مقدمة مهداه من ا / محمد ورد
( فنسيت فان جوخ Vincent van Gogh
لما لمسته في حياة هذا الفنان البائس من معاناة متواصله
بدايه من فشله كواعظ لعمال مناجم الفحم
الي سلسله فشل حياتيه كامله اودت الي انتحاره
ولم يكن الفنان الوحيد الذى انهي حياته بهذا الشكل المأساوي
فقد لحقه بول جوجان فيما بعد بجزيرة تاهيتي )
محمد ورد
فان جوخ
.. من هو ؟ ما هي قصة حياته ؟ وهل هو مجنون فعلا ؟
سأحاول أن أجيب عن هذه الأسئلة وغيرها في هذا الموضوع إن شاء الله
..
كما هو معروف لدى الجميع إن فان جوخ فنان مجنون قطع إذنه في لحظة جنون ليهديها لحبيبته لأنه لم يكن يملك المال ليشتري لها هدية ..
ولكن من خلال ما قرأته عن هذا الفنان وجدت أنه إنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ...
فقد كان إنسان في عواطفه .. وأحاسيسه .. وأفعاله .. ومشاعره تجاه الآخرين .
لقد أحب الناس وتعاطف معهم وحاول مساعدتهم بما يستطيع ... وجعل منهم موضوعا للوحاته .
ولكن للأسف لم يبادله الناس إنسانيته ، وقابلوا محبته لهم باتهامه بالجنون .
ومسألة قطع أذنه ليست دليلا على جنونه .. بل هي قلة حيله منه بعدما عجز عن استدراء عطف وحب الناس له.
إني إذا تكلمت عن هذا الفنان فإن هذه الصفحات لن تكفيني لذلك أكتفي بما كتبته في هذا الموضوع عسى أن يكون ما كتبته قد أظهر بعض إنسانية ومحبة هذا الإنسان قبل الفنان ...
............................
ولد فنست فان جوخ في ( 30 مارس 1853 م ) لأب كاهن بروتستاني في قرية تدعى groot-zundert في هولندا . وفي عام 1857م ولد شقيقه ثيو الذي كان له أكبر الأثر في حياته .
عند بلوغه (11) عام سجله والده في مدرسة داخلية حيث تعلم اللغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية وبدأ يمارس هواية الرسم .
بدأ حياته العملية بامتهان مهنة التدريس ، ثم عمل مبشراً إنجيلياً .
وقد عمل واعظاً دينياً في منطقة البوريفاج حيث مناجم الفحم المظلمة والعمال البائسين . فقد كان مستعداً أن يهب نفسه للناس فشاركهم حياتهم القاسية وطعامهم وشرابهم ومأواهم وتبعهم داخل سراديب مناجم الفحم ليهبهم الأمل ويذكرهم برحمة السماء فقد كان متأثراً كثيراً بالحالة المزرية التي كانوا يعيشونها ,ولم تعجب تصرفاته هذه محترفي الكهانة واعتبروه خارج على تعاليم الكنيسة المسيحية ذلك لأنه أعطى أكثر مما يجب فأوقف رئيس الكهنة الراتب الضئيل الذي كان يدفع له .
وبعد فصله من عمله كواعظ بالمناجم ساوره إحساس بأنه قد خرج من ظلام المنجم الكهفي متعطشاً إلى النور محاولاً أن يجد لنفسه سبيلاً ينجح فيه ويفتح ثغره داخل نفسه يندفع منها مكبوته الداخلي .
وكتب لأخيه ثيو الذي كان يعمل في محل لتجارة اللوحات الفنية ما معناه (( كيف يمكن أن يكون نافعاً في هذا العالم ؟ )) .
وبما أن فنست لم يكن محبوباً لكثير من الناس أصبح الفن لديه هو الوسيلة التي تمكنه من التعبير عن آراءه وأفكاره واتخذه وسيلة اتصال مع الناس يضع فيه تجاربه ويقدم تعليقاته ويعبر من خلاله عن فشله ويأسه وآماله .
في البدء لم يكن واثقاً من رغبته في أن يصبح رساماً ولكن رؤيته لرسومات الصور التوضيحية للفنانين الإنجليز في مجلة جرافيك خاصة في أعمالهم المهتمة بالعمال جعلته يعجب بهدفهم النبيل الذي يحققونه فأنجز صوره ليثوجراف وأسماها ( الحزن ) تمثل امرأة عارية تجلس حزينة منكفأه على نفسها وأضاف إلى الصورة (( كيف نسمح بأن تكون هناك امرأة وحيدة تعيسة على الأرض ؟ )) . ثم رسم تخطيط لجذع شجرة ملتو مغروس في الأرض وجعله أيضاً باسم الحزن نظيراً للوحه الأولى ... وعن هاتين اللوحتين كتب لأخيه ثيو: (( حاولت نقل الإحساس ذاته في المشهد كما أحسسته في الشكل الإنساني .. ذلك الإرتباط النفسي النفسي العاطفي بالأرض لكنه شبه الممزق بعصف الريح )) .
وبهاتين اللوحتين تتضح رؤية فان جوخ لما هو واقعي ولما هو رمزي ما بين المرأة الوحيدة والجذع الممشوق كما قال لأخيه : (( أن الواقع كله حقيقي ورمزي أيضاً في آن واحد )) .
وامتدت الرمزية متمثله في وجدانه برؤيته للوحة ( باذر الحبوب ) لميليه ، وظلت تطارد ذهنه كلما بدأ في لوحة لما لها من رمزيه كامنه وجليه في آن واحد والأشكال عنده لم تعد لذاتها بل لما ترمز إليه .
خلال العقد الثمانيني قرر فان جوخ نهائياً أن يصبح فناناً . وبدأ مرحلته الفنية الأولى بمحاولات التصوير الواقعي للبؤس والشقاء الإنساني في الطبقات الدنيا .
وتلقى دروساً في الفن مستعيناً بالمعونة المالية التي كانت تصله من أخيه ثيو . وكانت أولى اسكتشاته لاستكشاف مقدرته عام 1881م لوحة طبيعية صامته مكونه من كرنب وبطاطس رسمها أثناء الدرس الأول في أحد المراسم الخاصة . وتتابعت دراساته الاسكتشيه والملونة مثل ( المنزل القديم ) / ( الفلاحين الخمسة ) / (النساج على المغزل 1884م ) .
وتبعها اسكتشات عديده لنساء ورجال قرويين وكانت هذه الفترة من أنشط فتراته في رسم اسكتشات الوجه الإنساني وتعبيراته ، وأنجز خلالها مئات الرسوم .
في يناير سنة 1882م استقر فان جوخ في مدينة لاهاي الهولندية واستأجر مرسماً له بمساعدة شقيقه ثيو وبدأ في هذا المحترف برسم لوحاته الزيتية الأولى وكان أشهرها ( شاطئ شيفيننجن ) ، التي أظهر فيها تأثره الشديد بالمدرسة الفنية في لاهاي . وكانت هذه المدرسة تحترم التقاليد ، وحاول أعضاءها من خلال رسم المناظر الطبيعية في هولندا إعطاء حياة جديدة للفترة الذهبية للرسم الباروكي الهولندي وهكذا اتصل مفهوم فان جوخ للرسم بالتقاليد الفنية .
( فنسيت فان جوخ Vincent van Gogh
لما لمسته في حياة هذا الفنان البائس من معاناة متواصله
بدايه من فشله كواعظ لعمال مناجم الفحم
الي سلسله فشل حياتيه كامله اودت الي انتحاره
ولم يكن الفنان الوحيد الذى انهي حياته بهذا الشكل المأساوي
فقد لحقه بول جوجان فيما بعد بجزيرة تاهيتي )
محمد ورد
فان جوخ
.. من هو ؟ ما هي قصة حياته ؟ وهل هو مجنون فعلا ؟
سأحاول أن أجيب عن هذه الأسئلة وغيرها في هذا الموضوع إن شاء الله
..
كما هو معروف لدى الجميع إن فان جوخ فنان مجنون قطع إذنه في لحظة جنون ليهديها لحبيبته لأنه لم يكن يملك المال ليشتري لها هدية ..
ولكن من خلال ما قرأته عن هذا الفنان وجدت أنه إنسان بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ...
فقد كان إنسان في عواطفه .. وأحاسيسه .. وأفعاله .. ومشاعره تجاه الآخرين .
لقد أحب الناس وتعاطف معهم وحاول مساعدتهم بما يستطيع ... وجعل منهم موضوعا للوحاته .
ولكن للأسف لم يبادله الناس إنسانيته ، وقابلوا محبته لهم باتهامه بالجنون .
ومسألة قطع أذنه ليست دليلا على جنونه .. بل هي قلة حيله منه بعدما عجز عن استدراء عطف وحب الناس له.
إني إذا تكلمت عن هذا الفنان فإن هذه الصفحات لن تكفيني لذلك أكتفي بما كتبته في هذا الموضوع عسى أن يكون ما كتبته قد أظهر بعض إنسانية ومحبة هذا الإنسان قبل الفنان ...
............................
ولد فنست فان جوخ في ( 30 مارس 1853 م ) لأب كاهن بروتستاني في قرية تدعى groot-zundert في هولندا . وفي عام 1857م ولد شقيقه ثيو الذي كان له أكبر الأثر في حياته .
عند بلوغه (11) عام سجله والده في مدرسة داخلية حيث تعلم اللغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية وبدأ يمارس هواية الرسم .
بدأ حياته العملية بامتهان مهنة التدريس ، ثم عمل مبشراً إنجيلياً .
وقد عمل واعظاً دينياً في منطقة البوريفاج حيث مناجم الفحم المظلمة والعمال البائسين . فقد كان مستعداً أن يهب نفسه للناس فشاركهم حياتهم القاسية وطعامهم وشرابهم ومأواهم وتبعهم داخل سراديب مناجم الفحم ليهبهم الأمل ويذكرهم برحمة السماء فقد كان متأثراً كثيراً بالحالة المزرية التي كانوا يعيشونها ,ولم تعجب تصرفاته هذه محترفي الكهانة واعتبروه خارج على تعاليم الكنيسة المسيحية ذلك لأنه أعطى أكثر مما يجب فأوقف رئيس الكهنة الراتب الضئيل الذي كان يدفع له .
وبعد فصله من عمله كواعظ بالمناجم ساوره إحساس بأنه قد خرج من ظلام المنجم الكهفي متعطشاً إلى النور محاولاً أن يجد لنفسه سبيلاً ينجح فيه ويفتح ثغره داخل نفسه يندفع منها مكبوته الداخلي .
وكتب لأخيه ثيو الذي كان يعمل في محل لتجارة اللوحات الفنية ما معناه (( كيف يمكن أن يكون نافعاً في هذا العالم ؟ )) .
وبما أن فنست لم يكن محبوباً لكثير من الناس أصبح الفن لديه هو الوسيلة التي تمكنه من التعبير عن آراءه وأفكاره واتخذه وسيلة اتصال مع الناس يضع فيه تجاربه ويقدم تعليقاته ويعبر من خلاله عن فشله ويأسه وآماله .
في البدء لم يكن واثقاً من رغبته في أن يصبح رساماً ولكن رؤيته لرسومات الصور التوضيحية للفنانين الإنجليز في مجلة جرافيك خاصة في أعمالهم المهتمة بالعمال جعلته يعجب بهدفهم النبيل الذي يحققونه فأنجز صوره ليثوجراف وأسماها ( الحزن ) تمثل امرأة عارية تجلس حزينة منكفأه على نفسها وأضاف إلى الصورة (( كيف نسمح بأن تكون هناك امرأة وحيدة تعيسة على الأرض ؟ )) . ثم رسم تخطيط لجذع شجرة ملتو مغروس في الأرض وجعله أيضاً باسم الحزن نظيراً للوحه الأولى ... وعن هاتين اللوحتين كتب لأخيه ثيو: (( حاولت نقل الإحساس ذاته في المشهد كما أحسسته في الشكل الإنساني .. ذلك الإرتباط النفسي النفسي العاطفي بالأرض لكنه شبه الممزق بعصف الريح )) .
وبهاتين اللوحتين تتضح رؤية فان جوخ لما هو واقعي ولما هو رمزي ما بين المرأة الوحيدة والجذع الممشوق كما قال لأخيه : (( أن الواقع كله حقيقي ورمزي أيضاً في آن واحد )) .
وامتدت الرمزية متمثله في وجدانه برؤيته للوحة ( باذر الحبوب ) لميليه ، وظلت تطارد ذهنه كلما بدأ في لوحة لما لها من رمزيه كامنه وجليه في آن واحد والأشكال عنده لم تعد لذاتها بل لما ترمز إليه .
خلال العقد الثمانيني قرر فان جوخ نهائياً أن يصبح فناناً . وبدأ مرحلته الفنية الأولى بمحاولات التصوير الواقعي للبؤس والشقاء الإنساني في الطبقات الدنيا .
وتلقى دروساً في الفن مستعيناً بالمعونة المالية التي كانت تصله من أخيه ثيو . وكانت أولى اسكتشاته لاستكشاف مقدرته عام 1881م لوحة طبيعية صامته مكونه من كرنب وبطاطس رسمها أثناء الدرس الأول في أحد المراسم الخاصة . وتتابعت دراساته الاسكتشيه والملونة مثل ( المنزل القديم ) / ( الفلاحين الخمسة ) / (النساج على المغزل 1884م ) .
وتبعها اسكتشات عديده لنساء ورجال قرويين وكانت هذه الفترة من أنشط فتراته في رسم اسكتشات الوجه الإنساني وتعبيراته ، وأنجز خلالها مئات الرسوم .
في يناير سنة 1882م استقر فان جوخ في مدينة لاهاي الهولندية واستأجر مرسماً له بمساعدة شقيقه ثيو وبدأ في هذا المحترف برسم لوحاته الزيتية الأولى وكان أشهرها ( شاطئ شيفيننجن ) ، التي أظهر فيها تأثره الشديد بالمدرسة الفنية في لاهاي . وكانت هذه المدرسة تحترم التقاليد ، وحاول أعضاءها من خلال رسم المناظر الطبيعية في هولندا إعطاء حياة جديدة للفترة الذهبية للرسم الباروكي الهولندي وهكذا اتصل مفهوم فان جوخ للرسم بالتقاليد الفنية .
تعليق