وعدته بأن أحضر له المبرد وما أستطيع إحضاره من فتات الخبز ,
وتمنيت له ليلة سعيدة . عرج نحو جدار الكنيسة المنخفض وخطا فوقه ,
ثم التفت لينظر إلي . حين رأيته ينظر إلى ,
توجهت صوب المنزل وانطلقت بأقصى سرعتي

بيب يتلقى الاوامر
الفصل الثاني
أصبحت لصا
شقيقتي السيدة جو غارجري تكبرني بعشرين عاماً ,
وهي طويلة القامة , نحيلة الجسم , بسيطة المحيّا .
وقد كونت لنفسها مقاماً رفيعاً بين الجيران لأنها تولت
تنشئتي على يديها . وفيما كنت أرغب باكتشاف مدلول هذا التعبير ,
علماً بأن لديها يداً قاسية ثقيلة تلقي بها عادة عليّ وعلى زوجها ,
فقد افترضت أنني نشأت مع جو غارجري على اليد .
كان جو رجلاً لطيفاً . شعره بني فاتح وعيناه زرقاوان .
كان رجلاً ليناً , طلق المحيّا , بسيطاً , وقريباً إلى القلب .
حين أسرعت إلي البيت عائداً من باحة الكنيسة ,
كان دكان جو المحاذي لبيتنا مقفلاً . وكان جو يجلس في المطبخ بمفرده .
وبما أنني وجو كنا رفيقين في التعاسة , فقد أفضى إلي أن
شقيقتي خرجت عدة مرات تبحث عني وهي تحمل عصا بيدها .
وما لبث أن رآها قادمة , حتى نصحني بأن أختبئ خلف الباب ,
فعملت بنصيحته على الفور .دفعت شقيقتي بالباب على مصراعيه ,
وحين وجدت ما يعقبه من الخلف , أدركت السبب بسرعة ,
فانهالت عليّ بالعصا , وانتهت بإلقائي على جو
الذي كان يسره الإمساك بي في مطلق الأحوال ,
فوضعني في زاوية المدفأة وأحاطني بساقه الضخمة .

جو يدافع عن بيب
قالت السيدة جو وهي تضرب الأرض بساقها :
" أين كنت أيها القرد الصغير ؟
أخبرني بسرعة أين كنت لتقلقني وتهلكني بالبحث عنك ؟
أو اقتلعتك من هذه الزاوية حتى لو كنت خمسين بيب وهو خمسمائة جو غارجري . "
فقلت وأنا أبكي وأحك جسدي : " ذهبت إلى فناء الكنيسة فقط . "
فردت قائلة : " فناء الكنيسة ! لولاي لكنت في فناء الكنيسة
منذ زمن بعيد , ولبقيت هناك إلى الأبد . "
انكبت تجهز الشاي ؛ فمسحت رغيفاً بالزبدة وقطعت قطعة سميكة
ما لبثت أن قطعتها ثانية إلى نصفين ,
نال جو أحدهما وأنا نلت النصف الآخر . رغم أنني كنت جائعاً ,
لكنني لم أجرؤ على أكل قطعتي إذ يجب أن أحتفظ بشيء احتياطي
لصاحبي المخيف وحليفه الذي كان بدوره أكثر رعباً منه .
انتظرت لحظة لم يكن جو ينظر إلي , وخبأت قطعة الخبز المدهونة بالزبدة تحت سروالي .

بيب يخبئ الخبز للسجين
اندهش جو حين رأى أن قطعتي اختفت فجأة ,
وظن أنني ابتلعتها دفعة واحدة . وكذلك اعتقدت شقيقتي
التي أصرت على إعطائي دواءً مقيتاً اسمه : ( ماء القار ) .
أما الفكرة الآثمة بسرقة السيدة جو ,
إضافة إلى إبقاء يدي على قطعة الخبز والزبدة أثناء الجلوس والسير ,
فقد ذهبت بعقلي . وسررت إذ تدبرت الانسلال وخبأتها في غرفتي .
عند سماع طلقات نارية , سألت جو عن السبب فقال :
" لقد فر مجرم آخر . وكان قد فر واحد آخر في الليلة الماضية
من سفينة الاعتقال , وأطلقوا النار تحذيراً . ويبدو الآن أنهم يطلقوها تحذيراً من آخر . "
وتمنيت له ليلة سعيدة . عرج نحو جدار الكنيسة المنخفض وخطا فوقه ,
ثم التفت لينظر إلي . حين رأيته ينظر إلى ,
توجهت صوب المنزل وانطلقت بأقصى سرعتي

بيب يتلقى الاوامر
الفصل الثاني
أصبحت لصا
شقيقتي السيدة جو غارجري تكبرني بعشرين عاماً ,
وهي طويلة القامة , نحيلة الجسم , بسيطة المحيّا .
وقد كونت لنفسها مقاماً رفيعاً بين الجيران لأنها تولت
تنشئتي على يديها . وفيما كنت أرغب باكتشاف مدلول هذا التعبير ,
علماً بأن لديها يداً قاسية ثقيلة تلقي بها عادة عليّ وعلى زوجها ,
فقد افترضت أنني نشأت مع جو غارجري على اليد .
كان جو رجلاً لطيفاً . شعره بني فاتح وعيناه زرقاوان .
كان رجلاً ليناً , طلق المحيّا , بسيطاً , وقريباً إلى القلب .
حين أسرعت إلي البيت عائداً من باحة الكنيسة ,
كان دكان جو المحاذي لبيتنا مقفلاً . وكان جو يجلس في المطبخ بمفرده .
وبما أنني وجو كنا رفيقين في التعاسة , فقد أفضى إلي أن
شقيقتي خرجت عدة مرات تبحث عني وهي تحمل عصا بيدها .
وما لبث أن رآها قادمة , حتى نصحني بأن أختبئ خلف الباب ,
فعملت بنصيحته على الفور .دفعت شقيقتي بالباب على مصراعيه ,
وحين وجدت ما يعقبه من الخلف , أدركت السبب بسرعة ,
فانهالت عليّ بالعصا , وانتهت بإلقائي على جو
الذي كان يسره الإمساك بي في مطلق الأحوال ,
فوضعني في زاوية المدفأة وأحاطني بساقه الضخمة .

جو يدافع عن بيب
قالت السيدة جو وهي تضرب الأرض بساقها :
" أين كنت أيها القرد الصغير ؟
أخبرني بسرعة أين كنت لتقلقني وتهلكني بالبحث عنك ؟
أو اقتلعتك من هذه الزاوية حتى لو كنت خمسين بيب وهو خمسمائة جو غارجري . "
فقلت وأنا أبكي وأحك جسدي : " ذهبت إلى فناء الكنيسة فقط . "
فردت قائلة : " فناء الكنيسة ! لولاي لكنت في فناء الكنيسة
منذ زمن بعيد , ولبقيت هناك إلى الأبد . "
انكبت تجهز الشاي ؛ فمسحت رغيفاً بالزبدة وقطعت قطعة سميكة
ما لبثت أن قطعتها ثانية إلى نصفين ,
نال جو أحدهما وأنا نلت النصف الآخر . رغم أنني كنت جائعاً ,
لكنني لم أجرؤ على أكل قطعتي إذ يجب أن أحتفظ بشيء احتياطي
لصاحبي المخيف وحليفه الذي كان بدوره أكثر رعباً منه .
انتظرت لحظة لم يكن جو ينظر إلي , وخبأت قطعة الخبز المدهونة بالزبدة تحت سروالي .

بيب يخبئ الخبز للسجين
اندهش جو حين رأى أن قطعتي اختفت فجأة ,
وظن أنني ابتلعتها دفعة واحدة . وكذلك اعتقدت شقيقتي
التي أصرت على إعطائي دواءً مقيتاً اسمه : ( ماء القار ) .
أما الفكرة الآثمة بسرقة السيدة جو ,
إضافة إلى إبقاء يدي على قطعة الخبز والزبدة أثناء الجلوس والسير ,
فقد ذهبت بعقلي . وسررت إذ تدبرت الانسلال وخبأتها في غرفتي .
عند سماع طلقات نارية , سألت جو عن السبب فقال :
" لقد فر مجرم آخر . وكان قد فر واحد آخر في الليلة الماضية
من سفينة الاعتقال , وأطلقوا النار تحذيراً . ويبدو الآن أنهم يطلقوها تحذيراً من آخر . "
تعليق