إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الباحث عن المستحيل الشاعر أمل دنقل

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16

    (3)


    الخيولُ بساط على الريح
    سار – على متنه – الناسُ للناسِ عبر المكان
    والخيولُ جدارٌ به انقسم
    الناس صنفين :
    صاروا مشاةً وركبان
    والخيول التى انحدرت نحو هوة نسيانها
    حملت معها جيل فرسانها
    تركت خلفها : دمعة الندى الأبدى
    وأشباح خيل
    وأشباه فرسان
    ومشاةٍ يسيرون- حتى النهاية – تحت ظلال الهوان
    أركضى للقرار
    واركضى أو قفى فى طريق الفرار
    تتساوى محصلة الركض والرفض فى الأرض
    ماذا تبقى لكِ الآن ؟ ماذا ؟
    سوى عرقٍ يتصببُ من تعبٍ
    يستحيل دنانير من ذهبٍ
    فى جيوب هواةِ سلالاتك العربية
    فى حلبات المراهنةِ الدائرية
    فى نزهة المركبات السياحية المشتهاة
    وفى المتعة المشتراة
    وفى المرأة الأجنبية تعلوكِ فى ظلالِ أبى الهول
    ( هذا الذى كسرت أنفه **لعنة الإنتظار الطويل )
    إستدارت – إلى الغربِ – مزولة الوقت
    صارتِ الخيلُ ناساً تسيرُ إلى هوَّةِ الصمت
    بينما الناسُ خيلٌ تسيرُ إلى هوَّةِ الموت !!

    تعليق


    • #17
      [][]سفر التكوين[/]
      [/]

      (الإصحاح الأول)

      في البدء كنت رجلا.. وامرأة.. وشجرة.
      كنتُ أباً وابنا.. وروحاً قدُسا.
      كنتُ الصباحَ.. والمسا..
      والحدقة الثابتة المدورة.

      وكان عرشي حجراً على ضفاف النهر
      وكانت الشياه..
      ترعى، وكان النحلُ حول الزهرُ..
      يطنُّ والإوزُّ يطفو في بحيرة السكون،
      والحياة..
      تنبضُ - كالطاحونة البعيدة!
      حين رأيت أن كل ما أراه
      لا ينقذُ القلبَ من الملل!

      (مبارزاتُ الديكة
      كانت هي التسلية الوحيدة
      في جلستي الوحيدة
      بين غصون الشجر المشتبكة! )

      (الإصحاح الثاني)

      قلتُ لنفسي لو نزلت الماء.. واغتسلت.. لانقسمت!
      (لو انقسمت.. لازدوجت.. وابتسمتْ)
      وبعدما استحممت..
      تناسجَ الزهرُ وشاحاً من مرارة الشفاهْ
      لففتُ فيه جسدي المصطكّ.
      (وكان عرشي طافيا.. كالفلك)
      ورف عصفور على رأسي؛
      وحط ينفض البلل.
      حدقت في قرارة المياه..
      حدقت؛ كان ما أراه..
      وجهي.. مكللا بتاج الشوك

      (الإصحاح الثالث)

      قلتُ: فليكن الحبُ في الأرض، لكنه لم يكن!
      قلتُ: فليذهب النهرُ في البحرُ، والبحر في السحبِ،
      والسحب في الجدبِ، والجدبُ في الخصبِ، ينبت
      خبزاً ليسندَ قلب الجياع، وعشباً لماشية
      الأرض، ظلا لمن يتغربُ في صحراء الشجنْ.
      ورأيتُ ابن آدم - ينصب أسواره حول مزرعة
      الله، يبتاع من حوله حرسا، ويبيع لإخوته
      الخبز والماء، يحتلبُ البقراتِ العجاف لتعطى اللبن

      قلتُ فليكن الحب في الأرض، لكنه لم يكن.
      أصبح الحب ملكاً لمن يملكون الثمن!

      ورأى الربُّ ذلك غير حسنْ

      قلت: فليكن العدلُ في الأرض؛ عين بعين وسن بسن.
      قلت: هل يأكل الذئب ذئباً، أو الشاه شاة؟
      ولا تضع السيف في عنق اثنين: طفل.. وشيخ مسن.
      ورأيتُ ابن آدم يردى ابن آدم، يشعل في
      المدن النارَ، يغرسُ خنجرهُ في بطون الحواملِ،
      يلقى أصابع أطفاله علفا للخيول، يقص الشفاه
      وروداً تزين مائدة النصر.. وهى تئن.
      أصبح العدل موتاً، وميزانه البندقية، أبناؤهُ
      صلبوا في الميادين، أو شنقوا في زوايا المدن.
      قلت: فليكن العدل في الأرض.. لكنه لم يكن.
      أصبح العدل ملكاً لمن جلسوا فوق عرش الجماجم بالطيلسان -
      الكفن!

      ورأى الرب ذلك غير حسنْ!

      قلت: فليكن العقل في الأرض..
      تصغي إلى صوته المتزن.
      قلت: هل يبتنى الطير أعشاشه في فم الأفعوان،
      هل الدود يسكن في لهب النار، والبوم هل
      يضع الكحل في هدب عينيه، هل يبذر الملح
      من يرتجى القمح حين يدور الزمن؟

      ورأيت ابن آدم وهو يجن، فيقتلع الشجر المتطاول،
      يبصق في البئر يلقى على صفحة النهر بالزيت،
      يسكن في البيت؛ ثم يخبئ في أسفل الباب
      قنبلة الموت، يؤوى العقارب في دفء أضلاعه،
      ويورث أبناءه دينه.. واسمه.. وقميص الفتن.
      أصبح العقل مغترباً يتسول، يقذفه صبية
      بالحجارة، يوقفه الجند عند الحدود، وتسحب
      منه الحكومات ...ية الوطني.. وتدرجه في
      قوائم من يكرهون الوطن.
      قلت: فليكن العقل في الأرض، لكنه لم يكن.
      سقط العقل في دورة النفي والسجن.. حتى يجن

      ورأى الرب ذلك غير حسن!

      تعليق


      • #18
        (الإصحاح الرابع)

        قلت: فلتكن الريح في الأرض؛ تكنس هذا العفن
        قلت: فلتكن الريح والدم… تقتلع الريح هسهسة؟
        الورق الذابل المتشبث، يندلع الدم حتى
        الجذور فيزهرها ويطهرها، ثم يصعد في
        السوق.. والورق المتشابك. والثمر المتدلي؛
        فيعصره العاصرون نبيذاً يزغرد في كل دن.
        قلت: فليكن الدم نهراً من الشهد ينساب تحت فراديس عدن.
        هذه الأرض حسناء، زينتها الفقراء لهم تتطيب،
        يعطونها الحب، تعطيهم النسل والكبرياء.
        قلت: لا يسكن الأغنياء بها. الأغنياء الذين
        يصوغون من عرق الأجراء نقود زنا.. ولآلئ
        تاج. وأقراط عاج.. ومسبحة للرياء.
        إنني أول الفقراء الذين يعيشون مغتربين؛
        يموتون محتسبين لدى العزاء.
        قلت: فلتكن الأرض لى.. ولهم!
        (وأنا بينهم)
        حين أخلع عنى ثياب السماء.
        فأنا أتقدس - في صرخة الجوع - فوق الفراش الخشن!

        (الإصحاح الخامس)

        حدقت في الصخر؛ وفى الينبوع
        رأيت وجهي في سمات الجوع!
        حدقت في جبيني المقلوب
        رأيتني : الصليب والمصلوب
        صرخت - كنت خارجاً من رحم الهناءة
        صرخت؛ أطلب البراءة
        كينونتي: مشنقتي
        وحبلي السري:
        حبلها
        المقطوع!

        تعليق


        • #19
          []سفر الخروج

          (أغنية الكعكة الحجرية)
          [/]

          (الإصحاح الأول)

          أيها الواقفون على حافة المذبحة
          أشهروا الأسلحة!
          سقط الموت، وانفرط القلب كالمسبحة.
          والدم انساب فوق الوشاح!
          المنازل أضرحة،
          والزنازن أضرحة،
          والمدى.. أضرحة
          فارفعوا الأسلحة
          واتبعوني!
          أنا ندم الغد والبارحة
          رايتي: عظمتان.. وجمجمة،
          وشعاري: الصباح!

          (الإصحاح الثاني)

          دقت الساعة المتعبة
          رفعت أمه الطيبة
          عينها..!
          (دفعته كعوب البنادق في المركبة!)

          دقت الساعة المتعبة
          نهضت؛ نسقت مكتبه..
          (صفعته يد..
          - أدخلته يد الله في التجربة!)

          دقت الساعة المتعبة
          جلست أمه؛ رتقت جوربه..
          (وخزته عيون المحقق..
          حتى تفجر من جلده الدم والأجوبة!)

          دقت الساعة المتعبة!
          دقت الساعة المتعبة!

          (الإصحاح الثالث)

          عندما تهبطين على ساحة القوم؛ لا تبدئي بالسلام.
          فهم الآن يقتسمون صغارك فوق صحاف الطعام
          بعد أن أشعلوا النار في العش..
          والقش..
          والسنبلة!
          وغداً يذبحونك..
          بحثاً عن الكنز في الحوصلة!
          وغدا تغتدي مدن الألف عام.!
          مدنا.. للخيام!
          مدناً ترتقي درج المقصلة!

          (الإصحاح الرابع)

          دقت الساعة القاسية
          وقفوا في ميادينها الجهمة الخاوية
          واستداروا على درجات النصب
          شجراً من لهب
          تعصف الريح بين وريقاته الغضة الدانية
          فيئن: "بلادي .. بلادي"
          (بلادي البعيدة!)

          دقة الساعة القاسية
          "انظروا .."؛ هتفت غانية
          تتلوى بسيارة الرقم الجمركي؛
          وتمتمت الثانية:
          سوف ينصرفون إذا البرد حل.. وران التعب.

          دقت الساعة القاسية
          كان مذياع مقهى يذيع أحاديثه البالية
          عن دعاة الشغب
          وهم يستديرون؛
          يشتعلون - على الكعكة الحجرية - حول النصب
          شمعدان غضب
          يتوهج في الليل..
          والصوت يكتسح العتمة الباقية
          يتغنى لأعياد ميلاد مصر الجديدة!

          تعليق


          • #20
            (الإصحاح الخامس)

            اذكريني!
            فقد لوثتني العناوين في الصحف الخائنة!
            لونتني.. لأني - منذ الهزيمة - لا لون لى..
            (غير لون الضياع!)
            قبلها؛ كنت أقرأ في صفحة الرمل..
            (والرمل أصبح كالعملة الصعبة،
            الرمل أصبح: أبسطة.. تحت أقدام جيش الدفاع)
            فاذكريني؛.. كما تذكرين المهرب.. والمطرب العاطفي.
            وكاب العقيد.. وزينة رأس السنة.
            اذكريني إذا نسيتني شهود العيان
            ومضبطة البرلمان
            وقائمة التهم المعلنة
            والوداع!
            الوداع!

            (الإصحاح السادس)

            دقت الساعة الخامسة
            ظهر الجند دائرة من دروع وخوذات حرب
            ها هم الآن يقتربون رويداً.. رويداً..
            يجيئون من كل صوب
            والمغنون - في الكعكة الحجرية - ينقبضون
            وينفرجون
            كنبضة قلب!
            يشعلون الحناجر،
            يستدفئون من البرد والظلمة القارسة
            يرفعون الأناشيد في أوجه الحرس المقترب
            يشبكون أياديهم الغضة البائسة
            لتصير سياجاً يصد الرصاص!..
            الرصاص..
            الرصاص..
            وآه..
            تغنون: "نحن فداؤك يا مصر"
            "نحن فداؤ .."
            وتسقط حنجرة مخرسة
            معها يسقط اسمك - يا مصر - في الأرض!
            لا يتبقى سوى الجسد المتهشم.. والصرخات
            على الساحة الدامسة!
            دقت الساعة الخامسة
            دقت الخامسة
            دقت الخامسة
            وتفرق ماؤك - يا نهر - حين بلغت المصب!
            المنازل أضرحة،
            والزنازن أضرحة،
            والمدى أضرحة،
            فارفعوا الأسلحة!
            ارفعوا
            الأسلحة!

            تعليق


            • #21
              العار الذى نتيقه



              هذا الذي يجادلون فيه
              قولي لهم عن أمّه ، و من أبوه
              أنا و أنت .
              حين أنجبناه ألقيناه فوق قمم الجبال كي يموت !
              لكنّه ما مات
              عاد إلينا عنفوان ذكريات
              لم نجتريء أن نرفع العيون نحوه
              لم نجتريء أن نرفع العيون
              نحو عارنا المميت
              ***
              ها طفلنا أمامنا غريب
              ترشفه العيون و الظنون بازدرائها
              و نحن لا نجيب
              ( و ربّما لو لم يكن من دمنا
              كنّا مددنا نحوه اليدا
              كنّا تبنّيناه راحمين نبله المهين )
              لكنّه .. ما زال يقطع الدروب
              يقطع الدروب
              و في عيوننا الأسى المريب
              ***
              " أوديب " عاد باحثا عن اللذين ألقيناه للردى
              نحن اللّذان ألقياه للردى
              و هذه المرّه لن نضيعه
              و لن نتركه يتوه
              ناديه
              قولي إنّك أمّه التي ضنت عليه بالدفء
              و بالبسمة و الحليب
              قولي له أنّي أبوه
              ( هل يقتلني ؟ ) أنا أبوه
              ما عاد عارا نتّقيه
              العار : أن نموت دون ضمّه
              من طفلنا الحبيب
              من طفلنا " أوديب "

              تعليق


              • #22
                لا تصالح

                1)



                لا تصالحْ!
                ..ولو منحوك الذهب
                أترى حين أفقأ عينيك
                ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
                هل ترى..؟
                هي أشياء لا تشترى..:
                ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
                حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
                هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
                الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
                وكأنكما
                ما تزالان طفلين!
                تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
                أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
                صوتانِ صوتَكَ
                أنك إن متَّ:
                للبيت ربٌّ
                وللطفل أبْ
                هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
                أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
                تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
                إنها الحربُ!
                قد تثقل القلبَ..
                لكن خلفك عار العرب
                لا تصالحْ..
                ولا تتوخَّ الهرب!
                (2)
                لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
                لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
                أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
                أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
                أعيناه عينا أخيك؟!
                وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
                بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
                سيقولون:
                جئناك كي تحقن الدم..
                جئناك. كن -يا أمير- الحكم
                سيقولون:
                ها نحن أبناء عم.
                قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
                واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
                إلى أن يجيب العدم
                إنني كنت لك
                فارسًا،
                وأخًا،
                وأبًا،
                ومَلِك!

                تعليق


                • #23
                  (3)
                  لا تصالح ..
                  ولو حرمتك الرقاد
                  صرخاتُ الندامة
                  وتذكَّر..
                  (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
                  أن بنتَ أخيك "اليمامة"
                  زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
                  بثياب الحداد
                  كنتُ، إن عدتُ:
                  تعدو على دَرَجِ القصر،
                  تمسك ساقيَّ عند نزولي..
                  فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
                  فوق ظهر الجواد
                  ها هي الآن.. صامتةٌ
                  حرمتها يدُ الغدر:
                  من كلمات أبيها،
                  ارتداءِ الثياب الجديدةِ
                  من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
                  من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
                  وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
                  وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
                  لينالوا الهدايا..
                  ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
                  ويشدُّوا العمامة..
                  لا تصالح!
                  فما ذنب تلك اليمامة
                  لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
                  وهي تجلس فوق الرماد؟!
                  (4)
                  لا تصالح
                  ولو توَّجوك بتاج الإمارة
                  كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
                  وكيف تصير المليكَ..
                  على أوجهِ البهجة المستعارة؟
                  كيف تنظر في يد من صافحوك..
                  فلا تبصر الدم..
                  في كل كف؟
                  إن سهمًا أتاني من الخلف..
                  سوف يجيئك من ألف خلف
                  فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
                  لا تصالح،
                  ولو توَّجوك بتاج الإمارة
                  إن عرشَك: سيفٌ
                  وسيفك: زيفٌ
                  إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
                  واستطبت- الترف
                  (5)
                  لا تصالح
                  ولو قال من مال عند الصدامْ
                  ".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
                  عندما يملأ الحق قلبك:
                  تندلع النار إن تتنفَّسْ
                  ولسانُ الخيانة يخرس
                  لا تصالح
                  ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
                  كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
                  كيف تنظر في عيني امرأة..
                  أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
                  كيف تصبح فارسها في الغرام؟
                  كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
                  -كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
                  وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
                  لا تصالح
                  ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
                  وارْوِ قلبك بالدم..
                  واروِ التراب المقدَّس..
                  واروِ أسلافَكَ الراقدين..
                  إلى أن تردَّ عليك العظام!

                  تعليق


                  • #24
                    (6)
                    لا تصالح
                    ولو ناشدتك القبيلة
                    باسم حزن "الجليلة"
                    أن تسوق الدهاءَ
                    وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
                    سيقولون:
                    ها أنت تطلب ثأرًا يطول
                    فخذ -الآن- ما تستطيع:
                    قليلاً من الحق..
                    في هذه السنوات القليلة
                    إنه ليس ثأرك وحدك،
                    لكنه ثأر جيلٍ فجيل
                    وغدًا..
                    سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
                    يوقد النار شاملةً،
                    يطلب الثأرَ،
                    يستولد الحقَّ،
                    من أَضْلُع المستحيل
                    لا تصالح
                    ولو قيل إن التصالح حيلة
                    إنه الثأرُ
                    تبهتُ شعلته في الضلوع..
                    إذا ما توالت عليها الفصول..
                    ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
                    فوق الجباهِ الذليلة!
                    (7)
                    لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
                    ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
                    كنت أغفر لو أنني متُّ..
                    ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
                    لم أكن غازيًا،
                    لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
                    لم أمد يدًا لثمار الكروم
                    لم أمد يدًا لثمار الكروم
                    أرض بستانِهم لم أطأ
                    لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
                    كان يمشي معي..
                    ثم صافحني..
                    ثم سار قليلاً
                    ولكنه في الغصون اختبأ!
                    فجأةً:
                    ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..
                    واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
                    وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
                    فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
                    واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
                    لم يكن في يدي حربةٌ
                    أو سلاح قديم،
                    لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ

                    تعليق


                    • #25
                      (8)
                      لا تصالحُ..
                      إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
                      النجوم.. لميقاتها
                      والطيور.. لأصواتها
                      والرمال.. لذراتها
                      والقتيل لطفلته الناظرة
                      كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
                      الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف
                      همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي
                      الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ
                      مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
                      وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
                      كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
                      والذي اغتالني: ليس ربًا..
                      ليقتلني بمشيئته
                      ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
                      ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
                      لا تصالحْ
                      فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
                      (في شرف القلب)
                      لا تُنتقَصْ
                      والذي اغتالني مَحضُ لصْ
                      سرق الأرض من بين عينيَّ
                      والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
                      (9)
                      لا تصالح
                      ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
                      والرجال التي ملأتها الشروخ
                      هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
                      وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
                      لا تصالح
                      فليس سوى أن تريد
                      أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
                      وسواك.. المسوخ!
                      (10)
                      لا تصالحْ
                      لا تصالحْ

                      تعليق


                      • #26
                        جزء من قصيدة أقوال اليمامة
                        و هي الجزء التالي لقصيدة ( لا تصالح )
                        المقدمة نثراً
                        " فلما جاءت الوفود ساعية الى الصلح, قال لهم الامير سالم:
                        أصالح اذا صالحت اليمامة..
                        فقصدت اليمامة امها الجليلة
                        ومن معها من نساء سادات القبيلة
                        فدخلن اليها, وسلمن جميعا عليها
                        وقبلت الجليلة بنتها وقالت: أما كفى؟
                        فقد هلكت رجالنا وساءت احوالنا, وماتت فرساننا وابطالنا.
                        فأجابتها اليمامة: أنا لا أصالح, ولو لم يبق احد يقدر ان يكافح
                        أبي .. لا مزيد!؟
                        أريد أبي عند بوابة القصر
                        فوق حصان الحقيقة
                        منصبا .. من جديد
                        ولا اطلب المستحيل , ولكنه العدل
                        هل يرث الارض الا بنوها ؟
                        ولا تتناسى البساتين من سكنوها ؟
                        وهل تتنكر أغصانها للجذور..
                        (لأن الجذور تهاجر في الاتجاه المعاكس ؟)
                        هل تترنم قسثارة الصمت ..
                        الا اذا عادت القوس تذرع أوتارها العصبية ؟
                        والصدر ! حتى متى يتحمل ان يحبس القلب ..
                        قلبي الذي يشبه الطائر الدموي الشريد ؟
                        هي الشمس, تلك التي تطلع الآن ؟
                        أم أنها العين - عين القتيل - التي تتأمل شاخصة :
                        دمه يترسب شيئا فشيئا
                        ويخضر شيئا فشيئا

                        تعليق


                        • #27
                          [][]خطاب غير تاريخي على قبر صلاح الدين [/]
                          [/]


                          ها أنت تسترخي أخيراً
                          فوداعاً
                          يا صلاح الدين
                          يا أيها الطبل البدائي الذي تراقص الموتى
                          على إيقاعه المجنون
                          يا قارب الفلين
                          للعرب الغرقى الذين شتتتهم سفن القراصنة
                          وأدركتهم لعنة الفراعنة
                          وسنة .. بعد سنة
                          صارت لهم " حطين"
                          تميمة الطفل، وأكسير الغد العنين

                          (جبال التوباد حياك الحيا)
                          (وسقا الله ثرانا الأجنبي)

                          مرت خيول الترك
                          مرت خيول الشرك
                          مرت خيول الملك - النسر
                          مرت خيول التتر الباقين
                          ونحن - جيلاً بعد جيل - في ميادين المراهنة
                          نموت تحت الأحصنة
                          و أنت في المذياع، في جرائد التهوين
                          تستوقف الفارين
                          تخطب فيهم صائحاً : " حطين"
                          وترتدي العقال تارة
                          وترتدي ملابس الفدائئين
                          وتشرب الشاي مع الجنود
                          في المعسكرات الخشنة

                          وترفع الراية،
                          حتى تسترد المدن المرتهنة
                          وتطلق النار على جوادك المسكين
                          حتى سقطت - أيها الزعيم
                          واغتالتك أيدي الكهنة.


                          (وطني لو شغلت بالخلد عنه ..)
                          (نازعتني - لمجلس الأمن- نفسي)


                          نم يا صلاح الدين
                          نم ... تتدلى فوق قبرك الورود
                          كالمظليين
                          ونحن ساهرون في نافذة الحنين
                          نقشر التفاح بالسكين
                          ونسأل الله "القروض الحسن"
                          فاتحة :
                          آمين .

                          تعليق


                          • #28
                            فى انتظار السيف



                            وردة فى عروة السّرة:
                            ماذا تلدين الآن ؟
                            طفلا .. أم جريمة ؟
                            أم تنوحين على بوّابة القدس القديمة؟
                            عادت الخيل من المشرق،
                            عاد (الحسن الأعصم ) والموت المغير
                            بالرداء الأرجوانىّ ، وبالوجه اللصوصى ،
                            وبالسيف الأجير
                            فانظرى تمثاله الواقف فى الميدان ..
                            (يهتّز مع الريح .!)
                            انظرى من فرجة الشبّاك :
                            أيدى صبية مقطوعة ..
                            مرفوعة .. فوق السّنان
                            (..مردفا زوجته الحبلى على ظهر الحصان)
                            أنظرى خيط الدم القانى على الأرض
                            ((هنا مرّ .. هنا ))
                            فانفقأت تحت خطى الجند ...
                            عيون الماء ،
                            واستلقت على التربة .. قامات السنابل .
                            ثم..ها نحن جياع الأرض نصطف ..
                            لكى يلقى لنا عهد الأمان .
                            ينقش السكة باسم الملك الغالب ،
                            يلقى خطبة الجمعة باسم الملك الغالب ،
                            يرقى منبر المسجد ..
                            بالسيف الذى يبقر أحشاء الحوامل .



                            تلدين الآن من يحبو..
                            فلا تسنده الأيدى ،
                            ومن يمشى .. فلا يرفع عينيه الى الناس ،
                            ومن يخطفه النخّاس :
                            قد يصبح مملوكا يلوطون به فى القصر،
                            يلقون به فى ساحة الحرب ..
                            لقاء النصر ،
                            هذا قدر المهزوم :
                            لا أرض .. ولا مال .
                            ولا بيت يردّ الباب فيه ..
                            دون أن يطرقه جاب ..
                            وجندى رأى زوجته الحسناء فى البيت المقابل)
                            أنظرى أمّتك الأولى العظيمة
                            أصبحت : شرذمة من جثث القتلى ،
                            وشحّادين يستجدون عطف السيف
                            والمال الذى ينثره الغازى ..
                            فيهوي ما تبقى من رجال ..
                            وأرومة .
                            أنظرى ..
                            لا تفزعى من جرعة الخزى،
                            أنظرى ..
                            حتى تقيئي ما بأحشائك ..
                            من دفء الأمومة .




                            تقفز الأسواق يومين ..
                            وتعتاد على ((النقد)) الجديد
                            تشتكى الأضلاع يومين ..
                            وتعتاد على السوط الجديد
                            يسكت المذياع يومين
                            ويعتاد على الصوت الجديد
                            وأنا منتظر .. جنب فراشك
                            جالس أرقب فى حمّى ارتعاشك_
                            صرخة الطفل الذى يفتح عينيه ..
                            على مرأى الجنود!

                            تعليق


                            • #29
                              [][]من أوراق " أبو نواس" [/]
                              [/]


                              (الورقة الأولى)


                              "ملك أم كتابة ؟"

                              صاح بي صاحبي، وهو يلقي بدرهم في الهواء
                              ثم يلقفه
                              (خارجين من الدرس كنا .. وحبر الطفولة فوق الرداء
                              و العصافير تمرق عبر البيوت
                              وتهبط فوق التخيل البعيد )

                              "ملك أم كتابة؟"
                              صاح بي .. فانتبهت، ورفت ذبابه
                              حول عينين لامعتين
                              فقلت : "الكتابة"

                              فتح اليد مبتسماً، كان وجه المليك السعيد
                              باسما في مهابة.

                              "ملك ألأم كتابة؟"
                              صحت فيه بدوري
                              فرفرف في مقلتيه الصبا و النجابة
                              وأجاب : " الملك"
                              (دون أن يتلعثم .. أو يرتبك)
                              وفتحت يدي
                              كان نقش الكتابة
                              بارزاً في صلابة .

                              دارت الأرض دورتها
                              حملتنا الشواديف من هدأة النهر
                              ألقت بنا في جداول أرض الغرابة
                              نتفرق بين حقول الأسى .. وحقول الصبابة
                              قطرتين ، التقينا على سلم القصر
                              ذات مساء وحيد
                              كنت فيه : نديم الرشيد
                              بينما صاحبي .. يتولى الحجابة !!

                              تعليق


                              • #30
                                (الورقة الثانية)

                                من يملك العملة
                                يمسك بالوجهين
                                والفقراءُ : بين .. بين .

                                (الورقة الثالثة)

                                نائماً كنت جانبه ، و سمعت الحرس
                                يوقظون أبي
                                خارجيّ ؟
                                أنا .. ؟!
                                مارق ؟
                                من ؟ أنا !!

                                صرخ الطفل في صدر أمي
                                (وأمي محلولة الشعر واقفة .. في ملابسها المنزلية)
                                أخرسوا
                                واختبأنا وراء الجدار
                                أخرسوا
                                وتسلل في الحلق خيط من الدم
                                (كان أبي يمسك الجرح
                                يمسك قامته .. ومهابته العائلية)
                                يا أبي
                                أخرسوا
                                وتواريت في ثوب أمي
                                و الطفل في صدرها ما نبسْ
                                ومضوا بأبي
                                تاركين لنا اليتمَ .. متشحاً بالخرس .

                                (الورقة الرابعة)

                                - أيها الشعر .. يا أيها الفرح المختلس ّّ

                                (كل ما كنت أكتب في هذه الصفحة الورقية صادرته العسس)

                                (الورقة الخامسة)

                                ... وأمي خادمة فارسية
                                يتناقل سادتها قهوة ال... وهي تدير الحطب
                                يتبادل سادتها النظرات لأردافها
                                عندما تنحني لتضئ اللهب
                                يتندر سادتها الطيبون بلهجتها الأعجمية !

                                نائماً كنت جانبها، ورأيت ملاك القدس
                                ينجني ، ويربت وجنتها
                                وتراخىا الذراعان عني قليلاً
                                قليلاً..
                                وسارت بقلبي قشعريرة الصمت :
                                -أمي
                                وعاد لي الصوت
                                -أمي
                                وجاوبني الموت
                                -أميّ
                                وعانقتها .. وبكيت
                                وغام بي الدمع حتى انحبس !

                                (الورقة السادسة)

                                لا تسألني إن كان القرآن
                                مخلوقاً .. أو أزلي.
                                بل سلني إن كان السلطان
                                لصاً .. أو نصف نبي !!

                                (الورقة السابعة)

                                كنت في كربلاء
                                قال لي الشيخ أن الحسين
                                مات من أجل جرعة ماء ..
                                وتساءلت
                                كيف السيوف استباحت بني الأكرمين
                                فأجاب الذي بصرته السماء :
                                انه الذهب المتلألئ : في كل عين .

                                إن تكن كلمات الحسين
                                وسيوف الحسين
                                وجلال الحسين
                                سقطت دون أن تنقذ الحق من ذهب الأمراء
                                أفتقدر أن تنقذ الحق ثرثرة لشعراء ؟
                                و الفرات لسانٌ من الدم لا يجد الشفتين.


                                مات /ن أجل جرعة ماء
                                فاسقني يا غلام .. صباح مساء
                                اسقني يا غلام
                                علني بالمدام
                                أتناسى الدماء .

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                                يعمل...
                                X