إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحج خواطر و ذكريات لن تنسى

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16





    11- الحج شعائر ومشاعر
    *****************
    إنَّ الحج موسم من مواسم الطَّاعة،
    وعمودٌ من أعمدة الدِّين،
    وركيزة من ركائز الإسلام،
    شَعائرُ ومَشاعر، يجب أن يَعِيشها المسلم،
    ويَحْياها المؤمن؛ لِيَأخذ منها الدَّرس والعبرة،
    ويستخلص منها السُّلوك والتطبيق.

    في هذا الموسم تَزْدان الأرض بوفود الحجيج،
    وتُضيء السَّماء بنور الملأ الأعلى،
    وتتألَّق الكعبة وسَطُ الدنيا، وسُرَّةُ الأرض،
    ومركز المعمورة، وبؤرةُ التُّقى والصلاح،
    ومصدر النُّور والإيمان، ومنبع الصَّفاء والنقاء.



    الحجُّ أخلاق تُكْتَسب؛
    ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ
    وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ
    وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ﴾

    [البقرة: 197].



    الحج شعائر تُعَظَّم،
    ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾
    [الحج: 32]،
    ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ
    وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا
    الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾

    [الحج: 30]،



    الحج مشاعر لا تُوصَف،
    وأحاسيس لا تُكْتَب،
    إنما يَسْتطعمها الذي يؤدِّيها،
    ويُحِسُّها الذي يلبِّي نداءها،
    ويستشعرها الذي يَحْضرها،
    فينظر الكعبة، ويُعانق الحجر، ويصلِّي عند المقام،
    يسعى كما سعَتْ هاجَرُ - عليها السلام -
    ويُضَحِّي كما ضحَّى إبراهيم - عليه السَّلام -
    ويُطِيع كما أطاع إسماعيل - عليه السَّلام -
    ويطوف كما طاف محمَّد - عليه الصَّلاة والسَّلام -
    ويقبِّل الحجر كما قبَّل عمر - رضي الله عنه -
    عن حب ورغبة وإخلاص فقط؛
    لعل قدمًا تأتي مكان قدم،
    وطوافًا يأتي مكان طواف،
    وسعْيًا يأتي مكان سعي،
    فيزداد الإيمان ويكون الغفران،
    وينتشر الأمن ويأتي الأمان.



    إن في الحج الذي يصفه الفقهاء بعبادة العمر،
    وختام الإسلام، وكمال الدين، روحانية عجيبة،
    ومشاعر وأحاسيس لا توصف،
    ونسمات إيمانية رهيبة،
    تُحلق بالقلب لتحوم به حول العرش،
    وتسمو بالنفس في مقامات العبودية ،



    تلتف يمنة ويسرة وأنت بين المناسك والمشاعر في الحج،
    فتكاد تصدع فؤادك مناظر البكاء والخشية،
    وهتافات الدعاء والضراعة،
    وتأسرك موقف الانكسار والافتقار بين يدي الملك الجبار،
    كل يسأل ربه النجا النجا .
    إن هذه المشاعر الروحانية،
    والمواقف الإيمانية تتجلى في مواقف عديدة،
    ومواطن فريدة تسير مع القاصد لبيت الله
    من أول وهلة يطير فؤاده معانقاً {أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ}.



    ويأتى الحجاج من كل حدب وصوب ،

    من أطراف المعمورة، بالبَرِّ وبالبحر وبالجوِّ،
    قاصِدين الدِّيار المقدَّسة؛ لِيَطَّوَّفوا بالبيت العتيق،
    الذي جعله الله مثابة للناس وأمنًا،
    مشهدٌ ضخم، وميدان رحب، يعجُّ بالمُلبِّين،
    لَيِّنةً في طاعة الله أعضاؤُهم، خاشعةً لأوامر الله قلوبهُم،
    وتلهج بالذكر والدعاء ألسنتهم،
    تُعطِّر الجوَّ والتاريخ أنفاسُهم،
    نشيدٌ ثائر، وهُتاف صادق، وشعارٌ رائع؛
    ((لبَّيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك،
    إنَّ الحمد والنِّعمة لك والمُلْك، لا شريك لك لبيك))،
    مُظاهرة متلاطمة الأمواج للعباد الذين ذهبوا طاعة لله
    - عزَّ وجلَّ - يرجون رحمته، ويخافون عذابه،
    يحبُّون لقاءه، ويوقنون في عطائه.



    ويتنقل الحجيج بين أعمال الحج المختلفة
    ومناسكه وشعائره حاملين من الأحاسيس
    والمشاعر ما لانستطيع وصفه،
    مشاعر وأحاسيس عند كل شعيرة من شعائر الحج،
    عند الكعبة وأول نظرة إليها، وعند الحجر الأسود‘والطواف،
    وفى السعى بين الصغا والمروة ،
    وعلى جبل عرفات ،وعند رمى الجمار،
    وفى المزدلفة عند المشعر الحرام،
    نعم .. الحج مشاعر وأحاسيس لا تنتهى
    تتعرض لها أثناء رحلة الحج..
    تعيشها بقلبك ووجدانك.. تتذوق من خلالها حلاوة الإيمان..
    مواقف تربوية ونفحات إيمانية..
    نعم..إنها روعة أداء فريضة الحج ..


    يتبع

    تعليق


    • #17


      يعيش الحجاج أثناء رحلة الحج مشاعر جميلة،
      وأحاسيس وروحانيات عظيمة ،
      هذه الرِّحلة التي هي رحلة قلوب لا رحلة أبدان،
      رحلة أرواح لا رحلة أشباح، رحلة أفئدة خالصة لله،
      وأرواح مشتاقة لِلِقاء الله، ونُفوس مُتَأهِّبة لزيارة بيت الله؛
      مجموعة من المشاعر والأحاسيس ..
      نفوس تستشعر، وعيون تَدْمع، وقلوب تخشع،
      فالمؤمن ما هو إلاَّ مجموعة من المشاعر والأحاسيس،
      وإذا ذهبَتْ هذه المشاعر وتبلَّدَت هذه الأحاسيس،
      أصبحَت الحجارةُ أفضلَ منه؛
      لأنَّ الحجارة لو أُنزِل عليها القرآن لتصدَّعَت من خشية الله؛
      ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ
      خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾

      [الحشر: 21]،
      وقد تهبط من خشية الله؛
      ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً
      وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ
      فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ
      وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾
      [البقرة: 74].



      متنقلين بين شعائر الحج و مناسكه ...
      في اضطراب من المشاعر و الأحاسيس
      نحكى هذه المشاعر الجميلة .. حيث تحلو الذكريات ..
      ذكريات لا تُنسى ..
      وكان أكثر ما صحبني في حجي هذا
      شعورٌ كبيرٌ عظيمٌ بفضل الله تعالى عليَّ
      إذ جعلني من ضيوفه وحجاج بيته ووفده.
      كان ذلك الشعور يغمرني في أيامي ولياليّ،
      وفي حركاتي وسكناتي.



      فى مكة المكرمة وعند الكعبة المشرفة
      ************************

      كانت رحلتنا أولا إلى مكة المكرمة

      وعندما دخلت الحرم الشريف ،
      ولحظة وقوع عينى على الكعبة لأول مرة،
      بكيت .. ونبضات قلبى سريعة ..
      حدقت النظر في الكعبة الشريفة ....
      فانتابني شعور لا يوصف ... شعور غريب ...
      مشهد عظيم ... ومنظر مهيب ...
      كبرياء وشموخ .. تتجلى به الكعبة الشريفة
      وهي تتوسط أرض الحرم ...
      أول نظرة للكعبة تنسيك كل الهموم ...
      ترقى بك إلى الله عز وجل ..
      يطرق آذانك نداء من السماء ... يناديك !!!!
      يا عبدي أنا الغفور الرحيم ... أنا العفو الكريم ... اعرض صفحة ذنوبك
      واشكي همومك ... وهات طلبك .. فأنا المجيب ... أنا المجيب
      سبحان الله ما أروع هذا الشعور .. وما أعظم هذا العرض ...



      شعور لا يوصف .. وأنت ترى الجميع حول الكعبة ...
      هذا يطوف ... وهذا يدعو .. وذاك يتأمل ..
      والكل يلهج وينادي ويطلب ..
      لا تسمع إلا الشكوى .. تُرسل إلى الله عز وجل من دون وسيط ..
      ولا ترى إلا الدموع المنهمرة ... خشوعا وتذللا بين يدي الخالق عز وجل ..
      شعور لا يوصف .. وأنت ترى جميع الأجناس .. وبكل اللغات ...
      تحاول أن تفهم ماذا يقول هذا ... وماذا يطلب ذاك ... ولكن دون جدوى ..
      فكل ينادي بلغته ... فقط الكلمة التي تفهمها هي يالله ... يالله ...



      رؤيتنا لأجناس مختلفة من البشر، وفود جاءت
      من كل فجٍّ عميق على اختلاف ألسنتهم وألوانهم،
      وجنسياتهم وشعوبهم..
      فإن تلك الرؤية لهؤلاء الحجيج..

      تُثير فينا مشاعرالعزة الإسلامية وعظمة الانتماء لهذا الدين،
      القادر على تجميع القلوب والأرواح والأبدان،
      في بقعة محدودة من العالم،وفي أيام معدودات..
      أليس هذا الدين فيه مقومات التمكين وسيادة البشرية؟..
      فعش مع هذا المعنى وأنت ترى مواكب الحجيج
      تأتي من كل صوب وحدب،واستشعر عظمة ذلك.



      وخطر لي خاطر..
      أى سر عجيب في هذا البناء..؟
      ثم قلت لنفسي: إن الله عز وجل أراد أن تهوي القلوب
      والأبدان لهذا البيت، ويسر لهم ذلك، وشوّقهم إليه،
      وأمنهم فيه، وجعل من أتاه مرة، وذاق حلاوة هذه الزيارة
      كمن شد بينه وبينه بحبل لا ينقطع،
      قد يرتخي أو يرق أو يغلظ، لكنه لا ينقطع ما دام
      القلب فيه من جذوة الإيمان ما فيه،
      وتذكرت قول الله تعالى:
      ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ .
      فمن آب وأقبل يسر للفهم والحفظ،
      ومن أبى وأدبر يسر للغفلة والنسيان، ونزعت منه لذة القرب.
      وكذلك الكعبة..
      بقدر إقبالك وإيابك ومحبتك وإخلاصك واستجابة قلبك
      وخضوعه وسجوده؛ تجد الشوق لها
      والرغبة في زيارتها والطواف بها.



      كان سيل الخواطر والأفكار لا ينقطع مع كل خطوة نخطوها
      في أداء الحج، كنا كمن يعيش حلمًا أبيضاً صافيا محببًا
      لا يريد أن يفيق منه..





      تعليق


      • #18


        السعى بين الصفا والمروة
        ****************
        إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ
        جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ

        (البقرة : 158)

        والصفا والمروة جبلان صغيران،
        كانت سيدتنا هاجر أم إسماعيل قد تتردد بينهما
        لتطلب الماء لولدها بعد أن تركهما سيدنا إبراهيم
        عليه السلام عند بيت الله الحرام.
        وبالله عليك، فبماذا تفكر امرأة عندما يتركها زوجها
        مع رضيعها في مكان لا طعام فيه ولا ماء؟
        هنا قالت هاجر قولتها الشهيرة :
        ـ إلى من تكلنا؟ الله أمرك بذلك؟
        فقال سيدنا إبراهيم : نعم. فقالت : إذن لن يضيعنا،
        لقد استغنت بالخالق عن المخلوق،
        ولم تنطق مثل هذا القول إلا بوحي من المسبب،
        وهذه أول قضية إيمانية مع ملاحظة الأرضية الإيمانية
        التي وجدت عليها، حينما دعا إبراهيم عليه السلام ربه قائلا :
        رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ
        رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ
        وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ

        (إبراهيم : 37)



        والسعي: هو مقدِّمات لرحمة الله، وعطاء الله، ونصر الله، ورِزق الله،
        فسَعْي هاجر - عليها السلام - أخْذٌ بالأسباب، واستجلاب لرحمة الله،
        انفجرتْ زمزم، وعمَّ الماء، فشرِبَ الرضيع إسماعيل،
        وشربتْ معه الأُمَّة إلى أن يرِثَ الله الأرض ومَن عليها؛
        لذلك يردِّد الحاج في السعي:
        "ربِّ اغفرْ وارحمْ، وتجاوزْ عمَّا تعلم، إنَّك أنت الأعزُّ الأكرم،
        ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنَا عذابَ النار"،
        فيشعر الحاجُّ بالخشوع والخضوع والضَّرَاعة بين يدي الله
        - عزَّ وجلَّ - والحاجةِ إلى عفوِه ورحمتِه ورضاه.




        على البشرية كلها أن تحتفل بشعيرة السعي
        بين الصفا والمروة عند المسلمين،
        هذه الشعيرة التي كرّمتِ (الأمَّ) الخائفة على ولدها،
        وأحيتْ ذكرها وذكراها.

        كُلما سعيت بين الميلين الأخضرين غبطتُ (هاجر)...
        أي امرأة في الدنيا أصبح سعيُها عبادة؟
        وأي امرأة في الدنيا حظيتْ بمثل ما حظيتْ به؟
        إنَّ الملايين تُحيي ذكراها...



        على جبل عرفات
        ************

        الوقوف بعرفة أعظمُ الأركان وأفضل الأعمال؛
        إذ لا يتم الحجُّ إلا به؛
        قال - صلى الله عليه وسلم : ((الحجُّ عَرَفة))



        نفحات الله، ورحمات الله، ونظرات الله في أفضل يوم،
        عرفات الله، يوم المباهاة، يوم الذِّكْر والدعاء، يوم الشكر والثناء،
        يوم النقاء والصفاء، يوم إذلال الشيطان الْمَرِيد واندحاره،
        يوم رجْمِ إبليس الملعون وانكساره،
        يوم وَحْدة المسلمين العُظْمى، يوم مؤتمر المؤمنين الأكبر،
        مؤتمر سنوي يجتمع فيه المسلمون من أجناس الأرض
        على اختلاف ألسنتهم وألوانِهم، على اختلاف لُغَاتهم وأوطانهم،
        اجتمعوا في هذا المكان لهدفٍ واحدٍ ولربٍّ واحد،
        يرجون رحمته، ويخافون عذابه،
        إنَّهم يصنعون وحْدة الهدف، ويبنون وحدة العمل،
        إنَّهم جميعًا مسلمون، لربٍّ واحدٍ يتَعبَّدون،
        ولرسول واحدٍ يتبعون، ولقِبلة واحدة يتَّجهون،
        ولكتاب واحدٍ يقرؤون، ولأعمال واحدة يؤدون...
        هل هناك وحدة أعظم من هذه الوحدة؟
        ليكنْ ذلك سبيلاً إلى سلامة العبادة وصحة العقيدة؛
        ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾
        [الأنبياء: 92]،
        ليكنْ ذلك طريقًا لبلوغ التقوى وزيادة الإيمان؛
        ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾
        [المؤمنون: 52].



        يوم العتق الأكبر من النيران..
        فلك أن تتصور أنك ستنخلع من ذنوبك كيوم ولدتك أمك ..
        فكم مرة أسرتك ذنوبك وتمنيت أن تُغفر لك؟!
        وها قد جاءتك الفرصة لكي تدفع عنك كل أثقال الذنوب والآثام..
        وتغسل عنك كل أدران المعصية..
        إذًا عليك بحج لا رفثَ فيه ولا فسوقَ ولا جدالَ..
        واستغفار جاد وتوبة صادقة بين يدي مولاك.




        فى المزدلفة وعند المشعر الحرام
        *********************
        المشعر الحرام مسجد بمزدلفة التي سُميت باسم الحدث
        الذي يكون فيها؛ فمعناها الاجتماع، أو جمع،
        والناس يجتمعون بها ليلة الأضحى،
        ويجمعون فيها بين المغرب والعشاء،
        ثم يبيتون حتى تسفر الشمس،
        لينطلقوا بعدها إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى.

        وقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم فيها عند المشعر الحرام
        ثم قال: (هذا الموقف، وكل مزدلفة موقف).
        وفي لفظ (وجمع كلها موقف).
        والمشعر الحرام ورد ذكره في قوله تعالى:
        (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله عند المشعر الحرام)



        يحرص الحجاج كثيرا ً على اتباع السنة في عدم التعجل
        من الخروج من مزدلفة إلا بعد صلاة الفجر وبعد أن تسفر جدا ً ..



        ويقف الحجاج كما وقف الرسول صلى الله عليه وسلم
        داعين باكين ..شاكرين لله تعالى على فضله وإحسانه حين
        اصطفاهم للوقوف في عرفة واختارهم من أهل هذا المنسك
        العظيم ويسر لهم مناسكهم ..

        الوقوف للدعاء له خشوع عظيم ينزله الرحمن
        في قلب المؤمن على أرض مزدلفة ..
        يقف الحجاج حتى ينهكهم التعب ويمدون أيديهم إلي الله
        يسألونه ويدعونه .. فهم بين يدي رحمته ..
        يلحون بالدعاء بالقبول ...



        عظيم عظيم هذا المنسك..
        نستشعره بقوة عظيمة ..

        الكثيرون لا ينامون بسبب الضوضاء،
        وبسبب أننا نفترش الأرض ونلتحف السماء...
        لكنها أحلى نومة في أيام الحج...!


        لقد رأيت في مزدلفة معنى المساواة بين الغني والفقير،
        فالكل فيها سواء، فبعض الأغنياء اتخذ لنفسه حجرة خاصة
        في عرفات ومنى، بها كل وسائل الراحة والرفاهية،
        ولكنهم في مزدلفة نزلوا إلى العراء وناموا على الأرض
        وتساوى الكل، فلم تعد تميز بين رفيع ووضيع،
        فالكل سواء في هذه اللحظات؛
        لتتحقق بعض مقاصد الحج في المساواة بين الناس
        كأسنان المشط في مشعر مزدلفة


        تعليق


        • #19


          تحت جسر الجمرات
          ************
          تحت جسر الجمرات .. ألوف الناس..
          لغات مختلفة .. وجنسيات متعددة ..
          وألسنة شتى ..
          لا رابط سوى "لا إله إلا الله " ..
          ويالها من رابط ..!
          الكل يسير في اتجاه .. لا أحد يرتب السير ..
          ولا نظام يحكم الخلق ..
          غير رعاية الله ..
          سبحان من ساقهم لمكان ٍ واحد ..
          وحفظهم ويسر لكل واحد منهم مقصده ..
          منظر مهيب ..
          جموع بشرية .. جاءت من كل فج عميق ..




          رمي الجمرات هي إهانة الشيطان وإذلاله
          وإرغامه وإظهار مخالفته،
          حيث جاء في السيرة أن سيدنا إبراهيم عليه السلام
          جاءه إبليس لعنة الله عليه ليصده عن ذبح سيدنا إسماعيل
          عليه السلام، فرماه بسبع حصوات في هذه الأماكن
          التي يقوم الحجاج فيها برمي الجمرات.


          أراد الله سبحانه وتعالى بقصة إبراهيم وإسماعيل مع إبليس
          أن يعلمنا بعد أن وقفنا بعرفات وغفر لنا ذنوبنا،
          أنه لكي نحافظ على هذه التوبة،
          لا بد أن نرجم الشيطان في أنفسنا رجما معنويا
          فلا نجعل له فيها مدخلا،
          فإذا وسوس لنا بمعصية فلن نستمع إليه،
          ليبتعد عنا ويتركنا ولا يكون له علينا سلطان،
          بل نرجم نزغاته على الفور بالعصيان.
          بعض الناس يتساءل : نحن نرجم حجراً ..
          فما علاقة الشيطان بهذا الحجر؟
          وهل الشيطان موجود فيه؟
          بعض العلماء يقولون إن الشياطين تُحبَس
          في هذه الأحجار في أيام منى..
          ونحن نقول سواء أكان هذه صحيحا أم غير صحيح..
          فإنه اختبار كما قلنا للإيمان في القلب..
          فعلّة الأسباب الإيمانية ليست في أن نفهمها..
          أو نعرف الحكمة منها..
          وإنما علّتها في أن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بها..
          فإننا نُقبِّلُ حجرا ونَرجُمُ حجرا.. والواجب أن نطيع الأمر..
          ذلك أن هناك أسرارا كثيرة في الكون لا يعلَمُها إلا الله.



          عند الجمرات تتحقق استجابةٌ جميلةٌ لقول الحق سبحانه وتعالى:
          ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ﴾ [فاطر: 6]
          وفينا - جميعاً - حاجةٌ ماسةٌ دائمةٌ إلى هذه الاستجابة والمفاصلة.

          أحسستُ في طريقي لرمي الجمرات بزهو النصر المؤكَّد
          في معركةٍ محسومةٍ... عدُوِّي اليومَ لا يملك ما يواجهني به...

          شواخص الجمرات بصورتها المادية توقِظُ في نفسك
          الإحساس بوجود عدو، ووجود معركة محتدمة.
          وكثيراً ما ينسى الإنسانُ هذا العدو، وتلك المعركة فيخسر.




          في طريقي بين الجمرات تخيلتُ أنبياء الله:
          إبراهيم وإسماعيل ومحمداً صلى الله عليهم وسلم
          وهم يمرون من هنا...
          ما أجملَ أن نسير في طريق الأنبياء؟.

          من دعواتي هناك: اللهم لا تسلط الشيطان عليَّ
          بعد تسلطي اليوم عليه.



          ليالى منى وأيام التشريق
          ****************
          يبيت الحاج بمنى أيام التشريق فى الخيام،
          ثلاثة أيام إن تأخَّر، وأمَّا إن تعجَّل، فيَبِيت يومين؛
          لقوله -تعالى:
          ﴿ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ﴾
          [البقرة: 203].



          إن أيام التشريق هي الأيام الثلاثة التالية ليوم النحر،
          وهي التي عناها الله تعالى بقوله:
          وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ (203) سورة البقرة.
          كما جاء عن ابن عباس –رضي الله عنهما.

          وذكر القرطبي أنه لا خلاف في كونها أيام التشريق,
          وهي أيام عيد للمسلمين؛ لحديث:
          (يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ النَّحْرِ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ عِيدُنَا
          أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَهِيَ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ).

          وقد نهي عن صيامها، وهذه الأيام من أيام العبادة والذكر والفرح،
          قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-:
          (إِنَّ هَذِهِ الْأَيَّامَ –أي أيام التشريق- أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ
          وَذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ)
          فذكره تعالى فيه حياة القلوب وطمأنينتها وسكينتها
          كما قال تعالى:
          ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
          (الرعد: من الآية28)



          ففى أيام التشريق اجتماع نعيم القلوب ونعيم الأبدان:
          يجتمع فيها للمؤمنين نعيم أبدانهم بالأكل والشرب،
          ونعيم قلوبهم بالذكر والشكر، وبذلك تتم النعمة.

          فى الخيمة بمنى يجب على الحاج أن يستشعر حلاوة الذكر
          يجعل القرآن رفيقه وذكر الله أنيسه
          بعيدا عن اللغو والغيبة والنميمة وخصوصا التى تكثر
          فى مخيمات النساء .. حتى لا يضيع أجر الحج هباءً.




          ومع غروب شمس آخر أيام التشريق
          أحسست أن ملامح الكون حزينة
          حيث كانت السحب تجر بعضها بتثاقل
          وتخالطت ألوان الغروب حولها لتواسيها..
          كنا ننظر إليها بمحاجر دامعة..لتهب نسمات الهواء فتسقطها
          حينها استـفـــقنـــــــــــــــ ـــــا
          إننا أصبحنا في المحطة الأخيرة من الرحلة
          رحلة الأرواح إلى بارئها
          الرحلة التي وجدنا فيها أنفسنا بعد أن ضاعت في متاهات الحياة
          بدأناها بأرواح متعطشة منهكة من أعباء الحياة
          فتسامت في مناسك عظيمة إلى أن وصلت إلى الطهر
          الطهر من الشوائب من الباطل من كل شيء دون الله
          يالها من عبادة عظيمة وشريعة جليلة








          تعليق


          • #20






            12- اللهم وداداً لا وداعاً
            ***************

            فى وداع مكة والبيت العتيق
            *****************
            مكة المكرمة هي أشرف بقاع الأرض،
            وهي التي شرفها الله تعالى بأنها احتضنت
            بيته الحرام وكعبته المشرفة،
            كما أنها زادت شرفاً وعظمة حينما احتضنت أيضاً
            أحداثاً عظيمة تتعلق بأشرف البشر على الإطلاق
            الرسول إبراهيم وابنه اسماعيل – عليهما السلام –
            ونبي آخر الزمان محمداً - صلى الله عليه وسلم -،
            لهذا ففراق مكة والبيت الحرام لا يكون كأي فراق،
            فهذه أرض مباركة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني،
            ووداعها يجب أن يكون مميزاً بسبب تميزها
            وتفوقها بالمكانة والرفعة عند رب العالمين.



            فطريقة وداع مكة المكرمة تكون بالطواف
            حول الكعبة المشرفة قبل الرحيل.
            وطواف الوادع هو واحد من ثلاثة أطوفة
            حول الكعبة المشرفة في الحج،
            وطواف الوداع واجب في حق الحاج على الصحيح؛
            لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال:
            (لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت)
            رواه مسلم في الصحيح،
            وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-:
            (أُمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت،
            إلا أن أنه خفف عن المرأة الحائض)

            فبعد أن ينفر الحاج من منى وإذا نوى السفر والرحيل
            والخروج من مكة قام وطاف طواف الوادع
            فيكون آخر عهده بالبيت الطواف
            كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في حديثه الشريف
            ( لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت )،
            أما إذا نوى الحاج المكوث في مكة فيؤجل طواف الوداع‘
            فيطوف قبل رحيله عن مكة المكرمة ومفارقة بيت الله الحرام.



            وبعد الانتهاء من طواف الوداع يصلي ركعتين بعد الطواف،
            ثم يقف بالملتزم ويدعو الله تعالى بما شاء
            ويدعوه بأن يتقبل الله تعالى منه حجه وعبادته
            وأن يغفر له ذنبه ويعفو عنه خطاياه كلها.



            وهناك دعاء مأثور يدعو به المسلم
            عند طوافه طواف الوداع وهو
            " اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك،
            حملتني على ما سخرت لي من خلقك،
            وسيرتني في بلادك حتى بلغتني بنعمتك إلى بيتك
            وأعنتني على أداء نسكي،
            فإن كنت رضيت عني فازدد عني رضا،
            وإلا فمن الآن فارض عني قبل أن تنأى عن بيتك داري،
            فهذا أوان انصرافي إن أذنت لي،
            غير مستبدل بك ولا ببيتك، ولا راغبا عنك ولا عن بيتك،
            اللهم فاصحبني العافية في بدني، والصحة في جسمي،
            والعصمة في ديني، وأحسن منقلبي،
            وارزقني طاعتك ما أبقيتني،
            واجمع لي خيري الدنيا والآخرة، إنك على كل شيء قدير.


            ويستلم الحجر الأسود ويُقبله أو يشير إليه في حال تعذر ذلك
            ويمشي خارجاً من الحرم ووجهه تلقاء الباب،
            ولا يمشي القهقرى إلى ظهره،
            أى يخرج مستدبر البيت مستقبل الباب الذي يخرج منه،
            فإن المشي إلى الوراء عند الخروج من البيت من البدع المنكرة،
            والتي تتنافى مع هدي الرسول صلى الله عليه سلم .



            " أما دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم –
            عند خروجه من مكة فهو

            " آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون،
            صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده "

            وهناك من يقول من المختصين بالعلوم الشرعية
            أن طواف الوداع في العمرة ليس بواجب بل هو مستحب،
            وأوردوا أدلتهم على ذلك على عكس الحج
            فهو طواف واجب لمن حج البيت العتيق.



            وتملأ الحجيج مشاعر ألم الفراق للكعبة المشرفة
            وتعانق نفوسهم البيت العتيق
            وتتعلق القلوب والأفئدة بهذه البقعة الطاهرة
            ودموع الفراق تملأ المآقى
            وتتطاول الرقاب بغية نظرة لا تمحوها الذاكرة لجدران " الكعبة المشرفة"
            وتلهج الألسنة وتردد بلهجات تجعلها مفعمة بلهفة العودة
            "لبيك اللهم لبيك"
            ويلتفت الحاج مراراً إلى الكعبة متحسراً على مفارقتها،
            واّملاً في العودة مرة أخرى إلى زيارة البيت العتيق،
            حيث الرحمة والمغفرة والرضوان من الله تعالى.








            تعليق


            • #21







              نهاية الرحلة الإيمانية ولقاء الدموع
              **********************

              الحج .. رحلة إيمانية،
              رحلة لمكة المكرمة ... أطهر البقاع على وجه الأرض ..
              هناك حيث تختلط المشاعر " العواطف الوجدانية
              " بالمشاعر " الأماكن المقدسة " والشعائر ..
              هناك حيث لا يصح طواف بغير حرمها،
              ولا يعظم سعي إلا في رحابها
              في قربها تبذل المهج، وفي جوارها ترخص الدنيا
              أي ديار تلك الديار حتى تسلب قلوب وعقول زائريها ..
              ويستوي عندهم النوم واليقظة، والليل والنهار، والجوع والشبع ؟!!
              ما إن أقبلت عليها ورأيت مآذن الحرم، حتى بللت خماري بالدموع.
              اللهم زد هذا البيت مهابة وتشريفاً




              و كذلك عند إنتهاء الرحلة وعند وداع البيت العتيق
              ملأت الدموع العيون،وتعلقت الأفئدة بالبيت،وشخصت إليه الأبصار،
              وكأنها تحمل منها زادا توزعه على الشغاف والمشاعر،
              لقد شامت في الكعبة والحجر الأسود جلال المكان وعظمة التوبة،
              وفاح من البيت على القلوب أريج تحسه الأفئدة
              وإن عجزت الألسنة على التعبير عنه.




              هنا الكعبة..
              بكاء العابدين يختلط برجاءات الغفران..
              وجوه الأرض تلتقي للمرة الأولى بدموع الفرح،
              لحظة الوصول للحرم ورؤية الكعبة المشرفة.
              وتختم لقاءها هنا.. سيل دموع يغرق الخدود واللحى..عند الوداع
              أدعية بكل لغات الأرض ولكناتها تتداخل’
              حتى تكاد تصبح لغة واحدة.
              هذا هو المكان الذي حلموا به..
              إن الكعبة هي قبلة حياتهم، التي وجدوا فيها سلواهم.



              وكما هي لحظات السعادة لا تدوم لم تدم الرحلة
              فقد غادرت تلك البقاع بالدموع ..
              كما عانقت عيني جبالها ووهادها وأرجاءها وحرمها بالدموع
              فحق لي أن أسميه لقاء الدمــوع ..
              " اللهم لا تجعل هذا آخر العهد ببيتك الحرام "
              إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ.



              دمعي يذكرني مسير الحافلة = والشمس تنهل من عيون سائلة
              مرت ليال كالثواني، تسحر الــ = ألباب، تستبق الرياح العاجلة
              أم القرى هانت دموع فراق مســ = ــجدك الحرام وخطوتي متثاقلة
              عيني تصور ما رأته من الحمــا = م الزاهيات، وبالسلام مكللة
              والأذن قد غنت غناء بلابل = تشدو صباحا أو مساء قائلة:
              طاب المقام لزائري أرض الرسو = ل، بنوره ضاءت أراض قاحلة
              ويئن قلبي باكيا متوسلا = يرجو المقام بأرض مكة والصلة
              يارب فلتكتب لنا تكرارها = أقرر بعودتنا عيونا آملة


              ركبت الحافلة، ووضعت حقيبتي أسفل الكرسي
              وسارت الحافلة مبتعدة عن مكة..
              أغمضت عيني أتذكر ما رأيته في مكة من جمال
              وما أحسست فيها من راحة
              ثم فتحت عينيَّ وقد امتلأتا بالدمع
              وما يصبرنى إلا اتجاهنا
              إلى المدينة المنورة
              لزيارة مسجد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
              وقبره الشريف،
              حيث هناك نبث أشواقنا عند الروضة الشريفة
              ونخضل جوانبها بالدعاء والدموع السخينة
              التي تغسل درن القلوب.
              والألسنة تردد هذا الدعاء
              "اللهم وداداً لا وداعاً ..
              اللهم لا تجعل هذا آخر العهد ببيتك".



              جاء الفُراقُ لأرضِ مَكَّةَ بعد ما كان اللقاءُ على القلوب مُؤَثِّرا
              فذهبتُ للبيت العتيق مُوَدِّعًا فَاثَّاقَلَتْ رجلاي أَنَّى أَهْجُرا
              وانْهَلَّ من تلك العيونِ سحائبٌ بالجمرِ يغلي هائجًا أو فائرا
              فوضعت كفي فوق أحجارٍ بَدَتْ للبيتِ . هل يا بيتُ أَرْجِعُ زَائِرا
              يا بيتُ ، هل هَذي نهايةُ عهدِنا ؟ يا بيتُ وَدِّعَ بالسلامِ مُسَافِرا
              طَوَّفْتُه بالدمع سبعًا داعيًا عَوْدًا من الرحمان برًّا طاهرا



              وشددتُ رحلي للمدينة زائرًا فهناك مَسجده أقام وعَمَّرَا
              وهنا المُهَاجَرُ والمُقَامُ وروضةٌ وهنا مشى ، وهنا أقام المنبرا
              وهنا تربى خيرُ قرنٍ قد أتى وهنا خيارُ الناس كانوا ، والقِرى
              مَنْ كَرَّمَ الوحيُ الكريمُ خِصالَهم في ﴿يُؤْثِرُونَ﴾ ، ومَنْ سواهم آثِرا
              ودخلتُ من باب السلام مُسَلِّمًا ومشيتُ في وسط الزحام مُخاطرا
              ووجدتُ عمري قد توقف ها هنا وتحولت طرفاتُ عينيَ أَشْهُرا
              والله لولا قوله ﴿لا تقنطوا﴾ لرجعت من فرط الحياء تأثرا
              وتتابعت لغةُ الدموعِ سخيةً فهنا البكاءُ هو الكلامُ مُعَبرا






              تعليق


              • #22





                13- رقت عيناى شوقاً
                ولطيبة ذرفت عشقاً
                *************

                زيارة المدينة المنورة
                ورسول الله صلى الله عليه وسلم
                ********************
                مع أن زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم
                ليست ركنًا من أركان الحج أو العمرة،
                إلا أنها من أعظم الأمور التي ينبغي للحاج والمعتمر
                أن يحرص عليها، بل إنها مستحبَّة في أي وقت
                من أوقات العام، سواء أكان ذلك قبل الحج أم بعده؛
                وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم:
                "لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إلى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ:
                مَسْجِدِي هَذَا، وَمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى"
                .

                البخاري (1132)، ومسلم (1397)



                وذلك لما لمسجده صلى الله عليه وسلم من فضيلة عظيمة،
                حيث تُضاعف العبادة،
                ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه-
                أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
                "صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ،
                إِلاَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ"
                .
                البخاري (1133)، ومسلم (1394).



                وهو المسجد الذي أُسِّس على التقوى -وليس مسجد قباء-
                فقد روى أبو سعيد الخدريُّ -رضي الله عنه- قال:
                دخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض نسائه،
                فقلت: يا رسول الله، أيُّ المسجدين الذي أُسِّسَ على التقوى؟
                قال: فَأَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصْبَاءَ، فَضَرَبَ بِهِ الأَرْضَ،
                ثُمَّ قَالَ: "هُوَ مَسْجِدُكُمْ هَذَا". لمسجدِ المدينة
                .
                مسلم (1398)، والترمذي (323)،
                والنسائي (11228)، وأحمد (11061).
                ويُعلِّق النووي على هذا الحديث فيقول:
                "هذا نصٌّ بأنَّه المسجد الَّذي أُسِّسَ على التَّقوى المذكور في القرآن،
                وردٌّ لما يقول بعض المفسِّرين أنَّه مسجد قُبَاء"


                وإذا توجَّه الحاج قاصدًا زيارة مسجده صلى الله عليه وسلم،
                فليُكثر من الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم في طريقه،
                وليستحضر في قلبه شرف المدينة،
                وأنها أفضل الأرض بعد مكة .
                وإذا وصل إلى باب مسجده صلى الله عليه وسلم،
                فليُقَدِّم رجله اليمنى، وليقل:
                "بِاسْمِ اللهِ،
                وَالسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ،
                اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ"،

                ابن ماجه (771)، وأحمد (26460)
                "أَعُوذُ بِاللهِ الْعَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ، وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ،
                مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.
                أبو داود (466)،
                كما يقول ذلك عند دخول سائر المساجد.



                ثم يُصَلِّي ركعتين تحية المسجد،
                والأفضل أن تكونا في الروضة الشريفة، بدون إيذاءٍ للآخرين،
                وموضع الروضة ما بين منبر النبي صلى الله عليه وسلم وحجرته؛
                لقوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين:
                "مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ،
                وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي".
                البخاري (1138)، ومسلم (1391).
                ويدعو فيهما بما أحبَّ من خيري الدنيا والآخرة.



                يُكره للزائر أن يرفع صوته رَفْعًا فاحشًا عند القبر بالسلام؛
                لأن ذلك يُنافي الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
                وقد قال تعالى:
                {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ
                وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ
                أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ}
                [الحجرات: 2].
                وينبغي للزائر أن يحرص على أداء الصلوات الخمس
                في مسجده صلى الله عليه وسلم،
                وأن يغتنم وقته بالإكثار من الذكر والدعاء وصلاة النافلة؛
                لما في ذلك من الأجر الجزيل.







                تعليق


                • #23






                  على الطريق .. الرحلة من مكة إلى المدينة
                  *************************
                  ونمضي إلى المدينة المنورة يحدونا الشوق إليها
                  وإلى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم،
                  ونلملم حاجياتنا ونركب الحافلات..

                  وخرجنا متوجهين من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة،
                  وهما الأرض التي بارك الله حولها -
                  خير البقاع على وجه الأرض ،
                  وهما مهبط الوحي المكي ثم المدني ،
                  عاش فيهما خير خلق الله وخير البشر بعده صحابته.



                  الطريق بين مكة والمدينة طريق جرداء مقفرة موحشة ...
                  لا غابات... ولا أشجار..... ولا أنهار لا ظل لا ماء لا ناس...
                  ولا محطات للإستراحة مريحة وجميلة،
                  أو تتوفر على أدنى حد من المواصفات المتعارف عليها...
                  ولكن.... ولكن ... ولكنها طريق تُشِع منها الأنوار والبركات،
                  بركات من مر بها ... طريق مليئة بالذكريات... بأجمل الذكريات...
                  ذكريات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل الأنبياء والرسل قبله...
                  ذكريات الهجرة المجيدة وأحداثها التليدة...
                  ذكريات الصُّحبة مع أبي بكر الصديق الصادقة المعبرة
                  وعامر بن فهيرة المضحي المتفاني...
                  ذكريات الحب... والتفاني فيه..
                  وكذلك ذكريات حَجَّة الوداع...



                  إذْ الأرض مقفرة ولكنها شهدت أنفاس
                  رسول الله صلى الله عليه وسلم...
                  أرض جرداء ولكن عطرتها دماء وعَرق نبينا
                  و الصحابة التي سالت عليها...
                  أرض موحشة ولكن كل شبر فيها إلا وفيه خطوة مباركة
                  من خطى النبي أو الصحابة أو التابعين
                  طريق ملأها الأنبياء وصحابتهم وحوارييهم
                  والحجاج بالتلبية والتوحيد على مر العصور...



                  ربي إني أشهدك أني أحب هذه الطريق... أعْشَقُها...
                  أَحِنُّ إليها... أحس بأُخوَّةٍ معها وبأُنْسٍ بِهَا...
                  كانت رحلة طويلة ومتعبة ولكني شعَرت فيها
                  بالإطمئنان والسكينة...
                  أهذه هي الرحلة الطويلة ؟؟؟؟ اللهم اغفرلي !!!
                  رسول الله قضى في هذه الرحلة مهاجراً ... أسبوعاً كاملا
                  وهو مطارد... متبوع من الأعداء يريدون قتله ... والزاد قليل ...
                  وقطعها أغلب الصحابة رضوان الله عليهم
                  وقد تركوا من ورائهم كل ما يملكونه...



                  فى المدينة المنورة .. وبين يدى رسول الله
                  ************************

                  وفي آخر رحلتنا وصلنا إلى المدينة...
                  وصلنا إلى مدينة رسول الله ...
                  إلى المدينة التي احتضنت رسول الله وآوته ونصرته وآزرته
                  ونزل فيها القرآن -المدني- الذي سيبني الحضارة والأخلاق
                  والآداب والذوق والعُمران،
                  كما في مكة نزل من القرآن ما يبني الوجدان
                  والعقيدة والأخلاق والإنسان....




                  فهاهي اليوم تحتضننا طابة .. طيبة المنورة وتُؤوينا؛
                  فيا بُشرانا... اليوم نمشي على خطى الحبيب...
                  اليوم نجلس حيث جلس خير خلق الله ....
                  اليوم نحن جيران أشرف عبد من عباد الله
                  فعلينا أن نحسن هذا الجوار....
                  علينا أن نكثر من الصلاة والسلام على الحبيب
                  المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم....



                  يالله ما أحلاك يا مدينة رسول الله ..
                  إنها ترقص طربا من لحظة أن حط الرسول فيها إلى يوم القيامه ..
                  كل ما فيها يرقص طربا..هواؤها وأرضها …وسكانها ..وأسواقها،
                  كلها أنوار وحب تشع حبا على ضيوفها …
                  حتى أصحاب المحلات يطلون بوجوهم الباسمة علينا‘
                  ما أحلاك يا مدينة رسول الله وماأ حلى أهلك
                  تشعر بالأنس بينهم من لطفهم ولطف معشرهم …
                  كم كان الجلال في مكة …وكم هو الجمال فيك يا المدينة….





                  يتبع

                  تعليق


                  • #24






                    يا قبة الخضرا مالك فتنتينا بجمالك
                    زايد جمالك بمحمد نور جميع الممالك
                    ***********************

                    ونضع رحالنا مسرعين للزيارة وفي القلب أشواق وأشواق،
                    وأجهز كلماتي للوقوف بين يدي رسول الله،
                    وبينما نحن مسرعين للروضة الشريفة،
                    تتوارد على القلب خطرات ….
                    ماذا أقول لك يارسول الله إذا وقفت بين يديك …
                    وأشعر بلتلعثم والارتباك …
                    ما فكرت كيف ساقف بين يديك يارسول الله …
                    وكم هبت هذا اللقاء وأحسست بالخجل
                    والأشواق تدفعني إلى الروضة الشريفة …
                    وعاهدت نفسي أن لا أتحدث بحديث الهموم والمتاعب …
                    وأن أترك القلب يحدث أشواقه لنبيه ومعلمه …
                    سألقي عليه السلام بخجل وأدب …
                    أدب المريد مع شيخه، أدب المحب مع حبيبه ..



                    كم أشتاق الدخول للروضة الشريفة …
                    وتتدافع في نفسي الأشواق ..
                    واذا بالأبواب تفتح، واذا بالروضة روضة من رياض الجنة،
                    وينتهي حديث الكلمات الذي هبته ..
                    وتتدافع العبرات مُحدثة نبيها حديث شوق لايمل ولا يكل …
                    السلام عليك ياسيدي يارسول الله …
                    السلام عليك ياحبيب الله …
                    نشهد بأنك أديت الأمانه وأديت الرسالة




                    فجزاك الله خير ما جزى نبيا عن أمته …
                    لم نرك يارسول الله ولكنا على العهد باقون ..
                    ومن جمعنا بك في الدنيا يجمعنا بك في الآخرة تحت لوائك ..
                    مُنعَّمين برضاك …



                    ويتوالى حديث الأشواق في القلب ابتداء دونما انتهاء …
                    اشتقنا والله اشتقنا للقائك …
                    وتتدافع العبرات وتقف الكلمات معبرة
                    عن حديث شوق طويل طويل عسى منتهاه
                    يوم نلقاك على الحوض يا حبيبنا فتشفع لنا
                    وتشربنا من يدك الكريمة شربة هنيئة مريئة لانظمأ بعدها أبدا …
                    سلام عليك ياحبيب الله سلام لامنتهى له ولاعدد..
                    والصلاة عليك صلاة عدد مافي علم الله
                    عدد ماخلق وبرأ من أول يوم في الدنيا إلى يوم القيامة.



                    اللهم صلى صلاة كاملة وسلم سلاما تاما
                    على سيدنا محمد النبى الأمى الذى تنحل به العقد
                    وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائح
                    وتنال به الرغائب وحسن الخواتم ويُستسقى الغمام
                    وبوجهه الكريم وعلى آله وصحبه عدد كل معلوم لله .



                    اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد
                    كماصليت على إبراهيم وعلى آله إبراهيم
                    وبارك على محمد وعلى آل محمد
                    كما باركت علىإبراهيم وعلى آله إبراهيم
                    إنك حميد مجيد



                    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد
                    في الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَفِي الْمَلأِ الأَعْلَى إِلَى يَوْمِ الْدِّينِ.
                    اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
                    عدد ما فى علم الله صلاة دائمة بدوام ملك الله .



                    لا تقل وداعا بل قل الى اللقاء

                    *******************
                    ونقف تحت القبة الخضراء داعين مستأذنين
                    رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعودة الى بلادنا،
                    فقد دقت ساعة السفر معلنة انتهاء الرحلة إلى الجنة،
                    كم مضت الأيام سريعة وأرواحنا تخفق في السماء
                    متمنية ألا تعود إلى الأرض وهمومها ومشاغلها ،
                    كم عشنا أياما حلوة في مكة‘
                    وكم آنست قلوبنا أنوارك ياكعبة الله،
                    زالت عن قلوبنا الأحزان والآلام،
                    وأشرقت نفوسنا بعد طول البعد والجفاء،
                    وياليت هذه المشاعر تبقى حية في نفوسنا ،
                    ونستشعر حلاوة القرب ونفحات الرحمن.



                    تراها سويعات انقضت وآذن الركب على المسير،
                    ونودع المدينة وساكن الحجرة وقلوبنا معلقة لاتود الرحيل،
                    ولكن هذه هي سُنَّة الحياة ولكل بداية نهاية،
                    عساها لاتكون آخر عهدنا بك ياأرض المدينة
                    يا مهاجر رسول الله، عسى الله يطعمنا العودة كرات ومرات،
                    وعسى ما زودنا الله به من الزاد يؤسنا في بلادنا،
                    ونعيش لحظات القرب في بيوتنا الى رب كريم،
                    هو أقرب الينا من حبل الوريد …
                    عسانا إلى لقاء أيتها الأرض الطاهرة ..



                    وعدنا أدراجنا الى بلادنا ..
                    وما أن دخلنا بلادنا إلا ورقص القلب شوقا إلى مصر
                    وأرض مصر …حماك الله يا مصرنا وعافاك
                    لو بعدنا عنك لا نستطيع إلا العودة إليك
                    ما أطيب ماءك وما أحلى سماك ..
                    عدنا إليك مشتاقين لترابك …مشتاقين لكل من فيك
                    مشتقاين للأهل والأولاد والأحباب والأصحاب.



                    أنشودة
                    رقت عيناى شوقا
                    ***********
                    رقت عيناى شوقاً .. و لطيبة زرفت عشقاً
                    فأتيت الى حبيبي .. فأهدأ يا قلب و رفقاً
                    صلى على محمد
                    السلام عليك يا رسول الله
                    السلام عليك يا حبيبي يا نبى الله



                    قلبٌ بالحق تعلق .. و بغار حِراء تألق
                    يبكى يسأل خالقه .. فأتاه الوحى فأشرق
                    اقرأ اقرأ يا محمد
                    السلام عليك يا رسول الله
                    السلام عليك يا حبيبي يا نبى الله
                    السلام عليك يا رسول الله
                    السلام عليك يا حبيبي يا نبى الله



                    يا طيبة جئتُك صبا .. لرسول الله مُحبا
                    بالروضة سكنت روحى .. وجوار الهادى محمد
                    يا طيبة جئتُك صبا .. لرسول الله مُحبا
                    بالروضة سكنت روحى .. وجوار الهادى محمد
                    السلام عليك يا رسول الله
                    السلام عليك يا حبيبي يا نبى الله
                    السلام عليك يا رسول الله
                    السلام عليك يا حبيبي يا نبى الله



                    لسماع الأنشودة بصوت ماهر زين
                    اضغط على الرابط التالى








                    تعليق


                    • #25





                      14- ويلفنى الحنين
                      وشــوقاه يا مكة
                      **********
                      مكة المكرمة .. فيها ولد الهدى ، وهبط الوحي، وبزغ النور،
                      وتألق الحسن، وخرجت الرسالة.
                      إنها أم القرى التي تهوي إليها الأفئدة ، وتفزع القلوب ،
                      وتحج النفوس، وفي كل يوم تتوجه إليها الأجسام
                      والعقول مرات ومرات ،
                      وسميت بذلك لأنها تمك الذنوب، أي تذهب بها .

                      لا يرجع الطرف عنها
                      حتى يعود إليها الطرف مشتاقا



                      [ وهذا البلد الأمين ] ؛
                      فيه بقعة شريفة مقدسة اختصها الله تعالى،
                      فسماها المسجد الحرام، والبيت العتيق،
                      والتي لها هيبة وقدسية ، ففيها الدعاء يُرجى إجابته،
                      وفيها الطاعات تتضاعف حسناتها ،
                      وفيها الصلاة الواحدة تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه،
                      وفي الحديث الشريف:
                      " تابعوا بين الحجّ والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب".

                      عليكِ سلام الله ما طاف طائـف
                      بكعبتكِ العُـليا وما قام قائمُ.




                      وللبيت الحرام أهميته العظيمة؛ في خدمة الشريعة،
                      وبيان العقيدة، وتوثيق الترابط والعلاقة ،
                      وإشاعة السلام والسماحة، ونشر العدل والرحمة ،
                      حيث تتلاشى فيه الفروق بين النفوس،
                      وتنتهي الفوارق ؛ في العرق واللون والجنسية،
                      (لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى).

                      إذا هبت الريح من مكة
                      تعطرت الأرض مسكا وطيبا.




                      وفي حرم الله الآمن ؛ تجد أن النفوس هادئة،
                      فكل الذي حولك يسعى إلى اكتساب الحسنات،
                      وفعل الطاعات، وترك السيئات، وتجنب المنكرات.



                      وفيه تعيش مع النفحات الطيبة ،والأجواء الشريفة،
                      والروحانيات الجميلة؛ التي تملأ جوانحك خشية لله تعالى،
                      وعزماً على طاعته، وندماً على معصيته ،
                      يوقظك المتضرع المبتهل، والطائف المتبتل ،
                      كما يحفزك القائم الراكع الساجد،
                      ويحمسك الباذل المعطي الخادم،
                      وكل الخير والنور في شرف المقام، وبركة المكان .

                      رَبَّاهُ، أَوْصِلْنِي لِمَكَّةَ عَاجِلاً
                      فَالنَّفْسُ تَلْهَفُ وَالعُيُونُ تُدَمِّعُ.




                      فإلى من به وحشة ، ومن عنده غربة،
                      ومن تَجَنَّى، ومن افترى ؛
                      أقبل على المسجد الحرام متذللاً ومتضرعًا،
                      مُسَبِّحًا ومُكَبِّرا، فإن ، آلامك ستُطوى،
                      وأحزانك ستُمحى ، وستنعم فيه بالخشوع
                      والخشية، والسكينة والسعادة.

                      بها نفحاتُ إيمانٍ تجلّت
                      وداوتْ جُرحَ أيّامي فطابا.




                      هنيئاً لمن يسكن بالجوار، أو يفوز بالمقام،
                      أو يشتعل فيه الشوق للمكان، أو يحزن عند الفراق ؛
                      فإن في ذلك دلالة على علو الإيمان، وصفاء الوجدان،
                      (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) .

                      هنيئا لمن زار بيت التقى
                      وحطّ عن النفس أوزارها.
                      فإن السعادة مضمونة


                      وأود أن أختم خواطرى بكلمات جميلة معبرة
                      عن الشوق والحنين لمكة والبيت الحرام
                      فللكلمة الجميلة وقع جميل،
                      وكم اهتز القلبُ وطربت الروح لهذه الكلمات الجميلة
                      (ويلفنى الحنين .. وشوقاه يا مكة)
                      سمعتُها مرات ومرات وما مللت منها...
                      وفي كل مرة تحملني إلى تلك الأماكن الطاهرة،
                      وتجعلني أشمُّ أرجها إشتياقاً وحنيناً إليها.



                      وشــوقاه يا بكة
                      **********

                      والخُطى تمضي ..
                      يهفو قلبى ..
                      يا الله .. يا الله .. يا الله
                      كل شيء بالحنايا يهتزّ
                      وحنيني يزيدُ إليهَا ..
                      أهيمُ شوقاً لمغفرة تنتشلني من بحر الذنُوب
                      لأمضيْ في َطريق الرجُوع ..
                      السكينة مجلجة لحظة التأهب للمضي على قدم السفر..
                      فاحَ الإشتياقْ
                      ***
                      و دقت أجراسُ الحنين وتاق قلبي
                      عاثت بي المشاعر كلما اقتربنا أكثر
                      زادت الخفقات و الدمعات تحكي
                      ***
                      آن وقت البياضْ ..
                      لتُطهّر من دنسّ الذُنوب
                      آشتقنَا لصحائف نقيّة ..
                      يَا نفسي تزودي كوني تقيّة
                      ***
                      وأنفاسُّ الحَنينْ تضجّ بها الحنايَا ..
                      عتمةُ القَلب ياالله
                      ستُشّرق بَعد طُول تَخبط فِي الظَلام ..
                      وبقعة الإيمان تُضاء فِيه
                      ***
                      ويلفني الشَوقْ ..
                      والتكبير يُصغي مَسامِعي صَداحّة
                      ياله من شُعور عندمَا نتجاوز شعثُ المسافاتْ
                      وتسّتقبِلنُا الجِبالْ
                      وأنفاسّ الجدل لا تَسع المَضى
                      ***
                      ولحظة الوصُول
                      تشرئبُّ الأعناقْ ..
                      والأعين تترقب لِـ نُنِيخ مواجعنَا
                      يضجّ التكبير و النبضاتْ تخفقُ بِشدة
                      ***



                      وآشوقآه يآ بكة
                      وآشوقآه يآ بكة
                      وآشوقآه يآ بكة
                      ***
                      وَ ينتفض اشتياقاً كُلمَا ذكرت إسّرافِي عَلى نفسِيْ
                      فتهمِي دموعاً بِ حَرارة الذُنوبْ و الشوق لِـ الرجوعْ
                      يتلقفني الحنين من بين الجموع
                      و ماء العين يهمي في خضوعْ
                      ***
                      و لا زالت بي الأطراف تحنّ لآن الركُوع
                      دوى نداء الإيمان بين حنايآيآ مجلجلاً
                      فاهتزت أوصالي ..
                      وَ ودق العينِ ينسَكبُ مُنعشاً كل ذراتِ جَسديْ ..
                      لِ يهبني أنفاسُ الحَياة
                      ***
                      و أخذت أهذي وسط لجة المشاعرْ ..
                      وكل أركاني تنتفضّ
                      وآشوقآه يآ بكة
                      ***
                      لسماع هذه الكلمات فى الحنين والشوق لمكة
                      اضغط الرابط التالى







                      تعليق


                      • #26
                        دكتورتنا الغالية و حبيبة ألهندسة الصناعية الغالية علا الاسلام
                        مراقب عام منتدانا المتألقة بسمو ما تقدم
                        من موضوعات تحمل متعة للروح و رُقى للفكر و بالفكر
                        تابعت باهتمام وصفك الرائع و البليغ رحلتك الى الحج
                        و كيف بدأت بامنية و رجاء ان يمن الله عليك بها
                        و فرحتك بالاستجابة لدعواتك و مشاهدك البصرية
                        التى صورتى لنا من خلالها احساسك اثناء اداء المناسك
                        و ابتهالاتك التى لم تتوقف اجلالا و تعظيما للمشاعر المقدسة
                        و ربطها بايات القران و الاحاديث و المواقف و الاحداث الدينية
                        متعة كبيره جدا لمتابعى الموضوع و المتذوقين لاسلوبك الشيق
                        فى السرد و الوصف و الصور الحصرية فى ثلاثية رائعة
                        تضمن الاستمتاع بالمتابعه و تَمنى و رجاء الحج لمن لم يكتبه الله له
                        و تشوق تكرار الرحله لمن اتم الله عليه هذه النعمة
                        دكتورتنا الغاليه حمدا لله على سلامتك حج مبرور
                        و سعى مشكور و ذنب مغفور باذن الله
                        مع فرحة من القلب ان مْن الله عليكِ بها
                        موضوع اكثر من رائع
                        و خواطر ايمانية من الذهب الخالص
                        شكرا لكِ

                        تعليق


                        • #27
                          وا شوقاه يا مكة
                          حج مبرور و ذنب مغفور
                          حبيبة قلبي ان شاء الله
                          تابعت موضوعك بنهم
                          و ذكريات تمر بخاطري
                          لامل طالما تمنيته وحققه الله لي
                          ادمعت عيني لذكرى اول مرة
                          قدمنا فيها لحج القرعة
                          و بكائي ألما و حزنا
                          عندما لم يحالفني الحظ
                          و مرة اخرى عندما دق الهاتف
                          ليزف الىَ خبر فوزي بالقرعة للحج
                          سِرت مع كلماتك و كأني اعيشها
                          لمحات و نفحات فاض بها المولى علىَ
                          لكل مكان ذكرى منقوش على جدار قلبي
                          و لكنها لحظة واحدة هي التي
                          مازال صداها يدق مع دقات قلبي
                          حين الوداع .... بكيت كما لم ابكي في عمري
                          و ناجيت الكعبة و قلبي ملتصق بها
                          اني قد تركت قطعة من قلبي عندها
                          و اتمنى على الله ان يردني اليها
                          مرة اخرى

                          حبيبتي الجميلة
                          نتمنى على الله الفوز بحجة اخرى
                          طالما في العمر بقية
                          تقبل الله منا و منكِ
                          و افاء على كل مشتاق
                          و جمعنا و اياكي في ظل عرشه
                          بارك الله فيكِ حبيبتي

                          تعليق


                          • #28
                            يا الله
                            كل هذه الروعة و الجمال
                            عجزت الكلمات عن الوصف
                            لكن لا اخفيك سرا
                            كلما تصفحت موضوعاتك بشكل عام
                            اشعر براحة نفسية و اطمئنان
                            جزاك الله خير الجزاء
                            دمت بكل ود وحب
                            حبيبتي الغالية
                            علا الاسلام

                            تعليق


                            • #29
                              أستاذى الفاضل محمد ورد
                              زيارتك متصفحى .. وتواجدك الغالى بموضوعى
                              وردك الطيب .. وكلماتك الرائعة
                              شهادة تقدير من أستاذى الفاضل
                              أعتز بها كثيرا .. وأسعدتنى كثيرا
                              هونت علىَّ كثير من التعب
                              عظيم تقديرى واحترامى
                              وجزيل شكرى وامتنانى
                              جزاكم الله خيرا
                              وجعله فى موازين حسناتك

                              تعليق


                              • #30
                                حبيبتى غاليتى الجميلة هالة
                                نورتى متصفحى وزينتى سطورى
                                بتواجدك العطر وكلماتك الجميلة الرقيقة
                                لا حرمنى الله طلتك الحلوة وتواجدك الغالى
                                مودتى وحبى واحترامى
                                جزاك الله خيرا


                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: Reem2Rabeh الوقت: 04-23-2025 الساعة 04:27 PM
                                المنتدى: ضبط وتوكيد الجودة نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-15-2025 الساعة 09:30 AM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HeaD Master الوقت: 04-11-2025 الساعة 01:08 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: نوال الخطيب الوقت: 03-19-2025 الساعة 03:07 AM
                                المنتدى: الكمبيوتر والإنترنت نشرت بواسطة: عوض السوداني الوقت: 03-18-2025 الساعة 07:22 AM
                                يعمل...
                                X