إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الباحث عن المستحيل الشاعر أمل دنقل

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #76
    وقريتنا-وراء العين- توراة من الصمت, وثرثرة من الغدران
    وصوت الطبل
    يدق لينزع القمر القديم
    نقابه المعتل
    وطفل شاحب ينهض
    تزغرد نسوة لختانه المدسوس في جلبابه الأبيض
    وفوق الجسر
    غلام لاهث يعدو
    ليمسك مهرة فرت وفي سيقانها يتعلق القيد


    ومركبتي تشد الأفق مخروطية الدرب
    إلى ذات العيون الخضر
    تلال السحب تهرب من ورائي كومة ... كومة
    وأنسام تضم عباءتي بأنامل الرحمة
    ومن ضمة
    إلى ضمة
    تنسمنا قلاع الحب والحكمة
    ولكنا على الأبواب
    أطل نتوء
    ( كأنف قد تورم فوق وجه العازف السكير )
    على العجلات مد لسانه الموبوء
    تهاوت فيه مركبتي
    فعد يا صاحب الكلمات
    كأسياخ الحديد توهجت في النار
    تمر على عيونك أحرف الكلمات
    هوانا مات
    بلغنا قمة القمة
    لنهبط في انحدار الجانب الآخر
    ومن عثرة إلى عثرة
    تلقانا تراب الأرض في راحاته البّرة
    ودارت قهوة الموتى
    رأيت يديك هذا اليوم
    معطرتين , ناعمتين
    ولكني رأيت على أظافرك الدم الملتم
    وفي المجرى الذي ينساب في النهدين
    مددت يديك قبيل النوم
    عثرت على حطام الخنجر السموم
    والقفاز

    تعليق


    • #77
      المطر


      وينزل المطر
      ويغسل الشجر
      ويثقل الغصون الخضراء بالثمر

      ينكشف النسيان
      عن قصص الحنان
      عن ذكريات حب
      ضيعه الزمان
      لم تبق منه إلا النقوش في الأغصان
      قلب ينام فيه سهم
      وكلمتان
      تغيب في عناق
      جنبي ... فراشتان
      وأنت يا حبيب طير على سفر

      ***
      ويرحل المطر
      ويذبل الشجر
      ويغمر الغبار النقوش والصور
      ... ...
      وتهبط الأحزان
      فتمحى الألوان
      والقلب
      والخطوط العرجاء
      والإسمان
      وينخر السوس القديم في العيدان
      وترحل الطيور الزرق
      بلا عنوان
      تسأل عن هوانا
      تسأل عما كان
      .. ما كان يا حبيبي
      حلم , وقد عبر

      ***
      وينزل المطر
      ويرحل المطر
      وينزل المطر
      ويرحل المطر
      والقلب يا حبيبي
      مازال ينتظر

      تعليق


      • #78
        طفلتها من ديوان مقتل القمر


        ( مرت خمس سنوات على الوداع وفجأة .. رأى طفلتها!)
        طفلتها
        لا تفري من يدي مختبئه
        خبت النار بجوف المدفأة!
        أنا..
        ( لو تدرين)
        من كنت له طفلة
        لولا زمان فاجأه
        كان في كفي ما ضيعته
        في وعود الكلمات المرجأه
        كان في جنبي
        لم أدر به!
        .. أو يدري البحر قدر اللؤلؤه؟
        انما عمرك عمر ضائع من شبابي
        في الدروب المخطئه
        كلما فزت بعام
        خسرت مهجتي عاما
        .. وأيقت صدأه
        ثم لم نحمل من الماضي
        سوى ذكريات في الأسى مهترئه
        نتعزى بالدجى
        إن الدجى للذي ضل مناه
        تكئه !!
        العيون الواسعات الهادئه
        والشفاه الحلوة الممتلئة:
        فتنة طفليّة
        أذكرها
        وهي عن سبعة عشر منبئه
        إنني أعرفها
        فاقتربي
        فكلانا في طريق أخطأه
        ساقني حمقي
        وفي حلقي مرارة شوق
        وأمانٍ صدئه
        فابتسمي يا طفلتي
        ( منذ مضت .. وابتسامات الضحى منطفئه )
        ثرثري
        ( صوتك موسيقى حكت صوتها ذا النبرات المدفئه )
        - إحك لي أحجيةً
        لم يبق في جعبتي
        غير الحكايا السيئه
        فاسمعيها يا بنتي مسرعةً

        تعليق


        • #79
          عبرت فيها الليالي.. مبطئه
          (كان ياما كان)
          أنه كان فتى
          لم يكن يملك إلا.. مبدأه
          وفتاة ذات ثغر يشتهي قبلة الشمس
          ليروي ظمأه
          خفق الحب بها, فاستسلمت
          وسرى الحب به , فاستمرأه
          بهما قد صعدت مركبة
          للضحى
          في قصة مبتدئة
          وهو في شرفته مرتقب
          وهي في شباكها .. متكئه
          نغمُ منقسمٌ
          لا ينتهي حُلمُُ
          إلا وحلم بدأه
          صعدا
          سلمةًً..
          سلمة..
          في قصور الأمنيات المنشأه
          لم تكن تملك إلا طهرها
          لم يكن يملك إلا مبدأه
          ذات يوم
          كان أن شاهدها
          من له أن يشتري نصف امرأه
          حينما أومأ لها مبتسماً
          فأشاحت عنه
          كالمستهزئة
          اشتراها في الدجى
          صاغرة
          زفت السبعة عشر .. للمئه
          لم يكن شاعرها فارسها
          لم بكن بملك إلا ..
          التهنئه
          لم يكن يملك إلا مبدأه
          ليس إلا ..
          كلمات مطفأه
          أترى تدرين من كان الفتى؟
          فهو يدري الأن
          يدري خطأه!
          والتي بيعت وفي معصمها الوشم
          فاعتاد الفؤاد الطأطأه !!
          ومن النخاس؟
          هل تدرينه ؟
          وهو مّلاح تناسى مرفأه
          إنني أكرهه
          يكرهه ضوء مصباح نبيل أطفأه
          غير أن الحقد....
          ( يا طفلته )
          كان في صوتك شيء ....رقأه
          والمسيح المرتجى : قاتله ..
          كان في عينيك عذر بّرأه !
          والذي ضاع من العمر سدى
          جسدت فيك الليالي نبأه !
          من لتنهيد عذاب محرق
          كلما داويت جرحا, نكأه
          فابسمي يا طفلتي
          منذ مضت ..
          وابتسامات الضحى منطفئه
          إنما العمر هباء
          من سوى طفلة مثلك
          تجلو صدأه !

          تعليق


          • #80
            يوميات كهل صغير السن


            1 -

            أعرف أن العالم في قلبي.. مات!
            لكني حين يكف المذياع.. وتنغلق الحجرات:
            أنبش قلبي، أخرج هذا الجسد الشمعي
            وأسجِّيه فوق سرير الآلام.
            أفتح فمه، أسقيه نبيذ الرغبة
            فلعل شعاعا ينبض في الأطراف الباردة الصلبة
            لكن.. تتفتت بشرتُه في كفي
            لا يتبقى منه.. سوى: جمجمةٍ.. وعظام!

            - 2 -

            تنزلقين من شعاعٍ لشعاع
            وأنت تمشين – تُطالعين-
            في تشابك الأغصان في الحدائق
            حالمةً.. بالصيف في غُرفات
            شهر العسل القصير في الفنادق
            ونزهةٍ في النهر..
            واتكاءةٍ على شراع!

            .. وفي المساء، في ضجيج الرقص والتعانق
            تنزلقين من ذراعٍ لذراع!
            تنتقلين في العيون، في الدخان العصبِيِّ،
            في سخونة الإيقاع
            وفجأة.. ينسكب الشراب في تحطم الدوارق
            يبل ثوبك الفَرَاشيََّ.. من الأكمام حتى الخاصرة!
            وحين يفغر المغني فمه مرتبكا
            تنفجرين ضحكًا!
            تشتعلين ضحكًا!
            وتخلعين الثوبَ في تصاعدات النغم الصارخ.. والمطارق
            وتخلعين خُفَّك المشتبكا
            ثم..
            تواصلين رقصك المجنون.. فوق الشَّظَيَات المتناثرة!!

            - 3 -

            عينا القطة تنكمشان..
            فيدقُ الجرسُ الخامسةَ صباحا!
            أتحسس ذقني النابتةَ.. الطافحةَ بثورًا وجراحًا
            (.. أسمع خطو الجارة فوق السقف
            وهي تعد لساكن غرفتها
            الحمَّامَ اليوميَّ..!)
            دفءُ الأغطية، خريرُ الصنبور
            خشخشة المذياع، عذوبة جسدي المبهور
            (.. والخطو المتردد فوقي ليس يكف..!)
            لكني في دقة بائعة الألبان:
            تتوقف في فكِّي.. فرشاةُ الأسنان!

            تعليق


            • #81
              - 4 -

              في الشارع
              أتلاقى – في ضوء الصبح- بظلِّي الفارع:
              نتصافح.. بالأقدام!

              - 5 -

              حبيبتي، في الغرفة المجاورة
              أسمع وقع خطوها.. في روحه وجيئة
              أسمع قهقهاتها الخافتة البريئة
              أسمع تمتماتها المحاذرة
              حتى حفيف ثوبها، وهي تدور في مكانها.. تهم بالمغادرة
              (.. يومان، وهي إن دخَلت:
              تشاغلَت بقطعة التطريز
              بالنظر العابر من شباكها إلى الإفريز..
              بالصمت إن سَألت!)
              .. وعندما مرت عليَّ، بقعة مضيئة،
              ألقت وراء ظهرها.. تحية انصرافها الفاترة
              فاحتقنت أذناي، واختبأتُ في أعمدة الوظائف الشاغرة
              حتى تلاشى خطوها.. في آخر الدهليز!

              - 6 -

              أطرق باب صديقي في منتصف الليل
              (تثب القطةُ من داخل صندوق الفضلات)
              كلُّ الأبواب، العلويَّة والسفليَّة، تُفتح إلا.. بابه
              وأنا أطرق.. أطرق
              حتى تصبح قبضتيَ المحمومةُ خفاشًا يتعلق في بندول “!

              يتدفق من قبضتي المجروحة خيطُ الدم
              يترقرق.. عذبًا.. منسابًا.. يتساند في المنحنيات
              تغتسل الرئتان المتعَبَتان من اللون الدافئ،
              ينفثئ السمّ..
              يتلاشى البابُ المغلقُ.. والأعين.. والأصوات
              .. وأموتُ على الدرجات!!

              - 7 -

              تدق فوق الآلة الكاتبة القديمة
              وعندما ترفع رأسها الجميل في افتراق الصفحتين
              تراه في مكانه المختار.. في نهاية الغرفة
              يرشف من فنجانه رشفة
              .........................
              وعندما ترشقه بنظرة كظيمة
              فيسترد لحظةً عينيه: يبتسم في نعومة
              وهي تشد ثوبها القصير فوق الركبتين!
              ..
              في آخر الأسبوع
              كان يعد – ضاحكًا – أسنانها في كتفيه
              فقرصت أذنيه..
              وهي تدس نفسها بين ذراعيه.. وتشكو الجوع

              تعليق


              • #82
                - 8 -

                حين تكونين معي أنتِ:
                أصبح وحدي..
                في بيتي!
                …………………

                - 9 -

                جاءت إلي وهي تشكو الغثيان والدوار
                (.. أنفقتُ راتبي على أقراص منعِ الحمل!)
                ترفع نحوي وجهها المبتل..
                تسألني عن حل!
                ………………………
                هنأني الطبيبُ! حينما اصطحبتها إليه في نهاية النهار
                رجوته أن يُنهي الأمر… فثار (.. واستدار يتلو قوانين
                العقوبات علىّ كي أكفَّ القول!)
                هامش:
                أفهمته أن القوانين تسن دائما لكي تُخرق
                أن الضمير الوطنيَّ فيه يُملي أن يقل النسل
                أن الأثاث صار غاليًا لأن الجدبَ أهلك الأشجار
                لكنه.. كان يخاف الله.. والشرطةَ.. والتجار!

                - 10 -

                في ليلة الزفاف، في التوهج المرهق
                ظلت تُدير في الوجوه وجهها المنتصر المشرق
                وحين صرنا وحدنا – في الصمت الكثيف الكلمات
                داعَبَت الخاتم في إصبعها الأيسر، ثم انكمشت خجلى!
                (.. كانوا – وراء الباب – يكنسون النور والظلا
                وتخلع الراقصةُ الشقراءُ عريَها.. وتحسب الهبَات!)
                قلت لها ” ما أجمل الحفلا “
                فأطرقت باسمةَ الغمازتين والسمات.
                وعندما لمستُها: تثلجت أطرافها الوجلى!
                وانفلتت عجلى..!
                كأنها لم تذق الحب.. ولم يثر بصدرها التنهدات!!

                - 11 -

                مذ علقنا – فوق الحائط – أوسمة اللهفة
                وهي تطيل الوقفة في الشرفة!
                واليوم!
                قالت إن حبالي الصوتية تُقلقها عند النوم!
                .. وانفردت بالغرفة!!

                - 12 -

                في جلسة الإفطار، في الهُنيهة الطفليَّة المبكرة
                أعصب عيني بالصحيفة التي يدسُّها البائع تحت الباب
                وزوجتي تبدأ ثرثرتَها اليومية المثابرة
                وهي تصبُّ شايَها الفاتر في الأكواب!
                (.. تقص عن جارتها التي ارتدت..
                وجارها الذي اشترى..
                وعن شجارها مع الخادم والبواب والقصَّاب،
                .. ثم تشد من يدي: صفحة الكُرَة)!

                - 13 -

                .. العالم في قلبي مات.
                لكني حين يكف المذياع، وتنغلق الحجرات:
                أخرجه من قلبي، وأسجِّيه فوق سريري
                أسقيه نبيذ الرغبة
                فلعلَّ الدفء يعود إلى الأطراف الباردة الصلبة
                لكن.. تتفتت بشرتُه في كفي
                لا يتبقى منه سوى.. جمجمةٍ.. وعظام!
                …………………………………………. وأنام!!

                تعليق


                • #83
                  العراف الاعمى


                  قولى من اين؟
                  الصمت شظايا
                  والكلمات بلا عينين
                  لملمنى الليل... وادخلنى السرداب
                  (قدماى نسيتهما عند الاعتاب
                  ويداى تركتهما على الابواب)

                  انك لا تدرين
                  معنى ان يمشى الانسان .... ويمشى

                  (بحثا عن انسان اخر)
                  حتى تتاكل فى قدمية الارض
                  ويذوى فى شفتية القول
                  الاف الاوجه فى وجهى
                  لكنك لا تدرين
                  اى وجوه تتدلى منها بسمات الزيف
                  ضائعة المعنى متآكلة الأنف

                  ارشق فى الحائط حد المطواه
                  والموت يهب من الصحف الملقاه
                  اتجزأ فى المراه
                  يصفعنى وجهى المتخفى بقناع الذل
                  اصفعه..... اصفع هذا الظل
                  كل الناس يفارقهم ظلهم عند الليل

                  الا ظلى..
                  ينسل معى يتمدد فوق وسادى المبتل
                  البسمة حلم
                  والشمس هى الدينار الزائف
                  فى طبق اليوم
                  من يمسح عنى عرقى فى هذا اليوم الصائف؟
                  والظل الخائف
                  يتمدد من تحتى بفصل بين الارض ... وبينى

                  وتضاءلت كحرف مات بارض الخوف
                  (حاء........ باء....)
                  (حاء.... راء..... ياء ...هاء..)

                  الحرف السيف
                  مازلت ارود بلاد اللون الداكن
                  ابحث عنه بين الاحياء والموتى والموتى الاحياء
                  حتى يرتد النبض الى القلب الساكن
                  لكن.......

                  واخيرا عدت
                  احمل فى صدرى صمت الطاعه
                  وبلا.........ساعه
                  ما جدوى الساعه فى قوم فقدواالوقت؟
                  ورجعت بدون كتاب غير كتاب الموت
                  وضجيج الناس
                  اغنيه.... كغطيط نعاس:

                  "لم نولد لنهز الدنيا"
                  لم نخلق لنخوض معارك"
                  "نحن ولدنا...
                  للالهام..
                  للاحلام...
                  للصلوات.."

                  ضمينى فى صدرك ...حتى اتنبأ
                  وانا لا اكتب .. او اقرأ..

                  تعليق


                  • #84
                    ضد من


                    في غُرَفِ العمليات
                    كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,
                    لونُ المعاطفِ أبيض,
                    تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,
                    الملاءاتُ,
                    لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن,
                    قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ,
                    كوبُ اللَّبن,
                    كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.
                    كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!
                    فلماذا إذا متُّ..
                    يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ..
                    بشاراتِ لونِ الحِدادْ?
                    هل لأنَّ السوادْ..
                    هو لونُ النجاة من الموتِ,
                    لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ,

                    ضِدُّ منْ..?
                    ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ?!

                    بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..
                    الذينَ يرون سريريَ قبرا
                    وحياتيَ.. دهرا
                    وأرى في العيونِ العَميقةِ
                    لونَ الحقيقةِ
                    لونَ تُرابِ الوطنْ!

                    تعليق


                    • #85
                      دنقل ينظم الكلاسيكي .. في حب مصر و التضحية


                      "لا أبكيه"


                      مصر لا تبدأ من مصر القريبة ..... إنها تبدأ من أحجار طيبة
                      إنها تبدأ منذ إنطبعت ..... قدم الماء على الأرض الجديبة
                      ثوبها الأخضر لا يبلى ..... إذا خلعته رفت الشمس ثقوبه
                      انها ليست عصورا فهي الكل ..... في الواحد في الذات الرحيبة
                      أرضها لا تعرف الموت فما الموت ..... إلا..عودة..أخرى.. قريبة
                      تعبر القطرة في النيل فمن ..... حولها الرقص و أعياد الخصوبة
                      فاذا البحر طواها نفرت ..... و أسترد الماء في مصر العذوبة
                      فسقى النيل به .. ثانية ..... ظمأ البحر إذا ما مد كوبه
                      هكذا شعبك با مصر له ..... دوره الماء و نجواه الرطيبة
                      مات فيه الموت يوما..فابتني ..... هرما للموت يستجلي غيوبة
                      أبدا يبني و يأتي غيره ..... ناشرا فيه أساه و حروبه
                      فاذا راح أبتني ثم ابتني ..... فانثنى الغازي اليه بالعقوبة
                      و كأن الذل في الشعب ضريبة ..... و ابتسام الصبر قد صار ذنوبه
                      و كأن الدم نيل آخر ..... تستقي منه الرمال المستطيبة
                      كل أبنائك يا مصر مضوا ..... شهداء الغد في نبل و طيبة
                      الذي لم يقض في الحرب قضى ..... و هو يعطي الفأس و الغرس و جيبة
                      و الذي لم يقضي في الفأس قضى ..... حاملا أحجار أسوان الرهيبة
                      اسمعي في الليل أنات الاسى ..... اسمعي حزن المواويل الكئيبة
                      انها اسماء من ماتوا و لم ..... يبرحوا القلب فقد صاروا ندوبة
                      سيعودون فلا تبكي فما ..... يرتضي المحبوب أن تبكي الحبيبة
                      أترى تبكين من مات .. لكي ..... تستعيدي راية الفكر السليبة
                      و الذي مات لكي ينفش في ..... كل قلب ناشيء حرف العروبة
                      و لكي يحتضن الطفل حقيبة ..... و لكي تقتات بالعلم الشبيبة
                      و لكي يهوى حجاب الخوف عن ..... روح ربات الحجال المستريبة
                      و لكي يرفع سيف العدل في ..... و جه أبناء المماليك الغريبة
                      و الذي لولاه ما مرت لنا ..... في عبور النار للحرب كتيبة
                      أترى تبكين يا مصر ؟أنا ..... لست أبكيه و ان كنت ربيبة
                      شرف الأبناء أن يمضي أب ..... بعد أن قدم للمجد نصيبة
                      شرف للأب أن يمضي فلا ..... تعتري أبناءه الروح الزغيبة
                      انما يبكي ضعاف الناس ان ..... عجزوا ان يدركوا حجم المصيبة

                      تعليق


                      • #86
                        قصيدة في رثاء جمال عبد الناصر
                        لا وقت للبكاء



                        لا وقت للبكاء
                        فالعلم الذى تنكسينه .. على سرادق العزاء
                        منكس فى الشاطئ الآخر ،
                        والأبناء ..
                        يستشهدون كى يقيموه .. على "تبة" ،
                        العلم المنسوج من حلاوة النصر ومن مرارة النكبة
                        خيطاً من الحب .. وخيطين من الدماء
                        العلم المنسوج من خيام اللاجئين للعراء
                        ومن مناديل وداع الأمهات للجنود :
                        فى الشاطئ الآخر ..
                        ملقى فى الثرى
                        ينهش فيه الدود ،
                        ينهش فيه الدود .. واليهود
                        فانخلعى من قلبك المفئود(1)
                        فها على أبوابك السبعة ، يا طيبة ..
                        يا طيبة الأسماء :
                        يُقْعَى أبو الهول ،
                        وتُقعى أمة الأعداء
                        مجنونة الأنياب والرغبة ..
                        تشرب من دماء أبنائك قربة .. قربة
                        تفرش أطفالك فى الأرض بساطا ..
                        للمدرعات والأحذية الصلبة
                        وأنت تبكين على الأبناء ،
                        تبكين ؟
                        يا ساقية دائرة ينكسر الحنين ..
                        فى قلبها ، ونيلك الجارى على خد النجوع
                        مجرى دموع
                        ضفافه : الأحزان والغربة ،
                        تبكين ؟ من تبكين ؟
                        وأنت ـ طول العمر ـ تشقين ، وتحصدين ..
                        مرارة الخيبة
                        وأنت ـ طول العمر ـ تبقين ، وتنجبين ..
                        مقاتلين .. فمقاتلين .. فى الحلبة
                        الشمس (هذه التى تأتى من الشرق بلا استحياء)
                        كيف ترى تمر فوق الضفة الأخرى ..
                        ولا تجئ مطفأةْ ؟
                        والنسمة التى تمر فى هبوبها على مخيم الأعداء
                        كيف ترى نشمها .. فلا تسد الأنف ؟
                        أو تحترق الرئة ؟

                        تعليق


                        • #87
                          وهذه الخرائط التى صارت بها سيناء
                          عبرية الأسماء
                          كيف نراها .. دون أن يصيبنا العمى ؟
                          والعار .. من أمتنا المجزأة ؟
                          .. والطفلة الصغيرة العذبة
                          تطلق ـ فوق البيت ـ "طيارتها" البيضاء
                          كيف ترى تكتب فى كراسة الإنشاء
                          عن بيتها المهدوم فوق الأب .. واللعبة ؟
                          وأمى التى تظل فى فناء البيت منكبة
                          مقروحة العينين ، مسترسلة الرثاء
                          تنكث بالعود على التربة :
                          رأيتها : الخنساء
                          ترثى شبابها المستشهدين فى الصحراء
                          رأيتها : أسماء
                          تبكى ابنها المقتول فى الكعبة ،
                          رأيتها : شجرة الدر ..
                          ترد خلفها الباب على جثمان (نجم الدين)
                          تعلق صدرها على الطعنة والسكين
                          فالجند فى الدلتا
                          ليس لهم أن ينظروا إلى الوراء
                          أو يدفنوا الموتى
                          إلا صبيحة الغد المنتصر الميمون
                          (.. والتين والزيتون
                          وطور سنين ، وهذا البلد المحزون
                          لقد رأيت يومها : سفائن الإفرنج
                          تغوص تحت الموج
                          وملك الإفرنج
                          يغوص تحت السرج
                          وراية الإفرنج
                          تغوص ، والأقدام تفرى وجهها المعوج ،
                          .. وهأنا ـ الآن ـ أرى فى غدك المكنون :
                          صيفا كثيف الوهج
                          ومدناً ترتج
                          وسفناً لم تنج
                          ونجمة تسقط ـ فوق حائط المبكى ـ إلى التراب
                          وراية (العُقاب)
                          ساطعة فى الأوج ..)
                          * * *
                          والتين والزيتون
                          وطور سنين ، وهذا البلد المحزون
                          لقد رأيت ليلة الثامن والعشرين ..
                          من سبتمبر الحزين :
                          رأيت فى هتاف شعبى الجريح
                          (رأيت خلف الصورة)
                          وجهك .. يا منصورة ،
                          وجه لويس التاسع المأسور فى يدى صبيح
                          ... ... ...
                          رأيت فى صبيحة الأول من تشرين
                          جندك .. يا حطين
                          يبكون ،
                          لا يدرون ..
                          أن كل واحد من الماشين
                          فيه .. صلاح الدين !

                          تعليق


                          • #88
                            الورقة الأخيرة


                            الجنوبي


                            صورة


                            هل أنا كنت طفلاً
                            أم أن الذي كان طفلاً سواي
                            هذه الصورة العائلية
                            كان أبي جالساً، وأنا واقفُ .. تتدلى يداي
                            رفسة من فرس
                            تركت في جبيني شجاً، وعلَّمت القلب أن يحترس
                            أتذكر
                            سال دمي
                            أتذكر
                            مات أبي نازفاً
                            أتذكر
                            هذا الطريق إلى قبره
                            أتذكر
                            أختي الصغيرة ذات الربيعين
                            لا أتذكر حتى الطريق إلى قبرها
                            المنطمس

                            أو كان الصبي الصغير أنا ؟
                            أن ترى كان غيري ؟
                            أحدق
                            لكن تلك الملامح ذات العذوبة
                            لا تنتمي الآن لي
                            و العيون التي تترقرق بالطيبة
                            الآن لا تنتمي لي
                            صرتُ عني غريباً
                            ولم يتبق من السنوات الغربية
                            الا صدى اسمي
                            وأسماء من أتذكرهم -فجأة-
                            بين أعمدة النعي
                            أولئك الغامضون : رفاق صباي
                            يقبلون من الصمت وجها فوجها فيجتمع الشمل كل صباح
                            لكي نأتنس.

                            تعليق


                            • #89
                              وجه


                              كان يسكن قلبي
                              وأسكن غرفته
                              نتقاسم نصف السرير
                              ونصف الرغيف
                              ونصف اللفافة
                              والكتب المستعارة
                              هجرته حبيبته في الصباح فمزق شريانه في المساء
                              ولكنه يعد يومين مزق صورتها
                              واندهش.
                              خاض حربين بين جنود المظلات
                              لم ينخدش
                              واستراح من الحرب
                              عاد ليسكن بيتاً جديداً
                              ويكسب قوتاً جديدا
                              يدخن علبة ... بكاملها
                              ويجادل أصحابه حول أبخرة الشاي
                              لكنه لا يطيل الزيارة
                              عندما احتقنت لوزتاه، استشار الطبيب
                              وفي غرفة العمليات
                              لم يصطحب أحداً غير خف
                              وأنبوبة لقياس الحرارة.

                              فجأة مات !
                              لم يحتمل قلبه سريان المخدر
                              وانسحبت من على وجهه سنوات العذابات
                              عاد كما كان طفلاً
                              سيشاركني في سريري
                              وفي كسرة الخبز، وال...
                              لكنه لا يشاركني .. في المرارة.

                              تعليق


                              • #90
                                وجه
                                ومن أقاصي الجنوب أتى،
                                عاملاً للبناء
                                كان يصعد "سقالة" ويغني لهذا الفضاء
                                كنت أجلس خارج مقهى قريب
                                وبالأعين الشاردة
                                كنت أقرأ نصف الصحيفة
                                والنص أخفي به وسخ المائدة
                                لم أجد غير عينين لا تبصران
                                وخيط الدماء.

                                وانحنيت عليه أجس يده
                                قال آخر : لا فائدة
                                صار نصف الصحيفة كل الغطاء
                                و أنا ... في العراء



                                وجه (رثاء يحيى الطاهر)



                                ليت أسماء تعرف أن أباها صعد
                                لم يمت
                                هل يموت الذي كان يحيا
                                كأن الحياة أبد
                                وكأن الشراب نفد
                                و كأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد
                                عاش منتصباً، بينما
                                ينحني القلب يبحث عما فقد.



                                ليت "أسماء"
                                تعرف أن أباها الذي
                                حفظ الحب والأصدقاء تصاويره
                                وهو يضحك
                                وهو يفكر
                                وهو يفتش عما يقيم الأود .
                                ليت "أسماء" تعرف أن البنات الجميلات
                                خبأنه بين أوراقهن
                                وعلمنه أن يسير
                                ولا يلتقي بأحد .



                                مرآة


                                -هل تريد قليلاً من البحر ؟
                                -إن الجنوبي لا يطمئن إلى اثنين يا سيدي
                                البحر و المرأة الكاذبة.-سوف آتيك بالرمل منه
                                وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
                                ... أستبنه.

                                -هل تريد قليلاً من الخمر؟
                                -إن الجنوبي يا سيدي يتهيب شيئين :
                                قنينة الخمر و الآلة الحاسبة.

                                -سوف آتيك بالثلج منه
                                وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
                                ... أستبنه
                                بعدما لم أجد صاحبي
                                لم يعد واحد منهما لي بشيئ

                                -هل نريد قليلاً من الصبر ؟
                                -لا ..
                                فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه
                                يشتهي أن يلاقي اثنتين:
                                الحقيقة و الأوجه الغائبة.

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                                يعمل...
                                X