أبطال رواياته أناس بسطاء عاديون
مثل د. رفعت إسماعيل،
رجل عنده أمراض الدنيا، نحيل،
صحته كرب، عصبي، ثرثار،
هذا هو البطل لسلسلة «ما وراء الطبيعة»،
أحد أهم أعماله، تشعرك بأنك
ليس من اللازم أن تكون فظيعًا
وخارقًا لتصير بطلًا.
الحياة بسيطة، والجميع لديه مشاكل،
يقول لك بشكل ضمني: الجميع يفشل،
يخفق، يحزن، ينجح، يكتئب، يضطرب..
ليس هناك ملائكة، كلنا أبناء
الحياة الصعبة وكلنا نتعذب، وكلنا نفرح..
هون على نفسك ولا تأخذ أمور الحياة
بمحمل الجد هكذا.. اسخر من إخفاقاتك،
هذا سيساعدك على تجاوزها.
أنت لا تستطيع إلا أن ترتمي
في أحضان كتابة رجل كهذا،
يعينك على البقاء في حالة هانئة أكثر.
أما عن الموهبة والأسلوب،
فإن أسلوبه لا يُمل، مسلٍ لأبعد حد.
موهبة في غاية الإيناس، والحقيقة أن
هذه الصفة بوابة حب الكاتب الأولى،
سواء في كتابة المقالات أو القصص
أو الروايات، أنت ستستمتع لا مناص،
وأيضًا ستستفيد،
وهنا أستعير قول أحد محبيه
«كان يدس الورد في العسل»..
في ثنايا رواياته سيفتح آفاقك
وستخرج بشيء جديد مفيد،
معلومة طبية، معلومة تاريخية،
كتاب جديد، أديب لم تسمع عنه،
شاعر فذ لا تعرفه وهكذا..
حتمًا ستخرج بجديد.
من عوامل نجاحه في الكتابة أيضًا
أنه كما ذكر، كان يقيم خطوط
اتصال دائمة مع كل مراحل حياته،
طفولته ومراهقته وفترة نضجه،
ويحسن استدعاء ما يريد من مشاعر
في كل فترة ليستخدمها في الكتابة.
كان كثير القراءة، وكما ذكر:
«لقد قرأت كثيرًا جدًّا،
وأنا في حاجة لأن أفرغ ما قرأت»،
وكان يتعجب من كتاب الروايات
الذين لا يقرءون،
فقال ساخرًا
كثيرو القراءة لا يكتبون ومن لا يقرأ تصدر للكتابة.
يرى د. أحمد أن
سر النجاح في الكتابة الموهبة والصدق،
ولكي تكون صادقًا يجب أن تكتب
لنفسك في المقام الأول،
يجب أن تعصر وجدانك لترتسم
العصارة حروف على ورق،
التصنع في الكتابة أسوأ شيء..
قال لـ«عمر طاهر»
في آخر حوار معه قبل وفاته بأيام:
مجد الكاتب الحقيقي أن يعثر على نفسه
ويضعها على الورق،
أنا أكتب لنفسي ومن حسن حظي أن
يتبع
تعليق