قبل عدة ايام طلب مني ابني بحثا عن احد العلماء
الذي اثروا العالم بعلمهم وتميزهم فأخترت أن اكتب له بحثا عن
أحد علماءنا العرب المميزين في العصر الحديث ولشد ما كانت
دهشة الفتى لإكتشافه أنه هناك علماء عرب ومتميزين في عصرنا
الحديث حيث كان في تصوره أن العلماء العرب قد انقرضوا
كديناصور قديم بانتهاء العصور العربية القديمه وبموت علماء
افذاذ مثل الرازي وابن سينا وجابر بن حيان وغيرهم وقتها
أحسست كم نحن مقصرين تجاه أنفسنا وتجاه أبنائنا وتجاه
علمائنا وكم هي دولنا العربية مقصرة ومجرمة بحق أبنائها
من العلماء الأفذاذ عندما تلقي بهم لقمة سائغة بين أنياب دول
لا ترحم وبين أنياب أعداء لنا يمتصون رحيقهم كزهرة يانعه
ثم يعملون على تغييبهم والقضاء عليهم عندما يحسون
لديهم أدنى بادرة لخدمة أوطانهم وأمتهم .
وفي الوقت الذي تفتخر الدول بعلمائها وتوليهم جل
إهتماماتها ترعى شؤونهم ومعهم ذويهم تغدق عليهم
وتحقق مطالبهم أيضا تستقطب كل ذي علم أما دولنا
فجعلت من عقولنا وعلماءنا طيورا مهاجرة بل لايجد
العالم حتى الأمن والأمان فيذهب طالبنا المجتهد للغرب
ليتعلم المزيد وتكون النتيجة إما أن يُقطف ثمرة نجاحه
في أرضا غير أرضه أو أن يقبع في السجون أو أن
يرجع مجنونا في احسن الأحوال .
ويحدث أن يكرم المبدع غالبا في أوطاننا بعد وفاته بكلمات
رثاء قليلة وقد يتلطف أصحاب المعالي والسيادة بمنحه
وساما أو لقبا علميا تقديرا لخدماته الجليله !!!
وقد صدر في احدى السنوات تصريح لمسئول في
الخارجية البريطانية يقول فيه :
أن سلطات بلاده تراجع الإجراءات المتعلقة بدراسة
الطلبة الأجانب للمواد الحساسة
في الجامعات البريطانية والمقصود بــ"المواد الحساسة
مثل " الهندسة النووية وتكنولوجيا الصواريخ
والدفع النفاث والتقنيات الكيميائية والجرثومية
الذي يمكن أن تستفيد منهــا الدول الخطيره جاء
ذالك بعد تفجيرات نيويورك وبعد إنشاء لجنة
المتابعة الأمريكية لمنع طلاب بعض الدول من
دراسة التخصصات الحساسة
حيث يعد هذا حصارا للحد من تسرب العلوم
والتقنيات المتقدمة
الى الدول المارقة. وتجدر الإشارة إلى القانون الشهير
الذي أقره مجلس النواب الأمريكي عام 2002 بخصوص
حظر أو تشديد الرقابة على بعض التخصصات التي يدرسها الطلاب من
سبع دول أجنبية (أربع منها عربية )
وهنا أورد سيرة بعض من علمائنا الأجلاء الأفاضل الذين
كان لهم دور إنساني كبير على الأمة وغيبتهم أيادي
الغدر ليطمسوا كل نور يحاول ان يشق عتم الجهل والظلام
في أوطاننا كبادرة وفاء وتقدير لهم عسى أن تنفع
أجيالنا وتكون هذه الصور حافزا ودافعا لهم للتقدم
وخدمة أوطانهم .
سائليين الله من عنده حسن الجزاء
راجيا من جميع اهلنا في ألهندسة الصناعية ممن لديه
اي معلومات اخرى ان يضيفها لتحصل الفائدة للجميع

حسن كامل الصباح
مواليد النبطيه – لبنان في 16 اغسطس عام 1894
وصل عدد مااخترعه حسن كامل الصباح من
أجهزة وآلات في مجالات الهندسة الكهربائية والتلفزة
وهندسة الطيران والطاقة إلى أكثر من 176 اختراعًا
سجلت في 13 دولة منها: الولايات المتحدة الأمريكية
وبلجيكا وكندا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وأستراليا
والهند واليابان وأسبانيا واتحاد دول أفريقيا الجنوبية
وبدأ اختراعاته عام 1927 بجهاز ضبط الضغط
الذي يعين مقدارالقوة الكهربائية اللازمة لتشغيل
مختلف الآلات ومقدار الضغط الكهربائي
الواقع عليها.
وفي عام 1928 اخترع جهازًا للتلفزة يستخدم
تأثير انعكاس الإلكترونيات من فيلم مشع رقيق
في أنبوب الأشعة المهبطية الكاثودية وهو جهاز
إلكتروني يمكن من سماع الصوت في الراديو
والتليفزيون ورؤية صاحبه في آن واحد.
كما اخترع جهازًا لنقل الصورة عام 1930 ويستخدم
اليوم في التصوير الكهروضوئي وهو الأساس الذي
ترتكز عليه السينما الحديثة وخاصة السينما سكوب
بالإضافة إلى التليفزيون.
وفي العام نفسه اخترع جهازًا لتحويل الطاقة
الشمسية إلى طاقة كهربائيه مستمرة وهو عبارة
عن بطارية ثانوية يتولد بها حمل كهربائي بمجرد
تعرضها لأشعة الشمس وإذا وُضع عدد منها يغطي
مساحة ميل مربع في الصحراء فإن القوة الكهربائية
التي يمكن استصدارها من الشمس عندئذ تكون
200 مليون كيلو وات وقد عرض الصباح
اختراعه هذا على الملك فيصل الأول ملك العراق
ليتبناه ولكنه مات ثم عرضه على الملك
عبد العزيز بن سعود لاستخدامه في صحراء الربع
الخالي ولكن الصباح مات بعد فترة وجيزة.
وكان قد شرع قبيل وفاته في تصميم محرك طائرة
إضافي يسمح بالطيران في الطبقات العليا من الجو
وهو شبيه بتوربينات الطائرة النفاثة.
وقد حدثت الوفاة المفاجئة مساء يوم الأحد
31 مارس 1935 وكان حسن كامل الصباح
عائدًا إلى منزله فسقطت سيارته في منخفض
عميق ونقل إلى المستشفى ولكنه فارق الحياة
وعجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة خاصة
وأن الصباح وجد على مقعد السيارة دون أن
يصاب بأية جروح مما يرجح وجود شبهة جنائية
خاصة وأنه كان يعاني من حقد زملائه الأمريكيين
في الشركة وذكر ذلك في خطاباته لوالديه ويعتقد
أنه تم قتله بصعقة كهربائية موصولة في سيارته.
وحمل جثمان العالم اللبناني والمخترع البارع
حسن كامل الصباح في باخرة من نيويورك إلى
لبنان وشيع إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه
ببلدة النبطية بجنوب لبنان

الدكتور العلامة علي مصطفى مشرفة
ولد الدكتور علي مصطفى مشرفة في دمياط في
11 يوليو 1898وغرس فيه والده منذ نعومة أظفاره
الدين والخلق الكريم وحبب إليه العلم والاطلاع في
شتى المجالات المختلفة.
حفظ القرآن الكريم فى طفولته كما كان يحفظ الصحيح
من الأحاديث النبوية وكان محافظًا على صلاته مقيمًا
لشعائر دينه كما علمه والده وقد ظلت هذه المرجعية
الدينية ملازمة له طوال حياته يوصي إخوته وجميع
من حوله بالمحافظة على الصلاة وشعائر الدين كلما
سنحت له الفرصة وقد بدا ذلك جليًّا في خطاباته التي
كان يبعثها إلى إخوته وأصدقائه أثناء سفره للخارج
والتي طالما ختمها بمقولة: اعمل وإخوانك للإسلام..
لله. وقد عاش ملازمًا له في جيبه مصحف صغير
رافقه في السفر والحضر..
ظهرت علامات النبوغ والتفوق والصبر والتحمل
والتصميم على محياه مبكرا جدا
فقد توفى والده قبل امتحان الابتدائية بشهر ومع
ذلك دخل الامتحان وحصل على المركز الأول على
مستوى القطر المصرى
انتقل مشرفة واخواته الى حى عابدين بالقاهرة والتحق
بالمدرسة العباسية الثانوية فى الاسكندرية وكان
مثال للتفوق فتم تحويله الى القاهرة بمدرسة
السعيدية الثانوية نال الاعجاب من الجميع حتى
مدرس اللغة العربية لم يكن يناديه الا ( بالسيد)
تقديرا واعجابا
توفيت والدتة قبل ان يؤدى امتحان البكالوريا بشهرين .
وحين تم اعلان نتيجة البكالوريا سنة 1914 م كان
( على مصطفى مشرفة ) الثاني على طلبة القطر
المصرى الذين اجتازوا امتحانها بنجاح .
في عام 1914 التحق الدكتور علي مشرفة بمدرسة
المعلمين العليا التي اختارها حسب رغبته رغم
مجموعه العالي في البكالوريا.
وفي عام 1917 اختير لبعثة علمية لأول مرة إلى
إنجلترا بعد تخرجه.. فقررالسفر بعدما اطمأن على
إخوته بزواج شقيقته وبالتحاق أشقائه بالمدارس
الداخلية التحق "علي" بكلية نوتنجهام Nottingham
ثم بكلية "الملك" بلندن حيث حصل منها على
بكالوريوس علوم مع مرتبة الشرف في عام 1923
ثم حصل على شهادة Ph.D (دكتوراة الفلسفة)
من جامعة لندن في أقصر مدة تسمح بها قوانين
الجامعة وكان اول مصرى يحصل على جائزة ph.D
وقد رجع إلى مصر بأمر من الوزارة وعين مدرسًا
بمدرسة المعلمين العليا إلا أنه وفي أول فرصة سنحت
له سافر ثانية إلى إنجلترا وحصل على درجة دكتوراة
العلوم D.Sc فكان بذلك أول مصري يحصل عليها.
في عام 1925 رجع إلى مصر وعين أستاذًا للرياضة
التطبيقية بكلية العلوم بجامعة القاهرة ثم مُنح درجة
"أستاذ" في عام 1926 رغم اعتراض قانون الجامعة
على منح اللقب لمن هو أدنى من الثلاثين.
اعتمد الدكتور "علي" عميدًا للكلية في عام 1936
وانتخب للعمادة أربع مرات متتاليات كما انتخب
في ديسمبر 1945 وكيلاً للجامعة
بدأت أبحاث الدكتور "علي مشرفة" تأخذ مكانها في
الدوريات العلمية وعمره لم يتجاوز الخامسة و العشرين
في الجامعة الملكية بلندن King’s College نشر
له أول خمسة أبحاث حول النظرية الكمية التي نال
من أجلها درجتي Ph.D (دكتوراه الفلسفة) و Dsc.
(دكتوراة العلوم)
كذلك.. كان الدكتور مشرفة أول من قام ببحوث علمية
حول إيجاد مقياس للفراغ حيث كانت هندسة الفراغ
المبنية على نظرية "أينشين" تتعرض فقط لحركة
الجسيم المتحرك في مجال الجاذبية.
ولقد أضاف نظريات جديدة في تفسير الإشعاع الصادر
من الشمس إلا أن نظرية الدكتور مشرفة في الإشعاع
والسرعة عدت من أهم نظرياته وسببًا في شهرته
وعالميته حيث أثبت الدكتور مشرفة أن المادة إشعاع
في أصلها ويمكن اعتبارهما صورتين لشيء واحد
يتحول إحداهما للآخر.. ولقد مهدت هذه النظرية
العالم ليحول المواد الذرية إلى إشعاعات.
كان الدكتور "علي" أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت
الذرة وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها في الحرب
بل كان أول من أضاف فكرة جديدة وهي أن
الهيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة إلا
أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الهيدروجينية
وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة
وروسيا
تقدر أبحاث الدكتور "علي مشرفة" المتميزة في نظريات
الكم و الذرة والإشعاع الميكانيكا والديناميكا بنحو
خمسة عشر بحثًا وقد وصلت مسودات أبحاثه العلمية
قبل وفاته إلى حوالي مائتين ولعل الدكتور كان ينوي
جمعها ليحصل بها على جائزة نوبل في العلوم الرياضية.
وعلى الرغم من انشغاله بأبحاثه العلمية إلا أنه كان
حافظًا للشعرملمًّا بقواعد اللغة العربية عضوًا
بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية
حيث ترجم مباحث كثيرة إلى اللغة العربية.
كان يحرص على حضور المناقشات والمؤتمرات
والمناظرات وله مناظرة شهيرة مع د/ طه حسين
حول: أيهما أنفع للمجتمع الآداب أم العلوم".
نشر للدكتور مشرفة ما يقرب من ثلاثين مقالاً منها
سياحة في فضاء العالمين - العلم والصوفية -
اللغة العربية كأداة علمية - اصطدام حضارتين-
مقام الإنسان في الكون..
ولم ينس أن العالم لا بد وأن يتفاعل مع مجتمعه
ولا يكون منعزلا عنهم ولا ينظر إليهم من برج عاجى
فقد شارك الدكتور علي في مشاريع مصرية عديدة
تشجيعًا للصناعات الوطنية كما شارك في إنشاء
جماعة الطفولة المشردة وكان أول من لقن من حوله
دروسًا في آداب الحديث وإدارة الجلسات.
وكان الدكتور مشرفة ينظر إلى الأستاذية على أنها
لا تقتصر على العلم فقط وإنما توجب الاتصال بالحياة
وأن الأستاذ يجب أن يكون ذا أثر فعال في توجيه الرأي
العام في الأحداث الكبرى التي تمر بالبلاد وأن يحافظ
على حرية الرأي عند المواطنين
أول من أكد للحكومة عن وجود ( اليورانيوم) فى
الصحراء المصرية ولكن ليس هذا هو كل ما كان يعنى
د. مشرفة وإنما كان يعد الصحراء المصدر الثانى بعد
النيل لثروات مصر القومية فكان يتساءل :
متى نعنى بهذه الثروة المعدنية المبعثرة فى صحارينا ؟
أم سنبقى على حالنا ؟
فيصدق قول الشاعر :
كالعيس فى البيداء يقتلها الظما
والماء فوق ظهورها محمول .
كان لمشرفة فى النيل أمل عظيم وكان يدعو الى
انشاء معهد علمى تجريبى لدراسة طبيعات النيل
على ان يزود هذا المعهد بالمعامل اللازمة لاجراء
التجارب العلمية والعملية
كان يدعو إلى استغلال مساقط النيل فى استخراج
الطاقة الكهربية وكان يستحث الحكومة على السير
قدما فى مشروع كهربة خزان أسوان
نادى بتكوين المجمع المصرى للثقافة العلمية ليكون
على غرار " الجمعية البريطانية لتقدم العلوم "
وكان د/ مشرفة واحداً من مؤسسى هذا المجمع وشارك بمحاضراتة فى
مؤتمره الأول فى مارس 1930م .
أول من أسس الجمعية المصرية للعلوم الرياضية
والطبيعية فى السابع من فبراير 1936م واختير
عضواً فى المجمع العلمي المصري وقام بتأسيس
الأكاديمية المصرية للعلوم .
اختير الدكتور مشرفة عضواً فى
" المجمع العلمي المصري" من السادس
من فبراير 1933 وكان اختياره عضواً فى شعبة الفيزياء والرياضه
ظل الدكتور/ مشرفة طيلة حياته بعيدا عن الأحزاب
رغم العروض والرجاءات المتكررة والصداقات المتينة
مع زعماء تلك الاحزاب وكان يقول:
"اننى لن ابقى فى اى حزب اكثر من يوم واحد
وذلك انى لن اسكت عن خطأ وسيكون مصيرى
الطرد من أول يوم "
وكان الزعماء يعجبون لهذه المصداقية .
شارك فى تأسيس اتحاد الجامعة وعمل على إرساء
تقاليده وتنشيطه وظل عضوا بارزاً فى هذا الاتحاد إلى
أن اختير وكيلا للاتحاد ثم تولى الرئاسة فجعل
د/ مشرفة من الاتحاد برلمانا يضم الصفوة من
الأساتذة والطلاب وضرب لهم المثل فى طريقة
عرض المشروعات ومناقشتها فكان يعطى مؤيدي
الرأي الفرصة للإدلاء بآرائهم ثم يعطى المعارضة
حقها ثم يستخلص الأصوات للصالح العام .
كان ينظم المناظرات فى رحاب الجامعة ويشارك
فى هذه المناظرات وناظر الدكتور/ طه حسين
/ احمد امين والاستاذ/ محمد توفيق دياب
والاستاذ / عباس العقاد
تمتعت كلية العلوم في عصره بشهرة عالمية واسعة
حيث عني عناية تامة بالبحث العلمي وإمكاناته فوفر
كل الفرص المتاحة للباحثين الشباب لإتمام بحوثهم
ووصل به الاهتمام إلى مراسلة أعضاء البعثات
الخارجية
سمح لأول مرة بدخول الطلبة العرب الكلية حيث كان
يرى أن:
"القيود القومية ما هي إلا حبال الشيطان يبث بها
العداوة والبغضاء بين القلوب المتآلفة".
أنشأ قسمًا للغة الإنجليزية والترجمة بالكلية كما حول
الدراسة في الرياضة البحتية باللغة العربية صنف قاموسًا لمفردات
الكلمات العلمية من الإنجليزية إلى العربية.
-أرسى قواعد جامعية راقية حافظ فيها على استقلالها
وأعطى للدرس حصانته وألغى الاستثناءات بكل صورها
وكان يقول: "إن مبدأ تكافؤ الفرص هو المقياس الدقيق
الذي يرتضيه ضميري".
"خير للكلية أن تخرج عالمًا واحدًا كاملاً من أن تخرج
كثيرين من أنصاف العلماء"
هكذا كان يؤمن الدكتور مشرفة وكان كفاحه المتواصل
من أجل خلق روح علمية خيرة
وبسط الدكتور مشرفة كتبًا عديدة منها:
النظرية النسبية - الذرة والقنابل - نحن والعلم
واهتم خاصة بمجال الذرة والإشعاع وكان
يقول: "إن الحكومة التي تهمل دراسة الذرة إنما
تهمل الدفاع عن وطنها".
وآمن الدكتور مشرفة بأن "العلم في خدمة الإنسان
دائمًا وأن خير وسيلة لاتقاء العدو أن تكون قادرًا
على رده بمثله فالمقدرة العلمية والفنية قد صارتا
كل شيء ولو أن الألمان توصلوا إلى صنع القنبلة
الذرية قبل الحلفاء لتغيرت نتيجة الحرب وهو تنوير
علمي للأمة يعتمد عليه المواطن المدني والحربي معًا".
توفى الدكتور "علي مصطفى مشرفة" عن عمر
يناهز 52 عامًا يوم الاثنين السابع والعشرين من
ربيع الأول الموافق 15 يناير 1950 ...
وباتت ظروف وفاة د. مشرفة المفاجئة غامضة للغاية
وكانت كل الظروف المحيطة به تشير إلى أنه مات
مقتولاً إما على يد مندوب عن الملك فاروق أو
على يد الصهيونية العالمية ولكل منهما سببه.
قد يكون للنظام الملكي المصري في ذلك الوقت دور
في قتله خاصة إذا علمنا أن د. مشرفة قام بتشكيل
جماعة تحت اسم "شباب مصر", كانت تضم عدداً
كبيراً من المثقفين والعلماء والطلاب وكانت تهدف
لإقصاء نظام فاروق الملكي وإعلان مصر
جمهورية عربية مستقلة. وذاع أمر هذه الجماعة
السرية ووصلت أخبارها إلى القصر الملكي مما
يعطي للقصر مبرراً للتخلص من د. مصطفى.
أما الصهيونية العالمية فيكفي أن نقول أن نظرتهم
للطالبة النابغة د. سميرة موسى لن تختلف عن
نظرتهم لأستاذها الأكثر نبوغاً د. مصطفى مشرفة
ولعبت الصهيونية لعبتها القذرة وهي التصفية
الجسدية وكانت نظرة واحدة تعني التخلص منهما
ومن أمثالهما قال عنه انشتاين تعليقا على وفاته
(انه لخسارة للعالم اجمع)
وقد قال الأستاذ الدكتور/ أديب عبدالله :
لقد كان لظهور مواهب مشرفة فى المجال العلمي
أثر فى كفاحنا القومى ضد النفوذ الاجنبى فقد عجل
ظهورمواهبه بتحرير الارادة المصرية فى مجال
العلوم من السيطرة الاجنبية وكان الساسة فى كل
بلد يتعلمون من مشرفة كيف يتم تحقيق الانتصار
الضخم فى كل مجال من مجالات الحياة .
" وقدمت الاذاعة فى امريكا د/ مشرفة على انه
واحد من سبعة علماء فى العالم يعرفون اسرار الذرة .
وقد اطلق اسم د/ مشرفة على شارع فى القاهرة
وهو شارع الذى كانت فيه الفيلا التى سكنها مشرفة
حتى وفاته واطلق اسمه على شارع فى الاسكندرية
وعلى شارع فى دمياط كما اطلق اسمه على المدرج
الاول فى كلية العلوم وعلى معمل قسم الرياضة
بالكلية وعلى مدرسة اعدادية بمدينة دمياط .
يتبع
الذي اثروا العالم بعلمهم وتميزهم فأخترت أن اكتب له بحثا عن
أحد علماءنا العرب المميزين في العصر الحديث ولشد ما كانت
دهشة الفتى لإكتشافه أنه هناك علماء عرب ومتميزين في عصرنا
الحديث حيث كان في تصوره أن العلماء العرب قد انقرضوا
كديناصور قديم بانتهاء العصور العربية القديمه وبموت علماء
افذاذ مثل الرازي وابن سينا وجابر بن حيان وغيرهم وقتها
أحسست كم نحن مقصرين تجاه أنفسنا وتجاه أبنائنا وتجاه
علمائنا وكم هي دولنا العربية مقصرة ومجرمة بحق أبنائها
من العلماء الأفذاذ عندما تلقي بهم لقمة سائغة بين أنياب دول
لا ترحم وبين أنياب أعداء لنا يمتصون رحيقهم كزهرة يانعه
ثم يعملون على تغييبهم والقضاء عليهم عندما يحسون
لديهم أدنى بادرة لخدمة أوطانهم وأمتهم .
وفي الوقت الذي تفتخر الدول بعلمائها وتوليهم جل
إهتماماتها ترعى شؤونهم ومعهم ذويهم تغدق عليهم
وتحقق مطالبهم أيضا تستقطب كل ذي علم أما دولنا
فجعلت من عقولنا وعلماءنا طيورا مهاجرة بل لايجد
العالم حتى الأمن والأمان فيذهب طالبنا المجتهد للغرب
ليتعلم المزيد وتكون النتيجة إما أن يُقطف ثمرة نجاحه
في أرضا غير أرضه أو أن يقبع في السجون أو أن
يرجع مجنونا في احسن الأحوال .
ويحدث أن يكرم المبدع غالبا في أوطاننا بعد وفاته بكلمات
رثاء قليلة وقد يتلطف أصحاب المعالي والسيادة بمنحه
وساما أو لقبا علميا تقديرا لخدماته الجليله !!!
وقد صدر في احدى السنوات تصريح لمسئول في
الخارجية البريطانية يقول فيه :
أن سلطات بلاده تراجع الإجراءات المتعلقة بدراسة
الطلبة الأجانب للمواد الحساسة
في الجامعات البريطانية والمقصود بــ"المواد الحساسة
مثل " الهندسة النووية وتكنولوجيا الصواريخ
والدفع النفاث والتقنيات الكيميائية والجرثومية
الذي يمكن أن تستفيد منهــا الدول الخطيره جاء
ذالك بعد تفجيرات نيويورك وبعد إنشاء لجنة
المتابعة الأمريكية لمنع طلاب بعض الدول من
دراسة التخصصات الحساسة
حيث يعد هذا حصارا للحد من تسرب العلوم
والتقنيات المتقدمة
الى الدول المارقة. وتجدر الإشارة إلى القانون الشهير
الذي أقره مجلس النواب الأمريكي عام 2002 بخصوص
حظر أو تشديد الرقابة على بعض التخصصات التي يدرسها الطلاب من
سبع دول أجنبية (أربع منها عربية )
وهنا أورد سيرة بعض من علمائنا الأجلاء الأفاضل الذين
كان لهم دور إنساني كبير على الأمة وغيبتهم أيادي
الغدر ليطمسوا كل نور يحاول ان يشق عتم الجهل والظلام
في أوطاننا كبادرة وفاء وتقدير لهم عسى أن تنفع
أجيالنا وتكون هذه الصور حافزا ودافعا لهم للتقدم
وخدمة أوطانهم .
سائليين الله من عنده حسن الجزاء
راجيا من جميع اهلنا في ألهندسة الصناعية ممن لديه
اي معلومات اخرى ان يضيفها لتحصل الفائدة للجميع

حسن كامل الصباح
مواليد النبطيه – لبنان في 16 اغسطس عام 1894
وصل عدد مااخترعه حسن كامل الصباح من
أجهزة وآلات في مجالات الهندسة الكهربائية والتلفزة
وهندسة الطيران والطاقة إلى أكثر من 176 اختراعًا
سجلت في 13 دولة منها: الولايات المتحدة الأمريكية
وبلجيكا وكندا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وأستراليا
والهند واليابان وأسبانيا واتحاد دول أفريقيا الجنوبية
وبدأ اختراعاته عام 1927 بجهاز ضبط الضغط
الذي يعين مقدارالقوة الكهربائية اللازمة لتشغيل
مختلف الآلات ومقدار الضغط الكهربائي
الواقع عليها.
وفي عام 1928 اخترع جهازًا للتلفزة يستخدم
تأثير انعكاس الإلكترونيات من فيلم مشع رقيق
في أنبوب الأشعة المهبطية الكاثودية وهو جهاز
إلكتروني يمكن من سماع الصوت في الراديو
والتليفزيون ورؤية صاحبه في آن واحد.
كما اخترع جهازًا لنقل الصورة عام 1930 ويستخدم
اليوم في التصوير الكهروضوئي وهو الأساس الذي
ترتكز عليه السينما الحديثة وخاصة السينما سكوب
بالإضافة إلى التليفزيون.
وفي العام نفسه اخترع جهازًا لتحويل الطاقة
الشمسية إلى طاقة كهربائيه مستمرة وهو عبارة
عن بطارية ثانوية يتولد بها حمل كهربائي بمجرد
تعرضها لأشعة الشمس وإذا وُضع عدد منها يغطي
مساحة ميل مربع في الصحراء فإن القوة الكهربائية
التي يمكن استصدارها من الشمس عندئذ تكون
200 مليون كيلو وات وقد عرض الصباح
اختراعه هذا على الملك فيصل الأول ملك العراق
ليتبناه ولكنه مات ثم عرضه على الملك
عبد العزيز بن سعود لاستخدامه في صحراء الربع
الخالي ولكن الصباح مات بعد فترة وجيزة.
وكان قد شرع قبيل وفاته في تصميم محرك طائرة
إضافي يسمح بالطيران في الطبقات العليا من الجو
وهو شبيه بتوربينات الطائرة النفاثة.
وقد حدثت الوفاة المفاجئة مساء يوم الأحد
31 مارس 1935 وكان حسن كامل الصباح
عائدًا إلى منزله فسقطت سيارته في منخفض
عميق ونقل إلى المستشفى ولكنه فارق الحياة
وعجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة خاصة
وأن الصباح وجد على مقعد السيارة دون أن
يصاب بأية جروح مما يرجح وجود شبهة جنائية
خاصة وأنه كان يعاني من حقد زملائه الأمريكيين
في الشركة وذكر ذلك في خطاباته لوالديه ويعتقد
أنه تم قتله بصعقة كهربائية موصولة في سيارته.
وحمل جثمان العالم اللبناني والمخترع البارع
حسن كامل الصباح في باخرة من نيويورك إلى
لبنان وشيع إلى مثواه الأخير في مسقط رأسه
ببلدة النبطية بجنوب لبنان

الدكتور العلامة علي مصطفى مشرفة
ولد الدكتور علي مصطفى مشرفة في دمياط في
11 يوليو 1898وغرس فيه والده منذ نعومة أظفاره
الدين والخلق الكريم وحبب إليه العلم والاطلاع في
شتى المجالات المختلفة.
حفظ القرآن الكريم فى طفولته كما كان يحفظ الصحيح
من الأحاديث النبوية وكان محافظًا على صلاته مقيمًا
لشعائر دينه كما علمه والده وقد ظلت هذه المرجعية
الدينية ملازمة له طوال حياته يوصي إخوته وجميع
من حوله بالمحافظة على الصلاة وشعائر الدين كلما
سنحت له الفرصة وقد بدا ذلك جليًّا في خطاباته التي
كان يبعثها إلى إخوته وأصدقائه أثناء سفره للخارج
والتي طالما ختمها بمقولة: اعمل وإخوانك للإسلام..
لله. وقد عاش ملازمًا له في جيبه مصحف صغير
رافقه في السفر والحضر..
ظهرت علامات النبوغ والتفوق والصبر والتحمل
والتصميم على محياه مبكرا جدا
فقد توفى والده قبل امتحان الابتدائية بشهر ومع
ذلك دخل الامتحان وحصل على المركز الأول على
مستوى القطر المصرى
انتقل مشرفة واخواته الى حى عابدين بالقاهرة والتحق
بالمدرسة العباسية الثانوية فى الاسكندرية وكان
مثال للتفوق فتم تحويله الى القاهرة بمدرسة
السعيدية الثانوية نال الاعجاب من الجميع حتى
مدرس اللغة العربية لم يكن يناديه الا ( بالسيد)
تقديرا واعجابا
توفيت والدتة قبل ان يؤدى امتحان البكالوريا بشهرين .
وحين تم اعلان نتيجة البكالوريا سنة 1914 م كان
( على مصطفى مشرفة ) الثاني على طلبة القطر
المصرى الذين اجتازوا امتحانها بنجاح .
في عام 1914 التحق الدكتور علي مشرفة بمدرسة
المعلمين العليا التي اختارها حسب رغبته رغم
مجموعه العالي في البكالوريا.
وفي عام 1917 اختير لبعثة علمية لأول مرة إلى
إنجلترا بعد تخرجه.. فقررالسفر بعدما اطمأن على
إخوته بزواج شقيقته وبالتحاق أشقائه بالمدارس
الداخلية التحق "علي" بكلية نوتنجهام Nottingham
ثم بكلية "الملك" بلندن حيث حصل منها على
بكالوريوس علوم مع مرتبة الشرف في عام 1923
ثم حصل على شهادة Ph.D (دكتوراة الفلسفة)
من جامعة لندن في أقصر مدة تسمح بها قوانين
الجامعة وكان اول مصرى يحصل على جائزة ph.D
وقد رجع إلى مصر بأمر من الوزارة وعين مدرسًا
بمدرسة المعلمين العليا إلا أنه وفي أول فرصة سنحت
له سافر ثانية إلى إنجلترا وحصل على درجة دكتوراة
العلوم D.Sc فكان بذلك أول مصري يحصل عليها.
في عام 1925 رجع إلى مصر وعين أستاذًا للرياضة
التطبيقية بكلية العلوم بجامعة القاهرة ثم مُنح درجة
"أستاذ" في عام 1926 رغم اعتراض قانون الجامعة
على منح اللقب لمن هو أدنى من الثلاثين.
اعتمد الدكتور "علي" عميدًا للكلية في عام 1936
وانتخب للعمادة أربع مرات متتاليات كما انتخب
في ديسمبر 1945 وكيلاً للجامعة
بدأت أبحاث الدكتور "علي مشرفة" تأخذ مكانها في
الدوريات العلمية وعمره لم يتجاوز الخامسة و العشرين
في الجامعة الملكية بلندن King’s College نشر
له أول خمسة أبحاث حول النظرية الكمية التي نال
من أجلها درجتي Ph.D (دكتوراه الفلسفة) و Dsc.
(دكتوراة العلوم)
كذلك.. كان الدكتور مشرفة أول من قام ببحوث علمية
حول إيجاد مقياس للفراغ حيث كانت هندسة الفراغ
المبنية على نظرية "أينشين" تتعرض فقط لحركة
الجسيم المتحرك في مجال الجاذبية.
ولقد أضاف نظريات جديدة في تفسير الإشعاع الصادر
من الشمس إلا أن نظرية الدكتور مشرفة في الإشعاع
والسرعة عدت من أهم نظرياته وسببًا في شهرته
وعالميته حيث أثبت الدكتور مشرفة أن المادة إشعاع
في أصلها ويمكن اعتبارهما صورتين لشيء واحد
يتحول إحداهما للآخر.. ولقد مهدت هذه النظرية
العالم ليحول المواد الذرية إلى إشعاعات.
كان الدكتور "علي" أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت
الذرة وأحد العلماء الذين حاربوا استخدامها في الحرب
بل كان أول من أضاف فكرة جديدة وهي أن
الهيدروجين يمكن أن تصنع منه مثل هذه القنبلة إلا
أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الهيدروجينية
وهو ما حدث بعد وفاته بسنوات في الولايات المتحدة
وروسيا
تقدر أبحاث الدكتور "علي مشرفة" المتميزة في نظريات
الكم و الذرة والإشعاع الميكانيكا والديناميكا بنحو
خمسة عشر بحثًا وقد وصلت مسودات أبحاثه العلمية
قبل وفاته إلى حوالي مائتين ولعل الدكتور كان ينوي
جمعها ليحصل بها على جائزة نوبل في العلوم الرياضية.
وعلى الرغم من انشغاله بأبحاثه العلمية إلا أنه كان
حافظًا للشعرملمًّا بقواعد اللغة العربية عضوًا
بالمجمع المصري للثقافة العلمية باللغة العربية
حيث ترجم مباحث كثيرة إلى اللغة العربية.
كان يحرص على حضور المناقشات والمؤتمرات
والمناظرات وله مناظرة شهيرة مع د/ طه حسين
حول: أيهما أنفع للمجتمع الآداب أم العلوم".
نشر للدكتور مشرفة ما يقرب من ثلاثين مقالاً منها
سياحة في فضاء العالمين - العلم والصوفية -
اللغة العربية كأداة علمية - اصطدام حضارتين-
مقام الإنسان في الكون..
ولم ينس أن العالم لا بد وأن يتفاعل مع مجتمعه
ولا يكون منعزلا عنهم ولا ينظر إليهم من برج عاجى
فقد شارك الدكتور علي في مشاريع مصرية عديدة
تشجيعًا للصناعات الوطنية كما شارك في إنشاء
جماعة الطفولة المشردة وكان أول من لقن من حوله
دروسًا في آداب الحديث وإدارة الجلسات.
وكان الدكتور مشرفة ينظر إلى الأستاذية على أنها
لا تقتصر على العلم فقط وإنما توجب الاتصال بالحياة
وأن الأستاذ يجب أن يكون ذا أثر فعال في توجيه الرأي
العام في الأحداث الكبرى التي تمر بالبلاد وأن يحافظ
على حرية الرأي عند المواطنين
أول من أكد للحكومة عن وجود ( اليورانيوم) فى
الصحراء المصرية ولكن ليس هذا هو كل ما كان يعنى
د. مشرفة وإنما كان يعد الصحراء المصدر الثانى بعد
النيل لثروات مصر القومية فكان يتساءل :
متى نعنى بهذه الثروة المعدنية المبعثرة فى صحارينا ؟
أم سنبقى على حالنا ؟
فيصدق قول الشاعر :
كالعيس فى البيداء يقتلها الظما
والماء فوق ظهورها محمول .
كان لمشرفة فى النيل أمل عظيم وكان يدعو الى
انشاء معهد علمى تجريبى لدراسة طبيعات النيل
على ان يزود هذا المعهد بالمعامل اللازمة لاجراء
التجارب العلمية والعملية
كان يدعو إلى استغلال مساقط النيل فى استخراج
الطاقة الكهربية وكان يستحث الحكومة على السير
قدما فى مشروع كهربة خزان أسوان
نادى بتكوين المجمع المصرى للثقافة العلمية ليكون
على غرار " الجمعية البريطانية لتقدم العلوم "
وكان د/ مشرفة واحداً من مؤسسى هذا المجمع وشارك بمحاضراتة فى
مؤتمره الأول فى مارس 1930م .
أول من أسس الجمعية المصرية للعلوم الرياضية
والطبيعية فى السابع من فبراير 1936م واختير
عضواً فى المجمع العلمي المصري وقام بتأسيس
الأكاديمية المصرية للعلوم .
اختير الدكتور مشرفة عضواً فى
" المجمع العلمي المصري" من السادس
من فبراير 1933 وكان اختياره عضواً فى شعبة الفيزياء والرياضه
ظل الدكتور/ مشرفة طيلة حياته بعيدا عن الأحزاب
رغم العروض والرجاءات المتكررة والصداقات المتينة
مع زعماء تلك الاحزاب وكان يقول:
"اننى لن ابقى فى اى حزب اكثر من يوم واحد
وذلك انى لن اسكت عن خطأ وسيكون مصيرى
الطرد من أول يوم "
وكان الزعماء يعجبون لهذه المصداقية .
شارك فى تأسيس اتحاد الجامعة وعمل على إرساء
تقاليده وتنشيطه وظل عضوا بارزاً فى هذا الاتحاد إلى
أن اختير وكيلا للاتحاد ثم تولى الرئاسة فجعل
د/ مشرفة من الاتحاد برلمانا يضم الصفوة من
الأساتذة والطلاب وضرب لهم المثل فى طريقة
عرض المشروعات ومناقشتها فكان يعطى مؤيدي
الرأي الفرصة للإدلاء بآرائهم ثم يعطى المعارضة
حقها ثم يستخلص الأصوات للصالح العام .
كان ينظم المناظرات فى رحاب الجامعة ويشارك
فى هذه المناظرات وناظر الدكتور/ طه حسين
/ احمد امين والاستاذ/ محمد توفيق دياب
والاستاذ / عباس العقاد
تمتعت كلية العلوم في عصره بشهرة عالمية واسعة
حيث عني عناية تامة بالبحث العلمي وإمكاناته فوفر
كل الفرص المتاحة للباحثين الشباب لإتمام بحوثهم
ووصل به الاهتمام إلى مراسلة أعضاء البعثات
الخارجية
سمح لأول مرة بدخول الطلبة العرب الكلية حيث كان
يرى أن:
"القيود القومية ما هي إلا حبال الشيطان يبث بها
العداوة والبغضاء بين القلوب المتآلفة".
أنشأ قسمًا للغة الإنجليزية والترجمة بالكلية كما حول
الدراسة في الرياضة البحتية باللغة العربية صنف قاموسًا لمفردات
الكلمات العلمية من الإنجليزية إلى العربية.
-أرسى قواعد جامعية راقية حافظ فيها على استقلالها
وأعطى للدرس حصانته وألغى الاستثناءات بكل صورها
وكان يقول: "إن مبدأ تكافؤ الفرص هو المقياس الدقيق
الذي يرتضيه ضميري".
"خير للكلية أن تخرج عالمًا واحدًا كاملاً من أن تخرج
كثيرين من أنصاف العلماء"
هكذا كان يؤمن الدكتور مشرفة وكان كفاحه المتواصل
من أجل خلق روح علمية خيرة
وبسط الدكتور مشرفة كتبًا عديدة منها:
النظرية النسبية - الذرة والقنابل - نحن والعلم
واهتم خاصة بمجال الذرة والإشعاع وكان
يقول: "إن الحكومة التي تهمل دراسة الذرة إنما
تهمل الدفاع عن وطنها".
وآمن الدكتور مشرفة بأن "العلم في خدمة الإنسان
دائمًا وأن خير وسيلة لاتقاء العدو أن تكون قادرًا
على رده بمثله فالمقدرة العلمية والفنية قد صارتا
كل شيء ولو أن الألمان توصلوا إلى صنع القنبلة
الذرية قبل الحلفاء لتغيرت نتيجة الحرب وهو تنوير
علمي للأمة يعتمد عليه المواطن المدني والحربي معًا".
توفى الدكتور "علي مصطفى مشرفة" عن عمر
يناهز 52 عامًا يوم الاثنين السابع والعشرين من
ربيع الأول الموافق 15 يناير 1950 ...
وباتت ظروف وفاة د. مشرفة المفاجئة غامضة للغاية
وكانت كل الظروف المحيطة به تشير إلى أنه مات
مقتولاً إما على يد مندوب عن الملك فاروق أو
على يد الصهيونية العالمية ولكل منهما سببه.
قد يكون للنظام الملكي المصري في ذلك الوقت دور
في قتله خاصة إذا علمنا أن د. مشرفة قام بتشكيل
جماعة تحت اسم "شباب مصر", كانت تضم عدداً
كبيراً من المثقفين والعلماء والطلاب وكانت تهدف
لإقصاء نظام فاروق الملكي وإعلان مصر
جمهورية عربية مستقلة. وذاع أمر هذه الجماعة
السرية ووصلت أخبارها إلى القصر الملكي مما
يعطي للقصر مبرراً للتخلص من د. مصطفى.
أما الصهيونية العالمية فيكفي أن نقول أن نظرتهم
للطالبة النابغة د. سميرة موسى لن تختلف عن
نظرتهم لأستاذها الأكثر نبوغاً د. مصطفى مشرفة
ولعبت الصهيونية لعبتها القذرة وهي التصفية
الجسدية وكانت نظرة واحدة تعني التخلص منهما
ومن أمثالهما قال عنه انشتاين تعليقا على وفاته
(انه لخسارة للعالم اجمع)
وقد قال الأستاذ الدكتور/ أديب عبدالله :
لقد كان لظهور مواهب مشرفة فى المجال العلمي
أثر فى كفاحنا القومى ضد النفوذ الاجنبى فقد عجل
ظهورمواهبه بتحرير الارادة المصرية فى مجال
العلوم من السيطرة الاجنبية وكان الساسة فى كل
بلد يتعلمون من مشرفة كيف يتم تحقيق الانتصار
الضخم فى كل مجال من مجالات الحياة .
" وقدمت الاذاعة فى امريكا د/ مشرفة على انه
واحد من سبعة علماء فى العالم يعرفون اسرار الذرة .
وقد اطلق اسم د/ مشرفة على شارع فى القاهرة
وهو شارع الذى كانت فيه الفيلا التى سكنها مشرفة
حتى وفاته واطلق اسمه على شارع فى الاسكندرية
وعلى شارع فى دمياط كما اطلق اسمه على المدرج
الاول فى كلية العلوم وعلى معمل قسم الرياضة
بالكلية وعلى مدرسة اعدادية بمدينة دمياط .
يتبع
تعليق