إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رحله مع الشعر والشعراء من الجاهليه الى المعاصره

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    مرثية الزير لكليب

    كليب لاخير في الدنيا وما فيها ان انت خليتها لم يبقى واليها
    فيها تنعي النعاة كليبا فقلت له مالت بنا الارض أم مالت رواسيها
    ليت السماء على من تحتها وقعت حالت الارض فاندكت أهاليها
    الناحر النوق للضيفان يطعمها والواهب الميتة الحمراء براعيها
    الحلم والجود كانا من طبائعه ماكل اللطافه ياقوم تحصيها
    ضجت منازل بالخلان قد درست تبكي كليب نهار مع لياليها
    كليب اي فتى زين ومكرمة تقود خيلا الى خيل تلاقيها
    تكون اولها في حين كرتها وانت بالكر يوم الكر حاميها
    غدرك جساس ياعزي ويا سند وليس جساس من يحسب تواليها
    لا أصلح الله منا من يصالحهم حتى يصالح ذيب المعز راعيها
    وتوالد البغله الخضرا خدالجه وانت تحيا من الغبرا تاليها
    ويحلب الشاة من اسنانها لبن وتسرع النوق لاترعى مراعيها

    وقال

    كُلَيْبُ لاَ خَيْرَ في الدُّنْيَا وَمَنْ فِيهَا=إنْ أنتَ خليتها في منْ يخليها
    كُلَيْبُ أَيُّ فَتَى عِزٍّ وَمَكْرُمَة ٍ=تحتَ السفاسفِ إذْ يعلوكَ سافيها
    نعى النعاة ُ كليباً لي فقلتُ لهمْ=مادتْ بنا الأرضُ أمْ مادتْ رواسيها
    لَيْتَ السَّمَاءَ عَلَى مَنْ تَحْتَهَا وَقَعَتْ=وَحَالَتِ الأَرْضُ فَانْجَابَتْ بِمَنْ فِيهَا
    أضحتْ منازلُ بالسلانِ قدْ درستْ=تبكي كليباً وَ لمْ تفزعْ أقاصيها
    الْحَزْمُ وَالْعَزْمُ كَانَا مِنْ صَنِيعَتِهِ=ما كلَّ آلائهِ يا قومُ أحصيها
    القائدُ الخيلَ تردي في أعنتها=زَهْوَاً إذَا الْخَيْلُ بُحَّتْ فِي تَعَادِيها
    النَّاحِرُ الْكُومَ مَا يَنْفَكُّ يُطْعِمُهَا=وَالْوَاهِبُ المِئَة َ الْحَمْرَا بِرَاعِيهَا
    منْ خيلِ تغلبَ ما تلقى أسنتها=إِلاَّ وَقَدْ خَضَّبَتْهَا مِنْ أَعَادِيهَا
    قدْ كانَ يصحبها شعواءَ مشعلة ً=تَحْتَ الْعَجَاجَة ِ مَعْقُوداً نَوَاصِيهَا
    تكونُ أولها في حينِ كرتها=وَ أنتَ بالكرَّ يومَ الكرَّ حاميها
    حَتَّى تُكَسِّرَ شَزْراً فِي نُحُورِهِمِ=زرقَ الأسنة ِ إذْ تروى صواديها
    أمستْ وَ قدْ أوحشتْ جردٌ ببلقعة ٍ=للوحشِ منها مقيلٌ في مراعيها
    ينفرنَ عنْ أمَّ هاماتِ الرجالِ بها=وَالْحَرْبُ يَفْتَرِسُ الأَقْرَانَ صَالِيهَا
    يهزهونَ منَ الخطيَّ مدمجة ٍ= كمتاً أنابيبها زرقاً عواليها
    نرمي الرماحَ بأيدينا فنوردها=بِيضاً وَنُصْدِرُهَا حُمْراً أَعَالِيهَا
    يا ربَّ يومٍ يكونُ الناسُ في رهجٍ=بهِ تراني على نفسي مكاويها
    مستقدماً غصصاً للحربِ مقتحماً=ناراً أهيجها حيناً وأطفيها
    لاَ أَصْلَحَ الله مِنَّا مَنْ يُصَالِحُكُمْ=ما لاحتِ الشمسُ في أعلى مجاريها

    ايضا

    كُنَّا نَغَارُ عَلَى الْعَوَاتِقِ أَنْ تَرَى=بالأمسِ خارجة ً عنِ الأوطانِ
    فَخَرَجْنَ حِينَ ثَوَى كُلَيْبٌ حُسَّراً=مستيقناتٍ بعدهُ بهوانِ
    فَتَرَى الْكَوَاعِبَ كَالظِّبَاءِ عَوَاطِلاً=إذْ حانَ مصرعهُ منَ الأكفانِ
    يَخْمِشْنَ مِنْ أدَمِ الْوُجُوهِ حَوَاسِراً=مِنْ بَعْدِهِ وَيَعِدْنَ بِالأَزْمَانِ
    مُتَسَلِّبَاتٍ نُكْدَهُنَّ وَقَدْ وَرَى=أجوافهنَّ بحرقة ٍ وَ رواني
    وَ يقلنَ منْ للمستضيقِ إذا دعا=أمْ منْ لخضبِ عوالي المرانِ
    أمْ لا تسارٍ بالجزورِ إذا غدا=ريحٌ يقطعُ معقدَ الأشطانِ
    أمْ منْ لاسباقِ الدياتِ وَ جمعها=وَلِفَادِحَاتِ نَوَائِبِ الْحِدْثَانِ
    كَانَ الذَّخِيرَة َ لِلزَّمَانِ فَقَد أَتَى=فقدانهُ وَ أخلَّ ركنَ مكاني
    يَا لَهْفَ نَفْسِي مِنْ زَمَانٍ فَاجِعِ=أَلْقَى عَلَيَّ بِكَلْكَلٍ وَجِرَانِ
    بمصيبة ٍ لا تستقالُ جليلة ٍ=غَلَبَتْ عَزَاءَ الْقَوْمِ وللشُّبان
    هَدَّتْ حُصُوناً كُنَّ قَبْلُ مَلاَوِذاً= لِذَوِي الْكُهُولِ مَعاً وَالنِّسَوَانِ
    أضحتْ وَ أضحى سورها منْ بعدهِ=متهدمَ الأركانِ وَ البنيانِ
    فَابْكِينَ سَيِّدَ قَوْمِهِ وَانْدُبْنَهُ=شدتْ عليهِ قباطيَ الأكفانِ
    وَ ابكينَ للأيتامِ لما أقحطوا=وَ ابكينَ عندَ تخاذلِ الجيرانِ
    وَ ابكينَ مصرعَ جيدهِ متزملاً= بِدِمَائِهِ فَلَذَاكَ مَا أَبْكَانِي
    فَلأَتْرُكَنَّ بِهِ قَبَائِلَ تَغْلِبٍ=قتلى بكلَّ قرارة ٍ وَ مكانِ
    قتلى تعاورها النسورُ أكفها=ينهشنها وَ حواجلُ الغربانِ

    تعليق


    • #17
      ألقابه وكنيته

      لقب عدي بن ربيعة بألقاب عديدة من أشهرها :

      الزير سالم

      اختلف في اسمه فقيل أن اسمه سالم كما هو معروف
      وقيل أن اسمه عدي كما ذكر في عدة قصائد منها قصيدته الشهيرة وهو في الأسر التي كانت
      سببا غير مباشر في مقتله والتي قال
      طَفَلة ما ابْنة المحللِ بيضاء لعوب لذيذة في العناقِ فاذهبي ما إليك غير بعيد لا يؤاتي العناق من في الوثاقِ
      ضربت نحرها إلى وقالت ياعديا ، لقد وقتك الأواقيأما

      تسميته بالزير

      سماه أخوه كليب (زير النساء) أي جليسهن.


      المهلهل وقد قيل لقب مهلهلا لأنه كان
      يلبس ثياباً مهلهلة

      كما يقال أنه لقب مهلهلا لأنه هلهل الشعر أي أرقّه

      أبي ليلى
      وهي كنيته وذلك لأنه في صغره رأى رؤيا ينجب فيها فتاة واسمها ليلى وأنه لها شأن، فلما تزوج أسمى فتاته بذاك الإسم وزوجها كلثوم بن مالك من بني عمومتها وولد منها عمرو بن كلثوم بن مالك صاحب المعلّقة.
      ولد هنا وعاش هناك

      من اشعار الزير

      سَأَمْضِي لَهُ قِدْماً وَلَوْ شَابَ فِي الَّذِي
      أَهِمُّ بِهِ فِيمَا صَنَعْتُ الْمَقَادِمُ
      مخافة َ قولٍ أنْ يخالفَ فعلهُ
      وَ أنْ يهدمَ العزَّ المشيدَ هادمُ


      أَعَينَيَّ جودا بِالدُموعِ السَوافِحُ
      عَلى فارِسِ الفُرسانِ في كُلُّ صافِحِ
      أَعَينَيَّ إِن تَفنى الدُموعُ فَأَوكِفا
      دِماً بِاِرفِضاضٍ عِندَ نَوحِ النَوائِحِ
      أَلا تَبكِيانِ المُرتَجى عِندَ مَشهَدٍ
      يُثيرُ مَعَ الفُرسانِ نَقعَ الأَباطِحِ

      تعليق


      • #18
        كليب لاخير في الدنيا وما فيها ** ان انت خليتها لم يبقى واليها

        فيها تنعي النعاة كليبا فقلت له ** مالت بنا الارض أم مالت روا

        الناحر النوق للضيفان يطعمها ** والواهب الميتة الحمراء براعيها

        الحلم والجود كانا من طبائعه ** ماكل اللطافه ياقوم تحصيها

        ضجت منازل بالخلان قد درست ** تبكي كليب نهار مع لياليها

        كليب اي فتى زين ومكرمة ** تقود خيلا الى خيل تلاقيها


        أهـــــــــــــــــــاج قذاء عينيَ الادكارُ ؟
        هُــــــــــــــــــدوءاً فالدموعُ لها انهمارُ
        وصار الليل مشــــــــــــــــــتملاً علينا
        كـــــــــــأن الـــلـــيـــــلَ ليس له نهارُ
        وبتُّ أراقـــــــــــــــــــبُ الجوزاء حـتى
        تقــــــــارب من أوائـــلها انـــــحـــــدارُ
        أصـــــــــــــــــــرفُ مقلتي في إثرِ قومٍ
        تباينت البلادُ بهم فغـــــــــــــــــــــار وا
        وأبـــــــكـــــــي والنجــــــــومُ مُطَلعات
        كأن لم تــحــــــوها عـــني البحــــــارُ
        على من لو نُعـــــيت وكــــان حــــــياً
        لقاد الخــــــيلَ يحـــجـــبُها الغـــــــبارُ
        دعــــــــوتكَ يا كـــلـــيبُ فلم تجــبني
        وكيف يجـــــــــــــــــيبني البلدُ القَفارُ
        أجــــــبني يا كُـــــليبُ خــــــــلاك ذمٌ
        ضــــــــنيناتُ النفـــــــــــوس لها مَزارُ
        أجــــــبني يا كُـــــليبُ خــــــــلاك ذمٌ
        لقد فُجِعتْ بفارســــــــــــــــــــ ها نِزارُ
        ســــــقـــــــــاك الغيثُ إنك كنت غيثاً
        ويُســـــــــــــــراً حين يُلتمسُ اليسارُ
        أبت عــــــيناي بعــــــــــــــدك أن تَكُفا
        كأن غـــضـــا القــــــــتادِ لها شِـــــفارُ
        وإنك كـــنـــت تـــحـــلــمُ عن رجــــالٍ
        وتـــعـــفـــو عــــنــهُــــمُ ولك اقـــتدارُ
        وتـــمـــنــعُ أن يَمَـــسّــــــهُمُ لســـانٌ
        مـــــخــــــــافـــةَ من يجــيرُ ولا يجــارُ
        وكـــنتُ أعُــــدُ قــــــربي منك ربــحـــاً
        إذا ماعـــــــدتْ الربْـــــــحَ التِّجـــــــــار
        فلا تــبــعُـد فــكـــلٌ ســــــــوف يلقى
        شـــعـــوباً يســــــتديـــر بها المــــدارُ
        يعـــيــشُ المـــــــرءُ عـــند بني أبـيــه
        ويوشــــــك أن يصـــــــير بحيث صاروا
        أرى طــــــول الحـــــيــاة وقــد تـــولى
        كما قد يُسْـــــــلـب الشــــيء المعارُ
        كأني إذ نــعــى النــاعـــي كـــلـــيــباً
        تـــطـــــاير بــيــن جـــنــبــي الشــرار
        فَدُرتُ وقد غـــشـــى بصــــــري عليه
        كما دارت بشــــــاربها العُـــــــــــقـــار
        ســـــــــألتُ الحـــــي أين دفــــنتموهُ
        فـــقـــالوا لي بأقـــصـــى الحـــي دارُ
        فســــــــــــرتُ إليه من بلدي حـــثيثاً
        وطــــــار النــــومُ وامـــــــتنع القــــرارُ
        وحـــــــــادت ناقـــــتي عن ظــلِ قــبرٍ
        ثــوى فــــيه المـــكــــارمُ والفَــخــــارُ
        لدى أوطــــــــــــــان أروع لم يَشِــــنهُ
        ولم يحــــــــدث له في النــاس عـــارُ
        أتغــــــــدو يا كـــــــليبُ معــــي إذا ما
        جـــــبان القــــــــوم أنجـــــــاه الفِــرارُ
        أتغــــــــدو يا كـــــــليبُ معــــي إذا ما
        حُـــــلُوق القـــوم يشحـــذُها الشَّفارُ
        أقـــــــــولُ لتغــــــلبٍ والعـــــــــزُ فيها
        أثــــــيــــــرُهــــــا لذلكــــم انــتــصــارُ
        تـــتـــابـــــع أخـــوتي ومــضَــــوا لأمــرٍ
        عليه تــــتــــابــــــع القــــوم الحِــسارُ
        خُـــــذِ العـــهــــد الأكـيد عليَّ عُمري
        بـــتـــركـــــي كـــل ما حـــــوت الديارُ
        ولســـتُ بخـــــالعٍ درعي وســـــيفي
        إلى أن يخـــلــــع اللــــيل النـــــهـــارُ



        قصة موت الزير سالم

        كبر المهلهل وأسن فأخذ يجول في البلاد يرافقه عبدان , فملا منه وهما بقتله فأحسن بذلك , فسألهما أن ينقلا عنه هذا البيت :
        من مبلغ الحيين أن مهلهلا *** لله دركما ودر أبيكما
        فقتلاه ثم عادا إلى الحي باكيين منتحبين , وقالا لابنته البيت فتفكرت فيه ثم قالت البيت لا يستقيم هكذا إنما أراد مهلهل أن يقول :
        من مبلغ الحيين أن مهلهلا ...... أمسى قتيلاً في الفلاة مجدلا
        لله دركما ودر أبيكمــا .....لا يبرح العبدان حتى يقتـلا
        فضربوهما حتى أقروا بقتله فقتلوهما .....

        الى اللقاء مع موعد قادم

        تعليق


        • #19
          حبيبتى الرائعة بنت تونس
          أستمتعت جدا بهذه الرحلة الجميلة
          ذكرتينى بدراستى فى الجامعة
          كنت بدرس فى اول سنه تاريخ ادب جاهلى
          جزاك الله خيرا حبيبتى
          مجهود كبير جعله الله فى ميزان حسناتك
          انا متبعاكى ياغالية

          تعليق


          • #20
            سعيده جدا بمرورك
            ومتابعتك حبيبتي
            منى سامي
            وبتشريفك الغالي لموضوعي
            كل الشكر والود ياغاليه

            تعليق


            • #21
              سنتعرف اليوم على الشعر
              في صدر الإسلام
              يعد الشعر في عصر صدر الإسلام امتدادا لسابقه في العصر الجاهلي لأن شعراء
              هذا العصر هم أنفسهم شعراء العصر الجاهلي ولهذا فقد كانوا يسمون
              بالمخضرمين إلا أن هذا لا يمنع أن يكون قد حدث شيء من التغيير في أسلوب
              الشعر ومعانيه أما أسلوب الشعر في هذا العصر فقد اختلف بشكل يسير عن
              أسلوب الشعر الجاهلي وذلك من خلال تأثره بأسلوب القران وأسلوب الحديث
              وتأثره بعاطفة المسلم الرقيقة فالورع والتقوى ومخافة الله أوجدت أسلوبا يبتعد
              عن الجفاء والغلظة والخشونة التي هي ابرز سمات الشعر الجاهلي ومن هنا
              فقد أصبح الشاعر الإسلامي يختار الألفاظ اللينة والتراكيب السهلة الواضحة التي
              تؤدي المعنى بشكل دقيق أما أوزان الشعر وأخيلته ونظام القصيدة فقد بقيت على
              ما كانت عليه في العصر الجاهلي لأن مثل هذا التغيير يتطلب وقتا ليس بالقصير
              وأما معاني الشعر فقد اختلفت بشكل كبير عن معاني الشعر الجاهلي الذي لم
              يكن يقف عند حد معين أو فكر محدد ومن ثم أصبح الشاعر في هذا العصر يختار
              من المعاني ما يخدم الإسلام ويدعوا إليه مستقياً معظم هذه المعاني من
              القران والحديث ولكن من غير المقبول أن يقال إن معاني الشعر الإسلامي قد
              انفصلت انفصالاً تاماً عن معاني الشعر الجاهلي لأن الأدب الجاهلي هو المصدر
              الثالث من المصادر التي يستقي منها الأدب الإسلامي أفكاره وأساليبه ولهذا
              فان المعاني التي أهملها الشعر هي المعاني التي نفاها الإسلام فلم تعد
              صالحة للبقاء كالشعر الذي يدعوا للعصبية وكالغزل الفاحش والهجاء المقذع
              والمدح الكاذب ووصف الخمر أما المعاني التي لم ينفها الإسلام فقد بـقيـت
              متداولة لدى الشعراء مع تغير القيم التي يعتمدون عليها في تلك المعاني فإذا
              كانت قيم المدح في الجاهلية هي الشجاعة والكرم والجود فإنها في الإسلام
              تعني التمسك بالدين والتحلي بحسن الخلق والورع والزهد وإذا كانت قيم الفخر
              في الجاهلية هي الأحساب والقبيلة فإنها في الإسلام تعني الانتساب للإسلام
              وإتباع الرسول وهكذا في بقية الأغراض إلا أن هذا لايمنع أن يجمع الشاعر بين
              القيم القديمة والقيم الجديدة التي جاء بها الإسلام.
              و نشير إلى أن هناك موضوعات جدت وطرأت في هذا العصر كشعر الدعوة ونشر
              عقائد الإسلام ووصف الفتوحات الإسلامية وأماكن الجهاد كما وجدت في هذا
              العصر البذرة الأولى للشعر السياسي الذي برز فيما بعد في عصر بني أمية
              بسبب تعدد الأحزاب السياسيه
              يذكر بعض دارسي الأدب أن الشعر في هذا العصر قد أصيب بالضعف وتعرض لفترة
              من الركود وفي هذا الكلام شيء من الخطأ وشيء من الصواب إما انه أصيب
              بالضعف فكلام غير صحيح لأنه مبني على خلط بين الضعف من جهة وبين
              اللين والسهولة مــن جهة أخــرى وذلك لأن الإسلام صادف في العرب قلوبا
              قاسية فألانها وطباعا جافية فرققها ومن ثم أصبح الشعراء يختارون من الكلمات
              ألينها ومن الأساليب أسهلها وابتعدوا عن الألفاظ الجافة الغليظة والتراكيب
              الوعرة وشعر حسان في الجاهلية والإسلام خير شاهد على ما نقول وإما انه
              تعرض لفترة من الركود فصحيح وذلك للأسباب التالية :
              يتبع

              تعليق


              • #22
                - 1- انبهار العرب ببلاغة القرآن وملأت نفوسهم عقيدة الإسلام وآدابه وفي أثـناء
                ذلك شغلوا بالفتوحات فصرفهم كل ذلك عن قول الشعر إلا قليلا. ولعل أدل واقعة
                تدلل على شدة الانبهار هي قصة الوليد ابن المغيرة ومقولته الشهيرة
                واصفاً القرآن : والله إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أسفله لمغدق وإن أعلاه
                لمثمر وإنه ليعلو ولا يعلى عليه وإنه ليحطم ما تحته وما يقول هذا بشر)

                للممدوحين وبذلك علا شان الخطابة وانخفض شأن الشعر وخصوصا بعد أن
                صارت الخطابة هي الوسيلة الطيعة المرنة لنشر دعوة الإسلام.

                هجوا رسول الله فأمر النبي بترك رواية شعرهم.

                والغزل الفاحش ولم يشجع رحلات اللهو والقنص وكل هذه الأمور كانت وقودا
                جزلا لشعلة الشعر فلما قاومها الإسلام اقتصرت أغراض شعر المخضرمين على
                مناقضة شعراء المشركين وعلى مدح الرسول وأصحابه... ومع هذا فلم يخل
                هذا العصر من أصوات شاعرية عذبة انبعثت من أمثال
                لبيد بن ربيعة والخنساء وحسان بن ثابت وكعب بن زهير وعبد الله بن رواحة
                وكعب بن مالك وغيرهم.
                وقد يظن بعض دارسي الأدب أن الإسلام حارب الشعر بينما الصحيح انه لم
                يحاربه لذا ته وإنما حارب الفاسد من مناهج الشعراء ويتمثل هذا المعنى في
                الآية التي صنفت الشعراء إلى فئتين فئة ضالة وأخرى مهتدية حيث يقول
                (والشعراء يتبعهم الغاوون * الم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون
                ما لا يفعلون * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من
                بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) بل إن الإسلام ذهب
                إلى ابعد من هذا حين اتخذ الشعر سلاحا من أسلحة الدعوة وعده نوعا من
                أنواع الجهاد فجعل الشاعر على ثغرة من ثغور الإسلام لا يسدها إلا هو وأمثاله
                من الأدباء وقد أدرك الإسلام قيمة الكلمة الشعرية وشدة تأثيرها ولذا كان
                النبي يشجع الشعر الجيد المنطوي على مثل عليا وكان يستمع إليه ويعجب
                بما اشتمل عليه من حكمة حتى لقد قال"إن من البيان لسحرا وان من الشعر
                لحكمه "
                2- سقوط منزلة الشعراء لتكسبهم بالشعر وخضوعهم في سبيل العطاء 3-أن نفر من الشعراء الذين ظلوا على الشرك من أمثال عبد الله بن الزبعري

                تعليق


                • #23
                  من شعراء صدر الاسلام

                  المُغيرة بن الحارث بن عبدالمطلب
                  وابن عم النبيّ صلّى الله عليه وآله وصاحبه.
                  هداني هادٍ غير نفسي ودلّني *** على اللهِ مَن طَرّدتُ كلَّ مطرّدِ
                  أفِرُّ وأنأى جاهِداً عن محمّدٍ *** وأُدْعى وإنْ لم أنتسِبْ بمحمّـدِ
                  ومن شعره يوم حُنين

                  لقد عَلِمَتْ أفْناءُ كعـبٍ وعامرٍ *** غَداةَ حُنينٍ حينَ عمَّ التَّضَعْضُعُ
                  بأنّي أخو الهَيْجاء أركَبُ حدَّها *** أمامَ رسـول اللـه لا أتَتَعتَعُ
                  رجاءَ ثوابِ اللـه واللـه واسِعٌ *** إليه تعالى كلُّ أمـرٍ سَيَرْجِـعُ

                  الطرماح بن حكيم الطائي:
                  اعتنق مذهب الخوارج وصار من
                  كبار شعرائهم.
                  أنّ غير الموت لاقى عَدَبَّساً وجدِّك لم يسطع له أبداً هضما
                  فتى لو يصاغ الموت صيغ كمثله هضما إذا الخيل جالت في تساجلها قدما
                  كعب بن زهير
                  ألا أبلغا عني بجيراً رسالةً *** فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا؟
                  فبيّن لنا إن كنت لست بفاعلِ *** على أيّ شيء غير ذلك دَلَّكا
                  على خُلُقٍ لم أُلفِ يوما أبا له *** عليه وما تُلفِى علَيهِ أبا لَكا
                  لبيد بن ربيعة العامري: الوحيد الذي اسلم من شعراء
                  المعلقات..وقال عنه الرسول..
                  اصدق كلمة قالتها العرب كلمة لبيد: الا كل شي‏ء
                  ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل‏»
                  وقال
                  يا رب هيجاً هي خير من دعه
                  أكل يوم هامتي مقزعه نحن بنو أم البنين الأربعه
                  ومن خيار عامر بن صعصعه المطعمون الجفنة المدعدعه
                  والضاربون الهام تحت الخيضعه يا واهب الخير الكثير من سعه
                  إليك جاوزنا بلاداً مسبعه يخبر عن هذا خيبر فاسمعه
                  مهلاً أبيت اللعن لا تأكل معه إن استه من برص ملمعه
                  وإنه يدخل فيها إصبعه يدخلها حتى يواري أشجعه
                  كأنما يطلب شيئاً أطعمه

                  يتبع

                  تعليق


                  • #24
                    واليوم سنتعرف الى الشاعر
                    الطرماح بن حكيم الطائي
                    اسمه ونسبه ولقبه:

                    هو الحكم بن الحكيم بن الحكم بن نقر بن قيس بن جحدر بن ثعلبة بن عبد رضا بن مالك بن أمام بن عمرو بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيىء.
                    ألاأيها الليل الذي طال أصبحِ ***ببمّ على أن للعينين في الصبح راحةً
                    وما الإصباح فيك بأروح ***بطرحِهما طرفيهما كلّ مطرح
                    والطرماح لقب عرف به الشاعر، حتى غلب على اسمه الأصلي فاشتهر به
                    منذ القدم. وقد استعمله في شعره، فقال:

                    أنا الطرماح، فاسأل بي بني ثعل *** قومي إذا اختلط التصدير بالحقبِ

                    والكلمة بمعنى الطويل المرتفع ثم أطلقت مجازاً على الرجل الذي يرفع رأسه
                    زهواً. ومن هذا المعنى الأخير أخذ له هذا اللقب، لأنه كان مزهواً بنفسه،
                    فيه كبر وفخر. ويأيد هذا الرأي ما رواه أبو الفرج الأصفهاني عن أبي تمام الطائي:
                    "قال: مر الطرماح بن حكيم في مسجد البصرة، وهو يخطر في مشيته.
                    فقال الرجل: من هذا الخطار؟ فسمعه، فقال: أنا الذي أقول:

                    لقد زادني حباً لنفسي أنني *** بغيضٌ إلى كل امرىءِ غير طائلِ"

                    وقد سئل حفيد الطرماح أبو مالك: "لمَ قيل لجدك الطرماح؟ وما الطرماح
                    في كلام العرب؟ فقال: أما في كلامنا، معشر طيىء، فإنه الحية الطويل".
                    نشأة الطرماح الأولى غامضة، يكتنفها الظلام، فلا نستبين من أخبارها
                    شيئاً كثيراً. وقد اختلف العلماء منذ القديم في مكان نشأته، وتضاربت
                    في ذلك آراءهم. فالأصمعي يروي عن شعبة بن الحجَّاج أنه سأل الطرماح:
                    "أين نشأت؟ فأجابه الطرماح: بالسواد". وأراد بالسواد سواد العراق. وأيد
                    الأصمعي ذلك بقول الطرماح:
                    على أن أبا الفرج الأصفهاني قال في الأغاني: "ومنشؤه بالشام. وانتقل
                    إلى الكوفة بعد ذلك مع من وردها من جيوش أهل الشام". وكذلك قال
                    ابن عساكر بأبي الطرماح "شامي المولد والمنشأ، كوفي الدار". ونقل
                    أبو الفرج الأصفهاني أيضاً في الأغاني، حين الكلام على صداقة الكميت
                    والطرماح، عن ابن قتيبة الرواية التالية: "فقيل للكميت: لأعجب من صفاء
                    ما بينك وبين الطرماح على تباعد ما يجمعكما من النسب والمذهب والبلاد،
                    وهو شامي قحطاني، وأنت كوفي نزاري…".
                    وتظهر عصبية الطرماح لأهل الشام في شعره. فهو لا يفتأ يذكر الشام وأهل
                    الشام في مجال الفخر والتباهي. ويريد بأهل الشام قومه طيئاً والقبائل
                    اليمنية من قحطان الذين يدل بهم، ويباهي تميماً وغيرهم من قبائل العرب
                    المضرية. فمن ذلك قوله للفرزدق:

                    ونجّاك من أزد العراق كتائب *** لقحطان أهل الشام لما استهلّت

                    وقوله:

                    إذا الشام لم تثبت منابر ملكه *** وطدنا له أركانه فاستقرت

                    وقوله:

                    في عزنا انتصر النبي محمد *** وبنا تثبت في دمشق المنبر
                    من قصائده

                    أَلاَ لاَ أَرَى الأَيَّامَ يُقْضَـى عَجيبُهـا = لِطُولٍ، ولا الأَحْدَاثَ تَفْنَى خُطُوبُهَـا

                    ولا عِبَرُ الأَيَّـامِ يَعْـرِفُ بَعْضَهـا = ببَعْـضٍ مِـنَ الأَقْـوَامِ إِلاَّ لَبِيبُهَـا
                    ولـم أَرَ قَـوْلَ المَـرْءِ إِلاَّ كَنَبْلِـه = لـه وبـه مَحْرومُهـا ومُصِيبُهــا
                    وما غُيِّبَ الأَقْوامُ عن مِثْـلِ خُطَّـةٍ = تَغَّيبَ عَنْهـا يَـوْمَ قيِلَـتْ أَرِيبُهـا
                    وأَجْهَلُ جَهْلِ القَوْمِ ما فـي عَدُوَّهِـمْ = وَأَرْدَأُ أَحْلـاَمِ الرِّجَـال غَرِيبُهــا
                    وما غُبِـنَ الأَقْـوَامُ مِثْـلَ عُقُولِهـمْ = ولا مِثْلَهـا كَسْبـاً أَفَـادَ كُسُوبُهــا
                    وهَلْ يَعْدُوَنْ بَيْنَ الحَبِيـبِ فِراقَـهُ؟ = نَعَم، داءُ نَفْـسٍ أَن يَبِيـنَ حَبِيبُهـا
                    ولكِنَّ صَبْراً عن أَخٍ عَنْـكَ صابِـرٍ = عَزَاءً إِذا ما النَّفْسُ حَـنَّ طَرُوبُهـا
                    رَأَيْتُ عِذَابَ الماءِ إِن حِيـلَ دُونَهـا = كَفَـاكَ لِمَـا لا بُـدَّ منـه شَرُوبُهـا
                    وإِن لَمْ يَكُـنْ إِلاَّ الأَسِنَّـةَ مَرْكَـبٌ = فـلا رَأَىَ للمضْطَـرِّ إِلاَّ رُكُوبُهـا
                    الى لقاء جديد ان شاء الله

                    تعليق


                    • #25
                      الغالية بنت تونس
                      متابعة معاكى حبيبتى
                      موضوع وثائقى رائع
                      موسوعة كامله لرحلة الشعر عبر العصور
                      موضوع مميز وأطلب تثبيته من الادارة
                      لو أمكن ذلك
                      دمتى بخير ياغالية ومنتظرة معاكى الرحلة القادمة

                      تعليق


                      • #26
                        حبيبتي الرائعه
                        منى سامي
                        اسعد جدا كلما دخلت موضوع
                        من مواضيعي واجد اسمك وكلماتك
                        تنير متصفحي وتحثني على المواصله
                        ربي يعيشك ليا حبيبة قلبي ومايحرمني
                        مرورك الغالي
                        دمتي في حفظ الله

                        تعليق


                        • #27
                          السلام عليكم احبتي في الله
                          نكمل معكم رحلة الشعر والشعراء ولازلنا
                          مع شعراء عصر صدر الاسلام.وسنتعرف
                          على الشاعر ذو الرمه

                          ذُو الرُمَّة هو غيلان بن عقبة بن
                          نهيس بن مسعود العدوي الربابي التميمي
                          وهو شاعر عربي من الرباب من تميم، من شعراء العصر الأموي، من فحول الطبقة الثانية في عصره.
                          ولد سنة 77 هـ \696م، وتوفي بأصفهان (وقيل بالبادية) سنة 117 هـ \ 735م وهو في سن الأربعين.
                          قيل له ذو الرمة لقوله في الوتد -أشعث باقي رمة التقليد-، والرُمَّة، بضم الراء، الحبل البالي.
                          كان قصيرًا دميمًا، يضرب لونه إلى السواد، أكثر شعره تشبيب وبكاء أطلال. كان ذو الرمة أحد عشاق العرب
                          المشهورين، إذ كان كثير التشبيب بمية، وهي مية بنت مقاتل بن طلبة بن قيس بن عاصم المنقرية،
                          كانت فاتنة الجمال. قال فيها ذو الرمّة:


                          على وجه مي مسحة من ملاحة
                          وتحت الثياب العار لو كان باديا

                          ألم تر أن الماء يخبث طعمه

                          وإن كان لون الماء أبيض صافيا

                          فواضيعة الشعر الذي لج فانقضى

                          بمي ولم أملك ضـلال فؤاديا


                          وكان ذو الرمة كثير المديح لبلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري،
                          وفيه يقول مخاطبا ناقته صيدح وهذا الاسم علم عليها:


                          إذا ابن أبي موسى بلالا بلغته

                          فقام بفأس بين وصليك جازر


                          ويقال إنه كان ينشد شعره في سوق الإبل،
                          فجاء الفرزدق فوقف عليه، فقال له ذو الرمة:
                          «كيف ترى ما تسمع يا أبا فراس» فقال:
                          «ما أحسن ما تقول»، قال:
                          «فما لي لا أذكر مع الفحول»،
                          قال: «قصر بك عن غايتهم بكاؤك في الدمن
                          وصفتك للأبعار والعطن»
                          وقال أبو عمرو بن العلاء:
                          «ختم الشعر بذي الرمة والرجز برؤبة بن العجاج»
                          وقال أبو عمرو:
                          «شعر ذي الرمة نقط عروس يضمحل عن قليل وأبعار
                          ظباء لها شم في أول رائحة ثم يعود إلى البعر»

                          ومن اشعاره


                          ما بالُ عَينِكَ مِنها الماءُ iiيَنسَكِبُ
                          كَأَنَّهُ مِن كُلى مَفرِيَّة سَرِبُ
                          وَفراءَ غَرفِيَّة أَثأى iiخَوارِزُها
                          مُشَلشِلٌ ضَيَّعَتهُ بَينَها iiالكُتَبُ
                          أَستَحدَثَ الرَكبُ عَن أَشياعِهِم خَبَرا
                          أَم راجَعَ القَلبَ مِن أَطرابِهِ iiطَرَبُ
                          مِن دِمنَة نَسَفَت عَنها الصَبا سُفَعا
                          كَما تُنَشَّرُ بَعدَ الطَيَّةِ iiالكُتُبُ
                          سَيلا مِنَ الدِعصِ أَغشَتهُ iiمَعارِفَها
                          نَكباءُ تَسحَبُ أَعلاه iiفَيَنسَحِبُ
                          لا بَل هُوَ الشَوقُ مِن دارٍ iiتَخَوَّنَها
                          مَرّا سَحابٌ وَمَرّا بارِحٌ iiتَرِبُ
                          يَبدو لِعَينَيكَ مِنها وَهيَ مُزمِنَةٌ
                          نُؤيٌ وَمُستَوقَدٌ بال وَمُحتَطَبُ
                          إِلى لَوائِحَ مِن أَطلالِ iiأَحوِيَةٍ
                          كَأَنَّها خِلَلٌ مَوشِيَّةٌ iiقُشُبُ


                          وقال أيضاً:


                          يا دارَ مَيَّةَ بِالخَلصاءِ iiغَيَّرَها

                          سَحُّ العِجاجِ عَلى جَرعائِها الكَدَرا

                          قَد هِجتِ يَومَ الِلوى شَوقاً طَرَفتِ بِهِ

                          عَيني فَلا تُعِجمي مِن دُونِيَ iiالخَبَرا

                          يَقولُ بِالزُرقِ صَخبي إِذ وَقَفتُ بِهِم

                          في دارٍ مَيَّةَ أَستَسقي لَها iiالمَطَرا

                          لَو كَانَ قَلبُكَ مِن صَخرٍ iiلَصَدَّعَهُ

                          هَيجُ الدِيارِ لَكَ الأَحزانَ iiوَالذِكَرا

                          وَزَفرَةٌ تَعتَريهِ كُلَّما iiذُكِرَت

                          مَيٌّ لَهُ أَو نَحا مِن نَحوِها iiالبَصَرا

                          غَرّآءُ آنِسَةٌ تَبدو iiبِمَعقُلَةٍ

                          إِلى سُوَيقَةَ حَتّى تَحضُرً iiالحَفَرا

                          تَشتو إِلى عُجمَةِ الدَهنا iiوَمَربَعُها

                          رَوضٌ يُناصي أَعالي ميثِهِ iiالعُقُرا

                          حَتّى إِذا هَزَّتِ البُهمى ذَوآئِبَها

                          في كُلِّ يَومٍ يُشَهّي البادِيَ iiالحَضَرا


                          سبب لقبه
                          يقال عن سبب تسميته "بذي الرُمًًّة" أنه عندما استسقى "مية" ماء فقامت واتته بالماء وكانت على كتفه رُمًًّة – قطعة من حبل – فقالت أشرب يا ذا الرُّمًّة، فلقب بذلك.
                          ويقال أنه سمي بذي الرُمًًّة أيضاً بسبب بيت شعر قاله في إحدى قصائده جاء فيه:

                          وَغَيرَ مَرضوخِ القَفا مَوتودِ
                          أَشعَثَ باقي رُمَّةِ iiالتَقليدِ

                          وقيل أيضاً انه عندما كان صغيراً كان يصيبه فزع، فكتبت له تميمة، فعلقها بحبل فلقب بذلك ذا الرُُّمًًّة، ورواية أخرى أن والدته جاءت إلى الحصين بن عبدة بن نعيم العدوي، فقالت له يا أبا الخليل، إن ابني هذا يروع بالليل، فأكتب لي معاذة أعلقها على عنقه، ثم جاء أنها مرت مع ابنها لبعض حوائجها بالحصين وهو جالس في ملأ من أصحابه ومواليه، فدنت منه فسلمت عليه، وقالت: يا أبا الخليل ألا تسمع قول غيلان وشعره؟ قال: بلى، فتقدم فأنشده، وكانت المعاذة مشدودة على يساره في حبل أسود، فقال الحصين : أحسن ذو الرُّمًّة، فغلبت عليه.

                          شعره

                          اجمع عدد من الكتاب أن ذي الرمة لا يمدح أشخاصاً فإذا جاء خليفة وبدأ بمدحه لا يستمر في ذلك ويقول بضعة أبيات ثم يعود مرة أخرى لوصف الطبيعة والحب والصحراء والإبل فيشبعها شعرا ووصفا وغزلاً ومدحاً، تمكن ذو الرمة من المحافظة على فصاحة وسلامة اللغة، وجاء شعره غير فاحش ملتزماً فيه بعفة الألفاظ.
                          قضى ذو الرمة حياته في الصحراء والتي أثرت كثيراً في أساليبه الشعرية، فكان من أروع الشعراء في وصف الطبيعة والصحراء.

                          وَداويَّةٍ جَردآءَ جَدّاءَ iiجَثَّمَت

                          بِها هَبَواتُ الصَيفِ مِن كُلِّ iiجانِبِ

                          سبارِيتَ يَخلو سَمعُ مُجتازِ iiخَرقِها

                          مِنَ الصَوتِ إِلاّ مِن ضُباحِ الثَعالِبِ

                          عَلى أَنَّهُ فِيها إِذا شآءَ iiسامِعٌ

                          عِرارُ الظَليمِ وَاِختِلاسُ iiالنَوازِبِ

                          إِذا اِئتَجَّ رَضراضُ الحَصى مِن وَديقَةٍ

                          تُلاقي وُجوهَ القَومِ دونَ iiالعَصائِبِ

                          كَأَنَّ يَدي حِربآئِها مُتَشَمِّساً

                          يَدا مُذنِبٍ يَستَغفِرُ اللهَ iiتآئِبِ

                          قَطَعتث إِذا هابَ الضَغابيسُ هَولَها

                          عَلى كورِ إِحدى المُشرِفاتِ الغَوارِبِ
                          يتبع

                          تعليق


                          • #28
                            موضوع رائع كنا محتاجين لو لكى نتعلم
                            ماهو الشعر وماهى انواعه تبارك الله علي
                            الحبيبة ديالى راك شاعرة رومانسية واستادة
                            تعيشى يا الزينة يا بنت تونس الغاليا علينا
                            ممتع وشيق ومفيد للغاية لانى بدات اهتم به اكثر

                            تعليق


                            • #29
                              من شعره أيضاً


                              أَلَم تَسأَل اليَومَ الرُسومُ iiالدَوارِسُ

                              بِحُزوى وَهَل تَدري القِفارُ iiالبَسابِسُ

                              مَتى العَهدُ مِمَّن حَلَّها أَم كَم اِنقَضى

                              مِنَ الدَهرِ مُذ جَرَّت عَلَيها الرَوامِسُ

                              دِيارٌ لِمَيٍّ ظَلَّ مِن دونِ iiصُحبَتي

                              لِنَفسي بِما هاجَت عَلَيها iiوَساوِسُ

                              فَكَيفَ بِمَيٍّ لا تُؤاسيكَ iiدارُها

                              وَلا أَنتَ طاوي الكَشحِ عَنها iiفَيائِسُ

                              أَتى مَعشَرُ الأَكرادِ بَيني وَبينَها

                              وَحَولانِ مَرّا وَالجِبالُ iiالطَوامِسُ

                              وَلَم تَنسَني مَيّاً نَوى ذاتُ iiغَربَةٍ

                              شَطونٌ وَلا المُستَطرِفاتُ iiالأَوانِسُ

                              إِذا قُلتُ أَسلو عَنكِ يا مَيُّ لَم iiأَزَل

                              مُحِلّاً لِدارٍ مِن ديارِكِ ناكِسُ

                              نَظَرتُ بِجَرعاءَ السَبيبَةِ iiنَظرَةً

                              ضَحى وَسَوادُ العَينِ في الماءِ غامِسُ



                              ومن قصائد اخترت لكم




                              ألا أيُّها الرَّسمُ الذي غيَّرَ البلى



                              ألا أيُّها الرَّسمُ الذي غيَّرَ البلى

                              كَأَنَّكَ لَمْ يَعْهَدْ بِكَ الْحَيَّ عَاهِدُ

                              وَلَمْ تَمْشِ مَشْيَ الأُدْمِ فِي رَوْنَقِ الضُّحَى

                              بِجَرْعَائِكَ الْبِيْضُ الْحِسَانُ الْخَرَائِدُ

                              تردَّيتَ منْ ألوانِ نورٍ كأنَّهُ

                              زرابيُّ وانهلَّتْ عليكَ الرواعدُ

                              وَهَلْ يَرْجعُ التَّسْلِيمَ أَوْ يَكْشِفُ الْعَمَى

                              بوهبينَ أو تسقى الرُّسومُ البوائدُ

                              فلمْ يبقَ منها إلاَّ آريِّ خيمة ٍ

                              وَمُسْتَوْقَدٌ بَيْنَ الْخَصَاصَاتِ هَامِدُ

                              ضريبٌ لأوراقِ السَّواري كأنَّهُ

                              قَرَا الْبَوّ تَغْشَاهُ ثَلاثٌ صَعَآئِدُ

                              أَقَامَتْ بِهِ خَرْقَآءُ حَتَّى تَعذَّرَتْ

                              مِنَ الصَّيْفِ أَحِبَاسُ اللِّوَى وَالغَرَاقِدُ

                              وَجَالَ السَّفَا جَوْلَ الْحَبَابِ وَقَلَّصَتْ

                              معَ النَّجمِ عنْ أنفِ المصيفِ الأباردُ

                              وَهَاجَتْ بَقَايَا الْقُلْقُلاَنِ وَعَطَّلَتْ

                              حواليهُ هوجُ الرِّياحُ الحواصدُ

                              وَلَمْ يَبْقَ فِي مُنْقَاضِ رُقْشٍ تَوَآئمٍ

                              مِنَ الزُّغْبِ أَوْلاَدِ الْمَكاكِيّ وَاحِدُ

                              فلما تقضَّتْ ذاكَ منْ ذاكَ واكتستْ

                              مُلآءً مِنَ الآلِ الْمتَانُ الأَجَالِدُ

                              تَيَمَّمَ نَاوِي آل خَرْقَآءَ مُنْهِلاً

                              لهُ كوكبٌ في صرَّة ِ الليلِ باردُ

                              لقى ً بينَ أجمادٍ وجرعاءَ نازعتْ

                              حِبَالاً بِهِنَّ الْجَازِئَاتُ الأَوَابِدُ

                              تنزَّلَ عنْ زيزاءة ِ القفِّ وارتقى

                              مِنَ الرَّملِ وَانْقَادَتْ إِلَيْهِ الْمَوَارِدُ

                              لَهُ مِنْ مَغَانِي الْعِينِ بِالْحَيّ قَلَّصَتْ

                              مَرَاسِيلُ جَوْنَاتُ الذَّفَارَى صَلاَخِدُ

                              مُشَوِكَة ُ الأَلْحِي كَأَنَّ صَرِيفَهَا

                              صياحَ الخطاطيفِ أعقبتها المراودُ

                              يُصَعّدْنَ رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كَأَنَّهَا

                              زجاجُ القنا منها بينَ نجيمٌ وعاردُ

                              إِذَا أَوْجَعَتْهُنَّ الْبُرَى أَوْ تَنَاوَلَتْ

                              قوى الضَّفرِ عنْ أعطافهنَّ الولائدُ

                              على كلِّ أجأى أو كميتٍ كأنَّهُ

                              منيفُ الذُّرى من هضبِ ثهلانَ فاردُ

                              أَطَافَتْ بِهِ أَنْفَ النَّهَارِ وَنَشَّرَتْ

                              عليهِ التهاويلُ القيانُ التَّلائدُ

                              ورفَّعنَ رقماً فوقَ صهبٍ كسونهُ

                              قَنَا السَّاجِ فِيهِ الآنِسَاتُ الخَرَائِدُ

                              يمسِّحنَ عنْ أعطافهِ حسكَ اللِّوى

                              كما تمسحُ الرُّكنَ الأكفُّ العوابدُ

                              تنطقنَ منْ رملِ الغناءِ وعُلِّقتْ

                              بأعناقِ أدمانِ الظِّباءِ القلائدُ

                              منَ السَّاكناتِ الرَّملَ فوقَ سوَيقة ٍ

                              إذا طيَّرتْ عنها الأنيسَ الصَّواخدُ

                              تظلَّلنَ دونَ الشَّمسِ أرطى تأزَّرتْ

                              بِهِ الزُّرْقُ أَوء مِمَّا تَرَدَّى أُجَارِدُ

                              بَحَثْنَ الثَّرَى تَحْتَ الجَنُوبِ وَأَسَبلتْ

                              على الأجنبِ العليا غصونٌ موائدُ

                              أَلاَ خَيَّلَتْ خَرْقَآءُ وَهْناً لِفِتْيَة ٍ

                              هجوعٍ وأيسارُ المطيِّ وسائدُ

                              أناخوا لتطوى تحتَ أعجازِ سدفة ٍ

                              أَيَادِي الْمَهَارَى وَالجُفُونُ سَوَاهِدُ

                              وَألْقَوْا لأَحْرَارِ الْوُجُوهِ عَلَى الْحَصَى

                              جدائلَ ملويَّاً بهنَّ السَّواعدُ

                              لدى كلِّ مثلِ الجفنِ تهوي بآلهِ

                              بَقَايَا مُصَاصِ العِتْقِ وَالمُحُّ بَارِدُ

                              وليلٍ كأثناءِ الرُّويزيِّ جبتهُ

                              بِأرْبَعَة ٍ وَالشَّخْصُ فِي الْعَيْنِ وَاحِدُ

                              أحمُّ علافيٌّ وأبيضُ صارمُ

                              وأعيسُ مهريٌ وأشعثُ ماجدُ

                              أَخُو شُقَّة ٍ جَابَ الْفَلاَة َ بِنَفسِهِ

                              عَلَى الْهَوْلِ حَتَّى لَوَّحَتْهُ الْمَطَاوِدُ

                              وأشعثَ مثلَ السَّيفِ قدْ لاحَ جسمهُ

                              وجيفُ المهارى والهمومُ الأباعدُ

                              سَقَاهُ الْكَرَى كَأَسَ النُّعَاسِ وَرأْسُهُ

                              لِدِينِ الْكَرَى مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ سَاجِدُ

                              أقمتُ لهُ صدرَ المطيِّ ومادرى

                              أجائرة ٌ أعناقها أمْ قواصدُ

                              ترى النَّاشئَ الغرِّيدَ يضحي كأنَّهُ

                              على الرَّحلِ ممَّا منَّهُ السَّيرُ عاصدُ

                              وَقُفٍّ كَجِلْبِ الْغَيْمِ يَهْلِكُ دُونَهُ

                              نَسِيمُ الصَّبَا وَالْيَعْمَلاَتُ الْعَوَاقِدُ

                              ترى القنَّة َ القوداءَ منهُ كأنَّها

                              كُمَيْتٌ يُبَارِي رَعْلَة َ الْخَيْلِ فَارِدُ

                              قَمُوسَ الذُّرَى فِي الآلِ يَمَّمْتُ خَطْمَهُ

                              حَرَاجِيجَ بَلاَّهَا الوَجِيفُ الْمُوَاخِدُ

                              براهنَّ أنْ ما هنَّ إلاَّ بوادئٌ

                              لِحَاجٍ وَإِمَّا رَاجِعَاتٌ عَوَائِدُ

                              وَكَآئِنْ بِنَا هَاوَيْنَ مِنْ بَطْنِ هَوْجَلٍ

                              وظلماءَ والهلباجة ُ الجبسُ راقدُ

                              الى اللقاء مع رحله جديده
                              الى عصر جديد من عصور الشعر

                              تعليق


                              • #30
                                حبيبتي ملوكه الغاليه
                                سعيده جدا بتواجدك بموضوعي
                                وافرحني انك وجدتي فيه مايفيدك
                                وتابعي معي فلازال الكثيرفي رحلتنا
                                سيسرك ان شاء الله
                                دمتي ودام مرورك الغالي

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                                يعمل...
                                X