إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الأديب أحمد خالد توفيق

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    مقال

    برعم الوردة
    يموت رجل الأعمال الملياردير وآخر كلمة يلفظها
    هي : (روزباد) أي برعم الوردة ...
    ترسل الصحف الأمريكية مندوبيها في تحقيق
    مرهق طويل لمعرفة كنه هذا الـ (روزباد)..
    يتحركون في كل اتجاه .. ما الذي مات الملياردير
    وهو يتمناه ؟ .. هو الذي أنشأ جنة صناعية كاملة
    اسمها (زانادو) فيها كل ما يشتهي ..
    في نهاية الفيلم نكتشف أن (روزباد)
    هي الزحافة التي كان يلعب بها في طفولته
    والتي اضطرت أمه لبيعها .. هكذا كبر الملياردير
    وامتلك أمريكا ذاتها لكنه ظل يتحرق شوقًا في
    عقله الباطن للعب بتلك الزحافة الصغيرة **...
    هذه هي القصة المؤثرة لفيلم (المواطن كين) تحفة
    (أورسون ويلز)، والذي يحكي قصة حياة
    ملك الصحافة الأمريكي (راندولف هيرست... )ـ
    عندنا في العامية المصرية نقول:
    "اللي ما شبعش على طبلية أبوه عمره ما يشبع"..
    وهو يفسر حالة الجوع النهم لدى كل هؤلاء
    المليارديرات الذين يملأون المجتمع المصري اليوم
    ولا يشبعون من النهب أبدًا .. السبب ببساطة أنهم
    لم يشبعوا في طفولتهم
    ينطبق الكلام على المال ينطبق على الحنان
    ينطبق على الحب
    ***
    كان يحبها بحق ..

    تلك الرائحة الوليدة للعواطف القادمة
    لتوها من المصنع بعد فك السيلوفان ..
    هذه أول مرة تستعمل فيها قلبك ..هل يعمل جيدًا ؟.
    تذكر أننا ما زلنا في فترة الضمان ..
    رائحة المطر في الهواء والسكاشن التي
    تنتهي قبل الغروب .. والشعور الأليم بأنها ستنفد
    السمراء المرهفة الرقيقة ذات عيني الغزال ..
    كان يملك تلك القدرة السحرية على رؤية الجمال
    في صديقة البطلة .. الحمقى ينظرون بإعجاب للبطلة، ويفوتهم أن يروا ويفهموا الكنوز التي لدى
    صديقتها الخجول الصموت ..
    عندما تقترب أنت وتنحني أمام العرافة المقدسة
    وتخبرها كم هي رائعة . كم هي أسطورية ..
    عندها تستحق وحدك أنهار اللبن والعسل التي
    ادخرتها لأول من يلاحظ ذلك ..
    أول من يدرك أنها أروع من صديقتها المفتعلة الملطخة بالأصباغ
    ويقول رفاقي: لن تفلح
    ويقول رفاقي: هل تنجح ؟
    أن ترقى درجات المذبح
    وتبث الكاهنة العظمى
    ترنيمة شجوى لا تبرح ؟
    كان يحبها في صمت ثلاثة أعوام، وفي حفل
    أسرة الكلية بمناسبة نهاية العام

    طلبوا منه أن يلقي قصيدة ..
    مال على الفتى الذي يعزف الأرغن الكهربي
    وطلب منه أن يتابع القصيدة بلحن (أرانجويه)..
    سأله في غيظ: انت عاوز تقول قصيدة و لا تغني ؟
    لن يفهم وقف وبصوت مرتجف

    وعلى خلفية اللحن الرهيب،خرج الصوت متسربًا لأوتار قلوب الجالسين ..
    لو كان صوتًا واثقًا أو أكثر ثباتًا قليلاً لما أحدث
    هذا التأثير .. كان صادقًا وقد تلقى الجميع
    الإشارة بذلك .. كانت روحه هي التي تتكلم
    ومهما كنت أو صرت .. أحبك مثلما أنت
    فلا تتغيري أبدًا .. وكوني دائمًا أنت
    ..........................................
    بعيدًا أنت تنسابين والأنظار تفترسك
    وداعًا طفلتي السمراء حقًا سوف أفتقدك

    تعليق


    • #32
      بعد الحفل تدنو منه لتقول له في لطف: كنت رائعًا
      يتراجع للخلف ويضرب الجدار بظهره شاعرًا
      بأنه يذوب في الأبدية .. وفي سره يهمس
      جاءت لتهمس : قد أجدت
      فيا ملاكي رفرفي
      لو أنها كانت تعي
      أني احترقت كما الذبابة في لهيب تلهفي
      يقول لها وهو يوشك على الإغماء
      ـ"القصيدة دي كانت لك **"ـ
      تقول وهي تنظر في عينيه
      ـ"ما انا عارفة!"ـ
      ألهذا يطلق الفرنسيون على الحب اسم

      (الميتة الصغرى) ؟.. أنت تموت فعلاً
      تبدأ أيام الحلم
      أطفال تغمرنا النشوة
      نتبادل ألفاظًا خجلى
      ألتذ براءة ضحكتها
      أجتر عبير سذاجتها
      وتجاهد كي تبدو أنثى
      وأكافح كي أبدو رجلا
      ...............
      إني أهواها .. تهواني
      يكفيها هذا .. يكفيني
      ككل قصة حب أخرى لابد أن تفنى ..
      تفنى بالفراق أو الزواج .. المهم أنها تفنى ..
      كان هو الذي أدرك أن الحب جميل
      لكن تبعاته مستحيلة قاسية ..
      حسابه في المصرف بضعة جنيهات ..
      إنه طالب لم ينه دراسته بعد ..
      والده مدير شركة كبرى لكنه مدير شركة
      لم يختلس قط، لذا كان حسابه في المصرف
      أسوأ من حساب صاحبنا .. لماذا أطلب منك
      الانتظار من أجل حلم قد لا يكون أبدًا ؟..
      صديقاتك يظفرن بالزيجات الثرية ..
      صديقاتك ينلن كل شيء .. فرسان الأحلام
      يحلقون في السماء من حولكن ..
      أنتن كبيرات ناضجات أما نحن فبعد أطفال
      نتلقى المصروف من آبائنا، ونتشاجر
      على لفافة تبغ وجدناها في درج أحدنا ..
      طيري مع صديقاتك .. طيري ..
      اتركيني هنا في الوحل .. ولا تعودي أبدًا
      تبكي .. تدفن عينيها الجميلتين في منديلها فيصرخ فيها: طيري ****... طيري
      اليوم يعرف كم كان حكيمًا في قراره هذا
      عندما لم يستطع أن يتزوج إلا بعد سن الثلاثين
      من دونك لن أزعم أبدًا أني أتنفس من دونك
      من دونك أهذي .. أتثاءب .. أكتب أوراقًا .. أتعثر
      ولبضع ثوان أتمادى
      ولبضع قرون أتقهقر
      أحيانًا أضحك .. أتناسى
      أهمس ألفاظًا وسنانة
      وأخط عبارات الشكوى من فوق جدار الزنزانة
      يمر أمام بيتها في شارع النحاس كما فعل
      ألف مرة من قبل .. هذه المرة يرى بوضوح
      باقة الأزهار في شرفتها بالطابق الخامس ...
      رسالة صامتة بليغة
      وكانت باقة الازهار تنظر لي من الشرفة
      لقد كانت تواسيني
      تفتش في قفار العطف عن لفظ يعزيني
      ورغم ضراوة الأشواك قد أحسست بالألفة
      لقد كانت تصارحني بما قد كان في أمسي
      ولم تجهل حكايا الوهم .. والآهات واللهفة
      ***
      لماذا يتذكر هذا الآن ؟..
      منذ ذلك الحين كف عن كتابة الشعر ..
      اكتسب هذا الاكتئاب الساخر مع تلك
      اللمسة المتعبة التي يعرفها كل من قابله ..
      إنه يتذكر .. كان هناك حب حقيقي حريف في حياته وقد اكتملت عناصره، لكنه ضاع للأبد ...
      ربما يشعر بدنو النهاية ..
      ربما يهمس وهو يرى عباءة الموت تظلل
      عينيه: برعم الوردة .. روزباد ...
      عندها لا تتساءلوا كثيرًا يا سادة
      مهما حقق صاحبنا من نجاح أو انتصار ..
      مهما شاب شعره ... مهما اكتسب من حكمة ..
      فهو لم يتذوق الوجبة الوحيدة التي اشتهاها حقً.تم

      يتبع

      تعليق


      • #33
        لا شيء كالكتابة يقودك مباشرة إلى الروح ..
        إن الصوت قد يكذب وقد يحبط الخيال
        لكن الكتابة تفتح عالماً براقاً من السحر و الخيال
        نوع اخر من الكتابة بتوقيع العراب


        تلك المقبرة قصة نشرت على حلقات
        الحلقة الاولى

        سأحدثك عن مقبرة قريتنا.
        هناك عند الجهة الغربية من القرية يوجد
        حزام من أشجار التوت العتيقة،
        ومنحدر وعر يطل على حقل نصف محروث.
        تمشي في هذا الممر الطويل محاذرًا
        أن تتعثر فتسقط.. هنا يجري أمامك كلب أجرب
        أو قط هزيل، وترى السور المهدم
        الذي يحيط بالمقابر. لا تنس قراءة الفاتحة للأموات
        وأنت تمشي بين الشواهد. في الريف
        يزاولك الشعور بأن هؤلاء موتى ..
        هذه مساكن قوم يميلون للانطواء
        وعدم الاختلاط بالآخرين لا أكثر.
        ولكن من قال إن الموت يساوي بين الرءوس؟
        كل أنواع الطبقية ستجدها هنا بين قبور طينية
        فقيرة
        وقبور رخامية متغطرسة وأحواش أقرب
        إلى القصور!
        لا توجد مساواة في الموت كما ترى.
        بعض الأسماء تعرفه على الفور ..
        أسرة الدهبي ،أسرة الدمام، الخ وبعض الأسماء مجهول
        كل مقبرة لها طابع يخصها،
        لكن المقبرة التي أتكلم عنها هنا فريدة من نوعها.
        مقبرة فقيرة هي أقرب إلى حجر يعلو كومة من الطين،وبخط طفولي ساذج

        كتبت آية قرآنية (فيها خطأ لغوي)
        واسم صاحب القبر: (المرحوم عزت الدرهيبي)
        الذي يقال إنه توفي عام 1936.
        لا شك أن القبر لم يُفتح منذ أغلق على عزت،
        فلا أقارب له في البلدة ولا أولاد.
        لم يزرع أحدهم بعض الصبار
        أو يرش الماء على التربة قط ..
        بالواقع لا يذكر أي واحد حرفًا عن عزت هذا..
        لقد وُجد ثم زال فلم يبق منه سوى اسمه ..
        على كل حال يوجد احتمال
        لا بأس به أن المقبرة خالية من الجثث.
        هناك آثار نبش قوية حولها،
        وثمة اعتقاد أن بعض اللصوص سرقوا الجثة وباعوها.
        أنت الآن تفهم كيف بدأ الأمر وأعتقد أنني لم أخبرك بشيء جديد ..
        أرجو أن تصغي لي باهتمام ..
        الأسطورة الشائعة في القرية هي أن المقبرة مسحورة،
        وأن التعامل معها يجلب الوبال،
        لكنهم يعتقدون كذلك أنك لو دفنت فيها
        مالاً لمدة ليلتين ثم عدت للمقبرة لوجدته قد تضاعف.
        لا شك أن هناك من جرب هذا،
        لكن لم تكن هذه التجربة تلاقي إقبالاً على كل
        حال بسبب الخوف من المقبرة،
        وكما قال إمام المسجد:
        ـ«التعاطي مع الجن له فوائد جمة، لكن له أخطارًا جمة كذلك»
        في سن العشرين ذهبت ليلاً إلى المقبرة
        وبعناية دفنت خمسة جنيهات.
        ثم فررت وقلبي يتواثب كالطبل ..
        بعد ليلتين عدت إلى هناك ورحت أحفر الأرض
        بملعقة معدنية على ضوء الكشاف.
        وجدت ورقة مطوية بعشرة جنيهات **..
        الإشاعة حقيقية إذن!
        بعد هذه التجربة بأيام أصبت بوعكة لعينة من التيفويد.
        كدت أفقد حياتي وأحتاج العلاج إلى شهر كامل،
        ولم أكن قد أخبرت أحدًا بتجربتي مع المقبرة،
        لكني قدرت أن سبب المرض
        هو لعنة الجان على الأرجح
        من يلهُ بالنار يحترق بها،
        ولابد أنني لهوت أكثر من اللازم

        تعليق


        • #34
          جاءت أمي بقطعة من الورق قطعتها على شكل دمية،
          ثم راحت تثقبها بالإبرة وهي تردد بعض الأدعية،
          ثم وضعتها فوق البخور المشتعل فتفحمت ..
          قالت لي إن الدمية تمثلني،
          ويبدو أن هناك عينًا شريرة أصابتني.
          كنت أفكر في عشرة الجنيهات القادمة من المقبرة،
          وأعترف أنني لم أجسر على صرفها قط.
          طاقة التابوو المحيطة بها جعلتني عاجزًا عن إنفاقها
          أو حتى لمسها. وضعتها بين دفتي كتاب لا أفتحه إلا نادرًا ..
          في سيارة الأجرة المتجهة إلى بنها،
          مدينة الجن والملائكة بالنسبة لنا نحن القرويين،
          كنت جالسًا جوار صبري صديقي
          وهو طالب في كلية الزراعة.
          قال لي صبري بلا مناسبة إنه جرب أن يدفن
          بعض المال في قبر الدرهيبي،
          وعاد بعد ليلتين ليتفقده ..
          جف ريقي وتساءلت في لهفة عما وجده..
          قال في خيبة أمل:
          ـ«لم أجد المال أصلاً.. هناك من سرقه ..
          كانت هناك آثار أقدام قرب المقبرة ..
          هناك مخادع ينشر هذه الأكاذيب ليجمع المال،
          كما يحدث في تلك الآبار التي يزعمون أنك
          لو ألقيت فيها مالاً لتحققت أمنيتك.
          طبعًا ليذهب أحدهم لينزح العملات في قاع البئر بعد هذا..
          مقبرة الدرهيبي خدعة وقد كلفتني مائة جنيه».
          ابتسمت في عصبية ولم أخبره أن تجربتي أنا قد نجحت ..
          لا أعرف التفسير لكنه مخيف على الأرجح،
          وعلى الأرجح كذلك تضاعف ماله
          لكن هناك من سرقه قبل أن يعود صبري
          لموضع المال. قال صبري وهو يرتجف:
          ـ«هذا قبر غريب .. هل لاحظت أن الطيور
          لا تحلق فوقه أبدًا،وأنه لا توجدنباتات من حوله ؟»
          قلت في ملل وأنا أراقب الطريق:
          ـ«هذا متوقع .. الرجل مقطوع من شجرة ول
          ا يعرف أحد شيئًا عنه ..لا أحد يُعنى بالقبر .. »
          ـ«الطيور لا تعرف هذا»
          «حيث لا توجد نباتات لا توجد طيور».


          الحلقة الثانية

          كنت طالبًا في كلية الآداب،
          وكنا نقيم في شقة رخيصة فقيرة
          في حي شعبي قريب من الجامعة.
          طعامنا هو ما نأتي به من القرية
          أو هو الفول وعلب السردين.
          كنت أحب مطالعة رواية الأيام لطه حسين؛
          لأنها تعطيني بعض الأمل أن هذه البداية
          قد تقود لنهاية طيبة. كان معنا طالب حقوق
          وطالب طب ومعظمهم من قريتي..
          لم تقع أحداث مهمة طيلة سني الكلية
          إلا أنني قابلت طالبًا اسمه سيد الدرهيبي.
          كان هذا اسمًا عجيبًا غير مألوف،
          وقد أخبرته بأن له قريبًا مدفونًا في قريتنا
          اسمه عزت الدرهيبي. اندهش جدًا ووعدني
          بأن يسأل أهله عن هذا الجد،
          وأعتقد أننا صرنا صديقين حميمين ..
          بعد أسبوعين التقينا فكررت سؤالي عن جده
          غريب الاسم، فقال في عصبية:
          «لقد سألت الكبار .. هناك تفاصيل كثيرة،
          لكن أنصحك أن تنسى هذا الرجل.
          هناك أشياء إن تبد لكم تسؤكم.
          من مصلحة الجميع أن ينسوا هذا الرجل،
          وأبي يذكر القصة بشكل ضبابي،
          لكنه أوصاني ألا أتعمق في الأمر ..»
          تساءلت في فضول:
          «أنت أشعلت تطلعاتي ولم تطفئها ..
          بعد كل هذا الذي قلته لا أحسبني سأفكر في
          أي شيء غير عزت الدرهيبي وقبره»
          قال الفتى وهو يبتعد:
          «وأنا أعرف الآن أنه قريبي .. وأنصحك أن تنساه
          تمامًا إذا أردت الاحتفاظ بصداقتي!»
          كان الأمر يفوق قدراتي على التحمل.
          انتهت سنوات الدراسة .. أرجو ألا تتحرك كثيرًا
          فهذا يشتت ذهني فلا أستطيع استكمال القصة.
          هل ترغب في لفافة تبغ؟. لا بأس … هذا يريح
          أعصابك قليلاً وإن كان يسبب لي مشكلة.
          سيكون الأمر عسيرًا.

          أقول إن سنوات الدراسة انتهت ووجدت نفسي
          معلمًا في مدرسة صغيرة في بلدة مجاورة،
          وقد تمكنت بكثير من الجهد والوساطة
          أن أعمل في مدرسة ببنها.

          تعلمت التدخين كما ترى،
          ومعه تعلمت أشياء كثيرة. الإقامة وحدك في مدينة
          مع أصدقاء تدفعك لتجربة عدة أشياء
          ليس كلها مستحبًا …
          بالإضافة لهذا كنت قد وقعت في حب «مي»
          المدرسة الحسناء زميلتي في المدرسة،
          وقد عرضت عليها حبي فلم تبد معترضة.
          لكنها كانت تنتظر اللحظة التي أتقدم لها طالبًا

          يدها من أبيها، وكنت أخشى هذه الخطوة جدًا
          لأنني أدرك أنني مفلس تقريبًا ..
          لا أحتكم إلا على راتبي. إن مقابلة أبيها
          براتبي هذا نوع من الإهانة للرجل بلا شك.

          في النهاية تشجعت وذهبت لأقابل أباها
          ومعي أخي الأكبر، وكانت جلسة ناجحة لأنني
          بذلت الكثير من الوعود المالية .. وعود لا أملك
          قرشًا منها، وكان أخي ينظر لي في دهشة
          وحيرة عاجزًا عن الاعتراض ..
          لا يريد فضائح هاهنا ..

          عندما غادرنا الدار بعد قراءة الفاتحة،
          كان موشكًا على فقدان الوعي وقال لي:
          «أنت تورطت وورطتني معك في وعود مستحيلة»
          قلت في غموض إنني سأعرف كيف أتصرف ..
          لكني في النهاية جربت الاقتراض من كل
          أصدقائي ومن كل جهة يمكنها أن تقرضني ..
          لا جدوى هنالك .. لا أحد يعطيك مالاً في هذا العالم ..
          كنت أشعر باختناق وازددت عصبية.
          لابد من طريقة لصنع المال في هذا العالم.
          هناك السرقة وهناك الميراث وهناك الزواج
          من حيزبون ثرية وهناك الذهاب للعمل في الخليج..
          وكلها خيارات غير متاحة لي. واضح أنني سأعود
          إلى مي لأخبرها أني عاجز
          وأطلب منها أن تعتذر لأبيها على ضياع وقته.

          على أنني في تلك الليلة نمت مهمومًا،
          وفي المنام رأيت رجلاً فارع الطول
          يصعب أن أميز وجهه، وكان يتقدم نحوي عبر مقابر
          مظلمة يغطي الضباب شواهدها،
          وكان يمد يده لي. يردد بصوت عميق:
          «عد إلى الدرهيبي .. أنت تعرف الجواب».
          شعرت بحاجة شديدة إلى أن ألحق به وأمد يدي له.
          في الوقت نفسه كنت أتهيب اللقاء.
          عندما صحوت من النوم كنت غارقًا في العرق
          البارد وشفتاي كانت جافتين كالقش.
          أمسكت بكوب الماء جوار الفراش وجرعت منه.

          سيد الدرهيبي .. يجب أن أجده وأعرف ما يعرفه
          .. لكن كيف ألقاه ثانية؟ هو ليس من قريتي.
          على الأقل أعرف أنه مدرس وأنه خريج نفس
          كلية الآداب. كنا صديقين أيام الكلية كما عرفت،
          لكن بشرط ألا أذكر سيرة قريبه الغامض.
          حان الوقت لإعادة التجربة. أنا ناضج اليوم
          وأعرف أنها هراء على الأرجح،
          لكني في ظروف تجعلني أجرب كل شيء.

          هكذا عدت لقريتي فقضيت يومًا عاديًا مع
          الأصدقاء والأقارب .. عندما جاء المساء أخذت
          الكشاف ومشيت وحدي نحو المقابر.
          لم يكن من داع للكشاف لأن قمرًا حزينًا باهتًا
          كان يطل على المكان، ويراقب كل شيء.
          جواره ذلك النجم الذي يسمونه (أخت القمر).
          وكانت بعض الذئاب تعوي من بعيد بصوتها
          الكئيب الباعث للرهبة. أحفظ جيدًا الطريق
          إلى قبر عزت الدرهيبي الذي ألهب خيالي
          في الماضي، ولو جئت أنت قريتنا فلسوف تعرفه

          على الفور من طابعه المخيف وخلو المساحة حوله من أي نبات.
          سوف أجرب حظي مرة أخرى.
          لا تلمني فقد أخبرتك بالمأزق الذي أمر به.

          تعليق


          • #35
            الحلقة الثالثة
            سيجرب نبش هذا القبر ليعرف ما فيه ..
            القبر أقرب لكومة من طين ترتفع فوق الأرض..
            هناك على اليمين فتحة مسدودة بالملاط واضح
            أنها التي أدخلوا الجثة منها. لا أنكر أن هناك
            رائحة عطنة، ومن المستحيل طبعًا أن تكون

            رائحة الجثة بالداخل، فهي مدفونة منذ نحو
            تسعين عامًا .. لابد أن حيوانًا قد نفق هنا في
            وقت قريب.
            أخرجت ورقة بمئة جنيه، ولففتها في قطعة من
            غشاء السلوفين، ثم دفنتها بعناية وأهلت فوقها
            الغبار. كان قلبي يرتجف، وخطر لي أن أحدهم
            سيأتي من خلفي ويضع يده على كتفي ليقول
            شيئًا!… تبًا!. سأخيف نفسي حتى الموت!
            لقد نفذت جزئي من الصفقة ..
            دعنا نرَ ما سيفعله القبر.
            نهضت وبخطوات مسرعة وقلبي يثب في فمي
            مغادرًا الجبانة. كلب أجرب راح ينبح في وجهي،
            لكني رحبت به كثيرًا .. على الأقل هذا كائن
            طبيعي من عالمنا …
            عندما عدت لداري ونمت كان نومًا كئيبًا
            يسبح في العرق والكوابيس ..
            بعد ليلتين قمت بالمغامرة مرة أخرى. حملت
            الكشاف وانتظرت حتى تغطى العالم بالليل،
            وزحفت تحت ذلك الغطاء الكثيف نحو المقابر.
            مشيت في الممر الضيق الذي يطل على الحقل
            المحروث، ولعله الارتباك الذي جعلني أتعثر
            أكثر من مرة ..
            في النهاية وصلت إلى المقبرة المرهوبة،
            فركعت على الأرض ورحت أعبث بحثًا عن الكيس
            الذي أخفيته أمس .. أين هي؟ ثم شعرت
            بالسلوفين فقبضت على الشيء وأخرجته.
            على ضوء الكشاف تأملت اللفافة ثم فتحتها
            لأجد ورقة بمائتي جنيه!
            كان قلبي موشكًا على التوقف من فرط الانفعال.
            الأمر حقيقي إذن .. ما حدث في صباي لم يكن
            وهمًا أو مصادفة.
            ليكن ما يكون .. ليكن هذا لعبًا مع النار أو لا ..
            هذا القبر هو سري الخاص ولسوف يحل
            مشاكلي الخاصة. عدت للبيت حيث نامت الأسرة،
            فدخلت إلى غرفتي الريفية الواسعة واستلقيت
            في الفراش أتفحص الورقة ذات المائتي جنيه ..
            لا غبار عليها .. ليست مزورة ..
            لا توجد أي آثار أقدام حول المقبرة ..
            ليس هناك من يتسلى بي أو يعابثني.
            وفي النهاية لم يرني أحد وأنا أدفن اللفافة
            فكيف يأتي بعدها ليبدلها؟
            في الصباح ذهبت إلى المدينة .. ذهبت إلى
            المصرف وسحبت معظم مدخراتي: عشرة آلاف
            جنيه، ثم ركبت سيارة أجرة متداعية عائدًا إلى قريتي ..
            سألتني أمي عن سبب خروجي المتكرر ليلاً فقلت
            لها إنه الملل لا أكثر .. وعندما جاء المساء
            خرجت مسلحًا بالكشاف وكيس صغير فيه المبلغ
            الهائل الذي أملكه. عندما تحمله في يدك تدرك
            كم هو ضئيل تافه ..

            مضيت بين أشجار التوت وبين شواهد القبور
            الغافية .. وعلى ضوء الكشاف حفرت حفرة
            أعمق نوعًا في المقبرة، ثم تلفت حولي ودفنت المال.
            فلنأمل أن تكون الأسطورة صادقة وألا أكون
            أحمق شخص في العالم كما أتوقع.
            لم أستطع البقاء في القرية ليومين.. كنت متوترًا
            بحق .. لو نجحت التجربة الجديدة فكل ما علي
            هو أن أكرر هذا العمل عدة أيام. عشرة آلاف
            جنيه ستكون نصف مليون بعد مثابرة عدة أيام.
            دعني أواصل الحكاية أرجوك وكف عن التململ ..
            أكره المستمعين نافدي الصبر فعلاً.
            يستفزونني. أقول إنني قضيت يومين في
            المدينة. كنت في حالة عصبية أوشك على دفع
            عقارب الساعة بكتفي لتتحرك ..
            هل قلت لك إنني قابلت سيد الدرهيبي بالصدفة؟
            وجدته في ميدان المحطة وكان يبتاع جريدة،
            فهرعت نحوه. لم أبذل جهدًا لتذكيره بي لأنه
            عرفني على الفور. تعانقنا وسألني عن أحوالي..

            قال إنه تزوج ويقيم في القاهرة.
            إذن لماذا أنت هنا؟ لم يفسر ..
            جلسنا على أحد المقاهي وتبادلنا الأحاديث،
            ثم جاء السؤال الذي أرهقني كل هذه الأعوام:
            «للمرة الأخيرة أسألك ماذا تعرف عن عزت الدرهيبي؟»
            توقعت أن ينصرف غاضبًا، لكنه هذه المرة تردد
            قليلاً.. سحب الدخان من الشيشة وأطلق سحابة كثيفة،
            ثم قال:«كل أسرة لديها وصمة عار،
            وقد أرغموه على ترك الأسرة
            والإقامة في قريتكم حيث مات…»
            «وما هي وصمة عاره بالضبط؟»
            «لا أدري بالضبط كان ماجنًا وارتكب الكثيرجدًا
            من الموبقات .. ويقال إنه مارس السحر الأسود.
            كان لديه كتاب اسمه (شمس المعارف الكبرى)
            وكان يستعمله ككتاب مقدس يهتدي به..»
            بدأ الأمر يتضح لي .. توقعت شيئًا كهذا. فقال سيد:
            «أقول لك هذا الكلام للمرة الأخيرة ..
            في أسرتنا لا يذكرونه بتاتًا ويعتقدون
            أن سيرته تجلب الشؤم»
            شمس المعارف الكبرى!.. الرجل كان يمارس
            السحر إذن ..لا أعرف خواص مقابر السحرة،
            لكنها بالتأكيد تختلف عن المقابر العادية التي
            ندفن نحن فيها ..
            افترقنا وأنا أفكر في نقودي العزيزة التي تكمن
            هناك في قبر منسي مهمل في قريتي.
            ماذا حدث لها؟
            عدت لقريتي بعد يومين وانتظرت حتى جاء الليل،
            فتسلحت بالكشاف ومشيت في طريقي المعتاد
            بين أشجار التوت حتى الطريق المتعرج الذي
            يطل على حقل منحدر. ثم بلغت القبر …
            مددت يدي في لهفة ورحت أحثو التراب
            عنه حيث دفنت مالي أمس.
            لم يكن هناك شيء!

            تعليق


            • #36
              الحلقة الرابعة
              الكيس الذي وضعته منذ يومين قد اختفى بمالي
              الذي يمثل معظم ثروتي. لقد وقعت في الفخ،
              مثل ضحايا النصابين الذين نقرأ عنهم في
              الصحف .. لكني كنت أحسبني أكثر ذكاء من ذلك.
              مدبر هذا الأمر ذكي حقًا أنفق القليل ليجني الكثير.
              جلست على الأرض أحك رأسي .. صورة ناطقة
              بالعجز والحيرة. صوت الكلاب تنبح من بعيد
              وصرصور الحقل يغازل أنثاه .. لا مخرج أمامي
              .. لا يوجد من أتهمه حتى لو طلبت الشرطة ..
              المشكلة مشكلتي ويجب أن أجد حلاً لها.
              بدأت تمشيط التربة المحيطة بالقبر بحثًا عن آثار
              أقدام سارقي.. لم تكن هناك أي آثار وهذا
              غريب. ثم لاحظت أن هناك أقدامًا مخلبية شبيهة
              بأقدام الكلاب.. هذه الأقدام تنحدر من شاهد
              القبر نحو .. نحو الفتحة الموجودة على اليمين
              في مستوى الأرض وهي الفتحة التي يدخلون
              الجثة منها. أثار دهشتي أن الفتحة لم تعد
              مسدودة بالملاط كما كانت ..
              إنها مفتوحة كأنها جحر ثعلب.
              ثعلب أو بنت آوى .. لا أدري .. لكن من
              المستحيل أن يسرق مالي.
              الحيوانات أذكى من أن تهتم بأوراق كريهة
              المذاق مثلنا معشر البشر.
              ما أعرفه يقينًا هو أن هذا الجحر يحوي لغزًا.
              كنت أحمل مطواة صغيرة من النوع الذي يُطوى
              فأخرجتها ورحت بنصلها أحاول أن أوسع الفتحة
              أكثر فأكثر ..
              كانت التربة هشة .. وسرعان ما نجحت في صنع
              فتحة تكفي لدخول رجل بالغ. رميت بضوء
              الكشاف داخل القبر وحاولت أن أرى شيئًا ..
              هنا خطر لي أن هذا القبر أوسع
              وأكبر مما تخيلت بكثير.
              لا تضايقني أرجوك .. قصتي موشكة على الانتهاء.
              قلت لك إنني تسللت إلى داخل المقبرة
              وأضأت الكشاف .كانت المقبرة واسعة بحجم غرفة ..

              أكثر مما تخيلت بكثير.
              أدركت أن هناك عددًا من الأنفاق الجانبية
              في الجدران .. نحو أربعة أنفاق لا أعرف
              أهميتها ولا قيمتها، ولم أفهم كيف لا تتداعى
              التربة لتسد هذه الأنفاق. رحت أبحث على ضوء
              الكشاف عن مالي .. بالفعل وجدت الكيس
              الذي دفنته .. بيد مرتجفة وعلى ضوء الكشاف
              فتحته فوجدت نقودي كما هي ..
              لم تزدد ولم تنقص. السؤال هو: من جاء بها هنا؟


              قررت أن الوقت قد حان لكي أعود ..
              بعد كل شيء أنا في مقبرة تحت الأرض في
              منتصف الليل. لست من الطراز قوي الأعصاب
              إلى هذا الحد. لقد استرددت مالي وفيما بعد
              سأقضي الساعات محاولاً فهم ما حدث: جان ..
              شياطين .. ثعالب .. شخص يمزح .. أي شيء..
              لكني اكتشفت أن الفتحة التي مررت منها قد
              انسدت .. كيف ومتى؟ لا بأس .. يمكن أن أحفر
              واحدة أخرى فالتربة هشة هنا. فجأة تحول كل
              شيء إلى هلاوس مخيفة .. لست واثقًا مما
              رأيت ولربما أثر المناخ علي. لقد رأيت الجدران
              تذوب وتتحول إلى كتل من لهب .. كانت أجسادًا
              مشتعلة تخرج من اللهب وترقص حولي.
              الجان خلقوا من مارج من نار، فهل هؤلاء جان؟
              كانت الأرض تذوب بدورها، وتتحول إلى حمم
              لكنها غير حارقة .. لم تحترق قدماي.
              وأمامي رأيت الجدار ينصهر .. ينصهر كاشفًا عن
              فجوة أقرب لمحراب في الصخر، وعندما دققت
              النظر أكثر أدركت ان هذه مومياء جالسة ..
              مومياء رجل فارع الطول مدثر في كفن أبيض.
              عرفت على الفور من هو.. هذه مومياء عزت الدرهيبي.
              نفس الرجل الذي كان يطاردني في المنام.
              سمعت صوتًا قادمًا من لا مكان يردد:
              «عد إلى الدرهيبي .. أنت تعرف الجواب»
              ثم أردف ذلك الصوت القادم من لا مكان:
              «كنت أنتظر نحو مئة عام حتى يتجاسر أحدهم
              ويدخل هنا. لقد سئمت الحياة أو بمعنى أصح
              سئمت الموت.. أن تطاردك لعنة أبدية تحرمك
              الراحة إلى يوم الدين. تقتات بالجيران الذين
              تجدهم في القبور وتسرقهم من الأنفاق ..
              كانت الشياطين تلعب مع الفانين لعبة مضاعفة
              المال، وخطر لي أن أحدهم سيستبد به الفضول
              ويدخل هاهنا . أنت أول من تجاسر ودخل،
              وقد حقت لي الراحة .. حق لي أن أتحلل.
              انتهت حياتي كغول وبدأت حياتك!»

              ورأيت وأنا موشك على فقدان الوعي المومياء
              تذوب بدورها .. ملامحها تضمحل وتتلاشى …
              كأنها قطعة فحم مشتعلة تتلاشى جذوتها..
              ومن حولي دارت رقصة الشياطين ..
              وسمعت أغنية مخيفة لم أفهم حرفًا من كلماتها ..
              وسرعان ما تداعيت وغبت عن العالم.
              عندما أفقت كنت خارج المقبرة .. وكان الفجر دانيًا..
              عدت لداري وعرفت ما يجب علي القيام به ..
              عزت كان ميتًا لهذا كان يقتات على الجيف،
              أما أنا فمن حقي أن أجرب لحمًا طازجًا نضرًا ..
              لقد تغيرت حياتي بالكامل.
              الآن أنت تعرف القصة يا سامي، وتعرف لماذا
              اصطحبتك للمقبرة ليلاً، وتعرف لماذا أنت مقيد
              ومكمم الفم جوارها الآن .. لقد انتهت قصتي
              وحان وقت العمل. لا تحاول الصراخ

              فلن يسمعك أحد .. سأحاول أن تمر اللحظات القادمة بسرعة.تمت


              يتبع


              تعليق


              • #37
                مقتطفات من اقواله

                لا أخاف الموت ..أخاف أن أموت قبل أن أحيا .

                تحبین الأطفال ؟.. برافو ..
                لكنھم طبعًا ھؤلاء الأطفال الذين يظھرون
                على علب الألبان الصناعیة..
                لو استطعت أن تحبي طفلاً قذرًا فقیرًا
                مبلل الثیاب يتزاحم الذباب والمخاط حول
                وجھه فأنا أقر لك بأنك أنثى كاملة..

                كان ملحداً متعصباًُ..
                وقد راح – أثناء مناقشتي معه -
                يقسم لي بالله العظيم أنه على حق **

                لماذا يموت الحب يا ملاكي الصغير ؟‎ ‎‏
                ‏ لماذا تخبو تلك الجمرة المقدسة
                لتصير رمادًا برغم لهيبها الذي أحرقنا يوماً ؟
                يبدأ فقدان الحب بأن نكف عن العطاء
                بعدها نكف عن الأخذ...

                المرأة الخیالیة أو الحالمة ھي
                الجحیم ذاته .. لأنھا لن تجد من
                تبحث عنه أبداً.. لن تجد فارسھا
                وسوف تكتفي بتعذيب البائس الذي رضیت به..

                شدتني البساطة التي تكلمت بها
                مع غريب مثلي، كأنها تعرفني منذ زمن،
                وبرغم هذا لا تبدو وقحة أو متحررة، كأنها
                تناقش زوجها أو أخاها، بلا أي غرض سوى
                المناقشة في حد ذاتها.
                إن هذا الأسلوب يُحيّر الرجل الشرقي
                الذي لا يتوقع من الفتاة إلا أن تكون
                شديدة الحياء أو شديدة المجون،
                ولا يفهم أي أسلوب آخر في التعامل.

                تعليق


                • #38
                  ماذا تعلمت من كل ما مررت به؟ ...
                  تعلمت أنني لم أتعلم شيئاً ...
                  ولو أن عمري غدا عشرين عاماً
                  لفعلت نفس الأشياء و اقترفت ذات الأخطاء
                  وقلت ذات التفاهات ...
                  إن التاريخ يعيد نفسه لسبب واحد ...
                  هو أننا في كل مرة نتوقع أنه
                  لن يعيد نفسه و أن الأحداث ستأخذ مجرى جديد.


                  الأرجح أن الشخص الحنون لا يفرق بين
                  إعطاء الحنان وتلقيه ... هذه ظاهرة عجيبة

                  أرجو أن تخفض الإضاءة .. فهذا يضفي
                  على الحجرة جو الكآبة الذي أرجوه **

                  الفلسفة هى فن التحدث عن التفاحة بدلا من أكلها.

                  أمقت الصوت العالى بشكل لا يوصف
                  و من المؤسف اننا محاطون بأشخاص
                  لا يملكون اى موهبة الا صوتهم العالى .



                  مصر غارقة في دوامة:
                  كيف أعمل وأنت لا تعطيني مالاً ؟..
                  كيف أعطيك مالاً وأنت لا تعمل ؟


                  معنى الصداقة ھو أنني – تلقائیًا – أراك
                  جديرًا بأن ائتمنك على جزء من كرامتي


                  أتركوا لي ما تبقى مني


                  ليتنا أنا وأنت جئنا العالم قبل اختراع التلفزيون
                  والسينما لنعرف هل هذا حب حقًا

                  أم أننا نتقمص ما نراه ؟


                  عبقرية هي الفتاة التي تجيد التفرقة
                  بين الدلال والميوعة ..
                  لو قابلتها يا بني فلتتبعها لآخر العالم.

                  أعشق من الصحابة الكرام ( عمر بن الخطاب )
                  رضي الله عنه .. لأنه رجل يكره
                  الإدعاء ويفعل اكثر مما يتكلم .


                  وطنك هو المكان الذى ارتديت فيه أول
                  سروال طويل فى حياتك، ولعبت أول
                  مباراة كرة قدم، وسمعت أول
                  قصيدة، وكتبت أول خطاب حب،
                  وتلقيت أول علقة من معلمك
                  أو خصومك فى المدرسة..
                  وطنك هو المكان الذى ذهبت فيه
                  للمسجد لأول مرة وحدك، وخلعت
                  حذاءك متحديًا صديقك أن يقف جوارك
                  لتريا أيكما أطول قامة.. وطنك هو
                  أول مكان تمرّغت على عشبه فى
                  صراع مع صديق لدود من أجل
                  فتاة لا تعرف شيئا عن كليكما .


                  قال لي: أريد أن أسافر إلى أمريكا ..
                  إلى بلد يعرف قدري .. قلت له:
                  لماذا تريد أن تسافر لبلد يعرف قدرك ؟...
                  لماذا تريد هذه الفضيحة ؟ .. في بلد
                  طيب متسامح مثل مصر يمكن للحمار
                  أن يظل مستورًا وأن يأمل في وجبة العشاء..
                  لكن هناك سيفتضح أمرك خلال
                  ربع ساعة ... نصيحتي هي.. ابق هنا!

                  تعليق


                  • #39
                    أقسى شيء في العالم أن تقنع
                    من تحبه بأن يحب الأشياء التي تحبها أنت

                    الدرس الذي تعلمته من هذا الموقف هو:
                    لا تصارح الآخرين بعيوبهم إلى أن
                    يكتشفوها هم بأنفسهم.

                    من الصعب أن تكون أنت الحجة الأخيرة..
                    ألا يكون هناك من تنظر لأعلى نحوه طالباً النصح.. أن يطالبك الناس بالعطاء
                    وأنت تشعر بالحاجة للأخذ.


                    لكن دعني أخبرك بشيء مهم ,
                    لا تقض حياتك بإنتظار أن تنتهي الفترة
                    كذا و الفترة كذا .. أن تنتهي فترة الدراسة ..
                    أن تنتهي فترة التجنيد الإجباري ..
                    أن تنتهي فترة انتدابك في كينيا ..
                    إلخ لسوف تجد أن حياتك صارت مجموعة
                    من الفترات يجب أن تنتهي و هوب!
                    تكتشف أنك بلغت نهاية العمر
                    ولما تنعم بحياتك يوما واحدا ..
                    يجب أن تستمتع بكل فترة كأنها هي
                    الصورة الوحيدة النهائية لحياتك


                    جو الشتاء الحزين ودفء البيت والحنين
                    لشيء ما .. كل هذا يغريك بأن تلصق
                    انفك بزجاج النافذة وتحلم .. لكن هناك
                    منذ ميلاد البشرية ما يرغم الإنسان على
                    الخروج تحت الأمطار ذاهباً لمكان ما .

                    نعم.. لم يكن للمصريين مايباع
                    سوى الماضى.. وقد اشتريناه.

                    غريب أمر الإنسان حقًا ..
                    إن عيوبنا ككشافات سيارة نركبها ..
                    لا نراها نحن أبدًا بينما هى تعمى عيون
                    الآخرين الذين يقابلوننا .. و بالمثل نحن
                    نرى كشافاتهم- أو عيوبهم - بوضوح تام
                    قد يدفعنا إلى مطالبتهم بتخفيضها قليلاً



                    فى حياة كل منا أشياء ثمينة جدًا،
                    لكنها تجعل الآخرين يتهموننا بالتفاهة
                    أو الضحالة أو الجنون إذا عرفوا بها،
                    و نتهمهم نحن بالغباء
                    و تبلد المشاعر عندما يبدون سخريتهم


                    لا يكفيك أن تنساها ..
                    يجب كذلك أن تنسى أنك نسيتها

                    قال لي سالم بيه:
                    "أنت تقرأ كثيرا..أنت مجنون!" ..
                    قلت له إن القراءة بالنسبة لي
                    نوع رخيص من المخدرات. لا أفعل بها
                    شيئاً سوى الغياب عن الوعي.
                    في الماضي -تصور هذا- كانوا
                    يقرءون من أجل إكتساب الوعي



                    التعبير عن الإعجاب لدى الأطفال
                    بسيط جداً وعملي جداً؛ كل ما هو
                    جميل يجب أن يحرق أو يحطم أو يبدد...

                    إنَّ سر تقديرنا البالغ لمن ماتوا،
                    هو أنهم لن يضرونا بعد الآن ..

                    الرضا ... كوب من الماء الصافي
                    يُمكن لأي شيء أن يفسده!


                    أتمنى أن أبكي و أرتجف
                    التصق بواحد من الكبار
                    لكن الحقيقة القاسية هي أنك الكبار! ..

                    أنت من يجب أن يمنح القوة و الأمن للآخرين!
                    عندما يُقيّدون سجيناً ما ويجردونهُ
                    من ثيابه ثم يصعقونة بالكهرباء،
                    فإنهم بذلك يكسبون خصماً عنيداً شرساً،
                    لقد صارت حياته كُلها تنقسم إلى ما
                    بعد الكهرباء وما قبلها، لقد كانت كلها
                    خوفاً من الكهرباء،
                    والآن بعدها لم يعد يَخاف شَيئاً

                    هذة فلسفة مُمتازة يجب أن
                    يتذكرها الطغاة والأوغاد عامَّة،
                    يجب أن تُبقي لضحاياك شيئاً ما يخافون
                    من فقدانه، لا تكن غبياً وتأخذ منهم
                    كل شيء، حتى لا يتحولون إلى
                    عدم الخوف من أيّ شيء

                    انتهت صداقتنا ليس بمشاجرة
                    أو موقف عنيف، وإنما هي حالة من
                    القرف والملل التدريجي ...
                    ما ينتهي ببطء لا يعود بسرعة ..
                    لا يعود أبدًا ..

                    تعليق


                    • #40
                      الحل الوحيد للمشاكل النفسية هو:
                      لا تكن عاطلاً… لا تكن وحيداً .

                      و شعرت بأن فى روحى ثقباً ..
                      ثقباً يتسع .. و يمتص كل ذكرياتى
                      و حياتى و أحلامى ..
                      وددت لو كان شخص أعرفه بقربى ..
                      أحكى له كل شئ .. أقص عليه حكاية الثقب.


                      إنَّ سر تقديرنا البالغ لمن ماتوا،
                      هو أنهم لن يضرونا بعد الآن



                      أسوء تعذيب فى العالم هو
                      الشخص المُصر على الكلام بينما أنت مُثقل بالهموم , ترغب فى أن تبقى صامتاً
                      وأن تصغى لأفكارك.


                      الخجل ينبع من توهمك لأهمية
                      مبالغ فيها لنفسك .. أنت لست مهماً كما تعتقد ..
                      لست مهماً على الإطلاق وليس هناك شخص متفرغ لمراقبة خلجاتك وأخطائك.


                      فى كل فتره من فترات حياتى الصعبه
                      كنت أنتظر أن تمر ..
                      أنتظر النور فى نهايه النفق ..
                      ماذا لو عرفت أن هذه حياتى ذاتها ؟؟
                      و أن النفق لا نهايه له الا القبر



                      الثقة بالنفس كلام فارغ ..
                      سوف يدهشك كم الأشياء التي لا تعرفها
                      أو لا تجيدها .. المهم أن تثق بقدرتك
                      على أن تكون أفضل


                      صدقيني.. سيأتي يوم تشكرينني فيه
                      على أنني لم أبذل جهداً للاحتفاظ بك



                      من المفترض أننا أنهينا الدهشة
                      منذ زمن وصار كل شىء قابلاً للتصديق



                      تعريف التفاؤل ؟ .. إذا قال القائد لجنوده
                      إن العملية خطرة وإنه يتوقع أن
                      يموت 99 من مائة منهم .
                      فإن التفاؤل يجعل كل واحد ينظر لرفاقه دامعاً ويقول لنفسه : يحزنني فقد الرفاق



                      سئمت التظاهر بأنني آخر


                      قلت لها مغضبًا: لماذا تميل النساء إلى الرجال الأوغاد الذين لا يوحون بأي ثقة؟
                      قالت في برود: مثلما تنجذبون معشر الرجال
                      إلى الفتيات المائعات اللاتي لا يعرفن
                      كيف يرعين طفلًا أو يحفظن بيتًا


                      إعمل الخير وارمه في البحر ..
                      بشرط أن يراك أحدهم وأنت تفعل ذلك ..
                      عندها سيخبر الآخرين أنك لا تفعل الخير فقط،
                      بل وترميه في البحر أيضاً !ّ


                      عندما تشم الحريق ولا تنذر من حولك..
                      فأنت بشكل ما ساهمت فى إشعال الحريق .


                      إن البنات لا يقلقن على تأخر زواجهن
                      بسبب حاجة فسيولوجية معينة أو خوفهن
                      من العنوسة أو شوقهن للأمومة ..
                      أعتقد أنهن يقلقن لسبب واحد يا
                      د.رفعت هو رؤيتهن لصديقاتهن يتزوجن
                      الواحدة تلو الأخرى ..
                      هل تعرف ذلك الشعور الممض ؟
                      لحظة استلام بطاقتك من السجل المدنى
                      أو استعادة كراستك فى المدرسة الابتدائية ؟ الصوت ينادى واحدة تلو الأخرى ..
                      الكل يسترد أوراقه ..تدريجيا تجد نفسك واقفا وحدك بانتظار من يناديك بدورك ..
                      ذلك القلق الرهيب والشعور بأنك
                      سقطت سهوا من فوق مائدة الحظ..
                      وأن أحدا لن يبحث عنك تحتها.


                      غريب هو ذلك العالم المتشابك الكامن
                      تحت فروة رأسى ..

                      أبدًا لن أتمكن من فهم ذلك الكائن الذى هو أنا .


                      تمر بالأطوار المعتادة:
                      في البداية أنت لا تعرف..
                      بعد هذا أنت لا تلاحظ..
                      ثم تلاحظ فلا تصدق..
                      ثم تصدق فلا تعرف ما ينبغي عمله


                      في كل مأزق في حياتي كنت أنتظر
                      ذلك الشيء ما الذي لم اكن أعرف
                      أنه عندي ليخرجني من هذا المأزق ...
                      أنا الآن في انتظار هذا الشيء


                      الأعوام تغير الكثير ..
                      إنها تبدل تضاريس الجبال ..
                      فكيف لا تبدل شخصيتك


                      يومًا ما سأقرأ هذه الكتب وأصير رائعًا ..
                      لكن ليس اليوم .


                      فى حياة كل انسان لحظة
                      لا تعود الحياة بعدها كما كانت قبلها .

                      يتبع

                      تعليق


                      • #41
                        عندما فرض أحمد خالد توفيق نفسه

                        من خلال سلسلته «ما وراء الطبيعة»

                        في السوق الأدبي، أصبح هناك نمط

                        أدبي جديد متاح بين أيدي القراء،

                        ألا وهو أدب الرعب،

                        وأصبح هناك «عرّاب» له،

                        كان ذلك هو أديبنا الراحل.

                        بالرغم من كون السلاسل الأدبية

                        لـ«روايات مصرية للجيب»

                        وقتها كل أبطالها من المدهشين الخارقين،

                        الذين يطيرون ويركلون

                        ويصنعون المستحيل، اختار توفيق

                        لسلسلته بطلًا طبيبًا، طاعنًا في السن،

                        واهن الجسد، يمتلئ جسده بالعديد

                        من الأمراض، لا يقوى على فعل شيء

                        باستثناء التفكير، توفيق جعل بطله

                        ذا ذهن حاد متقد، وعقلاً مميزًا

                        يحسن استخدامه، فكان هناك

                        «رفعت إسماعيل»،

                        الكهل الأسطوري، ومن هنا كان

                        الاختلاف والتجديد في أدب أحمد خالد توفيق.

                        أخذ نجم توفيق يسطع أكثر فأكثر بعد ذلك،

                        وغدت سلسلته «ما وراء الطبيعة»

                        أحد أهم الأعمال المقروءة لدى الشباب،

                        ليبدأ بعدها في صياغة سلسلة أخرى

                        تحت عنوان «فانتازيا»،

                        وهي لفتاة لا تملك أي ميزة نسبية

                        عن أي بنت سوى أن لديها عقلاً مميزًا

                        تجيد استخدامه، مثقفة، كثيرة القراءة

                        والاطلاع، وذهن حالم بديع يستطيع أن

                        يبحر بكل عذوبة في بحار الفانتازيا.

                        كأنما أحمد خالد توفيق يلعب على

                        أهم أوتار لدى الشباب من الجنسين،

                        ففي أبطال أعماله يبرز أن القوة

                        ليست كل شيء، وأن العقل الواعي

                        والذهن المتقد المستنير أهم وأفضل

                        الأشياء، وهي التي تصنع البطل الحقيقي،

                        يحاول أيضًا أن يبرز تيمة أن الثقافة

                        والقراءة هي أعظم الأشياء،

                        فكلما كنت مثقفًا كلما كنت بطلًا،

                        وأن العقل المتميز المستنير أعظم بكثير

                        من الجمال الثلجي السطحي الذي يخفي

                        تحت قناعه جهلاً وسطحية قميئة،

                        وهذا ما ظهر بجلاء في «عبير»

                        بطلة سلسلته فانتازيا.

                        بانتشار السلسلة بدأ توفيق في صناعة أخرى،

                        يحاول أن يضيف فيها نكهة التخصص

                        الأصلي له، ألا وهو «طب المناطق الحارة»،

                        فتوفيق كان أستاذًا لهذا التخصص

                        بجامعة طنطا، فظهرت سلسلته «سافاري»،

                        لذلك الطبيب الشاب «علاء عبد العظيم»،

                        الذي يشبه إلى حدٍ بعيد رفعت إسماعيل

                        بطل سلسلة «ما وراء الطبيعة».

                        وفي هذه السلسلة أراد توفيق أن يضيف

                        العلم المفيد الذي يعرفه ويعمل به

                        إلى السياق الأدبي، ليصنع روايات قيمة

                        ومفيدة علميًا، تضيف لقارئها الكثير،

                        وفي نفس الوقت لا يمل قارئها من الإبحار أدبيًا بها.

                        في غمرة كل هذا لا نستطيع أن ننسى

                        دوره البالغ الأهمية في ترجمة

                        وإعادة صياغة الأدب العالمي،

                        ليصدر أيضًا عن «المؤسسة العربية الحديثة»

                        سلسلة جديدة تحت عنوان «روايات عالمية للجيب»،

                        فكان توفيق ينتقي أفضل الروايات

                        وأقيمها ويختصرها بشكل فريد،

                        ويصيغها في قالب أدبي مميز يحمل بصمته،

                        حتى يقرأها الشباب باستمتاع ولا يملّوا منها.

                        إذن فهو كاتب يرى أن العقل هو الأساس،

                        يبتعد تمامًا عن صناعة البطل الهرقلي

                        الأسطوري الذي يصنع المستحيل

                        ويطوع اللامعقول، بل على العكس،

                        كان يرى في أبطاله أن الثقافة والعلم

                        والذهن المتقد هم الأساس في صناعة

                        أي بطل، وهنا كان بيت القصيد.

                        التأقلم مع متغيرات المجتمع

                        كانت كتابات توفيق موجهة بشكل

                        رئيس إلى فئة الشباب، فكان يكتب لهم

                        السلاسل التي أبطالها عبارة عن أفراد

                        عاديين مثلهم، يشبهونهم في كل شيء،

                        ضعفاء مثلهم، متيقظين إلى الكثير

                        من الأشياء الحياتية مثلهم، حالمين مثلهم.

                        تعليق


                        • #42
                          لم يتوقف توفيق عند ذلك، فقد ترجم
                          للشباب الأعمال الأدبية العالمية
                          في شكل مختصر بسيط شيق،
                          حتى يقرأوه ولا يملوا، باختصار
                          هذا الرجل استطاع فعلًا أن يجعل الشباب يقرأون.
                          في مقالاته أيضًا كانت معظم كتاباته
                          موجهة بشكل خاص إلى الشباب،
                          أذكر منها مجموعة المقالات التي جُمعت
                          في كتاب بعنوان «قهوة باليورانيوم»،
                          وكيف كان يتحدث عن الشباب وأحلامهم،
                          وصاغ ذلك على لسان أحدهم،
                          والذي يقول:
                          «أنا حطيت كل أحلامي على الديسك توب..
                          معنديش أحلام مؤجلة.
                          بس بأقلب أحلامي زي ما بنقلب الوصلة،
                          كل شوية أجرب حلم جديد».
                          لم ينس كذلك في بعض المقالات
                          أن يسرد وبلغة الحنين التي يجيدها،
                          أيام طفولته، وكيف أثّر أبوه على تكوين
                          شخصيته، وكيف يرى هو الجيل الحالي
                          ومفرداته في جو من المرح،
                          وبأسلوب الأب الذي يخاطب أولاده
                          وأحباءه، وأذكر من هذه النوعية
                          مقالًا بعنوان «نوستالجيا»،
                          والذي قال فيه جملته المشهورة:
                          هل فهمت الآن الحكمة من كون
                          عمر الإنسان لا يتجاوز الثمانين على الأغلب؟
                          لو عاش الإنسان مائتي عام
                          لجنّ من فرط الحنين إلى أشياء لم يعد لها مكان.
                          كذلك في رواياته التي كان كل أبطالها
                          من الشباب، كان يرى هذا الشباب
                          المحطم البائس الذي أثقلته الطموحات
                          وفتنة الأحلام ولم يجد طريقًا مضيئًا
                          يصل به إلى تحقيقها،
                          لتأتي كل أعماله وكأنما يداعب
                          أحلام الشباب حبيسة الصدور،
                          والتي تريد أن تنسم عبير النور،
                          وترتل ترانيم الحياة.
                          كان يرى في رواياته أن الشباب
                          واقعٌ بين شقي رحى، متمثل في أحلام
                          وطموحات بسيطة، كالسكن والعيش
                          والزواج وخلافه.. وبين واقع مؤلم مرير
                          لا يسمح لهم بتحقيق مثل هذه الأماني البسيطة.
                          على هذا الدرب كان يسير أديبنا الراحل،
                          مخاطبًا الشباب في جُل صنيعه،
                          حتى جاءت ثورة يناير 2011
                          لتكون فرقانًا كبيرًا في حياة الكثيرين.
                          «توفيق» بين الرأي والمبدأ
                          منذ اللحظة الأولى لقيام الثورة
                          وأديبنا الراحل قد أخذ موقفه الواضح
                          والصريح منها، فقد أيد موقف الشباب
                          في الثورة، ودافع عن أحلامهم
                          وطموحاتهم في حياة كريمة طيبة،
                          بها عدالة اجتماعية وشفافية،
                          بها العدل والمساواة بين جميع طوائف
                          المجتمع. كان رحمه الله هذا مبدأه
                          في التعامل مع إرهاصات الثورة،
                          فأخذ على عاتقه تبني موقف الشباب
                          والانحياز إليهم في كل كتاباته،
                          حتى وإن تسبب ذلك في نقم وسخط
                          البعض عليه، فهذا الرجل لم يتخلّ
                          عن موقفه أبدًا من أجل التقرب من
                          شخوص أو الفوز بمتاع زائف واه.
                          ولذا، فقد آمن به كل من تبعه
                          من الشباب وصدقوه، وأضحى في عيونهم
                          رمزًا وقيمة تعبر عن مكنونات صدورهم.
                          كان أحمد خالد توفيق من القلائل
                          في أرض المحروسة الذين لم تغويهم
                          ندّاهة القاهرة، فقد ظل على عهده
                          بحب مدينته ومسقط رأسه طنطا
                          بمحافظة الغربية، منذ ميلاده وحتى وفاته


                          رحل عن عالمنا
                          مخلفًا وراءه معينًا لا ينضب
                          من الأدب والثقافة،
                          عسى أن يكون قبسًا من نور لأجيال
                          وأجيال، لتعرف قصة هذا الرجل
                          وما أحدثه من فارق كبير
                          في خريطة الأدب المصري،
                          خاصة بين الشباب، إنه الرجل الذي بحق
                          جعل الشباب يقرأون..
                          ارقد في سلام يا عرّاب،
                          وتأكد أننا لن ننساك ما حيينا،
                          لأنك غرست في أرواح الشباب
                          أثرًا لا يزول أبد الدهر

                          تعليق


                          • #43
                            استغربوا حزننا
                            أدهشتهم دمعاتنا
                            سخر بعضهم من صدمتنا
                            لا عجب..
                            هم لم يعرفوه مثلنا

                            لا أملك صفحة على فيسبوك،
                            يقول د أحمد خالد توفيق
                            وإنما هي صفحة أو صفحتان
                            أنشأها لي بعض الأصدقاء.
                            يسبب هذا بعض المشاكل لأن أصدقاء كثيرين
                            يكلمون مدير الصفحة باعتباره أنا.
                            أحيانًا أدخل الصفحة فأجد
                            عبارات مختارة من بعض قصصي ..
                            المشكلة هي أن توقيت هذه العبارات
                            لا يكون مناسبًا على الأرجح.
                            في إحدى قصصي قال بطل القصة
                            إنه يحب أيدي الفتيات الباردة
                            لأنها تشعره بالحساسية والرهافة،
                            بينما الأيدي الدافئة توحي بالكسل والدعة.
                            عبارة قد تكون مقبولة في سياق قصة،
                            لكن نشرها بينما مصر كلها تبكي
                            بعد مذبحة بورسعيد أو بعد عملية إرهابية كبرى
                            في سيناء مثلاً، أمر غير مقبول على الإطلاق.
                            دعك من هواية لدى مديري الصفحات
                            ألا ينشروا اسم قائل العبارة ولا متى قالها.
                            هكذا تُنشر هذه العبارة على أنها رأيي الخاص
                            وليست رأي بطل القصة،
                            ولا يذكر أحد التوقيت ليخبر القراء
                            أن هذه جملة من قصة نشرت منذ عشرة أعوام!.
                            الآن يمكنك أن تتخيل كم الشتائم
                            التي تنهمر على رأسي من جراء تعليق كهذا
                            (أصل البيه مايع).
                            ولأسباب كهذه كففت عن
                            قراءة التعليقات نهائيًا منذ زمن بعيد.
                            أحيانًا يتكلم بطل القصة
                            بغرور أو وقاحة أو يكون ملحدًا ..
                            يقوم الأدمن بنقل الجملة كما هي
                            من على لسان البطل ويكتب اسمي جوارها!..
                            هكذا تجد لي عبارات خالدة مثل:
                            «يجب قهر الضعفاء – أحمد خالد»
                            أو
                            «إنني أقدم للأجيال القادمة قطوف الحكمة
                            التي لن يجدوها في أي موضع آخر – أحمد خالد»
                            أو
                            «من الواضح تمامًا أن الكون
                            أوجد نفسه بلا حاجة لخالق – أحمد خالد».
                            قلت للأصدقاء محرري الصفحات مرارًا
                            إن عليهم كتابة مصدر الاقتباس وقائله بدقة،
                            أو لا يكتبوا شيئًا على الإطلاق.
                            ينطبق الأمر نفسه على التويتات ..
                            أنا لا أتعامل مع تويتر ولا أعرف ما هو بدقة،
                            لكني أجد تويتات مستفزة حقًا تحمل اسمي ..
                            لقد كتبتها فعلاً لكن على لسان أبطال قصصي؛
                            ومنهم الوغد والمغرور والزاني والكذوب والملحد
                            أما أن تجد تويتة تحمل اسمي تقول:
                            «أنا اكره الربيع والأزهار والأطفال»
                            فأنت تشك في عقل من كتب هذا الكلام.

                            تعليق


                            • #44
                              و عن الغرور قال
                              مهما اعتقدت في نفسك الموضوعية،
                              وأنك أبرع وأذكى من أن يصيبك الغرور،
                              فثمة لحظة لا شك فيها تفقد فيها تلك الدفة
                              وتعتقد أن ما تقوم به هو الشيء الصحيح فقط.
                              الآخرون مضللون لا يفهمون.
                              جربت هذا الشعور المقيت ذات مرة،
                              عندما حضرت إحدى حفلات التكريم في مكتبة مشهورة،
                              وكما يوضح العنوان فهو حفل تكريم،
                              فلا مجال للمناقشة أو الانتقاد،
                              وإنما هو حشد من ذكر المآثر والنقاط الإيجابية.
                              ظللت جالسًا لمدة ساعة أصغي لعبارات الإطراء
                              التي لا أستحق ربعها.
                              صدق أو لا تصدق: شعرت بروحي تضيق وأفقي يضيق،
                              ورأيت صورة وهمية لنفسي أكبر بمراحل من صورتي الحقيقية.
                              بدأت أعتقد أنني معصوم وأن من يجادلني مغيب
                              لا يعي ما يقول. لقد ضاق صدري
                              بأي انتقاد أو لوم مهما كان بسيطًا واهيًا،
                              مع أنني دخلت المكان أقرب للتواضع
                              والميل لتقليل شأن الذات.
                              لهذا – وقد شعرت بأن نفسيتي تتغير فعلاً –
                              بدأت أشكر الحضور ثم أتحدث عن النقاط السلبية
                              التي لا تروق لي في شخصي وفي كتاباتي.
                              تذكرت هنا ما يفعله بعض المتصوفين عندما يعمدون
                              إلى تقبيل أيدي الفقراء على سبيل كسر كبرياء النفس.
                              والنقطة الأخطر هي أن غرورًا من نوع آخر بدأ يتكون في ذاتي:
                              الغرور لأنني متواضع ولأنني أفعل هذا كله!.
                              عندما عدت لبيتي خطر لي أن الأمر كان شبيهًا بالسحر ..
                              هذا التغيير أحدثته في نفسي بعض عبارات الإطراء
                              لمدة ساعة فقط، فأي اضطراب وتشويه
                              يحدث لمسئول كبير عندما يتلقى المديح طيلة حياته،
                              وهذا المديح قد يرتفع جدًا ليدنو من العبادة؟.
                              لا شك أن لدينا – معشر المصريين والعرب عامة
                              استعدادًا فطريًا لإفساد كل مسئول
                              بهذا المدح الزائد.. كل أفكاره عبقرية ..
                              كل أعماله إنجازات ..
                              كل خصومه مغيبون أو عملاء ..
                              في النهاية أنت تخلق صنمًا
                              لا يقبل النقاش ولا يعترف بالخطأ.



                              يتبع

                              تعليق


                              • #45
                                لماذا تكتب؟
                                هذا السؤال الكلاسيكي كانت إجابته
                                أنه يقرأ كثيراً، فيجب أن تخرج
                                هذه الطاقة بالكتابة،
                                الكتابة علاج نفسي،
                                وكل كاتب له تكوين مختلف عن
                                الناس العاديين، كما أنه مهتم بالكثير
                                من الفنون، يقول:
                                "أشعر بأن داخلي شيطان يريد
                                الخروج بأيّ شكل،
                                الكتابة طريقتي في إخراجه.
                                هذه الكلمات آخر ما قاله أحمد خالد توفيق،
                                قبل أن يغيبه الموت عن عالمنا
                                بساعات قليلة، وذلك في حواره
                                مع الكاتب عمر طاهر
                                في برنامجه «وصفولي الصبر».



                                لم يكن عمر طاهر يعلم أن
                                سؤال حلقته سيكون السؤال الأخير
                                الذي سيوجه إلى صديقه أحمد خالد توفيق،
                                حيث كان السؤال
                                ما هو مفتاح شهرة وجماهيرية
                                الكاتب فى مصر؟ وما هو الفرق بين
                                الشهرة والنجاح؟ وما هو الطريق إليهما؟».

                                وكان أول سؤال يوجهه عمر طاهر
                                للراحل الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق،
                                عن طمع الكاتب للشهرة بعد تحقيقه
                                لبعض الجماهيرية، فما هو السر في ذلك؟

                                فكان جواب الراحل أحمد خالد توفيق،
                                «أن هذه الرغبة متأصلة منذ الطفولة،
                                رغبتك في أن تكون محبوباً منذ أن كنت
                                في الصف الأول الابتدائي،
                                أنت تكتب لنفسك لإرضائها،
                                تكتب وأنت في ذهنك قارئ واحد،
                                لكن بعدها تريد أن يقرأ لك الآخرون،
                                لكن الكاتب الناجح هو
                                من يكتب لنفسه أولاً، وليس من يكتب
                                من أجل الجماهيرية،
                                وإلا سيدخل في دائرة الابتذال والافتعال.

                                لم يكن د.أحمد خالد توفيق،
                                يتوقع هذه الجماهيرية، على العكس،
                                كان يكتب للعلاج النفسي، للتسلية،
                                ولتضييع الوقت، وللتخلص من
                                هواجسه الخاصة، حتى أنه لم يكتشف
                                هذه الجماهيرية إلا بعد كتابه العاشر،
                                أو بعد ست سنوات من الكتابة.

                                بعض الأشخاص يكتبون فقط
                                من أجل الشعبية، وليس من أجل الكتابة
                                في حد ذاتها، لكن هل الشعبية مرهقة؟

                                يقول د.أحمد خالد توفيق،
                                أنه نال أقصى شهرة يمكن أن ينالها
                                كاتب لأنه كان يتوجه بكتاباته إلى الشباب
                                الذين كبروا معه، لكن بعد فترة تصبح
                                هذه الشهرة عبئا، أنت تحت العدسات،
                                مقيد في التصرفات، محاصر طيلة الوقت.

                                أنت تكتب لنفسك، لكنك في ذات الوقت
                                تراودك الهواجس، هل ستظل محتفظاً
                                بهذه الشعبية في كتابك التالي؟
                                أم ستفشل فشلاً ذريعاً؟

                                يوجد لدي خوف مستمر،
                                فالكاتب المحبوب صنم يصنعه
                                القارئ المحب، قد يكسره في أيّ لحظة،
                                هو يقلق دائماً من أيّ نجاح جماهيري،
                                لأنه قد يخسره في أيّ لحظة.

                                ليس كل ناجح مشهور
                                ولا كل مشهور ناجح،
                                كيف يمكن التفريق بين الإثنين؟

                                الحقيقة أنه لا يمكن التفريق بينهما،
                                فـ«البيست سيلر» ليس مقياساً للجودة،
                                وسائل التواصل الاجتماعي سهلت
                                الشهرة جداً، يمكن لأي شخص
                                أن ينشر كتابته اليوم، ويمكن لـ«البيست سيللر»
                                أن يساوي بين العمل السيئ
                                والعمل الجيد، لكن علينا أن نقبل ذلك.

                                وفي نفس الوقت هناك كتّاب جمعوا
                                ما بين الاثنين، علاء الأسواني مثلاً
                                حقق النجاح والشهرة معاً، فالزمن يفرض
                                قواعد جديدة علينا تقبلها،
                                أهمها أن الشهرة لا تعني الجودة.

                                ما الأمور التي يجب تجنبها
                                عند البحث عن الشعبية؟
                                كل كاتب لديه حاسة تنبهه للأمور
                                التي عليه أن يتجنبها أو يسعى إليها،
                                والتي يمكن أن تستفز الرأي العام،
                                بل أن أيّ جدل تتم إثارته يخدم جماهيرية
                                الكاتب سواء سلباً أو إيجاباً،
                                لكن على الكاتب أن يكتب ما يرضيه.

                                وهناك كتاب مشهورين جداً لكننا
                                لا نعرف شيئاً عن أعمالهم،
                                فصناعة الكاتب شبيهة بصناعة الزعيم،
                                يتم تعميده بمجرد صدور 50 نسخة
                                من عمله، وعمل حفلة توقيع له،
                                ثم كتابة التقييمات على الـ«جود ريدز»،
                                والعلاقات يمكن أن تصنع كاتبا مشهورا،
                                وفن الرواية بشكل عام مراوغ،
                                يمكن أن نقرأ رواية ناجحة جداً لكنها
                                لا تعجبنا، لا يوجد للرواية قواعد واضحة.

                                ورجاء عليش يملك روايتين رائعتين،
                                لكن لا أحد سمع عنهما،
                                أشرف خمايسي لم يأخذ حقه،
                                محمد القهار كذلك، هناك قائمة طويلة
                                تضم أسماء لكتّاب لم يأخذوا حقهم
                                من الشهرة رغم روعة كتاباتهم.

                                كيف أصبح كاتباً ناجحاً؟
                                الحقيقة أن هذا سهل جداً برأي د.أحمد،
                                لكن ما ليس سهلاً هو أن تكون جيداً،
                                ما ليس سهلاً هو هل سيعيش كتابك بعدك أم لا.

                                أيّ شيء يسعد الكاتب؟
                                المبيعات، الجوائز أم الجماهيرية؟
                                أم التعبير عن النفس بالكتابة؟
                                في رأي د. أحمد التعبير عن النفس هو
                                أهم شيء لدى الكاتب، وهذا ما يفعله دائماً،
                                فأمتع اللحظات هي ردود أفعال القراء،
                                عندما تتحول كتاباته إلى أشياء مؤثرة
                                في حياتهم، وما يرعبه هو أن
                                تذهب هذه الجماهيرية يوماً ما.

                                الشهرة، هذه الحسناء المغوية،
                                كيف يمكن التفادي الوقوع في آسرها؟
                                على الكاتب تذكر أن السقوط سهل،
                                يجب وضع ذلك في ذهنه دائماً،
                                هو يعترف بأنه يملك دراويش
                                ويملك كارهين، يخاف من كلمة العراب
                                لأنها تمنحه مكانة يعتقد أنه لا يستحقها

                                من السهل أن تكون كاتبًا
                                وأن تصدر لك الكتب والروايات
                                أما أن تكون مؤثرًا وخالدًا في قلوب قُرائك..
                                أن تكون أحمد خالد توفيق،
                                فهذا ليس بالأمر اليسير الهين.
                                أحمد خالد توفيق
                                لامس قلوب وعقول جيل
                                من اهم الاجيال في العصر الحديث
                                وساهم في صنع جيل باكمله
                                منذ اوائل التسعينيات وحتى الان ..
                                انها حقا رحلة طويله
                                ولابد انها قد ارهقتك كثيرا ..
                                ولك كل الحق فقد كنت تحمل
                                متاعب واحباطات جيل بكامله
                                محاولا ان تخفف العبئ تاره وان
                                ترشد وتوجه وتمتع وتضحك تارات كثيره ...

                                فقط ارقد بسلام

                                طيب الله اوقاتكم
                                تحياتي

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-08-2025 الساعة 11:33 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 06-04-2025 الساعة 05:29 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-31-2025 الساعة 10:07 PM
                                المنتدى: القسم العام نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 05-30-2025 الساعة 11:48 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 05-30-2025 الساعة 09:36 AM
                                يعمل...
                                X