إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأديب اللبناني جبران خليل جبران ملف كامل

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    بيوت العلم مهما تلتمسني

    بيوت العلم مهما تلتمسني
    لنصرتها تجد مني مجيبا
    فكيف بمعهد يرعاه رشدي
    ويوليه عنايته ضروبا
    بحكمة من يعد لمصر هاما
    ومن يبني لعزتها قلوبا
    جزى الرحمن بالحسنى حسينا
    رئيس الدولة اللبق اللبيبا
    وكان له وذاك دعاء مصر
    على آيات همته مثيبا
    فقد شهدت فعالك يا فتاها
    وكان أقل ما شهدت عجيبا
    أما استنفدت فيها كل فضل
    فدع لسواك من فضل نصيبا
    وأنت أيا حبيب المجد يا من
    يظل لكل محمدة حبيبا
    كآلك لم تزل في كل جلى
    تسد الثلم أو تسدي الرغيبا
    إذا رمت البعيد فذاك دان
    وإن فاق السهى وبدا مريبا
    غريب الدار طلاب غريبا
    وتبلغه فما يلفى غريبا
    سواك يخيب فيما يبتغيه
    ويأبى ما ترجي أن يخيبا
    رعاك الله من نجم بهيج
    بطلعته وصانك أن تغيبا
    إذا استسقاه من يشكو ظماء
    فذاك النوء يوشك أن يصوبا
    فما من دار علم لم تحده
    سحابا كاثر القطر الصبيبا
    وما من دار بر لم تجده
    إلى داعيه للحسنى قريبا
    وما من دار برء لم تجده
    إذا اعتلت لعلتها طبيبا
    ألا يا عائدا باليمن نرجو
    له في قومه نعمى وطيبا
    حمدنا العود بعد النأي فاهنأ
    وحل من الحمى صدرا رحيبا


    يد الأمير وقد أولاك نعمته

    يد الأمير وقد أولاك نعمته
    عند الفضائل والأخلاق والأدب
    في كل عام له بحث يجدده
    مقوما في قوام غير مضطرب
    يعيد عهدا قديما من تصفحه
    رأى البعيد من الأحداث عن كثب
    ويوشك المرء إذ يتلو صحائفه
    أن يبصر الغيب حيا غير منتقب
    ويعرف الحال مما قبله فيرى
    لكل طارئة عودا إلى سبب
    أحسنت أحسنت يا أستاذ كل فتى
    عف السهاد شريف الهم والطلب
    علمتنا كيف تكفي المرء همته
    ليبلغ الغاية العليا من الأدب
    جددت قسما من التاريخ دارسة
    آثاره في بناء جامع عجب
    متمم يملأ الألباب رونقه
    ثبت الأساس له تاج من الشهب
    وافي الجلالة إلا أن يرى هنة
    في بعض أجزائه تعنيت مرتقب
    لا حسن يسلم من نقص وأحسبه
    إن فاته النقص لم يجمل ولم يطب
    هل بعد رائعة الأهرام رائعة
    فمن يعبها لبعض الشيء فليعب
    هذا الذي لم يجئه سابقوك فكن
    رغم الزمان أبا التاريخ في العرب

    يا مسرفا في لهوه

    يا مسرفا في لهوه
    ومذهبا في العجب
    هلا احتشمت وتصدقت
    ببعض الكسب
    ماذا يفيدك الغنى إن قيل
    مثري حرب
    أشعرتني بجفاء
    وما سمعت بعتب
    يا أعدل الناس هلا
    أخبرتني ما ذنبي
    وليس لي فيك ذنب
    إلا ولائي وحبي
    إني على العهد باق
    إن جدت أو لا بقرب
    لأكثر النسوة ممن نرى
    خير نقاب هو ترك النقاب
    قد تعذر الحسناء إن تحتجب
    وغيرها ما عذرها في الحجاب
    حبذا مولد من أنجبته
    كان من حظ الندى أن ينجبا
    بشرته هلة صادقة
    بعلى يكمل فيها كوكبا
    وبعمر في مدى تاريخه
    يغنم العيش رقيقا طيبا

    حرب وهذي بعدها حرب

    حرب وهذي بعدها حرب
    لا ينتهي في العالم الكرب
    قد عاد أدنى ما نحاذره
    في الملمات الطعن والضرب
    يا ليت شعري ما يكون غدا
    من حال هذا الخلق يا رب
    الظل يسدر في غوايته
    لا يرعوي عجم ولا عرب
    أم يغتدون وهم سواسية
    لا الشرق مظلوم ولا الغرب


    سبرت نهاية الإخلاص خوفا

    سبرت نهاية الإخلاص خوفا
    على ابن جميل زين الشباب
    أخي العرفان والأدب المذكى
    فتى الفتيان بالخلق العجاب
    مجيد النثر نقاد القوافي
    سديد الفكر رواد الصواب
    شفاه الله أو يقضي قضاء
    لإحياء القشور على اللباب
    ألا يا رب إعف الشرق مما
    به جد الوعيد من المصاب
    فكم يا رب فيه من نبوغ
    فتخترم النبوغ بلا حساب

    تعليق


    • #92
      هذا أديب العرب

      هذا أديب العرب
      له البيان العجب
      عن قدره المعتلي
      تقصر أسنى الرتب
      أعزز بموموقة
      جاءت ومنها الطلب
      خاطبة فضله
      والفضل ما يختطب
      زهت به زهو من
      سعى فنال الأرب
      ولم يكن سعيها
      لو أنه ذو الشطب
      ولا الكساء الذي
      يحلى بوشي الذهب
      ولا النداء الذي
      يدعونه باللقب
      زائده طائلا
      من حسب أو نسب
      إن تم مجد فمن
      أعطى مزيدا سلب
      إلا الملوك وما
      جادوا به من رغب
      كل سمات الرضى
      من عندهم تستحب
      من كأمين فتى
      يسبي النهى إن خطب
      سامع آياته
      يأخذ منه الطرب
      ومن تنير الدجى
      آراؤه إن كتب
      نظما ونثرا إذا
      باعد لا يقترب
      يراعة حرة
      لم تدن منها الريب
      تطعن لكنها
      تشي وتنفي الكرب
      ومن له خاطر
      إن يبتعثه التهب
      وجاد جود الحيا
      باللؤلؤ المنتخب
      ندب إذا ما دعا
      داعي الحقوق انتدب
      مبتذلا ما غلا
      من همة أو نشب
      يا من حفلنا له
      نقضيه حقا وجب
      إهنأ بما نلته
      من نعمة ترتقب
      وازدد فخارا بها
      يزدد فخار الأدب


      حورية لاحت لنا تنثني

      حورية لاحت لنا تنثني
      كالغصن حياه الصبا حين هب
      مرت فما في الحي إلا فتى
      فؤاده في إثرها قد ذهب
      شعاع عينيها إذا ما رنت
      يوقع في الأنفس منها الرهب
      والوجه كالجنة حسنا فإن
      ظننت عدنا قد تراءت فهب
      والشعر منضود على رأسها
      كالعسجد الحر زها والتهب
      يشبه فوارة نور لها
      أشعة مواجة بالصهب
      ورب راء راعه فيضه
      فأكبر الواهب فيما وهب
      وصاح مذهولا ألا فانظروا
      في هذه الأزمة هذا الذهب
      اعجب به كنزا على ذروة
      إذا سما الطرف إليه انتهب


      ساءني ما تشتكي يا ابن أخي

      ساءني ما تشتكي يا ابن أخي
      راجع الحزم فما يجدي اكتئاب
      كم أديب عده في قومه
      عد ألف وهو صفر في الحساب
      لو أسأت الظن بالناس لما
      دخل اللص ولم يحجبه باب
      فعلة الكواء مست بالنوى
      كبدا حرى على تلك الثياب
      أبها غيرك يغدو رافلا
      وهي لا تنكر تغيير الإهاب
      حسنها شين على من لم يخف
      لبسها بعدك يا زين الشباب
      إن تكن تعزية فهي بها
      منك أحرى لو أحست باغتراب
      قيمة الظاهر لا تأبه لها
      إنما القيمة للفضل اللباب


      شهدنا زمانا في الكنانة ردنا

      شهدنا زمانا في الكنانة ردنا
      إلى خير أزمان الفصاحة في العرب
      كأنا بذاك العهد بعد انقطاعه
      وطول التراخي آب متصل السبب
      تولت عصور شيب فيها صفاؤها
      وخولط فيها بين حر ومؤتشب
      غمائم دكن شوهت قسماتها
      وغيبت الوضاح من ذلك النسب
      فيا نخبا هبت تجدد مجدها
      وتأتي بما لم تستطيع قبلها النخب
      تنافس أهل الفضل فيك فأتمرت
      قرائحهم أزكى البواكير عن كثب
      إذا اختلفت في بعثها وجهاتكم
      فما ضار أصلا أن أفنانه شعب
      مرامكم في غاية الأمر واحد
      وما لمراميكم سوى ذلك الأرب
      ثناء عليكم بالذي تبتغونه
      وتدرون أن الفوز بالجد والدأب
      وليس الذي تأتون عفو مبرة
      لأم رؤوم بل قضاء لما وجب
      على بركات الله سيروا مسيركم
      وصيدوا المنى من كل منحى ومضطرب
      فإن ضروب العلم جم عديدها
      وإن ضروب الفن تعجز من حسب
      وللفكر والإفصاح عنه طرائف
      دواني قطوف للمجدين في الطلب
      أتحرمها الفصحى وقد فتحت لكم
      مغالق فيها كل مدخر عجب
      أفيضوا عليها من كنوز ابتكاركم
      بما ينفس الأحساب من فاخر الحسب
      أنابكم المولى الكريم بفضله
      وحي على الأيام رابطة الأدب

      تعليق


      • #93
        حيوا الرئيسة إنصافا وتكرمة

        حيوا الرئيسة إنصافا وتكرمة
        يا حاملين لواء العلم والأدب
        من نخبة هم فخار الغرب إن نعتوا
        ونخبة هم فخار الشرق والعرب
        حيوا فتاة أتم الله زينتها خلقا
        وخلقا بما يسمو عن الريب
        تمر باللهو لا تغرى بزخرفه
        وتنفق العمر بين الصحف والكتب
        حتى غدت قدوة في العصر صالحة
        للغانيات ذوات الجد والدأب
        بدت من الخدر والعلياء عاصمة
        فإن يعب نجما الإشراق فلتعب
        بين الصواحب لاحت في نظام هدى
        فأشهدتنا نظام الشمس عن كثب
        وما هدى حين تجلو عن أشعتها
        إلا محيا ذكاء غير منتقب
        لها رسالتها العليا تنير بها
        سبل الحياة وكيف النور في الحجب
        حيالها من حوارياتها شهب
        أنقى وأطهر من درية الشهب
        يمضين في طلب الغايات قاصية
        فما ينين وما يشكون من نصب
        هم الطليعة تغزو غير آثمة
        كتائب الجهل في حرب بلا حرب
        من ينسى إن ذكرت مصر ونهضتها
        عون النجيبات للصيابة النجب
        تلك المشاركة الحسنى يناط بها
        رجاؤنا في معالينا فلا يخب


        إهنأ بما أهدى المليك

        إهنأ بما أهدى المليك
        إليك من سامي اللقب
        شرف خصصت به وقد
        شمل السرور به العرب
        ويعده أدباؤهم
        أسنى ثواب للأدب
        ويعده علماؤهم
        بالعلم متصل السبب
        من فيهم ند الجميل إن
        ترسل أو خطب
        أو من له تلك الثقافة
        والحصافة إن كتب
        حسب الصحافة أنها
        بلغت به أقصى أرب
        خضت السياسة لم تجر
        فيها ولم تثر الريب
        تنفي العزائم في مناصبها
        وما تشكو النصب
        وتظل فيها ملتقى
        الآمال إن خطب حزب
        في أي معنى لم تكن
        أهلا لعالية الرتب
        قلب كبير يلهم العقل
        الكبير ولا عجب
        وتمام فضل الله في
        حسب يزكيه النسب
        لله للأوطان للفاروق
        قمت بما وجب
        فالرأي إجماع على
        شكر المليك لما وهب
        هي نعمة لم يؤتها
        رجل أحق ولا أحب


        يا مليك القلوب يحفظك الله

        يا مليك القلوب يحفظك الله
        ويرعاك يا مليك القلوب
        ليس في الشرق غير هذا دعاء
        للمليك المعظم المحبوب
        عيد فريال فوق ما يبلغ الإبداع
        في وصف شاعر أو خطيب
        أي بدع إذا تلقته مصر
        وبنوها بالبشر والترحيب
        هو عيد الإحسان في كل معنى
        وسرور المحروم والمحروب
        فتح هذا الجناح للشعب فيه
        أي فتح وأي نصر قريب
        يوسف الخير شادة باسم سمعان
        أبيه والله خير مثيب
        خفقت راية الهلال عليه
        راية الصدق في كفاح الخطوب
        ليس في ظلها اختلاف وكل
        آخذ من حنانها بنصيب
        وحدت في احمرارها صبغة البر
        فلون الهلال لون الصليب
        لتعش مصر وليعش شعب مصر
        إنه خير قدوة للشعوب

        تعليق


        • #94
          يا وزير الشباب أنت خليق

          يا وزير الشباب أنت خليق
          بثناء الشيوخ قبل الشباب
          ريف مصر الخصيب أحدثت فيه
          مأثرات يجدرن بالإعجاب
          جنة أصلحت فآتت جناها
          وزكا ريعها بغير حساب
          ساسها مقدم قدير خبير
          دائب السعي طاهر الآراب
          أبرز الحزم منه ضوء سراج
          وجلا العزم منه ضوء شهاب
          ووفى للبلاد منه فؤاد
          صدقه في هواه فوق الثواب
          دام يبني لجاهها وعلاها
          مفخرات تبقى على الأحقاب


          بوركت يا فاروق من فاتح

          بوركت يا فاروق من فاتح
          وأي فتح مثل كسب القلوب
          جدك بالرأي غزا أمة
          قد عجزت عنها سيوف الحروب
          شهدت من تاريخه قصة
          روائع التمثيل فيها ضروب
          وأنت مرجو ليوم به
          يسمو به شعبك أرقى الشعوب
          ليولك الرحمن من عزة
          في الملك مالا تعتريه الخطوب


          يا أمير القلوب يحفظك الله

          يا أمير القلوب يحفظك الله ويرعاك يا أمير القلوب
          أنت كل الأمير نبلا وفضلا
          وسموا وأنت كل الحبيب
          غير ما يبغض العدى منك
          والأسياف تدمى والنقع شبه خضيب
          وبديع في السلم أنك غاز
          مثلما كنت غازيا في الحروب
          تستميل النهى وتستلب الود
          ويبغي رضاك كل سليب
          وجهك الطلق وهو نور تجلى
          في عذار حلاه بدء المشيب
          أبدا في الصفاء مرآة صدق
          لصفاء في النفس غير مشوب
          وبك أزكى الخلال تينع فيها
          ثمرات الموهوب والمكسوب
          وبك الحلم والسماحة طبع
          ليس في آل هاشم بعجيب
          ومن العلم فيك أوفر حظ
          زانه مثله من التهذيب
          هذه صورة نظمت حلاها
          في إطار مداه غير رحيب
          أخذتها العين اختطافا فأبدت
          لمحة من جلالك المحبوب
          مصر تزهى بطلعة العاهل
          العادل والحاكم الحصيف الأريب
          وتحيي في الضيف أي خطيب
          لا يدانى شأوا وأي أديب
          ألمعي تزجي القوافي إليه
          خاشعات لدى المقام المهيب
          أيها الزائر الذي تلتقيه
          مهج حيث حل بالترحيب
          نحن قوم أعزهم عطفك السامي
          وفازوا من فيضه بنصيب
          منهم في ذراك جار ولكن
          ما غريب تظله بغريب
          كرم منك أن سمحت لهم في
          يوم يمن بنظرة من قريب
          شكرهم وهو ما تبينت يجلو
          أثر الغيث في المكان الخصيب
          يا أمير القلوب يحفظك الله
          ويرعاك يا أمير القلوب


          جزيت عنا الخير يا مجمعا

          جزيت عنا الخير يا مجمعا
          رجاله علية أهل الأدب
          رئيسه من هو فاذكر له
          ما شئته من نسب أو حسب
          وصحبه في نخب الشرق من
          أهل الحجى والعلم أصفى النخب
          قد هل من عزمك ما يرتجي
          ولاح من فضلك ما يرتقب
          جدد لك الخير ولا تتئد
          فإنما تبعث مجد العرب
          حاضرة الإسلام في حقبة
          تجدر أن تدعى بكبرى الحقب
          والت على الدنيا الفتوح التي
          تعاقبت واتصلت كالسبب
          في كل معنى من معاني العلى
          مشى بها اليمن ولاء الحرب
          أن تستعيد من عزها ما مضى
          وهي له أهل فهل من عجب
          صحبت من مصر أخي حافظا
          وحافظ أنبل من يصطحب
          حتى حججناها فيا لطف ما
          فيها لقينا من جزاء النصب
          جنة عدن طالعتنا بما
          سر وسرى وشفى من وصب
          فالطائر الغريد في روضها
          أسكته حينا تناهي الطرب
          إن تستزيده ففي قابل
          يسمع منه كلكم ما أحب
          يا سادة صعد بي فضلهم
          إلى ذراهم ومكاني صبب
          شرفتموني بانتسابي إلى
          مجمعكم يا حبذا المنتسب
          وفقني الله إلى خدمة
          أقضي بها من حقه ما وجب
          قلدتموني بينكم رتبة
          في نظري تسمو جميع الرتب


          جاد لبنان على أوفى فتى

          جاد لبنان على أوفى فتى
          من بنيه بوسام الذهب
          والذي عظمه من قدره
          كان تعظيما لقد الأدب
          شيخنا أنطون أحرى من به
          يرفع الهام كرام العرب
          يا مصطفى زادك الله الكريم وما
          يزيد إلا حلى تجلو الذي وهبا
          وهذه آية منه مجددة
          زانت بك النسب الموروث والحسبا
          يا من نمته إمارة النسب
          فأعزها بإمارة الحسب
          واحتل في العلياء منزلة
          أسمى من الألقاب والرتب
          بمصاعب الأسفار في نقل
          ومتاعب الأسفار والكتب
          أدنى فعالك لا يكافئه
          أسنى القريض وأفصح الخطب
          يا قاطعا سبب الدنيا ومتصلا
          بخدمة الله هل بعد التقى سبب
          من يرقى إيمانه وهو اليقين فما
          وهم الحياة وما الأخطار والرتب
          يا سعد طائفة ساموك راعيها
          في أمسك ابن لها واليوم أنت أب
          أب ولكن بأسمى ما يراد به
          ولو دعتك رسولا لم يكن عجب
          أعليتها بمبرات خلدت قدرا
          فأعلاك قدرا صيدها النخب
          فاهنأ بخطتك المثلى وعش وأفد
          بعلمك الناس ذاك الفخر والحسب
          كذا يكون رئيس الدين بدر هدى
          للعالمين وتزهو حوله الشهب
          بنت نيقولا الأخ المفدى
          زفت إلى نابه لبيب
          وزوج بنت الحبيب ماذا
          يكون غير ابننا الحبيب
          أجمل ما كان من قران
          أديبة في حمى أديب
          كلاهما فاز وهو أهل
          بما تمناه من نصيب
          فليغنما العيش وليجوزا
          مداه في نعمة وطيب

          تعليق


          • #95
            طوينا الحقول سراع المسير

            طوينا الحقول سراع المسير
            على متن متصل كالسبب
            نمر بخضراء فتان
            لها من زمردها منتقب
            إلى مرتمي العين مبسوطة
            تموج بأشجارها عن حبب
            وأنهارها تحت نور الزوال
            تفيض بطاء بمثل الضرب
            وللشمس في المنتهى مغرب
            رأينا به آية من عجب
            رأينا من الغيم طودا رسا
            على أفقها وسما واشرأب
            بجسم ظلام وقمة تبر
            وسفح تعاريجه من لهب
            كأن الاشعة أثناءه
            مغاور في منجم من ذهب
            وراع نواظرنا أيل
            مضى قرنه صعدا وانشعب
            تلفت يرنو بياقوتتين
            وسال دما صلبه والذنب
            وكم من جنان وكم من قرى
            وكم من صروح وكم من قبب
            تصاوير يصنعها ماهر
            من الغيب يبدعها ما أحسب
            يظل ينوع أشكالها
            دراكا ولا يعتريه نصب

            جاءت المنجة البديعة من أثمار

            جاءت المنجة البديعة من أثمار بستانك الخصيب العجيب
            شهرة النفس ما بها من رواء
            وغذاء ومن شراب وطيب
            وهبتني أسني الهبات ملوك
            فتقبلتها وقلبي أبي
            وتلقيت منك أزهد شيء
            فإذا الكهل من سرور صبي
            لو تصح النقود حلي صدور
            لم يدع حمل ما منحت نبي
            يا من لهم في صميم القلب أمثلة
            تطيل مكثي في أهلي وأصحابي
            إن غاب جسمي والأيام منسية
            أبقيت رسمي ذكرى بين أحبابي
            ما الذي أنجبت حلب
            من جمال هو العجب
            ومن اللطف والحجي
            ومن الظرف والأرب
            خير أم وخير زوج
            تنتمي لخير أب
            تجمع المحمدات في
            نسب زين بالحسب
            وتسمى علية
            حبذا الاسم واللقب
            بديباجة من خيوط الغمام
            تخللها كل شيء عجب
            جلا شعرك العربي الأنيق
            طرائف زادت ثراء الأدب
            وما برح الشعر في كل عصر
            له كوكب يجتلى في حلب

            أتتنا الهدية مختالة


            أتتنا الهدية مختالة
            وكانت لمثلي عز الطلب
            تخيرها الياس من كرمه
            ومن خير صنف لأحلى العنب
            كانت دليلا على ذوقه
            وعلم بما للمحب وجب
            ولا بدع فالياس من دوحة
            يغني بأنسابها والحسب
            وكانت بشهرتها كوكبا
            ينير الدياجي وينفي الكرب
            وكانت مثالا لأهل التقى
            وعنوان نبل لكل العرب
            وقد تابع إلياس منهاجها
            ونال من الجاه لك الأرب
            وزادت فصاحته جاهه
            وأعلت مكانته في الأدب
            فإما سمعت حديثا له
            فأنت سميع حديث عجب
            كأنك تسمع أغنية
            تهيج للنفس روح الطرب
            وشخص كهذا جدير بأن
            ينال مع المال أعلى الرتب
            النجم في عليائه خافق
            والنوط في صدرك لا يضطرب
            قر وقد طالت عليه النوى
            كما يلاقي أهله المغترب
            لو أعطي المرء على قدره
            لكان ما توهب مما تهب

            تعليق


            • #96
              عاش فاروق مصر فخر الشباب

              عاش فاروق مصر فخر الشباب
              وملاذ الأخلاق والآداب
              كل علم وكل فن له منه
              التفات عال وفضل راب
              طلعة مثل طلعة الشمس تحيي
              ثمرات القلوب والألباب
              أي سعد لشعبه أن يراه
              طالعا بينه وما من حجاب
              أي راج والجود حق عليه
              لم يصب منه ما وراء النصاب
              أي شأن رعاه لم يبلغ
              الشأو المعلى ولم يكن بعجاب
              يعمل الفكر سالكا كل نهج
              للمراقي وفاتحا كل باب
              هذه فرقة تداركها العطف
              فعادت متينة الأسباب
              يبرز المولعون بالفن فيه
              طرفا من مواهب الوهاب
              فيهم الراسخ المدرب يتلو
              تلوه نابت نضير الإهاب
              من هواة التمثيل يرجع
              بالتاريخ أدراجه مدى الأحقاب
              ومحبي الأمثال يضربها
              التالون والسابقون للأعقاب
              يبتغون الكمال في ظل فاروق
              وقدر النجاح قدر الطلاب
              وطريق الكمال وعر
              ولكن مداه مذلل للصعاب
              أيها الزائر العظيم أثاب الله
              منك الجميل خير الثواب
              كل شكر يصوغه الروض لا
              يوفي وإن جل منة للسحاب
              ولعل السكوت أبلغ في الحمد
              وأوفى وفيه فصل الخطاب
              عاش فاروق مصر فخر الشباب
              وملاذ الأخلاق والآداب
              يا مليكا حمى به الله مصرا
              من نكول الدنيا وسوط العذاب
              يرد العالم الحميم وأما
              وردها فهو من نطاف عذاب
              للفنون ازدهارها والرزايا
              غافلات والأمن في استتباب
              ذاك من عبقرية العاهل الهادي
              وللرأي غير فعل الحراب


              إذا لم يكن في دولة العلم حاجب

              إذا لم يكن في دولة العلم حاجب أمير النهى إذنا فإني مخاطب
              خطاب فتى يرعى مقامي جلالة
              أعزهما ما لم تنلك المناسب
              أحلتك منه اللوذعية منصبا
              على سنم تنحط عنه المناصب
              إليك كتابا فيه أحييت ساهرا
              ليالي كانت من دجاها النوائب
              وقفت عليه سهد فكري ودونه
              مصائب تثنيني ودهر يحارب
              ثباتي من السقم المقيم أفدته
              وصبري مما أكسبتني المتاعب
              لو الكوكب الدري وهو مساهري
              رأى ما أقاسي لاغتدى وهو شاحب
              كتاب أعاني جمعه حيث خاطري
              شتيت وبي شغل من الهم ناصب
              دعاني له استكمال عهدك للمنى
              ونورك لي هاد وأمرك غالب
              فجاء قليلا من قليل وإنما
              توفر فيه بحثه والمطالب
              عتيق معانيه جديد سياقه
              يعيد شباب الدهر والدهر شائب
              يقص حديث الكون منذ ابتدائه
              وما أخلفت أحداثه والتجارب
              وتمثل أجيال الورى فيه باديا
              خفي طواياها لدى من يراقب
              هنالك أقوام تجيء وتنقضي
              وتتبعها أطوارها والمذاهب
              ممالك تبنى بالصوارم والقنا
              وتهدمها أوزارها والمعايب
              غرائب أديان وجنس ومشرب
              وخلق وأخلاق تليها غرائب
              تمر ونور النقد يبدي خفيها
              سراعا كما مرت بشمس سحائب
              ولم أر شيئا كالفضيلة ثابتا
              نبت عنه آفات البلى والمعاطب
              ومن يصطحبها كاصحطابك راشدا
              فإن له المجد المخلد صاحب
              سيدري بنو الأيام آخر دهرهم
              مناقب عباس ونعم المناقب
              وتروى لهم عنه فعال جميلة
              تضيء سماء الذكر منها كواكب
              أطال لك الرحمن عهدا مباركا
              فواتحه غنم لنا والعواقب
              فحكمك شمس الحق فينا إضاءة
              وكل مضيء ما سوى الحق كاذب
              وفضلك فينا للفضائل منبت
              مشارق مصر روضه والمغارب
              فمن شاعر منا فحمدك ناظم
              ومن ناثر منا فمجدك كاتب
              متى تصدح الأطيار فالفجر صادح
              وإن تسكب الأمطار فالبحر ساكب


              إن فاز نجلك بين الرفقة النجب

              إن فاز نجلك بين الرفقة النجب
              فليس في فوزه المشهود من عجب
              وإن أصاب امتيازا قل مدركه
              لدى امتحان فمن يجدر به يصب
              أبوه جلى قديما أي تجلية
              وعاد عود فتاه اليوم بالقصب
              وراع في شهب من جيله سطعت
              فليغد في جيله من أروع الشهب
              ما أحسن الفرع يقفو الأصل مهتديا
              بهديه في مضاء العزم والدأب
              وما أعز الفتى تنميه همته
              هذا إلى أنه ينميه خير أب
              قد كافأ الله بالحسنى مضاعفة
              في أكرم الولد قلب الوالد الحدب
              سروره اليوم أضعاف السرور بما
              أولاه من منصب عال ومن حسب
              وحبذا لعلى مصر وعزتها
              تسلسل النخب المثلى من النخب
              هذي تحية ود لا مراء به
              ونفحة من ولاء غير مؤتشب
              نظمتها حين وافاني البشير كما
              جاءت وما ملهم للشعر كالطرب
              حق الوزير كبير والشفيع بها
              لدى معاليه لطف الأخذ بالسبب
              هو الهمام الذي يأتي محامده
              وحسبه من جزاء أجر محتسب
              إذا تحلى عصامي برتبته فهو
              المحلى بما يوفى على الرتب
              وأن يقلد وزير الحكم منصبه
              فلا كذاك وزير العلم والأدب
              هيهات يبلغ شعر من مآثره
              بعض المخلد في الأسفار والكتب
              من أم ساحته يحتته أمل ولو
              عدته عوادي الدهر لم يخب
              ومن تفيأ ظلا من مروءته
              أوى إلى مأمن من صولة النوب
              سمح الفؤاد قوي الجأش رابطه
              بحيث يعصم من جهل ومن غضب
              تزداد في أوجها الضاحي كرامته
              وليس ينقصها غاش من السحب
              فليهنيء الله إبراهيم مرتقيا
              في السعد من أرب يقضي إلى أرب

              تعليق


              • #97
                جمع الكفاء إمارة الأنساب

                جمع الكفاء إمارة الأنساب

                في خطبة وإمارة الأحساب
                أرأيت كيف تواشج الأعراق في
                روض العلى وتواثق الأسباب
                هذا مقام التهنئآت فقف لدى
                أسمى أمير في أجل جناب
                وابرز إليه من الزحام وحيه
                بتحية الإكبار والإعجاب
                عمر ويدري الشرق من عمر وما
                هو في أعزته وفي الأقطاب
                تاهت على الأمصار مصر بجاهه
                والحقب تاه به على الأحقاب
                قيل له التبريز في أهل الندى
                وله التقدم في أولي الألباب
                وله مواهبه العداد فجل من
                أعطاه ما أعطى بغير حساب
                زيدت به شرفا مكانة آله
                ومكانة العلماء والكتاب
                في نجله لاحت مخايل نبله
                موسومة بوسامه الخلاب
                أخذ الفضائل عن أبيه فجئن في
                صور مجددة وحسن رابي
                يا ابن الذي تنمي علاه أسرة
                هي محتد الأمجاد والصياب
                أقررت عين العصر حين أريته
                حلم الكهول وأنت غض إهاب
                لله في الخفرات من آثرتها
                فظفرت بالأسنى من الآراب
                وجلا الهوى والرأي في إيثارها
                عن صبوة لم تعد حد صواب
                برزت ولم يك نائيا عن بابها
                في مدرج العلياء أرفع باب
                ومن العناية فارقت خدرا إلى
                خدر الرعاية في أعز رحاب
                سبط لشيرين الكبير ولم يزل
                متمثلا بحلاه في الأعقاب
                ربوا كما ربى وصانوا ولدهم
                أدبا كما هو صانهم من عاب
                في الإخوة الغر الثلاثة هل ترى
                إلا جمال خلائق أتراب
                سر السعادة في تعدد منجب
                بصفاته في ولده الأنجاب
                فلتهنيء البيتين آصرة زكت
                بطرائف الأخلاق والآداب
                عقدت بها صلة المفاخر والعلى
                للأسرتين وخلدت بكتاب


                لتعش وصفو العيش غير مشوب

                لتعش وصفو العيش غير مشوب فريال بكر مليكانا المحبوب
                الطفلة الملك التي من مهدها
                نظرت إلى المحروم والمحروب
                عيد الأميرة ضوعفت بهجاته
                والشعب منها آخذ بنصيب
                عهد قشيب يوم مولدها بدا
                في أي ثوب للحياة قشيب
                كم من معاهد وهي تشرف باسمها
                ضمن اطراد نجاحها المطلوب
                تولي الضعاف من المعونة ما به
                كل الرضى للرب والمربوب
                أوسعت يا فاروق شعبك أنعما
                في ظل غيرك لم تتح لشعوب
                هيهات يبلغك الملوك تطولا
                لو قورن الموهوب بالموهوب
                ما ينقعون صدى برشح أكفهم
                ونداك شؤبوب إلى شؤبوب
                يا من بفاروق ائتسوا فتنافسوا
                في البر بين نجيبة ونجيب
                من كل مسماح أصيل رأيه
                لبق بتصريف الزكاة أريب
                ومصونة بحيائها وإبائها
                سفرت بلا لوم ولا تثريب
                تعطي اليتامى والأيامى غزلها
                وتعف عن غزل وعن تشبيب
                يا سادتي إني لأشهد لمحة
                علوية وأشم نفحة طيب
                أعظم بخدمتكم لشعب عاثر
                مستصرخ لسواده المنكوب
                خطر الجماعة أن يباعد بينها
                والخير كل الخير في التقريب
                إن تدفعوا شر الخصاصة فزتم
                في عاجل بثواب خير مثيب
                ووقيتم البلد الأمين وأهله
                غدرات دهر منذر بخطوب
                واسوا الفقير وأصلحوا من شأنه
                أولا فإن غدا لجد مريب
                وتداركوا الأطفال بالسببين من
                تصحيح أبدان ومن تهذيب
                فبذاك تبلغ مصر ما يبغى لها
                في العيش من سعة وأمن كروب
                ورفاهة الطبقات تستبق الخطى
                في مرتع للعاملين خصيب
                يا رب صن فاروق واكلأ بيته
                تدعوك مصر وأنت خير مجيب

                تعليق


                • #98
                  دعوتموني وبي ما بي من الوصب

                  دعوتموني وبي ما بي من الوصب
                  وهل دعا واجب قبلا ولم أجب
                  فإن أقصر وأرج اليوم معذرة
                  فالود يحفزني والجهد يقعد بي
                  يا عصبة الخير ما زلتم كعهدكم
                  تقضون حق أولى الإحسان عن كثب
                  اليوم يكرم حر شد إزركم
                  بما ابتغيتم لنفع الناس من أرب
                  إن الضعاف أمانات يوكلنا
                  بها القضاء ومن يرأف بهم يثب
                  نجيب أدركت أوجا ليس يدركه
                  غير الفحول من الصيابة النجب
                  ألم تكن في ثقات الطب مفخرة
                  لمصر بين ثقات العجم والعرب
                  لابدع أن ترفع الأوطان قدر فتي
                  أفعاله بالندى موصولة السبب
                  يزهو النبوغ بما حققت من أمل
                  قبل الأوان وما آثلت من حسب
                  وما تبوأت من علياء منزلة
                  زادت سنى الشرف الوضاح والنسب
                  هذي الفضائل مهما تخفها دعة
                  يشف عنها حجاب اللطف والأدب
                  تكاملت بخلال منك طارفة
                  إلى شمائل عن جد سما وأب
                  فاهنأ بإنعام فاروق العظيم وما
                  أحراك بالمنصب العالي وباللقب
                  واهنأ بتكرمة من رأس دولته
                  ومن صحابته الأشهاد والغيب
                  ومن شيوخ ونواب نظامهم
                  حول المليك نظام الشمس والشهب
                  واهنأ بطيب تحيات الأولى وفدوا
                  إليك من سروات الأمة النخب
                  تمثلت مصر فيهم وهي موحية
                  ما يطرب الحفل من شعر ومن خطب
                  نعم الجزاء لمن وفوا بلادهم
                  حقوقها بالحجي والصدق والدأب
                  دامت مراقيك في يمن تهيئه
                  لك السعود وفي أمن من النوب


                  هل آية في السلم والحرب

                  هل آية في السلم والحرب
                  تعدل نشر العلم في الشعب
                  فإن من معجزه كل ما
                  نكبره في الشرق والغرب
                  يا نصراء العلم شكر النهى
                  لكم كشكر الروض للسحب
                  مصر تحييكم وتثني على
                  كل جواد ماجد ندب
                  تثني وترعى بعيون الرضا
                  جهد الرجال الصبر الغلب
                  مصر التي فيها الهدى والندى
                  يستبقان المجد من قرب
                  تعطي النهى بالعذب من نيلها
                  حظ الثرى من نيلها العذب
                  وتحفظ الحسنى لأربابها
                  في حاضر الوقت وفي العقب
                  تكاملي يا دار علم غدت
                  لكل فضل مركز القطب
                  كلية في كل جزء بها
                  في الحق والآداب والطب
                  مدرسة يدرك طلابها
                  غاية ما راموا من الطلب
                  من أمره عسر ومن أمره
                  يسر نزيلاها على الرحب
                  تخدم كلا منهما خدمة
                  راضية للعبد والرب
                  تبث في العقل نشاط المنى
                  وتبعث النجدة في القلب
                  للشعب نفع جد نفع بها
                  كفاؤه ليس من اللعب
                  والشعب ما زال بنوه لنا
                  طليعة في المطلع الصعب
                  أتعب قوام بمجد الحمى
                  في سعة العيش وفي الكرب
                  مهما يعنهم موسروا حائر
                  أخطيء فيه موضع العجبا
                  لكننا في زمن حائر
                  أخطيء فيه موضع العجب
                  فأوجب الشكر لأدنى الندى
                  ما جعل الفقر من الذنب
                  أولى تلافي كل صدع بدا
                  من جانب الجمهور بالرأب
                  فإن من صان أساسا وهى
                  صان حمى من سيء الغب
                  والشعب إن طال مدى جهله
                  بدت عليه نقطة الشغب
                  أبهج بها ليلة أنس زهت
                  مضاءة بالسادة الشهب
                  بورك في داع إليها وفي
                  ساع إلى الإحسان عن حب


                  يا أيها الملك الذي حسناته

                  يا أيها الملك الذي حسناته
                  فوق الذي نثني عليه ونطنب
                  كم غزوة لك في عداك عجيبة
                  لا شيء غير نداك منها أعجب
                  كم رحمة قلدت أقواما بها
                  أعناقهم والسيف يوشك يسلب
                  كم منة لك في العباد جميلة
                  كالشمس تنمي روضة وتذهب
                  هذي كوافل حسن ذكرك في الورى
                  وأبر ما يبقي الفعال الطيب
                  يكفيك فخرا أن أعظم أمة
                  تنضم في ملك إلى اسمك ينسب
                  فعلام أنت تزيل ذكر ملوكها
                  وأولئك العظماء موتى غيب
                  إن تمح من أسفارهم أخبارهم
                  فالصخر ينحت والمناحت تكتب
                  وليعلمن الناس بعدك أمرهم
                  فتلام ما طال المدى وتؤنب
                  خدعتك كاذبة المنى بوعودها
                  والحر يخدع والأماني تكذب
                  وإذا نظرت إلى الحقيقة صادقا
                  فالذكر ليس يعيد عمرا يذهب
                  أما الجدار فلو رفعت بناءه
                  حتى استقر على ذراه الكوكب
                  ولو الجبال جعلن بعض حجاره
                  ولحمن حتى الماء لا يتسرب
                  ولتصنعن نواسف تثفي الربى
                  بدخانها منثورة تتلهب
                  ولتنفذن إلى بكين خلائق
                  بيضاء تغنم ما تشاء وتنهب
                  تأتي بها فوق البحار سفائن
                  كالجن في جد العواصف تلعب
                  ماذا يفيد السور حول ديارهم
                  وقلوبهم فيها ضعاف هرب
                  فأبر من تضييق دنياهم به
                  أن ترحب الدنيا بهم ما ترحب
                  ألأمن قتال الشجاعة فيهم
                  وحياتها فيهم مخاوف ترقب
                  لا يعصم الأمم الضعيفة فطرة
                  إلا فضائل بالتجارب تكسب
                  فتكون حائطها المنيع على العدى
                  وتكون قوتها التي لا تغلب

                  تعليق


                  • #99
                    أي بشرى حملتموها الكتابا

                    أي بشرى حملتموها الكتابا
                    جاءني داعيا فكنت الجوابا
                    شرفا للنبوغ حيث يحيا
                    كيف وهو النبوغ حرا لبابا
                    أنكم يوم تكرمون حسينا
                    تكرمون الأخلاق والآدابا
                    في همام جاز الكهولة عقلا
                    واختبارا وما تخطى الشبابا
                    يحكم الرأي في تصرفه غير
                    مبال لو سيم فيه العذابا
                    ما نهاه الضمير إلا تناهى
                    أو دعاه الحفاظ إلا أجابا
                    أودعت مصر سرها فيه فانظر
                    كيف حاز الوداد والإعجابا
                    وقليل في الصادقين الذي
                    يستكثر الأصدقاء والأصحابا
                    فإذا ما خلا إلى من يوالي
                    شق عن ألطف الخصال الحجابا
                    يملأ المجلس احتشاما وظرفا
                    ووقارا ورقة ودعابا
                    فطن يشرح الصدور بما يهدي
                    إليها ويفتن الألبابا
                    بأحاديث لا يزدنك إلا
                    ظمأ أو نزاد منها شرابا
                    أي أنس في كل نفس إذا
                    خالطها كان فعله خلابا
                    ليس بدعا وذلك وصف حسين
                    أن يغنى بذكره إطنابا
                    ويحيا في كل قوم ويلقى
                    حيث حل التأهيل والترحابا
                    أيها العارفون فضل أخيكم
                    ذلك الفضل هل يوفى ثوابا
                    ترك المنصب الرفيع لأمر
                    عز إلا على الفحول طلابا
                    ومضى مطلق اليدين يعاني
                    غمرات من خاس فيهن خابا
                    وحسين أذكى فؤادا وأدرى
                    بالعلى أنها تنال غلابا
                    وحسين لو شام بالظن برقا
                    فيه خير لمصر طال السحابا
                    وحسين أمضى وأبصر بالعقبى
                    فإن يخط لم يبال الصعابا
                    حيثما تصدى لشأن سل به
                    من كبار الشؤون تسمع عجابا
                    من يكن ذاك عزمه ليس غروا
                    أن يقود الطليعة الأنجابا
                    ويكون المثال فيما تولى
                    تبعا أو تخيرا وانتدابا
                    سبب خدمة الحكومة إلا
                    أن للجاه دونها أسبابا


                    من بذله بذل الشباب

                    أي بشرى حملتموها الكتابا
                    في نجدة الوطن المصاب
                    هم من عوامله إذا
                    شرعت بأمكنة الحراب
                    وهم الأسا لجراحه
                    إن عضه دهر بناب
                    وهم المقيلو جده
                    بالعزم حين الجد كاب
                    دون النضارة في المحيا
                    والغضاضة في الإهاب
                    دون الرشاقة في المعاطف
                    والأناقة في الثياب
                    كم من محاسن في نفوسهم
                    الأبيات الصلاب
                    تلك النفوس الطامحات
                    بهم إلى أسنى طلاب
                    ألصادفات عن الهوان
                    وعن موارده العذاب
                    ألناظرات إلى عل
                    ألصابرات على العذاب
                    ألذاهبات إلى الكفاح
                    ولا تردد في الذهاب
                    ألراقيات إلى الفدى
                    بين المجانة واللعاب
                    فتيان مصر اليوم في
                    أيامها فصل الخطاب
                    إنا لندعوكم ونطمع
                    في الجميل من الجواب
                    ونود أن يجلى لكم
                    من أمركم وجه الصواب
                    صدق النصيحة خير ما
                    يهدي المشيب إلى الشباب
                    ما كل نصر للبلاد
                    جنى الطعان أو الضراب
                    ألرأي أمضى في سداد
                    ثغورها والسيف ناب
                    وبقدر ما تربو فضائل
                    نشئها فالمجد راب
                    روضوا النفوس على الحساب
                    فلا نجاح بلا حساب
                    وتبينوا فضل التعاون
                    من مرافقه الرغاب
                    لا يعتلل من لم يسر
                    صدا بأن الطبع آب
                    فمن السجايا ما يقومه
                    اللبيب بالاكتساب
                    هل أرضكم وطن لكم
                    والرزق عنها في اغتراب
                    هيهات تحسن حال قوم
                    والصناعة يباب
                    لا تحجموا عن فتح باب
                    للمنافع بعد باب
                    تشكو الديار خصاصة
                    والتبر منها في التراب
                    وذكاء أهليها قديما
                    جاء بالعجب العجاب
                    أتوا زكاتكم ففيها
                    البر مزدوج الثواب
                    ناهيكم بالغنم من
                    غنم وبالشرف اللباب
                    بالأمس كنتم لا تبالون
                    لون الشداد من الصعاب
                    واليوم نصب عيونكم
                    سبل ممهدة العقاب
                    وضح المصير وليس في
                    حسن المصير من ارتياب
                    فتيان مصر إلى الأمام
                    ففي التخلف أي عاب
                    آمال مصر بكم كبار
                    والمفاخر في ارتقاب
                    لبوا النداء وحاذروا
                    عقبى التنابذ والتنابي
                    فإذا فعلتم فالذي
                    في الغيب شفاف الحجاب
                    ذاكم هو الفتح العزيز
                    بيمن فاتحة الكتاب
                    نستقبل النعمى به
                    والعيش مخضر الجناب
                    والعلم مرفوع الذرى
                    والفن معمور الرحاب

                    تعليق


                    • تولتك العناية في الذهاب

                      تولتك العناية في الذهاب
                      وحاطتك الرعاية في الإياب
                      تحجبك الجلالة في سفور
                      وتجلوك النبالة في الحجاب
                      وما أزهى النقاب حلى إذا ما
                      تنخلت الأشعة في النقاب
                      لأنت الشمس إحسانا وحسنا
                      ترينا آية العجب العجاب
                      فمن لألائها الأنوار تهدى
                      ومن آلائها در السحاب
                      بديع أن تكونيها وتكسى
                      بما نسجت وزانت من ثياب
                      قدمت وكل ذي شأن كبير
                      من الإكبار يمشي في الركاب
                      وحولك أمة قرت عيونا
                      بوجهك يجتلى بعد ارتقاب
                      تقبل بالضمير يدا أفاضت
                      عليها من مواردها العذاب
                      وأولتها عوارف سابغات
                      عدون مدى رغائبها الرغاب
                      أصبت من المناقب كل حظ
                      ولم تنأي عن الرأي الصواب
                      فما أوتيت من نعماء إلا
                      تقاسمها عفاتك كالنهاب
                      كذاك مكارم الأخلاق تعلو
                      إمارتها وجد الحرص كابي
                      إذا انتهت الزكاة إلى نصاب
                      فقد جاوزت أضعاف النصاب
                      بحي لو الذنوب على الليالي
                      حسبن ربا نوالك في الحساب
                      مناقب كم أحلت مستضاما
                      به الأيام ضاقت في رحاب
                      وآوت لاجئا وشفت عليلا
                      وأنجت مستغيثا من عذاب
                      وشادت للندى من كل ضرب
                      معاهد تنتحى من كل باب
                      وربت للحمي نشئا كراما
                      ببر ما نموا في العد رابي
                      إذا بعد المؤمل أدركوه
                      قريب الشأو ميسور الطلاب
                      مفاخر في كتاب الدهر خطت
                      بكف لم تفاخر بالخضاب
                      سيتلوها فيطرب ذاكروها
                      كما يتلون آيات الكتاب
                      رعاك الله يا فخر الغواني
                      بطارفها وتالدها اللباب
                      على نفسي قطعت لكم عهودا
                      منوطات بأخلاق صلاب
                      سأحفظ حقها المرعي حفظا
                      يطول مداه ما طال المدى بي
                      ينال الشيب من عزمي وتبقى
                      كأني أستعيد بها شبابي
                      أجيب دعاءها حولا فحولا
                      وأذن الدهر سامعة جوابي
                      قواف يسلس الإخلاص منها
                      ويلفيها النفاق من الصعاب
                      تراعي الصدق فيما تدعيه
                      وتأنف خطة المدح الكذاب
                      وعند الله أني لا أرجي
                      لدى غيري عليها من ثواب
                      وما أنا في المقالة بالمداجي
                      ولا أنا في الشهادة بالمحابي
                      لتهنئك السلامة كل حين
                      ودمت الدهر عالية الجناب
                      إلى ذاك المقام الحمد يهدى
                      وعن ذاك المقام الذم نابي

                      وداعا أيها الخدن الحبيب

                      وداعا أيها الخدن الحبيب
                      غدا ميعادنا وغدا قريب
                      تعاظمني وقد وليت خطب
                      بجانبه تضاءلت الخطوب
                      إذا ما بان أترابي فإني
                      لفي أهلي وفي وطني غريب
                      يخالطني الأولى هم بعد جيلي
                      وليس بثوبي الثوب القشيب
                      لنا حال ألفناها شبابا
                      ويجفل من تحولها المشيب
                      تغشى وجه إبراهيم صرف
                      يقال له الردى وهو المغيب
                      ألم يك في سماء العصر نجما
                      فبعد شروقه زمنا غروب
                      وليس بحائن من لا نراه
                      بأعيننا وتبصره القلوب
                      فتى فيه تعددت المزايا
                      فلم يك في الرجال له ضريب
                      طبيب للعيون به شفاء
                      إذا ما الطب أعيي والطبيب
                      شهدت له خوارق ناطقات
                      بما يسطيعه الآسي اللبيب
                      أديب نسجه من كل لون
                      كأروع ما يدبجه أديب
                      تساوق شعره والنثر حسنا
                      فما يختار بينهما الطروب
                      وفي جد وفي هزل تجلت
                      له فطن بها بدع ضروب
                      يفوز العقل منها بالمجاني
                      وفيها ما يفيد وما يطيب
                      صناع يد له في كل شيء
                      يزاوله بها سر عجيب
                      فما يغريه يخرجه فريا
                      وما يرميه من غرض يصيب
                      نديم إن تنادر بين صحب
                      وجدتهم وما فيهم كئيب
                      سوانحه الحسان يجئن عفوا
                      كما تهوى قريحته اللعوب
                      خفيف الروح نقاد برفق
                      يبصر بالعيوب ولا يعيب
                      يحاكي النطق والحركات مما
                      يشذ فليس يفلته غريب
                      شآمي ومصري صميم
                      ونوبي ورومي جنيب
                      رموز في الظواهر مضحكات
                      ويدرك لطف مغزاها الأريب
                      يروع بما يجيد يدا وفكرا
                      وجار أناته طبع غضوب
                      فذلك أن جوهره سليم
                      وليس يضيره عرض يشوب
                      ومما أكبر الإخوان فيه
                      خلائق ليس فيها ما يريب
                      مناط نظامها حزم وعزم
                      ومجلى حسنها كرم وطيب
                      فأما عن شجاعته فحدث
                      وفي الذكرى لسائلها مجيب
                      قضى في الجيش عهد أليس ينسى
                      له من فخره الأوفى نصيب
                      به مرح أوان الروع حلو
                      يثير شجونه الخطر المهيب
                      يداوي أو يواسي كل شاك
                      ولا يعتاقه حدث رهيب
                      ويؤنس أو يواسي كل شاك
                      ولا يعتاقه حدث رهيب
                      هنالك أطرب الشجعان شعر
                      به مزجت زمازمها الحروب
                      تغرد حافظ وشدا الشدودي
                      بما لم يألف الزمن العصيب
                      وفي صمت المدافع والمنايا
                      تهادن قد يغني العندليب
                      وداعا يا صديقا إن شجانا
                      بهجر فهو بالذكرى يؤوب
                      حياتك جزتها مدا وجزرا
                      ومسك في نهايتها اللغوب
                      قليل ما تواتيك الأماني
                      كثير ما تحملك الكروب
                      وكم فوت فيها طيبات
                      يفوز بها المداجي والكذوب
                      لئن لم تجز في دنياك خيرا
                      لربك في السماء هو المشيب

                      تعليق


                      • بنات الدهر عوجي لا تهابي

                        بنات الدهر عوجي لا تهابي
                        خلا الوادي من الأسد الغضاب
                        هنا روض فلا باليت فيها
                        بقايا الروع من غبرات غاب
                        كأني بالخطوب العفر أضحت
                        سواخر من مناقشة الحساب
                        وبالأرزاء بعد الجد أمست
                        من الإزراء تقتل بالدعاب
                        مهاترة من الأيام تبكي
                        بغيري أن يصابرها وما بي
                        حماة الحي أزمعتم سراعا
                        وبكرتم تباعا بالذهاب
                        نواكم أرخص العبرات حتى
                        ليبخل باذل الدر المذاب
                        نحييكم وما فينا مداج
                        ونحمدكم وما فينا محاب
                        سلام في مراقدكم عليكم
                        وحسبكم القديم من العذاب
                        سوى أنا متى اشتدت فراعت
                        ولم تثبوا جهرنا بالعتاب
                        نعاتبكم ونعلم لو ملكتم
                        سبقتم كل داع بالجواب
                        على أنا نحسب لكم قلوبا
                        خوافق من أسى تحت التراب
                        بعهد الرفقة الأبرار أمسوا
                        وهم في ذمة الصم الصلاب
                        علي ألا تقول اليوم شيئا
                        وهذا يوم فصل في الخطاب
                        ألست الواقف الوقفات ردت
                        شبا الشبهات عن كبد الصواب
                        ومرت بالحقود فشردتها
                        وعادت بالحقوق إلى النصاب
                        علي ألا تذوذ اليوم ضرا
                        مضرى بالوثوب والانتياب
                        فتثلم عزمه كالعهد حتى
                        يفيء على يديك إلى متاب
                        بذاك الذابل الخطي مما
                        تخط به العظائم في كتاب
                        بذاك العامل الغلاب بأسا
                        على لين به عند الغلاب
                        يمج أشعة تدعى بنقس
                        كنور الشمس يدعى باللعاب
                        سناه مرشد السارين كاف
                        مغبات الضلال والارتياب
                        فقد تنجو السفين من ارتطام
                        إذا بصرت وتهلك في الضباب
                        لحقت برهطك الأخيار تثوي
                        كمثواهم من البلد اليباب
                        فإن تبعد وقد بعدوا جميعا
                        فإن مصابنا فوق المصاب
                        برغم المجد أن وليت عنا
                        صريعا لم تجز حد الشباب
                        وكنت بقية الأبدال فينا
                        وكان عليك تعويل الصحاب
                        إذا استعدت على الآفات مصر
                        فقد نصرت برواض الصعاب
                        برأي منك نفاذ ذكي
                        فجائي كمنقض الشهاب
                        يظل الليل منه وقد توارى
                        إلى أمد به أثر التهاب
                        وكنت المرء حق المرء عقلا
                        وآدابا وأخذا باللباب
                        صدوق العزم لا تبغي طلابا
                        وترجع دون إدراك الطلاب
                        لطيفا في التماس القصد حتى
                        لتشتبه المضايق بالرحاب
                        شديد البطش خشية غير خاش
                        أيرهب غير ذي ظفر وناب
                        حياتك كلها جهد ومجد
                        بمعترك انتساب واكتساب
                        تجل على الكوارث وهي تطغى
                        كفلك خف في ثقل العباب
                        إذا لم يبتلعه الموج عادى
                        به بين الغيابة والسحاب
                        تكافحه الغداة بلا تراك
                        وهمك صاعد والموج راب
                        إلى أن يبلغ الجوزاء وثبا
                        فتبلغها على متن الحباب
                        فما هو بين نفسك في علاها
                        ودار الخلد غير ولوج باب
                        كذاك أجزت عن كثب إليها
                        فكانت آية العجب العجاب
                        قرارا أيها العاني وطيبا
                        بما آتاك ربك من ثواب
                        فإن تتوار عنا في حجاب
                        فمعنى النور في ذاك الحجاب
                        سواك غيابه داج ولكن
                        لك الشفق المقيم مدى الغياب

                        ما لهذا الخافق الواهي يجب

                        ما لهذا الخافق الواهي يجب
                        جزعا للموت والموت يجب
                        جلل أن يتولى شاعر
                        كيف والشاعر عبد المطلب
                        أنعزي فيه أهلا أو حمى
                        والمعزى فيه جماع العرب
                        هل قرأتم شعره إلا وقد
                        خلتم السحر من الشعر وثب
                        فاعلا ما عز أن تفعله
                        في رصينات النهى بنت العنب
                        دره كالدر في كاساتها
                        ونظام الدر فيه كالحبب
                        كم رواه منشدوه فارتوى
                        سامعوه من ينابيع الطرب
                        قيض الإبداع فيه ملتقى
                        أدبين اتصلا بعد حقب
                        فكلام بدوي لو بدا فيه
                        لون لم يكن إلا الذهب
                        خالص النسبة في العتق إذا
                        ما دعا للفخر داع فانتسب
                        ومعان حضريات جلا
                        حسنها منه طراز لم يعب
                        تتراءى في حلى لماحة
                        يستطير الماء فيها كاللهب
                        رب ممرور من الجهل نعى
                        صحة القول عليه فنعب
                        خال إغرابا وما الإغراب في
                        ذلك اللفظ الأصيل المنتخب
                        إنما الإغراب فيه أنه
                        عربي بين أهليه اغترب
                        آخذ المعدن من منجمه
                        هل عليه حرج يا للعجب
                        إن للفصحى نشورا هيأت
                        أمم العرب له كل سبب
                        ما يريدون من الشعر إذا
                        لم يكن صور النشور المرتقب
                        ذلك البعث هو الفتح الذي
                        ليس يعدوه لذي لب أرب
                        وهو الجامعة الكبرى لمن
                        فاه في الشرق بضاد أو كتب
                        فلئن لم توف ما حق لها
                        قبل الجيل لقد تبت وتب
                        رحم الله ابنها البر الذي
                        ندبت منه سريا فانتدب
                        أي سهم صائب فوقه
                        من رماه فرماها عن كثب
                        سل كبارا بلغوا تأديبهم
                        وصغارا لم يزالوا في الطلب
                        يذكروا للشيخ في أعناقهم
                        ما له من فضل أستاذ وأب
                        وقف العمر على تثقيفهم
                        يتولاه بجد ودأب
                        لا يبالي ما يقاسي دونه
                        من سهاد ويعاني من نصب
                        جافيا والرفق في جفوته
                        حدبا في خير معنى للحدب
                        نزهت أخلاقه وانتبدت
                        كل ما فيه مثار للريب
                        وإذا التعليم لم تقرن به
                        قدوة صالحة جر العطب
                        إن خطب الفضل في الأستاذ لم
                        يكر في الشدة عن خطب الأدب
                        كان حر الرأي لا يطرفه
                        رغب عما رآه أو رهب
                        وافيا مهما يسمه عهده
                        صادقا مهما يقم عذر الكذب
                        حسن السيرة في أسرته
                        حسن الخيرة فيمن يصطحب
                        بالغا في كل نفس رتبة
                        قصرت عن شأوها أسمى الرتب
                        راضيا من قسمة الله بما
                        جل عن قدر وإن قل النشب
                        ليست الدنيا لحر حسبا
                        إنا في نبذه الدنيا الحسب
                        وأعز الناس فيها نسبا
                        من له من نفسه أزكى نسب
                        أيها الراحل ما بال الحجى
                        غلب الحزن عليه فانتحب
                        في ذرا مصر وفي كل حمى
                        عربي حرب أي حرب
                        لك في عدن ثواب خالد
                        فتمتع برضى الله وطب


                        مر القوافي تجيء طوعا ولا عجبا

                        مر القوافي تجيء طوعا ولا عجبا
                        عل القوافي تؤدي بعض ما وجبا
                        صغها عقودا لهذا اليوم من درر
                        وحي فيها العلا والعلم والأدبا
                        فاليوم عيد لهذا القطر أجمعه
                        هنيء به الشرق والسودان والعربا
                        فانشد نشيد الأماني رب قافلة
                        قد أبطأت في السرى تشدو به حقبا
                        حلق مع الفلك الدوار في فلك
                        وزح أن اسطعت عن أسراره حجبا
                        وانظر بعينيك ما خط القضاء به
                        في اللوح واقرأ لنا ما فيه قد كتبا
                        فذاك عمري وراء الحجب مستتر
                        عليه سور من الأنوار قد ضربا
                        واهبط إلى الأرض خبرنا بما سمعت
                        أذناك أن لنا في سمعه أربا
                        وانثر على الوادي من علم ومن أدب
                        فإن ذا الشعب يهوى العلم والأدبا
                        حدثه كيف سمت أرواحنا زمنا
                        وكيف كنا على رغم العدى العربا
                        وكيف كانت لنا الأيام طائعة
                        كما تشاء فلم تهمل لنا طلبا
                        حدث بني النيل عن بغداد عن كثب
                        عن الأمين عن المأمون إذ غضبا
                        سالت دماء بني العباس بينهما
                        الملك أسمى وأعلى من دم سكبا
                        بغداد كانت منارا للعلوم فما
                        للعلم من طالب إلا لها طلبا
                        لا تشرق الشمس إلا في منائرها
                        وليس يغرب عنها البدر ما غربا
                        وصف لنا كيف دالت وامتحت دول
                        وكيف جيش حماة الشرق قد غلبا
                        وما دهى الشرق في ابناه قاطبة
                        فأصبح الرأس من أبنائه ذنبا
                        قد أثقلتنا قيود لا نهوض بها
                        وإن يك صائغ قد صاغها ذهبا
                        أعد على مسمعي ذكر الألى سلفوا
                        فرب ذكرى محت فيما محب كربا
                        ورب ذكرى سرت في جسم سامعها
                        وردت الروح فيه بعدما ذهبا
                        فأنت كالوحي لم تهبط على بلد
                        إلا رأينا إلا رأينا به الآيات والعجبا
                        كمحكم الآي والتنزيل جئت به
                        وقد ملأت به الأشعار والكتبا
                        فيا أمير القوافي رب مملكة
                        أنار قولك فيها جيشها اللجبا
                        ورب قول جرى جرى من فيك حزت به
                        في عالم الشعر دون العالم القصبا
                        فما حدا الحادي إلا من قصائدكم
                        ولا شدا بلبل إلا بها طربا
                        ولا تغنى فتى في الشرق قافية
                        إلا وشعرك ما أوحى وما كتبا
                        لو كنت في الوادي دامال أقمت لكم
                        تمثال در ولم أرض به الذهبا
                        وقلت للناس طوفوا حوله أبدا
                        مثل الحجيج فهذا كعبة الأدبا
                        فارجع إلى مصر في أمن وعافية
                        وزر دمشق وزر بغداد زر حلبا
                        وصف لهم ما رأت عيناك في بلد
                        أبناه ليس لهم إلا العلا طلبا
                        فإن أصاخوا لما تمليه واستمعوا
                        فاخبرهم عن بني السودان خير نبا
                        وقل لهم إنا لم نزل هدفا
                        لكل رام ومن قد لام أوعتبا
                        لانعرف النوم إلا خلسة غضبا
                        والحر إن مسه ما ساءه غضبا
                        النيل في الوادي يروي كل ذي ظمإ
                        وليس فينا فتى من مائه شربا
                        لنا إليهم حنين دائم وهوى
                        مهما تدارى به عذالنا حلبا
                        فهم لنا إخوة بل هم أشقتنا
                        ومصر لما تزل أما لنا وأبا
                        الشرق يجمعنا والنيل يربطنا
                        كوحدة جمعت ما بينها العربا
                        أما المليك فإنا لا تكن له
                        إلا الولاء وإلا الحب والأدبا
                        در في المجد در مصر وفيها
                        كل آس تزهو به وطبيب
                        إن ذكرنا أسماءهم يوم فخر
                        طاب في النابغين ذكر نجيب
                        عالم عامل إذا ما دعته
                        فرص البر كان خير مجيب

                        تعليق


                        • في رضى المربوب والرب

                          في رضى المربوب والرب
                          بت قريرا يا أبا الطب
                          يا رئيس القصر من قدم
                          وأساة العصر في العقب
                          جل رزء القطر أجمعه
                          فيك من علامة قطب
                          من سديد الرأي مبرمه
                          محكم الإيجاب والسلب
                          من صحيح المجد صادقه
                          حين يشرى المجد بالكذب
                          من بعيد الهم مشتغل
                          في انصداع الشمل بالرأب
                          ليس بالوقاف مختبلا
                          بين دفع الفكر والجذب
                          ذب عن حق البلاد بما
                          في حدود العلم من ذب
                          إذ رآها والشعوب شأت
                          لم تزل في أول الدرب
                          ورضاها السلم أشبه ما
                          كان في عقباه بالحرب
                          فبجد هب يرجع من
                          شأنها ما ضاع باللعب
                          وبما أبلى لنصرتها
                          عد في أبطالها الغلب
                          في سبيل الله مرتحمل
                          شق عنه مظلم الحجب
                          عمره والمال قد بذلا
                          قربة في خدمة الشعب
                          عن مصرا إذ نعوه لها
                          وجمت من شدة الخطب
                          وأجل الفاقدوه بها
                          قدره عن ساكب الغرب
                          هل دموع العين مغنية
                          في العلى من هابط الشهب
                          ومعان يستديم بها
                          وجه حي منقضي النحب
                          من عل أشرق وبش إلى
                          هؤلاء الآل والصحب
                          هلا بلا ولد يعز بهم
                          من له ولد بلا حسب
                          من يربي كالأفاضل من
                          هؤلاء الصفوة النجب
                          تتبناهم له نعم
                          واصلات الحقب بالحقب
                          قطرات من ندى همم
                          مثمرات كندى السحب
                          أرأيت البر يجمعهم
                          ههنا جنبا إلى جنب
                          كان عيسى في مودته
                          واحدا في البعد والقرب
                          عزمه من عنصر مرن
                          خلقه من جوهر صلب
                          قوله في نفس سامعه
                          طيب كالمورد العذب
                          رأيه في كل معضلة
                          قاطع كالصارم العضب
                          جوده شاف أعاد به
                          مجد مصر عالي الكعب
                          جاء فيه بدعة غصبت
                          كل حمد أيما عصب
                          والمعاني قد تكون لها
                          كالغواني روعة تسبي
                          لم يكن في الشرق واحربا
                          كرم من ذلك الضرب
                          فبحمدي اليوم صار لنا
                          موقف في جانب الغرب
                          حبذا أنباء منحته
                          قل وكرر أيها المنبي
                          عل في مثري مواطننا
                          من ضخام الريع والكسب
                          من إذا داعي الولاء دعا
                          قال إحساب له لب
                          هل يفيد الخصب في بلد
                          وقلوب القوم في جدب
                          ألثراء المستعز به
                          كنزه في العقل لا الترب
                          مصر يا أستاذ تذكر ما
                          جئت بالإعجاب والعجب
                          كلما مر الزمان به
                          فهو في إجلالها مربي
                          كان عيسى صب حرفته
                          يفتديها فدية الصب
                          ويرجي أن يعيد لها
                          شأنها في دولة العرب
                          فانبرى للكتب يخرجها
                          آي تعليم بلا كتب
                          وأفاد الناس غاية ما
                          في اقتدار الناصح الطب
                          فهو الآسي لذي سقم
                          والمواسي لأخي الكرب
                          تحت آداب الحكيم طوى
                          مكرمات السيد الندب
                          كان في كل الشؤون يرى
                          كيف يرقى الأوج ذو الدأب
                          فاز قدما من له نظر
                          قبل بدء الأمر في الغب
                          فإذا ما سار سيرته
                          لم يجد صعبا من الصعب
                          كان لا يعطي الحياة سوى
                          قدر ما يعطي أخو اللب
                          نضو خبر ليس يفتنه
                          زخرف الدنيا ولا يصبي
                          يجد الحسنى بلا جذل
                          ويرى السوأى بلا عتب
                          فيه حب الناس أخلصه
                          طبعه الصافي من الخب
                          جاءهم منه بأبدع ما
                          ضمنته آية الحب
                          خير ما يأتي الذكاء به
                          هو ما يأتي من القلب
                          ذاك بعض الحق فيه ولو
                          طال وقتي لم يكن حسبي
                          فلتك الجنات مرتعه
                          خالدا فيها على الرحب

                          صوت الكنانة في يوبيلك الذهبي

                          صوت الكنانة في يوبيلك الذهبي
                          صوت له رجعة في العالم العربي
                          فصار عيدك في الأيام مكرمة
                          أن يطلع الشمس في حفل من الشهب
                          كذاك تسطع أنوار المسيح وما
                          من حاجب في دراريها ومحتجب
                          لله أنت وهذا العقد منتظما
                          حول الأريكة من صيابة نجب
                          إنا لنفخر والأعمال شاهدة
                          بحبر أحبارنا العلامة الأرب
                          الطاهر الشيمة الصديق في زمن
                          وجود أمثاله فيه من العجب
                          القانت العائف الدنيا لطالبها
                          العف عن غير باب الله في الطلب
                          الصالح الورع الموفي أمانته
                          إيفاء من طبعه ينبو عن الريب
                          نفس أتم سجاياها تعهدها
                          بالعلم والأخذ للأحداث بالأهب
                          من النفوس اللواتي لا يجود بها
                          لطف العناية إلا في مدى حقب
                          أعدها للمهمات الجلائل ما
                          أعدها من يقين غير مؤتشب
                          ومن فضائل لا يبهى محاسنها
                          في الأمن إلا تجليهن في النوب
                          ومن مناقب أزكاها وأشرفها
                          تكرم الطبع عن حقد وعن غضب
                          ومن عزائم لم تفتأ مصرفة
                          في النفع للناس والتفريج للكرب
                          شمائل النبل في كيرلس اجتمعت
                          أشتاتها بين موهوب ومكتسب
                          وهي التي وطأت أكناف منصبه
                          له وأدنت إليه أرفع الرتب
                          فجشمته أمورا لا اضطلاع بها
                          إلا لندب نزيه غير محتقب
                          في كل حال على المولى توكله
                          كم في التوكل منجاة من العطب
                          إن يرج لا يرج إلا فضل بارئه
                          ومن رجا غيره يوما ولم يخب
                          يعني بما يتوخى غير متئد
                          فما يخال له إلاه من أرب
                          هل رددت ندوة ذكرى مآثره
                          إلا وقد أخذتها هزة الطرب
                          كم بيعة قدمت عهدا فجددها
                          وبيعة شادها مرفوعة القبب
                          كم دار علم بناها أو مردمة
                          أعادها في حلى فخمة قشب
                          كم معهد في سبيل الله أنشأه
                          لمستضام ومحروب ومغترب
                          في كل ذلك لا يألو مبانيه صونا
                          ورعيا ولا يشكو من النصب
                          يكاد يسأل من يدري تزهده
                          من أين جاء بذاك المال والنشب
                          فضل من الله لا يحصيه حاسبه
                          يؤتاه كل ندي الكف محتسب
                          دع من عوارفه ما ليس يعلمه
                          إلا الذي كفكفت من دمعه السرب
                          أو الي كشفت ضيما ألم به
                          أو الي مسحت ما فيه من وصب
                          نطاف سحب ولكن لا يخالطها
                          عوارض البرق والأرعاد في السحب
                          فلا الإذاعة تدمي قلب من جبرت
                          ولا الإشادة تنضى ستر منتقب
                          الصمت أفصح والأفعال ناطقة
                          مما تنمقه الأقوال في الخطب
                          والسعي أبلغ في نجح ومسعدة
                          للناس من شقشقات المدرة الذرب
                          إذا النفوس إلى غاياتها اتجهت
                          ولم تعول على الأوصاف والنسب
                          فالنقص في المتجني أن تنقصها
                          والعيب في رأيه المأفون أن يعب
                          وكيف يحسن في فضل شهادته
                          من لا يفرق بين الجد واللعب
                          إن الأولى بالهدى والرفق سستهم
                          دهرا سياسة راع صالح واب
                          فما ادخرت نفيسا قد تضن به
                          على الذراري نفس الوالد الحدب
                          ليعرفون لك الفضل العظيم بما
                          أوليت من منن موصولة السبب
                          يا سادة يزدهي هذا المقام بهم
                          من الأساقفة الأعلام والنخب
                          ما أبهج العيد والأقطاب تجمعهم
                          روابط الود حول السيد القطب
                          هذي المشاركة الحسنى تسجلها
                          لكم جوانحنا فضل عن الكتب
                          ويا مليكا ظفرنا من رعايته
                          بحظوة لم تدع في النفس من رغب
                          قل الثناء عليها في الوفاء بها
                          لو قربه من أنفس آلقرب
                          حمد أجاب إليه القلب داعيه
                          ولى به فخر مندوب ومنتدب
                          فهل لدى بابك العالي يشفعه
                          صدوره عن صدور فيه لم ترب
                          لله درك فيمن ساد محتكما
                          من عاهل عادل لله مرتقب
                          مقلد من سجاياه نظام حلى
                          يبز كل نظام مونق عجب
                          يرعى الطوائف شتى في مذاهبها
                          وفي هوى مصر شعبا غير منشعب
                          تحيط حبا وإجلالا بسدته
                          كما يحاط سواد العين بالهدب
                          بنى المفاخر أنواعا منوعة
                          للدين والعلم أو للفن والأدب
                          وقاد في سبل العلياء أمته
                          وراضها في مراس الدهر بالغلب
                          يبغي بكل مرامي عبقريته
                          تكافؤ الحسب المصري والنسب
                          فدم لمصرك يا مولاي مفخرة
                          فوق المفاخر بل للشرق والعرب

                          تعليق


                          • أنظر إلى ذاك الجدار الحاجب

                            أنظر إلى ذاك الجدار الحاجب
                            ما السد فيما حدثوا عن مأرب
                            هو في الحديث من البناء غريبة
                            زان القديم جوارها بغرائب
                            إحدى العجائب في بلاد لم تزل
                            من مبدإ الدنيا بلاد عجائب
                            حسن الطبيعة أكملته صناعة
                            للنفع فيها بينات مآرب
                            شطر العقيق ففائض في جانب
                            مجرى الحياة وغائض في جانب
                            ألنيل خلف السد بحر غامر
                            لا تستقل به صغار مراكب
                            بلغ السوامق في النخيل فزينت
                            تيجانها صفحاته برواكب
                            والغور بين يديه مرمى شاسع
                            للماء في قاع كثير جنادب
                            لا تنتهي صفواؤه إلاإلى
                            نيل تجدد من شتيت مسارب
                            لم يحتبس نهر بسد قبله
                            ضخم ضخامته عريض الغارب
                            يجتاز من يعلوه نهجا نائيا
                            طرفاه تحمله ضخام مناكب
                            أترى هنالك في ثياب رثة
                            أشتات حسن جمعت في قالب
                            فلاحة جثمت بأدنى موقع
                            للظل من ذاك الطريق اللاحب
                            لانت معاطفها وصالت عزة
                            قعساء من أجفانها بقواضب
                            أدماء إلا أن كدرة عيشها
                            شابت وضاءة لونها بشوائب
                            هي أم طفل شق عنه طوقه
                            وترى نضارتها نضارة كاعب
                            طال المسير بها فأعيت فاستوت
                            تبغي الجمام من المسير الناصب
                            ألوت كما يلقي الضعيف بحمله
                            وسنى وقد يغفو ضمير اللاغب
                            وثوى ابنها ويداه ملؤهما حصى
                            ملساء يلعب في مكان صاقب
                            أمنت عليه والحديد حياله
                            كأضالع مشبوكة ورواجب
                            والجسر ممتد قويم لا تسرى
                            فيه مظنة خاطف أو سالب
                            لكن أبناء الجماهير ابتلوا
                            في الشرق من قدم بخطب حازب
                            للجهل فيهم سلطة أمارة
                            بالسوء غير بصيرة بعواقب
                            أودت بجيل بعد جيل منهم
                            لا بدع إن أودت بطفل لاعب
                            خدعته أصوات الهديرو
                            من كل ناحية بقلب واجب
                            مرت وكرت لا تعي وتعثرت
                            يمنى ويسرى بالرجاء الخائب
                            فتدافعت نحو الشفير وما لها
                            لون سوى لون القنوط الشاحب
                            ترنو بعين أفرغت من نورها
                            وتمددت أرأيت عين الهائب
                            فإذا شعاب النهر تذهب بابنها
                            في فجوة الوادي ضروب مذاهب
                            فاظنن بروعتها وسرعة عدوها
                            نحو العقيق ودمعها المتساكب
                            في ذلك الميقات أقبل يافع
                            بوسام كشاف وبزة طالب
                            قبل بلين الأسمر الخطي في
                            لون إلى صدإ المهند ضارب
                            من فتية الزمن الذين سما بهم
                            موفور آداب ويمن نقائب
                            وتنزهت أخلاقهم عن وصمة
                            بتردد مزر وجبن عائب
                            قد راض منهم كل شبل بأسه
                            فغدا كليث في الكريهة دارب
                            صدقت مواقفه لدى الجلى فما
                            دعوى الشجاعة منه دعوة كاذب
                            ذاك الفتى وافي ليروي غلة
                            بالنفس من عجب هنالك عاجب
                            من روعة النهر الحبيس جرت به
                            من مهبط عال عراض مذانب
                            وجمال ما يبدو له جنة
                            غناء في ذاك المكان العاشب
                            فرأى وليدا داميا متخبطا
                            بين المسيل وصخره المتكالب
                            شحذت جنادله له أنيابها
                            وتشبهت أمواجه بمخالب
                            وشجاه من أم الغريق تفجع
                            متدارك من موضع متقارب
                            ناهيك باليأس الشديد وقد غدا
                            كالنبح من جراه نحب الناحب
                            أوحى إليه قلبه من فوره
                            أن انتقاذ الطفل ضربة لازب
                            سرعان ما ألقى بوقر ثيابه
                            عنه وخف بعزم فهد واثب
                            متوغلا في الغمر ثيابه
                            عنه وخف بعزم فهد واثب
                            ما زال حتى استنفدت منه القوى
                            هل من مرد للقضاء للغالب
                            أبلى بلاء الأبسلين فلم يقع
                            إلا على شجب هنالك شاجب
                            ذهبت مروءته به غض الصبا
                            لله درك في العلى من ذاهب
                            إني أسيت على الغلام وأمه
                            لكن أسى متبرم أو غاضب
                            جزع على الأوطان من علل بها
                            وعلى ولاة الأمر فيها عاتب
                            لو عد ما فعلت جهالتنا بنا
                            لم يحص أكثره حساب الحاسب
                            أما الذي أبكي رداه بحرقة
                            وبمدمع ما عشب ليس بناضب
                            فهو الذي دعت الحمية فانبرى
                            متطوعا لفدى غيب شاذب
                            وشرى الحياة لغيره بحياته
                            والعصر عصر المستفيد الكاسب
                            هذا هو الكشاف أبدع ما يرى
                            في صورة من شاعر أو كاتب
                            وهل الفتي الكشاف إلا من رمى
                            مرمى ولم يخش اعتراض مصاعب
                            ومضى لطيفا في ابتغاء مرامه
                            أو غير ملو دونه بمعاطب
                            لا يستهين بعرض غانية ولا
                            ينسى أوان الضيم حق الشائب
                            ويكون يوم السلم خير مسالم
                            ويكون يوم الحرب خير محارب
                            فإذا دعا داعي الفداء فإنه
                            يقضيه أو يقضي شهيد الواجب
                            في ذمة المولى شهاب عاثر
                            تبكيه أمته بقلب ذائب
                            باق وإن هو غاب ساطع نوره
                            حتى يكاد يخال ليس بغائب
                            مصر تتوجه بتاج خالد
                            يزهو سناه على المدى المتعاقب
                            وتقول قد ثكلت سمائي كوكبا
                            لكن قدوته ولود كواكب

                            أمشيع أنا كل يوم ذاهبا

                            أمشيع أنا كل يوم ذاهبا
                            ومشيع في الإثر قلبا ذائبا
                            يا صاحبي أخلفت لي أمنية
                            كانت دعائي لا عدمتك صاحبا
                            أقوت معاهدنا وكانت بالهوى
                            معمورة فإخالهن خرائبا
                            وأرى وجوه الشاهدين كأنها
                            تتفقد الوجه المنير الغائبا
                            كنت الأخ المحبوب والإلف الذي
                            لم ينس مفترضا ويهمل واجبا
                            إن كان في عيشي وقد فارقته
                            طيب فليس العيش بعدك طائبا
                            إن الذي كابدت فيه محاذرا
                            ومصابرا لم يبق فيه راغبا
                            توفيق أخطأك الذي تدعى به
                            والموت لا يرعى لحي جانبا
                            أين الكلام الحلو تسقاه المنى
                            كالشهد مهما يختلفن مشاربا
                            أين الأحاديث اللطاف وكلها
                            سير ملئن طرائفا وغرائبا
                            أين المليح بخلقه وبخلقه
                            ألطاهر الشيم النقي مآربا
                            سامي الشمائل فطرة لم يتخذ
                            من غيرهن مراتبا ومناصبا
                            يجني عليه فما تراه حاقدا
                            أو يستفز فما تراه غاضبا
                            ويظل بساما فما هو وجهه
                            بل قلبه وسواه يبسم كاذبا
                            أخلاق إنسان بمعناه الذي
                            صقلت أحقاب فتم مناقبا
                            أحسيب إن تسلب أخالك فإنني
                            شاك كما تشكو الزمان السالبا
                            قد كنت أستاذي فهل أنا واجد
                            قولا يثبت منك قلبا واجبا
                            يكفي عزاء تركه الدنيا وقد
                            ملئت أسى وفواجعا ونوائبا
                            فليلق عند إلهيه ما لم يكن
                            لينال فيها من منى ورغائبا

                            أبكت الروض عليها جزعا

                            أبكت الروض عليها جزعا
                            وردة في عنفوان العمر حانت
                            لبست زينتها عارية
                            لشباب ثم ردت ما استدانت
                            لقيتها الأرض تكريما لها
                            بين جفنين فعزت حيث هانت
                            وابتنت من صدرها قبرا لها
                            جثت الحسنى عليه واستكانت
                            ذبل الريحان حزنا وبدت
                            سنة في أعين النرجس رانت
                            في جنان الخلد عقبى حرة
                            لم تمن يوما إذا الأزهار مانت
                            خابت الدنيا بها لم ترعها
                            وقديما خابت الدنيا وخانت
                            يا فراشات هنا حائرة
                            كلما مرت على القبر تحانت
                            حبذا ألوانك البيض التي
                            مثلما نوعها الحزن استبانت
                            كم بها من ملمح يندى أسى
                            مسحة الدمع تغشته فزانت
                            حبذا أجنحة وهمية
                            حملت وقرا وبالله استعانت
                            كبريقات تناهت سرعة
                            فاستقر الضوء منها وتفانت
                            ما لها ظل إذا ما أوضعت
                            ولها ظل خفيف إن توانت
                            يلمح الظن إذا ما رفرفت
                            سرب أرواح صغيرات تدانت
                            ولها أنات نوح حيثما
                            بلغت سامعة القلب ألانت
                            ما الذي تبغين من جوبك يا
                            شبهات الطير قالت وأبانت
                            نحن آمال الصبا كانت لنا
                            ههنا محبوبة عاشت وعانت
                            كانت الوردة في جنتنا
                            ملكت بالحق والجنة دانت
                            ما لبثنا أن رأيناها وقد
                            هبطت عن ذلك العرش وبانت
                            فترانا نتحرى أبدا
                            إثرها أو نتلاقى حيث كانت

                            تعليق


                            • كم وقفة في بعلبك وقفتها

                              كم وقفة في بعلبك وقفتها
                              أرمي الجهات بناظر رواد
                              بينا أعيد الطرف عنها راويا
                              عجبا وإعجابا إذا هو صاد
                              أرنو ومربأتي بقايا هيكل
                              من أعجب الآثار والأبلاد
                              ألروضة الخضراء تحت مظلة
                              من ناصع النوار في الأعواد
                              والسهل يبسط للنواظر بعدها
                              طرفا روائعها بلا تعداد
                              لطف التناسق بينها حتى انتفى
                              ما بينها من شاسع الأبعاد

                              حبذا النيروز عيدا

                              حبذا النيروز عيدا
                              كلما عاد جديدا
                              هو رأس العام قد
                              أقبل ميمونا حميدا
                              صادق الميعاد
                              لا يخلق وشكا أو وئيدا
                              فتملوه لقاء
                              واغنموا العيش الرغيدا


                              خذ جيد الشعر مما أثبت الماحي

                              خذ جيد الشعر مما أثبت الماحي
                              ما جود الشعر مثل المثبت الماحي
                              ديوان عصر ترى فيه روائعه
                              من كل مزدهر أو كل لماح
                              يسلسل اللفظ فالألباب في طرب
                              من نشوة الروح لا من نشوة الراح
                              ترى قوافيه في حسنها نبتا
                              كما تلاحق مصباح بمصباح
                              إذا ترنم بين الحفل ينشده
                              سمعت آية تبيان وإفصاح


                              يا منى القلب ونور

                              يا منى القلب ونور
                              العين مذ كنت وكنت
                              لم أشأ أن يعلم الناس
                              بما صنت وصنت
                              ولما حاذرت من
                              فطنتهم فينا فطنت
                              إن ليلاي وهندي
                              وسعادي من ظننت
                              تكثر الأسماء
                              لكن المسمى هو أنت


                              بكيت على شحادة يوم ولى

                              بكيت على شحادة يوم ولى
                              فيا للخطب في الحر الأريب
                              وفي الذهب الأديب إذا استمدت
                              معارفه وفي اللسن الخطيب
                              من النفر الأولى عاشوا كراما
                              وبروا في الشهادة والمغيب
                              وربوا من نموه على خصال
                              غوال في النجيبة والنجيب


                              كم شهيدا خلد

                              كم شهيدا خلد
                              التاريخ فيه وشهيدا
                              ذاق من تعذيب
                              دقلتيان نارا وحديدا
                              ساجدا لله لا يرضى
                              لمخلوق سجودا
                              واهبا دنياه لدين
                              وما كان مريدا
                              إن تملكت فلا
                              تتخذ الناس عبيدا
                              ضل من كان لما لم
                              يرد القوم مريدا
                              زمن خط به آباؤكم
                              سفرا مجيدا
                              ثم رد الصبر عنهم
                              ذلك الكيد المبيدا
                              وانقضت تلك النحوس
                              الدكن بل عادت سعودا
                              يبذر البغي دماء
                              ينبت العدل ورودا

                              تعليق


                              • خطبان قد تتابعا وأحربا

                                خطبان قد تتابعا وأحربا
                                لما أصاب الثاكل المنتحبا
                                أنضب ماء عينه مما بكى
                                نجليه حتى قلبه تصببا
                                يوسف أن الرزء جد فادح
                                فارجع إلى العقل إذا الطبع أبى
                                ألم تكن في كل ما مارسته
                                من عرك الدهر وراض المصعبا
                                حكم من الله جرى فاصبر له
                                وعل صبرا يدرأ المغيبا
                                شفع بطفليك اللذين بقيا
                                لك الملاكين اللذين ذهبا
                                واشدد قوى روحك واحمل
                                جاهدا عبئيهما ألست للكل أبا
                                إذا ضحا ظلك ما حالهما
                                معاقبين وهما ما أذنبا
                                يا من بعطفه وبسط كفه
                                كفى الضعاف المعدمين النوبا
                                ووسع العيش لمن ضاق بهم
                                فجعل العيش لهم محببا
                                كيف يكون يؤسهم إن حرموا
                                ذاك النصير الأريحي الحدبا
                                والأصفياء الكثر ما وحشتهم
                                إن فقدوا أنس الصفي المجتبى
                                وأمة أنت فتاها المرتجى
                                في كل ما تبغي وينأى مطلبا
                                لا تقطن سببا عزت به
                                ولم يكن إلاك ذاك السببا
                                دوريس كانت في حلاها زهرة
                                واليوم أمست في علاها كوكبا
                                أبهى البنات صورة أنقى
                                اللدات سيرة أعفهن مشربا
                                مرت بدنياها فلم تأتلفا
                                وليس للضدين أن يصطحبا
                                فما درت منها ولا عنها سوى
                                ما كان ملهى طاهرا وملعبا
                                يا أمها وأنت أهدى قدوة
                                للأمهات خلقا وأدبا
                                إيمانك الحي وهذا وقته
                                يهون البلوى ويأتي العجبا
                                عيشي وربي ولديك فهما
                                يعزيان الفاقد المحتسبا
                                وارعي أباهما فما أحوجه
                                إلى التي رعته من عهد الصبا
                                في جنة الله وفي نعيمه
                                مغتربان عنده ما اغتربا
                                تغيبا عن العيون غدوة
                                لكن عن القلوب ما تغيبا


                                ذكراك بالإكبار والإعجاب

                                ذكراك بالإكبار والإعجاب
                                تبقى مجددة على الأحقاب
                                عام به كر الزمان وفره
                                جاز الحساب ولم يكن بحساب
                                فإذا الذي عمر اليقين فؤاده
                                في حيرة المتردد المرتاب
                                ألقى حواصبه على الدنيا فما
                                بلد نجا من حاصب منتاب
                                طير أبابيل حجارتها اللظى
                                تدع القرى في وحشة وتباب
                                وتعاقب العزل الضعاف وما جنوا
                                بصواعق ليست بنات سحاب
                                فالأرض راوية الثرى بدم جرى
                                والدمع ممزوج بكل شراب
                                هل هذه المثلات وهي روائع
                                فيها لنا عظة وفصل خطاب
                                ماذا نعد لذودها عن حوضنا
                                يكفي الدعاب لات حين دعاب
                                فليسأل الأحياء موتاهم فقد
                                تهدي فضائلهم أولي الألباب
                                اليوم تخلو مصر للذكرى وكم
                                ذكرى تنفس من كروب مصاب
                                فتعيد سيرة ذلك القطب الذي
                                بجلاله هو قدوة الأقطاب
                                حمل الأمانة وهي جد ثقيلة
                                وعتاب مودعها أشد عتاب
                                ومن الأمانة ما يناء بعبئه
                                ويزيد حزم الشيخ عزم شباب
                                أي الرجال سوى ابن بجدتها لها
                                وسبيلها محفوفة بعقاب
                                لبى محمد إذ دعته بلاده
                                طوعا لحكم وفائه الغلاب
                                ورياسة الوزراء هل تحلو وما
                                من سؤرها في الكأس غير الصاب
                                كانت وكل الأمر مستعص بها
                                والسير بين مخارم وشعاب
                                فنضالها الرأي النزيه عن الهوى
                                ومضى وبين يديه نور صواب
                                مستكمل الأخلاق للعلياء في
                                درجاتها مستكمل الآداب
                                يقظ لكل جليلة ودقيقة
                                حذر ولكن ليس بالهياب
                                ومجامل يرعى بما فيه الرضى
                                كلا على قدر وليس يحابي
                                في أي وقت لم يطل وكأنه
                                عمر طويل الهم والأوصاب
                                وهب المحب قواه وهي مضنة
                                لله در الحب من وهاب
                                لرخاء أمته وعزة جيشها
                                لم يدخر سببا من الأسباب
                                فإذا المعاضل واجدات حلولها
                                وإذا المضايق واسعات رحاب
                                وإذا الحياة تعود ذات بشاشة
                                والبؤس ينظر كاشر الأنياب
                                يا من نأى عن مصر فاجتمعت على
                                ثكل وما في الثكل من أحزاب
                                من بدء عهدك ما فتئت مكافحا
                                تطأ الصعاب بعزمك الوثاب
                                وعلى التنوع في اتجاهك لم ترم
                                مسعاك متصل وشأنك راب
                                تبكي المكارم أريحيتك التي
                                كانت تحقق أنبل الآراب
                                تبكي مباني البر أسمح من بني
                                للبر والحاجات جد رغاب
                                تبكي صروح العلم خير موطيء
                                أكنافها لمطالب الطلاب
                                يأسى البيان وأي خطب خطبه
                                في أبرع الخطباء والكتاب
                                تأسى النيابة أن تبين وكنت من
                                حصفائها وثقاتها الصياب
                                أنجزت في الدنيا كتابك معجلا
                                وحملت للعليا أبر كتاب
                                فأصبت في الأولى أعز كرامة
                                وأًصبت في الأخرى أجل ثواب

                                إن في مجتمع

                                إن في مجتمع
                                اليوم لتذكارا مفيدا
                                عظة مجدية
                                والدرس أجدى ما أعيدا
                                معهد التوفيق
                                يستنفد للخير الجهودا
                                صرح عرفان على
                                أسس من الإحسان شيدا
                                نشأ النابتة
                                المثلى وأنماها عديدا
                                يا وزير العلم
                                لا زلت لأهليه عميدا
                                أنت من يسبق منه
                                ناجز الفضل الوعودا
                                أولى هذا البيت عونا
                                توله نجحا أكيدا
                                كلما زيد ندى
                                أعطت مجانية مزيدا
                                حبذا النيروز عيدا
                                كلما عاد جديدا
                                هو رأس العلم
                                قد أقبل ميمونا حميدا
                                صادق الميعاد
                                لا يخلق وشكا أو وئيدا
                                فتملوه لقاء
                                واغنموا العيش الرغيدا

                                يا حسن حضارة العروبة إنها

                                يا حسن حضارة العروبة إنها
                                في كل معنى نجعة المرتاد
                                من لي بوصف جمالها وجمالها
                                يعيي بيان الواصف المجواد
                                يردى ونضر غياضه ورياضه
                                نعم الحياة تجمعت في واد
                                ماذا يريكم من روائع حسنها
                                تصويرها ببراعة ومداد
                                كم في الحزون وفي السهول وراءها
                                عجب يروع نواظر الأشهاد
                                آيات تدبيج يتم رواؤها
                                بتلمع الأنهار في الأرآد
                                ويكاد بحر الآل في أطرافها
                                يشجو السماع بموجه الهداد
                                حتى يصير مدى محاسنها إلى
                                سفح يطوقها بطوق جساد
                                عال ذراه يلوح فوق بياضها
                                جمر الغمائم من خلال رماد

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                                المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                                يعمل...
                                X