إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الشاعر المصرى فاروق جويده

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    []طيف الجميلة

    مرحباً بك مرة اخرى




    ولعيونك ولكل محبي الفن الجميل والأدب الراقي

    هذه المجموعة

    استمرارا لمسيرة الشاعر في قصائد معاناة الانسان في مجتمعاتنا

    واراضينا المحتلة إن لم يكن بالمستعمرين فبالطامعين في السلطة والجاه وحب التملك



    ويموت فينا الإنسان


    وتركت رأسي فوق صدرك

    ثم تاه العمر مني.. في الزحام

    فرجعت كالطفل الصغير..

    يكابد الآلام في زمن الفطام

    و الليل يلفح بالصقيع رؤوسنا

    ويبعثر الكلمات منا.. في الظلام

    و تلعثمت شفتاك يا أمي.. وخاصمها.. الكلام

    ورأيت صوتك يدخل الأعماق يسري.. في شجن

    والدمع يجرح مقلتيك على بقايا.. من زمن

    قد كان آخر ما سمعت مع الوداع:

    الله يا ولدي يبارك خطوتك

    الله يا ولدي معك



    وتعانقت أصواتنا بين الدموع

    والشمس تجمع في المغيب ضياءها بين الربوع..

    والناس حولي يسألون جراحهم

    فمتى يكون لنا اللقاء؟

    وتردد الأنفاس شيئا من دعاء

    ونداء صوتك بين الأعماق يهز الأرض.. يصعد للسماء:

    الله يا ولدي معك..

    ومضيت يا أمي غريبا في الحياة

    كم ظل يجذبني الحنين إليك في وقت الصلاة..

    كنا نصليها معا


    أماه..

    قد كان أول ما عرفت من الحياة

    أن أمنح الناس السلام

    لكنني أصبحت يا أمي هنا

    وحدي غريبا.. في الزحام..

    لا شيء يعرفني ككل الناس يقتلنا الظلام

    فالناس لا تدري هنا معنى السلام

    يمشون في صمت كأن الأرض ضاقت بالبشر..

    والدرب يا أمي.. مليء بالحفر..

    وكبرت يا أمي.. وعانقت المنى

    وعرفت بعد كل ألوان الهوى..

    وتحطمت نبضات قلبي ذات يوم عندما مات الهوى..

    ورأيت أن الحب يقتل بعضه

    فنظل نعشق.. ثم نحزن.. ثم ننسى ما مضى

    و نعود نعشق مثلما كنا ليسحقنا.. الجوى

    لكن حبك ظل في قلبي كيانا.. لا يرى

    قد ظل في الأعماق يسري في دمي

    وأحس نبض عروقه في أعظمي
    [/]
    []

    أماه..

    ما عدت أدري كيف ضاع الدرب مني

    ما أثقل الأحزان في عمري و ما أشقى التمني..

    فالحب يا أمي هنا كأس.. وغانية.. وقصر

    الحب يا أمي هنا حفل.. وراقصة.. ومهر

    من يا ترى في الدرب يدرك

    أن في الحب العطاء

    الحب أن تجد الطيور الدفء في حضن.. المساء

    الحب أن تجد النجوم الأمن في قلب السماء

    الحب أن نحيا و نعشق ما نشاء..



    أماه.. يا أماه

    ما أحوج القلب الحزين لدعوة

    كم كانت الدعوات تمنحني الأمان

    قد صرت يا أمي هنا

    رجلا كبيرا ذا مكان

    وعرفت يا أمي كبار القوم والسلطان..

    لكنني.. ما عدت أشعر أنني إنسان!![/]
    []
    []

    بقايا..


    الخبز.. والأطفال والضيف الثقيل..

    وظلام أيام يموت ضياؤها بين النخيل..

    وجوانب الطرقات ينزف جرحها

    وتسيل فوق ضلوعها سحب الدماء

    والجائعون على الطريق يصارعون الموت في زمن الشقاء

    فالحب مات على الطريق

    كما يموت.. الأشقياء

    وعلى رغيف الخبز مات الحب.. وانتحر الوفاء

    فالناس تبحث عن بقايا حجرة

    عن ضوء صبح.. عن دواء

    عن بسمة تاهت مع الأحزان و الشكوى

    كأحلام المساء

    آه من الدمع الذي ما عاد يمنعه.. نداء الكبرياء

    ما زلت أبكي في مدينتنا وذبت من البكاء

    لكنني ما زلت أنتظر الضياء



    الناس صاروا في مدينتنا يبيعون الهوى..

    مثل الجرائد.. و البخور

    فالحب في أيامنا

    أن يقتل الإنسان في الأرض الزهور

    كم من زهور قد قتلناها

    لتمنحنا بقايا.. من عطور

    الحب أصبح لحظة

    نغتال فيها روعة الإحساس فينا و الشعور..


    الحب صار مقيدا بين السلاسل والحفر

    قد صار مثل الناس يدميها

    رغيف العيش.. أو هم العمر

    وغدت قلوب الناس شيئا.. كالحجر..

    الليل فيها راسخ الأقدام فانتحر القمر..

    [][/]

    زمن الذئاب


    وبعثت تعتب يا أبي..!

    وغضبت مني بعدما

    تاهت خطاي.. عن الحسين

    أنا يا أبي في الدرب مصلوب اليدين

    وزوابع الأيام تحملني و لا أدري.. لأين

    والناس تعبر فوق أشلائي

    ودمعي.. بين.. بين

    وبعثت تعتب يا أبي

    لم لا تجئ لكي ترى

    كيف الضمير يموت في قلب الرجل؟

    كيف الأمان يضيع أو يفنى الأمل؟

    لم لا تجئ لكي ترى

    أن الطريق يضيق حزنا بالبشر؟

    أن الظلام اليوم يغتال القمر؟

    أن الربيع يجئ.. من غير الزهر؟

    لم لا تجئ لكي ترى..

    الأرض تأكل زرعها؟

    و الأم تقتل طفلها؟

    أترى تصدق يا أبي

    أن السماء الآن.. تذبح بدرها؟!

    و الأرض يا أبتاه تأكل.. نفسها..


    وغضبت يا أبتاه مني بعدما

    تاهت خطاي عن الحسين..

    أتراه عاش زماننا

    أتراه ذاق.. كؤوسنا؟

    هل كان في أيامه دجل.. و إذلال.. وقهر؟

    هل كان في أيامه دنس يضيق.. بكل طهر؟

    فبيوتنا صارت مقابر للبشر

    في كل مقبرة إله

    يعطي.. و يمنع ما يشاء

    ما أكثر العباد.. في زمن الشقاء

    أبتاه لا تعتب علي..

    يوما ستلقاني أصلي في الحسين

    سترى دموع الحزن تحملها بقايا.. مقلتين..

    فأنا أحن إلى الحسين..

    ويشدني قلبي إليه فلا أرى.. قدمي تسير

    القلب يا أبتاه أصبح كالضرير

    أنا حائر في الدرب.. لا أدري المصير!!



    أنا في المدينة يا أبي مثل السحاب..

    يوما تداعبني الحياة بسحرها..

    يوما.. يمزقني العذاب

    ورأيت أحلام السنين كأنها

    وهم جحود.. أو سراب

    وعرفت أن العمر حلم زائف

    فغدا يصير.. إلى التراب

    زمن حزين يا أبي زمن الذئاب



    أبتاه لا تغضب إذا

    ما قلت شيئا.. من عتاب

    أبتاه قد علمتني حب التراب

    كيف الحياة أعيشها رغم الصعاب

    كيف الشباب يشدني نحو السحاب

    حاسبت نفسي عمرها

    حتى يئست من الحساب

    وضميري المسكين مات من العذاب

    أبتاه..

    ما زال في قلبي عتاب

    لم لم تعلمني الحياة مع الذئاب؟!!


    []

    الزمن الحزين..


    وأتيت يا ولدي.. مع الزمن الحزين

    فالعطر بالأحزان مات.. على حنايا الياسمين

    أطيارنا رحلت.. و أضناها الحنين

    أيامنا.. كسحابة الصيف الحزين

    ودماؤنا صارت شراب العابثين

    تتبعثر الأحلام في أعمارنا

    تتساقط الأفراح من أيامنا

    صرنا عرايا..؟!

    كل من في الأرض جاء

    حتى يمزق.. جرحنا

    صرنا عرايا..؟!

    كل من في الأرض جاء

    حتى يمزق.. عرضنا..

    قالوا لنا:

    أنتم حصون المجد.. أنتم عزنا

    قتلوا الصباح بأرضنا.. قتلوا المنى


    من أجل من يقتات أبنائي التراب؟

    من أجل من نحيا عبيدا للعذاب؟

    حزن.. وإذلال.. وشكوى واغتراب

    يا سادتي.. قلبي يموت من العذاب

    لمن العتاب؟

    لمن الحساب؟

    من أجل من تتغرب الأطيار في بلدي وتنتحر الزهور؟

    من أجل من تتحطم الكلمات في صدري وتختنق السطور؟

    من أجل من يغتالنا قدر جسور

    يا سادتي.. عندي سؤال واحد

    من أجل من يتمزق الغد في بلادي؟

    من أجل من يجني الأسى أولادي؟



    قد علموني الخوف يا ولدي

    وقالوا.. إن في الخوف النجاة

    إن الصلاة.. هي الصلاة

    إن السؤال جريمة لا تعصي يا ولدي((الإله))

    عشرون عاما يا بني دفنتها

    وكأنها شبح توارى في المساء

    ضاعت سنين العمر يا ولدي هباء

    والعمر علمني الكثير

    أن أدفن الآهات في صدري و أمضي.. كالضرير..

    ألا أفكر في المصير

    قل ما بدا لك يا بني و لا تخف

    فالخوف مقبرة الحياة..

    من أجل صبح تشرق الأيام في أرجائه

    من أجل عمر ماتت الأحلام في أحشائه

    قل ما بدا لك يا بني

    حتى يعود الحب يملأ بيتنا

    حتى نلملم بالأمان جراحنا

    لا تتركوا الغد في فؤادي يحترق

    لا تجعلوا صوت الأماني يختنق


    []

    حتى الحجارة .. أعلنت عصيانها ..


    حجر عتيق فوق صدر النيلِ

    يصرخُ في العراء ..

    يبكي في أسى

    ويدور في فزع

    ويشكو حزنهُ للماء ..

    كانت رياح العري تلفحهُ فيحني رأسهُ

    ويئنُ في ألمٍ وينظرُ للوراء ..

    يتذكرُ المسكينُ أمجادَ السنينِ العابراتِ

    على ضفافٍ من ضياء ..

    يبكي على زمنٍ تولَّى

    كانت الأحجارُ تيجاناً وأوسمةً

    تزيِّنُ قامةَ الشرفاء ..

    يدنو قليلاً من مياهِ النهرِ يلمَسُها

    تعانقُ بؤسَهُ

    يترنَّحُ المسكينُ بين الخوفِ والإعياء ..

    ويعودُ يسألُ

    فالسماءُ الآن في عينيهِ ما عادت سماء ..

    أين العصافيرُ التي رحلَت

    وكانت كلما هاجت بها الذكرى

    تحِنُّ الى الغناء ..

    أين النخيلُ يعانقُ السُّحبَ البعيدةَ

    كلما عبَرتْ على وجهِ الفضاء ..

    أين الشراعُ على جناحِ الضوءِ

    والسفر الطويل .. ووحشة الغرَباء ..

    أين الدموعُ تطلُّ من بين المآقي

    والربيعُ يودع الأزهارَ

    يتركها لأحزانِ الشتاء ..

    أين المواويلُ الجميلةُ

    فوق وجهِ النيلِ تشهد عُرسَهُ

    والكون يرسمُ للضفاف ثيابها الخضراء ..

    حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يبكي في العراء ..

    حجرٌ ولكن من جمودِ الصَّخرِ ينبتُ كبرياء ..

    حجرٌ ولكن في سوادِ الصَّخرِ قنديلٌ أضاء ..

    حجرٌ يعلمنا مع الأيامِ درساً في الوفاء ..

    النهرُ يعرفُ حزنَ هذا الصامت المهموم

    في زمنِ البلادةِ .. والتنطُّعِ .. والغباء ..


    حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يصرخُ في العراء ..

    قد جاءَ من أسوان يوماً

    كان يحملُ سرَّها

    كالنورِ يمشي فوق شطِّ النيلِ

    يحكي قصَّةَ الآباءِ للأبناء ..

    في قلبهِ وهجٌ وفي جنبيهِ حلمٌ واثقٌ

    وعلى الضفافِ يسيرُ في خُيلاء ..

    ما زالَ يذكرُ لونهُ الطيني

    في ركبِ الملوكِ وخلفَهُ

    يجري الزمانُ وتركعُ الأشياء ..

    حجرٌ من الزَّمنِ القديم

    على ضفافِ النيلِ يجلسُ في بهاء ..

    لمحوهُ عندَ السدِّ يحرسُ ماءهُ

    وجدوهُ في الهرمِ الكبيرِ

    يطلُّ في شممٍ وينظرُ في إباء ..

    لمحوهُ يوماً

    كان يدعو للصلاةِ على قبابِ القدسِ

    كان يُقيمُ مئذنةً تُكَبِّرُ

    فوقَ سد الأولياء ..

    لمحوهُ في القدس ِ السجينةِ

    يرجُمُ السفهاء ..

    قد كانَ يركضُ خلفَهم مثل الجوادِ

    يطاردُ الزمن الردئَ يصيحُ فوق القدسِ

    يا اللهُ .. أنتَ الحقُّ .. أنتَ العدلُ

    أنتَ الأمنُ فينا والرجاء ..

    لا شئَ غيركَ يوقفُ الطوفان

    هانت في أيادي الرجسِ أرضُ الأنبياء ..

    حجرٌ عتيقٌ في زمانِ النُّبلِ

    يلعنُ كلَّ من باعوا شموخَ النهرِ

    في سوقِ البغاء ..

    وقفَ الحزينُ على ضفافِ النهرِ يرقُبُ ماءَهُ

    فرأى على النهرِ المُعذَّبِ

    لوعةً .. ودموعَ ماء ..

    وتساءَلَ الحجرُ العتيقُ

    وقالَ للنهرِ الحزينِ أراكَ تبكي

    كيفَ للنهرِ البكاء ..

    فأجابهُ النهرُ الكسيرُ

    على ضفافي يصرخُ البؤساء ..

    وفوقَ صدري يعبثُ الجهلاء ..

    والآن ألعَنُ كلَّ من شربوا دماءَ الأبرياء ..

    حتى الدموعُ تحجَّرت فوقَ المآقي

    صارت الأحزانُ خبزَ الأشقياء ..

    صوتُ المَعاولِ يشطُرُ الحجرَ العنيدَ

    فيرتمي في الطينِ تنزفُ من مآقيهِ الدماء ..

    ويظلُّ يصرُخُ والمعاولُ فوقَهُ

    والنيلُ يكتمُ صرخةً خرساء ..


    حجرٌ عتيقٌ فوق صدرِ النيلِ يبكي في ألمْ ..

    قد عاشَ يحفظُ كلَّ تاريخِ الجدودِ وكم رأى

    مجدَ الليالي فوقَ هاماتِ الهرمْ ..

    يبكي من الزَّمنِ القبيحِ

    ويشتكي عجزَ الهِمَم ..

    يترنَّحُ المسكينُ والأطلالُ تدمي حولَهُ

    ويغوصُ في صمتِ الترابِ

    وفي جوانحهِ سأم ..

    زمن بنى منهُ الخلود وآخَرٌ

    لم يبْقَ منهُ سوى المهانةُ والندم ..

    كيفَ انتهَى الزَّمنُ الجميلُ

    الى فراغٍ .. كالعَدَمْ ..



    حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يصرخُ

    بعدَ أنْ سَئِمَ السكوتْ ..

    حتى الحجارةُ أعلنَت عِصيانَها

    قامَت على الطرُقاتِ وانتفضَت

    ودارت فوقَ أشلاءِ البيوت ..

    في نبضِنا شئٌ يموت ..

    في عزمِنا شئٌ يموت ..

    في كلِّ حجَرٍ على ضفافِ النهرِ

    يرتَعُ عنكبوت ..

    في كلِّ يومٍ في الرُّبوعِ

    الخُضرِ يولَدُ ألفُ حوت ..

    في كلِّ عُشٍّ فوقَ صدرِ النيلِ

    عصفورٌ يموت ..

    * * *

    حجرٌ عتيقٌ

    لم يزلْ في الليلِ يبكي كالصغارِ

    على ضفافِ النيلْ ..

    ما زالَ يسألُ عن رفاق ٍ

    شاركوهُ العمرَ والزَّمنَ الجميل ..

    قد كانت الشطآنُ في يوم ٍ

    تُداوي الجرحَ تشدو أغنياتِ الطيرِ

    يطربُها من الخيلِ الصهيل ..

    كانت مياهُ النيلِ تَعشقُ

    عطرَ أنفاسِ النخيل ..

    هذي الضفافُ الخُضرُ

    كم عاشَت تُغَنّي للهوى شمسَ الأصيل ..

    النهرُ يمشي خائراً

    يتسكَّعُ المسكينُ في الطُرُقاتِ

    بالجسَدِ العليل ..

    قد علَّموهُ الصَّمتَ والنسيانَ

    في الزمنِ الذّليل ..

    قد علَّموا النهرَ المُكابرَ

    كيفَ يأنسُ للخُنوعِ

    وكيفَ يركَعُ بين أيدي المستحيلْ ..



    حجرٌ عتيقٌ فوق صدر النيلِ يصرخُ في المدى ..

    الآن يلقيني السماسرةُ الكبارُ الى الرَّدى ..

    فأموتُ حزناً

    لا وداعَ .. ولا دُموعَ .. ولا صَدى ..

    فلتسألوا التاريخَ عنِّي

    كلُّ مجدٍ تحت أقدامي ابتدا ..

    أنا صانعُ المجدِ العريقِ ولم أزل

    في كلِّ رُكنٍ في الوجودِ مُخلَّدا ..

    أنا صحوةُ الانسانِ في ركبِ الخُلودِ

    فكيفَ ضاعَت كلُّ أمجادي سُدَى ..

    زالت شعوبٌ وانطوَتْ أخبارُها

    وبقيتُ في الزَّمنِ المكابِرِ سيِّدا ..

    كم طافَ هذا الكونُ حولي

    كنتُ قُدّاساً .. وكنتُ المَعبدا ..

    حتى أطَلَّ ضياءُ خيرِ الخَلقِ

    فانتفَضَت ربوعي خشيةً

    وغدوتُ للحقِّ المثابرِ مسجدا ..

    يا أيُّها الزَّمنُ المشوَّهُ

    لن تراني بعدَ هذا اليومِ وجهاً جامِدا ..

    قولوا لهُم

    إنَّ الحجارةَ أعلنَت عِصيانَها

    والصامِتُ المهمومُ

    في القيدِ الثقيلِ تمرَّدا ..

    سأعودُ فوقَ مياهِ هذا النَّهرِ طيراً مُنشِدا ..

    سأعودُ يوماً حينَ يغتسلُ الصباحُ

    البكرُ في عينِ النَّدى ..

    قولوا لهُم

    بينَ الحجارةِ عاشقٌ

    عرِفَ اليقينَ على ضفافِ النيلِ يوماً فاهتدى ..

    وأحبَّهُ حتى تَلاشَى فيهِ

    لم يعرِف لهذا الحبِّ عُمراً أو مدى ..

    فأحبَّهُ في كلِّ شئ ٍ

    في ليالي الفرحِ في طعمِ الرَّدَى ..

    مَن كانَ مثلي لا يموتُ وإنْ تغيَّرَ حالُهُ

    وبدا عليهِ .. ما بدا ..

    بعضُ الحجارةِ كالشموس ِ

    يَغيبُ حيناً ضوؤُها

    حتى إذا سَقَطَت قِلاعُ الليلِ وانكسرَ الدُّجى

    جاءَ الضياءُ مغرِّدا ..

    سيظلُّ شئٌ في ضميرِ الكونِ يُشعِرُني

    بأنَّ الصُّبحَ آتٍ .. أنَّ موعِدهُ غدا ..

    ليَعودَ فجرُ النيلِ من حيثُ ابتدا ..

    ليَعودَ فجرُ النيلِ من حيثُ ابتدا ..

    [/]
    [/]
    [/]
    [/]

    تعليق


    • #47
      []هند
      موضوع ممتاز
      فاروق جويدة شاعر مرهف الحس
      كلماته بسيطة يفهمها المتخصصون والعوام
      ممكن اطلب طلب ؟
      يوجد شاعر اخر انا بحبه بنفس المستوى
      اتمنى ان تجدى اعماله وتعرضيها علينا
      واكون شاكر جدا
      هو مأمون الشناوى
      [/]

      تعليق


      • #48
        []عزيزي العمدة

        اشكرك لتواصلك المرهف مع شاعرنا
        فاروق جويدة الرائع
        مثل الكثير من شعراءنا العظماء
        ومنهم مأمون الشناوي
        واعدك بالبحث عن أعماله ووضعها في موضوع منفصل إن شاء الله

        وأقدم لخاطرك الحساس مجموعة أخرى من قصائد شاعرنا الرقيق




        بالرغم منّا .. قد نضيع


        ( 1 )

        قد قال لي يوماً أبي

        إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب

        وغدوت تلعق من ثراها البؤس

        في الليل الكئيب

        قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب

        إن صرت يا ولدي غريباً في الزحام

        أو صارت الدنيا امتهاناً .. في امتهان

        أو جئت تطلب عزة الإنسان في دنيا الهوان

        إن ضاقت الدنيا عليك

        فخذ همومك في يديك

        واذهب إلى قبر الحسين

        وهناك صلي ركعتين

        (2)

        كانت حياتي مثل كل العاشقين

        والعمر أشواق يداعبها الحنين

        كانت هموم أبي تذوب .. بركعتين

        كل الذي يبغيه في الدنيا صلاة في الحسين

        أو دعوة لله أن يرضى عليه

        لكي يرى .. جد الحسين

        قد كنت مثل أبي أصلي في المساء

        وأظلُ أقرأ في كتاب الله ألتمس الرجاء

        أو أقرأ الكتب القديمة

        أشواق ليلى أو رياضَ .. أبي العلاء

        (3)

        وأتيتُ يوماً للمدينة كالغريب

        ورنينُ صوت أبي يهز مسامعي

        وسط الضباب وفي الزحامِ

        يهزني في مضجعي

        ومدينتي الحيرى ضبابٌ في ضباب

        أحشاؤها حُبلى بطفلٍ

        غير معروف الهوية

        أحزانها كرمادِ أنثى

        ربما كانت ضحية

        أنفاسُها كالقيدِ يعصف بالسجين

        طرقاتُها .. سوداء كالليل الحزين

        أشجارها صفراء والدم في شوارعها .. يسيل

        كم من دماء الناس

        ينـزف دون جرح .. أو طبيب

        لا شيء فيك مدينتي غير الزحام

        أحياؤنا .. سكنوا المقابر

        قبلَ أن يأتي الرحيل

        هربوا إلى الموتى أرادوا الصمت .. في دنيا الكلام

        ما أثقل الدنيا ...

        وكل الناس تحيا .. بالكلام

        (4)

        وهناك في درب المدينةِ ضاع مني .. كل شيء

        أضواؤها .. الصفراء كالشبح .. المخيف

        جثث من الأحياء نامت فوق أشلاء .. الرصيف

        ماتوا يريدون الرغيف

        شيخٌ ( عجوز ) يختفي خلف الضباب

        ويدغدغ المسكينُ شيئاً .. من كلام

        قد كان لي مجدٌ وأيامٌ .. عظام

        قد كان لي عقل يفجر

        في صخور الأرض أنهار الضياء

        لم يبق في الدنيا حياء

        قد قلتُ ما عندي فقالوا أنني

        المجنونُ .. بين العقلاء

        قالوا بأني قد عصيتُ الأنبياء

        (5)

        دربُ المدينة صارخُ الألوانِ

        فهنا يمين .. أو يسارٌ قاني

        والكل يجلس فوق جسمِ جريمةٍ

        هي نزعة الأخلاقِ .. في الإنسانِ

        أبتاه .. أيامي هنا تمضي

        مع الحزن العميق

        وأعيشُ وحدي ..

        قد فقدتُ القلبَ والنبضَ .. الرقيق

        دربُ المدينة يا أبي دربٌ عتيق

        تتربع الأحزانُ في أرجائه

        ويموت فيه الحب .. والأمل الغريق

        (6)

        ماذا ستفعل يا أبي

        إن جئتَ يوماً دربنا

        أترى ستحيا مثلنا ؟؟

        ستموت يا أبتاه حزناً .. بيننا

        وستسمع الأصواتَ تصرخُ .. يا أبي : يا ليتنا ..يا ليتنا .. يا ليتنا

        وغدوتُ بين الدربِ ألتمسُ الهروب

        أين المفر؟

        والعمرُ يسرع للغروب

        (7)

        أبتاهُ .. لا تحزن

        فقد مضت السنين

        ولم أصلِّ .. في الحسين

        لو كنتَ يا أبتاهُ مثلي

        لعرفتَ كيف يضيع منا كلُ شيء

        بالرغم منا .. قد نضيع

        بالرغم منا .. قد نضيع

        من يمنح الغرباءَ دفئاً في الصقيع؟

        من يجعل الغصنَ العقيمَ

        يجيء يوماً .. بالربيع ؟

        من ينقذ الإنسان من هذا .. القطيع ؟

        (8)

        أبتاهُ

        بالأمس عدتُ إلى الحسين

        صليتُ فيه الركعتين

        بقيت همومي مثلما كانت

        صارت همومي في المدينةِ

        لا تذوب بركعتين




        كان لنا.. حنين

        أماه.. ليتك تسمعين

        لا شيء يا أمي هنا يدري حكايا.. الحائرين

        كم عشت بعدك شاحب الأعماق مرتجف الجبين

        والحب في الطرقات مهزوم على زمن حزين


        بيني وبينك جد في عمري جديد

        أحببت يا أمي.. شعرت بأن قلبي كالوليد

        واليوم من عمري يساوي الآن ما قد كان

        من زمني البعيد

        وجهي تغير

        لم يعد يخشى تجاعيد السنين

        والقلب بالأمل الجديد فراشة

        صارت تطوف مع الأماني تارة

        وتذوب.. في دنيا الحنين

        والحب يا أمي هنا

        شيء غريب في دروب الحائرين

        وأنا أخاف الحاسدين

        قد عشت بعدك كالطيور بلا رفيق

        وشدوت أحزان الحياة قصيدة..

        وجعلت من شعري الصديق

        قلبي تعلم في مدينتنا السكون

        والناس حولي نائمون

        لا شيء نعرف مالذي قد كان يوما أو يكون!!

        لم يبق في الأرض الحزينة غير أشباح الجنون


        أماه يوما.. قد مضيت

        وكان قلبي كالزهور

        وغدوت بعدك اجمع الأحلام من بين الصخور

        في كل حلم كنت أفقد بعض أيامي وأغتال الشعور

        حتى غدا قلبي مع الأيام شيئا.. من صخور!!

        يوما جلست إليك ألتمس الأمان

        قد كان صدرك كل ما عانقت في دنيا الحنان

        وحكيت أحوال ويأس العمر في زمن الهوان

        وضحكت يوما عندما

        همست عيونك.. بالكلام

        قد قلت أني سوف أشدو للهوى أحلى كلام

        وبأنني سأدور في الأفاق أبحث عن حبيب

        وأظل أرحل في سماء العشق كالطير الغريب

        عشرون عاما

        منذ أن صافحت قلبك ذات يوم في الصباح

        ومضيت عنك وبين أعماق تعانقت الجراح

        جربت يا أمي زمان الحب عاشرت الحنين

        وسلكت درب الحزن من عمري سنين

        لكن شيئا ظل في قلبي يثور.. ويستكين

        حتى رأيت القلب يرقص في رياض العاشقين

        وعرفت يا أمي رفيق الدرب بين السائرين

        عينان يا أمي يذوب القلب في شطآنها

        أمل ترنم في حياتي مثلما يأتي الربيع

        ذابت جراح العمر وانتحر الصقيع..



        أحببت يا أمي وصار العمر عندي كالنهار

        كم عشت أبحث بعد فرقتنا على هذا النهار

        في الحزن بين الناس في الأعماق

        خلف الليل في صمت البحار

        ووجدتها كالنور تسبح في ظلام فانتفض النهار



        ما زلت يا أمي أخاف الحزن

        أن يستل سيفا في الظلام

        وأرى دماء العمر

        تبكي حظها وسط الزحام

        فلتذكريني كلما

        همست عيونك بالدعاء

        ألا يعود العمر مني للوراء

        ألا أرى قلبي مع الأشياء شيئا.. من شقاء

        وأضيع في الزمن الحزين

        وأعود أبحث عن رفيق العمر بين العاشقين

        وأقول.. كان الحب يوما

        كانت الأشواق

        كان.....

        كان لنا حنين!!!




        نحن والحرمان


        خفف دموعك عندما تلقاني

        واسأل نجوم الليل عن أحزاني

        أنا مصر, يا ولدي عطاء دائم

        أنا غنوة عاشت بكل لسان

        الآن تسأل: هل مصير دمائنا

        غدر الرفاق وجفوة الخلان؟

        أقسى عذاب العمر عهد خادع

        أو ظلم أهل أو ضياع أماني!!

        أتراك تعتب يا بني لأنهم

        باعوا دماك بأبخس الأثمان

        أنا يا عبير العمر يقتلني الأسى

        وأذوب مثلك في لظى أشجاني

        سالت دماؤك فوق صدري وارتوت

        منها القناة((فكبر الهرمان))

        وانساب صبح العمر بين ربوعنا

        حمل الربيع معطر الألحان

        هل بعد أمجاد دفعنا مهرها

        صبر السنين و قسوة الحرمان؟

        اليوم يجمعهم نداء ظالم

        فيصير حكم الأرض للشيطان

        وقفت شعوب الأرض تنظر حسرة

        هلا سمعتم قصة العربان؟

        شعب يموت الحب في وجدانه

        لا خير في شعب بلا وجدان

        قد صار يسكر من دماء وليده

        والعمر فيه دراهم وغواني

        عشرون عاما يا بني وهبتها

        من أجل صرح راسخ البنيان

        ودفعت أيام السنين رخيصة

        وأذقت شعبي لوعة الحرمان


        يا سادة الأحقاد مصر بشعبها

        بتراثها بصلابة الإيمان

        مصر العظيمة سوف تبقى دائما

        فوق الخداع.. وفوق كل جبان

        مصر العظيمة سوف تبقى دائما

        حلم الغريب وواحة الحيران

        مصر العظيمة سوف تبقى دائما

        بين الورى فخرا لكل زمان

        يا من تريدون الزعامة ويحكم

        مصر العظيمة كعبة الأوطان

        [/]


        []
        عودة الأنبياء

        عطرٌ ونورٌ في الفضاء

        والأرضُ تحتضنُ السماء

        والشمسُ تنظرُ بارتياح للقمر

        والزهرُ يهمسُ في حياءٍ للشجر

        والعطرُ تنشُره الخمائلُ

        فوق أهداب الطيور

        والنجمُ في شوق تصافحه الزهور

        ضوء يلوح من بعيد

        الأرضُ صارت في ظلامِ الليلِ

        لؤلؤةً يعانقها ضياء

        والناسُ تُسرعُ في الطريق

        صوتٌ يدندن في السماء

        الآن ، عاد الأنبياء


        هذا ضياء مُحمدٍ

        ينسابُ يخترقُ المفارقَ والجسور

        عيسى وموسى والنبيُ محمدٌ

        عطرٌ من الرحمنِ في الدنيا يدور

        هذي قلوب الناسِ تنظرُ في رجاء

        أتُرى يعودُ لأرضنا زمنُ النقاء ؟

        أهلاً بنور الأنبياء



        موسى يداعبُ زهرةً

        ثكلى ..فينتبه الرحيق

        الزهرة الخرساءُ تهمسُ : مرحباً

        يا أنبياءَ الحقِّ قد ضاع الطريق

        الزهرةُ الخرساءُ تهتف في ذهول : يا أنبياءَ الله

        يا من ملأتم بالضياء قلوبنَا

        يا من نثرتم بالمحبةِ دربنا

        بالقلب أحزانٌ وشكوى تختنق

        وربيع أيامٍ يموتُ .. ويحترق

        فالأرضُ كبلها الضلال

        تاه الحرامُ مع الحرام مع الحلال

        والخوفُ يعبثُ في النفوس بلا خجل

        والفقرُ في الأعماقِ يغتالُ المنى

        ماذا يفيدُ العمرُ لو ضاعَ الأمل؟



        الأرضُ يا موسى تضجُ من الجماجمِ والسجون

        أطفالنا عرفوا المشانقَ

        ضاجعوا الأحزانَ

        في زمن الجنون

        والشمس ضلت في الشروقِ طريقَهَا

        فهوت على شطِّ الغروب

        وتأرجحت وسط السماء

        ما بين شرقٍ جائرٍ

        ما بين غربٍ فاجرٍ

        الشمسُ تاهت في السماء

        ما عاد فيكِ مدينتي شيءٌ ليمنحنا الضياء

        فالليل يحملُ كالضلالِ سيوفه

        وبحارُنا صارت دماء

        من ينقذ الشطآن من هذي الدماء

        في كل ليل داكنِ الأشباح تنتحرُ القلوب

        في كلِّ يوم تسخرُ الأحلامُ من زمنٍ كذوب

        في كل شبر

        من ترابِ الأرضِ أحلامٌ تذوب

        قالوا لنا يوماً

        بأن الأرض كانت للبشر

        موسى بربكَ هل ترى في الأرضِ

        شيئاً .. كالبشر ؟



        عيسى رسول اللهِ

        يا مهد السلام

        هذي قبورُ الناسِ

        ضاقت بالجماجم والعظام

        أحياؤنا فيها نيام

        وعلى جبين اليأسِ

        مات الحبُ وانتحر الوئام

        الحقُ مصلوبٌ مع الأنفاسِ في دنيا الدجل

        والحبُ في ليل الدراهمِ

        والمخابئ والمباحثِ لم يزل

        يشكو زماناً يُسحق الإنسانُ فيه بلا خجل


        أهلاً رسول اللهِ

        يا خير الهداةِ الصادقين

        أنا يا محمدُ قد أتيتكَ

        من دروب الحائرين

        فلقد رأيتُ الأرضَ

        تسكرُ من دماء الجائعين

        والناسُ تحرقُ في رفاتِ العدلِ

        ماتَ العدل فينا من سنين

        أنا يا رسولَ الله طفلٌ حائرٌ

        من يرحم الآباءَ من يحمي البنين ؟

        الناسُ تأكلُ بعضَها

        هذي لحومُ الناسِ نأكلها ونشرب خلفها

        دمعَ الحيارى المتعبين

        رفقاً رسولَ اللهِ لا تغضب فهذا حالُنا

        فلقد عَصينا الله في زمنٍ حزين

        ماذا تقولُ إذا سرقتُ الناس خبّرني

        وطيفُ الجوع يقتل طفلتي؟

        وأنا أموتُ على الطريقِ وحوله

        يسري اللصوصُ وهم سكارى

        من بقايا مهجتي ؟

        بالله خبرني رسول اللهِ

        أين بدايتي .. ونهايتي ؟

        أتُرى أعيشُ العمرَ مصلوبَ المنى ؟


        أنا يا رسول اللهِ

        لم أعرف مع الدجل الرخيص حكايتي

        ماذا أكونُ ؟ ومن أكونُ ؟ أمام قبر مدينتي

        وأموتُ في نفسي .. أموت

        وأموتُ في خوفي .. أموت

        وأموت في صمتي .. أموت

        أنا يا رسول الله أحيا كي أموت

        قالوا بأن الموت موتٌ واحدٌ

        وأمام كل دقيقة قلبي يموت

        قلبي رسول الله في جنبي يموت

        ماذا أقول وقد رأيتُ الأرضَ تفرحُ

        بالمعاصي والذنوب؟

        ماذا أقولُ وعمري الحيرانُ

        يطحنه الغروب ؟

        والحبُ في قلبي يذوب

        آهٍ رسولَ الله من أيامنا

        فلقد رأيتَ بنورِ قلبكَ حالنََا

        يا منصف الأحياءِ والموتى

        ويا نوراً أضاء طريقنا

        لا تترك الأحزانَ ترتعُ بيننا


        الشمسُ تصعدُ للسماء

        والزهرُ يخنقه البكاء

        والليل ينظرُ في دهاء

        عاد الظلامُ مدينتي ما كنتِ يوماً .. للضياء

        الآن يرحلُ عنكِ نور الأنبياء

        النورُ يخترقُ السماء

        يمضي بعيداً ، ويح قلبي ليته ما كان جاء

        يوماً رأت فيه القلوبُ

        بشيرَ صبحٍ عانقت فيهِ الرجاء


        يا أنبياءَ الله

        لا تتركوا الأرضَ الحزينةَ للضياع

        لا تتركوا الأرض الحزينة للضياع

        يا أنبياء الله

        يا من تريدون الوداع

        يا من تركتم للظلام مدينتي

        قبل الرحيل تنبهوا

        الأرض تمشي للضياع

        الأرض ضاعت .. في الضياع




        في هذا الزمن المجنون


        لا أفتح بابي للغرباء

        لا أعرف أحدا

        فالباب الصامت نقطة ضوء في عيني

        أو ظلمة ليل أو سجان

        فالدنيا حولي أبواب

        لكن السجن بلا قضبان

        والخوف الحائر في العينين

        يثور ويقتحم الجدران

        والحلم مليك مطرود

        لا جاه لديه ولا سلطان

        سجنوه زماناً في قفص

        سرقوا الأوسمة مع التيجان

        وانتشروا مثل الفئران

        أكلوا شطآن النهر

        وغاصوا في دم الأغصان

        صلبوا أجنحة الطير

        وباعوا الموتى والأكفان

        قطعوا أوردة العدل

        ونصبوا ( سيركاً ) للطغيان

        في هذا الزمن المجنون

        إما أن تغدوا دجالاً

        أوتصبح بئراً من أحزان

        لا تفتح بابك للفئران

        كي يبقى فيك الإنسان !

        [/]

        تعليق


        • #49
          []


          ويضيع العمر


          يا رفيقَ الدَّرب

          تاه الدَّرْبُ منّا .. في الضباب

          يا رفيقَ العمر

          ضاعَ العمرُ .. وانتحرَ الشباب

          آهِ من أيّامنا الحيرى

          توارتْ .. في التراب

          آهِ من آمالِنا الحمقى

          تلاشتْ كالسراب

          يا رفيقَ الدَّرْب

          ما أقسى الليالي

          عذّبتنا ..

          حَطَّمَتْ فينا الأماني

          مَزَّقَتْنا

          ويحَ أقداري

          لماذا .. جَمَّعَتنا

          في مولدِ الأشواق

          ليتها في مولدِ الأشواقِ كانتْ فَرّقَتْنا

          لا تسلني يا رفيقي

          كيف تاهَ الدربُ .. مِنَّا

          نحن في الدنيا حيارى

          إنْ رضينا .. أم أَبَيْنَا

          حبّنا نحياه يوماً

          وغداً .. لا ندرِ أينَ !!

          لا تلمني إن جعلتُ العمرَ

          أوتاراً .. تُغنّي

          أو أتيتُ الروضَ

          منطلقَ التمنّي

          فأنا بالشعرِ أحيا كالغديرِ المطمئنِّ

          إنما الشعرُ حياتي ووجودي .. والتمنّي

          هل ترى في العمر شيئاً

          غير أيامٍ قليلة

          تتوارى في الليالي

          مثل أزهارِ الخميلة

          لا تكنْ كالزهرِ

          في الطُّرُقَاتِ .. يُلقيه البشر

          مثلما تُلقي الليالي

          عُمْرَنا .. بين الحُفَر

          فكلانا يا رفيقي

          من هوايات القَدَر

          يا رفيقَ الدَّرْب

          تاهَ الدربُ مني

          رغمَ جُرحي

          رغمَ جُرحي ..

          سأغنّي




          أحزان ليلة ممطرة


          السقف ينزف فوق رأسي

          والجدار يئن من هول المطر

          وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقة .. للحفر !

          في الوجه أطياف من الماضي

          وفي العينين نامت كل أشباح السهر

          والثوب يفضحني وحول يدي قيد لست أذكر عمرهُ

          لكنه كل العمر ..

          لا شيء في بيتي سوى صمت الليالي

          والأماني غائمات في البصر

          وهناك في الركن البعيد لفافة

          فيها دعاء من أبي

          تعويذة من قلب أمي لم يباركها القدر

          دعواتها كانت بطول العمر والزمن العنيد المنتصر

          أنا ماحزنت على سنين العمر طال العمر عندي .. أم قصر

          لكن أحزاني على الوطن الجريح

          وصرخة الحلم البريء المنكسر


          فالماء أغرق غرفتي

          وأنا غريب في بلاد الله

          أدمنت الشواطيء والمنافي والسفر

          كم كنت أبني كل يوم ألف قصر

          فوق أوراق الشجر ..

          كم كنت أزرع ألف بستان

          على وجه القمر ..

          كم كنت ألقي فوق موج الريح أجنحتي

          وأرحل في أغاريد السحر

          منذ انشطرت على جدار الحزن

          ضاع القلب مني .. وانشطر ..

          ورأيت أشلائي دموعا في عيون الشمس

          تسقط بين أحزان النهر

          وغدوت أنهاراً من الكلمات

          في صمت الليالي .. تنهمر

          قد كنت في يوم بريء الوجه

          زار الخوف قلبي فانتحر

          وحدائقي الخضراء ما عادت تغني

          مثلما كانت ...

          وصوتي كان في يوم عنيدا وانكسر


          ولدي من عمري

          وذكرى الأمس بعض من صور

          فلتنظري صوري فإن الأمس أحيانا

          يكون عزاء يوم ... يحتضر

          هل تسمحين

          بأن ينام على جفونك لحظة

          طفل يطارده الخطر..

          هل تسمحين

          لمن أضاع العمر أسفاراً

          بأن يرتاح يوماً ..

          بين أحضان الزهر ...

          اني لأفزع كلما جاءت

          خيول الليل نحوي ..

          يحتويني الهم .. يخنقني الضجر

          اعتدت أن تعوى كلاب الصيد

          في قدمي ... تحاصرني .... وتعبث في عيوني

          كلما الجلاد في سفه .. أمر

          اني أخاف على ثيابك من ثيابي

          كلما أرجوه بعض الأمن ..

          .. عطراً ... دندنات من وتر


          لا تخجلي إن كان عندك بعض أصحاب

          وجئت بثوبي العاري ببابك انتظر

          لكنه حزن الصقيع ...

          ووحشة الغرباء في ليل المطر

          فالناس حولي يهرعون

          وفي ثيابي نهر ماء

          في عيوني بحر دمع

          بين أعماقي حجر ..

          وأريد صدراً لا يساومني على عمري

          ولا يأسى على ماض عبر

          فالعري أعرفه

          وأعرف أن مثلي

          في زمان الرق مطلوب

          وأن الحرص لن يجدي

          ولن يغني الحذر ...


          اني سأرحل عندما يأتي قطار قطار الليل

          لا تبكي لأجلي....

          لا تلومي الحظ إن يوماً غدر

          فأنا وحيد في في ليالي البرد

          حتى الحزن صادقني زماناً

          ثم في سأم .. هجر

          إني أحبك ..

          رغم أن الحب سلطان عظيم

          عاش مطرودا

          وكم داسته أقدام البشر

          إني أحبك ..

          فاتركيني الآن في عينيك أغفو

          إن خلف الباب أحزان وعمر ينتحر

          كل العصافير الجميلة أعدموها

          فوق أغصان الشجر

          كل الخفافيش الكئيبة

          تملأ الشطئآن ..

          تعبث فوق أشلاء النهر


          لا تحزني ...

          إن الزمان الراكع المهزوم لن يبقى

          ولن تبقى خفافيش الحفر..

          فغداً تصيح الأرض .. فالطوفان آت

          والبراكين التي سجنت أراها تنفجر..

          والصبح هذا الزائر المنفي من وطني

          يطل الآن .. يجري .. ينتشر ..

          وغداً أحبك مثلما يوم حلمت ...

          بدون خوف ...

          أو سجون ...

          أو مطر ...




          بائع الأحلام


          تسألوني الحلم أفلس بائع الأحلام

          ماذا أبيع لكم !

          وصوتي ضاع وأختنق الكلام

          ما زلت أصرخ في الشوارع

          أوهم الأموات أني لم أمت كالناس ..

          لم أصبح وراء الصمت شيئاً من حطام

          مازلت كالمجنون

          أحمل بعض أحلامي وأمضي في الزحام


          لا تسألوني الحُلم

          أفلس بائع الأحلام ..

          فالأرض خاوية ..

          وكل حدائق الأحلام يأكلها البَوَار

          ماذا أبيع لكم .. ؟

          وكل سنابل الأحلام في عيني دمار

          ماذا أبيع لكم ؟

          وأيامي انتظار ........ في انتظار

          ................




          الحرف يقتلني


          أنا شاعر ..

          مازلت أرسم من نزيف الجُرح

          أغنية جديدة ..

          ما زلت أبني في سجون القهر

          أزماناً سعيدة

          مازلت أكتبُ

          رغم أن الحرف يقتلني

          ويلقيني أمام الناس

          أنغاماً شريدة ..

          أو كلما لاحت أمام العين

          أمنية عنيده ..

          ينساب سهم طائش في الليل ..

          يُسقِطُها .... شهيدة ...


          [/]


          [] ما بعد رحيل الشمس


          ما بعد رحيل الشمس

          (1)

          الوقت..

          عين الليل يسبح في شواطئها السواد

          والدرب يلبس حولنا ثوب الحداد

          شيخ ينام على الرصيف

          قط وفأر ميت القط يأكل في بقايا الفأر ثم يدور يرقص في عناد

          والشيخ يصرخ جائعا ويصيح: يا رب العباد

          هذا زمان مجاعة و الناس تسقط كالجراد

          العمر

          يا للعمر وقت ضائع

          عام مضى.. عامان.. عشر

          لست أعرف كم مضى..

          فالعمر في قدم الرياح

          والليل يلتهم الصباح

          والجرح ينزف بالجراح


          زمني

          يقول الناس إني جئت في زمن حزين

          وأنا أقول بأنني

          قد جئت في الزمن الخطأ

          ماذا يفيد صوابنا

          إن صارت الدنيا و صارت الناس كالرقم الخطأ؟

          خطواتنا الحيرى على هذا الطريق

          تردد الأنفاس في أعماقنا

          ونعيش في أوهامنا

          لكننا نحيا مع الزمن الخطأ


          عنوان أيامي

          على المظروف أكتب اسم شارعنا القديم

          ما عدت أذكر اسم شارعنا الجديد

          الشارع المسكين صار حكاية..

          قد غيروه.. وغيروه.. وغيروه

          ما عاد يذكر اسمه

          لكنني ما زلت أعرف اسم شارعنا القديم


          أما أنا

          قالوا بأني كنت يوما فارس العشق القديم

          وبأن عمري صار بيتا

          من بيوت العنكبوت

          ولأنني رغم القبور.. ورغم موت الأرض

          أرفض أن أموت

          قالوا بأني فارس ما زال يرفض أن يموت

          اليوم الأول بعد رحيل الشمس

          (2)

          ما زال حبك أمنيات حائرات في دمي

          أشتاق كالأطفال ألهو.. ثم أشعر بالدوار

          وأظل أحلم بالذي قد كان يوما..

          أحمل الذكرى على صدري شعاعا..

          كلما أختنق النهار

          والدار يخنقها السكون

          فئران حارتنا تعربد في البيوت

          وسنابل الأحلام في يأس تموت

          نظرت للمرآة في صمت حزين

          العمر يرسم في تراب الوجه أحزان السنين

          أصبحت بعدك كالعوز يردد الكلمات

          يمضغها وينساها.. ويأكلها

          ويدرك أن شيئا لا يقال

          ما عدت أعبأ بالكلام

          فالناس تعرف ما يقال

          كل الذي عندي كلام لا يقال

          اليوم الأول بعد المئة لرحيل الشمس

          (3)

          ولدي يسألني: لماذا أنت يا أبتي حزين..

          لم تبتسم من ألف عام

          أترى تخاف..

          الوحش يا أبتاه في النهر الكبير

          قالوا بأن الوحش قد أكل الطيور

          ما زال يأكل في الزهور

          الوحش يأكلنا ويشرب عمرنا

          ويدور في كل الشوارع يخنق الأطفال يعبث بالقبور

          الوحش يشرب كل ماء النهر ثم يبول في النهر العجوز

          ويعود يشرب من جديد

          والنهر بئر من دموع الناس

          النهر جرح غائر الأعماق

          تنبت في جوانحه الجراح

          والوحش يسكر بالجراح


          أشتاق عطرك كلما عادت مع الليل الهموم

          ولدي يقول بأنني

          لم أبتسم من ألف عام

          قلبي وحزن النهر والأيتام في برد الطريق

          حزني عنيد لا ينام

          اليوم الأول بعد الألف لرحيل الشمس

          (4)

          في الدرب رائحة ومنديلي قديم

          تتسلل الأحزان بين جوانحي

          تتزاحم الرعشات بين أصابعي..

          قد مات عصفوري الصغير

          قد ظل يصرخ في عيون الناس يلتمس النجاة..

          سقط الصغير على جناح الدار وانسابت دماه

          الريش يعبث في عيوني مثل غيمات الشتاء

          ويطير بين جوانحي شبح الدماء

          ويصيح في صدري البكاء

          عصفورنا في الدرب مات


          يمضي علينا العمر.. والحلم الجميل

          ما زال في صمت يقاوم كل أحزان الرحيل

          اليوم الأول بعد.. لرحيل الشمس

          (5)

          أصبحت لا ألقاك صرت سحابة

          عبرت على عمري كما يهفو النسيم

          ورجعت للحزن الطويل

          ما زلت ألمح بعض عطرك بين أطياف الأصيل

          يمضي الزمان بعمرنا

          الخوف يسخر بالقلوب

          واليأس يسخر بالمنى

          والناس تسخر بالنصيب

          عصفورنا قد مات

          من قال إن العمر يحسب بالسنين


          الليل لم يرحم رحيل الزيت من قنديلنا

          أخفى شعاعا كان يحمله القمر

          والشمعة الثكلى تساقط ضوءها

          ثم انزوت تبكي على صدر الظلام

          وأنا أحدق.. كل شيء صار بعدك صامتا

          الليل والقمر الذبيح

          الشمعة الحيرى ومزماري الجريح

          من يأخذ الأيام والعمر الطويل

          لتعود شمس مدينتي

          يا شمس.. فارسك القديم..

          مازال يبكي عمره بعد الرحيل


          [/]

          تعليق


          • #50
            []

            رفيق العمر

            رفيق العمر سافر حيث شئت
            وجرب في حياتك ما أردت
            سترجع ذات يوم حيث كنت
            فعمرك في يدي.. والعمر أنت

            * * *

            رفيق العمر يا أملا توارى
            ويا كأسا تنكر.. للسكارى
            فأين ضياك يا صبح الحيارى؟
            أضعنا العمر شوقا.. و انتظارا
            وتحملني الأماني حيث كنا
            فأسأل عن زمان ضاع منا
            وأعجب من ترى يغنيك عنا
            فهان الحب يا قلبي.. وهنا؟

            * * *

            أعاتب هل ترى يجدي العتاب
            وقد أدمنت يا قلبي.. الغياب؟
            سنين العمر ترحل كالسراب
            وأسأل أين أنت ولا جواب

            * * *
            وسافر يا حبيبي كيف شئت
            وجرب في حياتك ما أردت
            سترجع ذات يوم حيث كنت
            سترجع ذات يوم
            [/]

            تعليق


            • #51
              []

              من كتاب .. ليس للحب آوان

              قالت : ماذا تفعل لو عاد الزمـــــــان بنا للوراء و رجعنا كما كنا ذات
              يوم عشاقـــــــا .. ماذا تفعل لو عادت الأحــــــــــلام ترفرف فى سماء
              أيامنا .. وعاد دفء مشاعرنا يحتوينــــــا من كل الأشيـــــاء .. ويأخذنا
              بعيدا عن هذا العالم الكسيح .. ماذا تفعل لو أننا بدأنا قصة حبنا من جديد
              ..

              قلت : أخطئ لو قلت أننى لم أعد أحبـــــــــك .. فما زلت تسكنين

              كل قطرة دماء فى عروقى و مازال حبــــــــك يتدفق فى كل جزء من
              كيـــــــانى و ما زلت أراك كما رأيتك يومــــا .. القلب الطيب ..
              والأحساس النبيل .. والعمر الجميل .. ورغم المسافات التى فرقتنا ..
              والظروف التى وقفت بيننــــــا مازلت أحمل لك مشاعر غاية فى النقاء ..

              أراك

              الحبيبــــــة .. والصديقة و الرفيقة .. و الحلم الشامخ .. و الأمل
              المهزوم .. و الثورة وا لجنون .. و الشك و اليقين .. و تسألين ماذا أفعل
              لو عاد بنا العمر للوراء ..؟؟؟؟؟؟!!!!!!

              أقول لك لو عاد هذا العمر

              لحاولت أن أعيش معك كل لحظة جميـــــــــلة عشناها معـــــــــا .. فى
              أماكنها .. فى أزمانها .. و تذكاراتها .. و أمانيها .. ومعاناتها .

              لو

              عاد العمر بنا للوراء .. لتمنيت أن أراك كما رأيتك أول مرة .. و أنا أعيش
              معــــك آمال البداية و آلامها .. و أن أقضى معك مرة أخرى تلك
              الأيـــــــام التى سرقناها من الزمن .. ثم جــــــاء الزمن فى ليلة عاصفة
              و معه المحضرون والمحامون ورجال الشرطة وألقى القبض على سعادتنا و صادر كل
              أرصدة أحلامنـــــــــــــــا وتركنا بلا مأوى فى الطريق .. لوعاد بنا
              العمر للوراء لأحببتك بنفس الطريقه التى أحببتك بها ذات يوم .........

              كنت

              أتمنى أن أعيش معك لأننى بعيدا عنك أرى نفسى غريبا بين الناس .. لا أسمع
              ما يقولون .. و لا يفهمون ما أحكى ..وكلانا فى وادى سحيق ..

              قالت : لو عاد بى العمر ما خترت أحدا غيرك ..


              قلت

              : لو كانت هناك بنوك تبيع سنوات العمر ما اشتريت شيئا غير أيامنا معا ..
              مازلت أنت واحة تسكن أعماقى .. أعود إليها كلما رأيت نفسى غريبا بين الناس
              .. ولكننى معك أرى عمرى و أحلامى و جنونى .. أدفع بقية عمرى من أجل يوم
              واحد نعيشه معا .. و لكن أين أنت؟؟؟ .. و أين أنا ؟؟؟؟؟ .. و بيننا يقف
              زمان قبيـــــــح .. ومن فينا يملك أن يسترد عمره الضائع .. ليتنا نستطيع

              [/]

              تعليق


              • #52
                عذرا حبيبي

                في كل عام كنت أحمل زهرة
                مشتاقة تهفو إليك..
                في كل عام كنت أقطف بعض أيامي
                وأنثرها عبيرا في يديك
                في كل عام كانت الأحلام بستانا
                يزين مقلتي.. ومقلتيك
                في كل عام كنت ترحل يا حبيبي في دمي
                وتدور ثم تدور.. ثم تعود في قلبي لتسكن شاطئيك
                لكن أزهار الشتاء بخيلة
                بخلت على قلبي.. كما بخلت عليك
                عذرا حبيبي
                إن أتيت بدون أزهاري
                لألقي بعض أحزاني لديك

                تعليق


                • #53
                  []
                  ماذا أصابك يا وطن


                  أنـا من سنين لـم أره
                  لـكن شيئا ظـل في قـلـبي زمانا يذكـره‏..‏
                  ***
                  عمي فرج‏..‏
                  رجل بسيط الحال
                  لم يعرف من الأيام شـيئاً
                  غير صمت المتـعبـين
                  كنـا إذا اشـتدت ريـاح الشك
                  بين يديه نـلتمس اليقين‏..‏
                  كـنا إذا غـابت خـيوط الشـمس عن عينـيه
                  شـيء في جوانحنـا يضل‏..‏ ويستكين
                  كنـا إذا حامت علي الأيام أسراب
                  من اليأس الجسور نـراه كـنز الحالمين‏..‏
                  كـم كـان يمسك ذقـنه البيضاء في ألم
                  وينظـر في حقول القـمح
                  والفئـران تـسكـر من دماء الكـادحين
                  ***
                  عمي فـرج‏..‏
                  يوما تقلـب فـوق ظـهر الحزن
                  أخـرج صفحة صفراء إعلانا بـطـول الأرض
                  يطلب في بـلاد النـفـط بعض العاملين
                  همس الحزين وقـال في ألم‏:‏
                  أسافر‏..‏ كـيف يا الله
                  أحتمل البعاد عن البنية‏..‏ والبنين ؟‏!..‏
                  لم لا أحج‏..‏ فـهل أموت ولا أري
                  خير البرية أجمعين‏..‏
                  لم لا أسافر‏..‏ كلـها أوطـانـنـا‏..‏
                  ولأنـنـا في الهم شـرق‏..‏ بيننا نسب ودين‏.‏
                  لـكنه وطـني الـذي أدمي فـؤادي من سنين
                  ما عاد يذكرني‏..‏ نـساني‏..‏
                  كـل شيء فيك يامصر الحبـيبة
                  سوف يـنسي بعد حين‏..‏
                  أنا لـست أول عاشق نـسيته هذي الأرض
                  كم نـسيت ألوف العاشقين‏..
                  ***‏
                  عمي فرج‏..‏
                  قـد حان ميعاد الرجوع إلي الوطـن
                  الكـل يصرخ فـوق أضواء السفينة
                  كـلـما اقـتـربت خيوط الضوءعاودنا الشـجن
                  أهواك يا وطني‏..‏
                  فلا الأحزان أنـستني هواك ولا الزمن
                  عمي فرج‏..‏
                  وضع القميص علي يديه
                  وصاح‏:‏ يا أحباب لا تتعجبوا
                  إني أشم عبير ماء النـيل فوق الباخره
                  هيا احملـوا عيني علي كفي
                  أكاد الآن ألمح كل مئذنة
                  تطـوف علي رحاب القاهره‏..



                  هيا احملوني
                  كـي أري وجه الوطـن‏..‏
                  دوت وراء الأفق فرقـعة
                  أطاحت بالقـلوب المستـكينه
                  والماء يفتـح ألف باب
                  والظـلام يدق أرجاء السفينه
                  غاصت جموع العائدين تناثـرت
                  في الليل صيحات حزينه
                  ***
                  عمي فرج‏..‏
                  قـد قام يصرخ تـحت أشـلاء السـفينه
                  رجل عجوز
                  في خريف العمر من منكم يعينه
                  رجل عجوز ....آه يا وطني
                  أمد يدي نحوك ثم يقطعها الظـلام
                  وأظل أصرخ فيك‏:‏ أنقذنا‏..‏ حرام
                  وتسابق الموت الجبان‏..‏
                  واسودت الدنيا وقـام الموت
                  يروي قصة البسطاء
                  في زمن التـخاذل والتنـطـع والهوان‏..‏
                  وسحابة الموت الكـئيب
                  تـلف أرجاء المكـان
                  ***
                  عمي فرج‏..‏
                  بين الضحايا كان يغمض عينـه
                  والموج يحفر قبره بين الشـعاب‏.‏
                  وعلي يديه تـطل مسبحة ويهمس في عتاب
                  الآن يا وطـني أعود إليك
                  تـوصد في عيوني كل باب
                  لم ضقـت يا وطني بـنـا
                  قد كـان حلـمي أن يزول الهم عني‏..‏ عند بابـك
                  قد كان حلمي أن أري قبري علي أعتابـك
                  الملح كفـنني وكان الموج أرحم من عذابـك
                  ورجعت كـي أرتاح يوما في رحابك
                  وبخلت يا وطني بقبر يحتويني في ترابك
                  فبخلت يوما بالسكن
                  والآن تبخـل بالكفـن
                  ماذا أصابك يا وطـن‏..[/]

                  تعليق


                  • #54
                    []اختي شريره
                    سلمت وسلم انتقاءك
                    لأشعار الرائع فاروق جويده
                    العازف على وتر القلب

                    [/]

                    تعليق


                    • #55
                      المشاركة الأصلية بواسطة السيلاوي مشاهدة المشاركة
                      []اختي شريره

                      سلمت وسلم انتقاءك
                      لأشعار الرائع فاروق جويده
                      العازف على وتر القلب[/]
                      مشكور اخي السيلاوي على مرورك الكريم
                      تحياتي

                      تعليق


                      • #56
                        []ويمضي بي العمر في كل درب
                        فأنسى همومي على شاطئيك..
                        وإن مزقتنا دروب الحياة
                        فمازلت أشعر أني إليك..
                        أسافر عمري وألقاك يوما
                        فإني خلقت وقلبي لديك..[/]

                        []ماشاء الله
                        مجموعه رائعه جدا
                        حبيبتي هند
                        شكر وتقدير لمجهودك العظيم
                        ولتعريفنا بالشاعر الكبير
                        فاروق جويده
                        وقصائد رائعه
                        بارك الله فيك يا غاليه
                        دمتي مميزه
                        [/]

                        تعليق


                        • #57
                          فاروق جويدة
                          شاعرنا في فترة الصِبا
                          الذي خط بكلماته نبض القلوب
                          على صفحات الورق
                          حفظنا اشعاره وتغنينا بها
                          تسلمي غصون الحلوة
                          لعرض اشعاره الرائعة
                          دمتِ بكل خير

                          تعليق

                          مواضيع تهمك

                          تقليص

                          المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                          المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                          المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                          المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                          المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                          يعمل...
                          X