
إنا يا حبيب ، يا أغلى الرجال
يامن حزت على المكارم وتفردت بالقيم ،
يامن وصفك ربك ( وإنك لعلى خلق عظيم )
إنا نشكو إلى الله حالنا وضعفنا وقلة حيلتنا ...
إنا لنستحي من الله مما جنته أيدينا ،
فلقد بلغت ذنوبنا عنان السماء ،
لقد تغير حالنا بعدك ،
أما بكى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما سمع
( ... اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
ورضيت لكم الإسلام دينا ... ) المائدة 3
وعندما سأله الحبيب صلى الله عليه وسلم عن سبب بكائه
قال رضي الله عنه :
أبكاني أنا كنا في زيادة من ديننا فأما إذا كمل
فإنه لم يكمل شئ إلا نقص
فقال عليه الصلاة والسلام : صدقت .
فما بالنا نحن ياأمير المؤمنين – لو رأيت أمة محمد
وما وصلت إليه من الترف والركون إلى الدنيا ، والتعلق بحطامها ،
هبطنا من الأوج إلى القاع فُسلط علينا الأعداء
وأصبحنا لقمة سائغة لهم ، بل كرة يدحرجونها كما يريدون .
إن هذه الأمة وصية على البشرية طالما
تمسكت بذلك النهج الإلهي ،
ومتى تخلت وحادت ردها الله عن مكان القيادة
إلى مكان التابع في ذيل القافلة ،
فمتى نعترف بأغلاطنا ، متى نبكي على خطايانا .

ومع كل ذلك ، مهلاً
فإن هذه الأمة ... أمة مصطفاة ...
إنها الأمة التي رفعت علم التوحيد ...
وحطمت شموخ الأكاسرة والقياصرة
إنا فداك يارسول الله ...
كلنا نحبك الملك والمملوك ، التقي والعاصي ، العربي والأعجمي ...
ليرى الأعداء من هو محمد صلى الله عليه وسلم ،
ومن هي أمته ، يوم ينقلبون إلى الله ،
( ... وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ) 277 الشعراء
إن مناقبه لاتنقضي ولا تتسع لها السجلات ...
إن فضائله جعلته شمساً لايلحقها أفــــول .
أنت الإمام الذي نرجو شفاعته * * وأنت قـــدوتنا في حالك الظلم

مهلاً يا أعداء الدين ، يا أعداء رسول الله
غداً اليوم الموعود يوم لاريب فيه ستطيش فيه عقولكم ،
وسيتبين لكم الحق ، سترون صاحب الشفاعة العظمى ،
والحوض المورود ، والمقام المحمود .
إن نصرته صلى الله عليه وسلم ، بامتلاء القلب بتوقيره ،
والسمع والطاعة ، والسير على نهجه القويم .

اللهم إني أمة ضعيفة ، وخلق من خلقك ،
أتوسل إليك أن تجعل كلماتي هذه حجة لي لاحجة علىّ ،
أتوسل إليك باسمك الأعظم الا تجعل محمداً صلى الله عليه وسلم
خصيمي يوم القيامة ، اللهم اجزه خير ماجزيت نبياً عن أمته ،
اللهم أوردنا حوضه ، وأرزقنا شفاعته ...
اللهم عاملنا بما هو أنت أهل له ،
ولاتعاملنا بما هو نحن أهل له ،
إنك أهل التقوى وأهل المغفرة .

تعليق