
العاص بن وائل السهمي
والد عمرو بن العاص رضي الله عنه،
وكان من المستهزئين بالحبيب صلى الله عليه وسلم،
وهو القائل لما مات القاسم بن النبي صلى الله عليه وسلم:
"إن محمداً أبتر (مقطوع)، لا يعيش له ولد "،
فأنزل الله تعالى فيه سورة الكوثر:
{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ *
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} (الكوثر:1-3).
هلك العاص ـ اسم ومسمى ـ بمكة، بسبب شوكة في رجله،
انتفخت بسببها، حتى صارت كعنق البعير،
فمات بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.

الأسود بن المطلب أبو زمعة
ذكر ابن هشام في سيرته أنه كان يقول لأصحابه مستهزئا
بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته:
" قد جاءكم ملوك الأرض،
ومن يغلب على كنوز كسرى وقيصر،
ويصفرون ويصفقون ضحكا وسخرية "،
فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم
أن يعمى ويثكل (يفقد) ولده،
فمات أعمي أثكل إلى جهنم وبئس المصير.

مالك بن الطلاطلة
كان سفيهاً من المستهزئين برسول الله صلى الله عليه وسلم،
وقد دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم،
فمات بمكة بعد أن امتلأ رأسه قيحاً.

هؤلاء من صناديد الكفر بمكة،
اعتدوا على مقام النبي صلى الله عليه وسلم بالإيذاء والاستهزاء،
فأهلكهم الله بأساليب شديدة شتى وفي مدة وجيزة،
نكالاً لهم في الدنيا، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى،
وفي ذلك عبرة لمن يعتبر.
ثم إن هذه النماذج وغيرها مما وقع في حياته أو بعد وفاته
صلى الله عليه وسلم لَتؤكد صدق وعد الله
لرسوله صلى الله عليه وسلم:
{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ} (الحجر:95).
يقول ابن تيمية في هذا الصدد:
"والقصة في إهلاك الله واحداً واحداً من هؤلاء المستهزئين
معروفة، قد ذكرها أهل السِّيَر والتفسير، وهم على ما قيل:
نفر من رؤوس قريش، منهم: الوليد بن المغيرة، والعاص بن
وائل، والأسودان: ابن المطلب وابن عبد يغوث،
والحارث بن قيس".

إن من سنة الله فيمن يؤذي رسوله صلى الله عليه وسلم،
أن الله سبحانه ينتقم منه، ويكفيه إياه،
وهذا ماض إلى قيام الساعة؛ لقول الله تعالى:
{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ} (الحجر:95)،
ثم إن المجرم الذي يسيء للنبي صلى الله عليه وسلم
إذا لم تدركه عقوبة في الدنيا ـ فيما يظهر للناس ـ
فإن وراءه يوم عبوس قمطرير
شره في الخلق منتشر عظيم الشان.
والواجب علينا التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم،
وطاعة أوامره، والدفاع عنه، ونصرته وتوقيره،
قال الله تعالى:
{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً *
لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ
وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} (الفتح:8-9).
انصروا رسولكم بالعودة الى رب العباد
واتباع سنه النبى صلى الله عليه وسلم

تعليق