انامل ذهبيه

النحاسين
ليس مجرد اسم شارع فى حى خان الخليلى بالقاهرة بل يرمز إلى مهنة
ما زالت تقاوم الزمن الذى يجرف
أمامه كل شىء فلم يتبق من
المهنة سوى القليل من الصناع
الذين تجمعهم الهموم والمخاوف
من أن يتحولوا إلى مجرد ذكرى تحت وطأة غزو الفضة وغياب أى اهتمام رسمى أو حتى من مؤسسات المجتمع الأهلى.

وطبيعة المهنة تعتمد على تشكيل خام النحاس سواء المحلى أو المستورد لاستخدامه فى صناعة الأوانى النحاسية والتحف.
ورغم اختفاء الأوانى النحاسية من المنازل فى ظل غزو أوانى (الألومنيوم والاستانليس) فإن العاملين بتلك المهنة لا يزالون متمسكين بها فى ظل إقبال السياح على شراء التحف النحاسية لاستخدامها فى الديكور، حيث تباع أبرز المنتجات اليدوية فى الشارع ومنها "تكفيت" النحاس، أى إضافة معادن ثمينة ونقوش بديعة على النحاس فتجد الأطباق واللوحات التى يزخرفها أشكال ونقوش فنية.
ولكن هل يكفى الاعتماد على بيع التحف النحاسية للحفاظ على تلك المهنة؟!

يقول جاد فريد رزق الملقب باسم "النحاس باشا": إن مشكلة النحاسين أنهم يرتبطون بمهنة أخرى اختفت وهى "مبيض النحاس" الذى يقوم بطلاء الأوانى من الداخل عندما تمر عليها فترة طويلة لتعود إلى حالتها الأولى.
ومع اختفاء العاملين بتلك المهنة بدا الإقبال يقل على شراء الأوانى النحاسية وأصبحت الأوانى الفضية (الألومنيوم والاستانلس) هى البديل.. ويقول رزق: "بدأنا نعتمد بشكل كبير على التحف النحاسية (كالأباجورة) والإبريق والصينية ولكن هذا لا يكفى لأننا كنا نعتمد بشكل كبير على تصنيع أدوات المطبخ النحاسية"..ورغم ذلك فإن النحاس باشا متفائل بعودة عرش تلك المهنة خاصة بعد أن أثبتت الأبحاث الحديثة أن للأوانى الفضية أخطارها الصحية.
لكن معظم العاملين بمهنة "النحاس" غير متفائلين بحل مشكلاتهم،خاصة مع قلة الأيدى العاملة بسبب اختفاء توريث الصنعة وعدم إقبال الشباب رغم أن من يتقن صناعة النحاس يكون أجره مرتفعا.
ويطالبون وزارة الثقافة بفتح ورش تقوم بتعليم تلك الحرفة وغيرها من الحرف اليدوية للأجيال الجديدة حتى لا تندثر تلك الصناعات النادرة التى تلعب دورا مهما فى جذب السياح.
ويعاني النحاسون من مشكلة أخرى وهي ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة فى صنع التحف النحاسية، حيث يصل سعر طن الخام المستورد إلى 17 ألف جنيه مصرى ، بعد أن كان 13 ألفا فى العام الماضى، ويصل سعره بعد التصنيع 30 ألف جنيه. وهذا الارتفاع السعرى يجعل قطعة النحاس التى كانت تباع بسعر يتراوح ما بين 5 و20 جنيها، تصل اليوم إلى ما بين 200 و300 جنيه وهو ما يقلل من فرص البيع فى الأسواق..وحتى وقت قريب لم يعان صناع النحاس من أزمة ارتفاع الخام المستورد بسبب اعتمادهم على النحاس القديم الذى كان يتم شراؤه من ربات البيوت ولكن الآن يتم الاعتماد على النحاس المستورد.
ورغم هذه المشاكل فإن أصحاب ورش النحاس لا يزالون متمسكين بالأمل خاصة فى تصدير منتجاتهم من التحف والانتيكات إلى الأسواق الأوروبية ولا حديث فى شارع النحاسين الآن إلا عن ورشة الحاج سلطان عبد الوهاب الذى عقد مؤخرا صفقة مع بعض المستوردين بفرنسا واليونان لتصدير إنتاجه من التحف النحاسية. وبدأ الجميع يدرس تجربة الحاج سلطان.
ويتساءل: كيف نجح فى تحقيق ذلك؟! وخلص معظمهم إلى أن السبب الرئيسى أنه استطاع الحفاظ على جودة صنعته من خلال توريث مهنته لأبنائه فرغم أنهم حصلوا على شهادات جامعية فإنهم يعملون بتلك المهنة واستطاعوا ابتكار تصميمات جديدة ميزت ورشتهم وجعلتهم هدفا للمستوردين.

النحاسين
ليس مجرد اسم شارع فى حى خان الخليلى بالقاهرة بل يرمز إلى مهنة
ما زالت تقاوم الزمن الذى يجرف
أمامه كل شىء فلم يتبق من
المهنة سوى القليل من الصناع
الذين تجمعهم الهموم والمخاوف
من أن يتحولوا إلى مجرد ذكرى تحت وطأة غزو الفضة وغياب أى اهتمام رسمى أو حتى من مؤسسات المجتمع الأهلى.

وطبيعة المهنة تعتمد على تشكيل خام النحاس سواء المحلى أو المستورد لاستخدامه فى صناعة الأوانى النحاسية والتحف.
ورغم اختفاء الأوانى النحاسية من المنازل فى ظل غزو أوانى (الألومنيوم والاستانليس) فإن العاملين بتلك المهنة لا يزالون متمسكين بها فى ظل إقبال السياح على شراء التحف النحاسية لاستخدامها فى الديكور، حيث تباع أبرز المنتجات اليدوية فى الشارع ومنها "تكفيت" النحاس، أى إضافة معادن ثمينة ونقوش بديعة على النحاس فتجد الأطباق واللوحات التى يزخرفها أشكال ونقوش فنية.
ولكن هل يكفى الاعتماد على بيع التحف النحاسية للحفاظ على تلك المهنة؟!

يقول جاد فريد رزق الملقب باسم "النحاس باشا": إن مشكلة النحاسين أنهم يرتبطون بمهنة أخرى اختفت وهى "مبيض النحاس" الذى يقوم بطلاء الأوانى من الداخل عندما تمر عليها فترة طويلة لتعود إلى حالتها الأولى.
ومع اختفاء العاملين بتلك المهنة بدا الإقبال يقل على شراء الأوانى النحاسية وأصبحت الأوانى الفضية (الألومنيوم والاستانلس) هى البديل.. ويقول رزق: "بدأنا نعتمد بشكل كبير على التحف النحاسية (كالأباجورة) والإبريق والصينية ولكن هذا لا يكفى لأننا كنا نعتمد بشكل كبير على تصنيع أدوات المطبخ النحاسية"..ورغم ذلك فإن النحاس باشا متفائل بعودة عرش تلك المهنة خاصة بعد أن أثبتت الأبحاث الحديثة أن للأوانى الفضية أخطارها الصحية.
لكن معظم العاملين بمهنة "النحاس" غير متفائلين بحل مشكلاتهم،خاصة مع قلة الأيدى العاملة بسبب اختفاء توريث الصنعة وعدم إقبال الشباب رغم أن من يتقن صناعة النحاس يكون أجره مرتفعا.
ويطالبون وزارة الثقافة بفتح ورش تقوم بتعليم تلك الحرفة وغيرها من الحرف اليدوية للأجيال الجديدة حتى لا تندثر تلك الصناعات النادرة التى تلعب دورا مهما فى جذب السياح.
ويعاني النحاسون من مشكلة أخرى وهي ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة فى صنع التحف النحاسية، حيث يصل سعر طن الخام المستورد إلى 17 ألف جنيه مصرى ، بعد أن كان 13 ألفا فى العام الماضى، ويصل سعره بعد التصنيع 30 ألف جنيه. وهذا الارتفاع السعرى يجعل قطعة النحاس التى كانت تباع بسعر يتراوح ما بين 5 و20 جنيها، تصل اليوم إلى ما بين 200 و300 جنيه وهو ما يقلل من فرص البيع فى الأسواق..وحتى وقت قريب لم يعان صناع النحاس من أزمة ارتفاع الخام المستورد بسبب اعتمادهم على النحاس القديم الذى كان يتم شراؤه من ربات البيوت ولكن الآن يتم الاعتماد على النحاس المستورد.
ورغم هذه المشاكل فإن أصحاب ورش النحاس لا يزالون متمسكين بالأمل خاصة فى تصدير منتجاتهم من التحف والانتيكات إلى الأسواق الأوروبية ولا حديث فى شارع النحاسين الآن إلا عن ورشة الحاج سلطان عبد الوهاب الذى عقد مؤخرا صفقة مع بعض المستوردين بفرنسا واليونان لتصدير إنتاجه من التحف النحاسية. وبدأ الجميع يدرس تجربة الحاج سلطان.
ويتساءل: كيف نجح فى تحقيق ذلك؟! وخلص معظمهم إلى أن السبب الرئيسى أنه استطاع الحفاظ على جودة صنعته من خلال توريث مهنته لأبنائه فرغم أنهم حصلوا على شهادات جامعية فإنهم يعملون بتلك المهنة واستطاعوا ابتكار تصميمات جديدة ميزت ورشتهم وجعلتهم هدفا للمستوردين.
تعليق