إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الباحث عن المستحيل الشاعر أمل دنقل

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    الأرض .. و الجرح الذي لا ينفتح



    الأرض ما زالت ، بأذنيها دم من قرطها المنزوع ،
    قهقهة اللّصوص تسوق هودجها .. و تتركها بلا زاد ،
    تشدّ أصابع العطش المميت على الرمال
    تضيع صرختها بحمحمة الخيول .
    الأرض ملقاة على الصحراء ... ظامئه ،
    و تلقي الدلو مرّات .. و تخرجه بلا ماء !
    و تزحف في لهيب القيظ ..
    تسأل سمّمه المغول
    و عيونها تخبو من الاعياء ، تستسقي جذور الشوك ،
    تنتظر المصير المرّ .. يطحنها الذبول

    من أنت يا حارس ؟
    إنّي أنا الحجّاج ..
    عصبّني بالتاج ..
    تشرينها القارس !

    الأرض تطوى في بساط " النفط " ،
    تحملها السفائن نحو " قيصر " كي تكون إذا تفتّحت
    اللّفائف :
    رقصة .. و هديّة للنار في أرض الخطاه .
    دينارها القصدير مصهور على وجناتها .
    زنّارها المحلول يسأل عن زناة الترك ،
    و السيّاف يجلدها ! و ماذا ؟ بعد أن فقدت بكارتها

    و صارت حاملا في عامها الألفيّ من ألفين من عشّاقها !
    لا النيل يغسل عارها القاسي .. و لا ماء الفرات !
    حتّى لزوجة نهرها الدموي ،
    و الأموي يقعى في طريق النبع :
    " .. دون الماء رأسك يا حسين .. "
    و بعدها يتملّكون ، يضاجعون أرامل الشهداء ،
    و لا يتورّعون ، يؤذنّون الفجر .. لم يتطهّروا من رجسهم ،
    فالحقّ مات !

    تعليق


    • #32
      هل ثبّت الثّقفيّ
      قناعة المهزوز ؟
      فقد مضى تموز ..
      بوجه العربيّ !


      أحببت فيك المجد و الشعراء
      لكنّ الذي سرواله من عنكبوت الوهم :
      يمشي في مدائنك المليئة بالذباب
      يسقي القلوب عصارة الخدر المنمّق ،
      و الطواويس التي نزعت تقاويم الحوائط ،
      أوقفت ساعاتها ،
      و تجشّأت بموائد السّفراء ..
      تنتظر النياشين التي يسخو بها السّلطان ..
      فوق أكابر الأغواث منهم !
      يا سماء :
      أكلّ عام : نجمة عربيّة تهوى ..
      و تدخل نجمة برج البرامك ! ؟
      ما تزال موعظ الخصيان باسم الجالسين على الحراب ؟
      و أراك .. و " ابن سلول " بين المؤمنين بوجهه القزحيّ ..
      يسري بالوقيعة فيك ،
      و الأنصار واجمة ..
      و كلّ قريش واجمة ..
      فمن يهديك للرأي الصواب ؟ !




      ملثّما يخطو ..
      قد شوّهته النار !
      هل يصلح العطار
      ما أفسد النفط ؟


      لم يبق من شيء يقال .
      يا أرض :
      هل يلد الرجال ؟

      تعليق


      • #33
        الملهى الصغير



        لم يعد يذكرنا حتّى المكان !
        كيف هنّا عنده ؟
        و الأمس هان؟
        قد دخلنا ..
        لم تنشر مائدة نحونا !
        لم يستضفنا المقعدان !!
        الجليسان غريبان
        فما بيننا إلاّ . ظلال الشمعدان !
        أنظري ؛
        قهوتنا باردة
        ويدانا - حولها – ترتعشان
        وجهك الغارق في أصباغه
        رسما
        ( ما ابتسما ! )
        في لوحة خانت الرسّام فيها ..
        لمستان !
        تسدل الأستار في المسرح
        فلنضيء الأنوار
        إنّ الوقت حان
        أمن الحكمة أن نبقى ؟
        سدة !!
        قد خسرنا فرسينا في الرهان !
        قد خسرنا فرسينا في الرهان
        مالنا شوط مع الأحلام
        ثان !!
        نحن كنّا ها هنا يوما
        و كان وهج النور علينا مهرجان
        يوم أن كنّا صغارا
        نمتطي صهوة الموج
        إلى شطّ الأمان
        كنت طفلا لا يعي معنى الهوى
        و أحاسيسك مرخاه العنان
        قطّة مغمضة العينين
        في دمك البكر لهيب الفوران
        عامنا السادس عشر :
        رغبة في الشرايين
        و أعواد لدان
        ها هنا كلّ صباح نلتقي
        بيننا مائدة
        تندي .. حنان
        قدمان تحتها تعتنقان
        و يدانا فوقها تشتبكان
        إن تكلّمت :
        ترنّمت بما همسته الشفتان الحلوتان
        و إذا ما قلت :
        أصغت طلعة حلوة
        وابتسمت غمّازتان !
        أكتب الشعر لنجواك
        ( و إن كان شعرا ببغائيّ البيان )
        كان جمهوري عيناك ! إذا قلته : صفّقتا تبتسمان
        و لكن ينصحنا الأهل
        فلا نصحهم عزّ
        و لا الموعد هان
        لم نكن نخشى إذا ما نلتقي
        غير ألاّ نلتقي في كلّ آن
        ليس ينهانى تأنيب أبي
        ليس تنهاك عصا من خيزران !!
        الجنون البكر ولّى
        و انتهت سنة من عمرنا
        أو .. سنتان
        و كما يهدأ عنف النهر
        إنّ قارب البحر
        وقارا .. واتّزان
        هدأ العاصف في أعماقنا
        حين أفرغنا من الخمر الدنان
        قد بلغنا قمّة القمّة
        هل بعدها إلاّ ... هبوط العنفوان
        افترقنا ..
        ( دون أن نغضب )
        لا يغضب الحكمة صوت الهذيان
        ما الذي جاء بنا الآن ؟
        سوى لحظة الجبن من العمر الجبان
        لحظة الطفل الذي في دمنا
        لم يزل يحبو ..
        و يبكو ..
        فيعان !
        لحظة فيها تناهيد الصبا
        و الصبا عهد إذا عاهد : خان
        أمن الحكمة أن نبقى ؟
        سدى
        قد خسرنا فرسينا في الرهان

        قبلنا يا أخت في هذا المكان
        كم تناجى ، و تناغى عاشقان
        ذهبا
        ثمّ ذهبا
        و غدا ..
        يتساقى الحبّ فيه آخران !
        فلندعه لهما
        ساقيه ..
        دار فيها الماء
        مادار الزمان !!

        تعليق


        • #34
          العينان الخضروان



          العينان الخضراوان
          مروّحتان
          في أروقة الصيف الحرّان
          أغنيتان مسافرتان
          أبحرتا من نايات الرعيان
          بعبير حنان
          بعزاء من آلهة النور إلى مدن الأحزان
          سنتان
          و أنا أبني زورق حبّ
          يمتد عليه من الشوق شراعان
          كي أبحر في العينين الصافيتين
          إلى جزر المرجان
          ما أحلى أن يضطرب الموج فينسدل الجفنان
          و أنا أبحث عن مجداف
          عن إيمان !




          في صمت " الكاتدرائيات " الوسنان
          صور " للعذراء " المسبّلة الأجفان
          يا من أرضعت الحبّ صلاة الغفران
          و تمطي في عينيك المسبّلتين
          شباب الحرمان
          ردّي جفنيك
          لأبصر في عينيك الألوان
          أهما خضراوان
          كعيون حبيبي ؟
          كعيون يبحر فيها البحر بلا شطآن
          يسأل عن الحبّ
          عن ذكرى
          عن نسيان !
          و العينان الخضراوان
          مروّحتان !

          تعليق


          • #35
            شبيهتهـا !!



            انتظري !
            ما اسمك ؟
            يا ذات العيون الخضر و الشعر الثري
            أشبهت في تصوّري
            ( بوجهك المدوّر )
            حبيبة أذكرها .. أكثر من تذكّري
            يا صورة لها على المرآة ، لم تكسر
            حبيبتي – مثلك –
            لم تشبه جميع البشر
            عيونها حدائق حافلة بالصور
            أبصرتها اليوم بعينيك
            اللّتين في عمري ..
            طفولة .. منذ اتّزان الخطو لم تنحسر


            يا ظلّ صيف أخضر
            تصوّري
            كم أشهر و أشهر
            مرّت و لسنا نلتقي
            مرّت .. و لم نخضوضر
            الماس في مناجمي
            مشوّه التبلور
            و الذكريات في دمى
            عاصفة التحرّر
            كرقصة ناريّة من فتيات الغجر


            لكنّني حين رأيت الآن صورة لها
            في مهجري
            أيقنت أنّ ماسنا ما زال
            حيّ الجوهر
            و أنّنا سنلتقي
            رغم رياح القدر
            و أنّني في فمك المستضحك المستبشر
            أغنية للقمر
            أغنية ترقص فيها القرويّات
            في ليالي السّمر


            يا ظلّ صيف أخضر
            تصوّري
            كم أشهر و أشهر
            مغتربا عن العيون الخضر و الشعر الثريّ

            تعليق


            • #36
              أوتوجراف



              لن أكتب حرفا فيه
              فالكلمة – إن تكتب – لا تكتب
              من أجل الترفيه
              ( و الأوتوجراف الصامت تنهدل الكلمات عليه ،
              تحيّيه
              و تطرّز كلّ مثانيه !
              ماضيك
              و ماضي الأوتوجراف –
              بقايا شوق مشبوه
              بصمات الذكرى فيك ، وفيه
              و خطى العشّاق المحمومه أدمت كلّ دواليه
              لكنّي أطرد كلّ ذباب الماضي عن بابي
              فدعيه
              غيري قد يصبح سطرا من ورق
              يقلّبه من يجهله أو من يدريه
              غيري قد ينبش تابوتا برّاق اللّون
              تعفّن خافيه
              لكنّي أطرد كلّ ذباب الذكرى
              عن غدي المشدوه
              عن ثوبي ، و طعامي ، و فراشي
              عن خطوة تيهى


              يا أصغر من كلماتي
              لن أكتب فيه
              فخطى العشّاق المحمومة أدمت كلّ دواليه !

              تعليق


              • #37
                رسالة من الشمال



                بعمر – من الشوك – مخشوشن
                بعرق من الصيف لم يسكن
                بتجويف حبّ ، به كاهن
                له زمن .. صامت الأرغن :
                أعيش هنا
                لا هنا ، إنّني
                جهلت بكينونتي مسكني
                غدي : عالم ضلّ عنّي الطريق
                مسالكه للسدى تنحني
                علاماته .. كانثيال الوضوء
                على دنس منتن . منتن
                تفح السواسن سمّ العطور
                فأكفر بالعطر و السوسن
                و أفصد و همي ... لأمتصّه
                فيمتصّني الوهم ، يمتصّني ..


                ملاكي : أنا في شمال الشمال
                أعيش .. ككأس بلا مدمن
                ترد الذباب انتظارا ، و تحسو
                جمود موائدها الخوّن
                غريب الحظايا ، بقايا الحكايا
                من اللّيل لليل تستلنّي
                أرشّ ابتسامتي على كلّ وجه
                توسّد في دهنه اللّين
                و يجرحني الضوء في كلّ ليل
                مرير الخطى ، صامت ، محزن
                سربيت به – كالشعاع الضئيل –
                إلى حيث لا عابر ينثني
                هي اسكندريّة بعد المساء
                شتائيّة القلب و المحضن
                شوارعها خاويات المدى
                سوى : حارس بي لا يعتني
                ودودة كلبين كي ينسلا
                ورائحة الشّبق المزمن
                ملاكي .. ملاكي .. تساءل عنك
                اغتراب التفرّد في مسكني
                سفحت لك اللّحن عبر المدى
                طريقا إلى المبتدأ ردّني
                و عيناك : فيروزتان تضيئان
                في خاتم الله .. كالأعين
                تمدّان لي في المغيب الجناح
                مدى ، خلف خلف المدى الممعن
                سألتهما في صلاة الغروب
                عن الحبّ ، و الموت ، و الممكن
                و لم تذكرا لي سوى خلجة
                من الهدب قلت لها : هيمني !
                هواي له شمس تنهيدة
                إلى اليوم بالموت لو تؤمن
                و كانت لنا خلوة ، إن غدا
                لها الخوف أصبح في مأمن
                مقاعدها ما تزال النجوم
                تحجّ إلى صمتها المؤمن
                حكينا لها ، و قرأنا بها
                بصوت على الغيب مستأذن
                دنّوا ، دنّوا ففي جعبتي
                حكايات حبّ سنى ، سنى
                صقلت به الشمس حتّى غدت
                مرايا مساء لتزيّني
                وصفت لك النجم عقدا من
                الماس شعّ على صدرك المفتنى
                أردتك قبل وجود الوجود
                وجودا لتخليده لم أن
                تغرّبت عنك ، لحيث الحياة
                مناجم حلم بلا معدن و دورة كلبين ينسلّا
                ورائحة الشّبق المزمن


                ملاكي : ترى ما يزال الجنوب
                مشارق للصيف لم تعلن
                ضممت لصدري تصاويرنا
                تصاوير تبكي على المقتنى
                سآتي إليك أجر المسير
                خطى في تصلبّها المذعن
                سآتي إليك كسيف تحطّم
                في كفّ فارسه المثخن
                سآتي إليك نحيلا .. نحيلا
                كخيط من الحزن لم يحزن


                أنا قادم من شمال الشمال
                لعينين – في موطني – موطني !

                تعليق


                • #38
                  استريحى



                  استريحي
                  ليس للدور بقيّة
                  انتهت كلّ فصول المسرحيّة
                  فامسحي زيف المساحيق
                  و لا ترتدي تلك المسوح المرميّة
                  و اكشفي البسمة عمّا تحتها
                  من حنين .. و اشتهاء .. و خطيّة
                  كنت يوما فتنة قدسّتها
                  كنت يوما
                  ظمأ القلب .. وريّه


                  لم تكوني أبدا لي
                  إنّما كنت للحبّ الذي من سنتين
                  قطف التفاحتين
                  ثمّ ألقى
                  ببقايا القشرتين
                  و بكى قلبك حزنا
                  فغدا دمعة حمراء
                  بين الرئتين
                  و أنا ؛ قلبي منديل هوى
                  جففت عيناك فيه دمعتين
                  و محت فيه طلاء الشّفتين
                  و لوته ..
                  في ارتعاشات اليدين
                  كان ماضيك جدار فاصلا بيننا
                  كان ضلالا شبحيّه
                  فاستريحي
                  ليس للدور بقيّة
                  أينما نحن جلسنا
                  ارتسمت صورة الآخر في الركن القصيّ
                  كنت تخشين من اللّمسة
                  أن تمحي لمسته في راحتي
                  و أحاديثك في الهمس معي
                  إنّما كانت إليه ..
                  لا إليّ
                  فاستريحي
                  لم يبق سوى حيرة السير على المفترق
                  كيف أقصيك عن النار
                  و في صدرك الرغبة أن تحترقي ؟
                  كيف أدنيك من النهر
                  و في قلبك الخوف و ذكرى الغارق ؟
                  أنا أحببتك حقّا
                  إنّما لست أدري
                  أنا .. أم أنت الضحيّة ؟
                  فاستريحي ، ليس للدور بقيّة

                  تعليق


                  • #39
                    ماريا



                    ماريّا ؛ يا ساقية المشرب
                    اللّيلة عيد
                    لكنّا نخفي جمرات التنهيد !
                    صبى النشوة نخبا .. نخبا
                    صبى حبّا
                    قد جئنا اللّيلة من أجلك
                    لنريح العمر المتشرّد خلف الغيب المهلك
                    في ظلّ الأهداب الإغريقيّة !
                    ما أحلى استرخاءه حزن في ظلّك
                    في ظلّ الهدب الأسود


                    ماذا يا ماريّا ؟
                    الناس هنا كالناس هنالك في اليونان
                    بسطاء العيشة ، محبوبون
                    لا يا ماريّا
                    الناس هنا – في المدن الكبرى – ساعات
                    لا تتخلّف
                    لا تتوقّف
                    لا تتصرّف
                    آلات ، آلات ، آلات
                    كفى يا ماريّا
                    نحن نريد حديثا نرشف منه النسيان !


                    ماذا يا سيّدة البهجة ؟
                    العام القادم في بيتي زوجة ؟ !
                    قد ضاعت يا ماريّا من كنت أودّ
                    ماتت في حضن آخر
                    لكن ما فائدة الذكرى
                    ما جدوى الحزن المقعد
                    نحن جميعا نحجب ضوء الشمس و نهرب
                    كفى يا ماريّا
                    نحن نريد حديثا نرشف منه النسيان


                    قولي يا ماريّا
                    أوما كنت زمانا طفلة
                    يلقي الشعر على جبهتها ظلّه
                    من أوّل رجل دخل الجنّة واستلقى فوق الشطآن
                    علقت في جبهته من ليلك خصله
                    فضّ الثغر بأوّل قبله
                    أو ما غنّيت لأوّل حبّ
                    غنّينا يا ماريّا


                    أغنية من سنوات الحبّ العذب

                    ما أحلى النغمة
                    لتكاد تترجّم معناها كلمة .. كلمة
                    غنّيها ثانية ... غنّي
                    ( أوف .
                    لا تتجهّم
                    ما دمت جواري ، فلتتبسم
                    بين يديك و جودي كنز الحبّ
                    عيناي اللّيل .. ووجهي النور
                    شفتاي نبيذ معصور
                    صدري جنّتك الموعودة
                    و ذراعي وساد الربّ
                    فينسّم للحبّ ، تبسّم
                    لا تتجهّم
                    لا تتجهّم )


                    ما دمت جوارك يا ماريّا لن أتجهّم
                    حتّى لو كنت الآن شبابا كان
                    فأنا مثلك كنت صغيرا
                    أرفع عيني نحو الشمس كثيرا
                    لكنّي منذ هجرت بلادي
                    و الأشواق
                    تمضغني ، و عرفت الأطراق
                    مثلك منذ هجرت بلادك
                    و أنا أشتاق
                    أن أرجع يوما ما للشمس
                    أن يورق في جدبي فيضان الأمس


                    قولي يا ماريّا
                    العام القادم يبصر كلّ منّا أهله
                    كي أرجع طفلا .. و تعودي طفله
                    لكنّا اللّيلة محرومون
                    صبى أشجانك نخبا .. نخبا
                    صبى حبّا
                    فأنا ورفاقي
                    قد جئنا اللّيلة من أجلك !

                    تعليق


                    • #40
                      قالت



                      قالت : تعال إليّ
                      واصعد ذلك الدرج الصغير
                      قلت : القيود تشدّني
                      و الخطو مضنى لا يسير
                      مهما بلغت فلست أبلغ ما بلغت
                      وقد أخور
                      درج صغير
                      غير أنّ طريقه .. بلا مصير
                      فدعي مكاني للأسى
                      وامضي إلى غدك الأمير
                      فالعمر أقصر من طموحي
                      و الأسى قتل الغدا


                      قالت : سأنزل
                      قلت : يا معبودتي لا تنزلي لي
                      قالت : سأنزل
                      قلت : خطوك منته في المستحيل
                      ما نحن ملتقيان
                      رغم توحّد الأمل النبيل


                      نزلت تدقّ على السكون
                      رنين ناقوس ثقيل
                      و عيوننا متشابكات في أسى الماضي الطويل
                      تخطو إليّ
                      و خطوها ما ضلّ يوما عن سبيل
                      و بكى العناق
                      و لم أجد إلاّ الصدى
                      إلاّ الصدى

                      تعليق


                      • #41
                        بكائية ليلية



                        للوهلة الأولى
                        قرأت في عينيه يومه الذي يموت فيه
                        رأيته في صحراء " النقب " مقتولا ..
                        منكفئا .. يغرز فيها شفتيه ،
                        و هي لا تردّ قبلة ..لفيه !
                        كنا نتوه في القاهرة العجوز ، ننسى الزمنا
                        نفلت من ضجيج سياراتها ، و أغنيات المتسوّلين
                        تظلّنا محطّة المترو مع المساء .. متعبين
                        و كان يبكي وطنا .. و كنت أبكي وطنا
                        نبكي إلى أن تنضبّ الأشعار
                        نسألها : أين خطوط النار ؟
                        و هل ترى الرصاصة الأولى هناك .. أم هنا ؟
                        و الآن .. ها أنا
                        أظلّ طول اللّيل لا يذوق جفني وسنا
                        أنظر في ساعتي الملقاة في جواري
                        حتّى تجيء . عابرا من نقط التفتيش و الحصار
                        تتّسع الدائرة الحمراء في قميصك الأبيض ، تبكي شجنا
                        من بعد أن تكسّرت في " النقب " رايتك !
                        تسألني : " أين رصاصتك ؟ "
                        " أين رصاصتك "
                        ثمّ تغيب : طائرا .. جريحا
                        تضرب أفقك الفسيحا
                        تسقط في ظلال الضّفّة الأخرى ، و ترجو كفنا !
                        و حين يأتي الصبح – في المذياع – بالبشائر
                        أزيح عن نافذتي السّتائر
                        فلا أراك .. !
                        أسقط في عاري . بلا حراك
                        أسأل إن كانت هنا الرصاصة الأولى ؟
                        أم أنّها هناك ؟؟

                        تعليق


                        • #42
                          الوقوف على قدم واحدة



                          كادت تقول لى ((من أنت ؟))


                          (.. العقرب الأسود كان يلدغ الشمس ..
                          وعيناه الشّهيتان تلمعان ! )
                          _أأنت ؟!
                          لكنّى رددت باب وجهى .. واستكنت
                          (.. عرفت أنّها ..
                          تنسى حزام خصرها .
                          فى العربات الفارهة !




                          أسقط فى أنياب اللحظات الدنسة
                          أتشاغل بالرشفة من كوب الصمت المكسور
                          بمطاردة فراش الوهم المخمور
                          أتلاشى فى الخيط الواهن :
                          ما بين شروع الخنجر .. والرقبة
                          ما بين القدم العاربة وبين الصحراء الملتهبة
                          ما بين الطلّقة .. والعصفور .. والعصفور !




                          يهتزّ قرطها الطويل ..
                          يراقص ارتعاش ظلّه ..
                          على تلفّتات العنق الجميل
                          وعندما تلفظ بذر الفاكهة
                          وتطفىء التبغة فى المنفضة العتيقة الطراز
                          تقول عيناها : استرح !
                          والشفتان .. شوكتان !!




                          (تبقّين أنت : شبحا يفصل بين الأخوين
                          وعندما يفور كأس الجعة المملوء ..
                          فى يد الكبير :
                          يقتلك المقتول مرتين!
                          أتأذنين لى بمعطفى
                          أخفى به ..
                          عورة هذا القمر الغارق فى البحيرة
                          عورة هذا المتسول الأمير
                          وهو يحاور الظلال من شجيرة إلى شجيرة
                          يطالع الكفّ لعصفور مكسّر الساقين
                          يلقط حبّة العينين
                          لأنه صدّق ذات ليلة مضت

                          عطاء فمك الصغير ..
                          عطاء حلمك القصير ..

                          تعليق


                          • #43
                            مقتل القمر



                            وتناقلوا النبأ الأليم على بريد الشمس
                            في كل مدينة ،
                            (( قُتِل القمـــر ))!
                            شهدوه مصلوباً تَتَدَلَّى رأسه فوق الشجر !
                            نهب اللصوص قلادة الماس الثمينة من صدره!
                            تركوه في الأعواد ،
                            كالأسطورة السوداء في عيني ضرير
                            ويقول جاري :
                            -(( كان قديساً ، لماذا يقتلونه ؟))
                            وتقول جارتنا الصبية :
                            - (( كان يعجبه غنائي في المساء
                            وكان يهديني قوارير العطور
                            فبأي ذنب يقتلونه ؟
                            هل شاهدوه عند نافذتي _قبيل الفجر _ يصغي للغناء!؟!؟))


                            وتدلت الدمعات من كل العيون
                            كأنها الأيتام – أطفال القمر
                            وترحموا...
                            وتفرقوا.....
                            فكما يموت الناس.....مات !
                            وجلست ،
                            أسأله عن الأيدي التي غدرت به
                            لكنه لم يستمع لي ،
                            ..... كان مات !




                            دثرته بعباءته
                            وسحبت جفنيه على عينيه...
                            حتى لايرى من فارقوه!
                            وخرجت من باب المدينة
                            للريف:
                            يا أبناء قريتنا أبوكم مات
                            قد قتلته أبناء المدينة
                            ذرفوا عليه دموع أخوة يوسف
                            وتفرَّقوا
                            تركوه فوق شوارع الإسفلت والدم والضغينة
                            يا أخوتي : هذا أبوكم مات !
                            - ماذا ؟ لا.......أبونا لا يموت
                            - بالأمس طول الليل كان هنا
                            - يقص لنا حكايته الحزينة !
                            - يا أخوتي بيديّ هاتين احتضنته
                            أسبلت جفنيه على عينيه حتى تدفنوه !
                            قالوا : كفاك ، اصمت
                            فإنك لست تدري ما تقول !
                            قلت : الحقيقة ما أقول
                            قالوا : انتظر
                            لم تبق إلا بضع ساعات...
                            ويأتي!


                            حط المساء
                            وأطل من فوقي القمر
                            متألق البسمات ، ماسيّ النظر
                            - يا إخوتي هذا أبوكم ما يزال هنا
                            فمن هو ذلك المُلْقىَ على أرض المدينة ؟
                            قالوا: غريب
                            ظنه الناس القمر
                            قتلوه ، ثم بكوا عليه
                            ورددوا (( قُتِل القمر ))
                            لكن أبونا لا يموت
                            أبداً أبونا لايموت !

                            تعليق


                            • #44
                              مزامير


                              مزامير1


                              أعشق أسكندريّة ،
                              واسكنريّة تعشق رائحة البحر ،
                              و البحر يعشق فاتنة في الضفاف البعيدة !


                              كلّ أمسية ؛ تتسلّل من جانبي
                              تتجرّد من كلّ أثوابها
                              و تحلّ غدائرها
                              ثمّ تخرج عارية في الشوارع تحت المطر !
                              فإذا اقتربت من سرير التنهّد و الزرقة
                              انطرحت في ملاءاته الرغويّة ؛
                              و انفتحت .. تنتظر !
                              و تظلّ إلى الفجر ..
                              ممدودة – كالنداء
                              و مشدودة – كالوتر


                              و تظلّ .. وحيدة !!

                              تعليق


                              • #45
                                مزامير2


                                قلت لها في اللّيلة الماطرة
                                البحر عنكبوت
                                و أنت – في شراكه – فراشة تموت
                                و انتفضت كالقطّة النافره
                                و انتصبت في خفقان الريح و الأمواج
                                ( ثديان من زجاج
                                و جسد من عاج )
                                و انفلتت مبحرة في رحلة المجهول ، فوق الزّبد المهتاج
                                ناديت .. ما ردّت !
                                صرخت .. ما ارتدّت !
                                و ظلّ صوتي يتلاشى .. في تلاشيها ..
                                وراء الموجة الكاسرة )


                                ( خاسرة ، خاسرة
                                إن تنظري في الغريمة الساحرة
                                أو ترفعي عينيك نحو الماسة التي تزيّن التاج !



                                مزامير 3

                                لفظ البحر أعضاءها في صباح أليم
                                فرأيت الكلوم
                                ورأيت أظافرها الدمويّة
                                تتلوّى على خصلة " ذهبيّة "
                                فحشوت جراحاتها بالرمال ،
                                و أدفأتها بنبيذ الكروم .


                                و تعيش معي الآن !
                                ما بيننا حائط من وجوم
                                بيننا نسمات " الغريم "
                                كلّ أمسية ..
                                تتسلّل في ساعة المد ، في الساعة القمريّة
                                تستريح على صخرة الأبديّة
                                تتسمّع سخرية الموج من تحت أقدامها
                                و صفير البواخر .. راحلة في السواد الفحميم
                                تتصاعد من شفتيها المملّحتين رياح السموم
                                تتساقط أدمعها في سهوم
                                و النجوم
                                ( الغريقة في القاع )
                                تصعد ... واحدة .. بعد أخرى ..
                                فتلقطها
                                و تعدّ النجوم

                                في انتظار الحبيب القديم

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                                يعمل...
                                X