إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأديب اللبناني جبران خليل جبران ملف كامل

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #76
    لبنان ما زالت سماؤك مطلعا

    لبنان ما زالت سماؤك مطلعا
    للفرقد اللماح بعد الفرقد
    يا منبت الأرز القديم ومربضا
    يوم الحفاظ لكل ليث أصيد
    هذي إليك تحية من شيق
    قد بان طوعا عنك وهو كمبعد
    من هالك ظمأ وماؤك قربه
    مرت به حجج ولم يتورد
    لا شيء في الحرمان أكبر غصة
    من حبس مكرمة عن المتعود
    يا مسقطا للرأس في جنباته
    من حر شوقي جمرة لم تخمد
    كم ضجعة فيها أراك ويقظة
    لاحت ذراك بها تروح وتعتدي
    في كل شيء منك عيني تجتلي
    حسنا وحسن الروض حسن الجلمد
    وبكل منعرج وكل ثنية
    أثر يحس لفكري المتردد


    كيف حالي أنا المدين و ديني

    كيف حالي أنا المدين وديني
    فوق ما أستطيعه من وفاء
    للرفاق الذين أعلوا مكاني
    من كبار الكتاب والشعراء
    والكرام الذين يسعى إليهم
    وسعوا عن تفضل وسخاء
    يا وزيرا له من الفضل ما يغنيه
    عن كل مدحة وثناء
    وأحل البيان والعلم في الأوج
    الذي حله من العلياء
    أنت أكرمتني ليكرمك رب
    العرش هذا شكري وهذا دعائي


    كنت فى الموت و الحياة كبيرا

    كنت في الموت والحياة كبيرا
    هكذا المجد أولا وأخيرا
    ظلت في الخلق راجح الخلق حتى
    نلت فيهم ذاك المقام الخطيرا
    فوق هام الرجال هامتك الشماء
    تزهو على وتزهر نورا
    عبرة الدهر أن ترى بعد ذاك السجاه
    في حد كل حي مصيرا
    ما حسبنا الزمان إن طال ما طال
    مزيلا ذاك الشباب النضيرا
    إن يوما فيه بكينا حبيبا
    ليس بدعا أن كان يوما مطيرا


    ألا يا بني غسان من ولد يعرب

    ألا يا بني غسان من ولد يعرب
    وأجدادكم أجدادي العظماء
    أخوكم وقد أضحى غريبا بزيه
    أعاد له السمت الأصيل رداء
    قفوا وانظروني في العباءة رافلا
    مهيبا وبي في مشيتي خيلاء
    تروا كيف تكسو ربة الفضل عاطلا
    وكيف يكون المجد وهو كساء
    بها قصب تخشى العيون بريقه
    وصوف رقيق حيك منه هباء
    جزى الله كل الخير من أنعمت
    بها وهل عند مسؤول سواه جزاء

    تعليق


    • #77
      جمع الصحاب على هوى و إخاء

      جمع الصحاب على هوى وإخاء
      نجمان من صدنايا والشهباء
      طلعا بأفق النيل وانجليا به
      في هالة من سؤدد وعلاء
      فلك الكنانة وهو جوهرة العلى
      يجلو سناه كواكب الأحياء
      تتلفت الدنيا إلى أضوائها
      مبهورة بسواطع الأضواء
      فرنا إليها حبر رومة وانثنى
      يهدي إلى النجمين طيب ثناء
      شغفته آيات المآثر منهما
      فجزى على الآلاء بالآلاء
      ودعا إلى الرحمن في صلواته
      يا رب بارك دارة الكرماء
      حفل جلاه الفرقدان كما جلا
      نجم المجوس مغارة العذراء
      جئنا إليه وفي الوطاب نفائس
      علوية قصرت على الأمراء
      المر فيها واللبان نثيرنا
      والتبر بعض خواطر الشعراء
      الشعر سفر المكرمات يصونها
      حرصا وينقلها إلى الأبناء
      لولاه لم تعرف على طول المدى
      غرر ولا رهنت بطول بقاء
      غنت بلابله بأيكة ندوة
      متصدر فيها أبو الآباء
      النور في قسماته والحق في
      كلماته والطهر في الحوباء
      متهجد في قسماته والحق في
      كلماته والطهر في الحوباء
      مستمطر للناس رحمة ربه
      متشفع لهم من الأخطاء
      وإذا على العرش استوى فكأنه
      موسى الكليم على ذرى سيناء
      بسط اليد البيضاء جملها التقى
      ليزين صدر ذوي يد بيضاء
      نعماء جاد بها خليفة بطرس
      والله فيها الواهب النعماء
      هذي الرصيعة بعض ما زخرت به
      كتب الملائك من سني جزاء


      كنا و قد أزف المساء

      كنا وقد أزف المساء
      نمشي الهوينا في الخلاء
      ثملين من خمر الهوى
      طربين من نغم الهواء
      متشاكيين همومنا
      وكثيرها محض اشتكاء
      حتى إذا عدنا على
      صوت المؤذن بالعشاء
      سرنا بجانب منزل
      متطامن واهي البناء
      فاستوقفتني وانبرت
      وثبا كما تثب الظباء
      حتى توارت فيه عني
      فانتظرت على استياء
      وارتبت في الأمر الذي
      ذهبت إليه في الخفاء
      فتبعتها متضائلا
      أمشي ويثنيني الحياء
      فرأيت أما باديا
      في وجهها أثر البكاء
      ورأيت ولدا سبعة
      صبرا عجافا أشقياء
      سود الملابس كالدجى
      حمر المحاجر كالدماء
      وكأن ليلى بينهم
      ملك تكفل بالعزاء
      وهبت فأجزلت الهبات
      ومن أياديها الرجاء
      فخجلت مما رابني
      منها وعدت إلى الوراء
      وبسمت إذ رجعت
      فقلت كذا التلطف في العطاء
      فتنصلت كذبا ولم
      يسبق لها قول افتراء
      ولربما كذب الجواد
      فكان أصدق في السخاء
      فأجبتها أني رأيت
      ولا تكذب عين راء
      لا تنكري فضلا بدا
      كالصبح نم به الضياء
      يخفي الكريم مكانه
      فتراه أطيار السماء
      ثم انثنينا راجعين
      وملء قلبينا صفاء
      مفكهين من الأحاديث
      العذاب بما نشاء
      فإذا عصيفير هوى
      من شرفة بيد القضاء
      عار صغير واجف
      لم يبق منه سوى الذماء
      ظمآن يطلب ريه
      جوعان يلتمس الغذاء
      ولشد ما سرت بهذا
      الضيف ليلى حين جاء

      يتبع

      تعليق


      • #78
        يا فتى الفتيان أحسنت البلاء

        يا فتى الفتيان أحسنت البلاء
        في المباراة وحققت الرجاء
        وأريت الغرب ما بالشرق من
        قدرة يبرزها حين يشاء
        فخليق بك أن تجزى كما
        جزي الأبطال عند القدماء
        مصر ما زالت على العهد حمى
        للحماة الصادقين الأوفياء
        لشباب كلما ناداهم
        واجب لبوا من الفور النداء
        لا يضنون بمجهوداتهم
        وقديما لم يضنوا بالدماء
        ولهم في الذود عن أوطانهم
        وقفات الصابرين البسلاء
        لم تفتهم والمنايا دونها
        نصرة الحق بعزم وإباء
        أثبتوا أنهم إن دربوا
        صالح التدريب جد الأقوياء
        في الرياضات لهم تبريزهم
        فإذا اعتزوا فليسوا أدعياء
        لم تنل منهم منالا فرق
        غلبوا فيها قروم الغرباء
        ولهم ما شهد الخلق به
        من ذكاء وثبات ومضاء
        ليس بدعا منهم أن يحتفوا
        بالذي شرفهم خير احتفاء
        لنصير شرف زاد اسمه
        بعزيز النصر نبلا وازدهاء
        ومجالات العلى شتى ففي
        كلها مصر تحيي النبهاء
        أيها الحامل أثقالا بها
        كل صنديد شديد الأيد ناء
        ليت لي من فضل ما أوتيته
        همة تحمل أثقال البقاء
        دام رب العرش في أعلى الذرى
        راسخ السدة خفاق اللواء
        تفتدي الأنساء منه حسبا
        نيط من شعب بأسباب الولاء


        فوجئت فيك بأنكر الأنباء

        فوجئت فيك بأنكر الأنباء
        وفجعت فيك بأكبر الأرزاء
        لله صبحك ما أشد ظلامه
        والضوء فيه باهر اللألاء
        ماذا دهاني فيك يا إلف الصبا
        وعشري المفدي بالعشراء
        أتركتني بعد السرور المنقضي
        لتأسف لا ينقضي وبكاء
        ذهب النجيب فلا نجيب إذا دعا
        داعي الوفاء وكان يوم وفاء
        ذهب النديم فلا نديم إذا دعا
        داعي الصفاء ولات عهد صفاء
        ذهب الفتى الحر الضمير وكان من
        يرقى الذرى لو عاش عيش مراء
        ذهب الأديب الألمعي وإنه
        للألمعي الفرد في الأدباء
        ذهب الذي لو شاء نظم جمانه
        لغدا المشار إليه في الشعراء
        فبحسن أية شيمة طاح الردى
        قبل الأوان ونور أي ذكاء
        آها من الدنيا الغرور ويا لها
        من طية في صفوها كدراء
        مضت السنون ثقالها كخفافها
        وتقلصت كتقلص الأفياء
        أين الأماني ألتي كانت لنا
        ماذا يقيم الرسم فوق الماء
        هذي حياة إن تطل أو لم تطل
        مقضية كتنفس الصعداء
        يا أيها النائي تشيعه النهى
        وبغير ود المجد أنك نساء
        إن تمض محمولا على أيدي الأسى
        فهي الركاب إلى أحب بقاء
        إخوانك الباكون حولك خشع
        من هول هذي البغتة الدهماء
        هيهات أن يجدوا عزاء صادقا
        وحبيبهم أمسى من الفقداء
        أمفارقيه من أعزة آله
        أني لكم ولنا جميل عزاء
        تالله ما أدري أمن منا قضى
        أم من أقام أحقنا برثاء
        ليدم منيرا فرقداه بعده
        متلألأ أثراه في الظلماء

        تعليق


        • #79
          حي الرفاق الأكرمين و قل لهم

          حي الرفاق الأكرمين وقل لهم
          إنا لكم في عيدكم شركاء
          ما بين مصر وبين لبنان مدى
          ناء وقد أدنى القلوب إخاء
          إن الذي أجمعتم إكرامه
          لم تختلف في حبه الأهواء
          في عيده الفضي رمز تنجلي
          ببياضه أخلاقه العزاء
          خدم المواطن خدمة لم يأتها
          إلا الرعاة الجلسة العظماء
          وبنى لأمته فخارا بعد أن
          كادت تلم بعرضها الأرزاء
          مستنصرا إيمانه وثباته
          وخلوصه إن فاته النصراء
          يرعى مدارسها ويكلأ نشأها
          والنشء للعهد الجديد بناء
          ويعم كل مبرة بعناية
          منه فلم يخصص بها الفقراء
          متعهدا أبدا رعيته فلا
          سأم يثبطه ولا أعياء
          زهيت مواعظه بكل يتيمة
          في كل داجية لها لألاء
          إن أكبر العلماء حكمته فقد
          فتنت بحسن بيانها الأدباء
          تقوى وعقل راجح وطوية
          لا تلتوي وكياسة وذكاء
          وعزيمة غلابة وفصاحة
          خلابة وكرامة وإباء
          هذي مناقبه وحسبي ذكرها
          حتى يخيل أنه إطراء
          إن لم يكن شكر العدول جزاءها
          فعلام في الدنيا يكون جزاء


          أنا أبكيك يا حسين

          أنا أبكيك يا حسين وما
          أولى خليلا فارقته بالبكاء
          وإذا ما رثاك كل أديب
          كنت أحرى مودع بالرثاء
          فجعت مصر إذ توليت عنها
          في المبرات والتقى والوفاء
          وأصيبت بفقد أي عميد
          أسرة المجد والندى والذكاء
          عشت في خلوة زمانا فخيلت
          عزلة وهي مهجة العلياء
          وإذا ما تنزهت نفس حر
          ردت الأرض قطعة من سماء
          فامض مستخلفا بكل كريم
          من بنيك الأعزة النجباء
          نفر من نوابغ الجيل فيه
          طلعوا كالكواكب الزهراء
          والق ما قدمت يداك من الخير
          فعتد الرحمن خير الجزاء


          لا غرو ان الماس أكر

          لا غرو أن الماس أكر
          حقا عليك لكل حلف شقاء
          ومن الكياسة وهو أصب جوهر
          أن رق رقة أدمع الفقراء
          فأصاب عندك والشفاعة لاسمه
          حظ اليتيم وفاز بالإيواء
          ما يغل من شيء فإن لحكمة
          جلت غلاء الماس في الأشياء
          هو بالمتانة والسنى مرآة ما
          بك من وفاء ثابت وذكاء


          هذي مليكات اللآليء أقبلت

          هذي مليكات اللآليء أقبلت
          تفتر عن قطع من اللألاء
          باد صفاء القطر في قسماتها
          وتنافس الألوان والأضواء
          ظلت تكون في حشى أصدافها
          كتكون الأنوار في أفياء
          وقضت عصورا سيدات بحارها
          يسعى لها من أبعد الأنحاء
          حتى إذا حملت إليك سبية
          مجلوبة في جملة الآلاء
          وجدت عزاء في رحابك طيبا
          عن عزها الماضي وأي عزاء
          بلقائها حسنا يضاعف ما بها
          من رونق ونفاسة وبهاء
          وجوارها شيما كرائم صنتها
          في خدر عصمتها عن الرقباء

          تعليق


          • #80
            ليبسم في محياك الرجاء

            ليبسم في محياك الرجاء
            ويبرق في أسرتك الهناء
            وطيبي بالشباب كما يرجي
            عفافك والطهارة والإباء
            وقري أعينا ببنين غر
            وبعل من محامده الوفاء
            وحلي الرأس مفخرة بتاج
            يضيء به جلالك والبهاء
            ولا تنسي نظام الشعر فيه
            كأحسن ما تنظمه النساء
            فما الإكليل للحسناء وقر
            ولا تصفيف وفرتها عناء
            ولكن يصدع الرأس اشتغال
            بما تأبى الملاحة والفتاء
            ويثقله اهتمام غير مجد
            بما في حكمه الدنيا سواء
            علت شمس الضحى والروض زاه
            وفيه نضارة وسنى وماء
            فهبي للصبوح وبادريه
            سلافته النزاهة والضياء
            وشادي الصادحات فإن أسمى
            بيان للنفوس هو الغناء
            وحاكي الزهر تسليما ولهوا
            فما للهم في حسن ثواء


            هذي رؤوس القمم الشماء

            هذي رؤوس القمم الشماء
            نواهضا بالقبة الزرقاء
            نواصع العمائم البيضاء
            روائع المناطق الخضراء
            يا حسن هذي الرملة الوعساء
            وهذه الأودية الغناء
            وهذه المنازل الحمراء
            راقية معارج العلاء
            وهذه الخطوط في البيداء
            كأنها أسرة العذراء
            وذلك التدبيج في الصحراء
            من كل رسم باهر للرائي
            وهذه المياه في الصفاء
            آنا وفي الإزباد والإرغاء
            تنساب في الروض على التواء
            خفية ظاهرة اللألاء
            ونسم قواتل للداء
            يشفين كل فاقد الشفاء
            ومعشر كأنجم الجوزاء
            يلتمسون سترة المساء
            في ملعب للطيب والهواء
            ومرتع للنفس والأهواء
            ومبعث للفكر والذكاء
            ومنتدى للشعر والغناء
            يا وطنا نفديه بالدماء
            والأنفس الصادقة الولاء
            ما أسعد الظافر باللقاء
            والقرب بعد الهجر والجلاء
            إن أك باكيا من السراء
            فإن طول الشوق في التنائي



            ذاك الهوى أضحى لقلبي مالكا

            ذاك الهوى أضحى لقلبي مالكا
            ولكل جانحة بجسمي مالئا
            فبمهجتي ثوران بركان جوى
            وبظاهري شخص تراه هادئا
            الغيث جدا في نهاية أمره
            ما خلته إحدى المهازل بادئا
            طرأت علي صروفه من لحظة
            في حين أحسبني أمنت لطارئا
            ولقد أراه مستزيدا شقوتي
            لو كان لي بدل المحبة شانئا
            إني لأسأل بارئي ولعلها
            أولى ضراعاتي أرجي البارئا
            أمنيتي قربي لشمسي ساعة
            فأبيد محترقا ولكن هانئا

            تعليق


            • #81
              يا أخا النبل والنهى والمعالي

              يا أخا النبل والنهى والمعالي
              زادك الله نعمة وعلاء
              وأدام الأعياد في بيتك العامر
              بالبر والندى ما شاء
              إن يوما فيه فتاتك أمست
              وهي البدر بهجة وبهاء
              تمه تمها وغر لياليه
              سنوها تتابعت غراء
              عدها أربع وعشر وعمر
              الحور هذا يخلدن فيه صفاء
              لهو اليوم أوجب السعد فيه
              أن تعم المسرة الأصدقاء
              فالتقى الأصفياء فيه وما
              مثلك ممن يستكثر الأصفياء
              يشربون الصهباء فوارة
              ثوارة بوركت لهم صهباء
              يأكلون النقول قضما وكدما
              وسليقا معللا وشواء
              يغنمون الحديث أشهى
              من الشهد وأذكى من السلاف احتساء
              يجدون الأزهار باهرة الأبصار
              نبتا وأوجها حسناء
              شهدوا للذكاء والطهر عيدا
              رأوا النبل عفة وذكاء
              نظروا في فريدة مجتلى علو
              إذا الروح في التراب تراءى
              صدقت ما عنى اسمها وقليل
              في القوافي من صدق الأسماء


              اليوم يوم مصارع الشهداء

              اليوم يوم مصارع الشهداء
              هل في جوانبه رشاش دماء
              لله غياب حضور في النهى
              ماتوا فباتوا أخلد الأحياء
              أبطال تفدية لقوا جهد الأذى
              في الله وامتنعوا من الإيذاء
              بعداء صيت ما توخوا شهرة
              لكن قضوا في ذلة وعناء
              لبثوا على إيمانهم ويد الردى
              تهوي بتلك الأرؤس الشماء
              سلمت مشيئتهم وما فيهم سوى
              متقطعي الأوصال والأعضاء
              صبروا على جبروت عات قاهر
              ساء النهى والدين كل مساء
              ما كان دقلتيان إلا طاغيا
              ملك الرقاب بغلظة وجفاء
              لانت له الصم الصلاد ولم تلن
              شيئا قلوب الصفوة الفضلاء
              حاشا الحقيقة كم مثال لا ترى
              إلا البقايا منه عين الرائي
              ظلت حناياه وإن حطمت على
              ما كان فيها من تقي ورجاء
              إن العقيدة نعمة علوية تصفو
              على النقمات والأرزاء
              تجني فخارا من إهانات العدى
              وتصيب إعزازا من الإزراء
              بكر بأوج الحسن غال مهرها
              لا تشترى بأياسر الأشياء
              تزرى النفائس دونها ولربما
              بذل النفوس حماتها بسخاء
              أليوم بدء العام عام النيل في
              إقباله المتجدد اللألاء
              ما انفك في أقسامه وفصوله
              شرعا وفي الأوضاع والاسماء
              قد أحكمت في كله أجزاؤه
              فبدا تمام الكل بالأجزاء
              عجب لقوم لاتني آثارهم
              هي أعظم الآثار في الغبراء
              قصت حواشيهم وقلص
              ظلهم إلا كفاح بقية لبقاء
              وعفت معاهد بطشهم أو أوشكت
              وهوت صروح العزة القعساء
              إلا نظاما صلوه لعامهم
              فلقد أقام كأصله المتنائي
              كم دولة دالت بمصر وحكمه
              متوارث عن أقدم الآباء
              وإذا بنى الأقوام فكرا صالحا
              فالفكر يثبت بعد كل بناء
              أمهيئي هذا المقام ومبدعي
              هذا النظام لحكمة غراء
              إن أرج فالإقبال ما أرجو لكم
              وإذا دعوت فبالرقي دعائي


              أرز الجنوب اسلم عزيز الجانب

              أرز الجنوب اسلم عزيز الجانب
              والق الدهور وأنت أبقى صاحب
              الله في أدواحك النضر التي
              ترد المعين من الجماد الناضب
              أو ترضع الأثداء مما أقبلت
              تروي العطاش به صدور سحائب
              ألتاج فوق التاج من أغصانها
              حتى ترصعه العلى بكواكب
              والنور في أوراقها متنخل
              يصفو ذرورا في عيون الراقب
              أرز تراه كباذخ الأبراج إن
              تنظر إليه من مدى متقارب
              وإذا بعدت رأيت شامات على
              خد كميت لونه أو شاحب
              أعزز به وبجيرة حفوا به
              سمحاء أهل مفاخر ومناقب
              هم بالحمية خير من يرجو الحمى
              لسداد خلات ودرء نوائب
              بسلاء إن تدع الحفيظة لم تجد
              في القوم غير الشمري الواثب
              صوام ألسنة عن القول الخنى
              قوام أفئدة لفعل الواجب
              قاضون للحاجات باد بشرهم
              في وجه مرتاد الندى والطالب
              إن أزمعوا لم يرجعوا أو صمموا
              بلغوا النجاح وما لووا بمصاعب
              أحسابهم موفورة آياتها في
              كل معنى فوق عد الحاسب
              من مثلهم جاها وكاتبهم إذا
              ما نافسوا الدنيا كهذا الكاتب
              وشبابهم هم هؤلاء وكلهم
              سامي السجية ذو ذكاء ثاقب
              وشيوخهم هم هؤلاء وجوههم
              بيض الصحائف لم تشب بشوائب
              إني صدقتهم المديح بما بهم
              وأقول شر الشعر شعر الكاذب
              وعلى التخالف ملة ليسوا سوى
              أهلين في نظر الحمى وأقارب
              لبنان قلب فيه أشرف وحدة
              وطنية بين اختلاف مذاهب
              يا ربة القصر الذي نهضت به
              علياء تنميها أعز مناسب
              هذي إليك تحية من شاعر
              لعلاك بالأدب الأتم مخاطب
              يثني عليك ويحفظ الذكرى لما
              أسديت باقي دهره المتعاقب
              من زائر لمح التقى متجليا
              كالنور من ستر الجلال الحاجب

              تعليق


              • #82
                إلى أي امتداد في البقاء

                إلى أي امتداد في البقاء
                تروعني منايا أصدقائي
                شكت عيني وما ضنت قديما
                نضوب الدمع من فرط البكاء
                وأخلق جدة الإلهام فكري
                من التكرار في نظم الرثاء
                فحتام الجراح تظل تدمي
                وتنكؤها رزيئة كل نساء
                علي إذا ثويت رهين رمس
                فقد عجلت عليك يد الفناء
                وما قولي الفناء وأنت حي
                حياة الخالدين بلا مراء
                رقيت إلى جوار الله تجزى
                بما قدمته أوفى الجزاء
                وبان لناظريك السر فيما
                جهلنا من تصاريف القضاء
                ترى كيف الورى من حيث توفي
                وكيف الأرض من أوج السماء
                سنذكر محمداتك ما حيينا
                ويذكرها البنون على الولاء
                لقد كان القضاء وأنت فيه
                مثالا للنزاهة والصفاء
                تصرفه بفطنة لوذعي
                يصيب الحل في كبد الخفاء
                ولم تك ذات يوم بالمحابي
                ولم تك ذات يوم بالمرائي
                وما تلقاء عدلك من أعاد
                تباليهم وما من أولياء
                تراقب وجه ربك لا سواه
                وترعى الناس في حد سواء
                فلما آن أن تلقى حماما
                من الجهد المبرح والعناء
                دعتك إلى الصحافة نفس حر
                شديد العزم مؤتنف الفتاء
                فقام بعبئها مرن صبور
                صدوق العهد مرعي الولاء
                يصون حقوق مصر أبر صون
                ويبلي دونها أقوى بلاء
                إذا أجرى يراعته أسالت
                مهارقها مجاجا من ضياء
                مهارق حشوها نور ونار
                تأجج بالحمية والإباء
                ألا أن الكنانة في حداد
                على رجل المروءة والمضاء
                إذا ما أمة جزعت عليه
                فكيف بصحبة والأقرباء
                بلوا منه جوارا أريحيا
                بلا دخل يريب ولا التواء
                يحدث عنه من حدثت منهم
                فما يخشى التغالي في الثناء
                سماحة فطرة وصفاء طبع
                ورفق في أناة في سخاء
                زكي بك العزاء لمصر عنه
                إذا افتقدت مكان الأوفياء
                ومثلك في بنيها من يرجى
                فحقق ما لها بك من رجاء


                لم تطيقي بعد الأليف البقاء

                لم تطيقي بعد الأليف البقاء
                وكرهت الحياة أمست شقاء
                فوهى قلبك الكسير المعنى
                وتعجلت للرحيل القضاء
                ما الذي يفعل الدواء إذا لم
                يبق في الجسم ما يعين الدواء
                خيل أن الوفاء أكدى إلى أن
                شهد الناس منك هذا الوفاء
                كم رجونا لك الشفاء وخار
                الله في غير ما رجونا الشفاء
                هكذا شاء والمصير إليه
                وله الأمر فليكن ما شاء
                أسف أن يغيب القبر روحا
                ملكيا وطلعة زهراء
                أين ذاك البهاء يجري على ما
                حوله بهجة ويلقي بهاء
                أين ذاك السخاء يكفي اليتامى
                والأيامى وينصر الضعفاء
                أين ذاك الحياء عن عزة لا
                عن تعال وحي ذاك حياء
                عرفتها معاهد العلم والآداب
                والبر لا تمل عطاء
                كان صدر الندي يهتز تيها
                حين تحتله ويزهو رواء
                أفضل الأمهات جف حشاها
                من يعزي البنات والأبناء
                نشأتهن صالحات وربتهم
                كرماء أعزة نجباء
                غانيات فقن اللدات جمالا
                وكمالا ورقة وذكاء
                وشبابا هم نخبة في شباب
                العصر علما وحكمة ومضاء
                آل سمعان إن رزاء دهاكم
                تلو رزء قد هون الأرزاء
                لم يكن بالكثير لو كان تجدي
                أن تسيل النفوس فيه بكاء
                غير أن التي إلى الله آبت
                خلفت للمفجعين عزاء
                ما تولت عنكم وقد تركت آثارها
                الناطقات والأنباء
                ذكريات تهدي إلى الخير
                من ضل سبيلا وتنفع الأحياء
                شيعت مصر نعشها باحتفال
                قلما شيعت به العظماء
                وقضت واجب الوداع لفضل
                لا يسامي به الرجال النساء
                جارة الخلد ليس في الخلد نأي
                بعد أن يدرك المحب اللقاء
                فزت منه بطيبات الأماني
                فاغنميها مثوبة وجزاء
                إن الموت والحياة لسرا
                أبديا يحير العقلاء
                نحن منه في ظلمة تتدجى
                ولقد جزتها فعادت ضياء
                فدح الخطب يا عفيفة في
                هجرانك الأقرباء والأولياء
                فاعذري حزننا فإنا على الأرض
                وطوباك أن بلغت السماء

                تعليق


                • #83
                  أجاب الشعر حين دعا الوفاء

                  أجاب الشعر حين دعا الوفاء
                  وكان إذا دعوت به إباء
                  فإن يعجز بياني حيث فني
                  فليس بعاجز حيث الولاء
                  نجيب وهو ما هو في ودادي
                  وإجلالي أيخطئه الثناء
                  أحق فتى بما تصف القوافي
                  فتى فيه الشجاعة والحياء
                  لأحمد في المفاخر كل بكر
                  من الخفرات نم بها الضياء
                  سري من سراة حب فيه
                  ثراء الخلق يدعمه الثراء
                  أديب يبرز المعنى مصفى
                  بلفظ لا يشاب له صفاء
                  خطيب تنهل الأسماع منه
                  مناهل للنفوس بها شفاء
                  ولي مناصب لم تنس فيها
                  مآثره الإدارة والقضاء
                  وزير لم ترنحه المعالي
                  ولم يأخذه بالجاه إنتشاء
                  أدار وزارتيه فلم تفته
                  مع الحزم العزيمة والمضاء
                  وأشهد مكبريه كيف تؤتى
                  ثمارهما الحصافة والفتاء
                  إذا ما ازداد مجدا زاد لطفا
                  وما في اللطف خب أو رياء
                  تواضع من علا في الناس أحجى
                  ولله العظيم الكبرياء
                  متى تسل المعارف عنه ينبيء
                  بما فعل الثقات الأوفياء
                  مدارس أصلحت من كل وجه
                  فعاودها الترعرع والنماء
                  فنون ثقافة رعيت وصينت
                  فزال الريب وانتعش الرجاء
                  برامج قومت من حيث آوت
                  فآبت لا محال ولا التواء
                  متى تسل التجارة عنه تعلم
                  هنالك ما تقاضاه الدهاء
                  وما سيكون منها حظ مصر
                  وقبلا حظها منها هباء
                  متى تسل الصناعة تدر أني
                  نصرف في معاضلها الذكاء
                  وهيأ في الحمى عيشا رغيدا
                  لقوم كان حلفهم الشقاء
                  يعيد إلي هذا اليوم ذكرى
                  لها في أحسن الذكر البقاء
                  ذخيرة مصر جامعة حقيق
                  بها رفق الولاة والاعتناء
                  تجنى حادث جلل عليها
                  وناب عن الولاء لها العداء
                  صروح لم تكد تعلو ذراها
                  وجدر لم يجف لها طلاء
                  تغلغل في حناياها التنابي
                  وخيم في زواياها العفاء
                  ويدعو العلم صونوها تصنكم
                  فما أن يستجاب له دعاء
                  إلى أن عالج الفتح المرجى
                  صبور لا يخيب له بلاء
                  إذا استعصى مرام لج فيه
                  ولم يقعد بهمته العناء
                  فظل مكافحا حتى وقاها
                  وشاء الله فيها ما يشاء
                  بنى استقلالها سورا منيعا
                  ولاستقلال أمته البناء
                  ولم يكرثه ما لاقاه فيها
                  كذاك يكون للوطن الفداء
                  فتى الفتيان إقداما وعلما
                  وما هم في مجالهما سواء
                  إذا أكرمت والحفلات شتى
                  فذلك شكر مصر ولا مراء


                  كانوا ثمانية من الندماء

                  كانوا ثمانية من الندماء
                  متآلفين كأحسن الرفقاء
                  في مجلس حجب الشباب بأمرهم
                  أبوابه إلا على السراء
                  متحدثين ولا يطيب لمثلهم
                  إلا حديث الحسن والحسناء
                  حتى إذا اعتكر الظلام ومزقت
                  أحشاؤه فدمين بالأضواء
                  وتثاقلت أشباحهم وتخففت
                  أرواحهم من نشوة الصهباء
                  أصغوا لقول فتى جريء منهم
                  غض الشبيبة جامح الأهواء
                  يا أيها الإخوان أسمع نسوة
                  بجوارنا في حفلة وغناء
                  فهلم نحتل حيلة فيجئننا
                  لا خير في أنس بغير نساء
                  قالوا فما هي قال أرقدموهما
                  أني قضيت معاجلا بقضاء
                  فاذا انتحبتم جئنكم فبرزت في
                  كفني وفزنا باجتماع صفاء
                  فنعاه ناع راعهن فجئن في
                  هرج لتوديع الفقيد النائي
                  وبكينه حتى إذا أدركن ما
                  كادوا لهن وثبن وثب ظباء
                  يضحكن أشباه الشموس تألقت
                  عقب الحيا وضاءة اللألاء
                  وحفلن حول سريره ينهرنه
                  لكن أحطن بصخرة صماء
                  فرفعن عنه غطاءه فوجدنه
                  بالميت أشبه منه بالأحياء
                  عالجنه جهد العلاج ولم يكن
                  شيء ليوقظه من الإغماء
                  حتى إذى دعي الطبيب فجاءهم
                  راع القلوب بنفي كل رجاء
                  فتبدلت أفراحهم في لحظة
                  بمناحة وسرورهم ببكاء
                  وأبائهم هذا المزاح من الردى
                  في شر ما يبكي من الأرزاء
                  لو عاش صاحبهم لعاش رهينة
                  من بعدها للهجعة السوداء
                  وكذا الحقيقة جدها ومزاحها
                  سيان في الإشقاء والإفناء

                  تعليق


                  • #84
                    يا سعد هذي الليلة الزهراء

                    يا سعد هذي الليلة الزهراء
                    جددت عهد السعد بالحمراء
                    جددت في مصر في الدار التي
                    كانت وظلت ملتقى الأمراء
                    في حيث أعلى المالكين مكانة
                    نزلوا منازلهم من العلياء
                    في حيث إسماعيل لاح بنبله
                    فوق السهى لضيوفه النبلاء
                    هل كان إسماعيل إلا صورة
                    شرقية للعزة القعساء
                    بنداة وادي النيل سال وبالذي
                    أسداة طال على الذرى الشماء
                    أنظر إلى آثاره يزهى بها
                    قطراه في دانيهما والنائي
                    هذي الجزيرة من بدائع خلقه
                    بغياضها ورياضها الفيحاء
                    وبنائها الفخم البديع نظامه
                    من صنع ذاك المبدع البناء
                    لله آيات الصناعة في الدمى
                    من شارك الرحمن في الإحياء
                    لله ناطقة النقوش أهكذا
                    تعطى الكلام جوامد الأشياء
                    لله مطفرة تصعد قطرها
                    وترده صببا على الأنحاء
                    تجد النجوم حيالها ضحاكة
                    بشعاعها بكاءة بالماء
                    قد أخلفت بسكونها وصفائها
                    فعل النجوم مثيرة الأنواء
                    هل غير هذا الصرح زين بمثل ما
                    فيه لإيناس وحسن لقاء
                    وقرى العيون من الطرائف والحلى
                    غير القرى من مشرب وغذاء
                    يا من له صدر المقام تجلة
                    وهو النزيل وليس كالنزلاء
                    هذي هي الدار التي قلدتها
                    شرفا به تاهت على الجوزاء
                    شرف به النبأ البعيد دويه
                    يختال معتزا على الأنباء
                    ولآل لطف الله منه كرامة
                    ستظل في الأحفاد والأبناء
                    إني لهذا الفضل عنهم شاكر
                    والشكر في السادات خير وفاء
                    شكر زها شعري به متهللا
                    كتهلل النوار بالأنداء
                    أنى تكن لا غرو أن يلفى الحمى
                    وبه روائع من سنى وسناء
                    أفلم تكن شبل الحسين ورأيه
                    وفرنده في السلم والهيجاء
                    ملك به رحم النبوءة واشج
                    وله جلال الصيد في الخلفاء
                    أهدى العروش إلى بنيه وبثهم
                    في الشرق بث الشمس للأضواء
                    أعظم بعبد الله نجلا صالحا
                    يقفو أباه حجى وحسن بلاء
                    فيه النزاهة والنباهة يعتلي
                    بهما على الأنداد والنظراء
                    جمع الوداعة والإباء فحبذا
                    هو من أمير وداعة وإباء
                    خلقان كلهما إليه قد انتهى
                    عن أكرم الأجداد والآباء
                    وله مروءات تجاب بذكرها
                    جوب الرياض مجادب البيداء
                    وله فضائل إن تحدث عارف
                    عنها عرته نشوة الصهباء
                    وله وقائع في البسالة يزدهي
                    بصغارهن أكابر البسلاء
                    وله طرائف في السماحة نقحت
                    ما أخطأته طرائق السمحاء
                    فهو الحبيب إلى الولاة مصافيا
                    وهو البغيض وغى على الأعداء
                    لا زلت عبد الله في هام العلى
                    تاجا يفيض بباهر اللألاء
                    للمجد سر فيك ناط به غدا
                    وغدا يحقق فيك خير رجاء


                    هم يفتحون السماء

                    هم يفتحون السماء
                    ويملكون الهواء
                    ويقطعون الصحارى
                    ويعبرون الماء
                    ونحن نمكث في
                    عقر دارنا غرباء
                    كأننا قد خلقنا
                    نلامس الغبراء
                    نرنو ونأسى ونفني
                    دمع العيون بكاء
                    ولا نرى غير ذكرى
                    أجدادنا تأساء
                    نال التواكل منا
                    والضعف ما الجهل شاء
                    واللهو حط قوانا
                    وسفل الأهواء
                    وأوشك اليأس
                    أن يسئم الكرام البقاء
                    لو لم يقيض
                    لنا الله نخبة نبلاء
                    تنافسوا في سبيل
                    الحمى ندى وفداء
                    وبالمآثر ردوا
                    إلى النفوس الرجاء
                    حيت سماء المعالي
                    نجما جديدا أضاء
                    وصان كاليء مصر
                    سراتها العظماء
                    وخص فيها بخير
                    قليني المعطاء
                    ألأريحي سليل
                    البيت الرفيع بناء
                    لله مكرمة جازت
                    الظنون سخاء
                    هل المقالة توفي
                    ما تستحق ثناء
                    هذي البيوت تربي
                    البنات والأبناء
                    هي المنابت يزكو
                    فيها الغراس نماء
                    هي العيون الصوافي
                    تروي القلوب الظماء
                    بالعلم تدرك
                    مصر الحرية العصماء
                    وتستعيد الفخار
                    القديم والعلياء
                    وتسترد من الدهر
                    عزها والرخاء
                    شبابها صفوة
                    النشء فطنة وذكاء
                    إن ثقفوا بهروا
                    الخلق همة ومضاء
                    هم المخايل في
                    أوجه العلى تتراءى
                    هم البشائر تجلو
                    للراقبين ذكاء
                    في فجر عصر جديد
                    يزهو سنى وسناء
                    بناتها لا يضار
                    عن زينة وحياء
                    إذا سفرن أغرن
                    الكواكب الزهراء
                    حرائر الطبع غبن
                    أن يغتدين إماء
                    وكيف ينجبن في الرق
                    سادة طلقاء
                    أرقى الشعوب رجالا
                    أرقى الشعوب نساء
                    فيا سريا بأسنى
                    الهبات زكى الثراء
                    ومفردا في زمان
                    أبى له النظراء
                    ألشرق يذكر
                    بالحمد هذه الآلاء
                    ومصر ترفع تيها
                    جبينها الوضاء
                    فاسلم لها وتلق
                    التخليد فيها جزاء

                    يتبع

                    تعليق


                    • #85
                      ضرب الأرض فانتهب

                      ضرب الأرض فانتهب

                      وكإيماضة ذهب
                      آية العصر جائب
                      بينما لاح إذ عزب
                      ضاق بالسرعة الفضاء
                      ولم يبق مغترب
                      يدرك الشأو أو يكاد
                      متى أزمع الطلب
                      أرز لبنان هاكسة
                      حلب هذه حلب
                      أيها الجائز المجاهل
                      لا يعرف النصب
                      يصل المدن والقرى
                      بمتين من السبب
                      أفعوان إذا التوى
                      في صعود أو في صبب
                      إن ترامى بين الربى
                      خلت فلكا بين الحبب
                      وإذا شيم موقدا
                      فهو كالنجم ذي الذنب
                      إن في هذه الضلوع
                      لكالمارج التهب
                      ذاك حس من الكمون
                      وروى زنده فهب
                      هو شوق إلى حمى
                      كل ما فيه مستحب
                      ميل شجرائه حنان
                      وفي طوده حدب
                      أيهذي الشهباء
                      والحسن في ذلك الشهب
                      حبذا في ثراك ما
                      فيه من عنصر الشهب
                      ذلك العنصر الذي
                      ظل حرا ولم يشب
                      عنصر قد أصاب
                      منه ابن حمدان ما أحب
                      وبه أحمد ارتقى
                      ذروة الشعر في العرب
                      حبذا الجديد
                      وما فيه من رحب
                      حبذا الجانب
                      القديم نبت دونه الحقب
                      ألسويقات عقدها
                      من حجار أو من خشب
                      والبساتين من جناها
                      الأفانين تهتدب
                      والمباني بها الحلي
                      البديعات والقبب
                      يا لها من زيارة
                      قضيت وهي لي أرب
                      تم سعدي بمن
                      رأيت بها اليوم عن كثب
                      وبأني قضيت من
                      حقهم بعض ما وجب
                      إن من قال فيهم
                      أعذب المدح ما كذب
                      جئتهم والفؤاد بي
                      خافق كلما اقترب
                      فالتقوني كعائد
                      للحمى بعد ما اغترب
                      تلك والله ساعة
                      أنست المتعب التعب
                      ليس بدعا وإنهم
                      صفوة الشرق والنخب
                      من نساء زواهر
                      بحلى الحسن والأدب
                      محصنات مربيات
                      النجيبات والنجب
                      ورجال إذا هم
                      سابقوا أحرزوا القصب
                      شرفوا العلم ما استطاعوا
                      ولم يحقروا النشب
                      أمهر الطالبين
                      للسكب من خير مكتسب
                      أحلم الناس عن هدى
                      ما الذي يصلح الغضب
                      أحزم الخلق إن يكن
                      سرف جالب العطب
                      من رأى منهم المكان
                      لفوز به وثب
                      محرزا غاية الذي
                      رام في كل مطلب
                      فيهم الحاسب الذي
                      لا يجارى إذا حسب
                      فيهم الكاتب الذي
                      لا يبارى إذا كتب
                      فيهم العالم الذي
                      عقله كوكب ثقب
                      فيهم الشاعر الذي
                      شعره للنهى خلب
                      فيهم القائل الصؤول
                      على الجمع إن خطب
                      فيهم الصانع الذي
                      صنعه آية العجب
                      فيهم المطرب
                      المجد فنونا من الطرب
                      يا كراما أحلني
                      فضلهم أرفع الرتب
                      إن فخرا نحلتموني
                      لأغلى ما في الحسب
                      لم يكن لي ومن أنا
                      هو للشعر والأدب


                      ترحلت عن زمني عائدا

                      ترحلت عن زمني عائدا
                      خلال القرون إلى ما وراء
                      وما طيتي غير أني
                      وقفت بآثار فن عداها الفناء
                      هياكل شيدها للخلود
                      نبوغ جبابرة أقوياء
                      فجسمي في دهره ماكث
                      وقلبي في أول الدهر ناء
                      أجلت بتلك الرسوم لحاظا
                      يغالب فيها السرور البكاء
                      فما ارتهن الطرف إلا مثال
                      عتيق الجمال جديد الرواء
                      مثال لإيزيس في صلده
                      تحس الحياة وتجري الدماء
                      يروعك من عطفه لينه
                      ويرويك من رونق الوجه ماء
                      به فجر الحسن من منبع
                      فيا عجبا للرمال الظماء
                      فتون الدلال وردع الجلال
                      وأمر الحياة ونهي الحياء
                      فأدركت كيف استبت عابديها
                      بسحر الجمال وسر الذكاء
                      وبث العيون شعاع النهى
                      يبيح السرائر من كل راء
                      لقد غبرت حقب لا تعد
                      يدول النعيم بها والشقاء
                      تزول البلاد وتفنى العباد
                      وإيزيس تزهو بغير ازدهاء
                      إذا انتابها الدهر ما زادها
                      وقد حسر الموج إلا جلاء
                      لبثت أفكر في شأنها
                      مطيفا بها هائما في العراء
                      فلما براني حر الضحى
                      وأدركني في الطواف العياء
                      أويت إلى السمح من ظلها
                      وفي ظلها الروح لي والشفاء
                      يجول بي الفكر كل مجال
                      إذا أقعد الجسم فرط العناء
                      فما أنا إلا وتلك الإلهة
                      ذات الجلالة والكبرياء
                      قد اهتز جانبها وانتحت
                      تخطر بين السنى والسناء
                      وترمقني بالعيون التي
                      تفيض محاجرها بالضياء
                      بتلك العيون التي لم تزل
                      يدان لعزتها من إباء
                      فما في الملوك سوى أعبد
                      وما في المليكات إلا إماء
                      وقالت بذاك الفم الكوثري
                      الذي رصعته نجوم السماء
                      أيا ناشد الحسن في كل فن
                      رصين المعاني مكين البناء
                      لقد جئت من آهلات الديار
                      تحج الجمال بهذا العراء
                      فلا يوحشنك فقد أنيس
                      سوى الذكر يعمر هذا الخلاء
                      وإن الرسوم لحال تحول
                      وللحسن دون الرسوم البقاء
                      له صور أبدا تستجد
                      وجوهره أبدا في صفاء
                      بكل زمان وكل مكان
                      ينوع في الشكل للأتقياء
                      فليس القديم وليس الحديث
                      لدى قدرة الله إلا سواء
                      رفعت لك الحجب المسدلات
                      وأبرحت عن ناظريك الخفاء
                      تيمم بفكرك أرضا لنا
                      بها صلة من قديم الإخاء
                      بلاد الشآم التي لم تزل
                      بلاد النوابغ والأنبياء
                      ففي سفح لبنان حورية
                      تفنن مبدعها ما يشاء
                      إذا ما بدت من خباء العفاف
                      كما تتجلى صباحا ذكاء
                      تبينتها وهي لي صورة
                      أعيدت إلى الخلق بعد العفاء
                      فتعرفها وبها حليتاي
                      سحر الجمال وسر الذكاء


                      تعليق


                      • #86
                        تدانى فحيى عابرا وتناءى

                        تدانى فحيى عابرا وتناءى
                        شبيها بطيف في الغداة تراءى
                        برغم أولي الألباب عجل بينه
                        وكان لهم ذخرا وكان رجاء
                        أتاح زماني مرة أن رأيته
                        ولم يولني بعد اللقاء لقاء
                        فما راعني إلا فتى في إهابه
                        شهدت معا شيخوخة وفتاء
                        أطيلت بعثنون أسالة وجهه
                        وفي محجرية كوكبان أضاء
                        تضاءل مرمى ظله من نحوله
                        وطبق آفاقا سنى وسناء
                        وفي صدره بحر من العلم لم يضق
                        به ذلك الصدر الصغير إناء
                        يحدث في رفق وليست أناته
                        تثبط عزما أو تعوق مضاء
                        عكوف على التحصيل من كل مطلب
                        يلم به مهما يسمه عناء
                        جنى الروض ما تجري يراعته به
                        فيحلو شرابا أو يطيب غذاء
                        وما ثقف الألباب مثل بيانه
                        وما شرف الآداب والأدباء
                        يغوص على الدر البعيد مكانه
                        فيجلوه للمستبصرين جلاء
                        ويبحث عما يفقد الجهل أهله
                        فيهدي إليهم زينة وثراء
                        ويحرق ألا يغمط الفضل حقه
                        ويعدم بين العالمين جزاء
                        فإن يذكر الفضل الذي فيه يعتذر
                        كأن به من أن يذاع حياء
                        أأنسى لإسماعيل ما عشت منة
                        أفدت بها أحدوثة وبقاء
                        حباني بها قبل التعارف مضفيا
                        علي بما لا أستحق ثناء
                        وقد عاق شكري عنه فرط احتشامه
                        فهل مجزيء شكر يجيء رثاء
                        وهيهات أن يوفى بشعر جميله
                        ولو كان ديوانا لقل وفاء
                        ألا أيها الغادي وليس بآسف
                        ولا متقاض لوعة وبكاء
                        ترفعت عن أن تقبل الضيم صابرا
                        على زمن أحسنت فيه وساء
                        وجنبك العيش احتقار لشأنه
                        إذا ما غدا فيه العفاف عفاء
                        مكانك في الدنيا خلا غير أنه
                        مليء النواحي عزة وإباء
                        ببينك مختارا صدمت عقيدة
                        وأوقعت حكما حير الحكماء
                        وكنت على يسر الأمور وعسرها
                        تنير بعالي رأيك الحصفاء
                        فغالبك الطبع العيوف على الحجى
                        وأصدر من قبل القضاء قضاء
                        أمن خطل طرح الإناء وما به
                        من السؤر لم يطهر وقل غناء
                        وهل ترتضي نفس العزيز إقامة
                        على ذلة والداء عز دواء
                        إذا هان في حب الحياة هوانها
                        فليس لأرض أن تكون سماء
                        قرارك ولترع الخلائق سمعها
                        مصاقعها الهادين والسفهاء
                        ستبقى لنفع الناس صحف تركتها
                        ولن يذهب الإرث النفيس جفاء
                        وتذكرك الأوطان يوم فخارها
                        إذا ذكرت أفذاذها النبغاء
                        وإني لمحزون عليك وجارع
                        ثمالة كأسي حسرة وشقاء
                        أقول عزاء الآل والصحب والحمى
                        ولي ولأمثالي أقول عزاء
                        فرابطة اسمينا أراها قرابة
                        وأعتدها فوق الإخاء إخاء


                        قل للذين طلوه

                        قل للذين طلوه
                        فزيفوه طلاء
                        تلك الجلالة كانت
                        صدقا فصارت رياء
                        يا حائنين صباحا
                        فبائدين مساء
                        وواردين المنايا
                        في الأعجلين فناء
                        باي شيء إليكم
                        ذاك الخلود أساء
                        أدمية في يديكم
                        بالصبغ تعطي رواء
                        يا حسرة الفن ممن
                        يسطو عليه ادعاء
                        ولا يرى الحسن إلا
                        نظافة رعناء
                        وجدة تتشظى
                        تلمعا وازدهاء
                        تفدي التلاوين أبقى
                        ما كان منها حياء
                        وما عصى في سبيل
                        الحصافة الأهواء
                        وما أتى وفق أسمى
                        معنى أريد أداء
                        وما على متمنى
                        سلامة الذوق جاء
                        يا كدرة حقروها
                        إذ حولوها صفاء
                        وغبرة يكره
                        الفن أن تكون نقاء
                        وصدأة يأنف
                        الحسن أن تعود جلاء
                        ليس العتيق إذا جاد
                        الجديد سواء
                        خمسون عاما تقضين
                        ضحوة وعشاء
                        في صنع وشي دقيق
                        لقين فيه العناء
                        واهي النسيل دقيق النسيح
                        ما اللطف شاء
                        لكن متين على كونه
                        يخال هباء
                        يزيده الدهر قدرا
                        بقدر ما يتناءى
                        ويستعير لأبقى
                        الفخار منه رداء
                        نظمنه لحمات
                        وصغنه أسداء
                        والنور سخرن كيما
                        يبدعنه والماء
                        والحر والبرد
                        أعملن والثرى والهواء
                        حتى كسون حديد
                        التمثال ذاك الغشاء
                        مزركشا برموز
                        بديعة إيحاء
                        مما تخط المعالي
                        على الرجال ثناء
                        غير الحروف رسوما
                        وغيرهن هجاء
                        ما زلن يأبين إلا
                        أولي النهى قراء
                        ذاك الغشاء
                        وقد تم حسنه استيفاء
                        علا غلام إليه
                        بمسحه سوداء
                        وجر جهلا على آية
                        الجلال العفاء
                        فبينما النصب
                        الفخم يبهج الحوباء
                        إذ عاد بالدهن
                        والصقل صورة جوفاء
                        نضاحة ماء قار
                        منفوخة كبرياء
                        ليلاء ترسل
                        من كل جانب لألاء
                        كأنها لفتات
                        التاريخ يرنو وراء
                        وليس يألو المداجين
                        بيننا إزراء
                        نظرت والشعب يأسى
                        والخطب عز عزاء
                        والفن يستنزف الدمع
                        حرقة واستياء
                        ومصر فرعون من أوج
                        مجدها تتراءى
                        غضبى تقبح
                        تلك الأفعولة النكراء
                        فقلت للجهل
                        والغم يفطر الأحشاء
                        يا قاتل الشرق بالترهات
                        قوتلت داء
                        أمالئ الكون في
                        وقته سنى وسناء
                        رب الكنانة
                        محيي مواتها إحياء
                        أمضى مليك تولى
                        إدارة وقضاء
                        وخير من رد بالعدل
                        أرض مصر سماء
                        وكان صاعقة
                        الله إن رمى الأعداء
                        وكان نوء الموالين
                        رحمة وسخاء
                        يمد فدم إلى
                        شخصه يدا عسراء
                        تكسوه حلة عيد
                        والعز يبكي إباء
                        فبينما كان مرآه
                        يبعث الخيلاء
                        إذا الجواد ورب
                        الجواد بالهون باءا
                        في زينة لست تدري
                        زرقاء أو خضراء
                        ترد هيبة ذاك
                        الغضنفر استهزاء
                        أكبر بذاك افتراء
                        على العلى واجتراء
                        ذنب جسيم يقل
                        التأنيب فيه جزاء
                        من فعل زلفى
                        على القطر جرت الأرزاء
                        واليوم تغسل أعلاقها
                        البلاد بكاء


                        علا مفرقي بعد الشباب مشيب

                        علا مفرقي بعد الشباب مشيب
                        ففودي ضحوك والفؤاد كئيب
                        إذا ما مشى هذا الشرار بلمة
                        فما هي إلا فحمة ستذوب
                        أراعك إصباح يطارد ظلمة
                        بها كان أنس ما تشاء وطيب
                        فما بال ضوء في دجى الرأس مؤذن
                        بأن زمانا مر ليس يؤوب
                        غنمنا به أمن الحياة ويمنها
                        كليل به يلقى الحبيب حبيب
                        شباب تقضى بين لهو ونعمة
                        إذ الدهر مصغ والسرور مجيب
                        وإذ لا تعد المعصيات على الفتى
                        خطايا ولا تحصى عليه ذنوب
                        وإذ كل صعب لا يرام مذلل
                        وكل مضيق لا يجاز رحيب
                        وإذ كل أرض روضة عبقرية
                        وكل جديب في الديار خصيب
                        وإذ كل ذي قلب خفوق بصبوة
                        على الجهل منه شاعر وأديب
                        وإذ كل ذي قلب خفوق بصبوة
                        على الجهل منه شاعر وأديب
                        وإذ يثب الفكر البطيء فيرتقي
                        إلى الأوج لا يثنيه عنه لغوب
                        وإذ نستلذ اآلقر وهو كريهة
                        وإن نستطيب الحر وهو مذيب
                        وإذ نستبينا كل ذات ملاحة
                        لها فتنة بالملاعبين لعوب
                        وإذ تتلقانا الصروف برحمة
                        وينحاز عنا السهم وهو مصيب
                        تقينا الرزايا رأفة الله بالصبا
                        وتدرأ عنا الحادثات غيوب
                        فكنا كأفراخ تعرض وكرها
                        وللنوء هطل والرياح هبوب
                        فلم تؤذها الأمطار وهي مهالك
                        ولم يردها الإعصار وهو شعوب
                        بل اهتز مثواها ليهنئها الكرى
                        وبلت لإمراء الطعام حبوب
                        وكنا كوسى يوم أمسى وفلكه
                        على النيل عشب يابس ورطيب
                        مشت فوق تيار البوار تخطرا
                        تراءى بصافي الماء وهو مريب
                        يعض الردى أطرافها بنواجذ
                        من الموج تبدو تارة وتغيب
                        ويبسم وجه الغور من رقة لها
                        وما تحته إلا دجى وقطوب
                        فجازت به الأخطار والطفل نائم
                        تراعي سراها شمأل وجنوب
                        إلى حيث ينجي من مخالب حتفه
                        غريق ويوقي الظالمين غريب
                        إلى ملتقى أم ومنجاة أمة
                        إلى الطور يدعى الله وهو قريب
                        رعى الله ذاك العهد فالعيش بعده
                        وجوم على أيامه ووجيب
                        يقولون ليل جاءنا بعده الهدى
                        صدقتم هدى لكن أسى وكروب
                        إذا ما انجلى صبح بصادق نوره
                        وبدد من وهم الظلام كذوب
                        وحصحص حق الشيء راع جماله
                        ولم تخف عورات به وعيوب
                        وأضحى ذليلا للنواظر مشهد
                        رأته بنور الشهب وهو مهيب
                        فهل في الضحى إلا ابتذال مجدد
                        تثوب به الأنوار حين تثوب
                        وهل في الضحى طيف يسر بزورة
                        إذا ساءنا ممن نحب مغيب
                        وهل في الضحى إلا جروح وغارة
                        لحوح وإلا سالب وسليب
                        وهل في الضحى كأس صفوح عن العدى
                        إذا رابت الكاسات ليس تريب
                        وهل في الضحى راح حمول على الندى
                        تصب فراحات الكرام تصوب
                        أبا الصخب الساعي به كل مغتد
                        إلى الرزق يرضي مسمعيه طروب
                        أتمكننا من بارح الأنس عزل
                        وجارا رضانا ناقم وغضوب
                        أيهنئنا للشمس وجه ودونه
                        دخان مثار للأذى وحروب
                        أتأوي إلى ضوضاء سوق صبابة
                        وتلك نفور كالقطاة وثوب
                        إليكم عني بالحقائق إنني على
                        الكره مني بالحياة طبيب
                        أعيدوا إلى قلبي عذير شبابه
                        فما الشيب إلا عاذل ورقيب
                        ولا غركم مني ابتسام بلمتي
                        فرب ابتسام لاح وهو شبوب
                        أليست نجوم الليل أشبه بالندى
                        على أنها جمر ذكا ولهيب

                        تعليق


                        • #87
                          عظم لم تسعه دار الفناء

                          عظم لم تسعه دار الفناء
                          فلتسعه في الله دار البقاء
                          يا أميرا إلى ذرى العزة
                          القعساء أعلى مكانة الأمراء
                          لم تكن بالضعيف يوم أصبت
                          الأمر والأمر مطمع الأقوياء
                          فتنكبت عنه أقدر ما كنت
                          على الاضطلاع بالأعباء
                          إنما آثرت لك النفس حالا
                          هي أسمى منازل النزهاء
                          عدت عطلا وليس في الناس
                          أحلى جبهة منك بعد ذاك الإباء
                          فجعت مصر فيك فجعة أم
                          في الأعز الاغلى من الأبناء
                          في جواد جارى أباه وما جاراه
                          إلاه بالندى والسخاء
                          أورد الفضل كل صادق وخص
                          الجزل منه بالعلم والعلماء
                          أريحي يهتز للعمل
                          الطيب من نفسه بلا إغراء
                          إنما يبتغي رضاها وما
                          يعنى بشكر من غيرها وثناء
                          كلف بالجميل يسديه عفوا
                          متجاف مواطن الإيذاء
                          لازم حد ربه غير ناس
                          في مقام ما حق للعلياء
                          كل شأن يسوسه يبلغ الغاية
                          فيه من همة ومضاء
                          ويرى الفخر أن يكون طليقا
                          من قيود الظاهر الجوفاء
                          كان وهو الكريم جد ضنين
                          بالإذاعات عنه والأنباء
                          فإذا ما أميطت الحجب
                          عن تلك المساعي الجسام والآلاء
                          أسفرت بين روعة وجلال
                          عن كنوز مجلوة من خفاء
                          كان ذاك الجافي العبوس المحيا
                          في المعاطاة أسمح السمحاء
                          دون ما تنكر المخايل فيه
                          غرر من شمائل حسناء
                          من حياء يخال كبرا وما
                          الكبر به غير صورة للحياء
                          ووفاء للآل والصحب والأوطان
                          في حين عز أهل الوفاء
                          وكمال في الدين منه وفي
                          الدنيا تسامى به عن النظراء
                          يذكر الله في النعيم ولا ينساه
                          إن طاف طائف من شقاء
                          فهو حق الصبور في عنت الدهر
                          وحق الشكور في النعماء
                          لم ير الناس قبله في مصاب
                          مثل ذاك الإزراء بالأرزاء
                          بترت ساقه ولم يسمع
                          العواد منه تنفس الصعداء
                          جلد لا يكون خلة رعديد
                          ولم يؤته سوى البؤساء
                          كيف يشكو ذاك الذي شكت الآساد
                          منه في كل غيل ناء
                          والذي كان باقتناص ضواري
                          الغاب يقري الكلاب ذات الضراء
                          والذي زان قصره بقطاف
                          من رؤوس الأيائل العفراء
                          أشرف اللهو لهوه بركوب
                          الهول بين المجاهل الوعثاء
                          باحثا عن قديمها مستفيدا
                          عبرا من تبدل الأشياء
                          سير الأولين كانت له شغلا
                          فأحيى دروسها من عفاء
                          وتولى تنقيح ما أخطأته
                          أمم من حقائق الصحراء
                          فإذا عد في بلاء فخار
                          لم يجاوز فخار ذاك البلاء
                          إنني آسف لمصر
                          وما ينتابها في رجالها العظماء
                          كان ممن بنوا علاها فريعت
                          بانقضاض البناء بعد البناء
                          لم يخيب ما دام حيا لها سؤلا
                          وكائن أجاب قبل الدعاء
                          فإذا ما بكى أعزتها يأسا
                          فمن للعفاة بالتأساء
                          قد حسبنا القضاء حين عفا عنه
                          رثى للضعاف والفقراء
                          غير أن الرجاء مد لهم فيه
                          قليلا قبل انقطاع الرجاء
                          ويحهم ما مصيرهم فهم اليوم
                          ولا عون غير لطف القضاء
                          أيها الراحل الجليل الذي
                          أقضيه نزرا من حقه برثائي
                          لم يكن بيننا إلى أن دعاك
                          الله إلا تعارف الأسماء
                          زال بالأمس ما عراك
                          فأبديت سروري مهنئا بالشفاء
                          وأنا اليوم جازع جزع الأدنين
                          من أسرة ومن خلصاء
                          ذاك حق لكل من نفع الناس
                          على الأقرباء والبعداء
                          رضي الله عنك فاذهب حميدا
                          والق خيرا وفز بأوفى جزاء
                          نعمة الله يا سليلة بيت
                          راسخ فوق هامة الجوزاء
                          لك من عقلك الكبير ومن ذكرى
                          الفقيد الخطير خير عزاء
                          أنت من أنت في مكانك من وال
                          ومن إخوة ومن آباء
                          وستهدين هدي أمك في
                          أقوم نهج لفضليات النساء


                          حي العزيمة والشبابا

                          حي العزيمة والشبابا
                          والفتية النضر الصلابا
                          ألتاركين لغيرهم
                          نزق الطفولة والدعابا
                          ألجاعلي بيروت وهي
                          الثغر للعلياء بابا
                          ألطالبين من المظنات
                          الحقيقة والصوابا
                          ألبائعين زهى القشور
                          المشترين به لبابا
                          آدابهم تأبى بغير
                          التم فيها أن تعابا
                          أخلاقهم من جوهر
                          صاف تنزه أن يشابا
                          نياتهم نيات صدق
                          تأنف المجد الكذابا
                          آراؤهم آراء أشياخ
                          وإن كانوا شبابا
                          مهما يلوا من منصب الأعمال
                          يوفوه النصابا
                          والمتقن المجواد يرضى
                          الله عنه والصحابا
                          أنظر إلى تمثيلهم
                          أفما ترى عجبا عجابا
                          فاقوا به المتفوقين
                          وأدركوا منه الحبابا
                          أسمعت حسن أدائهم
                          إما سؤالا أو جوابا
                          أشهدت من إيمائهم
                          ما يجعل البعد اقترابا
                          أشجتك رنات بها
                          نبروا وقد فصلوا الخطابا
                          قد أبدعوا حتى أرونا
                          جابرة العثرات آبا
                          حيا كما لقي النعيم
                          بعزة لقي العذابا
                          لا تستبين به سرورا
                          إن نظرت ولا اكتئابا
                          ما إن يبالي حادثا من
                          حادثات الدهر نابا
                          يقضي الرغائب باذلا
                          فيها نفائسه الرغابا
                          يخفي مبرته ويجبر
                          أن يبوح بها فيابى
                          لا ينثني يوما عن الإحسان
                          لو ساء انقلابا
                          وتحولت يده إلى
                          أحشائه ظفرا ونابا
                          هن الخلائق قد يكن
                          بطون خبت أو هضابا
                          والنفس حيث جعلتها
                          فابلغ إذا شئت السحابا
                          أو جار في أمن خشاش
                          الأرض تنسحب انسحابا
                          كن جوهرا مما
                          يمحص باللظى أو كن ترابا
                          ليسا سواء هابط
                          وهيا ومنقض شهابا
                          ألبين محتوم وآلمه
                          إذا ما المرء هابا
                          والطبع إن روضته
                          ذللت بالطبع الصعابا
                          لا تؤخذ الدنيا اجتدا
                          تؤخذ الدنيا غلابا
                          راجع ضميرك
                          ما استطعت ولا تهادنه عتابا
                          طوبى لمن لم يمض في
                          غي تبينه فتابا
                          ألوزر مغفور وقد
                          صدق المفرط إذ أنابا
                          يا منشئا هذي الرواية
                          إن رأيك قد أصابا
                          باللفظ والمعنى لقد
                          سالت مواردها عذابا
                          حقا أجدت وأنت أحرى
                          من أجاد بأن تثابا
                          وأفدت فالمحمول
                          فيها طاب والموضوع طابا
                          يكفيك فضلا أن عمرت
                          بها من الذكرى خرابا
                          يا حسن ما يروى إذا
                          أروى معينا لا سرابا
                          أذكرت مجدا لم تزل
                          تحدو به السير الركابا
                          وعظائما للشرق قد
                          أعنت من الغرب الرقابا
                          خفض الجناح لها العدى
                          وعلا الولاة بها جنابا
                          مشت على الأسناد في
                          الروم المطهمة العرابا
                          وبمسرجيها الفاتحين
                          أضاقت الدنيا رحابا
                          آيات عز خلدت صحف
                          الزمان لها كتابا
                          يا قومي التاريخ لا
                          بألو الذين مضوا حسابا
                          ويظل قبل النشر
                          يوسعهم ثوابا أو عقابا
                          من رابه بعث فهذا
                          البعث لم يدع ارتيابا
                          فإذا عنينا بالحياة
                          خلا ألطعام أو الشرابا
                          وإذا تبينا المسيرة
                          لا طريقا بل عبابا
                          فلنقض من حق الحمى
                          ما ليس يألوه ارتقاب
                          ويح امرئ رجاه موطنه
                          لمحمدة فخابا
                          أعلى احتساب بذل من
                          لبى ولم يبغ احتسابا
                          إنا ومطلبنا أقل
                          الحق لا تغلو طلابا
                          تدعو الوفي إلى الحفاظ
                          وتكبر التقصير عابا
                          ونقول كن نصلا به
                          تسطو الحية لا قرابا
                          ونقول دع فخرا يكاد
                          صداه يوسعنا سبابا
                          آباؤنا كانوا . . . وإنا
                          أشرف الأمم انتسابا
                          هل ذاك مغنينا إذا
                          لم نكمل المجد اكتسابا
                          يا نخبة ملكوا التجلة
                          في فؤادي والحبابا
                          ورأو كرأيي أمثل
                          الخطط التآلف والربابا
                          لله فيكم من دعا
                          للصالحات ومن أجابا

                          قبس بدا من جانب الصحراء
                          هل عاد عهد الوحي في سيناء
                          أرنو إلى الطور الأشم فأجتلي
                          إيماض برق واضح الإيماء
                          حيث الغمامة والكليم مروع
                          أرست وقوراً أيما إرساء
                          دكناء مثقلة الجوانب رهبة
                          مكظومة النيران في الأحشاء
                          حتى تكلم ربها فتمزقت
                          بين الصواعب في سنى وسناء
                          وتنزلت أحكامه في لوحها
                          مكتوبة آياتها بضياء
                          أترى العناية بعد لأي هيأت
                          للشرق منجاة من الغماء
                          فأتيح في لوح الوصايا جانب
                          خال لمؤتنف من الإيصاء
                          وتخلفت بين الرمال مظنة
                          لتفجر في الصخرة الصماء
                          قد آن للعاشين في ظلمائهم
                          حقبا خروجهم من الظلماء
                          إني لميمون النقيبة ملهم
                          إبراء زمناهم وري ظماء
                          إن لم يقدهم قائد ذو مرة
                          متبين منهم مكان الداء
                          يهديهم سبل الرقي ملائما
                          لزمانهم وطرائق العلياء
                          ألشاعرية لا تزال كعهدها
                          بعد النبوة مهبط الإيحاء
                          والصوت إن تدع الحقيقة صوتها
                          والنور نور خيالها الوضاء
                          يا شيخ سيناء التي بعث الهدى
                          من تيهها في آية غراء
                          سنرى وأنت معرب عن حقها
                          كيف الموات يفوز بالأحياء
                          وتنزل الأقوام عن أخطارها
                          وتعسف الحكم والكبراء
                          أبناء يعرب في أسى من حقبة
                          شقيت بها الآداب جد شقاء
                          جنف البغاة بها على أهل النهى
                          واستعبد العلماء للجهلاء
                          وتخيل السادات في أقوامهم
                          شعراءها ضربا من الأجراء
                          وهم الذين تناشدوا أقوالهم
                          للفخر آونة وللتأساء
                          وبفضلهم غذيت غراث عقولهم
                          من كل فاكهة ألذ غذاء
                          وبنفحة منهم غدت أسماؤهم
                          من خالدات الذكر في الأسماء
                          أصلح بهم رأي الأولى خالوهم
                          آلات تهنئة لهم وعزاء
                          ولتشهد الأوطان ما حسناتهم
                          في المنصب العالي وفي الإثراء
                          ولتعلم الأيام ما هو شأنهم
                          في كل موقف عزة وإباء
                          يا باعث المجد القديم بشعره
                          ومجدد العربية العرباء
                          أنت الأمير ومن يكنه بالحجى
                          فله به تيه على الأمراء
                          أليوم عيدك وهو عيد شامل
                          للضاد في متباين الأرجاء
                          في مصر ينشد من بنيها منشد
                          وصداه في البحرين والزوراء
                          عيد به اتحدت قلوب شعوبها
                          ولقد تكون كثيرة الأهواء
                          كم ريم تجديد لغابر مجدها
                          فجنى عليه تشعب الآراء
                          ما أبهج الشمس التي لاحت لها
                          بعد القنوط وطالعت برجاء
                          ألشعر أدنى غاية لم يستطع
                          إدناءها عزم وحسن بلاء
                          ما السحر إلا شعر أحمد مالكا
                          منها القياد بلطف الاستهواء
                          قد هيأت آياته لوفودها
                          في مصر عن أمم أحب لقاء
                          لا يوقظ الأقوام إلا منشد
                          غرد ينبه نائم الأصداء
                          كلا وليس لها فخار خالص
                          كفخارها بنوابغ الشعراء
                          يا مصر باهي كل مصر بالأولى
                          أنجبت من أبنائك العظماء
                          حفلوا لأحمد حفلة ميمونة
                          لم تأت في نبإ من الأنباء
                          ما أحمد إلا لواء بلاده
                          في الشرق يخفق فوق كل لواء
                          علم به الوادي أناف على ذرى
                          شم الجبال بذروة شماء
                          بسمت ذؤابته وما زان الربى
                          في هامها كالحلية البيضاء
                          هل في لدات أبي علي نده
                          إن يصدرا عن همة ومضاء
                          أو شاعر كأبي حسين آخذ
                          من كل حال مأخذ الحكماء
                          فهم الحياة على حقيقة أمرها
                          فأحبها موفورة النعماء
                          يجني دوانيها ولا يثنيه ما
                          دون القواصي من شديد عناء
                          يقضي مناه أناقة في عيشه
                          ويفي بحق المجد أي وفاء
                          عظمت مواهبه وأحرز ما اشتهى
                          من فطنة خلابة وذكاء
                          إن تلقه النبوغ ممثلا
                          في صورة لماحة اللألاء
                          طبعت من الحسن العتيق بطابع
                          وضاح آيات بديع رواء
                          زان الخيال جمالها بسماته
                          وأعارها قسماته لبقاء
                          واليوم إذ ولى الصبا لم يبق من
                          أثر عليها عالق بفناء
                          لا شيء أروع إذ تكون جليسة
                          من ذلك الرجل القريب النائي
                          أبدا يقلب ناظريه وفيهما
                          تقليب أمواج من الأضواء
                          يرنو إلى العليا بسامي طرفه
                          ويلاحظ الدنيا بلا إزراء
                          يغضي سماحا عن كثير جفنه
                          وضميره أدنى إلى الإغضاء
                          فإذا تحدثه فإن لصوته لحنا
                          رخيم الوقع في الحوباء
                          في نطقه الدر النفيس وإنما
                          تصطاده الأسماع بالإصغاء
                          لكن ذاك الصوت من خفض به
                          يسمو الحفاظ به إلى الجوزاء
                          أعظم بشوقي ذائدا عن قومه
                          وبلاده في الأزمة النكراء
                          لتكاد تسمع من صرير يراعه
                          زأرا كزأر الأسد في الهيجاء
                          وترى كأزندة يطير شرارها
                          متداركا في الأحرف السوداء
                          وتحس نزف حشاشة مكلومة
                          بمقاطر الياقوتة الحمراء
                          في كل فن من فنون قريضه
                          ما زال فوق مطامع النظراء
                          أما جزالته فغاية ما انتهت
                          شرفا إليه جزالة الفصحاء
                          وتكاد رقته تسيل بلفظه
                          في المهجة الظمأى مسيل الماء
                          لولا الجديد من الحلى في نظمه
                          لم تعزه إلا إلى القدماء
                          ناهيك بالوشي الأنيق وقد زها
                          ما شاء في الديباجة الحسناء
                          يسري نسيم اللطف في زيناتها
                          مسرى الصبا في الروضة الغناء
                          هتكت قريحته السجوف وأقبلت
                          تسبي خبايا النفس كل سباء
                          فإذا النواظر بين مبتكراته
                          تغزى بكل حيية عذراء
                          في شدوه ونواحه رجع لما
                          طويت عليه سرائر الأحياء
                          هل في السماع آلام الجوى
                          كنواحه وكشدوه بغناء
                          يشجي قديم كلامه كجديده
                          وأرى القديم يزيد في الإشجاء
                          فمن الكلام معتق إن ذقته
                          ألفيته كمعتق الصعباء
                          ملأت شوارده الحواضر حكمة
                          وغزت نجوع الجهل في البيداء
                          وترى الدرارى في بحور عروضه
                          وكأنهن دنت بهن مرائي
                          كم في مواقفه وفي نزعاته
                          من مرقصات الفن والإنشاء
                          كم في سوانحه وفي خطراته
                          من معجزات الخلق والإبداء
                          رسم النبوغ له بمختلفاتها
                          صورا جلائل في عيون الرائي
                          ألممت من شوقي بنحو واحد
                          وجلاله متعدد الأنحاء
                          ملأت محاسنها قلوب ولاته
                          وتثبتت في أنفس الأعداء
                          لله شوقي ساجيا أو ثائرا
                          كالليث والبركان والدأماء
                          لله شوقي في طرائق أخذه
                          بطرائف الأحوال والأشياء
                          في لهوه وسروره في زهوه
                          وغروره في البث والإشكاء
                          في حبه للنيل وهو عبادة
                          للرازق العواد بالآلآء
                          في بره ببلاده وهيامه
                          بجمال تلك الجنة الفيحاء
                          في وصفه النعم التي خصت بها
                          من حسن مرتبع وطيب هواء
                          في ذكره متباهيا آثارها
                          ومآثر الأجداد والآباء
                          في فخره بنهوضها حيث الردى
                          يهوي بهام شبابها النبهاء
                          في شكره للمانعين حياضها
                          وحماة بيضتها من الشهداء
                          في حثه أعوان وحدتها على
                          ود يؤلف شملهم وإخاء
                          متثبتين من البناء بركنه
                          لتماسك الأعضاد والأجزاء
                          في نصحه بالعلم وهو لأهله
                          حرز من الإيهان والإيهاء
                          في وصفه الآيات مما أبدعت
                          أمم يقظن ونحن في إغفاء
                          لم يبق من عجب عجاب خافيا
                          في بطن أرض أو بظهر سماء
                          هذا إلى ما لا يحيط بوصفه
                          فكري ودون أقله إطرائي
                          بلغت خلال العبقرية تمها
                          فيه وجازت شأو كل ثناء
                          فإذا عييت ولم أقم بحقوقها
                          فلقد يقوم العذر بالإبلاء
                          ماذا على متنكب عن غاية
                          والشوط للأنداد والأكفاء
                          أعلمت ما مني هواه وإنه
                          لنسيج عمر صداقة وفداء
                          أي حافظ العهد الذي أدعو وما
                          أخشى لديه أن يخيب دعائي
                          أدرك أخاك وأوله نصرا بما
                          ينبو به إلاك في البلغاء
                          جل المقام وقد كبت بي همتي
                          فأقل جزاك الله خير جزاء
                          يأبى عليك النبل إلا أن ترى
                          في أول الوافين للزملاء
                          والشرق عالي الرأس موفور الرضى
                          برعاية النبغاء للنبغاء
                          يا من صفا لي وده وصفا له
                          ودي على السراء والضراء
                          فأعزني يوم الحفاظ ولاؤه
                          وأعزه يوم الحفاظ ولائي
                          وعرفت في نادي البيان مكانه
                          ومكانه الأسنى بغير مراء
                          يهنيك هذا العيد دم مستقبلا
                          أمثاله في صحة وصفاء

                          تعليق


                          • #88
                            عجبا أتوحشني وأنت إزائي

                            عجبا أتوحشني وأنت إزائي
                            وضياء وجهك ماليء سودائي
                            لكنه حق وإن أبت المنى
                            أنا تفرقنا لغير لقاء
                            جرحوا صميم القلب حين تحملوا
                            الله في جرح بغير شفاء
                            ألطيب المحمود من عمري مضى
                            والمفتدى بالروح من خلصائي
                            لا بل هما مني جناحا طائر
                            رميا ولم يك نافعي إخطائي
                            ألصاحبان الأكرمان توليا
                            فعلام بعد الصاحبين ثوائي
                            لم يتركا برداهما غير الشجى
                            لأخيهما ما دام في الأحياء
                            وحيالي الخلطاء إلا أنني
                            متغرب بالعهد في خلطائي
                            أيراد لي من فضل ما مجدا به
                            إرث إذن جهل الزمان وفائي
                            إن نحي بالذكرى فلا تبديل في
                            صفة ولا تغيير في الأسماء
                            يا صاحبي غدوت منذ نأيتما
                            أجد الحياة ثقيلة الأعباء
                            لا ليل عافية هجعت به ولا
                            يوم نشطت به من الإعياء
                            أنا واحد في الجازعين عليكما
                            وكأنما ذاك البلاء بلائي
                            فإذا بدا لكما قصوري فاعذرا
                            أو شفعا لي مسلفات ولائي
                            مهلا أمير الشعر غير مدافع
                            ومعز دولته بغير مراء
                            كم أمة كانت على قدر الهوى
                            ترجوك ما شاءت لطول بقاء
                            متمكنا من نفسها إيمانها
                            إن لم تكن ممن حيوا لفناء
                            فإذا المنايا لم تزل حرب المنى
                            وإذا الرزيئة فوق كل عزاء
                            في مصر بل في الشرق منها لوعة
                            سدت على السلوان كل فضاء
                            أترى مويجات الأثير كأنها
                            حسرى بما تزجي من الأنباء
                            بعث الشرار بها ثقالا لو بدا
                            ما حملت لبدت نطاف دماء
                            جزع الكنانة كاد لا يعدو وأسى
                            أم القرى ومناحة الفيحاء
                            وبحضرموت على تنائي دارها
                            شكوى كشكوى تونس الخضراء
                            بالأمس كان هواك يجمع شملها
                            في فرقة النزعات والأهواء
                            واليوم فت رداك في أعضادها
                            ما أجلب البأساء للبأساء
                            أفدح بما يلقاه آلك إن يكن
                            جزع الأباعد جل عن تأساء
                            حرموا أبا برا نموا وترعرعوا
                            من جاهه في أسمح الأفياء
                            وكفقدهم فقد الغرانيق العلى
                            علم الهدى للفتية النجباء
                            وكرزئهم رزئ الرجال مرجبا
                            عف اللسان مهذب الإيماء
                            يتناولون من الصحائف وحيه
                            فتكون كل صحيفة كلواء
                            ما عشت فيهم ظلت بلبل أيكهم
                            في الأمن والرئبان في اللاواء
                            لك جوك الرحب الذي تخلو به
                            متفردا والناس في أجواء
                            عذلوك في ذاك التعزل ضلة
                            إن التعزل شيمة النزهاء
                            ما كان شغلك لو دروا إلا بهم
                            لكن كرهت مشاغل السفهاء
                            ولعل أعطفهم عليهم من دنا
                            بالنفع منهم وهو عنهم ناء
                            أحللت نفسك عند نفسك ذروة
                            تأبى عليها الخسف كل إباء
                            فرعيت نعمتك التي أثلتها
                            ورعيت فيها جانب الفقراء
                            تقني حيائك عالما عن خبرة
                            إن الخصاصة آفة الأدباء
                            وترى الزكان لذي الثراء مبرة
                            منه به ووسيلة لزكاء
                            كم من يد أسديتها وكسوتها
                            متأنقا لطف اليد البيضاء
                            عصر تقضى كنت ملء عيونه
                            في أربعين بما أفدت ملاء
                            يجلو نبوغك كل يوم آية
                            عذراء من آياته الغراء
                            كالشمس ما آبت أتت بمجدد
                            متنوع من زينة وضياء
                            هبة بها ضن الزمان فلم تتح
                            إلا لأفذاذ من النبغاء
                            يأتون في الفترات بوعد بينها
                            لتهيؤ الأسباب في الأثناء
                            كالأنبياء ومن تأثر إثرهم
                            من علية العلماء والحكماء
                            رفعتك بالذكرى إلى أعلى الذرى
                            في الخلد بين أولئك العظماء
                            من مسعدي في وصفها أو مصعدي
                            درجات تلك العزة القعساء
                            ومطوع لي من بياني ما عصى
                            فأقول فيك كما تحب رثائي
                            لي فيك من غرر المديح شوارد
                            أدت حقوق علاك كل أداء
                            ووفت قوافيها بما أملى على
                            قلمي خلوص تجلتي وإخائي
                            ماذا دهاني اليوم حتى لا أرى
                            إلا مكان تفجعي وبكائي
                            شوقي لا تبعد وإن تك نية
                            ستطول وحشتها على الرقباء
                            تالله شمس لن تغيب وإنها
                            لتنير في الإصباح والإمساء
                            هي في الخواطر والسرائر تنجلي
                            أبدا وتغمرهن بالألاء
                            والذخر أبقى الذخر ما خلفته
                            من فاخر الآثار للأبناء
                            هو حاجة الأوطان ما دالت بها
                            دول من السراء والضراء
                            سيعاد ثم يعاد ما طال المدى
                            ويظل خير مآثر الآباء
                            يكفي بيانك أن بلغت موفقا
                            فيه أعز مبالغ القدماء
                            بوأت مصر به مكانا نافست
                            فيه مكان دمشق والزوراء
                            ورددت موقفها الاخير مقدما
                            في المجد بين مواقف النظراء
                            لك في قريضك خطة آثرتها
                            عزت على الفصحاء والبلغاء
                            من أي بحر دره متصيد
                            وسناه من تنزيل أي سماء
                            ظهرت شمائل مصر فيه بما بها
                            من رقة ونعومة ونقاء
                            ترخيمها في لحنه متسامع
                            ونعيمها في وشيه متراء
                            شعر سرى مسرى النسيم بلطفه
                            وصفا بروعته صفاء الماء
                            ترد العيون عيونه مشتفة
                            ويصيب فيه السمع ري ظماء
                            ويكاد يلمس فيه مشهود الرؤى
                            ويحس همس الظن في الحوباء
                            في الجو يؤنس من يحلق طائرا
                            والدو يؤنس راكب الوجناء
                            عجبا لما صرفت فيه فنونه
                            من فطنة خلابة وذكاء
                            فلكل لفظ رونق متجدد
                            ولكل قافية جديد رواء
                            يجلى الجمال به كأبدع ما انجلت
                            صور حسان في حسان مرائي
                            ولربما راع الحقيقة رسمها
                            فيه فما اعتصمت من الخيلاء
                            حياك ربك في الذين سموا إلى
                            أمل فأبلوا فيه خير بلاء
                            من ملهم أدى أمانة وحيه
                            بعزيمة غلابة ومضاء
                            متجشم بالصبر دون أدائها
                            ما سيم من عنت وفرط عناء
                            للعبقرية قوة علوية
                            في نجوة من نفسه عصماء
                            كم أخرجت لأولى البصائر حكمة
                            مما ألم به من الأرزاء
                            حتى إذا اشتعل المشيب برأسه
                            ما زاد جذوتها سوى إذكاء
                            فالداء ينحل جسمه ونشاطها
                            بسطوعه يخفي نشاط الداء
                            جسم يقوضه السقام وهمسها
                            متعلق بالخلق والإنشاء
                            عجبا لعاميه اللذين قضاهما
                            في الكد قبل الضجعة النكراء
                            عاما نزاع لم تهادن فيهما
                            نذر الردى وشواغل البرحاء
                            حفلا بما لم يتسع عمر له
                            من باهر الإبداع والإبداء
                            فتح يلي فتحا وصرح باذخ
                            في إثره صرح وطيد بناء
                            هذا إلى فطن يقصر دونها
                            مجهود طائفة من الفطناء
                            من تحفة منظومة لفكاهة
                            أو طرفة منظومة لغناء
                            أو سيرة سيقت مساق رواية
                            لمواقف التمثيل والإلقاء
                            تجري وقائعها فتجلو للنهى
                            منها مغازي كن طي خفاء
                            فإذا الحياة عهيدها وعتيدها
                            مزج كمزج الماء والصهباء
                            تطفو حقائقها على أوهامها
                            وتسوغ خالصة من الأقذاء
                            يا من صحبت العمر أشهد مانحا
                            في الشعر من متباين الأنحاء
                            إني ليحضرني بجملة حاله
                            ماضيك فيه كانه تلقائي
                            من بدئه وحجاك يفتح فتحه
                            للحقبة الادبية الزهراء
                            حتى الختام ومن مفاخر مجدد
                            ما لم يتح لسواك في الشعراء
                            فأرى مثالا رائعا في صورة
                            للنيل تملأ منه عين الرائي
                            ألنيل يجري في عقيق دافق
                            من حيث ينبع في الربى الشماء
                            يسقي سهول الريف بعد حزونه
                            ويديل عمرانا من الإقواء
                            ما يعترضه من الحواجز يعده
                            ويعد إلى الإرواء والإحياء
                            حتى إذا رد الفيافي جنة
                            فيما علا ودنا من الأرجاء
                            أوفى على السد الأخير ودونه
                            قرب المصير إلى محيط عفاء
                            فطغى وشارف من خلاف زاخرا
                            كالبحر ذي الإزباد والإرغاء
                            ثم ارتمى بفيوضه من حالق
                            في المهبط الصادي من الجرعاء
                            فتحدرت وكأن منهمراتها
                            خصل من الأنوار والأنداء
                            مسموعة الإيقاع في أقصى مدى
                            جذلى بما تهدي من الآلاء
                            إن أخطأت قطرا مواقع غيثها
                            أحظته باللمحات والأصداء
                            لله در قريحة كانت لها هذي
                            النهاية من سنى وسناء
                            رفعتك من علياء فانية إلى
                            ما ليس بالفاني من العلياء
                            وضياء وجهك ماليء سودائي
                            لكنه حق وإن أبت المنى
                            أنا تفرقنا لغير لقاء
                            جرحوا صميم القلب حين تحملوا
                            الله في جرح بغير شفاء
                            ألطيب المحمود من عمري مضى
                            والمفتدى بالروح من خلصائي
                            لا بل هما مني جناحا طائر
                            رميا ولم يك نافعي إخطائي
                            ألصاحبان الأكرمان توليا
                            فعلام بعد الصاحبين ثوائي
                            لم يتركا برداهما غير الشجى
                            لأخيهما ما دام في الأحياء
                            وحيالي الخلطاء إلا أنني
                            متغرب بالعهد في خلطائي
                            أيراد لي من فضل ما مجدا به
                            إرث إذن جهل الزمان وفائي
                            إن نحي بالذكرى فلا تبديل في
                            صفة ولا تغيير في الأسماء
                            يا صاحبي غدوت منذ نأيتما
                            أجد الحياة ثقيلة الأعباء
                            لا ليل عافية هجعت به ولا
                            يوم نشطت به من الإعياء
                            أنا واحد في الجازعين عليكما
                            وكأنما ذاك البلاء بلائي
                            فإذا بدا لكما قصوري فاعذرا
                            أو شفعا لي مسلفات ولائي
                            مهلا أمير الشعر غير مدافع
                            ومعز دولته بغير مراء
                            كم أمة كانت على قدر الهوى
                            ترجوك ما شاءت لطول بقاء
                            متمكنا من نفسها إيمانها
                            إن لم تكن ممن حيوا لفناء
                            فإذا المنايا لم تزل حرب المنى
                            وإذا الرزيئة فوق كل عزاء
                            في مصر بل في الشرق منها لوعة
                            سدت على السلوان كل فضاء
                            أترى مويجات الأثير كأنها
                            حسرى بما تزجي من الأنباء
                            بعث الشرار بها ثقالا لو بدا
                            ما حملت لبدت نطاف دماء
                            جزع الكنانة كاد لا يعدو وأسى
                            أم القرى ومناحة الفيحاء
                            وبحضرموت على تنائي دارها
                            شكوى كشكوى تونس الخضراء
                            بالأمس كان هواك يجمع شملها
                            في فرقة النزعات والأهواء
                            واليوم فت رداك في أعضادها
                            ما أجلب البأساء للبأساء
                            أفدح بما يلقاه آلك إن يكن
                            جزع الأباعد جل عن تأساء
                            حرموا أبا برا نموا وترعرعوا
                            من جاهه في أسمح الأفياء
                            وكفقدهم فقد الغرانيق العلى
                            علم الهدى للفتية النجباء
                            وكرزئهم رزئ الرجال مرجبا
                            عف اللسان مهذب الإيماء
                            يتناولون من الصحائف وحيه
                            فتكون كل صحيفة كلواء
                            ما عشت فيهم ظلت بلبل أيكهم
                            في الأمن والرئبان في اللاواء
                            لك جوك الرحب الذي تخلو به
                            متفردا والناس في أجواء
                            عذلوك في ذاك التعزل ضلة
                            إن التعزل شيمة النزهاء
                            ما كان شغلك لو دروا إلا بهم
                            لكن كرهت مشاغل السفهاء
                            ولعل أعطفهم عليهم من دنا
                            بالنفع منهم وهو عنهم ناء
                            أحللت نفسك عند نفسك ذروة
                            تأبى عليها الخسف كل إباء
                            فرعيت نعمتك التي أثلتها
                            ورعيت فيها جانب الفقراء
                            تقني حيائك عالما عن خبرة
                            إن الخصاصة آفة الأدباء
                            وترى الزكان لذي الثراء مبرة
                            منه به ووسيلة لزكاء
                            كم من يد أسديتها وكسوتها
                            متأنقا لطف اليد البيضاء
                            عصر تقضى كنت ملء عيونه
                            في أربعين بما أفدت ملاء
                            يجلو نبوغك كل يوم آية
                            عذراء من آياته الغراء
                            كالشمس ما آبت أتت بمجدد
                            متنوع من زينة وضياء
                            هبة بها ضن الزمان فلم تتح
                            إلا لأفذاذ من النبغاء
                            يأتون في الفترات بوعد بينها
                            لتهيؤ الأسباب في الأثناء
                            كالأنبياء ومن تأثر إثرهم
                            من علية العلماء والحكماء
                            رفعتك بالذكرى إلى أعلى الذرى
                            في الخلد بين أولئك العظماء
                            من مسعدي في وصفها أو مصعدي
                            درجات تلك العزة القعساء
                            ومطوع لي من بياني ما عصى
                            فأقول فيك كما تحب رثائي
                            لي فيك من غرر المديح شوارد
                            أدت حقوق علاك كل أداء
                            ووفت قوافيها بما أملى على
                            قلمي خلوص تجلتي وإخائي
                            ماذا دهاني اليوم حتى لا أرى
                            إلا مكان تفجعي وبكائي
                            شوقي لا تبعد وإن تك نية
                            ستطول وحشتها على الرقباء
                            تالله شمس لن تغيب وإنها
                            لتنير في الإصباح والإمساء
                            هي في الخواطر والسرائر تنجلي
                            أبدا وتغمرهن بالألاء
                            والذخر أبقى الذخر ما خلفته
                            من فاخر الآثار للأبناء
                            هو حاجة الأوطان ما دالت بها
                            دول من السراء والضراء
                            سيعاد ثم يعاد ما طال المدى
                            ويظل خير مآثر الآباء
                            يكفي بيانك أن بلغت موفقا
                            فيه أعز مبالغ القدماء
                            بوأت مصر به مكانا نافست
                            فيه مكان دمشق والزوراء
                            ورددت موقفها الاخير مقدما
                            في المجد بين مواقف النظراء
                            لك في قريضك خطة آثرتها
                            عزت على الفصحاء والبلغاء
                            من أي بحر دره متصيد
                            وسناه من تنزيل أي سماء
                            ظهرت شمائل مصر فيه بما بها
                            من رقة ونعومة ونقاء
                            ترخيمها في لحنه متسامع
                            ونعيمها في وشيه متراء
                            شعر سرى مسرى النسيم بلطفه
                            وصفا بروعته صفاء الماء
                            ترد العيون عيونه مشتفة
                            ويصيب فيه السمع ري ظماء
                            ويكاد يلمس فيه مشهود الرؤى
                            ويحس همس الظن في الحوباء
                            في الجو يؤنس من يحلق طائرا
                            والدو يؤنس راكب الوجناء
                            عجبا لما صرفت فيه فنونه
                            من فطنة خلابة وذكاء
                            فلكل لفظ رونق متجدد
                            ولكل قافية جديد رواء
                            يجلى الجمال به كأبدع ما انجلت
                            صور حسان في حسان مرائي
                            ولربما راع الحقيقة رسمها
                            فيه فما اعتصمت من الخيلاء
                            حياك ربك في الذين سموا إلى
                            أمل فأبلوا فيه خير بلاء
                            من ملهم أدى أمانة وحيه
                            بعزيمة غلابة ومضاء
                            متجشم بالصبر دون أدائها
                            ما سيم من عنت وفرط عناء
                            للعبقرية قوة علوية
                            في نجوة من نفسه عصماء
                            كم أخرجت لأولى البصائر حكمة
                            مما ألم به من الأرزاء
                            حتى إذا اشتعل المشيب برأسه
                            ما زاد جذوتها سوى إذكاء
                            فالداء ينحل جسمه ونشاطها
                            بسطوعه يخفي نشاط الداء
                            جسم يقوضه السقام وهمسها
                            متعلق بالخلق والإنشاء
                            عجبا لعاميه اللذين قضاهما
                            في الكد قبل الضجعة النكراء
                            عاما نزاع لم تهادن فيهما
                            نذر الردى وشواغل البرحاء
                            حفلا بما لم يتسع عمر له
                            من باهر الإبداع والإبداء
                            فتح يلي فتحا وصرح باذخ
                            في إثره صرح وطيد بناء
                            هذا إلى فطن يقصر دونها
                            مجهود طائفة من الفطناء
                            من تحفة منظومة لفكاهة
                            أو طرفة منظومة لغناء
                            أو سيرة سيقت مساق رواية
                            لمواقف التمثيل والإلقاء
                            تجري وقائعها فتجلو للنهى
                            منها مغازي كن طي خفاء
                            فإذا الحياة عهيدها وعتيدها
                            مزج كمزج الماء والصهباء
                            تطفو حقائقها على أوهامها
                            وتسوغ خالصة من الأقذاء
                            يا من صحبت العمر أشهد مانحا
                            في الشعر من متباين الأنحاء
                            إني ليحضرني بجملة حاله
                            ماضيك فيه كانه تلقائي
                            من بدئه وحجاك يفتح فتحه
                            للحقبة الادبية الزهراء
                            حتى الختام ومن مفاخر مجدد
                            ما لم يتح لسواك في الشعراء
                            فأرى مثالا رائعا في صورة
                            للنيل تملأ منه عين الرائي
                            ألنيل يجري في عقيق دافق
                            من حيث ينبع في الربى الشماء
                            يسقي سهول الريف بعد حزونه
                            ويديل عمرانا من الإقواء
                            ما يعترضه من الحواجز يعده
                            ويعد إلى الإرواء والإحياء
                            حتى إذا رد الفيافي جنة
                            فيما علا ودنا من الأرجاء
                            أوفى على السد الأخير ودونه
                            قرب المصير إلى محيط عفاء
                            فطغى وشارف من خلاف زاخرا
                            كالبحر ذي الإزباد والإرغاء
                            ثم ارتمى بفيوضه من حالق
                            في المهبط الصادي من الجرعاء
                            فتحدرت وكأن منهمراتها
                            خصل من الأنوار والأنداء
                            مسموعة الإيقاع في أقصى مدى
                            جذلى بما تهدي من الآلاء
                            إن أخطأت قطرا مواقع غيثها
                            أحظته باللمحات والأصداء
                            لله در قريحة كانت لها هذي
                            النهاية من سنى وسناء
                            رفعتك من علياء فانية إلى
                            ما ليس بالفاني من العلياء

                            تعليق


                            • #89
                              تلك الدجنة آذنت بجلاء

                              تلك الدجنة آذنت بجلاء
                              وبدا الصباح فحي وجه ذكاء
                              ألعدل يجلوها مقلا عرشها
                              والظلم يعثر عثرة الظلماء
                              يا أيها العظيم تحية
                              فك الأسارى بعد طول عناء
                              أوشكت فيك وقد نسيت شكيتي
                              أن أوسع الأيام طيب ثناء
                              حسبي اعتذارك عن مساءة
                              ما مضى بمبرة موفورة الآلاء
                              ألشمس يزداد ائتلافا نورها
                              بعد اعتكار الليلة الليلاء
                              ويضاعف السراء في إقبالها
                              تذكار ما ولى من الضراء
                              لا كانت الحجج التي كابدتها
                              من بدء تلك الغارة الشعواء
                              ألحزن حيث أبيت ملء جوانحي
                              والناء ملء جوانب الغبراء
                              دامي الحشاشة لم أخلني صابراً
                              بعد الفراق فظافرا بلقاء
                              منهد أركان العزيمة لم أكد
                              يأسا أمني مهجتي بشفاء
                              حجج بلوت الموت حين بلوتها
                              متعرضا لي في صنوف شقاء
                              لكنها والحمد لله انقضت
                              وتكشفت كتكشف الغماء
                              وغدا الخليل مهنئا ومهنئا
                              بعد الأسى وتعذر التأساء
                              جذلان كالطفل السعيد بعيده
                              مسترسلا في اللفظ والإيماء
                              يقضي وذلك نذره في يومه
                              حاجات سائله بلا إبطاء
                              ما كان أجوده على بشرائه
                              بثرائه لو كان رب ثراء
                              عاد الحبيب المفتدى من غربة
                              أعلت مكانته عن الجوزاء
                              إن الأديب وقد سما ببلائه
                              غير الأديب وليس رب بلاء
                              في برشلونة نازح عن قومه
                              ودياره والأهل والقرباء
                              ناء ولو أغنت من المقل النهى
                              ما كان عنهم لحظة بالنائي
                              بالأمس فيه العين تحسد قلبها
                              واليوم يلتقيان في نعماء
                              أهلا بنابغة البلاد ومرحبا
                              بالعبقري الفاقد النظراء
                              شوقي أمير بيانها شوقي فتى
                              فتيانها في الوقفة النكراء
                              شوقي وهل بعد اسمه شرف إذا
                              شرفت رجال النبل بالأسماء
                              وافى ومن للفاتحين بمثل ما
                              لاقى من الإعظام والإعلاء
                              مصر تحييه بدمع دافق
                              فرحا وأحداق إليه ظماء
                              مصر تحييه بقلب واحد
                              موف هواه به على الأهواء
                              جذلى بعود ذكيها وسريها
                              جذلى بعود كميها الأباء
                              حامي حقيقتها ومعلي صوتها
                              أيام كان الصوت للأعداء
                              ألمنشيء اللبق الحفيل نظيمه
                              ونثيره بروائع الأبداء
                              ألبالغ الخطر الذي لم يعله
                              خطر بلا زهو ولا خيلاء
                              ألصادق السمح السريرة حيث لا
                              تعدو الرياء مظاهر السمحاء
                              ألراحم المسكين والملهوف
                              والمظلوم حين تعذر الرحماء
                              علما بأن الأقوياء ليومهم
                              هم في غدا غد من الضعفاء
                              ألطيب النفس الكريم بماله
                              في ضنة من أنفس الكرماء
                              ألكاظم الغيظ الغفور تفضلا
                              وتطولا لجهالة الجهلاء
                              جد الوفي لصحبه ولأهله
                              ولقومه إن عز جد وفاء
                              ألمفتدي الوطن العزيز بروحه
                              هل يرتقي وطن بغير فداء
                              متصديا للقدوة المثلى وما
                              زال السراة منائر الدهناء
                              هذي ضروب من فضائله التي
                              رفعته فوق منازل الأمراء
                              جمعت حواليه القلوب وأطلقت
                              بعد اعتقال ألسن الفصحاء
                              ما كان للإطراء ذكرى بعضها
                              وهي التي تسمو عن الإطراء
                              قلت اليسير من الكثير ولم أزد
                              شيئا وكم في النفس من أشياء
                              أرعى اتضاع أخي فأوجز والذي
                              يرضي تواضعه يسوء إخائي
                              إن البلاد أبا علي كابدت
                              وجدا عليك حرارة البرحاء
                              وزكا إلى محبوبها تحنانها
                              بتبغض الأحداث والأرزاء
                              لا بدع في إبدائها لك حبها
                              بنهاية الإبداع في الإبداء
                              فالمنجبات من الديار بطبعها
                              أحنى على أبنائها العظماء
                              ألقطر مهتز الجوانب غبطة
                              فيما دنا ونأى من الأرجاء
                              روي العطاش إلى اللقاء وأصبحوا
                              بعد الجوى في بهجة وصفاء
                              وبجانب الفسطاط حي موحش
                              هو موطن الموتى من الأحياء
                              فيه فؤاد لم يقر على الردى
                              لأبر أم عوجلت بقضاء
                              لاح الرجاء لها بأن تلقى ابنها
                              وقضت فجاء اليأس حين رجاء
                              أودى بها فرط السعادة عندما
                              شامت لطلعته بشير ضياء
                              لكنما عود الحبيب وعيده
                              ردا إليها الحس من إغفاء
                              ففؤادها يقظ له فرح به
                              وبفرقديه من أبر سماء
                              يرعى خطى حفدائها ويعيذيهم
                              في كل نقلة خطوة بدعاء
                              في رحمة الرحمن قري واشهدي
                              تمجيد أحمد فهو خير عزاء
                              ولأمه الكبرى وأمك قبله
                              خلي وليدك وارقدي بهناء
                              مصر بشوقي قد أقر مكانها
                              في الذروة الأدبية العصماء
                              هو أوحد الشرقين من متقارب
                              متكلم بالضاد أو متنائي
                              ما زال خلاقا لكل خريدة
                              تصبي الحليم بروعة وبهاء
                              كالبحر يهدي كل يوم درة
                              أزهى سنى من أختها الحسناء
                              قل للمشبه إن يشبه أحمدا
                              يوما بمعدود من الأدباء
                              من جال من أهل اليراع مجاله
                              في كل مضمار من الإنشاء
                              من صال في فلك الخيال مصاله
                              فأتى بكل سبية عذراء
                              أصحبته والنجم نصب عيونه
                              والشأو أوج القبة الزرقاء
                              يا حسنه شكرا من ابن مخلص
                              لأب هو المفدي بالآباء
                              أغلى على ماء اللآليء صافيا
                              ما فاض ثمة من مشوب الماء
                              أتهادت الأهرام وهي طروبة
                              لمديحه تهتز كالأفياء
                              فعذرت خفتها لشعر زادها
                              بجماله الباقي جمال بقاء
                              أنظرت كيف حبا الهياكل والدمى
                              بحلى تقلدها لغير فناء
                              فكأنها بعثت به أرواحها
                              ونجت بقوته من الإقواء
                              أتمثلت لك مصر في تصويره
                              بضفافها وجنانها الفيحاء
                              وبدا لوهمك من حلي نباتها
                              أثر بوشي بيانه مترائي
                              أسمعت شدو البلبل الصداح في
                              أيكاتها ومناحة الورقاء
                              فعجبت أني صاغ من تلك اللغى
                              كلمات إنشاد ولفظ غناء
                              لله يا شوقي بدائعك التي
                              لو عددت أربت على الإحصاء
                              من قال قبلك في رثاء نقسه
                              يجري دما ما قلت في الحمراء
                              في أرض أندلس وفي تاريخها
                              وغريب ما توحي إلى الغرباء
                              جاريت نفسك مبدعا فيها وفي
                              آثار مصر فظلت أوصف رائي
                              وبلغت شأو البحتري فصاحة
                              وشأوته معنى وجزل أداء
                              بل كنت أبلغ إذ تعارض وصفه
                              وتفوق بالتمثيل والإحياء
                              يا عبرة الدنيا كفانا ما مضى
                              من شأن أندلس مدى لبكاء
                              ما كان ذنب العرب ما فعلوا بها
                              حتى جلوا عنها أمر جلاء
                              خرجوا وهم خرس الخطى أكبادهم
                              حرى على غرناطة الغناء
                              ألفلك وهي العرش أمس لمجدهم
                              حملت جنازته على الدأماء
                              أوجزت حين بلغت ذكرى غبهم
                              إيجاز لا عي ولا إعياء
                              بعض السكوت يفوق كل بلاغة
                              في أنفس الفهمين والأرباء
                              ومن التناهي في الفصاحة تركها
                              والوقت وقت الخطبة الخرساء
                              قد سقتها للشرق درسا حافلا
                              بمواعظ الأموات للأحياء
                              هل تصلح الأقوام إلا مثلة
                              فدحت كتلك المثلة الشنعاء
                              يا بلبل البلد الأمين ومؤنس
                              الليل الحزين بمطرب الأصداء
                              غبرت وقائع لم تكن مستنشدا
                              فيها ولا اسمك ماليء الأنباء
                              لكن بوحيك فاه كل مفوه
                              وبرأيك استهدى أولو الآراء
                              هي أمة ألقيت في توحيدها
                              أسا فقام عليه خير بناء
                              وبذرت في أخلاقها وخلالها
                              أزكى البذور فآذنت بنماء
                              أما الرفاق فما عهدت ولاؤهم
                              بل زادهم ما ساء حسن ولاء
                              وشباب مصر يرون منك لهم أبا
                              ويرون منك بمنزل الأبناء
                              من قولك الحر الجريء تعلموا
                              نبرات تلك العزة القعساء
                              لا فضل إلا فضلهم فيما انتهى
                              أمر البلاد إليه بعد عناء
                              كانوا همو الأشياخ والفتيان
                              والقواد والأجناد في البأساء
                              لم يثنهم يوم الذياد عن الحمى
                              ضن بأموال ولا بدماء
                              أبطال تفدية لقوا جهد الأذى
                              في الحق وامتنعوا من الإيذاء
                              سلمت مشيئتهم وما فيهم سوى
                              متقطعي الأوصال والأعضاء
                              إن العقيدة شيمة علوية
                              تصفو على الأكدار والأقذاء
                              تجني مفاخر من إهانات العدى
                              وتصيب إعزازا من الإزراء
                              بكر بأوج الحسن أغلى مهرها
                              شرف فليس غلاؤه بغلاء
                              أيضن عنها بالنفيس ودونها
                              يهب الحماة نفوسهم بسخاء
                              تلك القوافي الشاردات وهذه
                              آثارها في أنفس القراء
                              شوقي إخالك لم تقلها لاهيا
                              بالنظم أو متباهيا بذكاء
                              حب الحمى أملى عليك ضروبها
                              متأنقا ما شاء في الإملاء
                              أعظم بآيات الهوى إذ يرتقي
                              متجردا كالجوهر الوضاء
                              فيطهر الوجدان من أدرانه
                              ويزينه بسواطع الأضواء
                              ويعيد وجه الغيب غير محجب
                              ويرد خافية بغير خفاء
                              أرسلتها كلما بعيدات المدى
                              ترمي مراميها بلا إخطاء
                              بينا بدت وهي الرجوم إذ اغتدت
                              وهي النجوم خوالد اللالاء
                              ملأت قلوب الهائبين شجاعة
                              وهدت بصائر خابطي العشواء
                              من ذلك الروح الكبير وما به
                              يزدان نظمك من سنى وسناء
                              أعدد لقومك والزمان مهادن
                              ما يرتقون به ذرى العلياء
                              أليوم يومك إن مصر تقدمت
                              لمآلها بكرامة وإباء
                              فصغ الحلي لها وتوج رأسها
                              إذ تستقل بأنجم زهراء

                              يا من حمدت به اختياري

                              يا رفقة كلهم أديب
                              في اختباري للصحاب
                              زهي الشباب بأن يعرب
                              عنهم زين الشباب
                              وبأن ينوب محمد
                              عن جيله أسمى مناب
                              نجل الكريم ابن الكريم
                              أو السحاب ابن السحاب
                              محمود ابن محمد
                              رجل الملمات الصعاب
                              من كان أصفى أصفيائي
                              في المقام والاغتراب
                              بشراك مصر وأي بشرى
                              بالفتى السمح الجناب
                              بالكاتب الحر الجري
                              وبالمحامي لا المحابي
                              سترين تحقيق الجلائل
                              من رغائبك الرغاب
                              ألعقل والجاه العريض
                              وعزة الشرف اللباب
                              لم تجتمع إلا وقد
                              قرب البعيد من الطلاب


                              يا رفقة كلهم أديب

                              يا رفقة كلهم أديب
                              وكلهم فاضل مهذب
                              من رجل كامل اختبار
                              قومه دهره وأدب
                              إن اتفقتم أو اختلفتم
                              للخير سهم في كل مذهب
                              أضواؤكم في العيون شتى
                              وكل تلك الأضواء كوكب

                              تعليق


                              • #90
                                يا علم الشرق الرفيع الذرى

                                يا علم الشرق الرفيع الذرى
                                وعضد السلطان في المغرب
                                أمن المحبين وخوف العدى
                                وزينة السدة والمنصب
                                ومزنة البر يرى وسمها
                                في تلعات البلد المجذب
                                لقد رأينا بك في عصرنا
                                ما كانت السادات في يعرب
                                حق التهامي الجلاوي أن
                                يجمع كل الفخر والنسب
                                حججت بيت الله حجا له
                                ما بعده من أثر طيب
                                فأخصب الوادي ودر الصفا
                                ورضي الله وسر النبي


                                أواصف أنا أخلاقا سموت بها

                                أواصف أنا أخلاقا سموت بها
                                أم واصف علمك الفياضا والأدب
                                يا مصطفى زادك الله الكريم وما
                                غير الحلى من مزيد فوق ما وهبا
                                فاهنأ بأرفع ما أوتيت من رتب
                                زانت بك النسب الموروث والحسبا


                                يا صفوة الأحباب طيبوا ولتدم

                                يا صفوة الأحباب طيبوا ولتدم
                                أفراحكم ببنيكم الأنجاب
                                أرخصتم ما عز في تهذيبهم
                                ولكل تفدية جميل ثواب
                                أوتوا من الشارات أحسن زينة
                                وأحب منها زينة الألباب
                                وإلى ضروب الظرف في أخلاقهم
                                جمعوا صنوف اللطف في الآداب
                                فتياتكم في الغانيات فرائد
                                وشبابكم لله أي شباب
                                هذا قران قد شهدت جلاله
                                فرأيت فيه مفاخر الأحساب
                                ما أجمل المتعاهدين على الهوى
                                متكافئين كريمي الأنساب
                                فليغنما نعم الحياة ويبلغا
                                أسنى المنى موفورة الأسباب

                                أرضيت قومك يا أبر أب

                                أرضيت قومك يا أبر أب
                                وأجدت مزج الدين بالأدب
                                هذا الكتاب ذخيرة ندرت
                                هي من أجل ذخائر الكتب
                                ترجمته فبدت لأعينهم
                                آيات وحي كن في حجب
                                وجلوت في المرآة صافية
                                أبهى روائع هذه الخطب
                                ماذا يعادل في بلاغته
                                أقوال يوحنا فم الذهب
                                معتدة بجلال مصدرها
                                معتزة بفصاحة العرب
                                تلك المواعظ جل ملهمها
                                تسبي النهى بطرازها العجب
                                نفحاتها قدسية وشذا
                                أعرافها يزكو على الحقب


                                حي الأميرة ربة النسب

                                حي الأميرة ربة النسب
                                حي الأميرة ربة الحسب
                                حي التي انتظمت فواصلها
                                في البر شمل العجم والعرب
                                حي التي أخذت مناقبها
                                عن خير والدة وخير أب
                                وأعز جد شاد مملكة
                                سامى بها العليا من الشهب
                                يا من هواها مجد أمتها
                                مهما يجشمها من النصب
                                ما يبلغ المداح من شيم
                                أكملتها بالعلم والأدب
                                جاوزت آمال العفاة بما
                                تسدينهم من غير ما طلب
                                فإليك شكرهم وأجمله
                                طي القلوب وليس في الكتب
                                وإليك أدعية النفوس بأن
                                تحيي معظمة مدي الحقب
                                وبأن تثابي عن نداك ومن
                                يقرض جميلا ربه يثب


                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                                المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                                يعمل...
                                X