إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأديب اللبناني جبران خليل جبران ملف كامل

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    الأمة المخمورة

    إني منيت بأمة مخمورة.... من ذلها ولها القناعة مشرب
    لا ظلم يغضبهم ولو أودى بهم ....أتعز شأنا أمة لا تغضب
    إن يبك ثاكل ولده وزجرته ....عن نحبه ألفيته لا ينحب
    وإذا نهيت عن الورود عطاشهم.... وتحرقت أكبادهم لم يشربوا
    وإذا أذبت الشحم من أجسامهم.... تعبا فإن نفوسهم لا تتعب
    أعياني التفكير في أدوائهم.... مما عصين وحرت كيف أطبب
    إن الجماد أبر من أرواحهم ....بهم وأمتن في الدفاع وأصلب
    فلأبنين لهم جدارا ثابتا ....كالأرض لا يفنى ولا يتخرب
    تقع الدهور وكل جيش ظافر ....من دونه وثباته متغلب
    وتهز منكبة الصواعق حيثما.... شاءت ولا يهتز منه المنكب
    ويعضه ناب الصواعق محرقا.... فيرده كسرا ولا يتثقب
    ويميد ظهر الأرض تحت ركابه.... وركابه في المتن لا تتنكب
    ولأجعلن به البلاد منيعة ....يرتد عنها الطامع المتوثب
    ولأدعون ممالكي وشعوبها ....باسمي فيجمع شملها المتشعب
    ولأمحون رسوم أسلافي بها.... فيبيت ماضي الصين وهو محجب
    ويظن عهدي بدء عهد وجودها.... فيتم لي الفخر الذي أطلب

    سكوتي إنشاد

    سُكُوتِيَ إِنشادٌ وَجُوعِـيَ تـخمَـةٌ .... وَفِي عَطَشي ماء وَفِي صَحوَتِي سكرُ
    وَفِي لَوعَتِي عُرسٌ وَفِي غُربَتِـي لقـاً .... وَفِي باطِنِي كَشفٌ وَفِي مَظهَري سترُ
    وَكَم أَشتَكي هَمّاً وَقَلبِـي مُفاخـرٌ .... بِهَمِّي وَكَم أَبكِـي وَثَغـريَ يَفتـرُ
    وَكَم أَرتَجي خِلاً وَخِلِّـي بِجانِبِـي .... وَكَم أَبتَغي أَمراً وَفِي حَوزَتِي الأَمـرُ
    وَقَد يَنثُـرُ اللَّيـلُ البَهيـمُ منازِعِـي .... عَلَى بسطِ أَحلامِي فَيَجمَعُها الفَجـرُ
    نَظَرتُ إِلَى جِسمِي بِمِرآةِ خاطِـرِي .... فَأَلفَيـتُـهُ رُوحـاً يُقَلِّصُـهُ الفِكـرُ
    فَبِي من بَرانِي وَالَّذِي مَـدَّ فسحَتِـي .... وَبِي المَوتُ وَالمَثوَى وَبِي البَعثُ وَالنَشرُ
    فَلو لَم أَكُـن حَيّاً لَما كُنـتُ مائِتـاً .... وَلَولا مُرامُ النَّفسِ مَا رامَنِـي القَبـرُ
    وَلَمَّا سَأَلتُ النَّفسَ مَا الدَّهرُ فَاعِـلٌ .... بِحَشدِ أَمَانِينا أَجَابَـت أَنَـا الدَّهـر

    تعليق


    • #62
      الأمس

      كان لي بالأمـس قلـب فقضى ...... و أراح الناس منه و استراحْ
      ذاك عهد من حياتي قد مضى ...... بين تشبيب و شكوى و نواحْ
      إنـّما الحـبّ كنجـم في الفضاء...... نوره يمحـى بأنوار الصبـاحْ

      و سرور الحبّ وهم لا يطول ...... و جمـال الحــبّ ظلّ لا يقيمْ
      و عهود الحـبّ أحــلام تزول ...... عندما يسـتيقـظ العقـل السليمْ

      كم سهرت الليل و الشوق معي ...... سـاهر أرقبـه كي لا أنامْ
      و خيال الوجد يحمي مضجعي ...... قائلاً : "لا تدن ! فالنوم حرامْ"
      و سقامي هامس في مسمعي : ...... "من يريد الوصل لا يشكو السقامْ"


      تلك أيام تقضّـت ، فابشري ، ...... يا عيوني ، بلقا طيف الكرى
      و احذري ، يا نفس ، ألا تذكري ...... ذلك العهد و ما فيـه جرى

      كنت أن هبـّت نسيمات السحرْ ...... أتلوّى راقصاً من مرحي
      و إذا ما سكب الغيم المطـرْ ...... خلتــه الراح فأملا قدحي
      و إذا البدر على الأفق ظهرْ ...... و هي قربي صحت :"هلاّ يستحي!"

      كلّ هذا كان بالأمس ، و ما ...... كان بالأمس تولـّى كالضبابْ
      و محا السلوان ماضيّ كما ...... تفرط الأنفاس عقداً من حبابْ

      يا بني أمي إذا جاءت سعادْ ...... تسأل الفتيان عن صبّ كئيبْ
      فاخبروها أنّ أيـّام البعادْ ...... أخمدت من مهجتي ذاك اللهيبْ
      و مكان الجمر قد حلّ الرمادْ ...... و محا السلوان آثار النحيبْ

      فإذا ما غضبتْ لا تغضبوا ...... و إذا ناحت فكونوا مشفقينْ
      و إذا ما ضحكتْ لا تعجبوا ...... إن هذا شأن كل العاشقينْ

      ليت شعري ! هل لما مرّ رجوعْ ...... أو معادٌ لحبيبٍ و أليفْ ؟
      هل لنفسي يقظة بعد الهجوعْ ...... لتريني ماضيّ المخيفْ ؟
      هل يعي أيلول أنغام الربيعْ ...... و على أذنيه أوراق الخريفْ

      لا ، فلا بعث لقلبي أو نشور ...... لا ، ولا يخضرّ عود المحفل ِ
      و يد الحصـّاد لا تحيي الزهور ...... بعد أن تبرى بحدّ المنجل ِ

      شاخت الروح بجسمي و غدتْ ...... لا ترى غير خيالات السنينْ
      فإذا الأميال في صدري فـَشـَتْ ...... فبعكـّـاز اصطباري تستعينْ
      و التوتْ مني الأماني و انحنتْ ...... قبل أن أبلغ حدّ الأربعينْ

      تلك حالي فإذا قالتْ رحيلْ : ..... ما عسى حل به ؟ قولوا : الجنونْ
      و إذا قالت : أيشفى و يزولْ ...... ما به ؟ قولوا : سـتشـفيه المنونْ

      تعليق


      • #63
        البعض نحبهم

        لكن لا نقترب منهم ........ فهم في البعد أحلى
        وهم في البعد أرقى .... وهم في البعد أغلى

        والبعض نحبهم
        ونسعى كي نقترب منهم
        ونتقاسم تفاصيل الحياة معهم
        ويؤلمنا الابتعاد عنهم
        ويصعب علينا تصور الحياة حين تخلو منهم.

        والبعض نحبهم
        ونتمنى أن نعيش حكاية جميله معهم
        ونفتعل الصدف لكي نلتقي بهم
        ونختلق الأسباب كي نراهم
        ونعيش في الخيال أكثر من الواقع معهم

        والبعض نحبهم
        لكن بيننا وبين أنفسنا فقط
        فنصمت برغم الم الصمت
        فلا نجاهر بحبهم حتى لهم لان العوائق كثيرة
        والعواقب مخيفه ومن الأفضل لنا ولهم أن تبقى
        الأبواب بيننا وبينه مغلقه...

        والبعض نحبهم
        فنملأ الأرض بحبهم ونحدث الدنيا عنهم
        ونثرثر بهم في كل الأوقات
        ونحتاج إلى وجودهم ....كالماء ..والهواء
        ونختنق في غيابهم أو الابتعاد عنهم

        والبعض نحبهم
        لأننا لا نجد سواهم
        وحاجتنا إلى الحب تدفعنا نحوهم
        فالأيام تمضي
        والعمر ينقضي
        والزمن لا يقف
        ويرعبنا بأن نبقى بلا رفيق

        والبعض نحبهم
        لان مثلهم لا يستحق سوى الحب
        ولا نملك أمامهم سوى أن نحب
        فنتعلم منهم أشياء جميله
        ونرمم معهم أشياء كثيرة
        ونعيد طلاء الحياة من جديد
        ونسعى صادقين كي نمنحهم بعض السعادة

        والبعض نحبهم
        لكننا لا نجد صدى لهذا الحب في
        قلوبهــم
        فننهار و ننكسر
        و نتخبط في حكايات فاشلة
        فلا نكرههم
        ولا ننساهم
        ولا نحب سواهم
        ونعود نبكيهم بعد كل محاوله فاشلة

        .. والبعض نحبهم ..
        .. ويبقى فقط أن يحبوننا ..
        .. مثلما نحبهم ..

        يتبع

        تعليق


        • #64
          ماذا أصاب أباك الشيخ واحربا

          ماذا أصاب أباك الشيخ واحربا
          وكنت بهجته في العيش والأربا
          وكان في آخر الأيام مطعمه
          أن تستديم له في قومه عقبا
          تركته والها قد أرعشت يده
          والقلب محترق والدمع قد نضبا
          ينوء ثكلا وقبل الثكل لا نصبا
          شكا وإن جل ما يلقى ولا وصبا
          هذا جزاؤك يا أوفى البنين لمن
          في كل ذي ولد كان الأبر أبا
          كلا ولكن حكما لا مرد له شجا
          بني الشرق في النجم الذي غربا
          وليس ذنبك أن الموت من قدم
          يعاجل النخب الأخيار والنجبا
          أنطون عوجل في شرخ الشباب فهل
          في الربع أنس وأنس الربع قد ذهبا
          قد كان من خير فتيان الحمى خلقا
          وكان من خير فتيان الحمى أدبا
          وكان في أولياء العدل مفخرة
          لا يلتوي رغبا أو ينثني رهبا
          وكان في نجدة داعية بلا مهل
          في نصرة الحق هان الأمر أو صعبا
          وكان أيمن من يرعى لأمته
          عهدا إذا انتدبته أو إذا انتدبا
          وكان في موقف الفخر الجدير به
          ما يدعي حسبا أو يدعي نسبا
          أليس منجبه ذاك الكفيل بما
          يكفي العفاة وذاك الحازم الأربا
          معاهد الخير لن تنسى لجرجسها
          ما استوهب الناس للحسنى وما وهبا
          بنى لهم بمساعيه وهمته
          من المآثر ما يقضي له عجبا
          يسومه البر ألوان العناء فما
          يبهى ويستأنف المجهود ما وجبا
          قل الأماجد من هذا الطراز وهل
          يفوز بالمجد من لم يحكم السببا
          انظر إلى عظماء القوم في جزع
          كأنهم سلبوا الذخائر الذي سلبوا
          توافدوا ليواسوه بأحسن ما
          أوحت محامده الأشعار والخطبا
          يا من نعزيه عن فقد الحبيب وما
          نأى الحببب الذي من ربه قربا
          أين النعيم بجنات مخلدة
          من بؤس دنيا يعاني أهلها الكربا
          سبحان من في مدار الكون يشهدنا
          فيما يصرفه الأنوار والسحبا
          يجلو الشموس ويطويها بقدرته
          وفي رحاب علاه ينقل الشهبا

          تعليق


          • #65
            إربأ بنفسك أن تكون نجيبا

            إربأ بنفسك أن تكون نجيبا
            وازجر خليلك أن يكون أديبا
            فلقد أرى موت الأديب حياته
            والعيش موتا يلتقيه ضروبا
            وأرى جوائز فضله وعلومه
            إعساره والداء والتعذيبا
            يا للذكءا ينيرنا بضيائه
            ويكون للجسم المضيء مذيبا
            اللعلوم نظنها نعما لنا
            فنصيبها نقما لنا وخطوبا
            ماذا أفادك أن تكون محررا
            ومحبرا ومفوها ولبيبا
            من كل مبتكر أغر محجب
            إلا عليك فلم يكن محجوبا
            ومجدد كالدر يبدل صوغه
            فتخاله عين الخبير قشيبا
            نظم تزيد به الحقيقة رونقا
            وتعيد مبتذل الأمور غريبا
            كالشمس يسطع نورها في حمأة
            فيحيل قاتم لونها تذهيبا
            يا خير من خط الرثاء لو أنه
            يجري لسال محاجرا وقلوبا
            هلا نعيت به شبابك قبل أن
            تنعى محبا راحلا وحبيبا
            يا ناسجا برد الروايات التي
            ترمي بها الغرض الشريف مصيبا
            هلا قصصت حديث شهم لم يصب
            غير الشقاء من الذكاء نصيبا
            غصن نما حتى زكت أثماره
            فرماه كيد زمانه مقضوبا
            فمضيت مبكيا وما يغنيك لو
            أنا ملأنا الخافقين نحيبا
            هذا جزاؤك باحثا متسهدا
            مستنفدا عرق الجبين صبيبا
            هذا جزاؤك فاضلا في أمة
            ما زال فيها الألمعي غريبا
            يتفكه النفر الأفاضل منهم
            بجنى حياتك شاعرا وأريبا
            يتفكهون بأحرف أودعتها
            تلخيص عمرك مشرقا ومغيبا
            مهلا وداعك للحياة تخطه
            من مهجة كادت تجف نضوبا
            نفثات مصدور علت زفراته
            حتى نرى التصعيد والتصويبا
            عبرات محتضر يضيء كشمعة
            تفنى وترسل دمعها مسكوبا
            كلم كستهن الكآبة لونها
            فحكين أنوار الزوال غروبا
            فارقد كما أحرى الردى وهو الكرى
            أن يستطاب على الأسى فيطيبا
            ألقبر أفضل للفتى من مضجع
            فيه يقلب موجها تقليبا
            وجلامد الأرماس أهون محملا
            من أن يحمل مثلهن كروبا

            تعليق


            • #66
              مصاب مصر مصاب العالم العربي

              مصاب مصر مصاب العالم العربي
              هل مدمع في ربوع الضاد لم يصب
              أين الزعيمة كانت للفدى مثلا
              بالجهد والمال أو بالنفس إن يجب
              فقد تفردت بالأفعال باهرة
              كما تفردت بالأقوال والخطب
              إن حزت أعلى وسام للكمال ففي
              كل القلوب لك العليا من الرتب
              وفي اتحاد النساء العالمي أما
              خلا لك الصدر عن حب وعن رغب
              نفحت عن مصر في إبان ثورتها
              ولم يروعك بأس الجحفل اللجب
              وفي جهادك لم تألي مراعية
              ما للعروبة من إصر ومن نسب
              تؤيدين الذين استبسلوا فحموا
              أوطانها برماح الخط والقضب
              في كل مرحلة تابعت وثبتهم
              والعون يتبع منك العون عن كثب
              وهل فلسطين تنسى ما بذلت لها
              فيما تعانيه من حرب ومن حرب
              إلى نهاية ما في الجسم من رمق
              كافحت في جلد عنها وفي دأب
              غاليت فيما تقاضيت الحياة وما
              شكوت من سأم يوما ولا نصب
              وقد أبيت إذا داعي السلام دعا
              إلا الشهادة والأعداء لم تغب
              كائن جهدت لإنصاف الشعوب وكم
              شهدت مؤتمرا في كل مغترب
              سلاحك الحق إن ألقى أشعته
              هوت أباطيلهم رأسا على عقب
              وهل سلام إذا لم تنتصف أمم
              أغلى مرافقها نهب لمنتهب
              وهل يقال إخاء والسبيل دم
              والصدق تغشاه ألوان من الكذب
              أما رسالتك المثلى فما برحت
              كما بدأت بها موصولة السبب
              ماذا صنعت لإنصاف النساء وكم
              دفعت عنهن من كيد ومن ريب
              هل يسلم الشعب والشطر الولود به
              من الإماء وهل ينجو من العطب
              حررتهن برغم الكاشحين ومن
              يسعى بعزمك لم يخفق ولم يخب
              وكان خير اتحاد ما جمعت به
              من نابهات الغواني نخبة النجب
              مؤسساتك لو عدت ولو وصفت
              لما انتهى عجب إلا إلى عجب
              آيات عصر جديد للرقي يرى
              مستقبل الشعب فيها كل مرتقب
              بها تعد البنات الصالحات له
              والأمهات لجيل عامل درب
              ماذا صنعت ولم تخطئك مأثرة
              للعلم والفن والأخلاق والأدب
              ظلت رحابك دهرا لا يلم بها
              راج على دهره نصرا ولم يجب
              وكم أعنت صناعا في صناعته
              وكم نشرت من الأسفار والكتب
              يؤمها بالأماني العفاة وما
              ينأى عن الخير منها كل مقترب
              زعيمة النهضة الكبرى بلغت بها
              ما عز قبلك أن يرجى من الأرب
              لم تذخري دونها شيئا يضن به
              من طيب عيش ومن جاه ومن نشب
              فالقي ثوابك في الجنات ناعمة
              من يقرض الله ما أقرضته يثب
              محمد اسلم لقوم من مفاخرهم
              إنجاب مثلك في الصيابة النجب
              جل الذي أكمل الأخلاق فيك بما
              زكا من النسب الوضاح والحسب
              وأنت يا بثن دومي وليدم بكما
              مجد إلى خير أم يعتزى وأب
              صوني اتحادا تولته هدى فغدا
              قطبا له شأنه في نهضة العرب
              وما لمصر وللجارات من صلة
              تعزها كنظام الشمس والشهب

              تعليق


              • #67
                يا من يقيمون لاستقالهم عيدا

                يا من يقيمون لاستقلالهم عيدا
                لن تسرفوا فيه تعظيما وتمجيدا
                ولن توفوه حقا من مواجبه
                لو جزتم الحد تزيينا وتشييدا
                أوحى إليكم هوى لبنان عاطفة
                لم تبق في الأرض تقريبا وتبعيدا
                ففي النوى تستقي منه نواظركم
                طيبا وأسماعكم تروى أغاريدا
                لله لبنان ما أبهاه من جبل
                يمشي به الحسن تصويبا وتصعيدا
                في كل موقع طرف آية عجبتك
                في المنى وتريح الذهن مكدودا
                ترابه يخرج الأزهار مونقة
                وماؤه قرقف ينشي الأماليدا
                لا يستعيض به الجنات بائسه
                وقد يكون عن الأقوات مصدودا
                أحمدت همتكم برا به ورضي
                عنه وما زال راعي العهد محمودا
                لكنين موجس خوفا لغاشية
                تبث في جذلي حزنا وتنكيدا
                أخشى شظايا أراها من تفرقكم
                إن تصدق الصحف ترجيعا أو ترديدا
                فإن تكونوا كما تبدي فوا حربا
                أن تكذبوا الله والأوطان تعييدا
                بعض الأسى إن طغى يدعونه طربا
                وللأذى نوبة يدعونها عيدا
                ترون لبنان إن عقته فتيته
                إلا العيون تباكت والجلاميدا
                إني أعيذ وفاء تجهرون به
                كما أعيذ أولي الرأي الأماجيدا
                لا يعصم العيد أوطانا ممزقة
                ولا تقي الزينة القوم الأبابيدا
                بلادكم فاجعلوها نصب أعينكم
                وأيدوها على الأحداث تأييدا
                ولا تضنوا عليها باتحادكم
                فإن خير الهوى ما كان توحيدا
                هذا كتابي تنبيها لطائفة
                منكم تؤودها الأحقاد تأويدا
                أما الأولى منحوا لبنان حبهم
                ولم يبيدوه بالأغراض تبديدا
                فليمجد الجبل الحر المنيع بهم
                وليشتمل ظله الأمصار والبيدا
                وليرفع الجيد كل من بنيه كما
                يرونه رافعا فوق الربى جيدا
                وليعلم الناس في أقصى البسيطة ما
                قد أحرزوه له عزا وتوطيدا
                تدبروا قصدكم والله يمنحكم
                في نهج تحقيقه قصدا وتسديدا


                أسى أن تولى نعمة الله موحشا

                أسى أن تولى نعمة الله موحشا
                معاهده فلتبكه بركات
                ولا تقبل التأساء فيه مدارس
                بنوها عليه نوح وبكاة
                مضى تاركا في قلب كل مهذب
                من الود مالا تنفس التركات
                فتى صرح لا كنهه غير ما بدا
                عليه ولا الآراء مرتبكات
                ولم توصم الآداب منه بريبة
                ولم تذمم الآراب والحركات
                حكيم بدنياه عليم بدينه
                سليم به الأخلاق والملكات
                عقيدته في منعة مطمئنة
                ومن حولها العلات معتركات
                إذا جاءه خير أذاع الرضى به
                أو جاءه ضير لم تخنه شكاة
                وإن يقن لا يقن الحطام وغيره
                تعز عليه فدية وزكاة
                به شركات البر عادت قوية
                وقوتها أن تصدق الشركات
                تبتل زهدا في الليالي وطيبها
                ففي طيبها الآفات والهلكات
                ألم يتبين سوء ما تضمر الدجى
                وأستارها في الصبح منتهكات
                فيا آله هذي من الدهر فتكة
                تهون إذا قيست بها الفتكات
                أتغني فتيلا من عزيز وقد ثوى
                دموع بها الأرواح منسفكات
                بداود فأتموا فإن حصانه
                لكالطود والأحداث مؤتفكات
                هو الكوكب الهادي بساطع نوره
                إذا اشتدت الأسداف والحلكات
                له القلم الفياض علما وحكمة
                كماء الغوادي لم تشبه نكات
                معانيه كالعقد الفريد نظيمه
                وألفاظه كالتبر منسبكات
                ويا من عليه في المدائن والقرى
                مآتم أهل الفضل محتبكات
                سموت عن الدنيا وأنت موفق
                عليك سلام الله والبركات

                تعليق


                • #68
                  يا أيها ذا الوطن المفدى

                  يا أيها ذا الوطن المفدى
                  تلق بشرا وتمل السعدا
                  لم يرجع العيد مريبا إنما
                  أراب قوم منك ضلوا القصدا
                  يا عيد ذكر من تناسى أننا
                  لم نك من آبقة العبدى
                  كنا على الأصفاد أحرارا سوى
                  أن الرزايا ألزمتنا حدا
                  كنا نجيش من وراء عجزنا
                  كمتوالي الماء لاقى سدا
                  حتى تدفقنا إلى غايتنا
                  تدفق الأتي أو أشدا
                  وكل شعب كاسر قيوده
                  بالحق ما اعتدى ولا تعدى
                  فلم نكن إلا كراما ظلموا
                  فاستنصفوا ولم نطش فنردى
                  إني أحس في الصدور حرجا
                  يقيمها وفي الزفير صهدا
                  إياكم الفتنة فهي لو فشت
                  في أجمات الأسد تفني الأسدا
                  أما رأيتم صدأ السيف وقد
                  غال الفرند ثم نال الغمدا
                  فلا تفرقوا ولا تنازعوا
                  أعداؤنا شوس وليسوا رمدا
                  أخاف أن نمكنم منا بما
                  يقضي لهم ثأرا ويشفي حقدا
                  أو أن نقيم حججا دوامغا
                  لهم علينا فنجيء إدا
                  قد زعموا الشورى لنا مفسدة
                  على صلاحها أقالوا جدا
                  وهل أزلنا مستبدا واحدا
                  عنا كدعواهم لنستبدا
                  دعاة الاستثثار إن لم تنتهوا
                  وترعووا ساء المصير جدا
                  بصحة الشورى نصح كلنا
                  فإن أربنا قتلتنا عمدا
                  في كل شعب كثرت أجناسه
                  لا شيء كالقسط يصون العقد
                  تشاركوا في الحكم واختاروا له
                  خيار كل ملة يستدا
                  إن السراج للذي جاوره
                  أجلى من النجم سنى وأهدى
                  تعاونوا ترقوا فإن تنافروا
                  على الحطام لم تصيبوا مجدا
                  أغلى تراث في يديكم فاحرصوا
                  من قدر الذخر تفادى الفقد
                  دولتنا دولتنا نذكرها
                  بأنفس تدمى عليها وجدا
                  ألحرة المنجبة الأم التي
                  بالمال تشرى والقلوب تفدى
                  إخشوا علينا اليتم منها فلقد
                  أرى أمر اليتم أحلى وردا
                  وأنتم يا أمتي أريدكم
                  عند رجائي حكمة ورشدا
                  يا أمتي بالعلم ترقون العلى
                  وتكسبون رفعة وحمدا
                  وبالوفاق تملكون أمركم
                  وتغنمون العيش طلقا رغدا
                  فمن يخالف صابروه إنه
                  لذاهب فراجع لا بدا
                  أليس تائبا إلى حياته
                  من لمح الخطب بها قد جدا
                  فإن غوى أخو نهى فمهلة
                  حتى يرده نهاه ردا
                  متى أرى الشرقي شيئا واحدا
                  كما أرى الغربي شيئا فردا
                  متى أرانا أمة توافقت
                  لا مللا ممتسكات شدا
                  كم سبقتنا أمة فاتحدت
                  وأدركت شأنا به معتدا
                  قام بنوها كالعماد حولها
                  فبسطوا رواقها ممتدا
                  سعت إلى غايتها قصدا على
                  تثبت فبلغتها قصدا
                  تلك لعمري سنة نجا بها
                  من قبل أقوام أنتحدى
                  ليأت حرصنا على البقاء أن
                  جدت بنا حال ولا نجدا
                  كالطلل الباقي على إقوائه
                  لا عامرا يلفى ولا منهدا
                  نصيحتي نظمتها ودا لكم
                  ولو نثرت لم أزدها ودا
                  ألفاظها ندية بأدمعي
                  على التلظي والمعاني أندى
                  أرسلتها مع الضمير مثلما
                  جاءت وما أفرغت فيها جهدا
                  إني أبالي وطني أصدقه
                  وما أبالي للوشاة نقدا

                  تعليق


                  • #69
                    بسم الثغر فى محيا الوادي

                    بسم الثغر في محيا الوادي
                    لك يا ابن الأعزة الأجواد
                    وتجلت ذكاء توقد زينات
                    أفانين في الرياض النوادي
                    وعلت نغمة السرور ورقت
                    جأرات الخضم ذي الإزباد
                    حبذا موقف القران وبيت
                    الله يزهو كالكوكب الوقاد
                    وعلى إكليل العروسين قد بارك
                    فاد إكليله من قتاد
                    فأعاد النوار أبهج نبت
                    ضاحك النور في دموع الغوادي
                    والمصابيح في البخور كأطيار
                    عكوف جماعة وبداد
                    أو أزاهير في قوارير من
                    شبه الجنان المعلقات بوادي
                    والتهاليل والمعازف تشجي
                    بضروب الإيقاع والإنشاد
                    نغمات تزودت كل نفس
                    من صداها للعمر أطيب زاد
                    حبذا في الصروح صرح مشيد
                    لعميم القرى كثير الرماد
                    حسنات الفنون جمعن فيه
                    من تؤام محبب وفراد
                    مبدعات توافر الذوق فيها
                    بل تناهى في كل شيء مجاد
                    ظبيات في نمرق رائعات
                    ورياض نضر من السجاد
                    وتماثيل من رآها رأى أخفى
                    دبيب الأرواح في الاجساد
                    أتقنتها أيدي الصناعات
                    ليس فيها الإتقان بالمستزاد
                    وأتت عبقرية النقش والرقش
                    ضروبا من فطنة واجتهاد
                    ورأى الحسن رأيه في خطوط
                    الرسم بين القويم والمناد
                    مسكن لو بنوه تبرا لما
                    أعلوه قدرا في أعين النقاد
                    كبيوت الملوك لكن له ألف
                    موال وما له من معاد
                    حبذا في رحابه وذراه
                    زينة العيد أبهج الأعياد
                    وتلاقي أولي الإمارات عقلا
                    ونجارا وثروة في احتشاد
                    علية القوم بينها في طواف
                    ما تشاء المنى وفي ترداد
                    وردوا من عيون تلك المعاني
                    ما شفى غلة النفوس الصوادي
                    وأصابوا لحسهم ما استطابوا
                    من هنيء ومن مريء براد
                    وتساقوا عتيقة بنت رق
                    لم تبعها الأسواق بيع كساد
                    شربوها وكلهم مستعيد
                    من عهود ما ليس بالمستعاد
                    فإذا الفجر بازع من دجاها
                    وإذا الأنس بعد أن راح غادي
                    طيبات قد أحمدوها وما فيها
                    مراء لمأرب أو مرادي
                    ليس بدعا وربة القصر
                    لا تفعل غير الخليق بالإحماد
                    غادة مثل العفاف بها
                    الحسن نقيا صفوا كماء العهاد
                    كل آيات نبلها صادرات
                    عن تمام الحجى ورفق الفؤاد
                    يا سليل الكرام من عنصر يرجع
                    في جاهه إلى آماد
                    وأديبا بين السراة غريبا
                    جاء في جيله من الأفراد
                    ومجيدا فن السماع اتباعا
                    وابتداعا على أجل المبادي
                    فإذا ما استوحى فنثر الشواكي
                    في أغاريده ونظم الشوادي
                    قر عينا بفضل ربك واقرأ
                    سورة البشر في وجوه العباد
                    وتلق العروس يوفدها الخدر
                    إلى القصر أيما إيفاد
                    في احتفال إلى نهاية ما
                    ينطلق الطرف ركبه متمادي
                    غاية في الجمال بورك فيها
                    لك زوجا وآية في الرشاد
                    أدب رائع وعلم وفير
                    وحديث عذب ولطف بادي
                    وحياء في عزة في احتشام
                    من أبيها وأمها مستفاد
                    إن يوم الوصال هذا لوعد
                    كان بين الروحين قبل الولاد
                    سر ما سر من قلوب وأجلى
                    عن سماء الصفاء كل اربداد
                    وأتم النعماء أن كان فيه
                    مثل حظ السراة حظ السواد
                    كيف تحظى بالنور عين إذا لم
                    يتكامل بياضها بالسواد
                    ما كثير الإحسان إلا قليل
                    في تفادي الأذى ورد نآدا
                    وببعض الإصلاح من شأن عاف
                    يتقى طائل من الإفساد
                    ذلكم ما به يجيب نجيب
                    أبدا داعي الضمير المنادي
                    هل نجيب وقد ندا الناس إلا
                    من له حيث كان صدر النادي
                    وله في التجلة الرتبة العليا
                    ويزداد قدرها بالوداد
                    هو في القوم واحد بعلاه
                    جاء في فترة من الآحاد
                    ذو مقام بنفسه وكثيرا
                    ما يكون المقام بالإسناد
                    عرفت قدره البلاد فأعلت
                    قدره فوق مطمع الأنداد
                    نظر في العلى بعيد
                    مراميه ووجه يبش بالقصاد
                    أدب يلبس الملامات ظرفا
                    إن يقلها في معرض الإرشاد
                    همة لا يعوقها عن مداها
                    عائق من تردد أو تفادي
                    والأماني ليس تدرك وثبا
                    بل بعزم لا ينثني واطراد
                    أتراني أحصي مزايا نجيب
                    وهي تعصي التقييد بالتعداد
                    مبدع في طرائق النبل هل
                    أبديء فضل ولم يكن بالبادي
                    عادل النفس واقف في
                    سبيل الحق للظالمين بالمرصاد
                    صادق الوعد صدق حر ولكن
                    قد يرى وهو مخلف الإيعاد
                    وله في سياسة الناس وحي
                    شف عن رأي حاذق نقاد
                    ربما خلت أنه مستشاط
                    غضبا وهو ساكن الطبع هادي
                    أو ظننت الطريق غير التي
                    يسلكها وهو في طريق السداد
                    يبلغ الأمر بالتقاصر
                    لا يبلغه غيره بطول النجاد
                    رب لحظ من ناعم الظفر فيه
                    سطوة لا تكون في الآساد
                    رب قول يخافت الصوت فيه
                    واقع فوق موقع الإرغاد
                    رب رأي أنال ما لم ينله
                    بطش غاز بعسكر وعتاد
                    طالب الصعب والنصير نجيب
                    ليس تعدوه عن نجاح عوادي
                    كل آو إلى نجيب فقد لاذ
                    بركن الندى وحصن الذياد
                    كل علم وكل فن مصيب
                    في ذراه حظا من الإمداد
                    وله في النوال مبتكرات
                    شملت كل ناطق بالضاد
                    إن بالشرق روضة من بيان
                    برزت من حلاه في أبراد
                    أي شيء أشهى إلى النفس من
                    إنصات أطيارها وفياض شادي
                    خير فخر لأمة ذات مجد
                    فخرها بالأكارم الأمجاد
                    رحم الله يا نجيب أبا
                    مثلت ما فيه من معان جياد
                    أي باق في صفحة الحمد أبقى
                    من مساع خلدتها وأياد
                    يوم تصلى ممالك الأرض حربا
                    ويغطى وجه الثرى بجساد
                    ويئن الشآم تحت كروب
                    شاملات الأغوار والأنجاد
                    يا لها نكبة بقومي حلت
                    أرهقتهم في مدنهم والبوادي
                    كلما جد ما يصورها لي
                    أو يداني ذكرتها بارتعاد
                    فاق فيها بشدة كل يوم
                    ما حكوا عن سبع السنين النداد
                    كل حال أحالها الذعر حتى
                    أنكرت أخرياتهن المبادي
                    فعل الجوع في النفوس فعالا
                    عاد منها الأحرار كالأوغاد
                    آخر الجهد راح ينفقه
                    المائت في سجدة لذي استبداد
                    لهف نفسي على ألوف توفوا
                    من جياع النساء والأولاد
                    ورجال دكوا لفرط هزال
                    وهم قبل ذاك كالأطواد
                    ما نجا غير من تدارك منهم
                    في خفاء ندى همام جواد
                    ففداهم من المنون وكانوا
                    بين أيدي المنون أكرم فادي
                    وأقال الأعراض من عثرات
                    مستعان ما ضن بالإنجاد
                    يا بلادي هل في العناء كما عانيته
                    من ضروب الاستعباد
                    أي تعس كتعس دار عليها
                    يتوالى الفساد بعد الفساد
                    كل جيش إن قام فيها بدعوى
                    رد عاد أقام عذرا لعادي
                    أو أتى ظافرا فيا نكر شكر
                    يتقاضاه ظافر الأجناد
                    كيف بالعلة الدوية
                    من فتنة باغ جم الندى كياد
                    إذ تولى قياد قوم لحين
                    ثم ألقى لخصمه بالقياد
                    عد عما تجد أدهار ذل
                    في نفوس من سوء الاستعداد
                    وادكر ما يميت من همم
                    الناس توالي مهانة واضطهاد
                    تر ما أبقت الحوادث من
                    شعب قديم الأغلال والأصفاد
                    في بلاد كن الأوائل عمرانا
                    وعزا فصرن في الأبلاد
                    تر ما جره على وحدة القوم
                    انفكاك العرى من الأحقاد
                    أبهذا الشتات في كل شيء
                    يجمعون القوى لصد أعادي
                    أم يرون البناء أن يتباهوا
                    ببناء الآباء من عهد عاد
                    تلك حال وقد رآها نجيب
                    دارك الجرح بالأسا والضماد
                    وله في الذماء أي رجاء
                    وله بالبقاء أي اعتداد
                    من لنا أن نرى تحقق حلم
                    ليس بابن الكرى بل ابن السهاد
                    أمة عند ظننا تتآخى
                    وقلوب كهمنا في اتحاد
                    عل يوما ولا يكون بعيدا
                    يلتقي والمنى على ميعاد
                    فيعز الله البلاد ويقضي
                    لأعزائها بنجح المراد
                    يا صديقي ما قلته فيك حق
                    وعلى الحق ما حييت اعتمادي
                    قلته عن صداقة وإذا آياتك
                    ازددن فهو رهن ازدياد
                    وأنا لا أحب في المرء إلا
                    ما له عند قومه من أيادي
                    وأجل الفتى على قدر
                    ما جلت مساعيه في سبيل البلاد
                    ليس لي مطمع ولا لي دين
                    غير هذا لمبدإ أو معاد

                    تعليق


                    • #70
                      هل كان حين قتلت سلب السالب

                      هل كان حين قتلت سلب السالب
                      أقسى الردى أم كان ثلب الثالب
                      ختمت بموتك نكبة وتواصلت
                      أخرى وراء الموت ذات غرائب
                      الحول بعد الحول مر وللردى
                      حوليك ترديد الصدى المتجاوب
                      لولا تنزلت البراءة من عل
                      ما رد عنك القبر غيبة غائب
                      لولا تنزلت البراءة من عل
                      ما رد عنك القبر غيبة غائب
                      هبطت إليك فطهرت ذكراك من
                      رمي الوشاة نقاءها بشواءب
                      غامت عيونهم بفل قلوبهم
                      فإذا السماء الصحو ذات سحائب
                      تلك البراءة فلتمثل في حلى
                      عذراء تزهو بالجمال الخالب
                      وعلى ضريحك فلتشيد صورة
                      من مرمر صاف لتلك الكاعب
                      الصبح طلعتها ومعدن حسنها
                      عدن وتاج الرأس عقد كواكب
                      للروح في قسماتها لطف يرى
                      والجسم طهر مفرغ في قالب
                      قد شارفتك فلطفت بتبسم عذب
                      مرارة دمعك المتساكب
                      وبأنملات كالأشعة أومأت
                      تنفي ظنون السوء نفي غياهب
                      وبأخمص متثاقل داست على
                      أشباه حيات سعت وعقارب
                      رمزا إلى أهل السعايات الألى
                      فشلوا وباؤا بالرجاء الخائب
                      فإذا استتمت واستوى تمثالها
                      ملء العيون بحسنه المتناسب
                      كن ملتقى لأشعة من لحظها
                      ترمى بها عن قوس أرأف حاجب
                      ولينقشوا لك صورة يبدو بها
                      ما كان من عجب بشأنك عاجب
                      نقشا يلان له الصفاوية ترى
                      في شكل مظلوم أسيف شاحب
                      تحت الجراحات التي في جسمه
                      أدمى جراحات الفؤاد الذائب
                      جاث على أقدامها بلغ الأسى
                      منه مبالغه وليس بغاضب
                      لا عمره المفقود علة بثه
                      كلا ولا نعمي الثراء الذاهب
                      بل جور قوم كان فيهم عزة
                      للمستعز وغنية للطالب
                      أدروه ما لم يدر قبل مماته
                      من صد أحباب وبعد أقارب
                      لم يكفهم إن مات حتى عكروا
                      بغبارهم جو الشهاب الغارب
                      وأشد في التنكيل من كأس الأذى
                      وضع القذى في كأسه للشارب
                      ما الوحش إن غال الرميم بقبح من
                      قال النميم لنهش عرض الغائب
                      فاظنن بمن يغتاب مقتولا وقد
                      أعيا فما يسطيع نبسة عاقب
                      واظنن بما هو فوق ذاك نكاية
                      من جفوة الأدنى وغدر الصاحب
                      جأروا وما أخفوه تحت نحيبهم
                      جعل المصيبة فوق ندب النادب
                      هذا هو الرسم الخليق بأن يرى
                      في ظهر قبرك ماثلا للراقب
                      في صمته الأبدي أبلغ واعظ
                      لألى النهى بلسان أفصح خاطب
                      توفيق نم وزر الحسود مؤرقا
                      ما عاش موكولا لهم ناصب
                      للموت روح زيد عنك هنيهة
                      في شبه حلم مثقل بمتاعب
                      ذادوه عنك فبت أقلق من ثوى
                      حيث القرار يكون أمن الهائب
                      لكن عدلا لا يني متعقبا
                      للظلم بين مصابر ومعاقب
                      كشف اللثام عن الحقيقة فانجلت
                      تعدي الضياء على الظلام الهارب
                      الناهشو الأعراض في خسر وإن
                      لم تتصم أعراضهم بمثالب
                      كيف الوشاة وقد رموك بما بهم
                      من منقصات جمة ومعايب
                      حسدوك لم يعفوا أخاك وإنما
                      فعلوا لحرص في الطبائع غالب
                      فالمحمدات وأنتما في جانب
                      والمخزيات ورهطهم في جانب
                      ماذا تركت من المقام لشحهم
                      تلقاء سيب كالغمام الصائب
                      ولسوء مسعاهم وقلة كسبه
                      في جنب مسعاك الجميل الكاسب
                      قد باعدوا الخطوات في طلب العلى
                      فتقاصروا عن خطوك المتقارب
                      وهداك دونهم السبيل إلى الذي
                      لم يبصروه نور فكر ثاقب
                      أن يقتضوك شمائل لم تؤتها
                      فمطالب الباغين شر مطالب
                      الناس إما حاسب أو محرز
                      جاها يصرف فيه ذهن الحاسب
                      وأخو المآثر هل يقلل مجده
                      أن لا يكون بعالم أو كاتب
                      آليت بالحسنى ألية عارف
                      بعلوها عن شبهة من كاذب
                      ما ضار من ذم النضار وربما
                      كانت نقيصته بعين العائب
                      هل معدن التيجان بخس حقه
                      إن يأب طبع أسنة وقواضب
                      أدركت من كرم وهم لم يدركوا
                      ما للحوادث من بعيد عواقب
                      الجود للمبقي على أمواله
                      هو أول الرأي السديد الصائب
                      وبه يوقى العالمون تحولا
                      راع النهى بنذيره المتعاقب
                      هل بعد معرفة الجموع بحقها
                      يرتاض ساغبها لغير الساغب
                      إن لم تصب من كل نعمى حظها
                      لم تأمن الدنيا كبار مصائب
                      ادورد يا أوفى الرجال إذا دعا
                      في حينه داعي القيام بواجب
                      يا محرزا بدؤوبه وبجده
                      أسمى مكان للمجد الدائب
                      ومذللا بذكائه ومضائه
                      ما لا يذلل من كؤود مصاعب
                      ورموا فما ألقى الشهاب
                      من العنان سوى شهاب
                      ما كان أغناهم وذاك
                      الباب للإحسان باب
                      لو أنهم لاقوا ذوي الحاجات
                      في تلك الرحاب
                      في حكمة الدنيا وفي
                      تصريفها العجب العجاب
                      قد يظفر الجانون فيها
                      بالكرامة والثواب
                      وعلى رؤوس الخائفين
                      الله قد يقع العقاب
                      دنيا تخالف كل تقدير
                      وتخلط في الحساب
                      في زهرها الغرار للساري
                      وفي الورد السراب
                      فتظل كل حقيقة
                      فيها محلا لارتياب
                      ما كنت يا توفيق إلا
                      من تفديه الصحاب
                      لشمائل مملوؤة أنسا
                      وأخلاق عذاب
                      وصفاء طبع لم يكدره
                      الزمان ولو أراب
                      ومروءة في كل حادثة
                      لها داع مجاب
                      لكن وكم لكن تقال
                      إذا كبا بالجد عاش
                      حكم الذي برأ البرية
                      لا سؤال ولا عتاب
                      وهو الذي تعتاض بالنعمى
                      لديه من العذاب
                      وعليه تحقيق الرجاء
                      فمن رجا إلاه خاب
                      إدورد عش متوافر الآلاء
                      مرفوع الجناب
                      في غبطة تصفو وبالغير
                      الملمة لا تثاب
                      لا بدع إن واساك أهل
                      القطر في ذاك المصاب
                      فلأنت ذاك الفرع من
                      أصل زكا فيه وطاب
                      من أسرة طهرت
                      خلائقها ولم توصم بعاب
                      ضربت بسهم في العلى
                      فأصاب منها ما أصاب
                      ولأنت خير بقية
                      منها ترجى أو تهاب
                      زانتك آداب رقيقات
                      وأخلاق صلاب
                      لطف وظرف في الحديث
                      وفي السؤال وفي الجواب
                      عزم يفل مكاره الدنيا
                      ويهزأ بالصعاب
                      رأي إذا أبديته في معضل
                      فصل الخطاب
                      مجد أبى شرفا وجودا
                      أن يشبه بالسحاب
                      يا من نعزيه ويدري
                      فوق ما ندري الصواب
                      وعد المهيمن بالسعادة
                      ليس بالوعد الكذاب
                      فلمن تولى رحمة
                      في خلده ولك احتساب

                      يتبع

                      تعليق


                      • #71
                        هل الهلال فحيوا طالع العيد

                        هل الهلال فحيوا طالع العيد
                        حيوا البشير بتحقيق المواعيد
                        يا أيها الرمز تستجلي العقول به
                        لحكمة الله معنى غير محدود
                        كأن حسنك هذا وهو رائعنا
                        حسن لبكر من الأقمار مولود
                        لله في الخلق آيات وأعجبها
                        تجديد روعتها في كل تجديد
                        فتيان مصر وما أدع بدعوتكم
                        سوى مجيبين أحرار مناجيدا
                        سوى الأهلة من علم ومن أدب
                        مؤملين لفضل غير مجحود
                        المستسر شعار المقتدين به
                        العاملين بمغزى منه مقصودا
                        ما زال من مبدإ الدنيا ينبئنا
                        أن التمام بمسعاة ومجهودا
                        فإن تسيروا إلى الغابات سيرته
                        إلى الكمال فقد فزتم بمنشود
                        يا عيد جئت على وعد تعيد لنا
                        اولى حوادثك الأولى بتأييد
                        بل كنت عيدين في التقريب بينهما
                        معنى لطيف ينافي كل تبعيد
                        رددت يوما يسر المؤمنون به
                        ولم تكن بادئا يوما لتعييد
                        رسالة الله لا تنهى بلا نصب
                        يشقي الأمين وتغريب وتنكيد
                        رسالة الله لو حلت على جبل
                        لا ندك منها وأضحى بطن أخدود
                        ولو تحملها بحر لشب لظى
                        وجف وانهال فيه كل جلمود
                        فليس بدعا إذا ناء الصفي بها
                        وبات في ألم منها وتسهيد
                        ينوي الترحل عن أهل وعن وطن
                        وفي جوانحه أحزان مكبود
                        يكاد يمكث لولا أن تداركه
                        أمر الإله لأمر منه موعود
                        فإذ غلا القوم في إيذائه خطلا
                        وشردوا تابعيه كل تشريد
                        دعا الموالين إزماعا لهجرته
                        فلم يجبه سوى الرهط الصناديد
                        مضى هو البدء والصديق يصحبه
                        يغامر الحزن في تيهاء صيخود
                        موليا وجهه شطر المدينة في
                        ليل أغر على الأدهار مشهود
                        حتى إذا اتخذ الغار الأمين حمى
                        ونام بين صفاه نوم مجهود
                        حماه وشي بباب الغار منسدل
                        من الأولى هددوه شر تهديد
                        يا للعقيدة والصديق في سهر
                        تؤذيه أفعى ويبكي غير منجود
                        يا العقيدة إن صحت وزلزلها
                        مفني القرى فهي حصن غير مهدود
                        أما الصحاب الذين استأخروا فتلوا
                        سارين في كل مسير غير مرصود
                        ما جند قيصر أو كسرى إذا افتخروا
                        كهؤلاء الأعزاء المطاريد
                        كأنهم في الدجى والنجم شاهدهم
                        فرسان رؤيا لشأن غير معهود
                        كأنهم وضياء الصبح كاشفهم
                        آمال خير سرت في مهجة البيد
                        في حيطة الله ما شعت أسنتهم
                        فوق الظلال على المهرية القود
                        عانى محمد ما عانى بهجرته
                        لمأرب في سبيل الله محمود
                        وكم غزاة وكم حرب تجشمها
                        حتى يعود بتمكين وتأييد
                        كذا الحياة جهاد والجهاد على
                        قدر الحياة ومن فادى بها فودي
                        أدنى الكفاح كفاح المرء عن سفه
                        للاحتفاظ بعمر رهن تحديد
                        ليغنم العيش طلقا كل مقتحم
                        وليبغ في الأرض شقا كل رعديد
                        ومن عدا الجل المحتوم مطلبه
                        عدا الفناء بذكر غير ملحود
                        لقد علمتم وما مثلي ينبئكم
                        لكن صوتي فيكم صوت ترديد
                        ما أثمرت هجرة الهادي لأمته
                        من صالحات أعدتها لتخليد
                        وسودتها على الدنيا بأجمعها
                        طوال ما خلقت فيها بتسويد
                        بدا وللشرك أشياع توطده
                        في كل مسرح باد كل توطيد
                        والجاهليون لا يرضون خالقهم
                        إلا كعبد لهم في شكل معبود
                        مؤلهون عليهم من صناعته
                        بعض المعادن أو بعض الجلاميد
                        مستكبرون أباة الضير غر حجى
                        ثقال بطش لدان كالأماليد
                        لا ينزل الرأي منهم في تفرقهم
                        إلا منازل تشتيت وتبديد
                        ولا يضم دعاء من أوابدهم
                        إلا كما صيح في عفر عباديد
                        ولا يطيقون حكما غير ما عقدوا
                        لذي لواء على الأهواء معقود
                        بأي حلم مبيد الجهل عن ثقة
                        وأي عزم مذل القادة الصيد
                        أعاد ذاك الفتى الأمي أمته
                        شملا جميعا من الغر الأماجيد
                        لتلك تالية الفرقان في عجب
                        بل آية الحق إذ يبغى بتأييد
                        صعبان راضهما توحيد معشرهم
                        وأخذهم بعد إشراك بتوحيد
                        وزاد في الأرض تمهيدا لدعوته
                        بعهده للمسيحيين والهود
                        وبدئه الحكم بالشورى يتم به
                        ما شاءه الله عن عدل وعن جود
                        هذا هو الحق والإجماع أيده
                        فمن يفنده أولى بتفنيد
                        أي مسلمي مصر إن الجد دينكم
                        وبئس ما قيل شعب غير مجدود
                        طال التقاعس والأعوام عاجلة
                        والعام ليس إذا ولى بمردود
                        هبوا إلى عمل يجدي البلاد فما
                        يفيدها قائل يا أمتي سودي
                        سعيا وحزما فود العدل ودكم
                        وإن رأى العدل قوم غير مودود
                        لا تتعبوا لا تملوا إن ظمأتكم
                        إلى غدير من الأقوام مورود
                        تعلموا كل علم وانبغوا وخذوا
                        بكل خلق نبيه أخذ تشديد
                        فكوا العقول من التصفيد تنطلقوا
                        وما تبالون أقداما بتصفيد
                        مصر الفؤاد فإن تدرك سلامتها
                        فالشرق ليس وقد صحت بمفؤود
                        الشرق نصف من الدنيا بلا عمل
                        سوى المتاع بما يضني وما يودي
                        والغرب يرقى وما بالشرق من همم
                        سوى التفات إلى الماضي وتعديد
                        تشكو الحضارة من جسم أشل به
                        شطر يعد وشطر غير معدود
                        أبناء مصر عليكم واجب جلل
                        لبعث مجد قديم العهد مفقود
                        فليرجع الشرق مرفوع المقام
                        بكم ولتزه مصر بكم مرفوعة الجيد
                        ما أجمل الدهر إذ يأتي وأربعنا
                        حقيقة الفعل والذكرى بتمجيد
                        والشرق والغرب معوانان قد خلصا
                        من حاسد كائد كيدا لمحسود
                        صنوان بران في علم وفي عمل
                        حران من كلا تقييد وتعبيد
                        لا فعل يخطيء فيه الخير بعضهما
                        إلا تداركه الثاني بتسديد
                        ولا خصومة إلا في استباقهما
                        لما يعم بنفع كل موجود
                        هذي الثمار التي يرجو الأنام لها
                        من روضكم كل نام نضار العود
                        لمصر والشرق بل للخافقين معا
                        دع زعم كل عدوا الحق مريد
                        جوزوا على بركات الله عامكم
                        فقد تبدل منحوس بمسعود
                        رجاؤكم أبدا ملء النفوس فما
                        ينفى بحسنى ولا يوهى بتهديدا
                        بدا الفلاح وفي هذا الهلال لكم
                        بشرى التمام لوقت غير ممدود
                        غدا نرى البدر في طرس السماء محا
                        بخاتم النور زلات الدجى السود

                        تعليق


                        • #72
                          سنى آنس الغرب فيه هدى

                          سنى آنس الغرب فيه هدى
                          فحياه بالبشر لما بدا
                          تبين منه لأم اللغات
                          حلى غرر رعنه مشهدا
                          فأم البنين الأولى قصروا
                          تكرم واصفها المسعدا
                          تكرم نابغة فاضلا
                          أمين البلاغ صدوق الصدى
                          أبان لجهالها فضلها
                          وأبدى فرائدها الخردا
                          بلفظ على كونه معجما
                          حكى حسنه المعرب الجيدا
                          لمشرقه من سناها سنى
                          ومورقه من نداها ندى
                          يكاد الطروب لإيقاعه
                          يردده نغما منشدا
                          أواصف حييت من سابق
                          ومن أريحي به يقتدى
                          توخيتها غاية وعرة
                          فأدركتها فائزا أيدا
                          برأي جميل وسعي جليل
                          خليق على الدهر أن يحمدا
                          كذا يصرف الحزم في وجهه
                          ولا تتولى المساعي سدى


                          عز المعالى مات يوسف سابا

                          عز المعالي مات يوسف سابا
                          عز الفضائل فيه والآدابا
                          عز الإمارة والوزارة والندى
                          والبأس والأنساب والأحسابا
                          وإلى جميع الشرق فانع مهذبا
                          فقدانه في الشر عم مصابا
                          ما حال مصر ودون يوسف قد جرى
                          حكم القضاء فقطع الأسبابا
                          خطب على التعداد في أمثاله
                          راع النفوس وحير الألبابا
                          فكأن ما يرديه في بطن الثرى
                          يرميه من كبد السماء شهابا
                          مات الذي ملئت صحائف عمره
                          آيا تضمنها الفخار كتابا
                          وبها سما أوج المراتب واقتنى
                          أسنى السمات وأحرز الألقابا
                          ولي الوزارة لم يخله حينما
                          لبى على الآساد يدخل غابا
                          ورآه كم رؤيا كذوب ناهجا
                          نهجا يفيد اليل والأعقابا
                          حتى إذا كشفت له عما بها
                          لم يرضه فخر تبطن عابا
                          ولي الإدارة رائضا علاتها
                          يتدارك التحسين بابا بابا
                          مهما يلاق من الصعاب يكد في
                          طلب النجاح ولا يبال صعابا
                          يوفي جزاء المستحق ويصطفي
                          أدعى الأمور إلى الصلاح عقابا
                          فغدا البريد بمصر وهو وليه
                          عجبا لمن عرف النظير عجابا
                          أسفا على ذاك الذي عن قومه
                          في كل محمدة أنيب ونابا
                          قد كان في الظلمات كوكب عزهم
                          فاليوم كوكب عزهم قد غابا
                          إن الشيوخ إذا بكوه قرزؤه
                          أبكى كهولا بعده وشبابا
                          صرف الزمان وقد رماه رمى به
                          قلب المروءة والندى فأصابا
                          لما نعوه نعوا هماما ماجدا
                          ملأ النهى بصفاته إعجابا
                          وكأن ألسنة من البرق الذي
                          ينعي مددن إلى القلوب حرابا
                          كيف الضمير العبقري مشارفا
                          هذا الوجود جلا أكان ضبابا
                          كيف البناء كذل الجسم الذي
                          عمرته تلك الروح بات يبابا
                          ذاك التبسم عن صفاء طوية
                          ذاك البدار تحية وجوابا
                          ذاك التلفت وهو من صيد امرئ
                          ما هان يوم كريهة أو هابا
                          ذاك المحيا مشرقا في لحية
                          زان السواد بها بياض شابا
                          تلك اللحاظ سدسدة فإذا نبت
                          فلعلها تجد المريب فتابى
                          تلك الشمائل والمعارف والنهى
                          والحسن والحسنى أصرن ترابا
                          لم يرض سابا أن يكون له عدى
                          واستكثر الإخوان والأحبابا
                          ما قال فاحشة ولم يهمم بها
                          يوما ولم يلمم بأمر رابا
                          فاظنن بعال منصبا ووظيفة
                          ما اغتابه الحساد أو ما اغتابا
                          من لم يفرط في حساب ضميره
                          لم يخش يوما للعباد حسابا
                          أعرفت حرا غير سابا لم يجئ
                          قولا وفعلا ما يثير عتابا
                          إن مر ورد الدهر ظل حديثه
                          عذبا وإن خبثت أناس طابا
                          سمح إلى الإتلاف إن يتقاضه
                          ذاك الوفاء ولم يظن ثوابا
                          ما أم مشرع جاهه أو ماله
                          قمن بتحقيق الرجاء فخابا
                          متنزه عالي الجناب وقل من
                          جمع التنزه والعلو جنابا
                          يتوسم الإخلاص في أعماله
                          حتى ليوشك أن يشف حجابا
                          ثبت على الرأي الصحيح فإن يقع
                          خطأ تجده الراجع التوابا
                          لم يدعه داع لأمر واجب
                          إلا تشمر مسرعا وأجابا
                          بالجد يكسب في النفوس مهابة
                          ويقل ما شاء الكمال دعابا
                          يدع القشور لكل دي لهو بها
                          ويرى الأمور حقيقة ولبابا
                          لا يعرف الدعوى ولا يرضي امرأ
                          كذبا ويفعل ما استطاع صوابا
                          ويرى من المزري تكلف سيد
                          في يوم صدق أن يقول كذابا
                          يوم سابا ما فعلت بأمة
                          ثكلته دع أهليه والأصحابا
                          ألقطر مهتز الجوانب لوعة
                          والنيل لو يعلو لسال سحابا
                          والوافدون يشيعون عزيزهم
                          حشد به الطرقات ضقن رحابا
                          فكأن حول النعش بحرا مائجا
                          وكأنه فلك يشق عبابا
                          ما من أمير أو رفيع مكانة
                          إلا عليه استمطر الأهدابا
                          ما من يتيم أو ضعيف بائس
                          إلا بكاه بحر قلب ذابا
                          لله يا حلو الصداقة كم سقت
                          هذي النوى فيك الأحبة صابا
                          أليوم عدن استأنست من وحشة
                          بأبر مبتكر إليها آبا
                          إن قلت لا تبعد فإنك بيننا
                          هل مائت من يخلف الأنجابا

                          تعليق


                          • #73
                            آية فى تسلسل الذكريات

                            آية في تسلسل الذكريات
                            أن تعود الحياة بعد الحياة
                            ليس في عالم الخلود فناء
                            لا ولا الفوات كل الفوات
                            أكرم العلم حيث كان وفي كل
                            مكان في الحي أو في الرفات
                            وتنزه إن رمت ما هو أبقى
                            عن هنات ستنقضي وهنات
                            قوة العلم أنه ملهم الحسنى
                            وحلال أعقد المعضلات
                            فهو في أقطع الصروف وصول
                            وهو في أمنع الظروف مواتي
                            كل وقت يمجد العلم فيه
                            هو لا ريب أسمح الأوقات
                            رأي هذا الوزير أعلى
                            وفي حضرته شاهد جلي الإياة
                            والهلالي كان أجدر من يجلو
                            بنور غياهب الظلمات
                            يا معيدي موسى إذا ما جلوتم
                            وجه ماض لم يخف وجه الآتي
                            أنظروا حين ترجع العين أدراج
                            الليالي تطالع الباقيات
                            كيف يلقى الإنسان فيها أخاه
                            وكأن العهدين في مرآة
                            قد تقضت من السنين مئات
                            ما الذي جد بعد تلك المئات
                            بين جيل خلا وجيل تلاه
                            لم تبدل جواهر الحالات
                            كان موسى وليد قرطبة
                            ينشأ في صعبة من البيئات
                            فتولى عنها يطوف في الآفاق
                            بين الأمصار والفلوات
                            لم يسعه من البلاد سوى روض
                            المعالي ومنبت المكرمات
                            مصر كهف الأحرار في كل عصر
                            وملاذ المروعين الأباة
                            وإلى ذاك موئل العلم إن لم
                            ترحت الأرض بالهدى والهداة
                            هو غرس آوت فكان أفانين
                            تسر النهى من الثمرات
                            نضجت حكمة الخلائق منها
                            في أوان بديعة الزينات
                            ذات صوغ منمق عربي
                            رصعته جوامع الكلمات
                            حل موسى في مصر من بعد موسى
                            وكلا الصاحبين ذو آيات
                            ذاك وفى باللوح من طورسينين
                            وأخزى خزعبلات الطغاة
                            وتولى هذا إزالة ما أحدث
                            في دينه من المبدعات
                            ذاك أهدى التوراة من لدن الله
                            وهذا مثاني التوراة
                            فاستتمت ما بين موسى وموسى
                            شرعة أخلصت من الشبهات
                            كان في دينه وظل ابن ميمون
                            إلى اليوم حامل المشكاة
                            صولة الريب لم يخفها عليه إنما
                            خاف صولة الترهات
                            فنفى في شروحه لمتون الوحى
                            ما رابه بغير افتئات
                            ومضى في تخير السنن المثلى
                            ولم يثنه اعتراض الغلاة
                            وابن ميمون كان في خطة أخرى
                            من الراسخين أهل الحصاة
                            راجع العقل في الحقائق واستهدى
                            به في غياهب المشكلات
                            سل أولي الذكر في الفرنجة عما
                            قبسوا من أحكامه النيرات
                            وتتبع صنوف ما أثروا عنه
                            وما دونوا بشتى اللغات
                            كان للعرب في دليل الحيارى
                            قسطهم من فصوله القيمات
                            أبرز العلية المجلين
                            منهم في مجال العلوم والفلسفات
                            فدرى الغرب فصلهم حين كانت
                            فيه أعلامهم من النكرات
                            إن في ذلك الكتاب لخوضا
                            مطمئنا في أخطر الغمرات
                            ومزاجا ما بين معنى وحس
                            لم يكن إن يرم من الهينات
                            عجب كل ما تضمن في الله
                            وفي كونه وفي الكائنات
                            في مفاعيل حوله أو مرامي
                            طوله أو مقومات الذات
                            ومعاني هذا الوجود وما في
                            كل أجزائه من المعجزات
                            ومغازي ما قربته من السبل
                            وما بعدت من الغايات
                            نظرات إن حققت فهي في
                            جملتها من صوادق النظرات
                            تلك بالفيلسوف إلمامة
                            عجلى أتقضيه حقه هيهات
                            كيف تروي الأوام والماء يجري
                            عببا رشفة من الرشفات
                            فلنيمم شطر الطبيب وفي الروضة
                            ما يجتنى بكل التفات
                            أي وصف أوفى وأبلغ مما
                            قال في وصفه كبير الأساة
                            قد سمعتم فيه عليا وهل
                            يعرف إلا الثقات قدر الثقات
                            وقديما تجود ابن سناء
                            الملك ما صاغ فيه من أبيات
                            سأعيد المعنى عليكم وإن كانت
                            معانيه جد مختلفات
                            لو شكا دهره الجهالة ما استعصى
                            عليه إبراء تلك الشكاة
                            ولو البدر يستطب إليه
                            لشفى ما به من العلات
                            ما الذي أحدث ابن ميمون في
                            الطب وما شأن تلكم المحدثات
                            لم يقف طبه على الملك
                            الأفضل والأرفعين في الطبقات
                            أنفع العلم ما يوجهه العقل
                            إلى البر لا إلى الشهوات
                            سخر الطب للأنام جميعا
                            فتقراه في جميع الجهات
                            يتوخى قيد الأوابد في باب
                            فباب منه وجمع الشتات
                            ويقر السليم من كل زيف
                            بعد لأي في المحو والإثبات
                            آخذا من تجارب العرب واليونان
                            والهود ناجعات الصفات
                            ومضيفا إلى الثوابت منها
                            محكمات الاصول والتجربات
                            وأماط اللثام عن كل برء
                            سره في الجماد أو في النبات
                            فتقضى جيل فجيل وللداء
                            دواء بفضل تلك الدواة
                            هذه مصر هل ترى يا أبا عمران
                            فرق المئين في السنوات
                            عهدها عهدها كما كان والماضي
                            بما بعده وثيق الصلات
                            لم تكن مخطيء الرجاء بما استسلفت
                            من مجد هذه التكرمات
                            مصر كانت من بدئها وستبقى
                            آخر الدهر مبعث العظمات

                            تعليق


                            • #74
                              أرن سهم الردى إرنان منتحب

                              أرن سهم الردى إرنان منتحب
                              وسال بالدمع وجه السيف ذي الشطب
                              أبا الحديد أسى من أن يفارقه
                              في كل حلبة فخر خير مصطحب
                              ماذا شجا ظبي عسفان بمرتعه
                              وراع ليث الشرى في غيله الأشب
                              دهى العروبة خطب فت ساعدها
                              من حيث لا يتقى بالبيض واليلب
                              مضى الحسين مفديها ومنقذها
                              فأي قلب لهذا البين لم يذب
                              أأغضيت عن حماها عين كالئها
                              ولم تنم عن حماها أعين النوب
                              كلا وذكراه ما دامت مؤججة
                              نار الحمية في صيابها النخب
                              وما أهابت بجند الله فاصطدمت
                              كتائب الغير الدهماء بالشهب
                              إن يحتجب لك وجه يا حسين فقد
                              تركت للرأي وجها غير محتجب
                              إليه مرجعها في كل معضلة
                              فلست عن أمرها المشهود في الغيب
                              أجدر بها أن تظل الدهر واعية
                              ذكرى أعز مليك أو أبر أب
                              حررتها وأذقت البأس موردها
                              ببأسه المتمادي مورد العطب
                              يفيض بالصاب قرطاس أخط به
                              من المظالم ما سيمت مدى حقب
                              فمن يكن ناسيا أو جاهلا ليسل
                              عنهم أولي الذكر أو يرجع إلى الكتب
                              أيام أصبح ستر الضاد منهتكا
                              مهلهلا وحماها مرتع الجنب
                              وشملها في بواد باد آهلها
                              وفي الحواضر شملا جد منشعب
                              تقذي عيون الأولى يغشون أربعها
                              بكل عاري الشوى في مسكن خرب
                              تأذنت بانقراض بعد منعتها
                              ونفرت عن حياض العلم والأدب
                              لا تسطع الشمس إلا خلف غاشية
                              من الأسى بمحيا كاسف شحب
                              ولا يسيل أصيل في سحائبه
                              إلا بدمع صبيب أو دم سرب
                              يا منقذا جاء بعد الألف من حجج
                              يعيد ما فات من مجد ومن حسب
                              هل ضم غير الرسول المصطفى قدما
                              تلك العزائم والآمال من شعب
                              أمر يضيق به الذرع انتدبت له
                              وأنت إن ضاق ذرع خير منتدب
                              صرفت رأيك فيه فاضطلعت به
                              مؤيد الرأي بالأرماح والقضب
                              في كل مرعدة بأسا ومبرقة
                              من الجحافل بين الوري واللجب
                              عادت بها كل آبي الضيم نخوته
                              من حيث أبطل سحر الخوف والرعب
                              فكان بعث قلوب الأمة ارتقصت
                              له وأعطافها اهتزت من الطرب
                              وبشرت آية للحق ظاهرة
                              بوحدة لخصوم الحق لم تطب
                              بدت على غير ما راموا بوادرها
                              وخالف الجد ما خالوه للعب
                              فأجمعوا أمرهم في السلم واعتزموا
                              نقضا لما أبرموا في ساحة الرهب
                              وأضمروا لك عدوانا وجدت به
                              في الأمن ما لم تجد في الحرب من حرب
                              أين الذي سجلوه في رسائلهم
                              ورددوه من الأيمان في الخطب
                              لولا معونة ذاك الحلف لانقلبوا
                              دون الذي أملوه شر منقلب
                              نصرتهم صادقا فيما وعدت ولم
                              تخل مواعيدهم ضربا من الكذب
                              ما كان همك ملكا تستقل به
                              والجد في صعد والمجد في صبب
                              بل نصرة العرب في حق أقر لهم
                              تؤيد الشرع فيه حجة الغلب
                              فما ألوت لذاك الحق عن طلب
                              وكيف يدرك مطلوب بلا طلب
                              قاسوا الحسين إلى غير الحسين فلم
                              تصدق فراستهم فيه ولم تصب
                              شتان فيمن تولى أمر أمته
                              ما بين معتقب أو غير معتقب
                              ظنوه بالتاج يرضى غير مكترث
                              لما عداه فألقى التاج وهو أبي
                              سجية العربي الهاشمي لها
                              معنى وراء معاني الجاه والرتب
                              أين الكنوز التي خالوه يحملها
                              وأين ما أثقل الأسفاط من ذهب
                              تبينوا اليوم ما كانت خبيئته
                              من عفة ووفاء لا من النشب
                              تلك الفضائل ما كانت لمكتسب
                              كابي الضمير وما كانت لمغتصب
                              للخصم في ثلبها عذر الحنيق على
                              من حال بين يد السلاب والسلب
                              ما عذر طائفة من قومه أخذت
                              بما أثار العدى من ذلك الشغب
                              زايلت بيتا عتيقا أنت سادنه
                              بالإرث من عهد إبراهيم والنسب
                              إلى صفاة على الدأماء قد رسخت
                              ولم تسغها لهاة البحر ذي العبب
                              تشبهت روضها بالروض وائتنست
                              منها القرى بدعات الأخضر الصخب
                              حللت فيها وما بالزاد من سعة
                              وعشت بين رباها عيش مغترب
                              فكنت في النفي والأردان طاهرة
                              ما لم تكن في ثياب العزة القشب
                              صبرت صبر كريم غير مبتئس
                              ولا ملول ولا شاك على وصب
                              حتى حملت وقد حم القضاء إلى
                              دار من المسجد الأقصى على كثب
                              كأن ربك أوحى أن تجاوره
                              حتى تقر به في مزدجى القرب
                              يرعى مزارك بالروح الأمين ولا
                              تنأى به السبل عن أعقابك النجب
                              ويجمع البر حفاظ المآثر من
                              شتى العشائر حول الوالد الحدب
                              من كان يدري وقد ناط الرجاء به
                              صيانة الحرم الثاني فلم يخب
                              إن المآب إليه والثواب به
                              هل قدم الخير مخلوق ولم يثب
                              أبناء يعرب هذي سيرة برزت
                              لكم حقائقها الكبرى من الحجب
                              كتاب تفدية أوعت صحائفه
                              أدعى الفصول إلى الإعجاب والعجب
                              إن الأولى استشهدا في الله أو قتلوا
                              فيما غلوا فيه للأوطان من أرب
                              لهم حياة وما إن تشعرون بها
                              إلا وقد ناجوا الأرواح في الكرب
                              كرامة ابن علي أن تكون لكم
                              آثاره عظة موصولة السبب
                              تعلموا الصدق منه والوفاء على
                              ما يعقبان من الحرمان والنصب
                              تعلموا نضحه عن ذخر أمته
                              بحزم مقتصد لله مرتقب
                              تعلموا الذود عن حق تطيب له
                              عن كل ما هو غال نفس محتسب
                              تعلموا قوة الإيمان في دأب
                              فإنما قوة الإيمان بالدأب
                              تعلموا الصبر أو تقضى لبانتكم
                              والعزم في بدئها كالعزم في العقب
                              تعلموا أن هذا العمر مرحلة
                              لا ترتقى هضبة فيها بلا تعب
                              تعلموا أن من حذق الرماة بها
                              ليدركوا النصر أن يجثوا على الركب
                              سجا الحسين وقد ورى مساجله
                              حتى يثين أوان الصائد الدرب
                              فإن ضحا ظله فالروح مرصدة
                              للموقف الفصل من يهتف بها تجب
                              عزاءكم يا بنيه الصيد من ملك
                              مسدد الرأي إن يمنع وإن يهب
                              ومن أبي تولى عن أريكته
                              بلا شجى إذ تولاها بلا رغب
                              له من الشيم الغراء مملكة
                              إن كان ذا لقب أو غير ذي لقب
                              ومن أمير بناها دولة أنفا
                              قامت على أثر من مجدها ترب
                              في العلم والأدب العالي يكاد إذا
                              ساق الأحاديث يسقيك ابنة العنب
                              ومن فتى ألمعي كل محمدة
                              جارى السوابق فيها فاز بالقصب
                              ماض بفطرته في نهج عترته
                              عف اللسان نقي النفس من ريب
                              من عدكم عد يوم الفخر أربعة
                              ملء الزمان من الأقمار والسحب
                              لنعرفن لكم في إثر منجبكم
                              خطى كبارا مداها غير مقتضب
                              دعوا الأسى واسمعوا صوتا يهيب بكم
                              مات الحسين فعاشت أمة العرب

                              تعليق


                              • #75
                                كافى الأسى تفتت الكبد

                                كافي الأسى تفتت الكبد
                                مثل أسى والد على ولد
                                كم بطل عاش وهو ذو صيد
                                فرده الثكل غير ذي صيد
                                أهون من رزئه عليه أذى
                                كفاح جيش أو ملتقى أسد
                                سابا لك الله وهو ألطف من
                                يأسو جريحا وأنت ذو رشد
                                إن قلوبا محيطة بك من
                                كرامة شاركتك في الكمد
                                لهفي على ذلك الحبيب ذوى
                                منهصر الغصن لم ينل بيد
                                مات كنضر الفروع يلزمها
                                بعد الردى حسنها إلى أمد
                                في جاه أوراقه وبين حلى
                                أزهاره من مبشر وندي
                                في عز ملك الصبا وحاشيه
                                من غر آماله بلا عدد
                                في منتهى مجده وصولته
                                إذ يقتل السعد لاهيا ويدي
                                ويصدم المكر غير ملتفت
                                ويقحم الدهر غير مرتعد
                                ويترك اللوم حائرا وجلا
                                منعقدا في لسان منتقد
                                يا راحلا في الغداة عن نعم
                                تترى وعن بسطة وعن رغد
                                وتاركا رسمه لفاقده
                                مصورا بالجراح في الخلد
                                لا أنكرت روحك التي أمنت
                                ما فارقت من مخاوف الجسد


                                قضى عمره حنا كما كان آلة

                                قضى عمره حنا كما كان آله
                                وهم خير آل بانيا ومشيدا
                                يؤثل مجدا طارفا بعد تالد
                                ويرعى شؤون البر رعيا مسددا
                                رفيقا باهليه نصيرا لصحبه
                                ندي يد بذلا لسائله يدا
                                ويلزم تقوى ربه كل ساعة
                                ويذكره بالحمد ذكرا مرددا
                                فيا زائرا هذا الضريح وناظرا
                                إلى أثر للحزم والعزم خلد
                                هنا في جوار الله حي مؤرخا
                                كبير بني الصباغ بات موسدا


                                حظيت بملء العين حسنا و روعة

                                حظيت بملء العين حسنا وروعة
                                عروس كبعض الحور جاد بها الخلد
                                يود بهاء الصبح لو أنه لها
                                محيا وغر الزهر لو أنها عقد
                                فإن خطرت في الرائعات من الحلى
                                تمنت حلاها الروض والأغصن الملد
                                كفاها تجاريب الحداثة رشدها
                                وقد جاز ريعان الصبا قبلها الرشد
                                ولو لم يكن مهرا لها غير عقلها
                                لكان الغنى لا المال يقنى ولا النقد
                                غنى لا يحل الزهد فيه لفاضل
                                حصيف إذا في غيره حسن الزهد
                                ليهنئكما هذا القران فإنه
                                سرور بما نلقى وبشرى بما بعد
                                ففي يومه رقت وراقت سماؤه
                                لمن يجتلى وانزاحت السحب الربد
                                وفي غده سلم تقر به النهى
                                وحلم تصافر عنده الأنفس اللد
                                هناك تجد الأرض حلي رياضها
                                ويثنى إلى أوقاته البرق والرعد
                                فلا حشد إلا ما تلاقى أحبة
                                ولا شجو إلا ما شجا طائر يشدو

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                                المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                                يعمل...
                                X