إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأديب أحمد خالد توفيق

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    أبطال رواياته أناس بسطاء عاديون

    مثل د. رفعت إسماعيل،

    رجل عنده أمراض الدنيا، نحيل،

    صحته كرب، عصبي، ثرثار،

    هذا هو البطل لسلسلة «ما وراء الطبيعة»،

    أحد أهم أعماله، تشعرك بأنك

    ليس من اللازم أن تكون فظيعًا

    وخارقًا لتصير بطلًا.

    الحياة بسيطة، والجميع لديه مشاكل،

    يقول لك بشكل ضمني: الجميع يفشل،

    يخفق، يحزن، ينجح، يكتئب، يضطرب..

    ليس هناك ملائكة، كلنا أبناء

    الحياة الصعبة وكلنا نتعذب، وكلنا نفرح..

    هون على نفسك ولا تأخذ أمور الحياة

    بمحمل الجد هكذا.. اسخر من إخفاقاتك،

    هذا سيساعدك على تجاوزها.

    أنت لا تستطيع إلا أن ترتمي

    في أحضان كتابة رجل كهذا،

    يعينك على البقاء في حالة هانئة أكثر.

    أما عن الموهبة والأسلوب،

    فإن أسلوبه لا يُمل، مسلٍ لأبعد حد.

    موهبة في غاية الإيناس، والحقيقة أن

    هذه الصفة بوابة حب الكاتب الأولى،

    سواء في كتابة المقالات أو القصص

    أو الروايات، أنت ستستمتع لا مناص،

    وأيضًا ستستفيد،

    وهنا أستعير قول أحد محبيه

    «كان يدس الورد في العسل»..

    في ثنايا رواياته سيفتح آفاقك

    وستخرج بشيء جديد مفيد،

    معلومة طبية، معلومة تاريخية،

    كتاب جديد، أديب لم تسمع عنه،

    شاعر فذ لا تعرفه وهكذا..

    حتمًا ستخرج بجديد.



    من عوامل نجاحه في الكتابة أيضًا

    أنه كما ذكر، كان يقيم خطوط

    اتصال دائمة مع كل مراحل حياته،

    طفولته ومراهقته وفترة نضجه،

    ويحسن استدعاء ما يريد من مشاعر

    في كل فترة ليستخدمها في الكتابة.

    كان كثير القراءة، وكما ذكر:

    «لقد قرأت كثيرًا جدًّا،

    وأنا في حاجة لأن أفرغ ما قرأت»،

    وكان يتعجب من كتاب الروايات

    الذين لا يقرءون،

    فقال ساخرًا

    كثيرو القراءة لا يكتبون ومن لا يقرأ تصدر للكتابة.

    يرى د. أحمد أن

    سر النجاح في الكتابة الموهبة والصدق،

    ولكي تكون صادقًا يجب أن تكتب

    لنفسك في المقام الأول،

    يجب أن تعصر وجدانك لترتسم

    العصارة حروف على ورق،

    التصنع في الكتابة أسوأ شيء..

    قال لـ«عمر طاهر»

    في آخر حوار معه قبل وفاته بأيام:

    مجد الكاتب الحقيقي أن يعثر على نفسه

    ويضعها على الورق،

    أنا أكتب لنفسي ومن حسن حظي أن
    وسواسي القهري وجد من يتحمس له ويشتريه


    يتبع

    تعليق


    • #17
      يسرد بشكل عجيب أمراضنا النفسية
      ونقاط ضعفنا، لتجدها مرسومة
      على الورق كأنما له في قلب كل
      منا شيطان يخبره بأسرارنا، وزلاتنا.
      وقتها تُحدث نفسك بصمت شديد:
      أنا لست الوغد الوحيد صاحب
      هذا المرض، هناك أيضًا غيري،
      وتبتسم ابتسامة خفيفة وخفية
      وتقول لنفسك: لا بأس،
      لست بهذا السوء الذي أتخيله..
      د. أحمد يقول في كتاباته:
      لا داعي لأن ننكر عيوبنا،
      هذا يحمل النفس مؤنة العيب ومؤنة كتمانه..
      ولا يخبرك بالحل في الغالب،
      يترك ذلك لك،
      فأنت لست بهذه السطحية ليخبرك بكل شيء.
      كل هذا يجعل منه
      كاتبًا عظيمًا وأديبًا بارعًا
      قدّم لنا مفهوم مُختلف في الأدب
      والكتابة السلسة التي تصل للجميع.
      لذلك افتقده الملايين بعد وفاته
      وكان عزاؤهم الوحيد كتبه ومقالاته
      التي تُعتبر إرث لا يُقدر بثمن.
      فإذا كُنتِ من مُتابعي هذا الكاتب
      المُميز أو لا، اقترح عليكِ أن أصحبكِ
      في جولة مُمتعة بين
      روايات أحمد خالد توفيق المُميزة...

      1- يوتوبيا
      تُعتبر يوتوبيا من أشهر رواياته ،
      وبالرغم من اسمها الذي يوحي بالتفاؤل
      ويعني المدينة الفاضلة،
      أحداث الرواية تسرد ما يُمكن أن
      يحدث في المستقبل نتيجة الفساد
      حيث ينقسم المجتمع لنصفين
      أحدهما مجموعة من النخبة التي قررت
      أن تسكن في مدينة مُغلقة في الساحل الشمالي،
      والنصف الآخر بقية المجتمع من الفقراء.
      وتدور أحداث الرواية في عام 2030
      حيث استطاع الأغنياء السيطرة على
      المجتمع والتقوقع في حصن مُغلق
      وهو "يوتوبيا" بينما لا يوجد حياة خارج
      هذا الحصن، حتى الحصول على الأكل
      يُعتبر حلم. ولم يكتفِ الأغنياء بهذا
      فقط بل يُسلون أوقاتهم بصيد بعض
      الأشخاص من الفقراء الذين يعيشون
      خارج يوتوبيا حيث يعم الخراب والفساد.
      بالرغم من أن الرواية تسرد الأحداث بقسوة،
      فهى مُمتعة ويسرد أحمد خالد توفيق
      أحداثها بسلاسة وتشويق.

      2- حظك اليوم
      عالم الأبراج مليىء بالغموض والأسرار
      خاصةً في هذه الرواية. ربما هى ليست
      الأشهر ولكنها مُشوقة وجذابة جدا
      بأسلوبه المعتاد الذي يشد القارىء
      لمتابعة الرواية حتى الصفحة الأخيرة.
      تستعرض الرواية أحداث حياة 12 شاب
      كل منهم ينتمي لبرج من الأبراج
      لتكتشف من خلال الأحداث كيف تتشابك
      حياة كل منهم مع الآخر وكيف انتهت
      حياة كل منهم بطريقة غريبة وقاسية.
      فإذا كُنتِ من مُحب الغموض والأحداث
      المثيرة فبالتأكيد ستُحب هذه الرواية.

      تعليق


      • #18
        3- أفلام الحافظة الزرقاء (بص وطل)
        ما هو فيلمك المُفضل؟ حسنا،
        إذا كُنت من مُحبي السينما والنقد الفني
        فستُحب قراءة هذه المقالات المُجمعة
        في حافظة أحمد توفيق الزرقاء،
        فهو كتاب مختلف عن رواياته الأخرى،
        حيث إنه تجميع لعدة مقالات كان يكتبها
        توفيق في بابه الثابت في موقع "بص وطل"
        فكل مرة كان يختار أحد أفلامه المُفضلة
        ليستعرضها للقُرّاء في سياق من النقد
        الفني المُميز، وهذا نتيجة حبه الشديد
        للسينما التي ظلت حُلما بالنسبة له حتى وفاته،
        حيث كان يتمنى تحويل أحد أعماله لعمل سينمائي

        4- قصة تكملها أنت
        ماذا لو اختارك كاتبك المُفضل لتُكمل
        روايته التي كتب أول فصل فيها فقط؟
        هذا تحديدا ما فعله الدكتور أحمد توفيق
        في روايته "قصة تكملها أنت"
        والتي تُعتبر قصة تفاعلية مع القراء،
        حيث بدأ توفيق فصلها الأول
        والذي يدور حول مُهندس كمبيوتر
        يرى صورة جثته على كمبيوتر زميلته
        ليُحاول أن يكتشف حقيقة الأمر.
        وطلب أحمد خالد توفيق من قُرائه
        كتابة الفصل الثاني وأن يُرسلوا له
        ليختار الأفضل ثُم يستكمل هو الجزء الثالث
        ليكتب القُراء الجزء الرابع وهكذا.
        وقد أنهى توفيق الرواية بالفصل التاسع
        الذي كتبه هو.


        5-شربة الحاج داوود
        مقالات عن العلم وشبه العلم
        عودة لكتب المقالات المُجمعة
        ولكن هذه المرة يكتب بروح الطبيب،
        فهو ليس من الأطباء الذين دخلوا
        مجال الأدب وتركوا الطب
        ولكنه ظل يُمارسه لنهاية حياته.
        وفي كتاب شربة الحاج داوود
        ستجد العديد من المقالات التي كتبها
        في مواقع إلكترونية مختلفة عن
        الممارسات الشائعة لعلاج الأمراض
        والتي تكون عكس كل النظريات العلمية
        والطبية ،و يسرد جزء كبير من هذه
        المقالات بأسلوب ساخر يجذب لاستكمال الكتاب.


        6- السنجة
        وكأنك تُشاهد فيلما سينمائيا بمشاهد
        تجعلك تقرأ الرواية، فالسنجة من أكثر رواياته
        إثارة حيث إنها مليئة بالتفاصيل التي تسرد لك
        ما يعيشه شخصيات مختلفة في المجتمع
        المصري وما يمرون به من صراعات
        والظلم الذي يتعرضون له من خلال
        بطل القصة عصام الشرقاوي الذي يختفي
        في ظروف غامضة لتندمج في أحداث
        الرواية بعد ذلك حتى تُصبح حكاية البحث
        عن عصام الشرقاوي وكأنها على هامش الرواية.
        ومن خلال الأحداث ستكتشف لماذا
        سُميت الرواية بالسنجة وما مدلول هذه الكلمة.


        7- الغرفة 207
        يبدو أن كل رواية من روايات أحمد خالد توفيق
        تُفاجئنا بطريقة مُميزة لتجعلنا نُحبها،
        ففي الغرفة 207 تدور الكثير من القصص
        والحكايات في إطار من الرعب،
        وبالرغم من أن جميع القصص التي يسردها
        العجوز جمال الصواف تحدث في نفس المكان
        وهناك رابط بينها، كل قصة تُعتبر مُنفصلة
        عن الأخرى وتنتهي نهاية مختلفة مما سيجعلك
        شغوف دائما بقراءة كل منها.

        تعليق


        • #19
          8- مثل إيكاروس
          من الواضح أن روايات أحمد خالد توفيق
          لا تفشل أبدا في إثارة فضول القارىء وتحفيز
          رغبته لمعرفة المزيد والأهم من كل ذلك
          التفكير بعُمق في الأشياء من حوله،
          وهذا تحديدا ما ستفعله بكِ رواية مثل إيكاروس
          فقد نُشرت في عام 2015 لتحكي أحداثا
          في عام 2020 عما يُمكن حدوثه عندما
          نقترب من الحقيقة أكثر من اللازم،
          من خلال بطل الرواية "محمود السمنودي"
          الذي يقترب من اكتشاف الحقيقة للدرجة التي
          تجعله يفقد حياته بأكملها، فكيف حدث ذلك؟

          9- الهول
          مغامرة رُعب أخرى من خلال رواية الهول
          وما تحمله أحداث القصة من أسرار تُكشف
          في إطار من الرعب يُجبرك على القراءة
          حتى آخر سطر فيها، لتُجيبك على كافة التساؤلات
          التي تدور بداخلك منذ بداية الرواية.

          10- في ممر الفئران
          أجمل ما يُميز روايات أحمد خالد توفيق
          هى أنها تطرح فكرة ورسالة تجعلنا نُفكر
          بطريقة مُختلفة فيما يدور حولنا.
          و"في ممر الفئران" يتسائل توفيق
          ماذا لو أن النوروالظلام ليسوا أشياء بديهية؟
          لو أن هناك من يتحكم بمن يعيش في النور
          ومن يعيش في ظلام دامس؟
          هكذا يُناقش توفيق فكرة من يحتكرون
          كل شىء ويفرضون على الآخرين
          العيش في ظلام حتى لا يكتشفوا المزيد
          عن هذا العالم، من خلال بطل القصة الشرقاوي
          الذي يدخل في غيبوبة ليجد نفسه انتقل
          لعالم آخر ما بعد اصطدام نيزك الأرض
          وحجب أشعة الشمس وظهورأحد الشخصيات
          التي تتخذ الظلام منهجا عاما وتُحرم النور
          مهما كان مصدره


          11- زغازيغ
          يبدو أن روايات أحمد خالد توفيق
          لن تتركنا بدون ضحك،
          كتاب زغازيغ والذي ينتمي للأدب الساخر
          هوعدة مقالات مُجمعة يتحدث فيها توفيق
          عن أشياء مختلفة بطريقة ساخرة ومُضحكة
          لذلك يبدو هذا الكتاب مختلف عن غيره
          من روايات خالد توفيق التي ربما تمتاز
          بالعمق رغم أسلوبها السلس.

          تعليق


          • #20
            12- قهوة باليورانيوم
            هل قرأتِ كتاب شاي بالنعناع لخالد توفيق؟
            على نفس المنوال يتحدث توفيق في كتاب
            قهوة باليورانيوم عن كل شىء تقريبا
            ولكن بطريقة ساخرة تعكس أسلوبه المرح
            الذي اعتدنا عليه. لماذا اليورانيوم بالتحديد؟
            ربما تكتشف عندما تنتهي من قراءة الكتاب،
            فـ روايات أحمد خالد توفيق
            مليئة بالأسرار دائما
            حتى لو كانت تنتمي للأدب الساخر.


            13- لست وحدك
            ما رأيك في جولة جديدة بين قصص الرعب
            التي تُبهرنا بها روايات أحمد خالد توفيق؟
            فكتاب لست وحدك هو مجموعة قصصية
            من كتابات توفيق في موقع بص وطل
            تدور في إطار الرعب بأسلوب توفيق المُميز
            الذي برع فيه خاصةً في هذا النوع من الكتابة


            14- ضحكات كئيبة
            دائما ما تحمل عناوين رواياته معنى خاص،
            ومنها ضحكات كئيبة الذي يضم الكثير
            من مقالات الدكتور توفيق بأسلوبه الساخر
            من حال المجتمع والأشخاص في مجتمعنا

            15- شآبيب
            هل يستطيع شخص واحد أن يُغير العالم؟
            أن يجمع العالم العربي في بلد واحد
            ليُنهي حالة الصراع والاضطهاد التي
            يعيشها العرب. هذا تحديدا ما يُحاول فعله
            الدكتورمكرم بطل رواية شآبيب
            وهى واحدة من أجمل رواياته،
            حيث تسرد القصة أحوال العرب
            وما يتعرضون له في البلاد الأجنبية
            وتحديد في 4 بلاد تُركزعليهم الرواية،
            ويأتي الدكتور مكرم بفكرة إقامة دولة
            جديدة للعرب وتتحمس للفكرة
            الولايات المتحدة الأمريكية،
            فما الذي يُمكن أن يحدث؟

            16- الآن نفتح الصندوق
            تُخاطب الفضول والرغبة في المعرفة
            وحب الاستطلاع بداخلنا، فالصناديق المُغلقة
            دائما ما تُثير التساؤلات والرغبة في
            معرفة ما يوجد داخلها من أسرار وحواديت.
            هكذا هو الحال مع صندوق الدكتورمحفوظ
            المُغلق الذي لم يترك سواه في قبو منزله
            قبل وفاته. فما هى الحواديت والقصص
            التي جمعها الدكتور محفوظ في هذا الصندوق
            والتي قابلته على مدار حياته وماذا ستكشف لنا؟
            الرواية مُشوقة للغاية وتستحق القراءة.

            يتبع

            تعليق


            • #21
              (أسماء سلاسل ووكتب وروايات )
              دكتور أحمد خالد توفيق
              كتاباته:

              (سلاسل) :
              _ما وراء الطبيعة: بدأ إصدارها في عام 1993 م. وانتهت عام 2014 م بعدد أسطورة الأساطير
              _سلسلة فانتازيا: بدأ إصدارها في عام 1995 م.
              _سلسلة سافاري: بدأ إصدارها في عام 1996 م.
              _سلسلة روايات عالمية للجيب وهي روايات مترجمة.
              _سلسلة رجفة الرعب وهي روايات رعب مترجمة.
              _سلسلة www : بدأ إصدارها مطبوعة في عام 2006م عن دايموند بوك ودار ليلى للنشر.
              (كتب وروايات):

              _كتاب " دماغي كده " : عن المؤسسة العربية الحديثة للنشر والتوزيع. يحتوي على 48 مقال منوع.
              _رواية " يوتوبيا " : عن دار ميريت للنشر، صدرت أوائل العام 2008 .
              عش ولا تقل للموت (لا) مرتين غدا: العدد الثاني من سلسلة مولوتولف عن دار ليلى
              _أنت لاتساوي كلب: العدد الخامس من سلسلة مولوتولف عن دار ليلى
              _مجموعة قوس قزح : القصصية من أدب الرعب.عن دار ليلى
              _موسوعة الظلام : موسوعة عربية متخصصة في عالم الرعب بالتعاون مع سند راشد دخيل و
              _تامر ابراهيم .عن دايموند بوك و دار ليلى الآن نفتح الصندوق 1 : قصص _قصيرة من أدب الرعب. عن دايموند بوك و دار ليلى
              _الآن نفتح الصندوق 2 : قصص قصيرة من أدب الرعب. عن دايموند بوك و دار ليلى
              _الآن نفتح الصندوق 3 : قصص قصيرة من أدب الرعب. عن دار ليلى
              _موسوعة هادم الأساطيربالتعاون مع سند راشد دخيل عن دايموند بوك و دار ليلى
              _قصة تكملها أنت ** قصة تفاعلية يشترك فيها الدكتور أحمد خالد توفيق. عن دار ليلى
              _الحافة كتاب علمي يناقش بعض الحقائق الغريبةبالتعاون مع سند راشد دخيل عن دايموند بوك و دار ليلى
              _مجموعة عقل بلا جسد قصصية. عن دار ليلى
              _رواية الغرفة رقم 207 من أدب الرعب. عن دار ليلى
              _رواية حظك اليوم. عن دار ليلى
              _عشاق الأدرنالين ((مجموعة مقالات سينمائية مشتركة بينه وبين د.تامر إبراهيم وسند راشد دخيل)) عن دار دايموند بوك.
              _زغازيغ قصص قصيرة ساخرة _أغسطس 2009. عن دار ليلى
              _ألآن أفهم قصص قصيرة من أدب الرعب والغموض _أغسطس 2009. عن دار ليلى مجموعة قصاصات قابلة للحرق .عن دار ليلى
              _شاي بالنعناع مقالات ساخرة. عن دار ليلى
              _ضحكات كئيبة مقالات ساخرة 2012- سبارك للتوزيع والنشر.
              _السنجة رواية 2012 "دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر".
              _قهوة باليورانيوم - مقالات .عن دار ليلى
              _لست وحدك ، مجموعة قصصية.
              _وساوس وهلاوس - مقالات .عن دار ليلى
              "'e.s.p (رواية)"'-رواية . عن دار ليلى
              _الهول (مجموعة قصصية) 2014 عن "دار كرمة"
              _تويتات من العصور الوسطي2014.عن المؤسسة العربية الحديثة مثل _إيكاروس'2015.رواية عن دار الشروق
              _رواية نادي القتال (تشاك بولانيك) ترجمة د. أحمد خالد توفيق 2005 عن "دار _ميريت" 7 وجوه للحب (أحمد خالد توفيق ونبيل فاروق وآخرون) 2007 عن "دايموند بوك ودار ليلي"
              _الغث من القول'2007 مقالات عن دار ليلى
              _فقاقيع'2009 مقالات عن دار ليلى
              _أكواريل (مجموعة قصصية) 2014 عن "دار سما للنشر والتوزيع"
              _عداء الطائرة الورقية للأفغاني خالد حسيني ترجمة د. أحمد خالد توفيق (رواية مصورة) 2012 عن "دار بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر"
              _كتاب المقابر (نيل جايمان) ترجمة د. أحمد خالد توفيق 2013 عن "دار _بلومزبري - مؤسسة قطر للنشر"
              _رواية ديرمافوريا (كريج كليفنجر) ترجمة د. أحمد خالد توفيق 2010 عن "دار ميريت"
              _ولد قليل الأدب 2015 عن دار ليلى
              _لست وحدك 2013عن سبارك بوكس
              _ضحكات كئيبة 2014 عن سبارك بوكس
              _تأثير الجرادة (رواية مصورة) 2014 عن "كوميكس للنشر"
              _شربة الحاج داوود'مقالات عن العلم وشبه العلم. دار الكرمة للنشر 2015
              _اللغز وراء السطور (أحاديث من مطبخ الكتابة): صدر عام 2017 عن دار الشروق. يحاول في هذا الكتاب فك لغز الكتابة بأسلوبه الساخر والممتع، ليقدم لنا وصفة سحرية من عصارة تجاربه ومن تجارب كبار الأدباء. ويقوم بممارسة عملية التعلم أمام القراء جميعا، في تجربة مفيدة وممتعة للقارئ والمؤلف معا.
              خواطر سطحية سخيفة (عن الحياة والبشر): صدر عام 2017 عن دلتا للنشر والتوزيع.
              _
              دوريات:
              _قصاصات قابلة للحرق مقالات متنوعة تنشر على الإنترنت. كان ينشر أحمد خالد توفيق مقالا في جريدة الدستور المصرية صباح كل ثلاثاء من كل أسبوع.
              ينشر له مقال اسبوعي في جريدة التحرير المصرية يوم الاثنين.
              له مقالات أسبوعية في موقع بص وطل.
              له مقال أسبوعى في جريدة الاتحاد الإماراتية بعنوان (هلاوس) يوم السبت من كل أسبوع.

              تعليق


              • #22
                محاولة للاقتراب من الإرث الادبي للعراب

                فى التسعينيات وبينما كان الشباب
                والمراهقين مبهورين بعشرات الأبطال
                مفتولى العضلات سواء فى السينما
                أو الكوميكس أو روايات الجيب،
                ظهر للمرة الأولى
                طبيب أمراض الدم السبعينى
                النحيل العصبى ليحكى،
                بسخريته اللاذعة وبساطته،
                عن ذكرياته مع الأحداث الخارقة للطبيعة
                التى عاشها فى حياته.
                كان "رفعت إسماعيل"
                أشهر أبطال الكاتب الكبير الراحل
                "أحمد خالد توفيق"
                وتعلق به القراء بشدة وكان لسلسلة
                "ما وراء الطبيعة"
                النصيب الأكبر من النجاح بين
                سلاسله الأخرى
                "فانتازيا" و"سافارى" و"www".
                وسبق المشهد المهيب
                لوداع دكتور أحمد خالد توفيق
                إلى مثواه الأخير،
                مشهدًا مشابهًا على الإنترنت
                فى وداع بطله رفعت إسماعيل
                فى أغسطس 2014
                ليكون بذلك أول شخصية خيالية
                يقيم لها القراء عزاء وحفل تأبين.
                أسطورته أنه يشبهنا
                رغم هذه الشعبية الكبيرة بين القراء
                لم يكن "رفعت" مبهرًا على الإطلاق
                بالمقاييس المعتادة، لم يكن
                "قويًا كأبطال الإغريق" لم يكن
                "عداءًا ولا ملاكمًا"
                ولا وسيمًا تتساقط أمامه المعجبات،
                لا يمكنه أن "يدخل مشاجرة مع
                رجل آخر مهما كان ضعيفًا"
                فضلاً عن أن ينتصر فى معركة
                مع خمسة رجال أشداء فى جزء
                من الثانية. لم يكن أرستقراطيًا
                فاحش الثراء، ولا مناضلاً ثوريًا
                يطالب بالعدالة الاجتماعية والمساواة.
                وكانت هذه بالتحديد منطقة تفرده
                وسر انبهار الكثيرين به وشعورهم
                بأنه يشبههم، ومن هنا أيضًا
                تعلم عشاق رفعت إسماعيل
                درسًا مبكرًا وهو أن البطولة فى الكثير
                من الأحيان تكون فى مجرد
                مواصلة الحياة رغم كل شيء.
                كان "رفعت إسماعيل" يشبه الكثير
                من الشباب، ابن محافظة ريفية
                نزح إلى العاصمة تاركًا خلفه دفء
                أمه وقلبها الملتاع على ابنها الأعزب
                الذى تحلم بتزويجه لتطمئن عليه،
                ليعيش فى شقته المتواضعة بالقاهرة
                حيث يطارد لقمة العيش تارة
                وتطارده الأشباح تارة أخرى.
                لم يكن مثاليًا ولا يتظاهر بأنه يخبئ
                أجنحة الملاك خلف ظهره، يعبرعن
                كل ما يخطر بباله من مشاعر،
                يقول إنه كأى شخص آخر،
                يخاف وينتابه الضعف، يشعر بالغيرة
                ويشعر بالغضب، يصيبه الملل من
                المؤتمرات الطبية الطويلة وكثيرًا
                ما يصيبه الإحباط والكسل،
                لذا لم يشعر القراء أبدًا بمسافة بينهم
                هو يشبهم كصديقهم الذى لا يخجلوا أبدًا
                من الحديث أمامه عن ضعفهم.
                قواعد مختلفة للحب وشكل جديد لفتاة الأحلام
                اقترب "رفعت" من الكثيرين
                بقلبه الكسير الذى لم يظفر،
                رغم سنواته التى تجاوزت السبعين،
                بحبيبته "التى تمشى على العشب دون
                أن تثنى منه عودًا واحدًا".
                لم يكن رومانسيًا بالشكل التقليدى
                ولكنه كان عاشقًا حتى النخاع وفيًا
                لحبيبته للأبد، يؤمن بأن
                "الحب ليس استعراض قوة لكنه
                طاقة عطاء دافئة مستمرة"،
                وأرسى رغم رواياته المليئة بالرعب
                والأشباح والسخرية اللاذعة قواعدًا
                جديدة للحب، أكثر صدقًا وعمقًا:
                "أنا لن انقذك من الغرق لأنى
                لا أعرف السباحة، لكنى سألقى
                بنفسى فى الماء لأغرق قبلك".
                ومثلما أرسى قواعدًا مختلفة للحب،
                رسم أيضًا صورة مختلفة لفتاة الأحلام،
                فلم تسكن ماجى ماكيلوب قلبه فقط
                لرقتها ولأنها شقراء بعينين زرقاوتين
                وإنما أيضًا لأنها "
                ذكية تفهم دعابته وترد عليه فى أقل
                من ثانية، وحنونة"، وهو ما جعله
                يقع فى غرامها للأبد، وحتى بعد
                أن فعل بها الزمن ما فعل
                وفقدت نضارتها وصفاء وجهها.
                وفى المقابل احتل "رفعت"
                قلوب الكثير من الفتيات كفارس
                أحلام فريد من نوعه، فهو عجوز
                غير وسيم ولم يحقق نجاحات خارقة،
                هو فقط رجل عادى بقلب من ذهب
                ووفاء لا ينتهى، فضلاً عن خفة ظل
                لا يمكن إغفالها، وهو كل ما يمكن
                أن تحلم به امرأة فى رجلها

                تعليق


                • #23
                  حوار مع د رفعت اسماعيل

                  قال لي الدكتور أحمد وهو يعطيني رقم هاتفه

                  – حاول ألا تثير ملله أو أن تبدو سطحيًا،

                  لا داعي لـ «أنا بك أسعد ولك قلبي يطرب»

                  ومثل هذه الأمور.

                  كان العجوز الملول قد أبدى تشجيعًا وحماسًا

                  لمجلتنا الصغيرة «ميكروفون»،

                  ورأيت أن أستغل هذه الفرصة التي قد لا تعوّض

                  للحصول على شيء مميز وباق،

                  بالطبع كانت احتمالات قبوله مستحيلة،

                  ولذلك كانت موافقته خيالية،

                  لكنني لم أتبع النصيحة،

                  قلت له شيئًا سخيفًا من نوعية أن

                  عليك أن ترتدي (البذلة) الكحلية

                  كي تكون فاتنًا، ضحك قصيرًا

                  وسعل طويلاً ثم قال إنها ربما

                  لا تناسبه جدًا الآن؛ لأن المرض

                  أنقص وزنه كثيرًا، وشعرت بغصة،

                  إن الأمر لن يكون سهلاً.

                  ولد الدكتوررفعت إسماعيل في عام 1924

                  في قرية كفر بدر بمحافظة الشرقية.

                  توفي والده بينما هو طفل

                  ورُبيّ في رعاية خاله بالمنصورة

                  حتى التحاقه بكلية الطب بالقصر العيني

                  حيث انتقل للعيش بالقاهرة،

                  وعقب تخرجه وقضاء فترة التكليف

                  في إحدى القرى بالريف،

                  التحق بالعمل بكلية طب جامعة

                  إبراهيم باشا (عين شمس) المنشأة حديثًا،

                  وأرسل في بعثة عام 1953م لمدة سنتين

                  للدراسة في جامعة داندي بأسكتلندا.

                  وعقب عودته، بادر بإنشاء وحدة

                  مختصة لأمراض الدم

                  بقسم الأمراض الباطنية في الكلية.

                  بدأ تورط د. رفعت في عوالم

                  «ما وراء الطبيعة» سنة

                  1959 باشتراكه في تجربة

                  لإحياء مومياء مزعومة للكونت دراكيولا.
                  ورغم انتهاء التجربة بشكل غامض لا يخبر

                  بنجاحها من عدمه، إلا أنها أثرت فيه بشدة،

                  حتى أن البعض يعتقد أنه سافر فيما بعد خصيصًا

                  لأستراليا متعقبًا آثار د. ريتشارد كامنجز

                  (صاحب التجربة، وهو الذي دعاه إليها)

                  رغم أنه لم يشر لهذا، وقد صادف تعرضه

                  هناك أيضًا لقصة أخرى هزت ثوابته فيما يتعلق

                  بالكائنات العاقلة من كواكب أخرى.

                  خاض د. رفعت في عشرات القصص الميتافيزيقية

                  سواء بالتورط والصدفة أو لاحقًا باستدعائه

                  وطلب رأيه كخبير بالأمر، ولكن لم تمنع سمعته
                  كمهتم بالظواهر الخارقة وغير الطبيعية

                  من أن يصبح أحد أعلام مجال أمراض الدم

                  خاصةً ما يتعلق بالهيموجلوبين وخلايا الدم المنجلية

                  التي له فيهما عدة أبحاث هامة.
                  إشادة د. رفعت بالمجلة،

                  وهي التي شجعتنا على طلب الحوار

                  على المستوى الشخصي،

                  فالارتباط الرسمي الوحيد له كان

                  خطبة تقليدية بشابة مصرية من دائرة

                  معارفه انتهت بالانفصال، ذلك أنه

                  لا يعترف بقصة زواجه

                  وإنجابه العجيبة لاحقًا ويعتبرها مجرد

                  تجربة أخرى من تجارب ما وراء الطبيعة،

                  لكن الحب الأبدي والعلاقة العاطفية

                  التي يتمسك بها رغم بعد الزمان

                  والمكان هي علاقته بدكتور ماجي ماكيلوب،

                  ابنة أستاذه في أسكتلندا، وهي العلاقة التي لم تكلّل
                  بالزواج وإن لم يمنع هذا استمرارها،

                  أو ربما هذا سبب استمرارها كما يفسر

                  د.رفعت وماجي أحيانًا.

                  اشترك د. رفعت في عام 1969 في تقديم

                  برنامج بالإذاعة المصرية تحت عنوان

                  «بعد منتصف الليل»، ولكن تجربة البرنامج
                  انتهت سريعًا. وفي عام 1992، بدأ الدكتور رفعت
                  في سرد حكاياته الشخصية بالتعاون مع

                  مؤلف صادف أنه طبيب جامعي أيضًا،

                  وهو د. أحمد خالد توفيق، من خلال مشروع

                  «روايات مصرية للجيب».

                  يسكن الدكتور رفعت إسماعيل في عمارة

                  ذات مدخل رخامي أسود مكوّنة من خمسة طوابق

                  في 4-أ شارع الترعة بالدقي. في السابق،

                  كان الدكتور يسكن في العباسية قريبًا

                  من مقر عمله في جامعة عين شمس،
                  ثم قرر بعد امتلاكه سيارة أنه يمكنه أن يسكن

                  في مكان أبعد وأكثر هدوءًا. ما زال يسكن معه

                  في نفس الطابق جاره النحات القاهري

                  عزت شريف بالطبع. بينما نقف أمام الباب

                  كانت مرآة معلقة بجانب باب عزت

                  تطمئن الدكتور أن لنا انعكاسًا وأننا لسنا

                  مصاصي دماء أو أطياف.

                  كان الدكتور أطول قليلاً مما توقعت،

                  ولا أدري لماذا توقعته قصيرًا، وكانت

                  معالم الشقة كما أعرفها وأتخيلها، ما زالت

                  أقنعة الزولو المرعبة موجودة،

                  عدد من اللوحات لكلمة (سينوي)

                  بخط يحاول أن يكون جميلاً، إطار صغير

                  به صورة لشقراء رقيقة يمكن أن نخمن من هي

                  (من المفترض أن لها أيضا لوحة زيتية هنا؛ لكن لم أرها)، الكثير من الآيات القرآنية، وتمثال يبدو

                  كدب كوالا متنكر كموتور سيارة.

                  كنت قد اصطحبت صديقين،

                  زميلا عمل بـ (ميكروفون) أحدهما أحمد جلال
                  للمشاركة في الحوار والآخرضياء السواحلي للتصوير،
                  في الحقيقة لقد اصطحبتهما للتحلي ببعض الشجاعة،

                  أنا أكون أكثر ثباتًا في وجود الأصدقاء،

                  ولقد أفادا حقا في هذا الجانب،

                  لكن أحمد جلال لم يشارك تقريبًا في الحوار

                  واكتفى بالابتسام والضحك بلا وقار
                  على تعليقات الدكتور رفعت الساخرة،

                  بينما كان لضياء مشاركات جيدة حقًا

                  لكني اكتشفت لاحقًا أن جميعها كانت خارج

                  أوقات التسجيل off record، ولذلك يلزمني

                  ويشرفني تحمل مسئولية الحوار بالكامل تقريبًا

                  بما قد يكون فيه من نقص وسطحية وفرص ضائعة.
                  أجري هذا الحوار قبل التدهور الأخير في صحة
                  د. رفعت إسماعيل الذي اضطره للدخول إلى
                  المستشفى حيث وافته المنية.
                  حوار طويل عبارة عن أسئلة لا داعي لها
                  من شاب يتظاهر بالفهم
                  وثرثرة غير مفيدة من شيخ فانٍ

                  تعليق


                  • #24
                    د. رفعت .. المعجبون يودون الاطمئنان على صحتك.
                    – هناك أمران في كلامك لم أعتد عليهما قط ولا أظنني سأفعل.. الأول هو كلمة «معجبين»، فما زلت أجدها غريبة وأفضل عليها كلمة «القرّاء».. والثاني هو الاطمئنان على صحتي، فأنا لم أهتم في حياتي بالصحة قطّ، وقد كفّ الناس عن السؤال عن هذا الأمر من زمن.. والودودون منهم كانوا يطمئنون من آن لآخر أنني ما زلت حيًا.. أظن أن حتى أطبائي كانوا يهتمون بصحتي على سبيل الفضول لا أكثر، كيف وصلت لهذا العمر مع حماسي المتزايد لضم كل هذه الأمراض لمجموعتي الخاصة.
                    وابتسم ثم قال:
                    عندما ظهر فيلم «الميل الأخضر»، سألني عدد لا بأس به، بخليط من المزاح والجد، إن كنت قد مررت بتجربة مشابهة لتجربة بطل الفيلم أدت لامتداد عمري … (وأشار لظهر يده) والواقع أنني ربما مررت بالعكس، فتجربة المعالج الروماني إياه انتهت بظهور مبكر لعلامات الشيخوخة على يدي..
                    * لقد كانت قصة عجيبة حقًا، وكان يراودني دائمًا سؤال بخصوص أحداثها، عند عودة الشباب إليك، تصرفت كشخص متهور ومستهتر، وهذا غريب عن انطباعنا عن شبابك الحقيقي.
                    – لم أفكر كثيرًا في الأمر أو أحاول إيجاد منطق وراءه، إن الأمر كله ميتافيزيقي يصعب تفسيره.. ربما هذه هي فكرة الجعارين المحنطة عن الشباب.. ربما هذا هو الشباب حقًا وأنا لم أعش شبابي كما ينبغي.. ربما لأني لم أختبر قط شبابًا مصحوبًا بالصحة والقدرة فعندما نلت هذا اخترت اختيارات مغايرة.. لن أعرف أبدًا.. كما أنني بالمناسبة لا أعرف ما انطباعك عن شبابي الحقيقي، فأنا – على ما أذكر – لم أتحدث عنه مليًا.
                    * أرغب أن تكون بدايات الحوار من هنا، هذه الشقة، أجد أنه من الغريب قليلاً أن يعيش شخص عُرف عنه قدر هائل من سرعة الملل وبغض الرتابة كل هذه السنين في نفس المكان.
                    – مهما كان الشخص ملولاً راغبًا في التغيير فإنه يحتاج في حياته إلى جزء ثابت ومستقر.. نقاط ارتكاز وأرض يحسها تحت قدميه بينما يدور ويتحرك… يمكن القول إن هذه الشقة إحدى نقاط ارتكازي.. كذلك مع الوقت صرت أشعر أنها قلعتي الحامية التي أعرف مداخلها ومخارجها وكيف أؤمّنها جيدًا.. وقد برهنتْ على الولاء في المقابل.. تعرضت للحرائق والاقتحامات واللعنات والسكان غير الودودين من البشر وغير البشر وظلت صامدة.. دعنا لا ننسى بالطبع العامل الاقتصادي، فالحقيقة أنه مهم جدًا.. ودعني أيضًا أعترف أن عزت هو أحد العوامل الهامة.. إن أردتَ رأيي، لا يمكنك أن تجد بسهولة جارًا مخلصًا يوفر لك القدر المناسب من الونس والوحدة.
                    * كيف تصف علاقتك به بعد كل هذه السنين؟
                    – علاقتي بعزت كانت دومًا بسيطة للغاية.. أنا أجلب له المصائب وهو يردها لي ومعها بعض التماثيل المريعة التي غالبًا ما تتحرك ليلاً..
                    * ما هي الأشياء الأخرى التي تعتبرها نقاط ارتكاز في حياتك؟
                    – إنه مجرد تعبير ورد في ذهني الآن فلا تظن أن لدي قائمة بالأمر. ولا أقصد به أحب الأشياء وأقربها وإنما تلك الأمور التي أقبل وربما أرحب بأن تظل ثابتة ومتواجدة في حياتي دون تغيير.. مثلاً، إن عادل هو أعز أصدقائي وأقربهم إلي، ولكن د. رأفت صديقي العتيد كان أقرب لاعتباره نقطة ارتكاز.. أراه يوميًا تقريبًا ولا أخوض معه شيئًا مثيرًا لكنني لا أتضرر من صحبته في المكتب ولا أشعر بالملل يأكلني، كذلك الأمر بالنسبة للمؤلف، اعتدت على أسلوبه في العمل سويًا وارتعبت عندما بدأ منافستي في الأزمات الصحية، وخشيت أن يحدث ما يضطرني للتعامل مع غيره.
                    * هل د. ماجي تعتبر نقطة ارتكاز؟
                    – أنت حقًا تود أن تعتصر الأمر اعتصارًا! لا، إن لقائي بماجي نفسها هو نسمة منعشة تهب من آن لآخر على الصيف الهندي المملّ الطويل الذي هو حياتي، لكن يمكن اعتبار حبي لها نقطة ارتكاز.. أحبها قبل أن أنام عصرًا وعندما أستيقظ ليلاً وعندما أعمل نهارًا.. أحبها عندما أشعر أنني رائع وعندما أتساءل عن الشخص القبيح الذي ينظر إليّ في المرآة.. أحبها عندما أحكي حكاية مسلية أو أجري حوارًا مملاً.. عندما أرى امرأة جميلة أو وجهًا قبيحًا كالأبالسة.. أحبها الأمس واليوم وغدًا وإلى الأبد وحتى تحترق النجوم وحتى..
                    قاطعته في حماس محاولاً استغلال اللحظة:
                    * هل لهذه الجملة الشهيرة قصة ما أو تذكر كيف بدأت؟
                    قال في شيء من الغيظ:
                    – لا، لا أذكر.. أشعر أنها موجودة من الأزل. في منتصف الثمانينيات كان هناك كيميائى عربي – سوري أو أردني لا أذكر – يعمل مع ماجي فى إحدى تلك التجارب التي تتداخل فيها الفيزياء والكيمياء، وكان يحلو له في أوقات الراحة أن يستمع لأغاني فيروز عبر (ووكمان) كان يفتخر به باعتباره صرعة وقتها، وكانت ماجي تستمتع بسؤاله عن معنى الأغاني.. وفي مرة سألته عن أغنية: «الله معك يا هوانا»، فقال لها الأحمق أنها ترثي حبها الذي انتهى رغم أن حبيبها وعدها أن يحبها حتى تفنى النجوم! فأرسلت إلي شريط الكاسيت وقالت في خطابها: «أيها المحتال! كنت تقصد بوعودك أنك ستتركني كحبيب فيروز».. ورغم أن الخطاب كان في صيغة مشاكسة ومزاح، فقد أخذتُ كالمجنون في الخطاب التالي أحاول أن أثبت لها العكس.. وأن فيروز قالت هذا في السبعينات بينما أحبها أنا من الخمسينات!
                    * هل تعتبر ارتباطك ومشاعرك تجاه هويدا انحناءة في هذا الحب الثابت الأبدي؟
                    – أظنني تحدثت عن مشاعري وقت ارتباطي بهويدا بما يكفي لتوضيح أن هذا غير حقيقي.. كما أنني لا أرى ما يمنع أن يحتفظ الإنسان بمشاعر متباينة في الوقت ذاته، إن الإنسان كائن معقد بما يسمح بمثل هذا الأمر.
                    * إذا سمحت لي يا دكتور، ليس الأمر واضحًا لأغلب القراء كما تظن، أحيانًا يبدو وكأنك أحببت هويدا حقًا وأحيانًا لا.
                    – لا أظنني أرغب في أن أشرح الأمر من جديد.. ولا أعلم لماذا تبدو لك كمشكلة أن يعتقد البعض أمرًا ويعتقد الباقون خلافه.
                    * أظن أن الجميع يرغب في أن يعرف ما تعتقده أنت، هل أحببتها ولو للحظات؟
                    – وأنا أظن أنه من غير الدقيق أن تتحدث باسم الجميع.. ربما لديك أنت نظرية ما عن الأمر تريد أن تثبتها (واسترخى في مقعده وقال) هلم، لا مانع لدي من أن أسمعك..
                    شعرت بالسخرية في كلامه وفكرت في التراجع لكن شهوة الكلام غلبتني، استجمعت أنفاسي في توتر وقلت مترددًا مرتبكًا:
                    * أنا فقط لفت انتباهي بعض النقاط، لقد بدأ الارتباط بهويدا عقب خِطبة مس ماكيلوب.. يبدو الأمر كرد فعل على هذه الخطبة، ربما بدا لك أن هذه سن قرار الزواج (الآن، وإما لا للأبد)، وكنتَ تشكو قدرًا هائلًا من الوحدة، لكن أظن أن خطبة مس ماكيلوب كانت دافعًا لا بأس به، يبدو من حكيك أن علاقتك بهويدا ظلّت مجرد ارتباط تقليدي حتى تورطت المسكينة في قصة الفرعون أخيروم.. ربما هي التجربة المشتركة أو الشفقة أو الشعور بالذنب، لكن تولّد بعدها شيء من العاطفة…
                    عاطفة يبدو أنها كانت غير أصيلة وتتطلب قدرًا لا بأس به من المجهود النفسي حتى تتظاهر بها أمام نفسك – إرضاءً لضميرك – وأمامها، مجهود يصعب أن يبذل للأبد، كان لابد أن يحدث بهذا الجدار من التماسك شروخ يتسرب من خلالها ما أسميته أنت «إرادة النكد»، وأظن أن المِعول الذي أحدث الشرخ الأكبر كان أمرًا بعيدًا ومفاجئًا وغير مباشر أدى إلى أجواء ليست سهلة نفسيًا.. أقصد النكسة.. لذلك حدثت الخلافات والانفصال بعدها بقليل.. لكنّ هنالك شيئًا آخر أظنه.. وهو يتعلق بقبول الارتباط بهويدا تحديدًا.
                    ألتقط أنفاسي وأتحسّب لما سأقول
                    قبولك بهويدا تحديدًا يثير الانتباه، ويبدو أحيانًا غير منطقي، أفهم أن هذه حياة طبيعية وليست قصة مكتوبة لابد أن يتسق فيها كل شيء، ولكن ظل الأمر بالنسبة لي غريبًا.. لكن قصة ما أوحت لي بفكرة، هل تذكر تجربة (إدجار آلان بو) يا دكتور؟ هل تذكر قصة ليجيا التي كانت سبب نجاتك؟ البطل تزوج بعد وفاة زوجته امرأةً أخرى، تزوجها لأنها مختلفة تمامًا عن زوجته الأولى، لأنها ليست هي على الإطلاق، وفي كل شيء، تزوجها كي يعاقبها أنها ليست هي ويعاقبها على كونه تزوجها! كانت هذه آخر قصة في التجربة، فماذا كان أول ما جاء في ذهنك المتعب وأنت تفيق؟ ماجي وهويدا! أليس هذا غريبًا وملفتًا؟
                    – رائع! ياله من تفسير محكم! يبدو أنك فكرت في الأمر كثيرًا.. للحظات شعرت أنك (بوارو) في نهاية قصة لأجاثا كريستي وقد وقفت كي توضح الأمور وتعلن اسم القاتل.
                    [قالها بنبرة سخرية واضحة، وشعرت أن الأجواء توترت بما يكفي، فقررت أن أنتقل لشأن آخر بعيد]
                    * هناك بطل آخر يكتب له المؤلف، علاء عبد العظيم، هل هناك علاقة بينكما أو أي نوع من التواصل؟
                    – نعم، لقد التقينا مرة في الكاميرون حيث يعمل، وطاردتني شياطين الأرض كالمعتاد إلى هناك .. أو ربما هو نحسه هذه المرة فهو أيضًا ليس محظوظًا جدًا .. لا أذكر إن كنت حكيت هذه القصة أم لا .. كما أنني وجهت بعض رسائل القراء إليه عبر المؤلف، وهي الرسائل التي تطلب نصيحة في خيار الهجرة .. أظنه أجدر بالإجابة أو لأنني لا أعرف شابًا مهاجرًا آخر .. إنه شاب لا بأس به، وإن كنت في الحقيقة لا أرى سببًا لتكريس سلسلة من القصص لطبيب عصبي ملول يحب شقراء أجنبية ويدعي أن حياته سلسلة من الأحداث غير العادية!
                    صورة قديمة للساعة التي قدمها شبح شاكر لهويدا، مع عبارة على ظهرها: «صنعت في سويسرا خصيصًا للسيد شاكر كمال»، لم يسمح السياق بسؤال د. رفعت عن مصير الساعة نفسها!
                    * وما هو رأيك في أعمال المؤلف الأخرى؟
                    – هو يعرف بعضها.
                    * قد يرغب القراء في أن يعرفوا!
                    – لماذا؟ ما قيمة رأيي في هذا الأمر؟ أنا أستاذ دم متقاعد تطارده الأشباح، لست ناقدًا أو أديبًا ليكون لي رأي مهم بهذا الخصوص، رأيي له نفس أهمية رأي أي قارئ آخر وربما أقل؛ فلست من الشباب الذين تُوجّه لهم أعمال المؤلف.. أذكر أن جلال أمين حكى أن الطيب صالح كان في ندوة في جامعة، ووجهت طالبة طيّبة القلب إليه سؤالاً، وكان السؤال: «ما رأيك في القومية العربية؟» أو شيئًا من هذا القبيل؛ فضحك الطيب صالح وقال لها ما معناه:
                    «يا بنتي، هل تظنين أنني لمجرد أني أعرف كيف أحكي حكاية أني أفهم أيضًا في القومية العربية، أو أن لي رأيًا فيها أهم من رأي غيري؟». والحقيقة أن هناك ولعًا الآن بأخذ رأي من لا يخصهم الأمر، الفنانون يتحدثون في السياسة والرياضيون يتكلمون في الفن، وربما يتكلم مقدمو برامج الطبخ قريبًا في الاقتصاد، أو ربما حدث فعلاً فأنا لست متابعًا جيدًا! إن رأيي مهم فقط فيما فعله المؤلف بقصصي والحق أنني راضٍ.
                    * إذن لن نستطيع أن نسألك عن رأيك فيما يحدث في الشأن العام مثلاً؟
                    – يمكنك أن تسأل بالطبع ولكنني غالبًا سأجيب بإجابات تتراوح بين «لا أعلم» و«ليس لدي فكرة واضحة عن الأمر».
                    * ولا حتى انطباع عام عن الوضع؟ أو شيء تود التعليق عليه؟
                    – الانطباع العام لن يختلف عن أي أحد آخر؛ لا أظن أن أحدًا لا يراها أيامًا عصيبة، وربما أود بشدة أن أقول أن هذا كله يبدو مألوفًا جدًا، إن ما يحدث حدث من قبل هنا وفي أماكن أخرى من العالم ربما عشرات المرات، وفي كل مرة يعيد التاريخ نفسه ليس لأنهم لا يعرفونه؛ ولكن لأنهم في كل مرة يتوقعون أنه لن يعيد نفسه وأن الأحداث ستأخذ مجرى جديدًا.
                    ثم صمت ، ولكن شعرت أنه يود أن يضيف شيئًا فانتظرت لثوانٍ وبالفعل نظر للسقف مفكرًا وقال:
                    – بالرغم من هذا يراودني عن ما يحدث في كل مكان سؤال قديم: هل الإنسان متوحش حقًا إلى هذا الحد؟ بالطبع لقد رأيت كثيرًا من الأشرار في حياتي .. ربما أكثر من أي أحد آخر .. كمًا وكيفًا .. بل إنني ربما رأيت الشر ذاته مجسدًا في جانب النجوم .. ولكنني ما زلت أتساءل: إن الذي يقترف هذا هو لا بد بشري مثلنا، له زوجة وأطفال .. ويصاب بالصداع والإسهال .. ويحب الفاكهة وليالي الصيف، فما الذي يحدث له كي يغدو وحشًا؟
                    * وكيف هي علاقتك بالمؤلف؟ ما هو رأيك فيه على المستوى الشخصي؟
                    – علاقتي به جيدة بالطبع، لم أكن لأستمر في علاقة مع أي شخص كل هذه المدة ما لم تكن جيدة، ما دام ليس جاري أو رئيسي في القسم .. هو – كما يقول الغربيون – رجل طيب ولا أحد ينكر ذلك .. كما أنه مثقف وذكي .. والحقيقة أن كثيرًا من الاستطرادات التي تتخلل القصص من اقتراحه .. فقط كان يزعجني عندما يتكلم باعتباري من وحي خياله .. كنت أعتقدها حيلة دعائية سخيفة، لكنني فهمت الأمر لاحقًا .. اعترافه بأنني موجود حقًا كان سيفتح علي أبواب الجحيم، ويحوّل تليفوني لسنترال العباسية وشقتي إلى محطة مصر، وستعجّ حياتي بالفضوليين من أمثالكم فضلاً عن المشككين والنصابين .. لقد تحمل هو نصيبي من هذا كله رغم أنه لا يحبه كذلك، وإن كنت أود أن يستشيرني في الأمر.
                    * اعذرني يا دكتور؛ هذا غريب من شخص قَبِل راضيًا أن يكون نجم برنامج إذاعي.
                    – نعم، ولكنني لا أرغب في أن أكرر أخطائي.
                    [السؤال التالي غير مسجل وأنشره على مسئوليتي الشخصية]
                    * هل هذا معناه أن علينا عند نشر الحوار أن نتظاهر بأنك شخصية خيالية؟
                    – هذا رهن بهل سأكون موجودًا أم لا، يمكنكم حينها استشارة المؤلف.
                    * وهل كنت مقتنعًا بالسبب وراء توقف برنامج «بعد منتصف الليل»؟
                    قال في دهشة:
                    – سؤال غريب! فلم يكن هناك سبب كي لا أقتنع، ربما كان السبب مفاجئًا، لا يتوقع المرء في بلادنا أن هناك آباءً وأمهاتٍ حريصين على السلامة النفسية لأطفالهم، هذا وعي غير مألوف إن أردتَ رأيي، كما أنه من غير المألوف أن يستجيب المسئولون لمثل هذه الأسباب، لكن من الوارد أن يحدث الصواب على سبيل الاستثناء أو ربما هو مجرد نحسي كالمعتاد.
                    تنحنحت في خجل وأطرقت وأنا أقول:
                    * حسنًا، أرى أن عليّ أن أنقل لك هذا الرأي: البعض يقول إن البرنامج أُوقف لأسباب أمنية! برنامج يذيع مكالمات على الهواء في هذه الفترة الحساسة – ما بعد النكسة والإعداد للحرب – قد يُستغل لنشر شائعات وقصص تثير الفزع.
                    صمت لثانية مفكرًا، ثم ابتسم ساخرًا وقال:
                    – نظرية مغرية مثل أي نظرية مؤامرة أخرى، لكن كعجوز وقور يدعي الحكمة لا أظنها تغريني .. والحقيقة أن البرنامج كان يستقبل عددًا لا بأس به من مكالمات الأطفال مما يعني أن هناك أطفالاً بالفعل كانوا يستمعون له .. أعرف أن هذا محبِطٌ للبعض؛ فالبعض يرى أن الحياة مملة جدًا بدون مؤامرات تحاك هنا وهناك .. نظرية المؤامرة دومًا تشعرك بالأهمية .. الآخرون لا يقدرون على مواجهتك لذلك يتآمرون عليك .. الآخرون أوغاد لا يلعبون بنزاهة وصدق .. كل الذين تكرههم يجمعهم مخطط واحد .. هذا مغرٍ حقًا ومريح، لا يمكنك أن تلوم نفسك إذا كان الكون كله ضدك.
                    * كيف بدأت فكرة البرنامج في الأصل؟
                    – هذه قصة اتفقتُ مع المؤلف أن تكون جزءًا من حكايتي التي ذكرتُها، ولم أحكِها بعدُ، مع شريف السعدني، لهذا لا أستطيع أن أذكرها الآن.
                    * على الأقل نحن نعرف أن شريف كان أحد تلاميذك.
                    – لم أذكر هذا قط!
                    * لكنه كان حاضرًا في رحلة القناطر التي بدأت فيها قصة آشتا وآشتا، بل وذكر أن لكما صورة سويًا.
                    – كان حاضًرا لا يعني بالضرورة أنه كان ضمن الرحلة ومن تلاميذي، كما أنني لا أقول بالعكس كذلك .. فقط أقول إن لهذا قصة ستُروى في حينها.
                    * هل كان التعارف إذن له علاقة بسمعة بدأت في الانتشار، أو عن طريق المجلة التي نشرَتْ موضوع «الموتى الأحياء في مستعمرة الجذام»؟
                    – أنت لا تفهم ما أقول أو تعتقد أن الإلحاح حيلة ناجحة، وكلا الأمرين يجعلني أتشكك في مستوى ذكائك .. عامة تكاد لا تخلو ورطة لي من ذكر هذه المجلة اللعينة، كأن شيطانًا تولى توزيعها لتصل فقط لمن يحملون إلي المصائب .. لقد وددت حقًا أن أعثر على كل نسخة منها وأن أجعلها رمادًا.
                    * وهل سببت لك سلسلة القصص نفس النوع من المشاكل؟
                    – لا لحسن الحظ ولحسن تدبير المؤلف كما قلت من قبل .. لقد منحتني هذه السلسلة القدر المناسب من كل شيء.
                    * لا أفهم المقصود بـ «القدر المناسب من كل شيء».
                    – تبديد القدر الزائد من الوحدة .. التخلص من قدر لا بأس به من الكوابيس .. إرضاء تلك الرغبة التي تنتاب العجائز في أن ينقلوا خبراتهم .. شهرة أليفة لا تجلب إلا البشر وتبقيهم في نفس الوقت على مسافة مناسبة .. ومقابل مادي معقول سيكون من الإجحاف ألا نذكره.
                    * هل كل الأسماء الواردة في القصص حقيقية؟
                    – تقريبًا ما لم أشر لعكس هذا.
                    * ألا يسبب هذا بعض المشاكل؟
                    – لقد مر دهر على هذه القصص، ولن يتأذى أحد لو حكيتُها مثلما لن يتأذى أحد لو حكينا قصة حريق روما أو حملة هانيبال.
                    * لكنّ شخصًا مثل هن-تشو-كان قد يضره بشدة الحديث عن علاقته الحقيقية بالصين! هل هذا هو اسمه الحقيقي؟
                    ابتسم في غموض وقال:
                    – شكسبير يقول «إن الزهرة أيًا كان اسمها ستظل تطلق عبيرها».. وهذا ينطبق على الزهرة الزرقاء!
                    * هل اختلفت أمور الماورائيات والأشياء الغامضة حاليًا عما كانت عليه قديمًا عندما بدأت في تعقيد حياتك؟
                    – لا أدري لماذا أشعر أنك تتوقع إجابة على طريقة (إن الأشباح قلّت بركتها) أو (إن نفوس مصاصي الدماء تغيّرت) أو (إن زمن التعاويذ الملعونة الجميل قد انتهى).. في الواقع إن الأمور تغيرت بالطبع لسبب بسيط.. إن الكثير من هذه الأشياء ليس حقيقيًا ولم يكن أبدًا.. بعضها وليد الخيال الإنساني، والخيال الإنساني وغد لا يهمد، يضيف كل يوم إلى مخاوفنا غير المنطقية دررًا جديدة.. لو أنك بحثت تحت مصطلح «الأساطير الحضرية – urban legends» فربما ترى شيئًا مما أقصد.. كذلك بعض هذه الأمور هو خدع محكمة ونصب شديد التعقيد؛ وهذا لا يتوقف أبدًا، على العكس إنه يتزايد باطراد، رغم أن وسائل كشفه أصبحت أقوى أيضًا.
                    هناك جزء حقيقي لا يقل رعبًا عن المذؤوبين والكيانات القديمة هو ما يفعله بعض البشر من ممارسات شنيعة مخيفة سواء فشلت أو نجحت، كما يتم خلطها مع كل معرفة أو تكنولوجيا جديدة ليولد شيء جديد مريع .. مثلاً هناك مواقع في الإنترنت العميق Deep web تعرض عليك شراء لحوم البشر ومواقع أخرى تقدم لك وصفات رائعة من أجل وجبة شهية!
                    هذا بالطبع بخلاف المواقع التي توفر تسجيلات لتعاويذ استدعاء شيطانية، وجماعات سرية لممارسة طقوس مرعبة بعضها يبث حيًا! الجزء الحقيقي غير البشري وفوق البشري من الأمر كان وما زال صعب الإمساك به، تلمحه ببقعتك العمياء فإذا التفتّ لا تراه، وإذا بحثت عنه لا تجده، ولكن تظل غير قادر على الشعور بالراحة أو أن تقسم أنه غير موجود .. فقط قلة من المحظوظين أمثالي تورطوا أكثر من اللازم، وتشعر الوحوش والمسوخ بالراحة في الظهور أمامهم، ويا له من شرف!

                    تعليق


                    • #25
                      بعض المقالات
                      مقال بلد العميان
                      و لم تكن قد قرأت ( بلد العميان )
                      فإنني أرجو أن تفسح لي صدرك قليلا كتبت هذه القصة عام 1904
                      وتحكي عن مجموعة من المهاجرين من بيرو
                      فروا من طغيان الإسبان ثم حدثت انهيارات
                      صخرية في جبال الإنديز فعزلت هؤلاء القوم
                      في واد غامض
                      انتشر بينهم نوع غامض من التهاب العيون
                      أصابهم جميعا بالعمي وقد فسروا ذلك بانتشار الخطايا بينهم
                      هكذا لم يزر أحد هؤلاء القوم ولم يغادروا
                      واديهم قط لكنهم ورثوا أبناءهم العمي جيلا
                      بعد جيل
                      هنا يظهر بطل قصتنا ..( نيونز )
                      إنه مستكشف وخبير في تسلق الجبال
                      تسلق جبال الانديز مع مجموعة من
                      البريطانيين وفي الليل انزلقت قدمه فسقط
                      من أعلي .. سقط مسافة شاسعة بحيث
                      لم يعودوا يرون الوادي الذي سقط فيه
                      ولم يعرفوا أنه وادي العميان الأسطوري
                      لكن الرجل لم يمت ..
                      لقد سقط فوق وسادة ثلجية حفظت حياته
                      وعندما بدأ المشي علي قدمين متألمتين
                      رأي البيوت التي تملأ الوادي . لاحظ أن ألوانها فاقعة متعددة بشكل غريب ولم تكن لها نوافذ ..
                      هنا خطر له أن من بني هذه البيوت أعمي
                      كخفاش
                      راح يصرخ وينادي الناس لكنهم
                      لم ينظروا نحوه ..
                      هنا تأكد من أنهم عميان فعلا ...
                      إذن هذا هو بلد العميان الذي كان يسمع عنه
                      وتذكر المقولة الشهيرة : ـ
                      ' في بلد العميان يصير الأعور ملكا '
                      وهو ما يشبه قولنا
                      ( أعرج في حارة المكسحين ).
                      راح يشرح لهم من أين جاء ..
                      جاء من بوجاتا حيث يبصر الناس ..
                      هنا ظهرت مشكلة . ما معني ( يبصر ) ؟؟
                      راحوا يتحسسون وجهه ويغرسون أصابعهم
                      في عينه .. بدت لهم عضوا غريبا جدا .
                      ولما تعثر أثناء المشي قدروا أنه ليس
                      علي ما يرام .. حواسه ضعيفة
                      ويقول أشياء غريبة
                      يأخذونه لكبيرهم ..
                      هنا يدرك أنهم يعيشون حياتهم في ظلام دامس
                      وبالتالي هو أكثر شخص ضعيف
                      في هذا المجتمع . لقد مر علي العميان
                      خمسة عشر جيلا وبالتالي صار عالمنا
                      هو الأقرب إلي الأساطير
                      عرف فلسفتهم العجيبة ..
                      هناك ملائكة تسمعها لكن لا تقدر علي لمسها
                      ( يتكلمون عن الطيور طبعا )
                      والزمن يتكون من جزءين : بارد ودافئ
                      ( المعادل الحسي لليل والنهار )..
                      ينام المرء في الدافئ ويعمل في البارد
                      لم يكن لدي ( نيونز ) شك في أنه بلغ
                      المكان الذي سيكون فيه ملكا ..
                      سيسود هؤلاء القوم بسهولة تامة
                      لكن الأمر ظل صعبا ..
                      إنهم يعرفون كل شيء بآذانهم ..
                      يعرفون متي مشي علي العشب أو الصخور .
                      كانوا كذلك يستعملون أنوفهم ببراعة تامة
                      راح يحكي لهم عن جمال الجبال والغروب
                      والشمس .. هم يصغون له باسمين
                      ولا يصدقون حرفا . قررأن يريهم
                      أهمية البصر .. رأي المدعو بدرو
                      قادما من بعيد فقال لهم :
                      .ـ ' بدرو سيكون هنا حالا ..
                      أنتم لا تسمعونه ولا تشمون رائحته لكني أراه
                      بدا عليهم الشك وراحوا ينتظرون .
                      هنا لسبب ما قرر بدرو
                      أن يغير مساره ويبتعد **.
                      راح يحكي لهم ما يحدث أمام المنازل
                      لكنهم طلبوا منه أن يحكي لهم
                      ما يحدث بداخلها .. ألست تزعم أن
                      البصر مهم
                      حاول الهرب لكنهم لحقوا به
                      بطريقة العميان المخيفة ..
                      كانوا يصغون ويتشممون الهواء
                      ويغلقون دائرة من حوله .
                      لو ضرب عددا منهم لاعترفوا بقوته
                      لكن لابد أن ينام بعد هذا وعندها سوف .....**
                      هكذا بعد الفرار ليوم كامل في البرد والجوع
                      وجد نفسه يعود لهم ويعتذر وقال لهم : ـ
                      ' أعترف بأنني غير ناضج ..
                      لا يوجد شيء اسمه البصر .. '
                      كانوا طيبي القلب وصفحوا عنه بسرعة
                      فقط قاموا بجلده ثم كلفوه ببعض الأعمال .
                      وفي هذا الوقت بدأ يميل لفتاة وجدها جميلة
                      لكن العميان لم يكونوا يحبونها لأن وجهها
                      حاد بلا منحنيات ناعمة وصوتها عال
                      وأهدابها طويلة ... أي انها تخالف فكرتهم
                      عن الجمال . لما طلب يدها لم يقبل أبوها
                      لأنهم كانوا يعتبرونه أقل من مستوي البشر ..
                      نوعا من المجاذيب .. لكن الفتاة
                      كانت تميل لنيونز فعلا .
                      ووجد الأب نفسه في مشكلة لذا طلب
                      رأي الحكماء
                      كان رأي الحكماء قاطعا ..
                      الفتي عنده شيئان غريبان منتفخان
                      يسميهما ( العينين ). جفناه يتحركان
                      وعليهما أهداب .. وهذا العضو المريض
                      قد أتلف مخه . لابد من إزالة
                      هذا العضو الغريب ليسترد الفتي عقله .
                      بالتالي يمكنه أن يتزوج الفتاة

                      تعليق


                      • #26
                        بالطبع ملأ الفتي الدنيا صراخا ..
                        لن يضحي بعينيه بأي ثمن .
                        بعد قليل ارتمت الفتاة علي صدره
                        وبكت وهمست : ليتك تقبل .. ليتك تقبل ..**
                        هكذا صار العمي شرطا ليرتفع المرء
                        من مرتبة الانحطاط ليصير مواطنا كاملا .
                        وقد قبل نيونز أخيرا وبدأ آخر أيامه
                        مع حاسة البصر .. خرج ليري العالم
                        للمرة الأخيرة هنا رأي الفجر يغمرالوادي
                        بلونه الساحر . أدرك أن حياته
                        هنا لطخة آثمة .. الأنهار والغابات
                        والأزرق في السماء والنجوم ..
                        كيف يفقد هذا كله من أجل فتاة ..
                        كيف ولماذا أقنعوه أن البصر شيء
                        لا قيمة له برغم أن هذا خطأ اتجه
                        إلي حاجز الجبال حيث توجد مدخنة
                        حجرية تتجه لأعلي .. وقرر أن يتسلق
                        عندما غربت الشمس كان بعيدا جدا
                        عن بلد العميان .. نزفت كفاه وتمزقت ثيابه
                        لكنه كان يبتسم .. رفع عينيه
                        وراح يرمق النجوم . انتهت قصة بلد العميان....
                        هناك لحظة تدرك فيها أن الخطأ يسود
                        وينتشر من حولك وفي لحظة كهذه يصير
                        القابض علي المنطق والصواب كالقابض
                        علي الجمر . تشعر بالغربة والاختلاف
                        ولربما يعتبرونك مجنونا
                        أو علي شيء من العته ..
                        الأدهي أن لديك فضائل لكنهم لا يرون فيها
                        أي قيمة . بعد قليل تأتي اللحظة
                        التي تقرر فيها أن تتخلي عن عينيك
                        لتصير كالآخرين . هذه اللحظة آتية
                        ولا ريب فلا تشك فيها ..
                        لكن لو كنت محظوظا لرأيت الفجر
                        وقتها وعرفت فداحة ما ستفقده
                        أذكر عندما كنت في الوحدة الريفية
                        أن الرشوة والتقارير الطبية المزورة
                        كانت أسلوب حياة وكان كل العاملين
                        مندهشين من ذلك الطبيب المخبول
                        الذي يرفض أن يتقاضي مالا مقابل
                        أشياء كهذه .. كنت أتذكر قصة ( بلد العميان )
                        وأقرر أن أصمد أكثر .. أصمد ..
                        عالما أن أول رشوة أتقاضاها ستكون
                        هي لحظة انتزاع عيني .. سوف تكون
                        حياتي أسهل في بلد العميان
                        بعد هذا وسأصير مواطنا محترما عندهم
                        أفلتت بمعجزة من بلد العميان هذا لأجد الأمر يتكرر .. لحسن الحظ مع أمور أقل فداحة
                        من الرشوة ولكن الهزيمة فيها تترك
                        مذاقا مريرا في الفم برغم كل شيء
                        حتي علي مستوي التفاهات يمكن أن
                        تجد الأمور صعبة .. تفاهات مثل
                        منع أطفالك من التهام أكياس البطاطس المقلية
                        لأنها تحتوي مادة أكريلاميد المسرطنة ..
                        هذا شيء فشلت فيه تماما لأن حركة المجتمع والدعاية والوجدان العام أقوي مني .
                        تفاهات مثل التمسك بالمدرسة وعدم إعطائهم دروسا خصوصية .. تكتشف مع الوقت
                        أنه لا توجد مدرسة بل ناد كبير
                        تدفع له اشتراكا سنويا ولا يتم تدريس
                        أي شيء فيه علي الإطلاق .. تكتشف أنك لن تستطيع أن تختلف عن باقي الآباء
                        وأن أي درجة ينقصها الأولاد بعد هذا
                        ستكون أنت المسئول عنها ..
                        وفي النهاية يجد المرء نفسه يقود سيارته
                        في بلاهة متجها من مركز الدروس الخصوصية هذا إلي ذاك
                        أنت في الدائرة .. لا يمكنك أن تختلف
                        وماذا عن الهاتف الجوال الذي كنت
                        تعتبره طريقة عبقرية لامتصاص
                        مال المصريين .. هناك عظماء لم يقتنوا
                        الجوال قط من وزن د . جلال أمين
                        وصنع الله إبراهيم
                        فلماذا لا تقلدهم لكنك في النهاية
                        اضطررت للتنازل .. في النهاية مضيت
                        علي خط السكة الحديد الذي رسمه المجتمع واقتنيت الجوال .
                        تفاهات مثل كتابة ( دكتور ) قبل اسمك ..
                        لم تكن تريد هذا وأنت تعرف
                        أن الوحيد المسموح له بكتابة ( دكتور )
                        قبل اسمه في أعلي المقال
                        هو من حصل علي دكتوراه في تخصص المقال .
                        ثم هل قرأت من قبل عن ( د . تشيكوف )
                        أو ( د . سومرست موم ) ..
                        لكن الكل يفعل ذلك حتي يصير تنازلك عنه
                        نوعا من الإهانة الذاتية ..
                        دعك من أنك حاصل علي دكتوراه في الطب ..
                        إذن فلنضع حرف ( د ) مثل الآخرين
                        ينطبق الأمر علي أمور لا حصر لها ..
                        فقط ذكرت الأشياء القابلة للذكر .
                        يبدو أن ضعف الذاكرة جعلني انسى
                        قصة ( بلد العميان ).
                        يقول الحديث الشريف :
                        ' لا يكن أحدكم إمعة يقول أنا مع الناس
                        إن أحسن الناس أحسنت
                        وإن أساءوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم
                        إن أحسن الناس أن تحسنوا
                        وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم '.
                        وهذا بالتأكيد يلخص ببلاغة كل شيء قلته هنا .
                        تم

                        تعليق


                        • #27
                          مقال ميكروباص وسنوبيزم وأشياء أخرى


                          لأسباب تتعلق بالنحس،

                          اضطررت ذات مرة إلى العودة

                          من القاهرة إلى طنطا في ساعة متأخرة

                          بعد رحيل آخر القطارات..

                          وهكذا ركبت إحدى سيارات الميكروباص

                          الواقفة في ميدان رمسيس والتي يصر

                          رجال المرور على أنه لا وجود لها ..

                          منذ البداية لاحظت أن السائق محمرالعينين

                          يتكلم بالضبط على طريقة (اللمبي)..

                          نموذج فريد جدًا يصلح لشرح الإدمان

                          عليه لطلبة الطب.. شاب عجن شعره لأعلى

                          بالفازلين، وارتدى سوارًا جلديًا ويعاني

                          حالة متقدمة من الإحساس بالفتونة
                          والعافية والفخر بشاربه.. وانطلق الميكروباص
                          في تلك الرحلة السوداء التي يمكنك أن تتخيلها ..
                          سرعة جهنمية حتى شعرت بأن الميكروباص
                          لا وزن له تقريبًا .. أخطاء قاتلة ..
                          فرملة حيث لا ينبغي أن تفرمل ..
                          الأضواء كلها مطفأة على سبيل (الحرفنة)..
                          كل قاعدة مرور في الكتاب خرقها هذا الفتى ..
                          إنه يسرع في المنحنيات برغم أن أول قاعدة قيادة
                          سمعتها في حياتي هي التهدئة في المنحنيات،
                          من ثم يتحول الميكروباص إلى دراجة أطفال لطيفة
                          تجري على عجلتين .. وعند مدخل أحد الكباري
                          كانت أمامنا مقطورة لا تكف عن إعطاء إشارة
                          الاتجاه إلى اليمين .. هكذا صارت قضية حياته
                          أن يمر من جهة اليمين وإلا فقد رجولته وكرامته ..
                          اقترب جدًا وأوشك على المرور لولا أنه أدرك في
                          آخر لحظة أن الثغرة لا تكفي وأن معنى المحاولة
                          هو السقوط في الماء .. هكذا داس الفرملة بعنف أطار الجالسين .. لكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحد
                          إنه ككل الشخصيات الفمية يعتقد أنه على حق دائمًا
                          يخرج رأسه من النافذة ليسب سائق المقطورة بشتائم
                          لا يمكن التلميح لها، وكل ذنب السائق أنه قرر أن
                          يتجه لليمين وأعطى إنذارًا بهذا قبل أن يفعل بخمس دقائق .. من جديد اندفع للأمام ليضغط على سيارة ملاكي تمشي أمامنا.. ضغط عليها جدًا إلى درجة أنه اضطر للفرملة بالعنف بعد ما أوشكت الكارثة على الحدوث ..
                          من ثم أخرج رأسه من النافذة يسب سائق الملاكي
                          وكيف أن (أمه جايباها له) وإنه بالتأكيد رجل مترف
                          رائق البال ذاهب لممارسة الزنا أو عائد منه ..
                          أين الرادار الليلي الذي صدعونا بالكلام عنه ؟..
                          ولماذا أرى كمين مرور للتفتيش على الأحزمة
                          كل دقيقة في الصباح بينما معظم الحوادث تقع ليلاً ؟..
                          بهذه الطريقة في القيادة ليس الغريب أن يقع حادث
                          من وقت لآخر.. المعجزة الحقيقية ألا يحدث حادث
                          كل دقيقة.. المعجزة ألا تكون لدى كل سائق
                          ميكروباص مرة واحدة يقود فيها في حياته ثم يموت
                          ويأتي غيره، وكلهم يتوق إلى أن يرى طنطا هذه!
                          (خلص) و(اخطفها) ..كلمتان هما السبب الدائم لمشكلة المرور في بلدنا .. كل حادث لابد أن سببه واحد
                          أراد أن (يخلص) أو وجد فرصة وأراد أن (يخطفها)..
                          حتى هذه اللحظة كنت أرى الركاب هادئين مستسلمين
                          كالخراف، وقد قال لي أحد الجالسين جواري:
                          "هو دايمًا يسوق كده .. ما تركزش وبإذن الله
                          نوصل بالسلامة" لكن صبري كان قد نفد،
                          فلو كان هذا المخبول يتوق إلى تدمير الميكروباص
                          والانتحار فهذا شأنه، أما أنا فليس ضمن برنامجي
                          أن يصير أطفالي يتامى بسبب مدمن أفرط في شرب (التوسيفان) أو تلك الخلطة اللعينة التي يطلقون
                          عليها (مزاج العربجي).. صارحته برأيي
                          في قيادته وكيف إن الميكروباص كاد ينقلب سبع مرات
                          على الأقل .. فقال في غلظة وتحد:
                          "مش انت اللي سايق يا أستاذ..
                          أنا اللي وازن الدركسيون وعارف أنا بعمل إيه بالضبط .. يعني أنا عاوز أقلب عربيتي ؟"
                          أخبرته بحقيقة حسبتها مفهومة،
                          هي أن كل من انقلبت به السيارة كان يزن
                          عجلة القيادة ويعتقد أنه يعرف ما يفعله ..

                          تعليق


                          • #28
                            وبالتأكيد لا أحد منهم تمنى أن يحطم سيارته ..
                            كل هذا مألوف للقارئ ولا يبرر كتابة هذا المقال،
                            لكن ما ليس مفهومًا هو تلك الثورة العامة التي

                            عمت السيارة، وكيف هبت كل تلك الخراف النائمة

                            تصيح بي بمزيج من الغضب الحقيقي ومداهنة السائق:

                            "يا عم ما تفوّلش ... تف من بقك .. بشروا ولا تنفروا **"
                            كان رأسي يوشك على الانفجار من الغيظ ..

                            تأمل معي هذا المنطق .. التحذير هو الذي
                            سيقلب السيارة ويرسلنا إلى الجحيم، بينما كل هذا الذي يمارسه السائق شيء طبيعي والرجل يعرف ما يفعله .. الحوادث لا تقع لأن هناك مستهترين، وإنما لأن

                            أمثالي من الأفندية كغربان البين يصرون على

                            (التفويل) .. طبعًا تمت الرحلة على خير بدليل
                            أنني أكتب هذه السطور، وإن حققت رقمًا قياسيًا جديدًا

                            هو ساعة إلا الثلث من القاهرة لطنطا، لكن هذه القصة ذكرتني بقصة للراحل العظيم (يوسف إدريس) اسمها (سنوبزم)، عن أستاذ الأنثروبولوجي الذي اعتاد ركوب الأتوبيس المزدحم، وفي يوم راقب مشهدًا غريبًا .

                            رجل يتحرش بامرأة إلى درجة محاولة نزع ثوبها ..
                            لما استغاثت المرأة هب ركاب الحافلة كلهم على من ؟..
                            على المرأة طبعًا .. وتم رميها من السيارة

                            في أول فرصة .. هذا السلوك الجماعي الغريب
                            أثار فضول عالم الأنثروبولوجي فسأل الناس
                            بصوت جهير عن سبب هذا التصرف ..

                            كانت النتيجة أنه تلقى علقة ساخنة

                            وألقي من الأتوبيس بنفس الطريقة ..

                            السلوك الجماعي يتخذ مناحي غريبة أحيانًا،

                            وهو في قصتي يكشف الكثير عن مفهوم القدر

                            في عقولنا .. في هذا المفهوم يعتبر الحذر

                            من الحوادث هو سبب الحوادث،

                            ولا يوجد ما يمكن منعه على الإطلاق

                            و(لو مكتوب لنا نعمل حادثة حنعمل ..

                            حتى لو العربية واقفة).. يا سلام على كل هذا
                            الإيمان والزهد الجديرين بالدخول في تراث التصوف **..

                            يقود الرجل سيارته بسرعة ثمانين في الساعة

                            وطفله السعيد على حجره خلف المقود،

                            معرضًا الطفل لتهشيم جمجمته مع أول فرملة عنيفة،

                            فلو أنه ارتكب هذه الفعلة في الخارج لشنقوه ..

                            يترك الرجل طفله يتسلق سور الشرفة ويتدلى منها…

                            يناول الرجل صديقه كوب الشاي الساخن فوق
                            رأس طفله .. فإذا تكلمت قال لك في حكمة

                            إن الحذر لا يمنع القدر وإن (ربنا يستر) ..

                            فإذا وقعت الواقعة وهلك الطفل جلس في

                            سرادق العزاء يبكي ويتحدث عن
                            (الوديعة التي استردها الله منا )

                            و(هذا هو عمره ).. نعم .. كان مكتوبًا

                            أن يتسلق الطفل سور الشرفة وتنزلق قدمه

                            فيسقط في الشارع .. كان مكتوبًا أن ينفجر إطار الميكروباص وينقلب وهو يرمح
                            بسرعة 120 كيلومترًا في الساعة ..

                            كل هذا مكتوب كما كتب أنك أحمق مستهتر،

                            ورعونتك سوف تقودك إلى المهالك ..

                            سبعون بالمائة من الحوادث يمكن منعه ..

                            هذا ما يقوله الغربيون .. كم من حريق ينتظر

                            أن يحدث بسبب عقب سيجارة أو ماس كهربي ..

                            كم من كوب مليء بالبوتاسا الكاوية
                            التي تبدو كاللبن ينتظر الطفل البائس

                            الذي سيشربه .. حادث السيارة المروع

                            الذي سيحدث فجر غد بسبب الرعونة ..

                            كل هذا يمكن منعه .. حتى الأوبئة يمكن منعها

                            لأن هناك فرعًا مهمًا من الطب اسمه الطب الوقائي،
                            فلا تبقى إلا نسبة 30% يستحيل أن تفعل

                            بصددها أي شيء، وهي قائمة البراكين والفيضانات والزلازل، وطبقًا لهذا كان ينبغي أن تكون مصر
                            أكثر بلدان العالم أمنًا، فقد حفظها الله

                            من الكوارث الطبيعية لكننا ملأناها بالكوارث البشرية .. أحيانًا تبلغ القدرية درجة تثير الجنون ..
                            أذكر أن شابًا في العشرين من معارفي
                            أجرى جراحة تافهة، وبسبب خطأ اعترف به
                            طبيب التخدير توفي الفتى على مائدة الجراحة ..
                            قلت لأقاربه إن من حقهم – وربما واجبهم –

                            أن يتخذوا إجراءً قانونيًا .. كان ردهم متوقعًا

                            هو أن التقاضي لن يعيد لهم من مات، ثم أن هذا عمره ..
                            لقد كان مكتوبًا له أن يموت في هذه الساعة ..
                            قلت لهم إنه لو أخرج طبيب التخدير سكينًا

                            وأغمده حتى المقبض في صدر الفتى، فهذا عمره أيضًا .. ولو عممنا القاعدة فلا جدوى من معاقبة القاتل

                            في أية جريمة.. بالطبع لم يكونوا مستعدين

                            لسماع هذا الهراء ، وخبرات آلاف السنين

                            لا يمكن تغييرها لمجرد أنك تريد هذا ..

                            أعتقد أن هذه القدرية سوف تكبلنا للأبد،

                            ما دام لا يمكن منع الحوادث، وما دامت

                            فكرة الاحتياط اعتراضًا على القدر.

                            واجب علماء الدين أن يثبتوا مفهوم (أعقلها وتوكل)

                            في أذهان الناس منذ الصغر، وأن ينموا نوعًا

                            من الوعي المروري ذي الطابع الديني في الأذهان،

                            إذا كان الناس فعلاً متدينين بالقدر الذي يحبون

                            أن يتصوروا أنفسهم به .. الخاطر الأخير
                            الذي جال بذهني بعد مغامرة الميكروباص

                            تلك هو صورة وطن كامل ..

                            وطن كامل يندفع إلى الهاوية، بينما الناس

                            نيام مستسلمون لقدرهم، و
                            (ما تركزش وبإذن الله نوصل بالسلامة)،

                            فإذا فتح أحمق فمه للاعتراض هبوا

                            غاضبين يخرسونه .. السائق يؤكد أنه يسيطر

                            على عجلة القيادة تمامًا لكن الشواهد تكذبه ..

                            ثم إنني استبعدت هذا الخاطر حتى لا يتهمني

                            أحد بـ(التفويل)، فلعلي إذا أسرفت في الحديث

                            عن ضياع الوطن ضاع الوطن فعلاً.تم


                            يتبع

                            تعليق


                            • #29
                              مقال رمضان جانا
                              2012
                              لهذا الشهر رائحة، ولهذا الشهر صوت..

                              وله شخصية كاسحة حفرت الذكريات لدى كل واحد منا. لو لم يكن لديك فيض من الذكريات يتعلق برمضان فأنت على الأرجح لست مصريًا
                              لرمضان صوت. لا شك في هذا، وأنا أضع
                              على رأس قائمة الأصوات صوت الشيخ محمد رفعت الرهيب المزلزل، القادم من عوالم يعرفها هو وحده، والذي تقشعر لسماعه وتنتعش. بعد هذا يأتي صوت تواشيح النقشبندي.. هذه تواشيح قد استطاعت أن تكون هي صوت رمضان بجدارة،
                              وكل مصري يعرف الجو الذي تبعثه كلمات
                              مثل (يقول أمتي. يا رب أمتي).. أو صوت تواشيح
                              ما قبل صلاة الفجر، مع صوت من يقول بصوت عال ممطوط: اللهم صل على حضرة النبي ي ي
                              يمكن بشيء من التحفظ أن تضيف أصواتًا أخرى:
                              في طفولتي كان هناك ارتباط خاص بصوت
                              القلي أو التحمير القادم من المطبخ والمرتبط بأمي.
                              الأم المصرية المعتادة تقف في الحر وسط الأبخرة الخانقة، كأنها هكتور في حرب طروادة.
                              وكانت تعترف لي كثيرًا أنها تتلذذ جدًا بهذا الشعور:أبناؤها صائمون ونائمون بانتظار المدفع بينما هي تحارب في المطبخ وحدها. ثم المدفع الذي كان يرج البناية رجًا مع صوت الجندي (الحمش) الذي يحسب أنه يحرر القدس شخصيًا.. لماذا لم تعد البنايات ترتج بصوت المدفع؟.. صوت ثلاثي أضواء المسرح قادمًا من التليفزيون يردد (بايم بايم) التي لم أفهم معناها حتى اليوم، ثم أغنية حزينة لشادية في الراديو تبكي على النصيب والناس المجاريح، وشويكار تمط الألفاظ وتعابثها بشكل يجعل وجه أبي يحتقن غيظًا وهو يرشف الحساء، ثم جاء صوت نيللي ثم صوت شريهان،
                              ثم شعر الناس في لحظة أنها لعبة سخيفة
                              وفقدوا اهتمامهم. على أننا نلاحظ أن فوازير
                              ثلاثي أضواء المسرح كانت ساذجة جدًا،
                              ومن الواضح أن معظم الحوار كان يرتجل
                              ساعة التصوير، فقيرة الإمكانيات لحد لا يصدق،
                              وكانت جوائزها من نوعية ساعة اليد والدراجة،
                              وحلولها كانت صعبة جدًا
                              (أذكر فزورة تدور حول هروب روذرفورد
                              للولايات المتحدة وفزورة حول لقاء
                              هانيبال بسكيبيو الأفريقي!) .
                              مع الوقت صارت الفزورة أكثر شياكة
                              وصارت حلولها في غاية الهيافة على غرار
                              (ما هو الشيء الذي يحرق ونطبخ عليه طعامنا؟).
                              وصارت الجوائز لا تقل عن أطنان ذهب
                              وشقق كاملة التجهيز.. لقد ازدادت الأشياء أناقة
                              وتفاهة معًا بمرور الوقت.
                              صار المظهر أهم شيء في الكون
                              لن أنسى رمضان الذي توقفت فيه فوازير ثلاثي أضواء المسرح في اليوم العاشر،
                              لأننا عرفنا لدى عودتنا من المدرسة
                              أن الجيش المصري عبر قناة السويس.
                              وقضينا الليل نفكر في هؤلاء الأبطال الذين
                              يحاربون في صحراء سيناء في هذه اللحظات
                              بالذات تاركين أهلهم يذوبون قلقًا عليهم،
                              وعند الفجر راح البيت يرتج..
                              لكنه ليس ارتجاج مدفع الإفطار بل
                              ارتجاج المدفعية المضادة للطائرات في
                              مطار محلة مرحوم القريب. رائحة البارود تمتزج بهواء الفجر النقي وتتسلل لأنوفنا فتتقلص أحشاؤنا
                              من ضمن أصوات رمضان المهمة جدًا صوت
                              زوزو نبيل تقول وهي تتثاءب: (مولاي)
                              في ألف ليلة مع موسيقا كورساكوف الساحرة.
                              يمكن القول بلا مبالغة إن كورساكوف
                              صنع جزءًا حميمًا من تراثنا
                              أما عن رائحة رمضان فحدث بلا توقف..
                              رائحة مصر ذاتها.. رائحة الأحياء الشعبية
                              وماء الورد الذي يذوب في الماء المثلج
                              ويقدم للمصلين في المساجد بعد الصلاة..
                              رائحة الكنافة والقطائف وهما في مرحلة
                              العجين الأولى. ثم السحور الذي تقاوم فيه النعاس بالقوة، يختلط برائحة الشمع الذائب في فانوس جميل من الصفيح صنعه عم شحتة أو عم بيومي
                              في زقاق ما من (درب الأتر)
                              ـ "أكل حتى الفجر.. نوم حتى الظهر..
                              خناق حتى العصر.. ترقب حتى المغرب"..
                              هكذا وصف الساخر العبقري محمد عفيفي
                              صيام أغلب الناس،
                              وهي مقولة ما زالت قادرة على جعلي أبتسم
                              قلت في مقال قديم إنني عشت رمضان في مختلف الفترات.. رمضان في يوليو وأنا أعمل في تلك القرية المجاورة لكفر الزيات، عندما تركب أربع مواصلات يوميًا وتعود لدارك منهكًا ليست في جسدك قطرة ماء واحدة..تنام كالقتيل وتصحو لتكتشف أن ثلاث ساعات
                              ما زالت تفصلك عن كوب الماء المثلج
                              لأن موعد المغرب هو الثامنة مساء! لم أعرف أنني سأعيش حتى تدور العجلة من جديد، لكن على الأقل لا أضطر للسفر في الحر! في ذلك الوقت كنت أعتقد أنه عندما يدور رمضان دورته من جديد سأكون
                              نسيًا منسيًا إغراء شديد يدفعني لأن أقول إن رمضان لم يعد

                              هو رمضان. يبدو أن هذه غريزة قوية عند البشر
                              تشبه الطعام والجنس..أن تجلس لتندب ضياع الماضي الذي كان رائعًا دائمًا.
                              نغمة (لم تعد الأمور كما كانت) شهية جدًا.
                              سأقاوم بصعوبة ألا أغرقك في تفاصيل كهذه..
                              حتى المقالات من طراز مقالي هذا
                              (كنا نفعل كذا وكذا في رمضان..
                              كان أبي يفعل كذا.. لم يعد لشيء ذات المذاق.. إلخ).. حتى هذه المقالات صارت تثير سأمك
                              لأنك قرأتها ألف مرة من قبل

                              تعليق


                              • #30
                                لقد امتد بك العمر لترى فوانيس رمضان العجيبة
                                التي تعمل بالكهرباء و القادمة من الصين
                                ظهرت فوانيس على شكل باربي و تغني
                                العنب العنب ثم ظهر المفتش كرومبو
                                هذا العام بدأ سبونج بوب يظهر في كل مكان
                                هناك عك غير عادي في هذا فالخلط بين
                                شخصية كارتون غربية وأثر فاطمي موغل في
                                عراقته أمر مشين يجب أن يكون الفانوس من
                                صفيح سيئ اللحام يتفكك بسهولة و عليه زجاج
                                ملون و يشتعل بشمعة و يحرق يدك الصغيرة
                                غير هذا سخف
                                رأيت بوجي وطمطم في رمضان
                                ورأيت فوازير شريهان وكل حيل
                                الكاميرا الخفية التي تهدر كرامة المرء
                                و تستفزه و تثير جنونه من أجل ضحكة بلهاء
                                ثم رأيت رمضان دون فوازير خالص
                                و لعل هذا أفضل شيء جديد
                                ثم رأيت رمضان دون تليفزيون مصري
                                أصلاً لأن الناس هربت إلى الفضائيات
                                منذ بدأ عصر الريادة
                                ازدادت الطوابير أمام باعة الكنافة و القطائف
                                و إن تضاعف الذعر في الوجوه و الرعشة
                                كأن كل واحد يخشى أن يفوته شيء سوف
                                يظفر به الآخرون و لا شك أن الناس كذلك
                                صاروا أكثر شراسة و عدوانية
                                و لعلها أخلاق الزحام أخلاق الزحام تجعلك تشعر بقلق
                                متزايد من أن رغيفك ليس مضمونًا
                                و هناك من سيخطفه في أي لحظة
                                وقد لاحظ أحد الصحفيين أن كثيرين
                                يفطرون قبل الآذان في موائد الرحمن
                                لأنهم يفتكون باللحم بمجرد جلوسهم
                                لو انتظروا الآذان فلربما اختطف شخص آخر اللحم في التليفزيون إعلانات السمن هي هي
                                إعلانات الشاي هي هي في زمني كان إعلان
                                الميلامين جامد و متين له شجن و سحر خاص
                                و بعده كان إعلان شهادات الاستثمار
                                الفايدة متزايدة.مع الوقت أصابنا الذهول
                                عندما رأينا إعلانات عن اختراع اسمه التلفزيون الملون
                                لسبب ما كانت إعلانات التليفزيونات تكثر في رمضان كأنها
                                تحركك لشراء تليفزيون قبل آذان المغرب
                                و كانت هناك سلسلة إعلانات الفنان
                                حسن عابدين الشهيرة:
                                يا ترى ما هو سر الآن تسللت إعلانات خطوط الموبايل
                                نفس الجلسات لنفس الفنانين و نفس المقالب
                                عندما أرى هذه الجلسات أشعر بأنهم
                                يقولون لنا : هكذا يتكلم أسيادكم و هكذا يمزحون
                                هذا هو الشيء الوحيد الجدير بالمشاهدة يا ولاد الفقرية
                                المسلسلات فقدت مذاقها القديم
                                حاولت أن أتابع بعضها فلم أقدر
                                كانت الكثرة تغلب الشجاعة لكنها اليوم تغلب التميز
                                مستحيل أن تتابع 9989998 مسلسلاً كل يوم
                                وتحتفظ بسلامة عقلك وتوازنك النفسي
                                قائد الفرس يحاول الفوز بالأسيرة العربية الحسناء لنفسه
                                ثم المسلسل التالي حيث يسرا تكتشف
                                مؤامرة للتجارة بأطفال الشوارع المسلسل الثالث و الأب يكتشف أن ابنته تقابل عادل
                                المسلسل الرابع حيث يقرر المطاريد الصعايدة
                                أن يخضعوا لـ حمدان صاحب أكبر شارب فيهم
                                المسلسل الخامس حيث يكتشف الباشا أن الصحفي الذي يهاجمه في مقالاته هو إبراهيم
                                في نهاية رمضان تكون أحداث المسلسلات
                                قد تداخلت تمامًا قائد البيزنطيين ينتظر عودة البنت هالة من الكلية
                                لأنه يعتقد أنها تزوجت عرفيًا من زعيم المطاريد
                                سيف الدين قطز غاضب جدًا لأن المستند المهم
                                قد اختفى وهو يخشى أن يصل للنيابة
                                وهو يعتقد أن شجرة الدر تتعاطى المخدرات
                                والباشا يحب منى لكنها تمضي أكثر الوقت في الديسكو
                                هناك كذلك تلك الظاهرة التي تفاقمت
                                منذ أعوام: حالة تقمص جان دارك
                                لدى الفنانات الكبيرات و نفس الكلام الفارغ
                                عن بنتك اتأخرت في الكلية يا ست هانم
                                والمستند ده لو وصل النيابة يا مراد بيه
                                كلنا حنروح ورا الشمس و الفتيات
                                اللاتي يصحون من النوم بكامل مكياجهن
                                و الميزانسين الأبله الذي يصر عليه كل
                                المخرجين و الزووم الذي ينقض على وجه
                                كل شخصية وهي تنهض لتأخذ دورها
                                في الكلام و إضاءة التنعيم على وجه
                                سميرة أحمد و فيفي عبده و نادية الجندي
                                التي تخفي التجاعيد و أي تعبير تمثيلي ممكن
                                و التمثيل غير الرديء غير الجيد الذي
                                يفي بالحد الأدنى دون دراسة حقيقية للشخصية
                                شخصية إيه من الواضح أنهم قرأوا
                                عبارات الحوار قبل التصوير بعشر دقائق
                                و محمد صبحي الذي يعتقد أنه مصر فلم
                                يعد ينطق إلا بالمواعظ و المُثل و هو ينظر
                                حالمًا في عدسة الكاميرا
                                كأن الفنان الكبير يجب أن يقول كلامًا كبيرًا
                                و كأن أدوار الشر و الخلل النفسي لا تليق به
                                تعال نخرج إذن ما دمنا سئمنا التليفزيون
                                هناك قطاع من المدينة لا ينام أبدًا
                                و يستهلك كمية أضواء تكفي لإضاءة
                                لاس فيجاس كلها
                                ثمة اختراع جديد اسمه الشيشة على المقاهي
                                طيلة ليالي رمضان و اختراع جديد
                                اسمه المرأة التي تدخن الشيشة لأن
                                رجلاً أحمق يعتقد أن هذا مثير جنسيًا
                                برغم أن هذا المشهد يرتبط في ذهني بالمعلمة بتاعة المدبح فقط
                                ما هي المتعة غير العادية في إمضاء ساعة
                                تلو أخرى على المقهى وسط سحب الدخان و الضحكات
                                و الغريب أن هذا يمتد حتى صلاة الفجر يوميًاو هذا يذكرنا
                                بالعبارة الشهيرة التي بدأت تظهر في
                                الصحف في السبعينيات : سحور بارتي راقص على أنغام الموسيقى
                                مئات الأمثلة تجعلني أتساءل:
                                هل تغير رمضان حقًا و فقد مذاقه القديم الحبيب
                                أم إنني تغيرت و ذبلت براعم تذوقي
                                ربما كان الاثنان معًا
                                على الأقل مازال الشيخ رفعت و النقشبندي
                                بصوتيهما الأثيرين القادمين من عالم آخر
                                ما زالا في مذياعي وأرجو ألا يقرر
                                أحد إلغاءهما يومًا ما على سبيل التجديد
                                مازال صوتا عبد العزيز محمود و عبد المطلب يقولان :
                                مرحب شهر الصوم مرحب
                                و رمضان جانا
                                عندها فقط أتصالح مع الطفل في داخلي و أبتسم تم

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                                يعمل...
                                X