جبال الثلج


إشعِـلـى يـــا سَـكْــرةَ الـنـورغَـدى ** وانْشُرى الأضواءَ دفْئـاً فـي نُهايـا

زَمـهـريـرُ الـبـيـنِ أرْخــــى لـيـلــهُ **فـي دروبـي فتـلاشـتْ بــى خُطـايـا

دوحـــةُ الـسـحـر تـــراءتْ بـيـنـنـا ** طلْسما فى الطقْس تُمْليه الخفايا !

وطَفِـقْـتُ الـلـيـلَ أُنْـشــى نـشْـوتـى **فَبـدا لــي قــابَ قوسـيْـنِ مَـدَايـا !!

عَالِـقٌ ..بـلْ عـاشـقٌ بـيـن الــرّدى ** فــي جـبـال الثـلـج يُدْفيـنـى مُـنـايـا

مُـهْـرةُ الشرق..بـأشْـواقـي خَـلَــتْ ** هـلْ لأعْـدو خلفهـا حـتـى قُـوايـا ؟

إرْحـمـى ذاكَ المُـعَـنّـى وارْحـمــى ** خافقي ؛ مُضْناكِ يغْلى فى زِمايـا !

نعْـمـةٌ ليـسـتْ لـكـل الـنــاس- قـــدْ **تَشْتهيهـا- فازْرعيهـا فــى حَشـايـا

إسْبِقى الإصْباحَ من عُمق الدُّجـى **دَفْـقَـةً لـلـنـور يُغْـريـهـا هـوايــا !!

آيـــةً لـلـعـشـق يـرويـهــا الــنّــدى **وعلـى خَـدِّ الشّـذى حـيـن لِقـايـا !!

فـــأنـــا وقْـــــــفٌ لـقـلـبـى...إنّـمــا **مُشْفِـقٌ بالعـدل إنْ حِيـكَـتْ خَطـايـا

إنْ وَشى فى روض شوقى شامتٌ **وتبـاهـتْ حـولـه زِيـــفُ القـضـايـا

أيّـهـا الثـلـجُ ..مـتـى تبـكـى مـعــى **لحْظـةَ الـدّفء .. فيُرْثيـكَ دَفـايـا !!

وتَـهِــلُّ الـشّـمـسُ فـــي أرْجـائـنــا **وتُشِـعُّ الحُسْـنَ شـوقـاً للصّبـايـا !

عِـنـدهـا يـأتــي حـبـيـبـى حـاضِـنــاً **زحْمـةَ الأزْهارِ..والدنيـا مَـرايـا !!

بسم الله الرحمن الرحيم

الشاعر ـــ محمد حمدي غانم ــ

هذا الوصف لــــــك

قلبي لِمَن يَهوَى فَلَكْ ... إن شِئتَ تَملِكُه فَـ لَكْ

يا نَجمَ ليلٍ دافئٍ ... يا نَبعَ طُهْرٍ يا مَـلَكْ

أَبهِرْ بِذوق ماهر... في خُلْسَةٍ عقلي مَلَكْ

لو كنتَ مثلي ظامئا...فاجعلْ بِثَغري مَنْهَـلَكْ

لكن إذا تَنوي النَّوَى ... فادفنْ بِحضنِكَ مَنْ هَـلَكْ!

يا فيضَ سِحرٍ مُبهِرٍ ... سُبحانَه مَنْ جَمَّـلَكْ

أنا مِن دلالك أكتوي... في القلبِ شوقٌ جَمَّ لَكْ

يا لَحْظَ فَجرٍ مُشرقٍ ... في عُمقِه لَيلٌ حَـلَكْ

إن كانَ حبُّكَ رِحلةً ... فأنا أنا كي أَرحلَكْ!

يا وجهَ بَدرٍ باسمٍ ... نَجواكَ مَـقْصِدُ من سَلَكْ

إن كنتَ لستَ بضاجرٍ... حُبّي بِحِضْني سَـلْسَـلَكْ!



إرتقاء

العين سهم .. واللواحظ في الوتر
....... ترمي فتدمي من اليها قد نظرْ

والشعر شمس قد تطاير نورها
.... ينساب كالشلال من حول القمرْ

والثغر زهر أحمر من خلفه
.... قطع اللآلئ والجواهر والدررْ

تحكي فتصنع في النفوس معارك
... في صوتها سحر يؤثر بالبشرْ

لا تعذلوا القلب الملوّع انه
..... امسى سجين فؤادها!!! فلقد أَسرْ

لن تستطيع جيوشكم تحريره
.... هيفاءُ نظرتها تلوّح بالخطر

أبصرتها وتأججت نار الهوى
.... في داخلي شوقا وأرّقني السهرْ

كلمتها؟ كلا أخاف من العذوبة
تكتوي نفسي بها ويذبحني الحوَرْ

رحماك ربي قد غدوت مولّها
... في حبها وأذوق منها كل مرْ

رحماك ربي ان سهم لحاظها
..... ودلالها باد ويفتك بالحجر

رحماك ربي نجني من سحرها
... فالطيف صار يزورني عند السّحَرْ

فارحم عبادك كلّهم يا خالقي
...... ولْتحمنا ، واجبر بفضلك ما انكسرْ

.

بسم الله الرحمن الرحيم

ليسَ صعْباً ولا جنوناً هـــواك
إنَّــما الصَّعْبُ أنّنــي لا أَراك

فالمسافــاتُ والحــدودُ تلاشتْ
حينما القلبُ في الغرامِ اصطفاك

إنّ حبــي لك انسكابات شِعْرٍ
هــو قـلبٌ فــي رقّـــةٍ قــد أتاك

لا تقل ؟ حبك مستحيلٌ
كيف يا منيتي وقلبي احْتَواك

يا مُنى النفسِ , والغرامُ انسجامٌ
بينَ روحيْنِ كيفَ لا أهــواك

كتبَ الحبُّ مِنْ حنيني قصيداً
يُنْبِتُ الـوردَ فــي مروجِ رُباك

أَنْهُرُ الشوْقِ في الشرايينِ تجري
تزْرعُ الغيـــمَ قُبْـلــةً لِلقاك

امْسح الهمَّ مِــن معالم وجهي
واغسلني علــى ضِفافِ نَـــدَاك

فتعالــ ؟ هُنا مواسـم حبــي
وهُنا العطْرُ والنسيــمُ دَعاك

أرقبُ الوعْدَ والفراشات حولي
تفْرشُ الورد موعــداً لتراك

ليس للــحبِ دولــةٌ أو حــدودٌ
فحــدود الهـوى رسمْنَ خُطَاك

مَنْ أنا ؟ مَنْ أكونُ ؟ لستُ بشيءٍ
بك أحيا ، و أموت لـولاك



إرتقاء

بسم الله الرحمن الرحيم

اشـــواق

الليلُ يعزفُ فيك لحنَ ســــكونِهِ
والزهـــــرُ هامَ بعطرِك َو شذاكا

والفجرُ لاحَ لناظـــــــريكَ بريقهُ
وسرت نسائمهُ تداعِـــــــبُ فاكا

والبدرُ مكســـــــوفاً تغيبَ نورهُ
مُذ صوبتـــــــــــهُ بِنظرةٍ عيناكا

وترى الجداولُ كركرت فرحاً لهُ
وتراقصت أمواجـــــــهُ بلقـــاكا

والماء ينسابُ كـــــــأنَ خريرهُ
مزجت أغانيهِ بلـــــــــحنِ صداكا

وجـــــــــــهٌ يشعُ تألقاً بضيائهِ
جُلَ الذي بالـــطيب قد سواكا

لوكان للأحبابِ عيدُ مـــــــحبةٍ
فالعيدُ فــــــــــي عينيك إذ ألقاكا



إرتقاء

أَإنْ هَتَفَتْ وَرْقَاءُ في رَوْنَقِ الضُّحى على فنن غض النبات من الرند

بكيتُ كَمَا يَبْكِي الْوَليدُ ولَمْ أزلْ جليداً وأبديت الذي لم أكن أبدي
وَأصْبَحْتُ قد قَضَّيتُ كُلَّ لُبَانَة ٍ تِهامِيَّة ٍ وَاشْتَاقَ قَلْبِي إلى نَجْدِ
إذا وعدت زاد الهوى لا نتظارها وإن بخلت بالوعد مت على الوعد

وإنْ قَرُبَتْ دَاراً بكيتُ وَإنْ نَأتْ .... كَلِفْتُ فلا لِلْقُرْبِ أسْلُو وَلاَ الْبُعدِ
فَفي كُلِّ حُبٍّ لا مَحالَةَ فَرحَةٌ وَحُبُّكِ .... ... ما فيهِ سِوى مُحكَمِ الجُهدِ

أَحِنُّ إِلى نَجدٍ فَيا لَيتَ أَنَّني .... .. سُقيتُ عَلى سُلوانِهِ مِن هَوى نَجدِ
ألاحبذا نجد وطيب ترابه وأرواحه .... ... إن كان نجد على العهد
وقد زعموا أن المحب إذا دنا يَملُّ .. .. وَأنَّ النَّأْيَ يَشْفِي مِنَ الْوَجْدِ

بَكُلٍّ تدَاوَيْنَا فلمْ يُشْفَ ما بِنَـــا علــــــــــى أنَّ قُرْبَ الدَّارِ خَيْرٌ مِنَ الْبُعْدِ

بسم الله الرحمن الرحيم

حمامة

حمامة بلّغي عنّي سلاماً حبيباً ، لا أطيق له كلاما

كرام النّاس قبلي قد أحبّوا ، كرائمهم وأحببن الكراما

جميلٌ و الكثّير قد أحبّا ، و عروة من هوى ً لاقى حماماً

هم سنوا الهوى والحبّ قبلي ، و ما ألفي لهم في النّاس ذاما

أقام الحبّ حبّك في فؤادي و حبّي في فؤادك قد أقاما

كلانا وامقٌ كلفٌ معنّى بصاحبه ، وما يبغي حراما

أحبّ حديثك وتحبّ قربي و ما إن نلتقي إلاّ لماما

فيا ليتَ النهارَ يكونُ ليلاً ، وليت الصبحَ لا يجلو الظلاما

ويا ليتَ الحمامَ مسخرات ، لنرسلَ في رسائلنا الحماما

لعلّ حمامة ً تهدي إلينا كتاباً منك نجعلهُ إماماَ

وما ذنبي وحبك هاج هذا ولو ترك القطا لغفا ونام



إرتقاء

بسم الله الرحمن الرحيم

هكذا أتذوّقُك

قلبٌ يُهدهدُ حزنَ طفلةِ عمرِهِ
ويُذيقُها طعمَ الحنانْ

عقلٌ أسيرٌ سارَ مشدوهًا يَلُمَّ الدرَّ يَزهو بينَ أفكارٍ حِسانْ

وأراك أنت مليكتي
مأسورةً في ليلتي
مكسورةً
مجروحةً
عيناك خائفتانْ

تَعدِينَ بينَ مواجعي
كغزالةٍ معزولةٍ في الغابِ،
تبحثُ عن أمانْ

مرعوبةٍ مني
لا تَبعُدي عني.. دعيني أقتربْ
ما فادَ من حبّي الهَـرَبْ
فأنا كمثلِكِ خائفٌ
أن تَحْطِمي قلبي وأنتِ تُودّعينَ مواكبَ الأحزانْ

وأراك لا تَدرينَ عنّي أيَّ شيءٍ
ما علمتِ بأنّني أناْ صاحبُ الأشجانْ؟

لمّا سمعت القلبَ يشدو في غرامِكِ بافتتانْ؟

وأراك رغمَ الغيمِ في غيبِ الزمانْ

تَبدينَ شاردةً وحاضرةً
وغامضةً وواضحةً
فأقولُ رغمَ تَمزُّقي:
عيناكِ نورستانْ

في زهوِ زهرِك يَغمرُ الدنيا الربيعُ وترقصُ الأفنانْ
وأنا وأنت فراشتانْ

والحلمُ بستانٌ حَوالَينا سَـقَـتْهُ يَدَانْ

أوّاهُ إني مغرم
أناْ هكذا أتذوقُكْ

شفتاك بقهوة عربية مازجَهُ الحليبُ
وهذه البسماتُ فيها النكهتانْ

وأنا كقطعةِ سُـكّرٍ، أَسكَرْتِنِي فَسقَطْتُ في الفنجانْ!

مُترنحًا أطفو على سُحبِ البُخارِ الحارِّ حُلوًا
ثم أهوي قُبلةً عَطشَى إلى النيرانْ

رغمي تُقلّـبُني مَلاعقُ تلاعبك الفتّانْ

فأذوبُ شوقًا لستُ أعرفُ مَا أنا
ضاعَ الوجودُ تَماهَت الأكوانْ

تتناغمُ الأمواجُ بينَ نسائمِ الأحلامِ حَيرَى
ليسَ في شهدِ الهَوَى شُطآنْ

وتقبّـلينَ الكأسَ فاتنتي
وتَرتشفينَ سُكَّرَ لذّتي في حبك الولهانْ

فأذوبُ ثانيةً وثالثةً ورابعةً....
لآخرِ رشفةٍ في منتهى الإذعانْ!

ما عدتُ أعرفُ مَن أنا
أأنا أنا أم أنت؟
أم لسنا أنا أو أنت؟
أم قد ذابَ من فرطِ الهوى الاثْـنانْ؟

فترفّقي حُوريتي بحبيبِ قلبِكِ إنّهُ
يَسرِي لديكِ الآنَ في الشِّريانْ

ما زالَ مِن أزَلٍ هناكْ
يَشتاقُ للقلبِ الملاكْ
يَنسابُ وَهْـنًا في كُراتِ دِماكْ
وبها كما الأطفالِ يلهو ضاحكًا
ويُبعثرُ الألوانْ

فتَضخُّهُ لرحابِ قلبِك نبضتانْ
فيَضيعُ في أحلامِهِ إذْ يَحتويهِ حنانْ

هل أشرقَ البدرانِ في ليلِ الدُّجَى؟
هل أشرقَ البدرانْ؟

أم أنني مِن لَهفتي في مُنتهَى الهَذَيانْ؟

أم أنني في دهشةٍ تَجتاحني عينانْ؟
عيناك أجملُ كوكبٍ وأنا شِهابْ
لكنّني أدنو ولستُ أَهابْ!
أشتاقُ تأخذُني أسيرًا،
جاذبيّـتُك التي حتمًا ستسحقُني بلا إرهابْ
وإليكِ أهوي لم أُفِـقْ
بالضوءِ ألمعُ في الأُفُـقْ
وأذوقُ نيرانَ الجَوَى
أناْ في غِلافِك أحترقْ
أجتاحُ ليلَك بالهَوَى
وبحُرقَتي أمحو السَّحابْ
أفنى ـ وأعرفُ ـ إنما
يكفي فؤادي أنني
أحيا بعينيك انعكاسًا حينما
في دهشةٍ شاهدْتِني

ألهو بأقواسِ الضياءْ
كي أرسمَ اسمَك في السماءْ
وأُضيفَ: "أهواها بلا أسبابْ"
اللهَ حينَ رأيتِني
فتلعثَمَتْ في دِفءِ قلبِك خفـقتانْ
وتوقّـفَتْ عن نهرِ حزنِكِ دمعتانْ
هل قد علمْـتِ الآنَ حقا أنّني
أناْ صاحبُ الأشجانْ؟

أوّاهُ إني احبك
أناْ هكذا أتذوقُكْ
هل قد سمعتِ القلبَ يشدو في غرامِكِ بافتتانْ؟



إرتقاء

بسم الله الرحمن الرحيم

روعة لقيانا

للشاعره انتصار صابر

ما بين موجك ما شـيءٌ يدانيـه ......... إلا اضطراب النوى قلبي يقاسيـه

و بين منهلّ دمـعٍ بـت أسكبـه .......... وعارضٌ فيك يُغرينـي وأ غريـه ِ

هذا اعترافي هنا حيث التقيت بـه ........مساء يومٍ أرى عمري ابتدا فيـه

في لحظة لمسـتْ خـدّي أناملُـهُ ........... ورحت أزرع ألحاظي على فيـه

بالله يا بحر لا تنسَ الهـوى فهُنـا ....... ذابتْ أمانيَّ عشقـاً فـي أمانيـه

فالوصل كان هنا، والروعة انبثقت ......في عارم الشوق ِ، آهٍ كيفَ أخفيه؟

و كيف أظهره و النـاس يُبهرهـم .......أدناه كيف إذن أحكي أقاصيـه

فبعض روعـة لقيانـا أفصّلهـا ......... هنا رسمت لـه نـورا يضاهيـه

في ساعتين بفرشـاة علـى ورقٍ ........ وبالشفاه على الخديـن أصليـه

فليت ليتَ سويعات الهوى وقفت ........ .فليس أجمـل منهـا مـا أمنّيـه

شدوت أحرف إسم بات يسكنني ......والقلب يهوى انشغالاً في تهجَّيـهِ

وضمني ضمة، جُزنا الخيـالَ بهـا ........ إلى فضـاءٍ تجلَّـى حلمنـا فيـه

وقد أحاط بخصري كفُّه ومضـى............ كَفِّـي يُناشـدهُ ألاّ يُجافـيـهِ

غفا بعينيَّ ثـم انسـاب مستلبـاً ...........مرافئ الروح إذ ألقـى مراسيـه

محتلَّ قلبي، سلاماً بـتّ تغمـرني .........دام احتلالك، ما شيءٌ يضاهيـه

يا لحظةً سكرت روحي بروعتهـا ......... كوني الزمـان بماضيـه وآتيـه

أحبـه وفـؤادي فيـه مرتهـنٌ ......... لا عشتُ إن لم أمتْ من لوعتي فيه

حللتُ في قلبه، والقلبُ مسكنـهُ ......... كلا الفؤادين ماض فـي تماديـه




إرتقاء

أَتجزعُ أن قالوا ستظعن أظعان
وكيفَ تُطيقُ الصبرَ ويحك إن بانوا

وَما هوَ إلّا الموت عندَ رحيلهم
وإلّا فعيشٌ تُجتنى منهُ أحزانُ

عَهدتهمُ والعيشُ في ظلِّ وصلهم
أنيق وروضُ الدهر أزهر ريّانُ

لياليَ سعدٍ لا يخاف على الهوى
عتاب ولا يخشى على الوصلِ هجرانُ

وَيَسطو بنا لهو فنعتنق المُنى
كما اِعتنقت في سطوةِ الريح أفنانُ

أَلا ليتَ شِعري والفراق يكون هل
تكونونَ لي بعد الفراقِ كما كانوا

بسم الله الرحمن الرحيم

على شُطآنِ بحرِ الحبِّ نمشي
............ وهل للبحرِ يا روحي انتهـاءْ؟

يداعبُ خَطْوَنا موجُ الأمانـي
............ وتُنشي القلـبَ آفـاقُ النقـاءْ

وكفُّـك بيـن كفِّـي تحتويهـ
........اكما العصفورِ في حِضنِ السماءْ

نثرثرُ ضاحكَيْـنِ بـلا كـلامٍ
.............. ونصمتُ، كلُّ ما فينـا غِنـاءْ

ويحملُنا نسيـمُ الحُلـمِ وَهْنـا
........... نطيرُ ولا نطيـرُ كمـا نشـاءْ

تَمَـسُّ فراشـةٌ خدّيـك ظَنّـا
......... على خديك جُـورِيٌّ أضـاءْ!

فأضحكُ من سذاجتِها طويـلا
........ وأطردُها فترجعُ فـي اشتهـاءْ

ونجري وَهْيَ تُعقِبُنـا، وننـأى
.........فيفضحُ عطرَك الفـذَّ الهـواءْ

فنُمضي اليومَ فـي كَـرًّ وفَـرٍّ
....... ونلهو ضاحِكَيْنِ إلـى المسـاءْ

ويأتي البدرُ، طولَ الشهرِ يأتي
.......... يُناجينـا ويُهدينـا الضـيـاءْ

ونعجبُ: كيف يَبقى البدرُ بدرا
..........وكيف نظلُّ في هذا البهـاءْ؟!

فيُخبرُنا بـأنَّ الوقـتَ يغفـو
...........بأعينِنا علـى مهـدِ الصفـاءْ

وللأوقـاتِ أقـداسٌ، وسِــرٌ
......... تبوحُ به لِمَنْ نـالَ اصطفـاءْ

لنا الدنيا دَنَتْ وتزيّنـتْ، والـ
..........مدى طوعا إلى عينيـك جـاءْ

فهذا الكـونُ تصنعُـه رؤانـا
.............. وتحفظُـه قوانـيـنُ الـوفـاءْ

لنبقى في شطوطِ الحبِّ نَمضي
...........وهل للبحرِ يا روحي انتهـاءْ



إرتقاء

بسم الله الرحمن الرحيم

أَرى عَينيك تَعتبُ لا تُجافي
......... كموج البحر يهمس للضفاف

أراني فيهما عمرا لحزني
............. ونبعا صافيا يروي جفافي

ضَمَمْتُ جَناحك المَمدودَ شَوقًا
......... وَكنتُ أَنا القَوادمَ والخَوافي

فإنْ أَجدَبتُ أَنت الغيثُ يَهمي
....... على حَرفٍ لَهُ صرت القَوافي

فَهلْ لي غَير سَعفَك في نخيلي
......وَهَلْ لي غَير حضنك في ارتجافي

وَهلْ لي غير أرض أنت فيهَا
.......... ... يَقينًا أن حبك في شغافي

شراعُ العمرِ يَمضي في سكوتٍ
.......الى حيثُ التغرّب في المرافي

ويا للروح إنْ صَاحَتْ بحزنٍ
........وَفي الشريانِ ضَجّتْ بارتعَافي

فَلا تَسقي بَقَايا الروح بُعدًا
........... و لا تَرمي بثَالثةِ الأثافي



إرتقاء

بسم الله الرحمن الرحيم

للشاعرة أنتصار حسن

أحبك أكثر مما يقال
....و قيل ، بكل لغات الأدب

ولكنّني في رحابك أشعر
..........إن جميع الكلام هرب

تُخاط شفاهي بإبرة صمتٍ
......فتبت يد العجز تبت و تبّْ

و تفلت مني جميع الحروف
......رياح الوجوم علي تهبّْ

لقد قلت قبلا :أحبك جدا
...,و كم خطّها في الدفاتر صبّْ

أريد اكتشاف كلام جديد
...... ريد ابتكار عبارة حبّْ

ففوق جميع الكلام غرامي
...... وما صاغه مبدعٌ أو كتبْ

و أكبر من أي وصف شعوري
.......و لا وصف منه دنا واقتـرب

و حرف غرامٍ يثور عليّ
......عصيًّا وإن قلت تب لم يتب

سلاف كلامك يسكر قلبي
.......ومن غير وعي أعبّ أعبّْ

فمن أين تأتي بسحر الرياح
........يجنّ جنوني بها إذ تهبّ

ولدتُ على راحتيك حبيبي
...... فهب أنني مت حباً و هب

فأنت تقول الكثير أمامي
...... عبارات قلبي حياء تدبّ

تضيع الحروف يفر الكلام
.......أدادي كطفل أتوه كصب

يذوق الجميع قشور الكلام
........ و أنت لقولك وحدك لب

أمير المشاعر و الشعر أنت
.......وبوحك لحن الشجا والطرب

أعرني ولو كان حرفًا صغيرًا
......و صب ببعض الفصاحة صب

أيا سيد الحرف ربّ القوافي
........مليك الفؤاد أصيل العرب

أعرني قليلا من الكلمات
...... فأبجد قلبيْ هوى وسط جب

و دعني لأفصح عمّا أريد
.......ففي داخل القلب نار تشب

تعبت من الصمت هبني حروفا
....... تحصّن روحي وعنّـي تذب

أحبك في المبتدا والختام
......أحبك ما دام في الكون حب



إرتقاء

بسم الله الرحمن الرحيم

# يا ساكن الروح #

ألشاعرة الدكتوره ــ مها العتيبي ــ

يَا سَاكِنَ الرُّوحِ طُولُ الْبُعْدِ يُشْجِينِـي ‍
......وَأَنْتَ فِي الْقَلْبِ نَبْضٌ فِي شَرَايِينِـي

تَقْـسُـو عَـلَـيَّ بِـحُـبٍّ أَنْـــتَ تَـزْعُـمُـهُ ‍
......فَأَيْـنَ حُبُّـكَ مِـنْ سُـهْـدِي فَيَشْفِيـنِـي

وَأَيْـنَ حُـبُّـكَ مِــنْ رُوحِــي فَيُنْعِشَـهَـا ‍
.......وَأَيْـنَ حُبُّـكَ مِـنْ ظَمْـئِـي فَيَسْقِيـنِـي

يَا سَاكِنَ الرُّوحِ، شِعْرِي لَسْتَ تَجْهَلَهُ
..... وَأَنْتَ فِي الشِّعْرِ حَـرْفٌ ظَـلَّ يُغْرِينِـي

هَـوَاكَ شِـعْـرِي وَقِيـثَـارِي وَأُغْنِيَـتِـي ‍
َ ..... وحِبْـرُ حَرْفِـي شُمُـوسٌ مِنْـكَ تُدْنِينِـي

هَـوَاكَ عُـمْـرِي وَأَحْـلامِـي وَأُمْنِيَـتِـي ‍
..... وَرَجْـعُ صَوْتِـكَ فِـي صَمْتِـي يُنَاجِينِـي

فَهَـلْ عَسَـاكَ بِوَصْـلٍ مِنْـكَ تُسْعِـدُنِـي
...... وَهَـلْ عَسَـاكَ بِطُـولِ البُعْـدِ تُشْْقِينِـي

فَـارْفُــقْ بِقَـلْـبِـي رُوَيْــــدًا لا تُـعِـذُّبُــهُ ‍
......فِصِـدْقُ وَصْـلِـكَ حُـلْـمٌ فِـيـهِ يَكْفِيـنِـي



إرتقاء

بسم الله الرحمن الرحيم

الشاعره رشيده فقري

قااال لي !!

قال لي :
تحلقين فراشةً
بغابِ الشتاءْ .

لم يكن عالماً
أنه
ساكبٌ في دمي
جمرةً
من خوابي الضياءْ .

قال لي :
أنت عطر الحروفِ،
و بوحُ الندى
دمعةٌ
رقرقتها عيونُ السماءْ .

لم يكن واعياً
أنه
أطلق الشمس في ليلتي
تستبيح القتامْ
تحتفي بالسناءْ .

قال لي :
أنت كل النساءْ .

لم يكن رائياً
أنني إن تغبْ شمسه
عن سمائي أصرْ
أنةً
آهةً
في الهواءْ
نقطةً من هباء الهباءْ



إرتقاء