أما عن الحكايات
فهي كثيرة اخترت لكم بعضها :
حكاية
الفيل و العميان
الحكاية التي يقصّها مولانا وردت عند
أبى حيان التوحيدي،
وابن عبد ربّه في العقد الفريد،
وعند الغزالي في إحياء علوم الدين
و كتابه الفارسي كيمياى سعادت للغزالى،
كما وردت في حديقة الحقيقة
لسنائى باختلافات جزئية،
فمولانا هنا
جعل الفيل فى حجرة مظلمة
بينما جعلته الروايات الأخرى
ظاهرًا للجميع، لكن الناس كانوا عميانا .
تقول الحكاية
كان الفيل «موجوداً» في حجرة مظلمة،
وكان الهنود قد عرضوه فيها. ودخل الناس
من أجل مشاهدته إلي تلك الحجرة المظلمة فردا فرداً.
و لما كانت رؤيته بالعين غير ممكنة،
أخذوا يتحسسونه بأيديهم في تلك الظلمة. –
فوقعت كف أحدهم علي خرطومه، فقال:
إن شكله مثل الأنبوبة. ووصلت كف اخر إلي أذنه،
فبدا له كأنه المروحة.
أما الثالث فعندما تحسس قدمه فقد صاح،
لقد أدركت شكل الفيل، إنه كالعمود.
أما ذلك الذي وضع يده علي ظهره فقد قال:
هذا الفيل كأنه نجد.
وهكذا فكلُّ من وصل منهم إلي جزء منه،
كان يفهمه طبقا لما بلغ مسامعه عنه في كل مكان
واختلفت أقوالهم من اختلاف وجهات النظر،
قال أحدهم: إنه «معوج» كالدال،
وقال اخر بل «مستقيم» كالألف
ولو كانت في يد كل واحد منهم شمعة،
لانتفي الاختلاف عن أقوالهم. وعين الحسّ
مثل كف اليد فحسب،
وليست لكف واحدة قدرة الإحاطة به ككل.
وعين البحر شيء وزبده شيء مختلف،
فاترك الزبد وانظر لعين البحر.
إن حركة الزبد من البحر ليل نهار،
وأنت لا تفتأ تنظر إلي الزبد
ولا تنظر إلي البحر وهذا أمر عجيب
ونحن كالسفن. يصطدم بعضها ببعضها الآخر،
و نحن عُمي الأبصار في الماء الصافي
ويا من قد رحت في النوم في سفينة الجسد،
لقد رأيت الماء فانظر إلي ماء الماء.
فللماء ماء يسيره، وللروح روح تدعوها
وأين كان موسي وعيسي عندما كانت
شمس «الحقيقة» تروي بالماء مزرعة الموجودات؟
و أين كان آدم و حواء ذلك الزمان الذي
وضع الله تعالي فيه هذا الوتر في القوس؟
إن هذا الكلام ناقص أبتر،
وذلك الكلام الذي ليس بناقص
هو من تلك الناحية. فلو تحدثت عنه لزلّت قدمك،
وويلاه إن لم تنبس عنه ببنت شفة.
فهي كثيرة اخترت لكم بعضها :
حكاية
الفيل و العميان
الحكاية التي يقصّها مولانا وردت عند
أبى حيان التوحيدي،
وابن عبد ربّه في العقد الفريد،
وعند الغزالي في إحياء علوم الدين
و كتابه الفارسي كيمياى سعادت للغزالى،
كما وردت في حديقة الحقيقة
لسنائى باختلافات جزئية،
فمولانا هنا
جعل الفيل فى حجرة مظلمة
بينما جعلته الروايات الأخرى
ظاهرًا للجميع، لكن الناس كانوا عميانا .
تقول الحكاية
كان الفيل «موجوداً» في حجرة مظلمة،
وكان الهنود قد عرضوه فيها. ودخل الناس
من أجل مشاهدته إلي تلك الحجرة المظلمة فردا فرداً.
و لما كانت رؤيته بالعين غير ممكنة،
أخذوا يتحسسونه بأيديهم في تلك الظلمة. –
فوقعت كف أحدهم علي خرطومه، فقال:
إن شكله مثل الأنبوبة. ووصلت كف اخر إلي أذنه،
فبدا له كأنه المروحة.
أما الثالث فعندما تحسس قدمه فقد صاح،
لقد أدركت شكل الفيل، إنه كالعمود.
أما ذلك الذي وضع يده علي ظهره فقد قال:
هذا الفيل كأنه نجد.
وهكذا فكلُّ من وصل منهم إلي جزء منه،
كان يفهمه طبقا لما بلغ مسامعه عنه في كل مكان
واختلفت أقوالهم من اختلاف وجهات النظر،
قال أحدهم: إنه «معوج» كالدال،
وقال اخر بل «مستقيم» كالألف
ولو كانت في يد كل واحد منهم شمعة،
لانتفي الاختلاف عن أقوالهم. وعين الحسّ
مثل كف اليد فحسب،
وليست لكف واحدة قدرة الإحاطة به ككل.
وعين البحر شيء وزبده شيء مختلف،
فاترك الزبد وانظر لعين البحر.
إن حركة الزبد من البحر ليل نهار،
وأنت لا تفتأ تنظر إلي الزبد
ولا تنظر إلي البحر وهذا أمر عجيب
ونحن كالسفن. يصطدم بعضها ببعضها الآخر،
و نحن عُمي الأبصار في الماء الصافي
ويا من قد رحت في النوم في سفينة الجسد،
لقد رأيت الماء فانظر إلي ماء الماء.
فللماء ماء يسيره، وللروح روح تدعوها
وأين كان موسي وعيسي عندما كانت
شمس «الحقيقة» تروي بالماء مزرعة الموجودات؟
و أين كان آدم و حواء ذلك الزمان الذي
وضع الله تعالي فيه هذا الوتر في القوس؟
إن هذا الكلام ناقص أبتر،
وذلك الكلام الذي ليس بناقص
هو من تلك الناحية. فلو تحدثت عنه لزلّت قدمك،
وويلاه إن لم تنبس عنه ببنت شفة.
تعليق