط الأولى للوحه . احدد بنفسي الألوان أضخم وابسط لكن عندما يتعلق الأمر بالشكل أخشى من الابتعاد عن الواقع )) . وهكذا اخذ فان جوخ يختار اللون استناداً إلى التأثير الذي يولده على اللوحة دون المساس بقيمه الشيء المرسوم .
      ركز فان جوخ في هذه الفترة على رسم المناظر الطبيعية والسكان مستخدماً اللون كما لم يستخدمه فنان بهذه الغزارة والتدفق . ثم أخذت ألوانه تأخذ مسار لمسات قصيرة وأشرطة طويلة تتردد في إيقاع جميل . وبدأ يهتم بتدفق الضوء واحتواءه لكامل المشهد . واندفع في الرسم بشغف وبقدر من العاطفة ساعيا لتحقيق ما اسماه تزاوج الشكل واللون في مهمة البحث عن الداخل لا الخارج فحين يصور الشمس يحاول الوصول إلى الإحساس بالدفء والوهج . وحين يصور الشخص فهو يحاول الوصول إلى أعماقه . وفي غمره نشوته من التحرر من الذات صور كل شي تقع عليه عيناه .
      في آرل اكتسب فان جوخ ثقته في نفسه فرسم العديد من اللوحات ومنها ( قوارب على الساحل) حيث استخدم ألوان جريئة لمراكب راسية على ساحل سانت ماريا . وألوان اللوحة البراقة تشبه ألوان المطبوعات اليابانية الصافية.

      تعليق


      • #4
        في ابريل عام 1888 رسم عده اسكتشات عن ( فلاح ينثر الحبوب) واهم أعماله في هذا الموضوع لوحه باسم (فلاح ينثر الحب مع غروب الشمس ) .
        وبدأ فان جوخ يستخدم الألوان بغزاره وقد أعطى لكل لون مغزى ومدلول عاطفي خاص
        وقد كتب لأخيه يقول : ((لقد أصبحت ملوناً مستبداً))
        بعد أن رسم فان جوخ لوحته الفلاح ينثر الحبوب بشهرين رسم لوحته
        (المقهى الليلي ) و ( خارج المقهى )
        وبعد وقت قصير من انتقاله إلى منزله عاد يراوده حلمه بان يؤسس مجتمع للفنانين
        فدعا جوجان ليشاركه في منزله في الجنوب الفرنسي . و كان جوجان قد عرض لوحاته
        في صالة العرض الذي يديرها ثيو شقيق فنسنت في باريس وكان يستدين منه المال من وقت لآخر
        على أمل أن يتمكن من تسديد ديونه عندما يبيع لوحاته ومع مرور الوقت وجد جوجان نفسه
        واقعاً تحت النفوذ المالي لثيو . وقد استغل فان جوخ ذلك وطلب من ثيو أن يقنع جوجان باللحاق به
        في آرل للعيش معه . تردد جوجان في البدء لأنه كان يشك في سلامه عقل فنسنت .
        وبعد عده محاولات من جانب ثيو وفنسنت قبل جوجان في مشاركه فان جوخ منزله .
        وقد استعد فان جوخ لاستقبال جوجان بأن طلى المنزل من الخارج باللون الأصفر والنوافذ
        باللون الأخضر وفي داخل المنزل باللون الأبيض والأرضية مغطاة ببلاط احمر وجهز البيت بالأثاث والأرائك المريحة ورسم لوحات ( عباد الشمس) ليزين فيها المنزل . وقد شعر فان جوخ بسعادة عند موافقة جوجان للمجئ للسكن عنده وشعر عندها انه استطاع تحقيق رغته في إنشاء مجتمع للفنانين في آرل .
        كان فنسنت يعتبر جوجان أستاذه واظهر انه تلميذ يرغب في إظهار ما تعلمه من أستاذه درس الاثنان مواضع اللوحات وقارنا بين النتائج وتناقشا في المبادئ الفنية قال جوجان عن فان جوخ :
        (( إنه فنان رومانسي في حين أفضل أن ارسم الأشياء البدائية،
        يغطي لوحاته بالبقع اللونية السميكة في حين أني اكره سوء الترتيب )) .
        اظهر فان جوخ لبعض الوقت خضوعه لسيطرة جوجان ونفذ تعليماته حول أسلوب رسم مشاهده
        فلم يعد يرسم من الطبيعة مباشره بل باشر الرسم وفق الطريقة التقليدية وكتب رسالة إلى شقيقه ثيو
        مؤكداً ثقته التامة بأعماله بان الأسلوب الذي يتبعه جوجان لا يمكن أن يكون أسلوبه أبدا .
        لم يدم التعاون بين الاثنين طويلاً وشعر جوجان انه وقع ضحية مؤامرة دبرها له الشقيقان
        وتذمر من عدم اهتمام ثيو للوحاته وتركيز اهتمامه على بيع لوحات شقيقه .
        خاب ظن فان جوخ أيضاً بجوجان فقد كان مستعداً تماماً للخضوع لتعليماته ومستعداً للتعلم منه .
        ولكن جوجان لم يعترف بذلك فكان يبخس القيمة الفنية للوحات فان جوخ رغم أنه رسمها
        وفق المبادئ الفنية التي تعلمها منه.
        وبدأ الخلاف ينشب بين الاثنان وتبخر حلم فنسنت في إنشاء مجتمع للفنانين في آرل
        بعد رحيل جوجان ، وقد رسم بعد رحيله لوحة ( مقعد جوجان ) وهي تعكس حالة العزلة التي أصبح يعيش فيها .
        ثم عاد جوجان للعيش مع فنسنت بسبب ضيق يده. وفي مساء 23 ديسمبر تطورت حالة فان جوخ
        النفسية عندما شعر بأن جوجان سوف يغادره مره أخرى فقطع أذنه . وجاء رجال الشرطه في اليوم التالي إلى المنزل وأدخلوا فان جوخ بعد استجوابه إلى المستشفى للعلاج . بعد هذا الحادث سارع جوجان
        إلى الرحيل من آرل نهائياً .
        بعد أن أمضى فان جوخ فترة في المستشفى رسم ( اللوحة الذاتية بإذن مقطوعة ) ، ومن داخل المستشفى أيضاً رسم ثلاث لوحات لعباد الشمس
        كما رسم عدة لوحات منها ( حديقة مستشفى الأمراض العقلية في آرل )
        في 8 مايو عام 1889م نقل فان جوخ إلى مستشفى الأمراض العقلية في سانت ريمي
        بناءً على طلب منه رغم نصيحة شقيقه ثيو من عدم فعل ذلك .
        وفي المستشفى كان يسمح له بالخروج برفقة حارس للقيام بنزهات نهارية بعيداً عن المصح
        ولمزاولة الرسم في الهواء الطلق ، فرسم الطبيعة المجاورة للمستشفى ولم تظهر اللوحات التي رسمها
        وهو نزيل المستشفى ما يشير إلى حالته العقلية . وفي المصحة رسم لوحة
        ( الحاصد ) التي نجده وقد رأى شخصية الفلاح الحاصد بمنجله لعيدان القمح
        وكأنه حاصد الموت . وكتب لأخيه : (( منذ أيام وأنا أعاني من تفاقم المرض غير أنني أصارع مع المرض قماشة لوحتي في صورة الحاصد التي غمرتها كلها بطلاء أصفر ،
        ورغم بساطة المشهد إلا أنني أرى ذلك الحاصد تحت وهج حرارة الشمس كأنه شبحا غامضا يقاتل كالشيطان لإنجاز مهمته ، فبدا لي صوره للموت وبدت لي سيقان القمح التي يجمعها بمنجله كأنها بشرا )) .كما رسم من ذاكرته لوحة ( غرفة نوم في البيت الأصفر في آرل ) وقد رسمها حنينا إلى غرفة نومه الخاصة والتماسا للعون من أيامه السابقة في آرل .
        في نوفمبر عام 1889م ظهر لأول مرة في لوحات فان جوخ
        ( ملاك باسط جناحيه ) ولم يظهر مره ثانية في أية لوحة .
        وفي عام 1890م رسم لوحته ( راحة الظهيرة ) وقد استوحاها من أعمال ميليه . في فبراير عام 1890م رسم لوحتين عن السجناء وعن لوحتي السجناء كتب لأخيه : (( إنها صرخة ألم آتيه من أعماقي )) .
        وفي عزلته في مصحة سانت ريمي ازدادت عليه مشاعر الوحدة والخوف فنصحه أخيه ثيو
        بالذهاب إلى الطبيب النفسي الدكتور جاشيت وخاصة وأن الدكتور معروف بصداقته للفنانين
        ،وفي يونيو رسم لوحتين للدكتور( جاشيت ).
        خلال يناير وفبراير عام 1890م وقعت أحداث مهمة لفان جوخ إذ ظهر مقال طويل
        حول الرسام وأعماله في مجله فنيه وعرض لوحاته في المعرض الذي نظمته حركة العشرين
        البلجيكية في باريس ،كما دعي لحضور معرض لوحات الفنانين المستقلين الذي ضم عدة لوحات له . وأخيرا علم أن آنا بوش شقيقة الشاعر يوجين بوش اشترت لوحه من لوحاته بمبلغ 400 فرنك
        وكانت هذه اللوحة إحدى بعض اللوحات التي تمكن من بيعها وهو على قيد الحياة .
        وخلال فترة إقامته في أوفير في ضواحي باريس رسم كالمجنون أكثر من (80) لوحه
        من بينها لوحة ( كنيسة أوفير ) .
        وقبل شهر من وفاته رسم لوحة ( حقل القمح والغربان ) التي تعكس حالته النفسية والتي عبر من خلالها عن تعاسته ووحدته التامة .
        اعتقد المؤرخين أن هذه اللوحة كانت آخر لوحه رسمها قبل وفاته ولكن في الواقع أنه رسم بعدها حوالي
        (10) لوحات أخرى ولكن لم تصل أي لوحه منها إلى مستوى وقوة حقل القمح .
        في 27 يوليو عام 1890م كتب رسالة إلى شقيقه ثيو كانت بمثابة رسالة وداع قال فيها :
        (( أحب أن أكتب إليك عن أشياء كثيرة ولكني أشعر بأن كل ما سأقوله لن يكون له معنى ، ولكني أود أن أؤكد لك بأنك كنت دائما بالنسبة لي أكثر بكثير من تاجر لوحات )) .
        وفي مساء 27 يوليو 1890م أطلق على صدره الرصاص الذي لم يصبه في مقتل ليستريح
        فقضى يومين يعاني من آلاما شديدة من أصابته لتنتهي حياته القاسية
        في 29 يوليو من عام 1890م .



        ((( وهكذا انتهت حياة فنان مميز لا يمكن مقارنتها بحياة أي فنان آخر )))

        تحياتي ... شمسه

        تعليق


        • #5
          شكرا شمسه موضوع ممتاز من كل النواحي ,كتابه موضوع وصور وفيلم كمان دي هاصت
          انا اعرف ان الفنون جنون وكل الفنانين غالبا فيهم شعره جنون .
          اما الحاله النفسيه شيء اخر... شكرا

          تعليق


          • #6
            مشرفتنا الرائعة شمسه

            استمتعت وانا اقرأ قصة حياة الفنان فان جوخ والذى اعتبره من التعساء الذين لم يحالفهم الحظ يوما وقد اتضح ميله للفن وعمره خمسة وعشرون عاما وعلي الرغم من ان حياة
            فان جوخ كفنان استغرقت عشر سنوات فقط الا انه كان يرسم بنهم شديد
            , وباسرع ما في طاقته , وعلي الرغم من انتمائه لفترة الي المدرسة التاثيرية , الا ان اسلوبه في التنفيذ كان مختلفا تماما , حيث استخدم سكين الرسم بدلا من الفرشاة في وضع الوانه الكثيفة علي اللوحة وقد ترك اعمالا فنية كثيرة تعتبر ثروة فنيه مهدت للمذهب التعبيرى , الفيلم اكثر من رائع والموضوع
            اكثر من رائع
            والموضوع
            اكثر من رائع

            ويستحق
            التقييم والتثبيت


            Vincent van Gogh - YouTube

            تعليق


            • #7
              موضوع مميز وراقي
              تسلم يمينك غاليتي شمسه ..

              انا احدى المعجبات بفن الفنان فان جوخ ومتتبعه لما نشر وكتب عن حياته وفنه وتجذبني لوحاته الغامضه وحياته الخاليه من الترف ..

              شموسه انتي بالفعل شمس هذا المنتدى وضياءه ..

              لاتحرمينا جمال وعذوبة مواضيعك..

              دمتي بحب وسعاده..

              محبتك ميراث الصمت

              تعليق


              • #8
                أستاذ محمد ورد ..
                اخي السويدي ..
                غاليتي همس النسيم



                اشكركم لمروركم الجميل
                ,,, شمسه ,,,

                تعليق


                • #9
                  يعتبر الفنان فنسنت فان جوخ
                  Vincent Van Gogh
                  ( 1853- 1890)

                  من أعظم الرسامين قاطبة في جميع العصور ،
                  ولد في بلدة (جروت زونديت ) بهولندا وكان وهو غلام صغي
                  ر يميل إلى العزلة والتجوال وحيدا في الحقول وعلي ضفاف الأنهار
                  يتأمل جمال الطبيعة في حب وصفاء نفسي ، وعندما بلغ السادسة عشرة
                  من عمره أنقطع عن الانتظام في الدراسة وأعتمد علي نفسه
                  في الاطلاع والقراءة كما أتقن لغات عدة كالفرنسية والإنجليزية
                  إلى جانب لغته الأم: الهولندية.


                  رحل إلى مدينة ( لاهاي ) واشتغل هناك بفرع مؤسسة ( جوبيل )
                  وهي مؤسسة فنية مقرها الرئيسي في باريس
                  تتعامل في بيع اللوحات فتم له خلال هذه الفترة الاطلاع
                  علي أعظم النفائس الفنية لكبار الرسامين العالميين
                  فاتسعت مداركه وصار علي فهم بما تحمله هذه الأعمال
                  واللوحات من إبداع وما لها من قيم عالية .
                  -
                  هذا الفنان العبقري لم يكن يرسم كثيرا
                  فقط بل كان يكتب أيضا بنفس الحرارة والتوهج
                  كمًا هائلا من الرسائل والخواطر إلى شقيقه ( ثيو )
                  التي جُمعت في كتاب من ثلاثة مجلدات ( Cartas De Vangogh )
                  تضمنت آرائه في الرسم وفي النقد والمجتمع
                  والمرأة وعن نفسه في اغلب الأحيان.

                  بيعت آخر لوحه للفنان جوخ في مزاد علني بما يقارب
                  400 مليون فرنك فرنسي

                  من لوحاتة

                  بورترية شخصي للفنان

                  الحذاء الخشبي

                  حجرة فنسينت

                  الفيلم اكثر من رائع وتحياتي
                  على مواضيعك الشيقة

                  تعليق


                  • #10
                    لوحة دوار الشمس

                    دراسة بقلم الفحم للوحة اكلوا البطاطس

                    ملك اسعدني مرورك .. وشكراً للإظافة ..

                    سلامي لك ... شمسه ..

                    تعليق


                    • #11
                      ممتع الموضوع ياشمسه للغايه
                      خاصة مع الفيديو
                      سلمت يداك وذوقك المميز دائما بجمال الفن
                      وكثير من لوحاته اول مره اشاهدها
                      سبحان الله كان تعيسا
                      والفن وشغف الرسم والالوان لم ينقلاه من كآبته
                      فلنكن جميعا قريبن من الله اكثر

                      شكرا لك يا شمسه

                      تعليق


                      • #12
                        شكراً لك عزيزتي الهاديه
                        على مرورك وتعليقك الجميل
                        وعلى اللوحات أيضاً
                        هذه اللوحات احبها جداً
                        سلامي لك ... شمسه ...

                        تعليق


                        • #13
                          موضوع رائع و مميز
                          و خصوصا انى احب هذا الفنان
                          و تشدنى قصة حياته
                          و رائع منك ان تعرضى لنا
                          كل تلك التفاصيل عن حياته
                          و خاصة مع الفيلم فهو يطير بنا
                          الى هناك حيث كانت حياته
                          و الاحداث التى مر بها

                          تعليق


                          • #14
                            شكرا شمسه موضوع رائع للغايه بارك الله فيك

                            تعليق


                            • #15
                              السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
                              تسلمي اختي شمسه ع الموضوع الجميل يالغاليه
                              الله يحفظج

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                              المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                              المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                              يعمل...
                              X