في عام 1980، على فراش النقاهة بعد أزمة صحية ممتدة أمسكت القلم وكتبت “عندما غادرت طفولتي وفتحت المنديل المعقود الذي تركته لي أمي وعمتي وجدت بداخله هزيمتها، بكيت ولكني بعد بكاء وتفكير أيضا ألقيت بالمنديل وسرت، كنت غاضبة. عدت للكتابة عندما اصطدمت بالسؤال: “ماذا لو أن الموت داهمني؟” ساعتها قررت أنني سأكتب لكي أترك شيئا في منديلي المعقود وأيضا لأنني انتبهت – وكنت في الرابعة و الثلاثين من عمري – أن القبول بالنسبي أكثر حكمة من التعلق بالمطلق وأن الوقت قد حان للتحرر من ذلك الشعور بأن علي أن آتي بما لم يأت به الأوائل أو أدير ظهري خوفا و كبرياءً.
بدأت في مشروع سيرة ذاتية، كتبت صفحات تغطي تجربتي الحياتية من سنة 1946 إلى سنة 1956 ثم اكتشفت أن الخيوط التي شكلت وجدان الطفلة وتلك التي نسجت الطفلة وتلك التي نسجت تاريخ تلك الفترة أكثر تداخلا وحبكة مما أستطيع كتابته، وجدتني أتعثر في كتابة العلاقة بين خاص وعام متداخلين متشابكين إلى حد يصعب معه معرفة أحدهما من الآخر. وخفت من السقوط في الخطابية أو الغنائية فتوقفت عجزا وخوفا ، وقررت أنني بحاجة إلى “ورشة” أتدرب فيها و أتعلم. و كانت كتابة “الرحلة”: أيام طالبة مصرية في أمريكا “هي الورشة التي أقبلت عليها واعية صفتها كورشة تأهيل.
كانت مادة “الرحلة ” جزءاً من سيرتي الذاتية وإن لم تكن تطرح أية صعوبات في فهمها والتعبير عنها بدت الكتابة ممكنة، وكنت أرغب في تقديم شهادة على رحلتي الأمريكية تختلف وتتواصل مع مجموعة من النصوص التي كتبها أدباء مصريون ذهبوا إلى الغرب طلابا للعلم وسجلوا في الغالب الأعم انبهارهم بالأنوار الإمبريالية، كانت تجربتي امتدادا لتجاربهم وكانت أيضا تختلف لأنني ذهبت بتشكك وخوف ومرارة من الآخر الإمبريالي، كنت أنتمي لجيل مختلف ولي موقف أيديولوجي مغاير ثم أنني امرأة، كانت العين التي ترى والوعي الذي يصنف مفردات التجربة وينتظمها يفرضان ضرورات تخصهما.
بدأت في مشروع سيرة ذاتية، كتبت صفحات تغطي تجربتي الحياتية من سنة 1946 إلى سنة 1956 ثم اكتشفت أن الخيوط التي شكلت وجدان الطفلة وتلك التي نسجت الطفلة وتلك التي نسجت تاريخ تلك الفترة أكثر تداخلا وحبكة مما أستطيع كتابته، وجدتني أتعثر في كتابة العلاقة بين خاص وعام متداخلين متشابكين إلى حد يصعب معه معرفة أحدهما من الآخر. وخفت من السقوط في الخطابية أو الغنائية فتوقفت عجزا وخوفا ، وقررت أنني بحاجة إلى “ورشة” أتدرب فيها و أتعلم. و كانت كتابة “الرحلة”: أيام طالبة مصرية في أمريكا “هي الورشة التي أقبلت عليها واعية صفتها كورشة تأهيل.
كانت مادة “الرحلة ” جزءاً من سيرتي الذاتية وإن لم تكن تطرح أية صعوبات في فهمها والتعبير عنها بدت الكتابة ممكنة، وكنت أرغب في تقديم شهادة على رحلتي الأمريكية تختلف وتتواصل مع مجموعة من النصوص التي كتبها أدباء مصريون ذهبوا إلى الغرب طلابا للعلم وسجلوا في الغالب الأعم انبهارهم بالأنوار الإمبريالية، كانت تجربتي امتدادا لتجاربهم وكانت أيضا تختلف لأنني ذهبت بتشكك وخوف ومرارة من الآخر الإمبريالي، كنت أنتمي لجيل مختلف ولي موقف أيديولوجي مغاير ثم أنني امرأة، كانت العين التي ترى والوعي الذي يصنف مفردات التجربة وينتظمها يفرضان ضرورات تخصهما.
تعليق