المثل التاسع عشر
19-أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً
كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء
(الآية - 24)
التفســير
ثبت في الحديث أن أفضل كلمة قالها الناس قول: لا إله إلا الله؛
تلك الكلمة التي قامت عليها السماوات والأرض،
وهي الكلمة الفصل بين الحق والباطل،
وهي فيصل التفرقة بين الكفر والإيمان،
إنها خير كلمة عرفتها الإنسانية،
تلك الكلمة التي أخذها الله سبحانه عهداً على بني آدم،
وهم في بطون أمهاتهم، وأشهدهم عليها،
قال تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا}
(الأعراف:172).

ولأهمية كلمة التوحيد ودورها في حياة الأفراد والأمم،
فقد ضرب الله لها مثلاً في القرآن، فقال سبحانه:
{ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت
وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها
ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون *
(إبراهيم:24-25)

ذكر المفسرون أن المراد بـ (الكلمة الطيبة)
شهادة أن لا إله إلا الله، أو المؤمن نفسه
وهذا المثل القرآني جاء عقيب مثل ضربه سبحانه لبيان حال
أعمال الكفار، وهو قوله تعالى:
{مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد
اشتدت به الريح في يوم عاصف}
(إبراهيم:18)،
فذكر تعالى مثل أعمال الكفار، وأنها كرماد اشتدت به الريح
في يوم عاصف، ثم أعقب ذلك ذكر مثل أقوال المؤمنين.

ووجه هذا المثل أنه سبحانه شبه الكلمة الطيبة -
وهي كلمة لا إله إلا الله وما يتبعها من كلام طيب-
بالشجرة الطيبة، ذات الجذور الثابتة والراسخة في الأرض،
والأغصان العالية التي تكاد تطال عنان السماء،
لا تنال منها الرياح العاتية، ولا تعصف بها العواصف الهوجاء،
فهي تنبت من البذور الصالحة، وتعيش في الأرض الصالحة،
وتجود بخيرها في كل حين، ثم تعلو من فوقها بالظلال الوارفة،
وبالثمار الطيبة التي يستطيبها الناس ولا يشبعون منها،
فكذلك الكلمة الطيبة تملأ النفس بالصدق والإيمان،
وتدخل إلى القلب من غير استئذان، فتعمل به ما تعمل.

وقد روى الطبري عن الربيع بن أنس رضي الله عنه
في قوله تعالى: {كلمة طيبة}، قال: هذا مثل الإيمان،
فالإيمان الشجرة الطيبة،
وأصله الثابت الذي لا يزول الإخلاص لله،
وفرعه في السماء، فرعه خشية الله.

وهذه الشجرة أيضاً مثلها كالمؤمن، فهو ثابت في إيمانه،
سامٍ في تطلعاته وتوجهاته، نافع في كل عمل يقوم به،
مقدام مهما اعترضه من صعاب، لا يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً،
معطاء على كل حال، لا يهتدي البخل إلى نفسه طريقاً،
فهو خير كله، وبركة كله، ونفع كله.

وعلى هذا يكون المقصود بالمثل تشبيه المؤمن، وقوله الطيب،
وعمله الصالح، بالشجرة المعطاء، لا يزال يُرفع له عمل صالح
في كل حين ووقت، وفي كل صباح ومساء.

19-أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً
كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء
(الآية - 24)
التفســير
ثبت في الحديث أن أفضل كلمة قالها الناس قول: لا إله إلا الله؛
تلك الكلمة التي قامت عليها السماوات والأرض،
وهي الكلمة الفصل بين الحق والباطل،
وهي فيصل التفرقة بين الكفر والإيمان،
إنها خير كلمة عرفتها الإنسانية،
تلك الكلمة التي أخذها الله سبحانه عهداً على بني آدم،
وهم في بطون أمهاتهم، وأشهدهم عليها،
قال تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا}
(الأعراف:172).
ولأهمية كلمة التوحيد ودورها في حياة الأفراد والأمم،
فقد ضرب الله لها مثلاً في القرآن، فقال سبحانه:
{ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت
وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها
ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون *
(إبراهيم:24-25)
ذكر المفسرون أن المراد بـ (الكلمة الطيبة)
شهادة أن لا إله إلا الله، أو المؤمن نفسه
وهذا المثل القرآني جاء عقيب مثل ضربه سبحانه لبيان حال
أعمال الكفار، وهو قوله تعالى:
{مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد
اشتدت به الريح في يوم عاصف}
(إبراهيم:18)،
فذكر تعالى مثل أعمال الكفار، وأنها كرماد اشتدت به الريح
في يوم عاصف، ثم أعقب ذلك ذكر مثل أقوال المؤمنين.
ووجه هذا المثل أنه سبحانه شبه الكلمة الطيبة -
وهي كلمة لا إله إلا الله وما يتبعها من كلام طيب-
بالشجرة الطيبة، ذات الجذور الثابتة والراسخة في الأرض،
والأغصان العالية التي تكاد تطال عنان السماء،
لا تنال منها الرياح العاتية، ولا تعصف بها العواصف الهوجاء،
فهي تنبت من البذور الصالحة، وتعيش في الأرض الصالحة،
وتجود بخيرها في كل حين، ثم تعلو من فوقها بالظلال الوارفة،
وبالثمار الطيبة التي يستطيبها الناس ولا يشبعون منها،
فكذلك الكلمة الطيبة تملأ النفس بالصدق والإيمان،
وتدخل إلى القلب من غير استئذان، فتعمل به ما تعمل.
وقد روى الطبري عن الربيع بن أنس رضي الله عنه
في قوله تعالى: {كلمة طيبة}، قال: هذا مثل الإيمان،
فالإيمان الشجرة الطيبة،
وأصله الثابت الذي لا يزول الإخلاص لله،
وفرعه في السماء، فرعه خشية الله.
وهذه الشجرة أيضاً مثلها كالمؤمن، فهو ثابت في إيمانه،
سامٍ في تطلعاته وتوجهاته، نافع في كل عمل يقوم به،
مقدام مهما اعترضه من صعاب، لا يعرف الخوف إلى قلبه سبيلاً،
معطاء على كل حال، لا يهتدي البخل إلى نفسه طريقاً،
فهو خير كله، وبركة كله، ونفع كله.
وعلى هذا يكون المقصود بالمثل تشبيه المؤمن، وقوله الطيب،
وعمله الصالح، بالشجرة المعطاء، لا يزال يُرفع له عمل صالح
في كل حين ووقت، وفي كل صباح ومساء.
تعليق