إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الباحث عن المستحيل الشاعر أمل دنقل

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الباحث عن المستحيل الشاعر أمل دنقل

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    أهل ورد الغاليين

    كم انت غنية بمبدعينك يا مصر
    رحلة جديدة مع شخصية مبهرة


    الشاعر الكبير

    أمل دنقل
    شاعر لا يرضيه الممكن و لا يبحث عنه
    هو باحث عما فوق الممكن
    باحث عن المستحيل
    بالرغم من سنوات عمره القليلة و مرضه العضال
    لكنه ليس كغيره من الشعراء فهو المسكون دوما
    بالأمل و الخوف و الكبرياء في شعره
    شئ من التطلع الى المستقبل بعينين
    تريان ما لا يراه الأخرون
    فهو يتطلع الى المستقبل مستشرقا افاقه
    و مؤكدا رفض الواقع المستلب.
    أمل دنقل
    الشاعر الذي لن تكفى كل كلمات الشكر
    كي أشكره على فيضِ الحروف
    الذي ينْتابُني بعد أن أقرأ له
    الشاعر الذي يجعلك
    ترفع سقف كِفايَتك في الشعر
    فلا تَعد تقبل بأقلِ من ذلك.
    اختصر أزمنةً وأحداثًا بحروفهِ،
    فهو الذي يعرفك تمام المعرفة،
    ويجهلك في حقيقةِ الأمر.
    عاش أمل دنقل
    بنصف حياة وبنصف نفس..
    ولكنه كان يملك حلم مكتمل وقصيدة مقدسة...


    كان فى كفىّ ما ضيعته في وعود الكلمات المرجأة
    كان فى جنبىّ لم أدر به .. أو يدرى البحر قدر اللؤلؤة ؟

  • #2
    سيرته الذاتية

    محمد أمل فهيم أبو القسام محارب دنقل
    من مواليد قرية "القلعة" مركز" قفط "
    إحدى قرى محافظة "قنا" أقصى جنوب مصر،
    ولد فى23 يونيو عام 1940
    لأب يعمل مدرسًا للغة العربية متخرجًا في الأزهر.
    كان والده في تنقل ما بين قرية "القلعة" وإحدى مدن "قنا"؛
    فهو في فترة الدراسة يقيم بالمدينة،
    يعمل بالتدريس، وحين تنتهي الدراسة
    يعود أدراجه بأسرته المكونة من ولدين وبنت،
    أكبرهم أمل وأصغرهم أنس..
    وهذا التنقل قد أثّر في طبيعة أمل كثيرا فيما بعد.
    وكأن الألم هو الحضانة الأولى للعظماء،
    فلم يكد أمل يتم العاشرة من عمره حتى مات والده.
    وحرصت أمه الشابة الصغيرة
    التي لم تكن قد جاوزت النصف الثاني من عقدها الثالث
    على أن يظل شمل أسرتها الصغيرة ملتئمًا،
    مع عناية خاصة توليها لمستوى الأولاد الاجتماعي
    من حيث حسن المظهر والتربية وعلاقاتهم وأصدقائهم.
    ساعدهم على العيش "مستورين"
    أن الأب قد ترك لأولاده بيتًا صغيرا في المدينة
    يقطنون في طابق منه ويؤجّرون طابقًا آخر،
    كما عاون الأم في تربية أولادها
    أحد أقرباء زوجها كان بمنزلة عم "أمل".
    التحق أمل بمدرسة ابتدائية حكومية
    أنهى بها دراسته سنة 1952
    عُرف بين أقرانه بالنباهة والذكاء والجد تجاه دراسته،
    كما عُرف عنه التزامه بتماسك أسرته
    واحترامه لقيمها ومبادئها؛
    فقد ورث عن أمه الاعتداد بذاته،
    وعن أبيه شخصية قوية ومنظمة.
    آثار الطفولة
    حين وصل للمرحلة الثانوية بدت ميوله العلمية،
    وهيأ نفسه للالتحاق بالشعبة "العلمي"
    تمهيدًا لخوض غمار الدراسة الأكاديمية
    في تخصص علمي كالهندسة أو الكيمياء،
    لكن العجيب أن أصدقاءه قد أثروا كثيرا
    في تحوله المعاكس إلى الأدب والفن في هذه الفترة ؛
    فقد كان من أقرب أصدقائه إلى نفسه
    "عبد الرحمن الأبنودي" الشاعر الكبير فيما بعد
    وقد تعرف عليه أمل بالمرحلة الثانوية،
    و"سلامة آدم"- أحد المثقفين البارزين - فيما بعد،
    وكان يمت له بصلة قرابة وكان رفيقه الأول في مرحلة الطفولة،
    وبعد اتفاقهما الدائم على الالتحاق بالقسم العلمي
    وجدهما قد فاجآه والتحقا بالقسم الأدبي،
    فوجد "الصغير"نفسه في حيرة شديدة،
    سرعان ما حُسمت إلى اللحاق بأصدقائه.
    إلا أن ذلك لا يعني أنه كان بعيدا عن مجال الأدب،
    فضلا عن الثقافة العربية؛ فقد نشأ في بيت أشبه بالصالونات الأدبية،
    فلم يكن والد أمل مدرسًا للعربية فحسب،
    ولكنه كان أديبًا شاعرًا فقيهًا ومثقفًا
    جمع من صنوف الكتب الكثير في سائر مجالات المعرفة؛
    لذا فقد تفتحت عينا الصغير على
    أرفف المكتبة المزدحمة بألوان الكتب،
    وتأمل في طفولته الأولى
    أباه وهو يقرأ حينا ويكتب الشعر حينا.
    لهذا كله ولموهبته الشعرية الباسقة

    تعليق


    • #3
      لم يكد أمل ينهي دراسته بالسنة الأولى الثانوية
      إلا وكان ينظم القصائد الطوال يلقيها في احتفالات المدرسة
      بالأعياد الوطنية والاجتماعية والدينية.
      هذه المطولات أثارت أحاديث زملائه
      ومناوشاتهم بل وأحقادهم الصغيرة أحيانا،
      فبين قائل بأن ما يقوله "أمل" من شعر ليس له،
      بل هو لشعراء كبار مشهورين
      استولى على أعمالهم من مكتبة أبيه
      التي لم يتح مثلها لهم،
      و لما أحسّ أمل من زملائه بالشك؛
      تفتق ذهنه عن فكرة مراهقة جريئة
      و هي و إن كانت لا تتسق مع
      شخصيته الرقيقة إلا أنها فاصلة..
      أطلق موهبته بهجاء مقذع لمن
      تسول له نفسه أن يشكك في أمل أو يتهمه،
      ولم يمض كثير حتى استطاع أمل دنقل
      بموهبته أن يدفع عن نفسه ظنون من حوله.
      و لما تفرغ أمل من الدفاع عن نفسه
      داخل المدرسة تاقت نفسه
      لمعرفة من هو أفضل منه شعرا في محافظته،
      فلم يسمع بأحد يقول بالشعر في قنا كلها
      إلا ارتحل له وألقى عليه من شعره
      ما يثبت تفوقه عليه،
      وكأنه ينتزع إعجاب الناس منهم أنفسهم
      لما لم يكن هناك من يجده أمل مكافئا
      تاقت نفسه أن يلتقي بالشعراء الذين
      يرى أسماءهم على الدواوين الراسخة في مكتبته،
      وانصرف أمل عن أحلامه الدراسية وطموحاته
      العلمية إلى شيء آخر هو الشعر.
      ومما نُشر لأمل دنقل وهو طالب في الثانوية
      أبيات شعرية نشرتها مجلة مدرسة قنا الثانوية
      سنة 1956، وكتب تحتها: الطالب أمل دنقل
      يقول فيها:
      يا معقـلا ذابت على أسـواره كل الجنود
      حشـد العـدو جيوشه بالنار والدم والحديد
      ظمئ الحديد فراح ينهل من دم الباغي العنيد
      قصص البطولة والكفاح عرفتها يا بورسعيد .

      تعليق


      • #4
        في العدد التالي أفردت المجلة صفحة كاملة
        لقصيدة بعنوان: "عيد الأمومة"،
        وكتبت تحت العنوان: للشاعر أمل دنقل،
        وليس للطالب كسابقتها،

        جاء فيها:

        أريج من الخلد .. عذب عطر وصوت من القلب فيه الظفر
        وعيد لـه يهتف الشـاطئان وإكليله من عيون الزهر...
        ومصر العلا .. أم كل طموح.. إلى المجد شدت رحال السفر
        وأمي فلسطين بنت الجـراح ونبت دماء الشهيد الخضـر
        يؤجـج تحنانهـا في القلوب ضرامًا على ثائر ها المستمر
        وأمي كل بـلاد.... تثـور أضالعـها باللظى المستطـر
        تمج القيود.... وتبني الخلود تعيـد الشباب لمجـد غبـر
        فإن الدمـاء تزف الدخيـل إلى القبر.. رغم صروف القدر
        وتنسج للشعب نور العـلاء بحـرية الوطـن المنتصـر

        حصل على الثانوية العامة عام 1957،
        والتحق بكلية الآداب 1958.
        وقد ساعده ذلك على الإقامة في القاهرة
        لتتاح له فرصة جديدة ونقلة حقيقية
        في مجال القصيدة الدنقلية كما يقول عنه
        "قاسم حداد" في مقاله: "سيف في الصدر"
        في مجلة "الدوحة" أغسطس 1983:
        "دون ضجيج جاء إلى الشعر العربي
        من صعيد مصر، وكتب قصيدته المختلفة،
        وكسر جدران قلعة القصيد كما لم يعهد الشعر
        العربي القصائد ولم يعهد الكسور".

        وهذه قضية أمل الكبرى التي عاش من أجلها
        كالمحارب تماما، وهو يعبر عن ذلك حين يقول:

        كنت لا أحمل إلا قلما بين ضلوعي
        كنت لا أحمل إلا قلمي
        في يدي: خمس مرايا
        تعكس الضوء الذي يسري من دمي
        افتحوا الباب
        فما رد الحرس
        افتحوا الباب ….. أنا أطلب ظلا
        قيل: كلا

        تعليق


        • #5
          انفجر أمل في الشعر بهدوئه العجيب..
          فلم يمكث في القاهرة سوى عام واحد؛
          إذ رحل عنها 1959 إلى قنا ثانية
          حيث عمل موظفا بمحكمة قنا،
          لكن تهويمات الشعر وخيالاته
          لم تكن تدع مبدعا كأمل لوظيفة رتيبة مملة..
          ترك العمل لانشغاله بالشعر والحياة،
          واستمر شعره هادفا ثائرا على الواقع،
          وأحيانا ساخرا منه بأسلوب يحيل
          هذه السخرية إلى إبداع شعري
          غاية في الشفافية تطلق في ذهن القارئ
          العديد من المعاني الشعرية.
          رغم شعارات ثورة يوليو وانجذاب الكثيرين لها؛
          حيث كانت الثورة أمل جموع الشعب الكادح،
          ومنهم أمل دنقل الفقير ابن أقصى الصعيد..
          فإن ذلك لم يخدعه كآخرين،
          حيث كان متنبها لأخطائها وخطاياها؛
          فقد سجل رفضها بعين الباحث
          عن الحرية الحية لا شعارها؛
          ففتح نار سخريته عليها، فهو يرفض الحرية المزعومة
          التي فتحت أبواب السجون على مصراعيها..

          يقول أمل:

          أبانا الذي في المباحث، نحن رعاياك
          باق لك الجبروت، باق لك الملكوت
          وباق لمن تحرس الرهبوت
          تفرّدت وحدك باليسر
          إن اليمين لفي خسر
          أما اليسار ففي عسر
          إلا الذين يماشون
          إلا الذين يعيشون..
          يحشون بالصحف المشتراة العيون فيعيشون
          إلا الذين يوشُون
          إلا الذين يوشون ياقات قمصانهم برباط السكوت
          الصمت وشمك..
          والصمت وسمك
          والصمت أنى التفتّ
          يرون ويسمك
          والصمت بين خيوط يديك المشبكتين المصمغتين
          يلف الفراشة والعنكبوت

          تعليق


          • #6
            لم يستقر أمل دنقل في وظيفة أبدا فها
            هو يعمل موظفا في مصلحة الجمارك بالسويس
            ثم الإسكندرية، ويترك الوظيفة،
            لقد اعتاد أمل دنقل الترحال،
            وربما ورثها من طفولته حال حياة والده،
            ولكن انغماسه في الشعر قوّى ذلك في نفسه،
            وجعله يتحلل من قيود المكان وقيود الوظيفة،
            فقد ترك دراسته في السنة الأولى الجامعية،
            وترك عمله بقنا، وها هو يترك السويس
            إلى الإسكندرية، بل يترك العمل الوظيفي
            ليعلن لنا بنفسه في أخريات حياته أنه
            لا يصلح إلا للشعر فيقول:
            "أنا لم أعرف عملا لي غير الشعر،
            لم أصلح في وظيفة، لم أنفع في عمل آخر…"

            وفي 1969 يصدر ديوانه الأول بعنوان:
            "البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" تأثرا بالنكسة

            قد كان موقف أمل دنقل من نظام عبد الناصر
            موقف الشاعر الذى يقارن بين ما يحلم به
            وبين ما هو متحقَّق بالفعل فى الواقع،
            وكان يرى أن نظام عبد الناصر
            على الأقل يحقّق شيئا مما يحلم به
            وهو شعار الحلم الوطنى،
            وبعد وفاة عبدالناصر كتب أمل دنقل
            قصيدة " لا وقت للبكاء " يرثى فيها عبد الناصر

            عارض أمل دنقل نظام السادات
            الذى أسقط شعار الحلم الوطنى على حد قوله
            باٍجراءته السياسية والاٍقتصادية
            التى كان أبرزها اٍلى جانب الديموقراطية المزيّفة
            الاٍنفتاح الاٍقتصادى غير المنضبط
            والسعى للسلام المنقوص مع العدو الصهيونى
            واٍبرام اتفاقية كامب ديفيد
            التى حذّر منها أمل دنقل فى قصيدة " لا تصالح "
            وبعده بعامين ينشر
            أمل دنقل ديوانه الثاني: "تعليق على ما حدث"،
            ثم يأتي نصر 1973 وعجب الناس
            من موقف أمل دنقل؛
            إذ هو لم يكتب شعرا يمجد هذا النصر

            وفى عام 1974 يصدر ديوانه الثالث
            "مقتل القمر" و الذى اختار قصائده
            من بداياته الشعرية الرائعة

            وفي 1975 يصدر ديوانه: "العهد الآتي".


            في أحد أيام سنة 1976 يلتقي أمل دنقل
            بالصحفية "عبلة الرويني"
            التي كانت تعمل بجريدة "الأخبار"
            فتنشأ بينهما علاقة إنسانية حميمة،
            تتوج بالزواج اواخر عام 1978،
            ولأن "أمل" كان كثير التنقل والترحال
            فقد اتخذ مقرًا دائما بمقهى "ريش"،
            وإذا بالصحفية "عبلة الرويني"
            زوجة الشاعر الذي لا يملك مسكنا،
            ولا يملك مالا يعدّ به السكن
            تقبل أن تعيش معه في غرفة بفندق،
            وتنتقل مع زوجها من فندق لآخر.

            تعليق


            • #7
              وفى شهر ستمبر 1979م بعد تسعة أشهر
              من زواجه هاجم مرض السرطان
              جسد أمل دنقل للمرة الأولى وأجرى
              الدكتور اٍسماعيل السباعي عملية جراحية
              في مستشفى العجوزة لاٍستئصال الورم
              وأخبر أمل أنه اٍذا مرت خمس سنوات
              قبل أن يظهر الورم مرة أخرى
              فاٍن شفائه من المرض سيكون مضمونا،
              ولكن المرض لم ينتظر وظهر ورما آخر
              وكانت الجراحة الثانية فى مارس 1980م،
              ويستمر أمل دنقل يصارع الواقع العربي
              بإنتاج شعري مميز فيكتب: "لا تصالح"،
              رافضا فيها كل أصناف المساومات،
              متخذا من الأسطورة رمزا
              كما عودنا من ذي قبل،
              ولكن أمل دنقل كُتب عليه
              صراع الواقع العربي
              الذي ما برح يكتب فيه حتى
              واجه بنفس قوية وإرادة عالية
              صراعه مع المرض،
              وحاول أمل أن يتجاهل هذا المرض
              ويتناساه عن عمد حتى هاجمه بشراسة
              فى فبراير 1982م وكان لا بد من
              دخول أمل المعهد القومي للأورام
              ودخل أمل المستشفى للعلاج،
              وكان لا يملك مالا للعلاج الباهظ
              الذي يحتاجه في مرضه.
              وبدأت حملة لعون الشاعر
              من قبل الأصدقاء والمعجبين،
              وكان أولهم "يوسف إدريس" الأديب مصري
              الذي طالب الدولة بعلاج أمل على نفقتها.
              وطلب أمل من أصدقائه التوقف عن حملة المساعدة.
              كان أمل لا يريد أن ينشغل أحد بمرضه،
              وظل أمل دنقل يكتب الشعر في مرقده
              بالمستشفى على علب الثقاب وهوامش الجرائد..
              ولم يهمل الشعر لحظة حتى آخر أيامه،
              حتى إنه يتم ديوانا كاملا باسم:
              "أوراق الغرفة 8".
              وأقام أمل دنقل فى الغرفة "8"
              حتى وفاته فى 21 مايو سنة 1983م.

              يموت الألم في
              أمل دنقل
              مع صعود روحه لبارئها،
              لكنه يترك تاريخا مضيئا بالشعر
              وآرائه السياسية التي كانت تصدر عنه
              دون أن ينجرف إلى تيار معين
              يفسد عليه انتماءه للشعر..
              ودون أن يترك حدثا بلا قول بل وسخرية موجهة.

              تعليق


              • #8
                []جاء من الريف إلى المدينة،
                واغتاله المرض في ذروة عطائه الأدبي،
                وأبدع فلم يشبه أحداً إلا سواه.
                الرائع أمل دنقل
                أضاء (أمل دنقل) سماء الشعر العربي
                في أحلك ليالي الهزيمة السياسية والإجتماعية،
                فجاءت قصائده أشبه بصرخة الوجدان العربي
                في مرحلة ستينات وسبعينات القرن العشرين.
                وظف دنقل الموضوعات التاريخية في خدمة قضايا الحاضر
                كما في (مقتل كليب)، (من مذكرات المتنبي)،
                (من أوراق أبي نواس)، (لا تصالح) وغيرها الكثير،

                عرف بالتزامه القومي وقصيدته السياسية الرافضة
                ولكن أهمية شعر دنقل تكمن في
                استيحاء رموز التراث العربي تأكيداً لهويته القومية
                وسعياً إلى تثوير القصيدة وتحديثها.
                حيث رفض الهزيمة
                وكان لسانه لسان كل عربي من الخليج إلى المحيط،
                كما تنوعت موضوعاته الشعرية
                فنقم على المدينة في (مقتل القمر)
                وانتقد الطغاة في (كلمات سبارتاكوس الأخيرة)
                وواجه الموت في ديوانه (أوراق الغرفة رقم 8).

                []صدرت له ست مجموعات شعرية [/]
                [/]

                * البكاء بين يدي زرقاء اليمامة" - بيروت

                * تعليق على ما حدث" - بيروت

                * مقتل القمر" - بيروت

                * العهد الآتي" - بيروت

                * أقوال جديدة عن حرب البسوس" - القاهرة

                * أوراق الغرفة 8" - القاهرة

                تعليق


                • #9
                  []قصائد متفرقة من دواوين الشاعر الكبير
                  نبدأها بقصيدة


                  البكاء بين يدى زرقاء اليمامة


                  أيتها العرافة المقدسة
                  جئت إليك مثخنا بالطعنات والدماء

                  أزحف في معاطف القتلى، وفوق الجثث المكدسة
                  منكسر السيف، مغبر الجبين والأعضاء
                  أسأل يا زرقاء
                  عن فمك الياقوت عن نبوءة العذراء
                  عن ساعدي المقطوع ..
                  وهو ما يزال ممسكا بالراية المنكسة


                  عن صور الأطفال في الخوذات...
                  ملقاة علي الصحراء

                  عن جاري الذي يهم بارتشاف الماء
                  فيثقب الرصاص رأسه ..
                  في لحظة الملامسة

                  عن الفم المحشو بالرمال والدماء
                  أسأل يا زرقاء
                  عن وقفتي العزلاء بين السيف والجدار
                  عن صرخة المرأة بين السبي والفرار
                  كيف حملت العار
                  ثم مشيت؟ دون أن أقتل نفسي؟
                  دون أن أنهار؟

                  ودون أن يسقط لحمي ..
                  من غبار التربة المدنسة؟

                  تكلمي أيتها النبية المقدسة
                  تكلمي بالله باللعنة بالشيطان
                  لا تغمضي عينيك، فالجرذان
                  تلعق من دمي حساءها .. ولا أردها
                  تكلمي لشد ما أنا مهان
                  لا الليل يخفي عورتي .. ولا الجدران
                  ولا اختبائي في الصحيفة التي أشدها
                  ولا احتمائي في سحائب ال....
                  .. تقفز حولي طفلة واسعة العينين.. عذبة المشاكسة
                  كان يقص عنك يا صغيرتي .. ونحن في الخنادق
                  فنفتح الأزرار في ستراتنا .. ونسند البنادق
                  وحين مات عطشا في الصحراء المشمسة
                  رطب باسمك الشفاه اليابسة
                  وارتخت العينان
                  فأين أخفي وجهي المتهم المدان؟
                  والضحكة الطروب: ضحكته ..
                  والوجه .. والغمازتان
                  أيتها النبية المقدسة
                  لا تسكتي ..
                  فقد سكت سنة فسنة لكي أنال فضلة الأمان

                  قيل لي اخرس
                  فخرست وعميت ائتممت بالخصيان
                  ظللت في عبيد عبس أحرس القطعان
                  أجتز صوفها
                  أرد نوقها
                  أنام في حظائر النسيان
                  طعامي الكسرة والماء وبعض التمرات اليابسة
                  وها أنا في ساعة الطعان
                  ساعة أن تخاذل الكماة والرماة والفرسان
                  دعيت للميدان
                  أنا الذي ما ذقت لحم الضان
                  أنا الذي لا حول لي أو شأن
                  أنا الذي أقصيت عن مجالس الفتيان
                  أدعي الى الموت ولم أدعَ الى المجالسة
                  تكلمي أيتها النبية المقدسة
                  تكلمي تكلمي
                  فها أنا علي التراب سائل دمي
                  وهو ظمئ يطلب المزيدا
                  أسائل الصمت الذي يخنقني
                  ما للجمال مشيها وئيدا
                  أجندلا يحملن أم حديدا
                  فمن تري يصدقني؟
                  أسائل الركع والسجودا
                  أسائل القيودا
                  ما للجمال مشيها ويدا
                  ما للجمال مشيها وئيدا؟ [/]

                  تعليق


                  • #10
                    []أيتها العرافة المقدسة
                    ماذا تفيد الكلمات البائسة؟
                    قلت لهم ما قلت عن قوافل الغبار
                    فاتهموا عينيك، يا زرقاء بالبوار
                    قلت لهم ما قلت عن مسيرة الأشجار
                    فاستضحكوا من وهمك الثرثار
                    وحين فوجئوا بحد السيف: قايضوا بنا
                    والتمسوا النجاة والفرار
                    ونحن جرحي القلب
                    جرحي الروح والفم
                    لم يبقي الا الموت
                    والحطام
                    والدمار
                    وصبية مشردون يعبرون آخر الأنهار
                    ونسوة يسقن في سلاسل الأسر
                    وفي ثياب العار
                    مطاطئات الرأس، لا يملكن الا الصرخات التاعسة

                    ها أنت يا زرقاء
                    وحيدة، عمياء
                    وما تزال أغنيات الحب، والأضواء
                    والعربات الفارهات، والأزياء
                    فأين أخفي وجهي المشوها
                    كي لا أعكر الصفاء الأبله المموها
                    في أعين الرجال والنساء
                    وأنت يا زرقاء
                    وحيدة عمياء
                    وحيدة عمياء

                    [/]

                    تعليق


                    • #11
                      [][]تعليق على ما حدث في مخيم الوحدات [/]
                      [/]


                      -1-

                      قلت لكم مرارا
                      إن الطوابير التي تمر..
                      في استعراض عيد الفطر والجلاء
                      (فتهتف النساء في النوافذ انبهارا)
                      لا تصنع انتصارا.
                      إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى
                      لا تطلق النيران.. إلا حين تستدير للوراء.
                      إن الرصاصة التي ندفع فيها.. ثمن الكسرة والدواء:
                      لا تقتل الأعداء
                      لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهارا
                      تقتلنا، وتقتل الصغارا !

                      -2-

                      قلت لكم في السنة البعيدة
                      عن خطر الجندي
                      عن قلبه الأعمى، وعن همته القعيدة
                      يحرس من يمنحه راتبه الشهري
                      وزيه الرسمي
                      ليرهب الخصوم بالجعجعة الجوفاء
                      والقعقعة الشديدة
                      لكنه.. إن يحن الموت..
                      فداء الوطن المقهور والعقيدة:
                      فر من الميدان
                      وحاصر السلطان
                      واغتصب الكرسي
                      وأعلن "الثورة" في المذياع والجريدة!

                      -3-

                      قلت لكم كثيراً
                      إن كان لابد من هذه الذرية اللعينة
                      فليسكنوا الخنادقَ الحصينة
                      (متخذين من مخافر الحدود.. دوُرا)
                      لو دخل الواحدُ منهم هذه المدينة:
                      يدخلها.. حسيرا
                      يلقى ....ه.. على أبوابها الأمينة
                      لأنه.. لا يستقيم مَرَحُ الطفل..
                      وحكمة الأب الرزينة..
                      مع المُسَدسّ المدلّى من حزام الخصر..
                      في السوق..
                      وفى مجالس الشورى

                      قلت لكم..

                      لكنكم..
                      لم تسمعوا هذا العبث
                      ففاضت النار على المخيمات
                      وفاضت.. الجثث!
                      وفاضت الخوذات والمدرعات.

                      تعليق


                      • #12
                        [][]سرحان لا يتسلم مفاتيح القدس [/]
                        [/]

                        [] [/]

                        [] [/]

                        [] بكائيات[/]


                        (الإصحاح الأول)


                        عائدون؛
                        وأصغر إخوتهم (ذو العيون الحزينة)
                        يتقلب في الجب،!
                        أجمل إخوتهم.. لا يعود!
                        وعجوز هي القدس (يشتعل الرأس شيبا)
                        تشم القميص. فتبيض أعينها بالبكاء ،
                        ولا تخلع الثوب حتى يجئ لها نبأ عن فتاها البعيد
                        أرض كنعان - إن لم تكن أنت فيها - مراع من الشوك!
                        يورثها الله من شاء من أمم،
                        فالذي يحرس الأرض ليس الصيارف،
                        إن الذي يحرس الأرض رب الجنود!
                        آه من في غد سوف يرفع هامته؟
                        غير من طأطأوا حين أزَّ الرصاص؟!
                        ومن سوف يخطب - في ساحة الشهداء -
                        سوى الجبناء؟
                        ومن سوف يغوى الأرامل؟
                        إلا الذي
                        سيؤول إليه خراج المدينة!!؟


                        (الإصحاح الثاني)


                        أرشق في الحائط حد المطواة
                        والموت يهب من الصحف الملقاة
                        أتجزأ في المرآة..
                        يصفعني وجهي المتخفي خلف قناع النفط
                        "من يجرؤ أن يضع الجرس الأول.. في عنق القط؟"


                        (الإصحاح الثالث)


                        منظر جانبي لفيروز
                        (وهى تطل على البحر من شرفة الفجر)
                        لبنان فوق الخريطة:
                        منظر جانبي لفيروز،..
                        والبندقية تدخل كل بيوت (الجنوب)
                        مطر النار يهطل، يثقب قلباً.. فقلبا
                        ويترك فوق الخريطة ثقباً.. فثقباً..
                        وفيروز في أغنيات الرعاة البسيطة
                        تستعيد المراثي لمن سقطوا في الحروب
                        تستعيد.. الجنوب!

                        تعليق


                        • #13
                          [](الإصحاح الرابع)


                          البسمة حلم
                          والشمس هي الدينار الزائف
                          في طبق اليوم
                          (من يمسح عنى عرقي.. في هذا اليوم الصائف؟)
                          والظل الخائف..
                          يتمدد من تحتي؛
                          يفصل بين الأرض.. وبيني!
                          وتضاءلت كحرف مات بأرض الخوف
                          (حاء.. باء)
                          (حاء.. راء.. ياء.. هاء)
                          الحرف: السيف
                          مازلت أرود بلاد اللون الداكن
                          أبحث عنه بين الأحياء الموتى والموتى الأحياء
                          حتى يرتد النبض إلى القلب الساكن
                          لكن..!!


                          (الإصحاح الخامس)


                          منظر جانبي لعمان عام البكاء
                          والحوائط مرشوشة ببقايا دم لعقته الكلاب
                          ونهود الصبايا مصابيح مطفأة..
                          فوق أعمدة الكهرباء..
                          منظر جانبي لعمان؛
                          والحرس الملكى يفتش ثوب الخلفية
                          وهى يسير إلى "إيلياء"
                          وتغيب البيوت وراء ال....
                          وتغيب عيون الضحايا وراء النجوم الصغيرة
                          في العلم الأجنبي،
                          ويعلو وراء نوافذ "بسمان" عزف البيان!


                          (الإصحاح السادس)


                          اشترى في المساء
                          قهوة، وشطيرة.
                          واشترى شمعتين. وغدارة؛ وذخيرة.
                          وزجاجة ماء!


                          عندما أطلق النار كانت يد القدس فوق الزناد
                          (ويد الله تخلع عن جسد القدس ثوب الحداد)
                          ليس من أجل أن يتفجر نفط الجزيرة
                          ليس من أجل أن يتفاوض من يتفاوض..
                          من حول مائدة مستديرة.
                          ليس من أجل أن يأكل السادة الكستناء.


                          (الاصحاح السابع)


                          ليغفر الرصاص من ذنبك ما تأخر!
                          ليغفر الرصاص.. يا كيسنجر!![/]

                          تعليق


                          • #14
                            الفارس



                            لا تنتظري أن يبتسم العابس
                            فالفارس ليس الفارس
                            مدي بإنائكِ
                            عبر السلك الشائكِ
                            مدي طرف ردائكِ
                            حتى يصنع منه للقلب ضمادا
                            ويسد شقوق البرد القارس
                            تتوالى كل فصول العام على القلب الباكي
                            لم يستر روحه عبر الأشواك سوى رؤياكِ
                            فعيناكِ الفردوسان: هما الفصل الخامس
                            عيناكِ هما
                            آخرنهر ٍ يسقيه
                            آخر بيت يأويه
                            آخر زاد في التيه
                            آخر عراف يستفتيه
                            فأريحيه
                            أريحيه على الحجر البارد
                            ليرتاح قليلا
                            فلقد سار طويلا
                            وقفي كملاك الحب الحارس
                            حتى لا يفجئه الموت
                            قفي كملاك الحب الحارس

                            تعليق


                            • #15
                              الخيول



                              (1)


                              الفتوحات فى الأرض – مكتوبة بدماء الخيول
                              وحدودُ الممالك
                              رسمتها السنابك
                              والركابان : ميزان عدل يميل مع السيف
                              حيث يميل

                              اركضى أو قفى الآن .. أيتها الخيلُ :
                              لستِ المغيرات صبحا
                              ولا العاديات – كما قيل – ضبحا
                              ولاخضرة فى طريقك تُمحى
                              ولاطفل أضحى
                              إذا مامررت به ... يتنحَّى
                              وهاهى كوكبة الحرس الملكى..
                              تجاهد أن تبعث الروح فى جسد الذكريات
                              بدقِّ الطبول
                              اركضى كالسلاحف
                              نحو زوايا المتاحف..
                              صيرى تماثيل من حجرٍ فى الميادين
                              صيرى أراجيح من خشبٍ للصغار – الرياحين
                              صيرى فوارس حلوى بموسمك النبوى
                              وللصبية الفقراء حصاناً من الطينِ
                              صيرى رسوماً ... ووشماً
                              تجف الخطوط به
                              مثلما حفَّ – فى رئتيك – الصهيل !


                              (2)


                              كانت الخيلُ - فى البدءِ – كالناس
                              برِّيَّةً تتراكضُ عبر السهول
                              كانت الخيلُ كالناس فى البدءِ
                              تمتلكُ الشمس والعشب
                              والملكوتِ الظليل
                              ظهرها... لم يوطأ لكى يركب القادة الفاتحون
                              ولم يلنِ الجسدُ الحُرُّ تحت سياطِ المروِّض
                              والفمُ لم يمتثل للجام
                              ولم يكن ... الزاد بالكاد
                              لم تكن الساق مشكولة
                              والحوافر لم يك يثقلها السنبك المعدنى الصقيل
                              كانت الخيلُ برِّيَّة
                              تتنفس حرية
                              مثلما يتنفسها الناس
                              فى ذلك الزمن الذهبى النبيل

                              اركضى ... أو قفى
                              زمنٌ يتقاطعُ
                              واخترتِ أن تذهبى فى الطريق الذى يتراجعُ
                              تنحدرُ الشمس
                              ينحدرُ الأمس
                              تنحدر الطرق الجبلية للهوَّة اللانهائية
                              الشهب المتفحمة
                              الذكريات التى أشهرت شوكها كالقنافذِ
                              والذكريات التى سلخ الخوفُ بشرتها
                              كل نهر يحاول أن يلمس القاع –
                              كل الينابيع إن لمست جدولاً من جداولها
                              تختفى
                              وهى ... لاتكتفى
                              فاركضى أو قفى
                              كل دربٍ يقودك من مستحيل إلى مستحيل !!

                              تعليق

                              مواضيع تهمك

                              تقليص

                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                              المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                              المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                              يعمل...
                              X