إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

في حضرة مولانا جلال الدين الرومي

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    أما عن الحكايات
    فهي كثيرة اخترت لكم بعضها :


    حكاية
    الفيل و العميان

    الحكاية التي يقصّها مولانا وردت عند
    أبى حيان التوحيدي،
    وابن عبد ربّه في العقد الفريد،
    وعند الغزالي في إحياء علوم الدين
    و كتابه الفارسي كيمياى سعادت للغزالى،
    كما وردت في حديقة الحقيقة
    لسنائى باختلافات جزئية،
    فمولانا هنا
    جعل الفيل فى حجرة مظلمة
    بينما جعلته الروايات الأخرى
    ظاهرًا للجميع، لكن الناس كانوا عميانا .

    تقول الحكاية
    كان الفيل «موجوداً» في حجرة مظلمة،
    وكان الهنود قد عرضوه فيها. ودخل الناس
    من أجل مشاهدته إلي تلك الحجرة المظلمة فردا فرداً.
    و لما كانت رؤيته بالعين غير ممكنة،
    أخذوا يتحسسونه بأيديهم في تلك الظلمة. –
    فوقعت كف أحدهم علي خرطومه، فقال:
    إن شكله مثل الأنبوبة. ووصلت كف اخر إلي أذنه،
    فبدا له كأنه المروحة.
    أما الثالث فعندما تحسس قدمه فقد صاح،
    لقد أدركت شكل الفيل، إنه كالعمود.
    أما ذلك الذي وضع يده علي ظهره فقد قال:
    هذا الفيل كأنه نجد.
    وهكذا فكلُّ من وصل منهم إلي جزء منه،
    كان يفهمه طبقا لما بلغ مسامعه عنه في كل مكان
    واختلفت أقوالهم من اختلاف وجهات النظر،
    قال أحدهم: إنه «معوج» كالدال،
    وقال اخر بل «مستقيم» كالألف
    ولو كانت في يد كل واحد منهم شمعة،
    لانتفي الاختلاف عن أقوالهم. وعين الحسّ
    مثل كف اليد فحسب،
    وليست لكف واحدة قدرة الإحاطة به ككل.
    وعين البحر شيء وزبده شيء مختلف،
    فاترك الزبد وانظر لعين البحر.
    إن حركة الزبد من البحر ليل نهار،
    وأنت لا تفتأ تنظر إلي الزبد
    ولا تنظر إلي البحر وهذا أمر عجيب
    ونحن كالسفن. يصطدم بعضها ببعضها الآخر،
    و نحن عُمي الأبصار في الماء الصافي
    ويا من قد رحت في النوم في سفينة الجسد،
    لقد رأيت الماء فانظر إلي ماء الماء.
    فللماء ماء يسيره، وللروح روح تدعوها
    وأين كان موسي وعيسي عندما كانت
    شمس «الحقيقة» تروي بالماء مزرعة الموجودات؟
    و أين كان آدم و حواء ذلك الزمان الذي
    وضع الله تعالي فيه هذا الوتر في القوس؟
    إن هذا الكلام ناقص أبتر،
    وذلك الكلام الذي ليس بناقص
    هو من تلك الناحية. فلو تحدثت عنه لزلّت قدمك،
    وويلاه إن لم تنبس عنه ببنت شفة.

    تعليق


    • #47
      ولو قيل إنه علي مثال الصورة،
      فإنك تتعلق بنفس الصورة أيها الفتي.
      و أنت مقيد القدم كأنك النبات في الأرض،
      وتحرك رأسك بهبة نسيم دون يقين.
      لكن لا قدرة لك علي الانتقال،
      أو اقتلاع قدميك من هذا الطين.
      فكيف تقتلع القدم من هذا الطين وحياتك منه؟
      إن السير في حياتك هنا أمر شديد الإشكال.
      وعندما تستمد الحياة من الحق أيها السالك،
      تصبح بها مستغنيا و تمضي عن الطين.
      فالرضيع عندما يفطم عن مرضعته،
      فإنه يتركها و يصير أكلا لكل ما لذ و طاب .
      و أنت ملتصق بلبن الأرض كالغلال،
      فابحث عن فطامك من قوت القلوب.
      و تغذ من كلام الحكمة
      فإن النور قد صار مضمرا فيه،
      يا من لست قابلا لنور بلا حجب.
      حتي تصبح قابلا للنور أيها الحبيب،
      حتي تري المستور بلا حجب.
      فتتجول كالنجوم فوق سماك الأفلاك،
      بل تسافر بلا فلك سفرا لا وصف له و لا كيفية
      ألست بهذه الطريقة قد جئت من العدم إلي الوجود؟
      هيا. . و قل كيف أتيت؟
      لقد أتيت ثملا.
      لقد انمحت طرق المجيء من ذاكرتك،
      لكننا سوف نتلوا عليك رمزا عنها.
      فاترك الفهم و كن انذاك ذا فهم،
      وسد أذنيك و كن انذاك صاحب أذن
      لا، لن أتحدث إليك فإنك لا تزال فجّا،
      إنك لا زلت في الربيع لم ينضجك هجير الصيف
      و هذه الدنيا كالشجرة أيها الكرام،
      و نحن عليها كالثمار الفجة
      و الثمار الفجة شديدة الالتصاق بالأغصان،
      و ذلك لأنها من فجاجتها لا تليق بالقصور.....

      تعليق


      • #48
        حكاية
        موسى و الراعي

        رأى موسى راعياً على الطريق
        وكان هذا يردد :
        " إلهي يامن تصطفي من تشاء أين أنت حتى أصبح
        خادماً لك فأصلح نعليك وأمشط رأسك !
        وأغسل ثيابك وأقتل ما بها من القمل وأحمل الحليب إليك ،
        أيها العظيم ! وأقبّل يدك اللطيفة وأمسح قدمك الرقيق ،
        وأنظّف مخدعك حين يجيء وقت المنام .
        يا من فداؤك كل أغنامي !
        ويا من لذكرك حنيني وهيامي ! "
        وأخذ الراعي يردد هذا النمط من هراء القول
        ورآه موسى فناداه قائلاً :
        " مع من تتحدث أيها الرجل ؟ "
        فقال الراعي : " مع ذلك الشخص الذي خلقنا .
        مع من ظهرت بقدرته هذه الأرض وتلك السموات " .
        فقال موسى : " حذار ، إنك قد أوغلت في إدبارك ،
        وما غدوت بقولك هذا مسلماً بل صرت من الكافرين
        ما هذا العبث وما هذا الكفر والهذيان ؟
        ألا فلتحشُ فمك بقطعة من القطن
        إن نتن كفرك قد جعل العالم كلّه منتناً !
        بل أن كفرك قد مزّق ديباجة الدين
        ! إن النعل والجورب يليقان بك .
        ولكن متى كان مثل هذين يليقان بالشمس ؟
        فإن لم تغلق حلقك عن مثل هذا الكلام ،
        فإن ناراً سوف تندلع وتلتهم الخلق !
        وإن لم تكن النار قد اندلعت فما هذا الدخان ؟
        ولماذا أصبحت نفسك مسودة وروحك مردوداً ؟
        وإن كنت تعلم أن الله هو الحاكم ،
        فكيف اعتقدت بمثل هذا السفه والوقاحة ؟
        إن صداقة الحمق هي عين العداوة .
        وما أغنى الحق تعالى عن مثل هذه العبادة !
        فمع من تتحدث ؟ أمع العم أم الخال ؟
        وهل الجسم والحاجة من صفات ذي الجلال ؟
        إن الحليب يشربه من يكون قابلاً للنشأة والنماء .
        والنعل يلبسه من هو بحاجة إلى القدم
        وحتى لو كان من القيل والقال
        موجها لعبد الله الذي قال عنه الحق :
        " انه ذاتي وأنا ذاته
        " هذا العبد الذي هو مغزى حديث الحق :
        " مرضت فلم تعدني . لقد غدوت مريضاً ،
        وليس عبدي وحده هو الذي مرض "
        لكان مقالك هذا عبثا وهراء في حق هذا العبد
        بعد أن غدوت له سمعاً وبصراً إن التحدث بدون أدب
        مع خواص الحق يميت القلب
        ويجعل الصحائف سوداً .

        يتبع

        تعليق


        • #49
          فمع أن الرجال والنساء جميعاً من جنس واحد ،
          فإنك لو سمّيت رجلاً " فاطمة " ،
          لسعى لقتلك إن وجد إلى ذلك سبيلا ،
          مع أنه قد يكون حسن الخلق حليما وادعا .
          إن اسم فاطمة مدح في حق النساء ،
          لكنك لو دعوت رجلاً به كان كطعن السنان !
          واليد والقدم هما في حقنا من صفات المديح ،
          لكنهما في حق الخالق المنزه ذم!
          وقوله " لم يلد ولم يولد " هو الوصف اللائق به ،
          مع أنه خالق الوالد والمولود .
          وكل ما كان جسما فالولادة صفة له .
          وكل ما يولد فهو من هذا الجانب من النهر .
          ذلك لأنه من عالم الكون والفساد ، فهو مهين .
          ومن المحقق أنه حادث ويقتضي محدثاً "
          فقال الراعي : يا موسى ، لقد ختمت على فمي !
          وها أنت ذا قد أحرقت بالندم روحي !
          " ومزّق ثيابه ، وتأوه ،
          ثم انطلق مسرعاً إلى الصحراء ،
          ومضى فجاء موسى الوحي من الله قائلاً :
          " لقد أبعدت عني واحداً من عبادي!
          فهل أتيت لعقد أواصر الوصل ،
          أم أنك جئت لإيقاع الفراق ؟
          فما استطعت لا تخط خطوة نحو إيقاع الفراق ،
          فأبغض الحلال عندي هو الطلاق!
          لقد وضعت لكل إنسان سيرة ،
          ووهبت كل رجل مصطلحاً للتعبير ،
          يكون في اعتباره مدحاً على حين أنه في اعتبارك ذم .
          ويكون في مذاقه شهداً وهو في مذاقك سم!
          إنني منزّه عن كلّ طهر وتلوث ،
          وعن كلّ روح ثقلت في عبادتي أو خفّت .
          والتكليف من جانبي لم يكن لربح أنشده .
          لكن ذلك كان لكي أنعم على عبادي .
          فأهل الهند لهم أسلوبهم في المديح .
          ولأهل السند كذلك أسلوبهم .
          ولست أغدو طاهراً بتسبيحهم ،
          بل هم المتطهرون بذلك ، الناثرون الدر
          ولسنا ننظر إلى اللسان والقال ،
          بل نحن ننظر إلى الباطن والحال .
          فنظرنا انما هو لخشوع القلب ،
          حتى لو جاء اللسان مجرداً من الخشوع .
          فالقلب يكون هو الجوهر ، أما الكلام فعرض .
          والعرض يأتي كالطفيلي
          أما الجوهر فهو المقصد والغرض .
          فإلى متى هذه الألفاظ وذلك الإضمار والمجاز ؟
          إني أطلب لهيب الحب ، فاحترق ،
          وتقرّب بهذا الاحتراق!
          أشعل في روحك نارا من العشق ،
          ثم احرق بها كل فكر وكل عبارة ! يا موسى !
          ان العارفين بالآداب نوع من الناس ،
          والذين تحترق نفوسهم وأرواحهم
          نوع آخر " إن للعشاق احتراقا في كل لحظة !

          تعليق


          • #50
            وليس يفرض العشر والخراج على قرية خربة !
            فلو أنه أخطأ في القول فلا تسمّه خاطئاً .
            وإن كان مجللاً بالدماء ، فلا تغسل الشهداء .
            فالدم أولى بالشهداء من الماء !
            وخطأ المحب خير من مائة صواب !
            فليس في داخل الكعبة رسم للقبلة .
            وأي ضرر يحيق بالغواص إن لم
            يلبس النعل الواقي من الغوص في الثلوج ؟
            فلا تلتمس الهداية عند السكارى .
            وكيف تطلب من تهلهلت ثيابهم رفو تلك الثياب ؟
            إن ملّة العشق قد انفصلت عن كافة الأديان .
            فمذهب العشاق وملتهم هو الله.
            ولو لم يكن للياقوتة خاتم فلا ضير في ذلك .
            والعشق في خضم الأسى ليس مثيراً للأسى!
            ولقد ألقى الله بعد ذلك أسراراً في أعماق قلب موسى ،
            ليست مما يباح به . لقد تدفقت الكلمات إلى قلب موسى ،
            وامتزج الشهود بالكلام .
            فكم ذهل عن ذاته وكم عاد إلى الوعي !
            وكم طار محلقاً من الأزل إلى الأبد !
            فلو أنني شرحت أكثر من هذا لكان من البلاهة .
            ذلك لأن شرح هذا يتجاوز علمنا .
            ولو أنني ذكرته لاقتلعت العقول !
            ولو أنني كتبته لانشق كثير من الأقلام !
            فحين سمع موسى هذا العتاب من الحق ،
            هرع وراء الراعي موغلاً في البيداء .
            وانطلق مقتفياً آثار قدمي ذلك الحيران .
            فكان ينثر الغبار من أذيال الصحراء .
            وإن خطوة قدم الإنسان الموله
            لهي متميزة عن خطى الآخرين .
            فتارة يمضي مستقيما كالرخ من القمة نحو القرار .
            وتارة يمضي بخطى متقاطعة مثل الفيل.
            وتارة يمضي كالموج متطاولاً رافعاً علمه ،
            وتارة يمضي زاحفاً فوق بطنه كالسمكة .
            وتارة يخط وصف حاله فوق التراب ،
            كالرمّال الذي يضرب الرمال .
            وفي النهاية أدرك موسى الراعي ورآه ،
            وقال البشير للراعي : "إن الإذن قد جاء!
            فلا تلتمس آ داباً ولا ترتيباً ،
            وانطق بكل ما يبتغيه قلبك الشجيّ !
            إن كفرك دين ، ودينك نور للروح !
            وإنك لآمن ، والعالم بك في أمان ! أيها المعافى !
            إن الله يفعل ما يشاء .
            فاذهب ، واطلق لسانك بدون محاباة "
            فقال الراعي :
            " يا موسى .
            إني قد تجاوزت ذلك .
            إنني الآن مجلل بدماء قلبي !
            لقد تجاوزت سدرة المنتهى .
            وخطوت مائة ألف عام في ذلك الجانب !
            إنك قد أعملت سوطك ، فدار حصاني ،
            فبلغ قبة السماء ، ثم تجاوز الآفاق !
            فعسى الله أن يجعل
            جوهرنا الإنساني نجي سر لاهوته .
            وليبارك الله لك يدك وساعدك !
            فالآن قد تجاوز حالي نطاق القول .
            فهذا الذي أقوله ليس حقيقة حالي " .

            تعليق


            • #51
              الحكايا كثيرة جدا
              لكن أخترت لكم حكاية يغلب عليها الطابع الفكاهي

              ذهاب أصم لعيادة جاره المريض
              قال أحد الرجال المحترمين لأحد الصم :
              لقد مرض جارك
              فقال الأصم لنفسه :
              بهذا السمع الثقيل ،
              ماذا أفهم من كلام ذلك الشاب ؟.
              وبخاصة وهو مريض خافت الصوت ،
              لكن ينبغي أن أعوده ،
              وهذا ما لا بد منه ...
              وعندما أرى شفتيه تتحركان ،
              أقيس بنفسي ما هو مفروض أن يقوله
              فإذا قلت له : كيف أنت يا مريضي الممتحن؟
              سوف يقول : بخير أو طيب ..
              فأقول : الشكر لله ،
              وأي حساء شربت ؟
              سوف يقول شرابا ما أو حساء باقلاء...
              فأقول : صحة وعافية وهنيئا لك ،
              وأي طبيب عادك ؟ فيقول : فلان ...
              فأقول : إنه مبارك الخطو جداً ،
              وما دام قد عادك فسوف تشفى بإذن الله ،
              ولقد جربنا بركته وحيثما مضى تقضى الحاجات
              وجهز هذه الأجوبة ،
              ثم مضى إلى المريض ، ذلك الرجل الطيب

              وقال : كيف أنت ؟؟ -
              قال : مت -
              قال : شكرا لله -
              فصار المريض من هذا شديد التأذي والغضب .
              فأي شكر هذا ؟ أهو معنا بهذا السوء ؟
              لقد استخدم الأصم القياس وخرجت نتيجة قياسه معوجة

              ثم قال له : ماذا أكلت ؟؟ -
              قال : سماً -
              قال : هنيئاً لك -
              فزاد غضبه
              ثم قال له : من من الأطباء يعودك للعلاج ؟؟ -
              فقال : عزرائيل يأتيني ... فاذهب عني -
              قال : قدمه مباركة جداً .. فاسعد -

              وخرج الأصم سعيداً بأقواله
              قائلا : الحمد لله أنني قمت بمجاملته الآن
              وقال المريض : إنه عدو لدود لي ،
              ولم أكن أعلم أنه منجم للجفاء.

              تمت

              تعليق


              • #52
                جاهدة حاولت و لكن لا أخفيكم سرا تنتابني الحیرة؛

                ماذا یبغي الرومي؟
                عم بیحث؟
                ماذا یقول؟ بِمَ أحس؟
                وأي طوفان تعکس هذه الجلبة التی لا یقرُّ لها قرارٌ؟
                ماذا قدم لنا !!!
                قدم الرومي
                تجربة روحية حية مكانها عقل القلب ذاته،
                رحلة ليس فيها غير الله، ينعدم فيها الخوف من عقاب
                أو الطمع بجنة وإنما حب له لأنه
                هو الحب والحبيب الأول وجوهر الكون،
                أما ولأن الوسيلة المثلى للوصول إلى الله هي القلب
                فقد أمن بأن عبادة أي منا لا يمكن اعتبارها طريقة
                ننتمي إليها بقدر ماهي دعوة إلى الحياة من خلال الحب،
                فكان الحب دعوة للتواضع والاعتدال مع الآخر، باحثين عن
                محبة الله والناس لتتجلى أسبابها ونتائجها في تجربة العشق،
                فكانت كلماته جامعة للديانات فكما نزلت من سماء واحدة
                وصدرت من جوهر واحد أعادها الرومي إلى ذلك الجوهر.

                قدّم الرّومي
                صورة من صور المسلم الصادق مع نفسه،
                الذي إن قرأ استفاد،
                وإن أكل ما حرم غيره من الطعام،
                وإن قصده محتاج وجد عنده الملاذ،
                وإن خالفه في معتقده أحد بسط فراشه له
                وأجلسه بإكبار واحترام وما حرمه الحديث،
                بل عنّف من نظر إليه باعتبار جنسه وديانته
                وعرّفه أن القلوب تتشابه في المقصد
                وإن اختلفت الألسنة والتعابير.
                قدّم الرومي
                احترامًا للفنون فالنفخ في الصور الذي قرأه في القرآن
                علّمه أن النفخ في الناي ليس من أنغام الشيطان،
                ومن يستمع إلى الكائنات ويتذكّر ما قاله ربّه عن
                تسبيحها وأنينها لا بد أن يخشع لذكرها،
                فالناي إنسان آخر وليس كما هو صامت في صورة العصا.

                قدّم الرومي
                رقصًا لا يكتفي إثارة الشهوات،
                بل نقل حركة الجسد من الانغماس في
                الصورة والطين إلى العلو
                والارتفاع عن هموم البشر والمساكين،
                فالدرويش الراقص في الأصل لا اليوم
                رَقص وجدًا وطربًا من ذكر المحبوب

                تعليق


                • #53
                  رحلة ما أروعها و ما أحوجنا إليها
                  في ظلال هذا العالم المطارد بشبح اللامعقول،
                  والذي فَقَد معنى “المقدّس” إلى حدّ كبير،
                  ويظل في سعيه نحو البحث عن معنى القيم،
                  يستحضر هذا الصوت العظيم.
                  الذي غاب شخصه لكن ذكره مازال حاضرا

                  قصائد شعرية و دواوين و رباعيات و كتب،
                  كنزا خلفه "مولانا جلال الدين الرومي " لعاشقيه
                  على مدار قرون طويلة، فزهدوا بالعشق مثله،
                  وباتوا يفتشون في السطور على كلمات خطها
                  تلمس بروحهم سكرة تجعلهم يترفعون عن دنيا
                  اختصرها في نهر عشق،
                  ناصحا إياهم هم بالانغماس فيها.

                  إنساناً كونياً
                  تجاوزت أشعاره كل الطرائق
                  والبناءات المذهبية والدينية، و الأعراق
                  لتعظيمها لقوة الحب،
                  وإيمانها بروحانية الموسيقى والرقص،
                  وبكونية الإنسان بعيداً عن أي إقصاء كيفما كانت مرجعيته.

                  شخص نُسِجَتْ حوله حكايات،
                  فاختلطتِ الحقيقةُ بالخيال والأسطورةُ بالواقع.

                  شاعراً ، تارك وراءه كلمات تفيض
                  بأمواج الروحانية والعشق الإلهي بمعناه الحقيقي،
                  عالماً بأنواع العلوم، و بفقه الحنفية و الخلاف على كل الأحوال .

                  هو حالة تستطيع إخراجك من أحلك الظروف،
                  تضيق بك الحياة فتنتشلك كلماته في تصوف وتعبد،
                  يرسم لك طريقا من العشق ينتظرك الخالق في آخره،
                  عشق يولد من نبع لا تدرك مصدره،
                  فقط يجذبك لتسير خلفه وتسلم له قلبك و روحك،
                  و تستمتع به أذنك، من همس شفاهك التي تردد عباراته،

                  لم يترك سبيلا إلا و فتح فيه بابا من الزهد بالأمل،
                  فكان "مولانا" الذي ظل دراويشه
                  يسلكون من العشق دربا يقوده فيهم
                  و ها هي قرون ثمانية طُوِيَتْ،
                  حافلة بالأحداث
                  و المعالم
                  و الشخصيات المتميزة
                  و هو باقٍ، دفق دم و نبض قلب.


                  طيب الله أوقاتكم
                  تحياتي

                  تعليق


                  • #54
                    اماني الجميلة
                    بحث وافِِ عن
                    جلال الدين الرومي
                    لم تتركي بابا الا وطرقتيه
                    ولا ركنا الا وبحثتي عن مكنونه
                    الصوفية لها ما لها
                    وعليها ما عليها
                    وجلال الدين الرومي
                    صوفي حق ترفع عما نراه
                    هذه الايام من شطط الصوفية
                    سرد شيق وموضوع جميل
                    يُضاف الى رصيدك الثري
                    من جميل الموضوعات
                    دمتِ حبيبة قلبي
                    بكل خير

                    تعليق


                    • #55
                      مبارك هذا النهج القويم الذي يفتح لنا آفاق المعرفة الواسعة ويغوص في اعماق التاريخ منقبا عن جواهر
                      مخبوءة في صفحات الماضي البعيد عن متناول الأجيال
                      لقد غمرتني متعة طاغية وانا اتفاعل مع هذه الشخصية الصوفية العادلة في سيرة جلال الدين الرومي وعشقه الرباني القدسي فالحب عاطفة انسانية واسمى صور الحب ما تجاوز حدود النفس البشرية ليشمل الكون تحية لك سيدتي وابنتي المجاهدة في دروب الفكر وانت تقدمين لنا حصادك القيم من حقول الثقافة الرصينة وفقك الله ورعاك

                      تعليق


                      • #56
                        "ليس من أهل القال، بل من أهل الحال"،
                        هكذا يصفه المولويون من أتباعه،
                        أتباع الفلسفة الصوفية في الإسلام،
                        حاولت الولوج إلى أعماق الصوفية و فلسفتها
                        لكن أني لي ان أحيط بالمحيط
                        وفقت إلي بعض دراسات تبسط الموضوع
                        استعنت بها و يارب أكون وفقت .

                        هالة حبيبتي
                        شكر خاص جدا لك
                        لمتابعتك و تشجيعك الجميل

                        تعليق


                        • #57
                          أضاء موضوعي بنور حضوركم
                          و عطرته بعبير حروفكم
                          فأشرق موضوعي و إزداد بهاءً
                          تحياتى و تقديري لشخصكم الكريم
                          مازال لدي الكثير و الكثير
                          و اتمني من الله التوفيق
                          لإضافة كل ما هو قيم لمنتدانا
                          دعواتكم

                          تعليق

                          مواضيع تهمك

                          تقليص

                          المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                          المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                          المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                          المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                          المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                          يعمل...
                          X