إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصوفيه رحله وجد وشوق

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصوفيه رحله وجد وشوق

    لأن موضوع التصوف الإسلامى
    لم يعد مقصورا
    على الكتب المتخصصة ..أو الباحثين
    وأصبح يجتذب القارئ العادى ..
    و لأنى بصفة شخصية
    لاحظت تواجدا مكثفا فى وسائل الإعلام
    المقروءة و المرئية ..
    خاصة فى شهر رمضان الكريم
    عن التصوف و المتصوفين ...
    و صادفتنى مقتطفات منشورة عن شعر
    سلطان العاشقين ..
    عمر ابن الفارض


    مقتطفات
    أعادت أبياته الجميلة للذاكرة ..
    و كانت هى تحديدا
    من أسباب دخولى اليوم عالم التصوف
    للبحث فى تفاصيل هذا العالم الزاخر
    الذى ما كنت أعلم عنه سوى قشور
    ومجرد عناوين
    لذا إرتأيت عرض موضوع متكامل..
    ولو من باب المعرفة و شئ من التعمق
    ليس فقط عن الشاعرين الصوفيين
    عمر ابن الفارض
    و جلال الدين الرومى
    و إنما عن الحركة ككل ..
    التى رغم ما لاقته من إنتقادات
    ا بلغت حد التكفير إلا أنها لا تزال تنتشر
    بمبادئها الأساسية .. من قيم روحية ..
    و التزام بالقرآن الكريم و محبة رسول الله
    صلى الله عليه و سلم ..
    لا تزال تجد سبيلها
    فى مشارق الأرض و مغاربها
    كوسيلة للتسلح بقيم روحية..
    خالية من الترهيب و الوعظ المباشر
    و تنطوى على التحرر من أوزار وطأة الحياة
    المادية و المظالم العبثية
    التى تحيط الإنسان من كل جانب
    و يحقق ثمة توازن نفسى
    لمواجهة مصاعب الحياة وويلاتها
    و يعادل ما بين ظمأ الروح
    و توحش ماديات الحياة .


    شعر الإمام :
    عمر ابن الفارض
    رضوان الله عليه


    قلبى يحدثنى

    قلْبي يُحدّثُني بأنّكَ مُتلِفي
    روحي فداكَ عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ
    لم أقضِ حقَّ هَوَاكَ إن كُنتُ الذي
    لم أقضِ فيهِ أسى ً، ومِثلي مَن يَفي
    ما لي سِوى روحي، وباذِلُ نفسِهِ
    في حبِّ منْ يهواهُ ليسَ بمسرفِ
    فَلَئنْ رَضيتَ بها، فقد أسْعَفْتَني
    يا خيبة َ المسعى إذالمْ تسعفِ
    يا مانِعي طيبَ المَنامِ
    و مانحى ثوب السقام به
    ووجدي المتلفِ
    عَطفاً على رمَقي وما أبْقَيْتَ لي
    منْ جِسميَ المُضْنى ، وقلبي المُدنَفِ
    فالوَجْدُ باقٍ، والوِصالُ مُماطِلي
    لم أخلُ من حَسدٍ عليكَ
    فلاتُضعْ سَهَري بتَشنيعِ الخَيالِ المُرْجِفِ
    واسألْ نُجومَ اللّيلِ:هل زارَ الكَرَى جَفني
    وكيفَ يزورُ مَن لم يَعرِفِ؟

    لا غَروَ إنْ شَحّتْ بِغُمضِ جُفونها عيني
    وسحَّتْ بالدُّموعِ الدُّرَّفِ
    وبماجرى في موقفِ التَّوديعِ منْ ألمِ النّوى
    شاهَدتُ هَولَ المَوقِفِ
    إن لم يكُنْ وَصْلٌ لَدَيكَ
    فَعِدْ بهِ أملي وماطلْ إنْ وعدتَ ولاتفي
    فالمطلُ منكَ لديَّ إنْ عزَّ الوفا
    يحلو كوصلٍ منْ حبيبٍ مسعفِ




    أهفو لأنفاسِ النَّسيمِ تعلَّة
    ً ولوجهِ منْ نقلتْ شذاهُ تشوُّفي
    فلَعَلَ نارَ جَوانحي بهُبوبِها أنْ تَنطَفي
    وأوَدّ أن لا تنطَفي

    يا أهلَ ودِّي أنتمُ أملي
    ومنْ ناداكُمُ يا أهْلَ وُدّي قد كُفي
    عُودوا لَما كُنتمْ عليهِ منَ الوَفا
    كرماً فإنِّي ذلكَ الخلُّ الوفي
    وحياتكمْ وحياتكمْ قسماً وفي عُمري
    بغيرِ حياتِكُمْ، لم أحْلِفِ
    لوْ أنَّ روحي فى يدي ووهبتها
    لمُبَشّري بِقَدومِكُمْ، لم أنصفِ

    لا تحسبوني في الهوى متصنِّعاً
    كلفي بكمْ خلقٌ بغيرِ تكلُّفِ




    قلْ للعذولِ أطلتَ لومي طامعا
    أنَّ الملامَ عنِ الهوى مستوقفي
    دعْ عنكَ تعنيفي وذقْ طعمَ الهوى
    فإذا عشقتَ فبعدَ ذلكَ عنِّفِ

    بَرَحَ الخَفاءَبحُبّ مَن لو في الدّجى
    سفرَ الِّلثامَ لقلتُ يا بدرُ اختفِ
    وإن اكتفى غَيْري بِطيفِ خَيالِهِ
    فأنا الَّذي بوصالهِ لا أكتفي
    ألِفَ الصّدودَ، ولي فؤادٌ لم يَزلْ
    مُذْ كُنْتُ، غيرَ وِدادِهِ لم يألَفِ
    وعلى تَفَنُّنِ واصِفيهِ بِحُسْنِهِ
    يَفْنى الزّمانُ، وفيهِ ما لم يُوصَفِ
    ولقدْ صرفتُ لحبِّهِ كلِّي على يدِ حسنهِ

  • #2
    ولد عمر ابن الفارض
    عام 576 للهجرة
    عرف
    بسلطان العاشقين
    تربى فى بيئة من الورع والعفاف
    فى كنف أب ذو علم وتقوى
    اختص بالمواريث وأنصبة الميراث
    عالما بالفرائض فلقب بالفارض ..
    عرض عليه منصب قاضى القضاة
    فإمتنع راغبا فى الزهد والتعبد .
    فى تلك البيئة المواتية ..
    مال الإبن أيضا ومنذ صباه الباكر
    لتلقى علوم الدين
    فأخذ الفقه عن الشافعية وشيوخ مصر والحديث
    عن ابن عساكر وهو من أئمة الحديث فى عصره
    ثم إتجه للتجرد والإعتزال متعبدا
    سالكا طريق التصوف
    ونبذ ملذات الحياة و التقشف فكان يقيم
    لفترات فى المساجد المهجورة
    وأطراف جبل المقطم فى واد يعرف
    بوادى المستضعفين ..
    ثم يعود ليلزم والده
    وهكذا حتى توفى الأب الجليل
    فقيض الله له الشيخ محمدالبقال
    الذى نصحه بالسفر الى مكة
    حيث بقى لما يقرب من خمسة عشر عاما
    منقطعا للعبادة فى واد بعيد متصلا
    بمنابع الوحى و الإلهام و المناسك المقدسة
    وحيث نظم معظم أشعاره فى الحب الإلهى
    والتى تداولتها الأجيال
    جيلا بعد جيل ..حتى يومنا هذا

    أرجُ النَّسيـمِ سـرَى مــنَ الــزَّوراءِ
    سَـحَـراً ، فأحْـيـا مَـيّـتَالأحْـيَــاءِ
    أهــدى لـنـا أرواحَ نـجـدٍ عَـرْفـهُ
    فالـجَـوُّ مـنــهُ مُعَـنـبَـرُ الأرْجـــاءِ
    يا ساكني البطحـاءِ ،
    هـلْ مـنْ عـودةٍأحيـا بهـا
    يــا ساكـنـي البطـحـاءِ ؟
    إنْ ينقضي صَبـري ، فليـسَ بمنقـضٍ
    وَجْـدِي القـديـمُ بـكـمْ
    و لا بُرَحـائـى

    ولقد ثار الجدل
    حول ماهية الحب الذى يقصده ابن الفارض
    فإدعى البعض أن أشعاره غزلية
    كغزل ابن نواس ومجنون ليلي
    وجميل بثينة وغيرهم
    ولعل إستخدام مفردات الشعر الغزلى
    التىكانت سائدة
    مثل السكر والخمر الصبابة والجوى
    والوجد والطاس والمدام
    وغيرها كموروث من المحبين
    هى التى دفعت منتقديه الى هذا التصور الخاطئ
    سواء من المسشرقين أو من رجال الدين الإسلامى
    الذين اتهموا الصوفية على وجه
    العموم باتهامات شتى
    خاصة وأن تعبير الصوفية عن الحب الإلهى
    هو تارة
    صريح لا لبس فيه متحررا من قيود الرموز
    والأحاجى كقول

    رابعة العدوية

    إلهى إن كنت أعبدك رهبة من النار
    فاحرقنى بنار جهنم ..
    و إذا كنت أعبدك رغبة فى الجنة فأحرمنيها ..
    و أما إذا كنت أعبدك من أجل محبتك
    فلا تحرمنى يا الهى من جمالك الأزلى !

    وتارة هم يستغرقون
    فى أساليب الإشارات و الغموض
    والإستعارات والكنايات و الخفاء ..
    مما إضطر ابن عربى
    لأن يضع بنفسه شرحا لديوانه
    ترجمان الأشواق

    مفسرا سبب اللجؤ للألغاز والرموز

    بينما قال
    الإمام القشيرى
    فى كتابه

    الرسالة

    "لقد قصد الصوفيون أن تكون ألفاظهم مستبهمة
    على الأجانب غيرة منهم على أسرارهم أن تشيع
    فى غير أهلها فهى معان أودعها الله فى قلوب قوم
    و إستخلص لحقائقها أسرار قوم ."

    عرفت الأديان جميعها الصوفية ..
    كتيار روحى يسعى لإدراك الحقيقة المطلقة .
    واستمرت الصوفية
    على مر الزمان كعالم شديد الجذب
    منتشرا فى معظم الأقطار الإسلامية
    تاركا أثرا مؤثرا فى الشعر والنثر
    والموسيقى وفنون الغناء والإنشاد بأذكار
    يتوارثها الصوفيون من شيخ الى شيخ أخر
    إذ لابد من أتباع شيخ
    فيقال طريقة الشيخ الفلانى
    مثل الطريقة القادرية
    نسبة للشيخ عبد القادر الجيلانى
    الطريقة النقشبندية
    نسبة للشيخ بهاء الدين نقشبند
    المولوية
    نسبة لمولانا لجلال الدين الرومى
    والرفاعية
    نسبة للشيخ احمد الرفاعى




    ولقد عرفت الصوفية عند العرب قبل الإسلام
    ولربما اشتق اسمها

    - 1 -من الكلمة اليونانية سوفيا وتعنى الحكمة

    -2-من الصفاء ..ورقى النفس وخلوها من الشوائب

    -3-أو نسبة الى اهل الصفة
    وهم جماعة من فقراء الصحابة
    انقطعوا للعبادة فى المسجد النبوى بالمدينة

    4- أونسبة الى صوفة.. قبيلة يمنية
    كانت فى خدمة الكعبة
    دلالة على الإنقطاع لخدمة الله

    5 _ويقال أيضا تصوفوا
    أى لبسوا الصوف منصرفين
    عن الحياة الناعمة الرغدة
    الى العبادة وحب الذات الالهية
    ورسول الله عليه الصلاة و السلام

    قد تكون قصائد عمر ابن الفارض
    ليست فى مستوى
    فحولة الشعراء و تمكنهم ...
    إذ يضمنها ابن الفارض
    كل صنوف المحسنات اللغوية
    من جناس و طباق
    وغير ذلك
    لكنها تتدفق بقوة المعانى و الأوصاف
    بأسلوب غزلى يخلو من شوائب المادة و الغرائز
    حاويا جاذبية موسيقية بالغة الرهافة
    متضمنة أقوى الصور التعبيرية
    عن محبته للذات الإلهية ..
    و ذوب اشتياقه للوصل
    حتى سمى بسلطان العاشقين ..
    و صار من أهم الشخصيات
    فى تاريخ التصوف الإسلامى .

    سلطان العاشقين ..
    عمر ابن الفارض
    روح هائمة فى الملكوت تسمو فوق كل مادة
    مطبقا غايات مذهب المتصوفة
    القائم على التفرغ التام
    للطاعة والعبادات وعلى التسليم
    وكامل الإستسلام للحب الإلهى
    حتى التلاشى والذوبان
    باعتبار ان الموت فى هذه الحالة ..هو حياة !
    وذلك هو جوهر الصوفية .
    التواقة للتجرد من ماديات الحياة وأوزارها ..
    عبر حالة روحية خاصة
    قوية التأثير رغبة فى الطريق الموصل
    للقرب من الله و الفناء فى حبه
    عن طريق مختلف العبادات
    مثل الصوم لفترات طويلة
    والذكر بصيغ معينة
    وقدر كبير من التطهر
    للتحول من الظاهر الى الباطن ..

    تعليق


    • #3
      هو الحبُّ فاسْلَمْ بالحَشا
      ما الهوى سَهْلُ
      فما اختــــارَهُ مُضنىً بهِ ولـهُ عَقْلُ
      وعِــشْ خَـاليـاً فالحُــبُّ راحتــُهُ عَنـَاً
      وأولـُـــهُ سُقـْــــــمٌ وآخــــرُه قَـتــْـلُ
      ولكــن لـــديّ المـوتُ فيـه صبــــابـةً
      حيــاةٌ لمنْ أهوى عليّ بهــا الفضلُ
      نصحــتـُــكَ علماً بالهوى والذي أرى
      مُخالـَفـَتي فاخــترْ لنفســـك ما يَحلو
      فإن شئتَ أن تحيـا سعيــدا فمـُـتْ به
      شهيــــدا وإلا فالغــــرامُ لـه أَهـــلُ
      فمــنْ لم يمـت في حبِّـه لـم يَعِـشْ به
      ودون اجتناء النَحلِ ما جَنـَتِ النَّحلُ

      مـا بَـيْنَ مُـعْتَركِ الأحـداقِ والمُهَجِ
      أنــا الـقَتِيلُ بـلا إثـمٍ ولا حَـرَجِ
      ودّعـتُ قبل الهوى روحي لما نَظَرْتَ
      عـينايَ مِنْحُسْنِ ذاك المنظرِ البَهجِ
      لـلَّـهِ أجـفانُ عَـينٍ فـيكَ سـاهِرةٍ
      شـوقاًإلـيكَ وقـلبٌ بـالغَرامِ شَـجِ
      وأضـلُـعٌ نَـحِلَتْ كـادتْ تُـقَوِّمُها
      مـن الـجوى كبِدي الحرّا من العِوَجِ
      وأدمُـعٌ هَـمَلَتْ لـولا الـتنفّس مِن
      نـارِالـهَوى لم أكدْ أنجو من اللُّجَجِ
      وحَـبّذَا فـيكَ أسْـقامٌ خَـفيتَ بـها
      عـنّي تـقومُ بها عند الهوى حُجَجي
      أصـبَحتُ فـيكَ كـما أمسيَتُ مكْتَئِباً
      ولـم أقُـلْ جَـزَعاً يا أزمَةُ انفَرجي
      أهْـفُو إلـى كـلّ قَـلْبٍ بـالغرام لهُ
      شُـغْلٌ وكُـلِّ لـسانٍ بـالهوى لَـهِجِ
      عـّذب بما شئتَ غيرَ البُعدِعنكَ تجدْ
      أوفـى مـحِبّ بـما يُـرضيكَ مُبْتَهجِ
      وخُـذْ بـقيّةَ مـا أبـقَيتَ مـن رمَقٍ
      لا خيرَ في الحبّ إن أبقى على المُهجِ




      تمكن حب مكة..و الأماكن المقدسة
      من عمر ابن الفارض الى حد بعيد
      لكنه ..و بناء على رؤيا شاهد فيها
      شيخه البقال يستدعيه إلى مصر
      غادرها ..آسفا ..حزينا ..


      خفِّفِ السَّيرَ واتّئِدْ، يا حادي،
      إنَّما أنتَ سائقٌ بفؤادي
      مَنْ تَمنّى مالاً وَحُسْنَ مَآلٍ،
      فَمُنائي مِنًى ، وأقصَى مُرادي

      يا أُهيلَ الحجازِ إن حكمَ الدَّهـ ـرُ
      ببَينٍ، قَضَاءَ حَتْمٍ إرَادي
      فغرامِي القديمُ فيكمْ غرامي
      وَوِدادي، كَما عَهِدْتُمْ، وِدادي

      قدْ سكنتمْ منَ الفؤادِ سُويداً هُ،
      وَمِنْ مُقلَتي سَوَاءَ السّوَادِ
      يا سميري روِّحْ بمكَّة رُوحي شادِياً،

      إنْ رَغِبتَ في إسْعادي
      فذُراها سِربي وَطيبى ثراهَا
      وسبيلُ المسيلِ وِردي وزادي
      كانَ فيها أُنسِي ومعراجُ قُدسي
      وَمَقامي المَقامُ، والفَتحَ بادِ




      عاد ابن الفارض اللى مصر
      قبيل وفاة الشيخ البقال
      فشارك فى مراسم وفاته و دفنه !
      قوبل ابن الفارض بحفاوة بالغة من أهل مصر
      و كانت تحت حكم الأيوبيين
      فأقام فى قاعة الخطابة بالأزهر
      و قيل أن الملك الكامل كان يأتيه بنفسه زائرا !
      و كان الناس يترنمون بقصائده
      المفعمة بالحب و الحنين الى الذات الإلهية
      و يتسابقون لتحيته و التبرك به
      و مما يذكر عن ابن الفارض
      شدة تأثره بالجمال و لو فى جماد ..
      حتى أنه اذا ما سمع الألحان و الإنشاد
      استخفه الطرب ..و راح فى حالة تواجد ..
      اى انتابته حالة من الوجد البالغ فيرقص
      و لو على مشهد من الناس
      حتى يغيب عن الوجود
      كما كان يستغرق أحيانا لصمت طويل
      ذاهلا عمن حوله
      فإذا ما أفاق أملى أحاسيسه و أشعاره




      زدني بفرطِ الحبِّ فيكَ تحيُّرا
      وارحمْ حشى ً بلظي هواكَ تسعَّرا
      وإذا سألتكَ أنْ أراكَ حقيقة ً فاسمَحْ،
      ولا تجعلْ جوابي:
      لن تَرَى .
      يا قلبُ
      أنتَ وعدتَني في حُبّهمْ
      صبراً فحاذرْ أنْ تضيقَ وتضجرا
      إنّ الغَرامَ هوَ الحَياة ، فَمُتْ بِهِ
      صَبّاً، فحقّكَ أن تَموتَ، وتُعذَرَا
      قُل لِلّذِينَ تقدّمُوا قَبْلي، ومَن
      بَعْدي، ومَن أضحى لأشجاني يَرَى
      عني خذوا، وبيَ اقْتدوا، وليَ اسْمعوا،
      وتحدَّثوا بصبابتي بينَ الورى
      ولقدْ خلوتُ معَ الحبيبِ وبيننا
      سِرٌّ أرَقّ مِنَ النّسيمِ، إذا سرَى
      وأباحَ طرفي نظرة ً أمَّلتهـــا
      فغدوتُ معروفاً وكنتُ منكَّرا
      فدهشتُ بينَ جمالهِ وجـلالهِ
      وغدا لسانُ الحالِ عني مخبرا
      فأدِرْ لِحاظَكَ في مَحاسِن وَجْهِهِ،
      تَلْقَى جَميعَ الحُسْنِ، فيهِ، مُصَوَّرا
      لوْ أنّ كُلّ الحُسْنِ يكمُلُ صُورَة ً،
      ورآهُ كانَ مهلَّلاً ومكبَّرا




      توفى ابن الفارض عام 632 للهجرة
      ودفن بعد موته تحت سفح جبل المقطم
      فى منطقة الأباجية
      عند مجرى السيل
      و كما أوصى أن يدفن
      بجوار قبر معلمه أبي الحسن البقال .
      رحم الله الإمام عمر ابن الفارض .

      تعليق


      • #4
        المولوية
        لمؤسسها
        جلال الدين الرومى

        كسائر الأديان عرف الإسلام منذالبداية
        حركة تصوف مختلفة التوجهات والجوانب
        و كان لهافى كل الأرجاء التى وصلها الإسلام
        من يمثلها ويعبر عنها

        و فى هذا الصدد
        يشكل كتاب المستشرقة الألمانية
        أنا مارى شميل




        الصادر عن منشورات الجمل بألمانيا
        مرجعا كبيرا فى دراسة الحركة الصوفية
        و مختلف أفكارها و مناهجها
        و القاء الضؤ على الشخصيات
        الروحانية الشهيرة فى هذا المجال :

        غرست الحب غرسا فى فؤادى
        فلا أسلو إلى يوم التنادى
        جرحت القلب منى بإتصال
        فشوقى زائد و الحب بادى
        سقانى شربة أحيا فؤادى
        بكأس الحب بحر الوداد
        فلولا الله يحفظ عارفيه
        لهام العارفون بكل واد
        ابو اليزيد البسطامى

        إذا ذكرتك وافى مقلتى أرق
        من أول الليل حتى مطلع الفلق
        و ما تطابقت الأجفان عن سٍنة
        إلا رأيتك بين الجفن و الحدق
        ذو النون المصرى

        كن ماتكون ..
        فبابنا مفتوح لك دائما
        ليس بابنا باب قنوط
        بل هودائما باب الإيمان
        فالله سبحانه من صفاته العفو

        جلال الدين الرومى
        مترجم عن الفارسى

        بالإضافة للحلاج
        و ابن العربى..و غيرهم
        نقدم
        جلال الدين الرومى
        مؤسس المولوية




        وهى طريقة الدراويش المولوية
        نسبة لمولانا جلال الدين الرومى
        التى تقوم على مدح الرسول
        والعشق الإلهى
        والذكر بالدوران !

        أما كيف بدأت
        فلنا أن نتخيل
        الشيخ جلال الدين الرومى
        فى ذلك الزمن البعيد
        سائرا ذات يوم فى السوق
        فى مسقط رأسه خراسان
        حين توقف أمام أحد دكاكين الصاغة
        ومع ضربات مطرقة الصائغ
        تمكنت منه نغمة الحب الإلهى
        فراح يدور ..ويدور ..
        مرددا فى دورانه ذكر الله
        فإذابالصائغ ينضم اليه
        ليدورا حول نفسيهما
        وليرددا معا.. ذكر الله




        كانت تلك نقطة البداية
        لرقصة الدراويش المولوية

        جلال الدين الرومى
        من أعلام التصوف
        و الشعر الصوفى فى الأدب الفارسى
        ولد عام 604 للهجرة
        تنقل منذ صغره بصحبة والده
        فى بغدادو مكة و دمشق و بلاد أخرى
        حتى استقرفى قونية فى تركيا
        عام 632 للهجرة
        حيث أختيرالوالد للتدريس فى مدارسها ..
        إلى أن توفى فخلفه إبنه جلال الدين
        للتدريس فى تلك المدارس

        برع جلال الدين
        فى الفقه و سائر العلوم الإسلامية
        و كان مقدرا له
        الإستمرار فى التدريس لولا ذلك اللقاء ...
        لقاءالرومى
        بشمس الدين التبريزى
        فتعلق به أيّما تعلق ..
        حتى انقطع عن التدريس
        وتوجه بمجامع قلبه و روحه للتصوف
        ثم أنشأ طريقة صوفية
        عرفت بالمولوية
        نسبة الى مولانا
        أوأستاذنا بالتركية
        جلال الدين الرومى.
        مخالفا
        مادرجت عليه الطرق و المدارس الصوفية




        ويعد جلال الدين الرومى
        شاعرامن الدرجة الأولى
        ويتسم شعره بالنزعة الصوفية
        وجميع المقومات الأدبية
        من حيث سعة العلم
        وعظمة التصوير
        والبيان البديع
        متمكنا من اللغة و بحور الشعر .

        ترك جلال الدين الرومى العديد
        من المصنفات الصوفية والأدبية
        لكن يبقى
        المثنوى المعنوى
        ذو مكانةخاصة عند الصوفية
        إذ يعدأثرا من الآثار الأدبية الفذة الخالدة
        ترجم الى كثير من اللغات الأجنبية ..
        كاشفا عن ثقافة ابن الرومى الواسعة .
        وتسامى مشاعره فى ذلك الكتاب
        الذى قصد به
        تبيان و شرح معانى القرآن الكريم
        وغايات الشريعة
        لتربية الشخصية الإسلامية
        القادرةعلى مقاومة أهوائها
        وماديات الحياة الدنيا
        مستخدمافى ذلك فن الحكاية
        وأحاديث نبوية و أساطير
        وموضوعات من التراث الشعبى
        بأسلوب متدفق وشائق لشخوص ثرية
        تتنازعها شتى المشاعر والأحاسيس ..
        وعاكساأيضا كل مناحى الإنسان
        فى عالم الطبيعة والتاريخ والجغرافيا
        والمثنوى
        تعنى النظم المزدوج
        المعتمد على توحيد القافية
        بين شطرى كل بيت
        بما يعنى وزنا عروضيا خاصا
        مستخدما فى نظمه
        وقد أكدالرومى فى مثنوياته
        التلازم الوثيق بين الشريعة والحقيقة، فقال:‏

        الشرع مثل قنديل يضيء الطريق
        فإذا كنت لا تحمل القنديل
        لا تستطيع أن تمشى
        وعندما تتقدم في الطريق
        تكون رحلتك هي الطريقة
        وعندما تكون قد وصلت الى الهدف
        تكون قد بلغت الحقيقة .

        مستهلا..كتابه
        المتكون من خمسة و عشرون ألف بيت
        بأبيات شعر يحكيها الناى
        وهومايرمز به لتشوق الروح الى خالقها
        كأنين الناى حنينا الى منبته

        أنصت للناى كيف يقص حكايته
        إنه يشكو آلام الفراق
        إذ يقول :
        إنني منذ قطعت من منبتالغاب
        والناس رجالاً ونساء يبكون لبكائي
        إنني أنشد صدراً مزّقه الفراق
        حتى أشرح له ألم الاشتياق
        فكل إنسان أقام بعيداً عن أصله
        يظلّ يبحث عن زمان وصله .

        تعليق


        • #5
          ومن قونية بتركيا ..
          انبثقت التكايا ..

          وهى نماذج للعمارة فى العهد العثمانى
          وكان السلاطين و الأمراء يبنونها
          و شهد عصرالملك سليم
          ذروة انتشارها
          للتكية دورها الإجتماعى
          فى استضافة عابرين السبيل حيث تقدم
          المأكل والمشرب ..
          كما كانت مقرا لسكن الصوفية
          المنقطعين للعبادة
          إلى جانب النازحين والوافدين
          على الولايات العثمانية الغنية
          مثل مصر والشام
          وسميت تكية ..لأن غالبية سكانها من
          الدراويش ..مثل المولوية والنقشبندية
          وليس لهم مورد رزق
          فهم متكئون ..
          ومعتمدون على مرتبات التكية .

          وتميزت المولوية فى مصر
          عن سائر التكايا الشعبية على أرضها
          لعمارتها الفريدة و ارتباطها بالوجود التركى
          وتقع فى منطقة تعبق بأجواء التاريخ ..



          منطقة الحلمية القديمة

          وتعد حاليا من أهم المعالم السياحي
          فى القاهرة القديمة.
          وتقع فى منطقة تعبق بأجواء التاريخ ..
          على مسافة قريبة من القلعة ..
          وتعد حاليا من أهم المعالم السياحية
          فى القاهرة القديمة.
          تعد التكية المولوية فى مصر
          أول مسرح بمصر والشرق
          وربما بالعالم كله
          إذ أنشئت
          فى القرن السادس عشر الميلادى
          _العاشر للهجرة _
          وتتضمن

          السمع خانة
          المشيدة على الطراز العثمانى
          والتى تتوسطها لوحة

          يا حضرت مولانا



          لأمير الخطاطين آنذاك
          عزيز الرفاعى .

          ثم أوقف نشاط التكايا فى العام 1952
          إلى أن تم ترميمم تكية المولوية
          بمعرفة المركز المصرى الإيطالى عام 1987
          كما سجلت كأثر هام من الآثار
          وقد شهدت التكية أول مهرجان للموسيقى
          شاركت فيه كوكب الشرق أم كلثوم
          والفنان محمد عبد الوهاب عام 1932
          وكذلك فرقة المولوية
          وأفتتح فيها المتحف المولوى
          الذى يعرض صورا فوتوغرافية
          ووثائق خاصة بالمولوية
          كما بعرض فى واجهة زجاجية
          كتاب المثنوى لمولانا جلال الدين الرومى ..
          الذى اهدته وزارة الثقافة التركية للمتحف ..




          كان للمولوية شأن بالغ الأهمية فى تركيا
          حتى أن السلطان كان
          يتقلد سيفه من شيخ المولوي
          حتى تتحقق له شرعية السلطنة
          ومن قونية حيث دفن جلال الرومى
          انتقل الرقص الصوفى إلى مصر وسوريا
          والبلقان و العديد من البلاد الإسلامية .
          لكن الحال تغير بقدوم كمال أتاتورك ..
          الذى كان ضد كل المظاهر الدينية على العموم ..
          ونتيجة لثورته العلمانية
          كادت أن تختفى المولوية
          لولا أن الدولة التركية
          فى خمسينات القرن الماضى أدركت بجلاء
          أهميتها كعامل جذب سياحى هائل ..


          وامتد ليصل الى الغرب
          حيث أقيمت العديدمن الحفلات
          فى أمريكا وبريطانيا
          فضلا عن العديد
          من البلاد العربية والإسلامية .

          وتنفرد المولوية بزى خاص
          وطقوس بالموسيقى والرقص
          دورانا من اليمين لليسار عكس عقارب الساعة
          رمزا للطواف حول الكعبة المشرفة
          ورفع اليد اليمنى الى الأعلى
          طلبا للمدد من الله تعالى
          ويكون اتجاه اليد اليسرى إلى الأسفل
          بمعنى الزهد فى الدنيا الزائلة
          بل إن كلمة درويش ربما تعنى
          دار ..وشه
          أى أدار وجهه أيضا عن الدنيا !





          تتم رقصة المولوية فى حلقة
          تضم عددا من الدراويش
          وتنقسم الساحة الى قسمين
          بخط وهمى يرمز لخط الإستواء
          فتصبح الساحة المستديرة
          بمثابة الكرة الأرضية كلها .
          ترمز المعاطف السوداء الى الجسد
          الذى يعوق تحليق الروح لرؤية أنوار الله
          فيخلعها الدراويش
          لتظهر من تحتها الثياب البيضاء
          تعبيرا عن النقاء وتحرر الروح من أدران الجسد
          ترمز القلنسوة اللباد الى شاهد القبر
          أما البساط الأحمر فيرمز للشمس الغاربة .
          يجلس العازفون فى مكان ظاهر
          يتصدرهم عازف الناى
          وضارب الدف والطنبورة

          تفتتح الجلسة بتلاوة
          آيات من القرآن الكريم
          ثم الصلاة والسلام على سيدنا
          محمد عليه صلوات الله وسلامه ..
          ثم تتلى بعض الأدعية ..والإبتهالات

          ثم ينشد أحد الدراويش شعرا يقول فيه
          إذا رمت المنى يا نفس ..
          رومى
          لمولانا جلال الدين الرومى




          وعند كلمة مولانا .
          تضرب ثلاث ضربات
          ثم يصيح الإمام
          فلتعلم أنه :

          لا إله إلا الله
          فينشد الجميع

          ومن الأناشيد
          التى ترددها فرقة المولوية ..
          يا إمام الرسل يا سندى
          ويا إمام الرسل خذ بيدى

          ويردد المنشدون عبارة
          مدد يا رسول الله
          مدد يا حبيب الله

          فى جو روحانى يتجلى فيه صوت
          المنشد كأنما الكون كله
          بما فيه فى نظر الصوفى
          عابد ..مسبّح
          فى سفر داخل الروح والوجدان




          إضافة للكمان و الدف والطمبورة
          فإن للناى
          دورا مهما عند المولوية فقد كان الرومى
          يعتبره أكثر الآلات ارتباطا
          بالعازف ويشبه صوته
          أنين الإنسان..

          تعليق


          • #6
            ثم تتزايد سرعة الراقصين
            فى الدوران بطريقة مذهلة ..
            وتتخللها من رئيس المنشدين كلمة

            حي ..
            وتختتم وصلة الدوران
            بتكرار كلمة

            الله ..الله ..الله
            عدة مرات
            قبل أن تنتهى وصلة الدوران .
            ويصل الدراويش الى حالة من الذهول ..
            والصفاء الروحى .وتطهير الروح .
            فى استغراق كامل لمشاعر وجد سامية..
            و تطهر يرقى بالنفوس بعيدا عن العالم المادى ..
            سالكين الطريق للوجود الإلهى .
            ولا تفرق المولوية بين الأديان
            إذ يحضرحلقات السمع خانة من يرغب
            ويلقون ترحيبا كبيرا من الدراويش




            تعال أيا كان اعتقادك.. تعال..
            هي عتبة سنتجاوزها معا
            حتي ولو كنت أخللت
            بالتزامك و تعهدك
            وتخليت عن قسمك
            تعال
            تعال لنتكلم عن الله

            هكذا يدعو الرومى
            الإنسان إلى الله تعالى
            دون اعتبار للحواجز ..
            وآية حدود ..أو عوائق !


            جعل العشق جسد الأرض
            يعلو فوق الكواكب الدريه
            فرقص الجبل وخف جسده
            حل العشق في الجبل ايها الانسان فسكر
            وخر موسى صعقا
            آه لو كانت شفتاي بقرب حبيبي
            كما هي على ناي الشجن
            اقول ما ابغي به
            ويقول لي
            من أضاع صوته لم يُسمع له
            ولو امتلك الاف الالسنه
            من تذبل ازهار حدائقه و رياحينها
            لا تعود إليه البلابل أبدا لتروي اشجانها
            هوالكل وأنا العاشق حجابه
            ميت أنا
            كيف ارى مِن امامي ومِن خلفي
            إن لم يصاحبني نوره
            لا حيلة لي في ظهور العشق
            وكيف
            تمنع الصورة من الظهور في مرآة الروح؟
            أظلمت مرآتي لأن صدأالحياة علاها
            فهل تعود الى اللمعان؟؟


            لقد صارت أيامنا ..فى الهموم
            والآلام ..متشابهات
            فإذا ما انقضت ..فلتذهب
            وتنقضي..
            لاخوف من رحيلها ولا ضير
            ولتبق أنت ..
            يا من ليس له فى
            الطهر والنقاء
            نظير .


            كانت هذه إطلالة عاجلة
            على جانب من موضوع
            حركة التصوف الإسلامى
            ما بين رفضها واضطهادها
            عبر التاريخ الى حد
            التعذيب والقتل
            وبين مؤديها ومريديها
            كمنهاج للتطهر ..
            خاصة فرقة الدراويش المولوية
            التى يتطلب إعداد أفرادها لرحلة
            الروح الوصول إلى آخر مدى
            فى السمو والوجد والإرتقاء
            وأعواما ..
            من الإلتزام بقوانين الطريقة
            الطاعة
            والجهاد الداخلى المتواصل
            تلاوة القرآن بلا إنقطاع
            الصلاة والدعاء
            الإقلاع عن الذنوب
            والتوبة النصوح
            الوثوق بقدرة الله سبحانه و تعالى
            السماع
            وهو أشهر أشكال التعبير
            عن الصوفية متجسدا فى الصعود
            لسماوات الروح ..
            دورانا وإستغراقا فى نشوة
            الشوق ..والوجد ..
            توقا للحب المطلق
            والقرب من الذات الإلهية .

            أين هذا الرقى البالغ
            مما يلصقونه بالصوفية الحقة
            فيتهمونها بانها بدعة ..وضلالة
            مع أن
            كل ما شاب الحركات الصوفية
            هو من صنع بعض العوام
            والجهال منهم
            الصوفية براء
            مما يدور فى حلقات الذكر الشعبية ..
            والموالد و ما أشبه
            من رقص مختلط
            وعشوائية فى التعبير
            وإدعاء شفاء المرضى..
            وحتى علاج العقم
            بالأحجبة
            والأعشاب المجهولة
            فأين هذا الصخب ..
            والتصفيق ..والضجيج
            وإدعاء التواجد
            والنشوة الكاذبة المصطنعة
            وهذه الإحتفالات الفظة ..
            أين هذاالأسلوب الممجوج
            من التصوف الصحيح
            النابع من سويداء القلب ..
            والقائم على
            القرآن و على السنة !
            توفى جلال الدين الرومى
            عام 672 للهجرة
            ودفن فى قونية ..
            فى ضريحه المعروف
            فى تلك التكية البديعة التى أنشأها فى الأصل
            لتكون بيتا للصوفيين
            وتعد من بين أجمل العمائر الإسلامية
            بنقوشها وزخارفها ..وثرياتها الثمينة ..



            ومعلوم أنه قد أضيفت للضريح ..
            على أربع أعمدة ..
            قبته الخضراء المميزة
            ولوحة زيتية لمولانا على ضريحه
            وعلى الضريح أيضا بيت من الشعر
            يخاطب به جلال الدين الرومى
            زواره الذين لا يحصوا ولا يعدوا
            ولا ينقطعون
            عن المرور لتحية حضرة مولانا ...



            "بعد أزوفات تربت مادر زميني مجوى
            درسينهاي مردم عارف مزارماست"


            ومعناه
            يا من تبحث عن مرقدنا
            بعد شدِّ الرحال
            قبرنا يا هذا
            في صدور العارفين من الرجال


            أرجو أن أكون قد وفقت
            فى عرض
            هذا الموضوع الهام ..
            بما يحقق الفائدة .

            تحياتى

            تعليق


            • #7
              الغالية
              ست الكل
              زهرة الكاميليا
              على الموضوع الجميل
              الصوفية...رحلو وجد وشوق
              تابعت الموضوع لاخرة
              واستمتعت بكم المعلومات الجميلة
              والتعبيرات الرائعة
              موضوع رائع
              تسلم يدك

              تعليق


              • #8
                الغالى
                ملك
                تحدثنا عن أبرز التكايا
                التى نشأت فى العصر العثمانى
                و هى تكية الدراويش الأثرية
                و التى تحولت بعد ترميمها
                إلى مركز للإحتفالات الدينية و الموسيقية
                و تضم مسجدا و مدرسة
                و قاعات العبادة و الذكر
                و من بين ما يميزها
                مسرح الدراويش
                أو قاعة
                السمع خانة




                بطابعها المعماري المتميز
                وزخارفها الأصلية.

                تتكون القاعة من دائرة ذات محور أفقي
                ينتهي بالمحراب
                ومع تطبيق سيناريو ذكر الدراويش
                على الفكر المعماري للسمع خانة،
                فإن السمع خانة تأخذ دائرة ذات نصف قطر
                يساوي أي وتر
                من دائرتي دوران الدراويش أثناء الذكر.




                أسعدنى مرورك ملك
                و تقديرك الغالى
                دمت بكل خير

                تعليق


                • #9
                  حبيبتي الغالية
                  زهرة الكاميليا
                  كم هي براعة منك في سرد
                  تاريخ الصوفية كرواية شعرية
                  خرجتي بنا في رحلتنا بين أحرف
                  كلماتك من قضية احتدم الجدال
                  فيها مابين حق وباطل
                  الي براح التأمل في الحب والوجد
                  كم أحببت سلطان العاشقين
                  ابن الفارض
                  ممتعة كلماته في وصف عشقه
                  ووجده ولكن يبقي دائما
                  مابين العبد وربه بين العبد وربه
                  فهو المطلع علي مافي القلوب
                  شكرا لعرضك الجميل
                  أهديك بعضا من الأبيات خطت في مدح
                  رسولنا الحبيب
                  محمد صلي الله عليه وسلم من
                  بردة البوصيري
                  مولاي صلي وسلم دائما ابدا
                  علي حبيبك خير الخلق كلهم
                  محمد سيد الكونين والثقلين
                  والفريقين من عرب ومن عجم
                  نبينا الآمر الناهي فلا أحد
                  أبر في قول منه ولانعم
                  هو الحبيب الذي ترجي شفاعته
                  لكل هول من الأهوال مقتحم

                  جزاك الله كل خير ووفقك لما هو خير

                  تعليق


                  • #10
                    عزيزتى
                    هالة
                    مرورك الثرى يضفى طابعا
                    ورونقا جديدا للمشاركة ..
                    بالفعل و كما لاحظتى ..
                    لم أتطرق كثيرا لاحتدام الجدال ..
                    لأن لكل جانب حيثياته ..
                    و لأن الصوفية لا تزال رغم ذلك ..و ستبقى
                    على حد تعبيرك الصائب
                    مجالا رحبا للتأمل


                    فى كل هذا الوجد ..و كل هذا الحب !


                    مرورك أسعدنى ..
                    و إضافتك الجميلة من بردة البوصيرى
                    فى مدح رسول الله عليه الصلاة و السلام
                    هدية ثمينة ..ثمينة ..
                    محبتى و احترامى .

                    تعليق


                    • #11
                      ست الكل الجميلة

                      موضوعك ابداع شمل شقين
                      1- الشق الدينى
                      2- الشق التاريخى
                      وتم الابداع فى العرض
                      تستحقى كل الشكر على هذا الابداع

                      لوحة طقوس الارض
                      للفنان الايراني فريدون راسولي

                      تعليق


                      • #12
                        أخى العزيز

                        العمدة

                        لولا وجود من يتلقى بوعى
                        و يهتم ..و يقرأ ..
                        لكان كل ما نقدمه جميعا
                        يذهب سدى ...
                        و أحمد الله لتواجدى بينكم
                        نتبادل المعارف ..و أرقى الفنون
                        و تكون أوقاتنا هنا ..أطيب الأوقات
                        شكرا للمرور ..و الإهتمام
                        و كذلك المجاملة اللطيفة .

                        تعليق


                        • #13
                          نسأل الله العظيم
                          ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه
                          ويرينا الباطل باطل ويرزقنا اجتنابه
                          ونكون متبعين لرسولنا الكريم لا مبتدعين
                          بما لم يأت به عليه الصلاة والسلام

                          تعليق


                          • #14
                            ارواح

                            نسأل الله العظيم
                            ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه
                            ويرينا الباطل باطل ويرزقنا اجتنابه
                            ونكون متبعين لرسولنا الكريم لا مبتدعين
                            بما لم يأت به عليه الصلاة والسلامم



                            آمين .

                            تعليق


                            • #15
                              ممتع للغاية
                              موضوع محمل بالتاريخ
                              والسرد الادبي المذهل
                              وبالصور للتكيات والمنشدين
                              جزاك الله خيرا زهرة الكاميليا
                              فكأني لاول مرة اقرأ عن التصوف والمتصوفين
                              فقد كانت معلوماتي قليلة وغير واضحة
                              لكن اليوم عرفت الكثير الكثير منك

                              فقد تأثرت برحيل

                              ابن الفارض عن مكة وقوله

                              يا أُهيلَ الحجازِ إن حكمَ الدَّهـ ـرُ
                              ببَينٍ، قَضَاءَ حَتْمٍ إرَادي
                              فغرامِي القديمُ فيكمْ غرامي
                              وَوِدادي، كَما عَهِدْتُمْ، وِدادي
                              قدْ سكنتمْ منَ الفؤادِ سُويداً هُ،
                              وَمِنْ مُقلَتي سَوَاءَ السّوَادِ
                              يا سميري روِّحْ بمكَّة رُوحي شادِياً،
                              إنْ رَغِبتَ في إسْعادي
                              فذُراها سِربي وَطيبى ثراهَا
                              وسبيلُ المسيلِ وِردي وزادي
                              كانَ فيها أُنسِي ومعراجُ قُدسي
                              وَمَقامي المَقامُ، والفَتحَ بادِ

                              ولقد صارت أيامنا ..فى الهموم
                              و الآلام ..متشابهات
                              فإذا ما انقضت ..فلتذهب
                              و تنقضي..
                              لاخوف من رحيلها و لا ضير
                              و لتبق أنت ..
                              يا من ليس له فى
                              الطهر و النقاء
                              نظير .

                              وتعرفت على ابن الفارض كثيرا

                              وكذلك
                              جلال الدين الرومي
                              وقد كفيت ووفيت
                              وازددت بموضوعك تنورا
                              عن المذهب الصوفي
                              لا حرمنا الله منك

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                              يعمل...
                              X