[]في هذا الموضوع نقدم ان شاء الله
رؤية بعض الخزافين لابداعاتهم
تجاربهم في هذا المجال الجميل
تصوراتهم وأفكارهم وعشقهم للخزف
من خلال حوارات أجريت معهم
من مختلف المنابر الصحفية[/]
[]حوار مع الفنانة العراقية
كريمة هاشم[/]
جمال كريم:
في أغلب معارضها الشخصية او المشتركة لفن الخزف، تسعى الفنانة كريمة هاشم الى أسلوبية فنية خاصة بها، من خلال تعاملها مع الاشكال الطبيعية او غيرها برؤية فنانة منحت تلك الاشكال قيمة تعبيرية عالية،
[]حقاً، ثمة أشكال لسنا مهيئين لتأويل او فهم سكونيتها او صمتها، لأنها استطاعت ان تحركها وتستنطقها وذلك من خلال عشرات التكوينات التي قدمتها.. معتمدة على ثنائية، الفكرة/ الجمال، ثنائية تقودنا الى مستوى اخر للتأويل وبالتحديد الى تجاوز نفعية فن الخزف (الاستعمالية)، الى دلالة جمالية وابداعية وقد تمكنت من كل ذلك بعد ان أدركت قواعد هذا الفن وأحكمت ببراعة يدها على خاماته الأساسية، أضف إلى ذلك رؤيتها الجمالية للأشكال الملتقطة بصرياً وهذا ما جعلها تتخطى مرحلتها التجريبية بترو وأناة وصولاً الى مرحلة النضج. هذا الحوار مساجلة هادئة لتجربتها الابداعية في فن الخزف.[/]
[]* هل أعمالك مجرد تكوينات شكلانية ام أنك تسعين من خلالها الى اضاءة فكرة ما، ام الاثنان معاً؟
- بدءاً لنتفق من ان كل تكويناتي الفنية كانت قد عاشت معي منذ الطفولة، فالأشياء، مثل، النواة، العظام، الحصى، جذع الشجرة، القصب، الأرض بعد ان يحفر الماء في اخدودها.. الخ، هذه الأشكال واشكال اخرى كانت تستثير انتباهي. اضف الى ذلك، الموروثات الحضارية والدينية والمعمارية، مسلة حمورابي، مثلاً، كانت شكلاً مذهلاً، الاقواس في الاضرحة والمزارات الدينية، بيوتات القصب الرائعة في الجنوب العراقي. لكن تفكيري بكل تلك الاشكال، وتصوراتي الذهنية عنها لا ينفصلان مطلقاً، عن بحثي الدؤوب والمستمر في منحها دلالة انسانية، دائماً، كنت اركز على الجوانب الانسانية وتحديداً الامومة، اضافة الى علاقة الرجل بالمرأة التي هي رمز النماء والخصب في الحياة، ولهذا تجدني كثيراً ما اشتغل على الشكل البشري وبخاصة على نسيجه الفسلجي، بمعنى اخر انني اوليت الاثنين - الشكل والفكرة، اهتماماً متوازياً، اضافة الى ذلك هناك موضوعات تعبيرية اشتغلت عليها الا انني تحاشيت الخوض المتعمد، احياناً، في تقديمها.
* أيهما أسبق الفكرة ام التقنية، فيما تقدمين من اعمال؟
- في حقيقة الامر، بالنسبة لي، هناك فكرة، تبتدئ ثم تتحرك لتنضج ومن بعد ذلك تأتي التقنية، لأن التقنيات متعددة ومتنوعة، مثلاً، هناك تقنية تخدم العمل وتقدمه بشكل فني وجمالي راق، في حين هناك تقنية تسيء الى العمل وتفسده كلياً، اذن، الفكرة هي الاساس في تكوين اعمالي الفنية، قد تتقدم التقنية على الفكرة في الرسم، لكن ذلك غير ممكن، على الاقل بالنسبة لي، في الاعمال الخزفية.
* يقول هنري مور: ينبغي على المتابع الواعي لفن النحت ان يتعلم كيف يشعر بالشكل كشكل، وليس كوصف او تذكر، يجب مثلاً ان يدرك البيضة كشكل مفرد صلب، بعيداً عن دلالتها كطعام، او عن الفكرة الادبية بأنها ستصبح طائراً.
- ان اولى خطواتي الاجرائية تجاه الاشكال الطبيعية هو تجريدها من قيمتها المادية او الوظيفية لكي استطيع، بعد ذلك، ان امنحها قيماً تعبيرية جمالية، انا مثلاً، اشتغلت على شكل البيضة واعطيتها لون الزرقة لكي تكون اكثر سمواً وتعبيرية، كذلك، منحت حبة الفاصوليا دلالة الامومة وحبة الباقلاء دلالة الحياة من خلال انفلاقها ومنحها اشكالاً بشرية ترمز الى الحياة نفسها بل حتى عندما تعاملت مع اشكال الاواني، اعطيتها دلالات فنية وجمالية وافرغتها، تماماً، من وظيفتها النفعية الاستعمالية.
* في معظم اعمالك تعتمدين على الاشكال الطبيعية، في حين ثمة اشكال ذهنية، صرفة، قد نكون مهيئين لتذوقها من خلال ذهن واع ونشيط.
- غالباً ما تراودني اشكال تحرك في منطقة الذهن، محفزاتها تظل تعمل بنشاط حتى تنضج افكار تلك الاشكال الذهنية، عبر هذه العملية الترابطية استطيع ان انتج اشكالاً فنية جميلة وتمتلك قدرة تعبيرية عالية وفي مثل هذه الحالات اتعامل مع الخامة الاساسية لفن الخزف على قدرات لا واعية ولا شعورية لأجدني في نهاية المخاض قد انجزت عملاً فنياً رائعاً، ثم لتصبح تلك الاعمال في منطقة ذهن المتلقي وله الحرية في تفكيكها او تجسيد افكارها والبحث في دلالاتها الجمالية وهذه محاولات جداً مشروعة.
* هل ثمة اشكال كنت تترددين من معالجتها فنياً؟
- بلا شك، نعم لأنني أصلاً أعيش حالة صراع في كل ما أقدمه، في كل مشاركاتي المعارضية التي قدمت من خلالها اعمالي أشعر بقوة انني لم أقدم اعمالاً بمستوى فني عال ولهذا الشعور، اسعى، دائما، الى تقديم الانضج والاجد، ففي معرضي الثاني، مثلا يبدو لي انني قدمت اشكالا جديدة تتميز بجدارياتها، والعمل الخزفي الجداري اخذ يأخذ شكل اللوحة التشكيلية اذ تجد اللون والحرف والكتل، لدرجة ان احد النقاد قدمني على انني فنانة تشكيلية ولست خزافة! وفي حقيقة الامر، ارى إن على الفنان المبدع ان يمتلك قدرا كبيرا من الجرأة والمغامرة للتجريب أولاً ولتحقيق مستوى فني خاص به ثانيا هذا المستوى يجعله خارج اطار التقليدية والتكرار السائد والمألوف، بمعنى اخر، عليه ان يقدم فنا ابداعيا جديدا حتى يستطيع ان يستفز المشهد الفني بقدرة تعبيرية هائلة.
* كيف تنظرين الى العلاقة بين الاثر الفني والجمالي فيما تقدمين من اشكال ابداعية وبين المتلقي الواعي، بوصفه، اخر من يعيد تقييم تشكيل تلك الابداعات؟
ـ بكل صراحة ان اشد مايلفت انتباهي في اكثر معارضي هو المتلقي الذي يمتلك ذائقة جمالية عالية وايضا قدرة ذهنية فائقة في تأمل وتحليل العمل، لذلك اتلهف الى حوار وسجال مثل هذا المتلقي بل اتقبل اراءه وطروحاته بكل موضوعية لانه على الاقل يرى العمل بعين اكتشافية ـ تكتشف ملامح الجمال ـ ورؤية ذهنية اكثر تماسكا وتقاربا من المتلقي العادي.
* ارى انك تمنحين الكتل الجامدة وجودا حركيا اخر ـ بتعبير اخر هناك شكل جمالي جديد، يولد من تصورات ذهنية وحركة يد بارعة.
ـ يجب على الفنان المبدع إن يمتلك مهارات ابداعية خاصة، وايضا قدرات ذهنية خلاقة ـ أذن ، اقول : براعة اليد وصفاء الذهن، كلاهما ، ضروري في جعل تلك الكتل اشكالا جميلة، خذ مثلاً الفنان الراحل فائق حسن، فهو لم يعمل على احادية التصور الذهني فحسب بل كانت هناك تقنية الى جانب ذلك.
* لنعد الى مكوناتك ومرجعياتك الثقافية والفنية.
ـ ان بذرتي الاولى، كانت في ربوع الجنوب العراقي كنت اشعر وانا صغيرة ان ابناء مدينتي في العمارة كلهم فنانون فطريون البستانيون وهم ينسجون السلال ويقطفون الثمار، النساء وهن يصنعن التنانير،صيادو السمك بمشاحيفهم وفالاتهم او شباكهم، جمال الطبيعة الاخاذ.. الخ ان كل ما كنت اراقبه كان يضعني في منطقة الجمال ثم الا تعتقد ان تلك المكونات كانت كافية لكي تقود الطفلة كريمة الى فضاءات الفن الجميل؟ جئت الى بغداد وانتسبت الى معهد الفنون الجميلة بعد ان اتممت دراستي المتوسطة في مدينة العمارة، تقدمت الى المعهد بثقة كبيرة، ربما كانت هذه الثقة مرتبطة بموهبتي في الفن الخزفي وقد اثرت في تكويني الفني وبشكل بارز الفنانة الخزافة سهام السعودي واستاذي طارق ابراهيم وايضا بدر السامرائي وكاظم غانم، هنا، تعرفت على قواعد فن الخزف وتحركت بحرية تجاه الموروثات العراقية والاشكال المعاصرة على حد سواء.. لكنني شعرت بعد تخرجي ان المعهد لم يف بطموحي ومشروعاتي الفنية لذلك قررت الانتساب الى اكاديمية الفنون الجميلة، هناك، توسعت مفهوماتي الاكاديمية عن الخزف وتعرفت بشكل اوسع على اساليبه وتجاربه وتقنياته من خلال امهر فنانيه من امثال سعد شاكر، ماهر السامرائي، شنيار عبدالله، تركي حسين، قد كان لكل هؤلاء الفنانين الدعم والتشجيع لكي اختط لنفسي مكانة في هذا الفن، ولا يفوتني ان اعترف هنا ان بداياتي الحقيقية والجادة في اعمالي الخزفية تعود للفنان النحات نداء كاظم فقد استطاع بحق ان يقلب لدي كل الموازين وبتأثيره اخذت اعمالي تتجه الى فن النحت وبخاصة تقنياته، اذ بدأت اميل الى الاشياء الخشنة وتوظيف تقنيات فن النحت لصالح فن الخزف، او لنقل بتعبير ادق، انني زاوجت بين الاسلوبين فاشتغلت مثلا على نحت الفخار غير ان هذه الخصوصية لم تخرجني من فن الخزف، لذلك لو شاهدت بعض هذه الاعمال لقلت: ان هذا من فن النحت. منقول عن جريدة الصباح[/]
رؤية بعض الخزافين لابداعاتهم
تجاربهم في هذا المجال الجميل
تصوراتهم وأفكارهم وعشقهم للخزف
من خلال حوارات أجريت معهم
من مختلف المنابر الصحفية[/]
[]حوار مع الفنانة العراقية
كريمة هاشم[/]
جمال كريم:
في أغلب معارضها الشخصية او المشتركة لفن الخزف، تسعى الفنانة كريمة هاشم الى أسلوبية فنية خاصة بها، من خلال تعاملها مع الاشكال الطبيعية او غيرها برؤية فنانة منحت تلك الاشكال قيمة تعبيرية عالية،
[]حقاً، ثمة أشكال لسنا مهيئين لتأويل او فهم سكونيتها او صمتها، لأنها استطاعت ان تحركها وتستنطقها وذلك من خلال عشرات التكوينات التي قدمتها.. معتمدة على ثنائية، الفكرة/ الجمال، ثنائية تقودنا الى مستوى اخر للتأويل وبالتحديد الى تجاوز نفعية فن الخزف (الاستعمالية)، الى دلالة جمالية وابداعية وقد تمكنت من كل ذلك بعد ان أدركت قواعد هذا الفن وأحكمت ببراعة يدها على خاماته الأساسية، أضف إلى ذلك رؤيتها الجمالية للأشكال الملتقطة بصرياً وهذا ما جعلها تتخطى مرحلتها التجريبية بترو وأناة وصولاً الى مرحلة النضج. هذا الحوار مساجلة هادئة لتجربتها الابداعية في فن الخزف.[/]
[]* هل أعمالك مجرد تكوينات شكلانية ام أنك تسعين من خلالها الى اضاءة فكرة ما، ام الاثنان معاً؟
- بدءاً لنتفق من ان كل تكويناتي الفنية كانت قد عاشت معي منذ الطفولة، فالأشياء، مثل، النواة، العظام، الحصى، جذع الشجرة، القصب، الأرض بعد ان يحفر الماء في اخدودها.. الخ، هذه الأشكال واشكال اخرى كانت تستثير انتباهي. اضف الى ذلك، الموروثات الحضارية والدينية والمعمارية، مسلة حمورابي، مثلاً، كانت شكلاً مذهلاً، الاقواس في الاضرحة والمزارات الدينية، بيوتات القصب الرائعة في الجنوب العراقي. لكن تفكيري بكل تلك الاشكال، وتصوراتي الذهنية عنها لا ينفصلان مطلقاً، عن بحثي الدؤوب والمستمر في منحها دلالة انسانية، دائماً، كنت اركز على الجوانب الانسانية وتحديداً الامومة، اضافة الى علاقة الرجل بالمرأة التي هي رمز النماء والخصب في الحياة، ولهذا تجدني كثيراً ما اشتغل على الشكل البشري وبخاصة على نسيجه الفسلجي، بمعنى اخر انني اوليت الاثنين - الشكل والفكرة، اهتماماً متوازياً، اضافة الى ذلك هناك موضوعات تعبيرية اشتغلت عليها الا انني تحاشيت الخوض المتعمد، احياناً، في تقديمها.
* أيهما أسبق الفكرة ام التقنية، فيما تقدمين من اعمال؟
- في حقيقة الامر، بالنسبة لي، هناك فكرة، تبتدئ ثم تتحرك لتنضج ومن بعد ذلك تأتي التقنية، لأن التقنيات متعددة ومتنوعة، مثلاً، هناك تقنية تخدم العمل وتقدمه بشكل فني وجمالي راق، في حين هناك تقنية تسيء الى العمل وتفسده كلياً، اذن، الفكرة هي الاساس في تكوين اعمالي الفنية، قد تتقدم التقنية على الفكرة في الرسم، لكن ذلك غير ممكن، على الاقل بالنسبة لي، في الاعمال الخزفية.
* يقول هنري مور: ينبغي على المتابع الواعي لفن النحت ان يتعلم كيف يشعر بالشكل كشكل، وليس كوصف او تذكر، يجب مثلاً ان يدرك البيضة كشكل مفرد صلب، بعيداً عن دلالتها كطعام، او عن الفكرة الادبية بأنها ستصبح طائراً.
- ان اولى خطواتي الاجرائية تجاه الاشكال الطبيعية هو تجريدها من قيمتها المادية او الوظيفية لكي استطيع، بعد ذلك، ان امنحها قيماً تعبيرية جمالية، انا مثلاً، اشتغلت على شكل البيضة واعطيتها لون الزرقة لكي تكون اكثر سمواً وتعبيرية، كذلك، منحت حبة الفاصوليا دلالة الامومة وحبة الباقلاء دلالة الحياة من خلال انفلاقها ومنحها اشكالاً بشرية ترمز الى الحياة نفسها بل حتى عندما تعاملت مع اشكال الاواني، اعطيتها دلالات فنية وجمالية وافرغتها، تماماً، من وظيفتها النفعية الاستعمالية.
* في معظم اعمالك تعتمدين على الاشكال الطبيعية، في حين ثمة اشكال ذهنية، صرفة، قد نكون مهيئين لتذوقها من خلال ذهن واع ونشيط.
- غالباً ما تراودني اشكال تحرك في منطقة الذهن، محفزاتها تظل تعمل بنشاط حتى تنضج افكار تلك الاشكال الذهنية، عبر هذه العملية الترابطية استطيع ان انتج اشكالاً فنية جميلة وتمتلك قدرة تعبيرية عالية وفي مثل هذه الحالات اتعامل مع الخامة الاساسية لفن الخزف على قدرات لا واعية ولا شعورية لأجدني في نهاية المخاض قد انجزت عملاً فنياً رائعاً، ثم لتصبح تلك الاعمال في منطقة ذهن المتلقي وله الحرية في تفكيكها او تجسيد افكارها والبحث في دلالاتها الجمالية وهذه محاولات جداً مشروعة.
* هل ثمة اشكال كنت تترددين من معالجتها فنياً؟
- بلا شك، نعم لأنني أصلاً أعيش حالة صراع في كل ما أقدمه، في كل مشاركاتي المعارضية التي قدمت من خلالها اعمالي أشعر بقوة انني لم أقدم اعمالاً بمستوى فني عال ولهذا الشعور، اسعى، دائما، الى تقديم الانضج والاجد، ففي معرضي الثاني، مثلا يبدو لي انني قدمت اشكالا جديدة تتميز بجدارياتها، والعمل الخزفي الجداري اخذ يأخذ شكل اللوحة التشكيلية اذ تجد اللون والحرف والكتل، لدرجة ان احد النقاد قدمني على انني فنانة تشكيلية ولست خزافة! وفي حقيقة الامر، ارى إن على الفنان المبدع ان يمتلك قدرا كبيرا من الجرأة والمغامرة للتجريب أولاً ولتحقيق مستوى فني خاص به ثانيا هذا المستوى يجعله خارج اطار التقليدية والتكرار السائد والمألوف، بمعنى اخر، عليه ان يقدم فنا ابداعيا جديدا حتى يستطيع ان يستفز المشهد الفني بقدرة تعبيرية هائلة.
* كيف تنظرين الى العلاقة بين الاثر الفني والجمالي فيما تقدمين من اشكال ابداعية وبين المتلقي الواعي، بوصفه، اخر من يعيد تقييم تشكيل تلك الابداعات؟
ـ بكل صراحة ان اشد مايلفت انتباهي في اكثر معارضي هو المتلقي الذي يمتلك ذائقة جمالية عالية وايضا قدرة ذهنية فائقة في تأمل وتحليل العمل، لذلك اتلهف الى حوار وسجال مثل هذا المتلقي بل اتقبل اراءه وطروحاته بكل موضوعية لانه على الاقل يرى العمل بعين اكتشافية ـ تكتشف ملامح الجمال ـ ورؤية ذهنية اكثر تماسكا وتقاربا من المتلقي العادي.
* ارى انك تمنحين الكتل الجامدة وجودا حركيا اخر ـ بتعبير اخر هناك شكل جمالي جديد، يولد من تصورات ذهنية وحركة يد بارعة.
ـ يجب على الفنان المبدع إن يمتلك مهارات ابداعية خاصة، وايضا قدرات ذهنية خلاقة ـ أذن ، اقول : براعة اليد وصفاء الذهن، كلاهما ، ضروري في جعل تلك الكتل اشكالا جميلة، خذ مثلاً الفنان الراحل فائق حسن، فهو لم يعمل على احادية التصور الذهني فحسب بل كانت هناك تقنية الى جانب ذلك.
* لنعد الى مكوناتك ومرجعياتك الثقافية والفنية.
ـ ان بذرتي الاولى، كانت في ربوع الجنوب العراقي كنت اشعر وانا صغيرة ان ابناء مدينتي في العمارة كلهم فنانون فطريون البستانيون وهم ينسجون السلال ويقطفون الثمار، النساء وهن يصنعن التنانير،صيادو السمك بمشاحيفهم وفالاتهم او شباكهم، جمال الطبيعة الاخاذ.. الخ ان كل ما كنت اراقبه كان يضعني في منطقة الجمال ثم الا تعتقد ان تلك المكونات كانت كافية لكي تقود الطفلة كريمة الى فضاءات الفن الجميل؟ جئت الى بغداد وانتسبت الى معهد الفنون الجميلة بعد ان اتممت دراستي المتوسطة في مدينة العمارة، تقدمت الى المعهد بثقة كبيرة، ربما كانت هذه الثقة مرتبطة بموهبتي في الفن الخزفي وقد اثرت في تكويني الفني وبشكل بارز الفنانة الخزافة سهام السعودي واستاذي طارق ابراهيم وايضا بدر السامرائي وكاظم غانم، هنا، تعرفت على قواعد فن الخزف وتحركت بحرية تجاه الموروثات العراقية والاشكال المعاصرة على حد سواء.. لكنني شعرت بعد تخرجي ان المعهد لم يف بطموحي ومشروعاتي الفنية لذلك قررت الانتساب الى اكاديمية الفنون الجميلة، هناك، توسعت مفهوماتي الاكاديمية عن الخزف وتعرفت بشكل اوسع على اساليبه وتجاربه وتقنياته من خلال امهر فنانيه من امثال سعد شاكر، ماهر السامرائي، شنيار عبدالله، تركي حسين، قد كان لكل هؤلاء الفنانين الدعم والتشجيع لكي اختط لنفسي مكانة في هذا الفن، ولا يفوتني ان اعترف هنا ان بداياتي الحقيقية والجادة في اعمالي الخزفية تعود للفنان النحات نداء كاظم فقد استطاع بحق ان يقلب لدي كل الموازين وبتأثيره اخذت اعمالي تتجه الى فن النحت وبخاصة تقنياته، اذ بدأت اميل الى الاشياء الخشنة وتوظيف تقنيات فن النحت لصالح فن الخزف، او لنقل بتعبير ادق، انني زاوجت بين الاسلوبين فاشتغلت مثلا على نحت الفخار غير ان هذه الخصوصية لم تخرجني من فن الخزف، لذلك لو شاهدت بعض هذه الاعمال لقلت: ان هذا من فن النحت. منقول عن جريدة الصباح[/]
تعليق