يضحى يعانق أبكاراً مسوّرة = بيضاً كواعب أتراباً على سرر
حوراً نواعم عيناً خرداً عرباً = يبسمن عن درر يرمقن عن حور
خمص الحشا هيفا ريث الخطا قطفاً = نواعم الجسم مثل البيض في الخدر
يمشين في ميل ما ذاك من كسل = إلا لرجرجة الأكفال في الأزر
يسحبن بين مصاريع الخيام معاً = في العبقري ذيول السندس الزهر
إِن الكواعب ما منهن كاعبة = إِلاَّ ترقرق في روض القبا الخضر
تسقي غضارتها رياً طراوتها = ماء الشباب الذي ما أن يزال طري
بيضاء ناضرة بين النضار تضي = في نضرة نظرت في ناضر النضر
غراء زاهرة زهراء تقصر عن = أشراقها زهرات الشمس والقمر
نجلاء في كحل كحلاء في دعج = دعجاء في حور حوراء في فتر
فرعاء لو سقطت أثوابها اعتقرت = في فرعها الرجل المغدودر العكر
ترخي إِذا كشف المحبور مقنعها = عند العتاق قناع الغنج والخفر
محمد بن القاسم أبو الحسن المصري ، الملقب بـ : ماني الموسوس
وكما هو معروف أن الوسوسة ( او الجنون الخفيف ) كان شائعاً في العصر العباسي وذهب المؤرخون والأدباء في تفسير هذه الظاهرة مذاهب شتى لكن معظهم رأى أن الوسوسة كانت غير حقيقية بل أسلوب يجري عليه المسوس لقول مالا يستطيع العقلاء قوله عندما يكبت الحكام الحريات
وربما لهذا كان العرب يقولون (خذ الحكم من أفواه المجانين)
خليلي مرا بي على الأبرق الفرد ***وَعهدِي بلَيْلَى حَبَّذَا ذاكَ مِنْ عَهْدِ
ألايا صبا نجد متى هجت من نجد*** فقد زادني مسراك وجداً على وجد
أَإنْ هَتَفَتْ وَرْقَاءُ في رَوْنَقِ الضُّحى ***على فنن غض البنات من الرند
بكيتُ كَمَا يَبْكِي الْوَليدُ ولَمْ أزلْ*** جليداً وأبديت الذي لم أكن أبدي
وَأصْبَحْتُ قد قَضَّيتُ كُلَّ لُبَانَة ٍ*** تِهامِيَّة ٍ وَاشْتَاقَ قَلْبِي إلى نَجْدِ
إذا وعدت زاد الهوى لا نتظارها*** وإن بخلت بالوعد مت على الوعد
وإنْ قَرُبَتْ دَاراً بكيتُ وَإنْ نَأتْ*** كَلِفْتُ فلا لِلْقُرْبِ أسْلُو وَلاَ الْبُعدِ
ألاحبذا نجد وطيب ترابه ***وأرواحه إن كان نجد على العهد
وقد زعموا أن المحب إذا دنا ***يَملُّ وَأنَّ النَّأْيَ يَشْفِي مِنَ الْوَجْدِ
بَكُلٍّ تدَاوَيْنَا فلمْ يُشْفَ ما بِنَا ***على أنَّ قُرْبَ الدَّارِ خَيْرٌ مِنَ الْبُعْدِ
على أَنَّ قُرْبَ الدَّارِ ليسَ بِنافِعٍ ***إذا كان مَنْ تَهْواهُ ليس بِذي وُدِّ
هُو الحب فأسلم بالحشا ماالهوى سهلُ=فـما اخـتاره مـضني به، وله عقلُ
وعـش خـالياً، فـالحب راحته عناً=وأولــه سـقـم، وآخــره قـتلُ
ولـكن لـدي الـموت فـيه، صبابة=حـياة لـمن أهوى، علي بها الفضلُ
نـصحتك عـلماً بالهوى والذي أرى=مـخـالفتي، فـاخترلنفسك مـايحلو
فـإن شـئت أن تحيا سعيداً،فمت به=شـهـيدا، وإلافـالغرام لـه أهـلُ
فـمن لـم يمت في حبه لم يعش به=ودون اجـتناء الـنحل ماجنت النحلُ
وقــل لـقتيلِ الـحب:وفيت حـقه=ولـلمدعي:هيهات مـاالكحل الكحلُ
تـعرض قـوم لـلغرام وأعـرضوا=بـجانبهم عن صـحتي فيه واعتلوا
رضـوا بالأماني، وابتلوا بحظوظهم=وخاضوا بحار الحب، دعوى،فماابتلوا
فهم في السرى لم يبرحوا من مكانهم=ومـاظعنوا فـي السير عنه.وقد كلوا
فـسهدي حـي ، في جفوني ،مخلد=ونـومي بـها ميت ودمعي له غسل
هـوى طل ما بين الطلول دمي فمن=جـفوني جرى بالسفح من سفحه وبلُ
تـباله قـومي ، إذا رأونـي مـتيماً=وقـالوا : بمن هذا الفتى مسه الخبلُ
ومـاذا عـسى عني يقال سوى غدا=بـنعم ، لـه شغل ، نعم لي بها شغلُ
وقال نـساءُ الحي :عنا بذكرمن=جـفانا ، وبـعد الـعز لـذ له الذلّ
إذا أنـعـمت نـعم علي بنظرة=فـلا أسعدت سعدي ولا أجملت جمل
وقـد صـدئت عـيني بروية غيرها=ولـثم جـفوني تـربها للصدا يجلو
وقـد عـلموا أنـي قـتيل لـحاظها=فـإن لـها ، فـي كل جارحةٍ نصل
ومـالي مـثل في غرامي بها ،كما=غـدت فـتنةً في حُسنها ، مالها مثلُ
حَـرام شِفا سُقمي لديها ، رضيتُ ما=به قسمت لي في الهوَى ، ودمي حلُّ
فـحالي وإن سـاءت فقد حسنت به=ومـاحظ قـدري في هواها به أعلو
ولـي هـمّة تـعلو ، إذا مـاذكرتُها=وروحٌ بـذكراها إذا رخصت ، تغُلو
جرىحُبها مجرى دمي في مفاصلي=فأصبح لي ، عن كل شغل ، بها شغل
وفرغت قلبي عن وجودي مخلصاً=لـعلي فـي شغلي بها ، معها أخلوا
ومـن أجـلها أسعى لمن بيني وبينها=لـتعلم مـا ألـقى ، وما عندها جهل
وأصـبوا إلـى الـعذال حباً لذكرها=كـأنهم، مـابيننا فـي الـهوى رسل
فـإن حـدثوا عـنها،فكلي مـسامع=وكـلـي،إن حـدثـتهم،ألسن تـتلو
***
تعليق