يا دار اهلك بالسلامة عادوا
يا دار اهلك بالسلامة عادوا
لا النفي أنساهم ولا الإبعاد
بشراك أن كان الذي أملته
والكائدون تميزوا أو كادوا
ذادوا جسوما عن تحية ركبهم
هل عن تحيته النفوس تذاد
زارته قبل عيوننا آمالنا
وتقدمت أبدانها الاكباد
اليوم عيد في الكنانة كلها
هيهات تدرك جاهه الأعياد
كان الصفاء به بتم لأهلها
لو لم يشب ذاك الصفاء حدا
فلحكمة يخشى الجبابر بأسها
ويخاف لفتة عدلها الحسا
ضدان جاءا في مقام واحد
لم تجتمع في مثله الأضداد
بالساعة البيضاء حين تبلجت
أذن المهيمن أن يلم سواد
فبدا على الحالين شعب آخذ
بأجل قسط منها وبلاد
أرت النهاية في تجلة أمة
لملوكها ما أخلصوا وأفادوا
أهلا وسهلا بالذين ركابهم
حراسه الأرواح والأجناد
مهما يكن فرح فليس ببالغ
فرح اللقاء وما به ميعاد
كيف اغتباط عشيرة أولتهم
محض الولاء وما يظن معاد
ظلت على رعي الذمام مقيمة
وتغير الآناء والآراد
لقلوبها أرب وحيد شامل
ومآرب الناس العداد عداد
والقوم إن صدقوا الهوى أيمانهم
فمرادهم أبد الأبيد مراد
أهلا وسهلا بالألى لهمو على
قرب وبعد ذمة ووداد
النازلين من السواد بحيث أن
فات العيون فللقلوب سواد
الشائقين نهى العباد وما رأى
منهم سوى الأثر الجميل عباد
لا بل رآهم كل راء فضلهم
فيما كسوا أو أطعموا أو شادوا
من كل مفخرة تصور حسنهم
فيراه في تصويرها الأشهاد
الشمس في أوج السماء ورسمها
في الماء يدنيه السنى الوقاد
ولها بتعداد الأشعة في الندى
صور يضيق بحصرها التعداد
في كل صنع يجتلى صناعه
وبجودها تتمثل الأجواد
شرفت أم المحسنين مباءة
هش النبات وبش جماد
وازينت بك بعد أن خلفتها
وكأن زخرفها عليه رماد
فإذا نظرت فكم جديد حولها
تزهى به الأغوار والأنجاد
ألنيل ضحاك إليك بوجهه
بشرا وقد يلفى شجاه بعاد
والروض مهدية إليك سلامها
فتسمعي ما يحمل الإنشاد
ألبلبل المحكي يوقع لحنه
والطير مجمعة تقول يعاد
أي الجزاء يفي بما لك من يد
بيضاء ليس يفي بها الإجماد
بل من طوالع للسعود بعثتها
في كل موقع شقوة ترتاد
ومن مفاخر في البلاد ثوابت
أخلدتها ولمثلها الإخلاد
تبنين للوطن الرجال وإنما
هم في مدارس شدتها أولاد
ومن الرمال تصاغ أصلاد الصفا
وبهن تحمي الوادي الأطواد
لله بين بني نوالك فتية
طلبوا الفنون فأتقنوا وأجادوا
زادوا كنوز الشرق من تحف بما
في الغرب قصر دونه الأنداد
وأتوا ضروبا من بدائع حذقهم
خلابة لم يأتها الأجداد
فاليوم تجمل في فخار بلادهم
مستحدثات العصر والأبلاد
وسوى المدارس كم بيوت عبادة
أسست حيث تشتت العباد
ومضايف وملاجيء ومواصف
تشفى بها الأرواح والأجساد
تلك الفضائل نولتك مكانة
في الناس قبلك نالها أفراد
واستعبدت لك يا مليكة معشرا
حرا يشق عليه الاستعباد
يا خير منجبة لأسنى من نما
في النبعتين أعزة أمجاد
للمالكين السائدين بني الأولى
ملكوا زمام العالمين وسادوا
لو صوروا شخص الكمال لكنته
وبحسن فعلك حسنه مزداد
ما غبت عنا كيف غيبة من لنا
في كل مكرمة بها استشهاد
ذكراك في أفواهنا يحلو لنا
تردادها ان أسأم الترداد
وحياض رفدك لم تشح ولم يزل
عنها كعهدك يصدر الورا
عيشي طويلا وابسطي الظل الذي
هو رحمة ونزاهة ورشاد
إني رفعت تهانئي وقبولها
هو من لدنك السعد والإسعاد
حررتها وسواد عيني يشتهي
لو كان منه للسطور مداد
طل أيها الصرح الرفيع العماد
طل أيها الصرح الرفيع العماد
وابلغ إلى السبع الطباق الشداد
في وجهك الباسم عن زخرف
بشرى بآمال كبار تشاد
أشعة الشمس عليه جرت
وأثبتتها فيه بيض الأياد
فليس في موقع لحظ به
إلا حياة فجرت من جماد
بناك في مصر لإسعادها
أحصف من أدرك معنى الجهاد
مستوثق من نفسه طامح
إلى مراد هو أسمى مراد
مطرد السعي وهل من مدى
يجوزه الساعي بغير اطراد
شيمته السلم ولكنه
حرب على كل مسيء وعاد
جرى فما قصر عن غاية
ودون ما يرجوه خرط القتاد
بالعلم والخبرة ضم القوى
في القطر فانضمت وكانت بداد
ما بنك مصر غير مستقبل
يعد أو ماض مجيد يعاد
له زهى الشمس ومن حوله
نظام تلك الشركات العداد
يصدون عنه ويتابعنه
في سيرة والخير ما زدن زاد
ثغر السويس اليوم يفتر
عن حظ عدته أمس عنه عواد
عصابة الخير أجدت به
مورد كسب ما له من نفاد
فالبحر بالارزاق عالي الربى
والبر بالأوساق جاري المهاد
والفلك في شتى مجالاتها
روائح تلقي شباكا عواد
تطعم أشهى الصيد مباعه
وتطعم البائع أزكى الشهاد
وتلقم الاصداف من قيمة
ما ليس للدر الكبار الجياد
فيمنح الاصداف ما قيمة
ما ليس للدر الكبار الجياد
تفدي صروح المال صرحا زهت
في جيده المزدان تلك القلاد
أمنية قومية حققت
أحوج ما كانت إليها البلاد
سد بها خلة أوطانه
أروع ذو رأي حليف السداد
ذو همة تندي صلاد الصفا
وخاطر يقدح قدح الزناد
وفطنة ساهرة للعلى
علمت الشهب جميل السهاد
مغانم العيش لا يقاظه
ويغنم الاحلام أهل الرقاد
طلعت لم يحم الحمى آخذ
مثلك بالنفع ولم يفد فاد
أريتنا كيف تنال العلى
ودونهن العقبات الشداد
نريد مصرا حرة فخمة
والشعب إن يعزم يكن ما أراد
فلم يضع في باطل حقه
وتقتل الشهوة فيه الرشاد
فهل جددنا في أمانينا
ونحن من أسواقنا في كساد
لا تتأتى ثروة طفرة
إن هي إلا حكمة واقتصاد
والمال ما زال الوسيط الذي
يقرب المبتغيات البعاد
يعبده الناس قديما وفي
ذاك من الدين تساوى العباد
أزراه عجزا دون إدراكه
أشباه زهاد أضلوا السواد
قد تصلح الدنيا بإعداده
لها وإلا اقتص منها الفساد
من لم ير الدنيا معاشا فهل
يصدق أخذا بأمور المعاد
بكاؤنا الفائت من عزنا
إلى انتزاف الدمع ماذا أفاد
وهل تراث المجد مغن إذا
ظل على الزهو به الاعتماد
ألبؤس للاعناق غل فإن
لم يلتمس منه فكاك أباد
وحيث لا مال فلا قوة
ولا سلاح مانع أو عتاد
ولا اختراع مستطاع ولا
معرفة تجدي وفن يجاد
ولا رجال ينقذون الحمى
بحسن رأي أو بفضل اجتهاد
لولا الأولى نشأتهم منهم
لمصر ظلت نجعة تستراد
أما وقد نبهت نوامها
للغنم يجنى أو لغرم يذاد
وقام من أحرارها فتية
ألقوا إلى قائدهم بالقياد
فانظر إلى الجاه الذي أحرزت
بهم ومن سوده الجاه ساد
ألم تجد في الشام ما أحدثت
آثار ذاك المثل المستفاد
في القدس في لبنان في جلق
قوم يكنون لمصر الوداد
تنافسوا حولك في بثه
بكل ما يحسن قار وباد
فلا مليك نال منه الذي
نلت ولا غاز كما عدت عاد
ذلك فوز باهر لا يفي
بحقه تسطيره بالمداد
إذا ذكرناه أشدنا بما
كان لحلفيك به من أياد
مدحت ناهيك به من فتى
يذكر بالمدحة في كل ناد
قيل من الأقيال لكنه
منفرد في المجد أي انفراد
أما ابن سلطان فحسب العلى
منه طريف زاد جاه التلاد
فخر شباب القطر إن فاخروا
بنابه منهم سري جواد
ثلاثة في نسق قلما
بمثله دهر على مصر جاد
كأنجم الميزان في رمزها
إلى تلاق في العلى واتحاد
لبيكم يا رفقة النادي
لبيكم يا رفقة النادي
من سادة في الفضل أنداد
شرفتم يا رفقة النادي
من سادة في الفضل أنداد
وبلطفكم في ستر معجزتي
أسعدتموني أي إسعاد
تلك الشمائل من مجاملة
فيكم وإيناس وإرفاد
لم يؤتها إلاكم أحد
من حاضر سمح ومن باد
زادت هوى بي لم أخله وقد
بلغ المدى الأقصى بمزداد
هي زحلة البلد الحبيب وهل
من نجعة أشهى لمرتاد
من يلتمس روحا وعافية
فهناك تنقع غلة الصادي
هل في الأقاليم التي وصفت
كهوائها براءا لأجساد
أه مائها العذب البرود إذا
ما القيظ أوقد شر إيقاد
أو شمسها تجري أشعتها
بالبلسم الشافي لأكباد
أو سكرها والأجر ضاع به
زهاد زحلة غير زهاد
أو نهرها وبه موارد في
حس وفي معنى لوراد
بين التلون في مساقطه
تبعا لاصال وآراد
ونشيشه في الأذن منحدرا
حتى يحط بصوت رعاد
وهيام أرواح تحس به
ما لا تحس جسوم أشهاد
أي الغياض بحسن غيضتها
لو لم ينلها بالأذى عادي
أبكي على الأدواح غابرة
من باسقات الهام مراد
ما الفأس ألقى كل باذخة
منهن إلا نصل جلاد
تالله أفتأ ذاكرا أبدا
وقفاتها بنظام أجناد
وذهابها برؤوسها صعدا
من موضع التصويب في الوادي
وتحولا في حالها نظمت
فيه المحاسن نظم أضداد
ما إن ترى أوراقها أصلا
شجوا يرفرف فوق أعواد
حتى تعود إلى مناهجها
صبحا واظمأ ما بها نادي
عبث الدمار بها ولو قبلت
أغلى فدى لم يعزز الفادي
لكن أجدتها عزيمتكم
قبل الفوات أبر إجداد
فوجدت تعزية وبشرني
أمل بعصر فجره بسادي
نعتاض من نزوات سابقه
بنعيم عهد راشد هادي
فلتسكت الذكرى مناحتها
وليعل صوت الطائر الشادي
ولتجهر الأصوار موقعة
طربا على رنات أعواد
ولنمض في أفراح نهضتنا
ولنقض أياما كأعياد
إني لأذكر زحلة وأنا
ولد لعوب بين أولاد
متعلم فيها الهجاء وبي
نزق فلا أصغو لإرشاد
كل يعد الدرس مجتهدا
وأنا بلا درس وإعداد
أمسي وأصبح والعريف يرى
أن الجهالة ملء أبرادي
ويلوح والأخطار تحدق بي
أن الردى لابد مصطادي
لكنني أنجو بمعجزة
والمهر يزبد أي إزباد
ويجيئني إرهاف حافظتي
في منتهى عامي بأمداد
يا رفقتي بدء الصبا عجب
هذا المصير لذلك البادي
هل كان هذا العقل بعدئذ
من جهلنا الماضي بميعاد
من كان يومئذ يظن لنا
هذا الرواح وكلنا غادي
أضحى صغار الأمس قد كبروا
ودعوا باباء وأجداد
وابيض فاحم شعرهم ومشوا
ميلا بقامات وأجياد
شأن الحياة ولا دوام على
حال سلوا الآثار من عاد
لكن إذا بدنا فيا وطنا
نفديه عش واسلم لاباد
ومقام زحلة بالغ أبدا
أوج الفخار برغم حساد
آساد زحلة لا لا ينافرهم
بلد من الدنيا باساد
أجواد زحلة لا يكاثرهم
بلد من الدنيا بأجواد
أدباؤها لهم مكانتهم
في صدر أهل النطق بالضاد
صناعها متفوقون وإن
لم يظفروا يوما بإمداد
في كل علم كل نابغة
ولكل فن كل مجواد
قوم المروءة والإباء هم
لا قوم مسكنة وإخلاد
في كل مرمى همة بعدت
عز الحمى منهم باحاد
في آخر المعمور كم لهم
آثار إبداء وإيجاد
ما كان أعظمهم لو اتحدوا
ونبوا بأضغان وأحقاد
هل أنظر الإصلاح بينهم
يوما يحل محل إفساد
هذا الذي يرجو الولاة وما
يخشى العداة وهم بمرصاد
حي المعلقة الجميلة من
دارة مرحبة بوقاد
دار تعز بكل محتشم
عالي الجناب وكل جواد
هم في الصروف أعز أعمدة
لبلادهم وأشد أعضاد
يتوارثون الحمد أجدر ما
كانت مساعيهم بإحماد
يا مجلس البلدين منتظما
كالعقد من نبلاء أمجاد
ذاك التفضل منك خولني
شرفا به أملت إخلادي
فلقد مننت فجزت كل مدى
بجميل صنع ليس بالعادي
لله آيات القلوب إذا
كانت معا آيات إخلاد
يا محتفين تفضلا بأخ
يهفو إليكم منذ آمساد
ما زال هذا الفضل عادتكم
والشعب مثل الفرد ذو عاد
يا دار اهلك بالسلامة عادوا
لا النفي أنساهم ولا الإبعاد
بشراك أن كان الذي أملته
والكائدون تميزوا أو كادوا
ذادوا جسوما عن تحية ركبهم
هل عن تحيته النفوس تذاد
زارته قبل عيوننا آمالنا
وتقدمت أبدانها الاكباد
اليوم عيد في الكنانة كلها
هيهات تدرك جاهه الأعياد
كان الصفاء به بتم لأهلها
لو لم يشب ذاك الصفاء حدا
فلحكمة يخشى الجبابر بأسها
ويخاف لفتة عدلها الحسا
ضدان جاءا في مقام واحد
لم تجتمع في مثله الأضداد
بالساعة البيضاء حين تبلجت
أذن المهيمن أن يلم سواد
فبدا على الحالين شعب آخذ
بأجل قسط منها وبلاد
أرت النهاية في تجلة أمة
لملوكها ما أخلصوا وأفادوا
أهلا وسهلا بالذين ركابهم
حراسه الأرواح والأجناد
مهما يكن فرح فليس ببالغ
فرح اللقاء وما به ميعاد
كيف اغتباط عشيرة أولتهم
محض الولاء وما يظن معاد
ظلت على رعي الذمام مقيمة
وتغير الآناء والآراد
لقلوبها أرب وحيد شامل
ومآرب الناس العداد عداد
والقوم إن صدقوا الهوى أيمانهم
فمرادهم أبد الأبيد مراد
أهلا وسهلا بالألى لهمو على
قرب وبعد ذمة ووداد
النازلين من السواد بحيث أن
فات العيون فللقلوب سواد
الشائقين نهى العباد وما رأى
منهم سوى الأثر الجميل عباد
لا بل رآهم كل راء فضلهم
فيما كسوا أو أطعموا أو شادوا
من كل مفخرة تصور حسنهم
فيراه في تصويرها الأشهاد
الشمس في أوج السماء ورسمها
في الماء يدنيه السنى الوقاد
ولها بتعداد الأشعة في الندى
صور يضيق بحصرها التعداد
في كل صنع يجتلى صناعه
وبجودها تتمثل الأجواد
شرفت أم المحسنين مباءة
هش النبات وبش جماد
وازينت بك بعد أن خلفتها
وكأن زخرفها عليه رماد
فإذا نظرت فكم جديد حولها
تزهى به الأغوار والأنجاد
ألنيل ضحاك إليك بوجهه
بشرا وقد يلفى شجاه بعاد
والروض مهدية إليك سلامها
فتسمعي ما يحمل الإنشاد
ألبلبل المحكي يوقع لحنه
والطير مجمعة تقول يعاد
أي الجزاء يفي بما لك من يد
بيضاء ليس يفي بها الإجماد
بل من طوالع للسعود بعثتها
في كل موقع شقوة ترتاد
ومن مفاخر في البلاد ثوابت
أخلدتها ولمثلها الإخلاد
تبنين للوطن الرجال وإنما
هم في مدارس شدتها أولاد
ومن الرمال تصاغ أصلاد الصفا
وبهن تحمي الوادي الأطواد
لله بين بني نوالك فتية
طلبوا الفنون فأتقنوا وأجادوا
زادوا كنوز الشرق من تحف بما
في الغرب قصر دونه الأنداد
وأتوا ضروبا من بدائع حذقهم
خلابة لم يأتها الأجداد
فاليوم تجمل في فخار بلادهم
مستحدثات العصر والأبلاد
وسوى المدارس كم بيوت عبادة
أسست حيث تشتت العباد
ومضايف وملاجيء ومواصف
تشفى بها الأرواح والأجساد
تلك الفضائل نولتك مكانة
في الناس قبلك نالها أفراد
واستعبدت لك يا مليكة معشرا
حرا يشق عليه الاستعباد
يا خير منجبة لأسنى من نما
في النبعتين أعزة أمجاد
للمالكين السائدين بني الأولى
ملكوا زمام العالمين وسادوا
لو صوروا شخص الكمال لكنته
وبحسن فعلك حسنه مزداد
ما غبت عنا كيف غيبة من لنا
في كل مكرمة بها استشهاد
ذكراك في أفواهنا يحلو لنا
تردادها ان أسأم الترداد
وحياض رفدك لم تشح ولم يزل
عنها كعهدك يصدر الورا
عيشي طويلا وابسطي الظل الذي
هو رحمة ونزاهة ورشاد
إني رفعت تهانئي وقبولها
هو من لدنك السعد والإسعاد
حررتها وسواد عيني يشتهي
لو كان منه للسطور مداد
طل أيها الصرح الرفيع العماد
طل أيها الصرح الرفيع العماد
وابلغ إلى السبع الطباق الشداد
في وجهك الباسم عن زخرف
بشرى بآمال كبار تشاد
أشعة الشمس عليه جرت
وأثبتتها فيه بيض الأياد
فليس في موقع لحظ به
إلا حياة فجرت من جماد
بناك في مصر لإسعادها
أحصف من أدرك معنى الجهاد
مستوثق من نفسه طامح
إلى مراد هو أسمى مراد
مطرد السعي وهل من مدى
يجوزه الساعي بغير اطراد
شيمته السلم ولكنه
حرب على كل مسيء وعاد
جرى فما قصر عن غاية
ودون ما يرجوه خرط القتاد
بالعلم والخبرة ضم القوى
في القطر فانضمت وكانت بداد
ما بنك مصر غير مستقبل
يعد أو ماض مجيد يعاد
له زهى الشمس ومن حوله
نظام تلك الشركات العداد
يصدون عنه ويتابعنه
في سيرة والخير ما زدن زاد
ثغر السويس اليوم يفتر
عن حظ عدته أمس عنه عواد
عصابة الخير أجدت به
مورد كسب ما له من نفاد
فالبحر بالارزاق عالي الربى
والبر بالأوساق جاري المهاد
والفلك في شتى مجالاتها
روائح تلقي شباكا عواد
تطعم أشهى الصيد مباعه
وتطعم البائع أزكى الشهاد
وتلقم الاصداف من قيمة
ما ليس للدر الكبار الجياد
فيمنح الاصداف ما قيمة
ما ليس للدر الكبار الجياد
تفدي صروح المال صرحا زهت
في جيده المزدان تلك القلاد
أمنية قومية حققت
أحوج ما كانت إليها البلاد
سد بها خلة أوطانه
أروع ذو رأي حليف السداد
ذو همة تندي صلاد الصفا
وخاطر يقدح قدح الزناد
وفطنة ساهرة للعلى
علمت الشهب جميل السهاد
مغانم العيش لا يقاظه
ويغنم الاحلام أهل الرقاد
طلعت لم يحم الحمى آخذ
مثلك بالنفع ولم يفد فاد
أريتنا كيف تنال العلى
ودونهن العقبات الشداد
نريد مصرا حرة فخمة
والشعب إن يعزم يكن ما أراد
فلم يضع في باطل حقه
وتقتل الشهوة فيه الرشاد
فهل جددنا في أمانينا
ونحن من أسواقنا في كساد
لا تتأتى ثروة طفرة
إن هي إلا حكمة واقتصاد
والمال ما زال الوسيط الذي
يقرب المبتغيات البعاد
يعبده الناس قديما وفي
ذاك من الدين تساوى العباد
أزراه عجزا دون إدراكه
أشباه زهاد أضلوا السواد
قد تصلح الدنيا بإعداده
لها وإلا اقتص منها الفساد
من لم ير الدنيا معاشا فهل
يصدق أخذا بأمور المعاد
بكاؤنا الفائت من عزنا
إلى انتزاف الدمع ماذا أفاد
وهل تراث المجد مغن إذا
ظل على الزهو به الاعتماد
ألبؤس للاعناق غل فإن
لم يلتمس منه فكاك أباد
وحيث لا مال فلا قوة
ولا سلاح مانع أو عتاد
ولا اختراع مستطاع ولا
معرفة تجدي وفن يجاد
ولا رجال ينقذون الحمى
بحسن رأي أو بفضل اجتهاد
لولا الأولى نشأتهم منهم
لمصر ظلت نجعة تستراد
أما وقد نبهت نوامها
للغنم يجنى أو لغرم يذاد
وقام من أحرارها فتية
ألقوا إلى قائدهم بالقياد
فانظر إلى الجاه الذي أحرزت
بهم ومن سوده الجاه ساد
ألم تجد في الشام ما أحدثت
آثار ذاك المثل المستفاد
في القدس في لبنان في جلق
قوم يكنون لمصر الوداد
تنافسوا حولك في بثه
بكل ما يحسن قار وباد
فلا مليك نال منه الذي
نلت ولا غاز كما عدت عاد
ذلك فوز باهر لا يفي
بحقه تسطيره بالمداد
إذا ذكرناه أشدنا بما
كان لحلفيك به من أياد
مدحت ناهيك به من فتى
يذكر بالمدحة في كل ناد
قيل من الأقيال لكنه
منفرد في المجد أي انفراد
أما ابن سلطان فحسب العلى
منه طريف زاد جاه التلاد
فخر شباب القطر إن فاخروا
بنابه منهم سري جواد
ثلاثة في نسق قلما
بمثله دهر على مصر جاد
كأنجم الميزان في رمزها
إلى تلاق في العلى واتحاد
لبيكم يا رفقة النادي
لبيكم يا رفقة النادي
من سادة في الفضل أنداد
شرفتم يا رفقة النادي
من سادة في الفضل أنداد
وبلطفكم في ستر معجزتي
أسعدتموني أي إسعاد
تلك الشمائل من مجاملة
فيكم وإيناس وإرفاد
لم يؤتها إلاكم أحد
من حاضر سمح ومن باد
زادت هوى بي لم أخله وقد
بلغ المدى الأقصى بمزداد
هي زحلة البلد الحبيب وهل
من نجعة أشهى لمرتاد
من يلتمس روحا وعافية
فهناك تنقع غلة الصادي
هل في الأقاليم التي وصفت
كهوائها براءا لأجساد
أه مائها العذب البرود إذا
ما القيظ أوقد شر إيقاد
أو شمسها تجري أشعتها
بالبلسم الشافي لأكباد
أو سكرها والأجر ضاع به
زهاد زحلة غير زهاد
أو نهرها وبه موارد في
حس وفي معنى لوراد
بين التلون في مساقطه
تبعا لاصال وآراد
ونشيشه في الأذن منحدرا
حتى يحط بصوت رعاد
وهيام أرواح تحس به
ما لا تحس جسوم أشهاد
أي الغياض بحسن غيضتها
لو لم ينلها بالأذى عادي
أبكي على الأدواح غابرة
من باسقات الهام مراد
ما الفأس ألقى كل باذخة
منهن إلا نصل جلاد
تالله أفتأ ذاكرا أبدا
وقفاتها بنظام أجناد
وذهابها برؤوسها صعدا
من موضع التصويب في الوادي
وتحولا في حالها نظمت
فيه المحاسن نظم أضداد
ما إن ترى أوراقها أصلا
شجوا يرفرف فوق أعواد
حتى تعود إلى مناهجها
صبحا واظمأ ما بها نادي
عبث الدمار بها ولو قبلت
أغلى فدى لم يعزز الفادي
لكن أجدتها عزيمتكم
قبل الفوات أبر إجداد
فوجدت تعزية وبشرني
أمل بعصر فجره بسادي
نعتاض من نزوات سابقه
بنعيم عهد راشد هادي
فلتسكت الذكرى مناحتها
وليعل صوت الطائر الشادي
ولتجهر الأصوار موقعة
طربا على رنات أعواد
ولنمض في أفراح نهضتنا
ولنقض أياما كأعياد
إني لأذكر زحلة وأنا
ولد لعوب بين أولاد
متعلم فيها الهجاء وبي
نزق فلا أصغو لإرشاد
كل يعد الدرس مجتهدا
وأنا بلا درس وإعداد
أمسي وأصبح والعريف يرى
أن الجهالة ملء أبرادي
ويلوح والأخطار تحدق بي
أن الردى لابد مصطادي
لكنني أنجو بمعجزة
والمهر يزبد أي إزباد
ويجيئني إرهاف حافظتي
في منتهى عامي بأمداد
يا رفقتي بدء الصبا عجب
هذا المصير لذلك البادي
هل كان هذا العقل بعدئذ
من جهلنا الماضي بميعاد
من كان يومئذ يظن لنا
هذا الرواح وكلنا غادي
أضحى صغار الأمس قد كبروا
ودعوا باباء وأجداد
وابيض فاحم شعرهم ومشوا
ميلا بقامات وأجياد
شأن الحياة ولا دوام على
حال سلوا الآثار من عاد
لكن إذا بدنا فيا وطنا
نفديه عش واسلم لاباد
ومقام زحلة بالغ أبدا
أوج الفخار برغم حساد
آساد زحلة لا لا ينافرهم
بلد من الدنيا باساد
أجواد زحلة لا يكاثرهم
بلد من الدنيا بأجواد
أدباؤها لهم مكانتهم
في صدر أهل النطق بالضاد
صناعها متفوقون وإن
لم يظفروا يوما بإمداد
في كل علم كل نابغة
ولكل فن كل مجواد
قوم المروءة والإباء هم
لا قوم مسكنة وإخلاد
في كل مرمى همة بعدت
عز الحمى منهم باحاد
في آخر المعمور كم لهم
آثار إبداء وإيجاد
ما كان أعظمهم لو اتحدوا
ونبوا بأضغان وأحقاد
هل أنظر الإصلاح بينهم
يوما يحل محل إفساد
هذا الذي يرجو الولاة وما
يخشى العداة وهم بمرصاد
حي المعلقة الجميلة من
دارة مرحبة بوقاد
دار تعز بكل محتشم
عالي الجناب وكل جواد
هم في الصروف أعز أعمدة
لبلادهم وأشد أعضاد
يتوارثون الحمد أجدر ما
كانت مساعيهم بإحماد
يا مجلس البلدين منتظما
كالعقد من نبلاء أمجاد
ذاك التفضل منك خولني
شرفا به أملت إخلادي
فلقد مننت فجزت كل مدى
بجميل صنع ليس بالعادي
لله آيات القلوب إذا
كانت معا آيات إخلاد
يا محتفين تفضلا بأخ
يهفو إليكم منذ آمساد
ما زال هذا الفضل عادتكم
والشعب مثل الفرد ذو عاد
تعليق