إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بدر شاكر السياب سندباد العراق

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    زهور ونور
    وقبرة تصدح
    وتفاحة مزهرة
    لخفق العصافير فيها
    صدى قبلة الأم تلقى بنيها
    دعيني فما تلك بالقبرة
    دعيني أقل أنه البلبل
    وان الذي لاح ليس الصباح
    أتلك السفين التى تعول
    علىمرفا ناوحته الرياح
    تلوح منهاأكف الجنود
    لألف كجولييت فوق الرصيف
    وداعا وداع الذي لا يعودا
    وأم كما استوحشت في الخريف
    وراء الدجى دوحة عاريه
    وفرت عصافيرها الشاديه
    عصافير أم صبية تمرح
    أم الماء من صخرة ينضح
    ولكن على جثة داميه
    وقبرة تصدح
    ولكن على خربة باليه
    عصافير
    بل صبية تمرح
    وعمارها في يد الطاغية
    وألحانها الحلوة الصافيه
    تغلغل فيها نداء بعيد
    حديد عتيق
    رصاص
    حديد
    وكالظل من ياشق في الفضاء
    اذا اجتاح كالمدية الماضيه
    عصافير تشدو على رابيه
    ترامى الى الصبية الأبرياء
    نداء تنشقت فيه الدماء
    حديد عتيق
    حديد عتيق
    رصاص فحتى كأن الهواء
    رصاص وحتى كأن الطريق
    حديد عتيق
    وينفض كالمعول الحافر
    صدى راعب من خطى التاجر
    له الويل ماذا يؤيد
    حديد عتيق
    رصاص
    حديد
    لك الويل من تاجر أشأم
    ومن خائض في مسيل الدم
    ومن جاهل أن ما يشتريه
    لدرء الطوى والردى عن بنيه
    قبور يوارون فيها بنيه
    حديد عتيق
    رصاص000ص
    حديد
    حديد عتيق لموت جديد
    حد00يد
    لمن كل هذا الحديد
    لقيد سيلوى على معصم
    ونصل على حلمة أو وريد
    وقفل على الباب دون العبيد
    وناعورة لاغتراف الدم
    رصاص
    لمن كل هذا الرصاص
    لأطفال كورية البائسين
    وعمال مرسيليا الجائعين
    وأبناء بغداد والآخرين
    اذا ما أرادوا الخلاص
    حديد
    رصاص
    رصاص
    رصاص
    حديد

    تعليق


    • #32
      وأصغي الى التاجر
      وأصغي الى الصبية الضاحكين
      وكالنصل قبل انتباه الطعين
      وكالبرق ينفض في خاطري
      ستار وكالجرح اذ يترف
      أرى الفوهات التى تقصف
      تسد المدى واللظى والدماء
      وينهل كالغيث ملء الفضاء
      رصاص ونار ووجه السماء
      عبوس لما اصطك فيه الحديد
      حديد ونار حديد ونار
      وثم ارتطام وثم انفجار
      ورعد قريب ورعد بعيد
      وأشلاء قتلى وأنقاض دار
      حديد عتيق لغزوجديد
      حديد ليندك هذا الجدار
      بما خط في جانبيه الصغار
      و ما استودعوا من امان كبار
      سلام
      كان السنا في الحروف
      تخطى اليها ظلام الكهوف
      بامال انسانها الاول
      و ما اختط من صورة في الحجار
      تحدى بها الموت فهي انتصار
      و توق الى العالم الافضل
      حديد
      رصاص
      حديد عتيق
      رصاص ليخلو هذا الطريق
      من الضحكة الثرة الصافيه
      و خفق الخطى و الهتاف الطروب
      فمن يملا الدار عند الغروب
      بدفء الضحى و اخضلال السهوب
      لظى الحقد في مقلة الطاغيه
      و رمضاء انفاسه الباقيه
      يطوفان بالدار عند الغروب
      و اطلالها الباليه
      حديد عتيق
      نحاس عتيق
      و اصداء صفارة للحريق
      حديد حديد
      و ام تبيع السرير العتيق
      تبيع الحديد الذي امس كان
      مهادا عليه التقا عاشقان
      و شد نداء الحياة العميق
      دراعا باخرى فما تخفقان
      فيا حسرتا حين يمسى غدا
      شظايا تدوي و بعض المدى
      تنحى بها عن ذراع ذراع
      و ينهد مهد و يخبو شعاع
      امن حيث كان التقاء الشفاه
      على الحب ينسجن خيط الحياه
      يحوك الردا غزله الاسودا
      دما او دخانا يحوك الردى
      شباكا من النار حول البيوت
      على صبية او صبايا تموت
      و يرتد حتى حديد السرير
      جناحا عليه المنايا تغير
      و حتى الذي في عيون الدمى
      من المعدن الزئبقي الحسير
      رصاصا ابح الصدى مرزما
      حديد عتيق حديد حديد
      و اقدامها العاريه
      محار يصلصل في ساقيه
      و يعتاد بالي كرعد بعيد

      تعليق


      • #33
        ضجيج الخطى و انهيار الصخور
        و خفق الفوانيس في المنجم
        و ما نض من عاريات الظهور
        و ما انسح في سعلة من دم
        و ملء السنا من غبار الحديد
        نواقيس فيها يرن السكون
        و اجراس مركبة من بعيد
        يخف لها صبية يلعبون
        نواقيس في الفجر و اليوم عيد
        و في الماء اضلال جسر جديد
        و همس النواعير و الزارعون
        و في كل حقل كنبض الحياه
        تهز المحاريث قلب الثرى
        و تبني القرى
        قرى طينها من رميم الطغاه
        و تخضل حتى الصخور الضنينه
        و يثمر حتى سراب الفلاه
        مدينه
        فاخرى فاخرى الى منتهاه
        حديد حديد
        و اقدامها العاريه
        و خفق الفوانيس في المنجم
        و اعماقه الرطبة الداجيه
        كظل الردى فاغرات الفم
        كبئر من الظلمة الطاميه
        ستمتاح منها الوف القبور
        و يهوي من الزعزع العاتيه
        عمى من دجاها على كل نور
        على النور من باب كوخ مضاء
        ومن كوة في خيام الرعاء
        ومن شرفة ظلها الياسمين
        دعيني اقل انة البلبل
        وان الذي لاح ليس الصباح
        على النور من موقد السامرين
        ومن مدرج بالسنا يغسل
        على كل نور تذر الرياح
        ظلال الطواغيت في المنجم
        كناعورة لاغتراف الدم
        تذر الرياح الرياح الرياح
        أراجيح في الملعب المظلم
        وخفق الفوانيس والأنجم
        وخفق الخطى والأكف الصغار
        وخفق الفراشات مر النهار
        عليها بفانوسه المعتم
        فمن يملأ الدار عند الغروب
        بدفء الضحى واخضلال السهوب
        رصاص حديد رصاص حديد
        وآهات ثكلى وطفل شريد
        ومن يفهم الأرض أن الصغار
        يضيقون بالحفرة الباردة
        اذا استترلوها وشط المزار
        فمن يتبع الغيمة الشارده
        ويلهو بلقط المحار
        ويعدو على ضفة الجدول
        ويسطو على العش والبلبل
        ومن يتهجى طوال النهار
        ومن يلثع الراء في المكتب
        ومن يرتمي فوق صدر الأب
        اذا عاد من كده المتعب

        تعليق


        • #34
          ومن يؤنس الأم في كل دار
          أسى موجع أن يموت الصغار
          أسى ذقت منه الدموع الدموع
          أجاجا ومثل اللظى في الفم
          وأحسست فيه اشتعال الدم
          بعيني من نازفات الضلوع
          عويل من القرية النائية
          وشيخ ينادي فتاه الغريق
          بهذا الطريق وذاك الطريق
          ويسعى الى الضفة الخالية
          يسائل عنه المياه
          ويصرخ بالنهر يدعو فتاه
          ومصاباحه الشاحب
          يغني سدى زيته الناضب
          محال تراه
          ويحتو على الصفحة القاتمه
          يحدق في لهفة عارمه
          فما صادفت مقلتاه
          سوى وجهه المكفهر الحزين
          ترجرجه رعشة في المياه
          تغمغم لا لن تراه
          حديد عتيق ورعب جديد
          حديد
          رصاص
          لأن الطغاه
          يريدون ألا تتم الحياه
          مداها وألا يحس العبيد
          بأن الرغيف الذي يأكلون
          أمر من العلقم
          وأن الشراب الذي يشربون
          أجاج بطعم الدم
          وأن الحياه الحياه انعتاق
          وأن ينكروا ما تراه العيون
          فلا بيدر في سهول العراق
          ولا صبية في الضحى يلعبون
          ولا همس طاحونه من بعيد
          ولا يطرق الباب ساعي البريد
          يبشرى ولا مترل
          يضيء الدجى منه نور وحيد
          سخي كما استضحك الجدول
          ولا هدهدات ولا جلجل
          يرن بساق الوليد
          وبين الربى في رقاب الجداء
          ولا وسوس الشاي فوق الصلاء
          ولا قصة في ليالي الشتاء
          لأن الطواغيت لا يسمعون
          صداح العصافير في المغرب
          كما صلصل الفضة القامرون
          ولا زفة السنبل المذهب
          لأن الطواغيت لا يحلمون
          بغير المبيعات والأسهم
          ان الطواغيت لا يسمعون
          سوى رة الفلس والدرهم
          لأن الطواغيت لا يبصرون
          على الشاطىء الأسيوي البعيد
          سوى أن سوقا يباع الحديد
          وتستهلك الريح والنار فيها
          تدر العطايا على فاتحيها
          بأقدام أطفالنا العاريه
          يمينا وبالخبز والعافيه
          اذا لم نعفر جباه الطغاه
          على هذه الأرجل الحافيه
          وأنلم نذوب رصاص الغزاه

          تعليق


          • #35
            حروفا هي الأنجم الهاديه
            فمنهن في كل دار كتاب
            ينادي ففي واصدأي يا حراب
            وأن لم نضو القرى الداجيه
            ولم نخرس الفوهات الغضاب
            ونجل المغيرين عن آسيه
            فلا ذكرتنا بغير السباب
            أواللعن أجيالنا الآتيه
            سلام على العالم الأرحب
            على الحقل والدار والمكتب
            على معمل للدمى والنسيج
            على العش والطائر الأزغب
            على التوت وسنان فيه الأريج
            ووقح المجاديف في المغرب
            على زهرة في وساد العروس
            على صبية في انتظار الأب
            على شاعر تستحم الشموس
            بعينيه يصغي الى جندب
            سلام على العالم الأرحب
            سلام على الكنج فاض النعيم
            ورنت أغاريد في ضفتيه
            قرى من سنا عاصرات عليه
            عناقيد من ضوئهن العظيم
            سلام على الصين والحاصدين
            وصياد أسماكها الأسمر
            وما أنبتت من دم الثائرين
            وما افتر في البيرق الأحمر
            على صبية في قراها البعاد
            وفي ظل تفاحها المزهر
            وما جررت في ليالي الحصاد
            ثيان العذراى على البيدر
            سلام لأن الربيع
            يمر بودياننا كل عام
            وما زال قوس الغمام
            ولولا الذي كدسوا من نضار
            به يستضيئون دون النهار
            تجوع الملايين عن جانبيه
            وينحط في كل يوم عليه
            دم من عروق الورى أو نثار
            كذر الغبار
            لما هزت الأمهات المهود
            على هوة من ظلام اللحود
            ولم تذرف الدمع عبر البحار
            وعبر الصحارى نساء الجنود
            ولم يرفع الزراع الأشيب
            الى مقلتيه اليد الراجفه
            يحدق في عتمة العاصفه
            ويصغي وفي روعه القاصفه
            ولم يبك صرعى بنيه الأب
            جزوعا بأن يثكل الآخرين
            ولا شردت نومة العاشقين
            كوابيس من أعين الهالكين
            وارنان صفارة تنعب
            وغى فاستفاقوا ولا كوكب
            ولا لمعة من سراج تبين
            سوى قعقعات السلاح
            وعصف الرياح
            ولا ساءل الأم طفل غرير
            ألا بلدة ليس فيها سماء
            فلا قاذفات المنايا تغير
            وى من شظايا تسد الفضاء
            ولا اختض في الصرصر اللاجئون
            ولألاء يافا تراه العيون
            وقد حال من دونه الغاصبون
            بما أشرعوا من عطاش الحراب
            وما استأجروا من شهود كذاب
            وما صفحوا بالردى من حصون
            سلام على العالم الأرحب
            على مشرق منه أو مغرب
            سلام لآفون لروى عروق
            شكسبير والزهر والداليه
            أفق شاعر النور أن الشروق
            تهدده غيمة داجيه
            سعى مكبث تحتها في احتراس
            لقتل النعاس
            لقتل النعاس البريء
            سلام لباريس روبسبيي
            والوار والغابة الحالمه
            وعشاقها في المساء الأخير
            تذريهم قوة ظالمه
            كدوامة من رياح السعير
            على تونس من لظاها ظلال
            وحول الرباط المدمى هدير
            وفي جيرة الصين حل انخذال
            بقطعانها الفظة الضارية
            لك المجد يا أسيه
            سلام لفينيس والكرنفال
            وأضوائه الثرة الزاهيه
            وهمس المحبين بين الظلال
            وفي دفء قمرائه الضاحيه
            عصافير أم صبية تمرح
            أم الماء من صخرة ينضح
            وأقدامها العاريه
            مصابيح ملء الدجى تلمح
            هتكنا بها مكمن الطاغيه
            وظلماء أو جاره الباليه
            علينا لها أنها الباقيه
            وأن الدواليب في كل عيد
            سترقى بها الريح جذلى تدور
            ونرقى بها من ظلام العصور
            الى عالم كل ما فيه نور
            رصاص رصاص رصاص حديد
            حديد عتيق
            لكون جديد

            يتبع

            تعليق


            • #36
              الأم و الطفلة الضائعة


              قفي لا تغربي ياشمس ما يأتي مع الليل
              سوى الموتى فمن ذا يرجع الغائب للأهل
              إذا ما سدّت الظلماء
              دروبا أثمرت بالبيت بعد تطاول المحل ؟
              و إن اللليبل ترجف أكبد الأطفال من أشباحه السوداء
              من الشهب اللوامح فيه مما لاذ بالظلّ
              من الهمسات و الأصداء
              شعاعك مثل خيط للابرنث يشدّه الحب
              إلى قلب ابنتي من بات داري من جراحاتي
              و آهاتي
              مضى أزل من الأعوام آلاف من الأقمار و القلب
              يعد خوافق الأنسام يحسب أنجم الليل
              يعد حقائب الأطفال يبكي كلما عادوا
              من الكتاب و الحقل
              و يا مصباح قلبي يا عزائي في الملمات
              مني روحي ، ابنتي عودي إليّ فها هو الزاد
              و هذا الماء جوعي ؟ هاك من لحمي
              طعاما آه عطشى أنت يا أمي
              فعبّي من دمي ماء و عودي كلهم عادوا
              كأنك برسفون تخطّفتها قبضة الوحش
              و كانت أمها الولهى أقل ضنى و أوهاما
              من الأم التي لم تدر أين مضيت
              في نعش
              على جبل ؟ بكيت ؟ ضحكت ؟ هبّ الوحش أم ناما
              وحين تموت نار الليل حين يعسعس الوسن
              على الأجفان حين يفتش القصّاص في النار
              ليلمح من سفينة سندباد ذوائب الصاري
              و يخفت صوته لوهن
              يجن دمي إليك يحن يعصرني أسى ضار
              مضت عشر من السنوات عشرة أدهر سود
              مضى أزل من السنوات منذ وقفت في الباب
              أنادي لا يرد علي إلا الريح في الغاب
              تمزق صيحتي و تعيدها و الدرب مسدود
              بما تنفس الظلماء من سمر و أعناب
              و أنت كما يذوب النور في دوّامة الليل
              كأنك قطرة الطلّ
              تشرّبها التراب أكاد من فرق و أوصاب
              أسائل كل ما في الليل من شبح و من ظل
              أسائل كل ما طفل
              أأبصرت ابنتي ؟ أرأيتها ؟ أسمعت ممشاها ؟
              و حين أسير في الزحمة
              أصغّر كل وجه في خيالي كان جفناها
              كغمغمة الشروق على الجداول تشرب الظلمة
              و كان جبينها و أراك في أبد من الناس
              موزّعة فآة لو أراك و أنت ملتمة
              و أنت الآن في سحر الشباب عصيرة القاسي
              يغلغل في عروقك ينهش النهدين و الثغرا
              و ينشر حولك العطرا
              فيحلم قلبك المسكين بين النور و العتمة
              بشيء لو تجسد كان فيه الموت و النشوة
              و أذكر أن هذا العالم المنكود تملأ كأسه الشقوه
              و فيه الجوع و الآلام فيه الفقر و الداء
              أأنت فقيرة تتضرع الأجيال في عينيك فهي فم
              يريد الزاد يبحث عنه و الطرقات ظلماء
              أحدّق في وجوه السائلات أحالها السقم
              و لوّنها الطوى فأراك فيها أبصر الأيدي
              تمدّ أحسّ أن يدي يدي معهن تعرض زرقة البرد
              على الأبصار و هي كأنهمن أدارها صنم
              تجّمد في مدى عينيه أدعية و سال دم
              فأصرخ في سبيل الله تخنق صوتي الدمعة
              بخيط الملح و الماء
              و أنت على فمي لوعة
              وفي قلبي وضوء شع ثم خبا بلا رجعة
              و خلّفني أفتش عنه بين دجى و أصداء

              تعليق


              • #37
                أم كلثوم و الذكرى


                و أشرب صوتها فيغوص من روحي إلى القاع
                و يشعل بين أضلاعي
                غناء من لسان النار يهتف سوف أنساها
                و أنسى نكبتي بجفائها و تذوب أوجاعي
                و أشرب صوتها فكأن ماء بويب يسقيني
                و أسمع من وراء كرومه و رباه ها ها هو
                ترددها الصبايا السمر من حين إلى حين
                و أشرب صوتها فكأن زورق زفة و أنين مزمار
                تجاوبه الدرابك يعبران الروح في شفق من النار
                يلوح عليه ظل وفيقة الفرعاء أسود يزفر الآها
                سحائب من عطور من لحون دون أوتار
                و أشرب صوتها فيظل يرسم في خيالي صف أشجار
                أغازل تحتها عذراء أواها
                على أيامي الخضراء بعثرها وواراها
                زواج ليت لحن العرس كان غناء حفار
                و قرعا للمعاول و هي تحفر قبري المركوم منه القاع بالطين
                و أذكرها و كيف ( و جسمها أبقى على جسمي
                عبيرا منه دفئا غلف الأضلاع ) أنساها
                أأنساها أأنسى ضحكة رعشت على لحمي
                و أعصابي و كفا مسحت وجهي برياها
                قساة كل من لاقيت لا زوج ولد
                و لا خل و لا أب أو أخ فيزيل من همي
                و لكن ما تبقى بعد من عمري و ما الأبد
                بعمري
                أشهر و يريحني موت فأنساها

                تعليق


                • #38
                  إلى جميلة بو حيرد


                  لا تسمعيها إن أصواتنا
                  تخزى بها الريح التي تنقل
                  باب علينا من دم مقفل
                  و نحن في ظلمائنا نسأل
                  من مات ؟ م يبكيه ؟ من يقتل
                  من يصلب الخبز الذي نأكل
                  نخشى إذا وارايت أمواتنا
                  أن يفزع الأحياء ما يبصرون
                  إذ يقفر الكهف الذي يأهلون
                  إن عربد الوحش الذي يطعمون
                  من أكبد الموتى فمن يبذل
                  يا أختنا المشبوحة الباكية
                  أطرافك الدامية
                  يقطرن في قلبي و يبكين فيه
                  يا من حملت الموت عن رافعيه
                  من ظلمة الطين التي تحتويه
                  إلى سماوات الدم الوارية
                  حيث التقى الإنسان و الله
                  و الأموات و الأحياء في شهقة
                  في رعشة للضربة القاضية
                  الأرض أم الزهر و الماء
                  و الأسماك و الحيوان و السنبل
                  لم تبل في إرهابها الأول
                  من خضة الميلاد ما تحملين
                  ترتج قيعان المحيطات
                  من أعماقها ينسح فيها حنين
                  و الصخر منشد بأعصابه حتى
                  يراها في انتظار الجنين
                  الأرض ؟ أم أنت التي تصرخين
                  في صمتك المكتظّ بالآخرين
                  في ذلك الموت المخاض
                  المحب المبغض المنفتح المقفل
                  و نحن أم أنت التي تولدين
                  أسخى من الميلاد ما تبذلين
                  و الموت أقسى منه من كل
                  ما عاناه أجيال من الهالكين
                  أنّ الذي من دونه الجلجلة
                  و السوط و السّجان و المقصله
                  أن الذي يفيدك أتفتدين
                  غير الذي آذه بالنار أو بالعار
                  و الماء الذي تشربين
                  عبء من الآجال ما أثقله
                  كم حاول الجلاد أن يترله
                  كم ودّ أن تلقيه إذ تعجزين
                  مشبوحة الأطراف فوق الصليب
                  مشبوحة العينين عبر الظلام
                  يأتيك من وهران يا للزحام
                  حشد مشع باشتعال المغيب
                  يأتيك كل الناس كل الأنام
                  يرجون مما تبذلين الطعام
                  و الأمن و النعماء و العافية
                  و أنت مثل الدوحة العارية
                  لم يبق منك البغي إلا الجذور
                  الموت واه دونها و النشور
                  فيها و تجري دونك الساقية
                  ما شب في وهران من برعم
                  أو أزهرت في أطلس عوسجه
                  إلا ودبت في مسيل الدم
                  نمنه منعشة مبهجة
                  توحي بأن الأرض ظلت تدور
                  طاحونة للقاتل المجرم
                  تستحق منه واهن الأعظم
                  و أن ألوان الأذي و العذاب
                  ذخر لنا نجلوه يوم الحساب
                  نسقي به الباغين نروي التراب
                  من لفحة أن الهوى و الشباب
                  لم يذهبا أن البعاد اقتراب
                  أن من الدمع الذي تسكبين
                  أسلحة في أذرع الثائرين
                  جاء زمان كان فيه البشر
                  يفدون من أبنائهم للحجر
                  يا رب عطشى نحن هات المطر
                  رو العطاشى منه روّ الشجر
                  و جاء حين عاد فيه البشر

                  تعليق


                  • #39
                    حتى حملنا عبئها
                    كل ما فيها من الأبراج و الأنجم
                    يا أختنا المشبوحة الباكية
                    أطرافك الدامية
                    يقطرن في قلبي و يبكين فيه
                    لم يلق ما تلقين أنت المسيح
                    أنت التي تفدين جرح الجريح
                    أنت التي تعطين لا قبض ريح
                    يا أختنا يا أمّ أطفالنا
                    يا سقف أعمالنا
                    يا ذروة تعلو لأبطالنا
                    ما حزّ سوط البغي في ساعديك
                    إلا و في غيبوبة الأنبياء
                    أحسست أن السوط أن الدماء
                    أنّ الدجى أن الضحايا هباء
                    من أجل طفل ضاحكته السماء
                    فرحان في أرضه
                    و بعضه فرحان من بعضه
                    أحسسته يحبو على راحتيك
                    سمعته يضحك في مسمعيك
                    يهتف يا جميلة
                    يا أختى النبيلة
                    يا أختي القتيلة
                    لك الغد الزاهي كما تشتهين
                    و أنت إذ أحسست إذ تسمعين
                    تعلو بك الآلام فوق التراب
                    فوق الذرى فوق انعقاد السحاب
                    تعلين حتى محفل الآلهة
                    كالربة الواهلة
                    كالنسمة التائهة
                    لا تسمعيها إنّ أصواتنا
                    تخزى بها الريح التي تنقل
                    باب علينا من دم مقفل
                    و نحن نحصي ثم أمواتنا
                    الله لولا أنت يا فادية
                    ما أثمرت أغصاننا العارية
                    أو زنبقت أشعارنا القافية
                    إنا هنا في هوة داجية
                    ما طاف لولا مقلتاك الشعاع
                    يوما بها نحن العراة الجياع
                    لا تسمعي ما لفقوا ما يذاع
                    ما زينوا ما خط ذاك اليراع
                    إنا هنا كوم من الأعظم
                    لم يبق فينا من مسيل الدم
                    شيء نروي منه قلب الحياة
                    إنا هو الموت حفاة عراة
                    لا تسمعيها إن أصواتنا
                    تخزى بها الريح التي تنقل
                    باب علينا من دم مقفل
                    و نحن في ظلمائنا نسأل
                    من مات ؟ من يبكيه ؟ من يقتل ؟
                    يا نفحة من عالم الآلهة
                    هبّت على أقدامنا التائهة
                    لا تمسحيها من شواظ الدماء
                    إنا سنمضي في طريق الفناء
                    و لترفعي اوراس حتى السماء
                    حتى تروى من مسيل الدماء
                    أعراق كل الناس كل الصخور
                    حتى نمسّ الله
                    حتى نثور

                    تعليق


                    • #40
                      أغنية بنات الجن

                      شعورنا بللها المطر
                      و أشعل القمر
                      فيها فوانيس فيا قوافل الغجر
                      بشعرنا اهتدى
                      سيري إلى السحر
                      سيري إلى الغد
                      نحن بنات الجن لا ننام
                      نهيم في الظلام
                      على ذرى التلال أو نركض في المقابر
                      نعشق كل عابر
                      نسمعه أغاني الشباب و الغرام
                      إن نزلت صبية فيها من البشر
                      و أوحشتها وحدة القبور أو دجنة الحفر
                      سرت أغانينا إليها تعبر التراب
                      تقول إن عريت فالثياب
                      تنسجها عناكب الشجر
                      و كل خيط من خيوطها يرن كالوتر
                      نامي إلى أن يؤذن القدر
                      و يحشر الموتى إلى الحساب
                      حبيبك الوفي مس ثغره ابتسام
                      فقد رأى سواك
                      بل رآك في قوامها الندي كالزهر
                      و هدبها و مقلتيها أشعل الهيام
                      في عينه السهر
                      رآك فيها فاشتهاك ليته انتظر
                      نلوح للطفل فراشات من الشعاع
                      تخفق في ذوائب الشجر
                      و يلمح العاشق في عيوننا الوداع
                      إذ يصفر القطار أو يصفق الشراع
                      و نحن للشاعر إن شعر
                      نلوح في الدخان و العقار
                      ننشد فلك سندباد ضل في البحر
                      حتى أتى جزيرة يهمس في شطآنها المحار
                      يهمس عن مليكة يحبها القمر
                      فلا يغيب عن سماء دارها النضار
                      فيهتف الشاعر خذنني إلى حماها
                      لأنني أهواها
                      لأنني القمر
                      و جن و انتحر
                      شعورنا بللها المطر
                      و يرشف القمر
                      منها إلى أن يقبل السحر
                      نركض في المقابر
                      نضل كل شاعر
                      و كل من عبر

                      تعليق


                      • #41
                        الباب تقرعه الرياح


                        الباب ما قرعته غير الريح في الليل العميق
                        الباب ما قرعته كفك
                        أين كفك و الطريق
                        ناء بحار بيننا مدن صحارى من ظلام
                        الريح تحمل لي صدى القبلات منها كالحريق
                        من نخلة يعدو إلى أخرى و يزهو في الغمام
                        الباب ما قرعته غير الريح
                        آه لعل روحا في الرياح
                        هامت تمر على المرافيء أو محطات القطار
                        لتسائل الغرباء عني عن غريب أمس راح
                        يمشي على قدمين و هو اليوم يزحف في انكسار
                        هي روح أمي هزها الحب العميق
                        حب الأمومة فهي تبكي
                        آه يا ولدي البعيد عن الديار
                        ويلاه كيف تعود وحدك لا دليل و لا رفيق
                        أماه ليتك لم تغيبي خلف سور من حجار
                        لا باب فيه لكي أدق و لا نوافذ في الجدار
                        كيف انطلقت على طريق لا يعود السائرون
                        من ظلمة صفراء فيه كأنها غسق البحار
                        كيف انطلقت بلا وداع فالصغار يولولون
                        يتراكضنون على الطريق و يفزعون فيرجعون
                        و يسائلون الليل عنك و هم لعودك في انتظار
                        الباب تقرعه الرياح لعل روحا منك زار
                        هذا الغريب هو ابنك السهران يحرقه الحنين
                        أماه ليتك ترجعين
                        شبحا و كيف أخاف منه و ما امحت رغم السنين
                        قسمات وجهك من خيالي
                        أين أنت أتسمعين
                        صرخات قلبي و هو يذبحه الحنين إلى العراق
                        الباب تقرعه الرياح تهب من أبد الفراق
                        من ليالي السهاد
                        1- ليلة في لندن
                        كما ينسل نور خائف من فرجة الباب
                        إلى الظلماء في غرفة
                        سمعت هتافه المجروح يعبر نحوي الشرفه
                        ليرفع من سماوة لندن الليل المطل بلونه الكابي
                        على الطرقات ترقد في دثار الثلج ملتفه
                        و أمس سمعت في إيران صوت الديك في الفجر
                        و من أفق المنائر في الكويت وزرقه البحر
                        أهاب فرش جفني بالنعاس ( رنين أكواب
                        بماء البصرة الرقراق تملأ ثم تسقيني )
                        نداء راح ينثره المؤذن أطفيء الفانوس رف ضياؤه رفه
                        وبعثره الظلام
                        و ليلي الأواه في بيروت يحييني
                        لأبصر فيه وجه الموت راح يذيبه نبع من اللهفه
                        تدفق من فؤاد البلبل المسكوب بين غصون لبلاب
                        ليال من عذاب من سنام لست أنساها
                        غريبا كنت حتى حين أحلم لست في جيكور
                        و لا بغداد أمشي في صحارى قلبي المسعور
                        يريد الماء فيها ماء أين الماء و هي تريه أفواها
                        على آفاقها الربداء ظمآى تشرب الديجور
                        فلا تروى أأقصى العمر في صحراء في ليل من العطش
                        أفتش عن عيون الماء عن إشراقه الغبش
                        كأعمى نال منه السكر صاح ورفرفت كفاه بين مساند الماخور
                        ليبحث عن رفيق أين جاري أين داري أين أواها
                        أميرتي التي كانت تناولني كؤوس النور
                        فيبصر قلبي الدنيا و يلقاها
                        كأن الصبح أشرق في العراق و تعبر الرؤيا
                        بحارا بي و تطوي ألف درب في الدجى تاها
                        تراجع عالم و أطل ثان عالم يحيا
                        على الأقمار تولد ثم تكمل ثم تندثر
                        و ما لبس الجديد بغير يوم العيد يدخر
                        ويجمع ثم ينفق ثم يضحك و هو يفتخر
                        بأن الله يرزق حين يرزق هكذا الدنيا
                        شتاء ثم صيف ليس في جيكور محتكر
                        و لا فيها مصارف أو جرائد ليل كوريا
                        يرى شفقا من النيرا
                        فالنيران فيها حين تستعر
                        تضيء لحى الشيوخ يحدثون و أعين النسوه
                        تحدق في الطعام و ترقب الأطفال في نشوة
                        أعدني يا إله الشرق و الصحراء و النخل
                        إلى أيامي الحلوة
                        إلى داري إلى غيلان ألثمه إلى أهلي

                        تعليق


                        • #42
                          الشاهدة


                          يا قارئا كتابي
                          ابك على شبابي
                          شاهدة بين القبور تبكي
                          تستوقف العابر يا صحابي
                          غضوا الخطى و لتصمتواإن القرون تحكى
                          في جملة خطت على التراب
                          من نام في القبر ودود القبر
                          يسأل لا ينطق بالجواب
                          سيان عنده ائتلاق الفجر
                          و ظلمة الليل بلا ثياب
                          بلا طعام لا هوى لا حقد
                          أفقر أهل الفقر
                          فيه و أغنى الأغنياء تعدو
                          في قبره الجرذان و هو غاف
                          نام من الديدان في لحاف
                          **
                          لي نومة مع التراب في غد
                          صباحها أول ليل الأبد
                          يمر بي الشيوخ و الشبان
                          يثرثرون يدها فوق يدي
                          و عينها وينفث الدخان
                          رب فتى مورّد
                          يقرأ من شعري على الصحاب
                          يقرأ في كتابي
                          قصيدة خضراء عن جيكور
                          غافية تحت غصون النور
                          تحلم بالسحاب
                          مرّ على قبري فقال قبر
                          و أين من هذا الرميم الشعر
                          يدفق بالعواطف
                          كهبّة العواصف القواصف
                          مر على قبري فكاد الصّخر
                          يصرخ تحتي نام هذا الشاعر
                          صاحب هذه القوافي يسمع
                          ما قلتموه فالعيون تدمع
                          في عالم لا يرجع المسافر
                          منه و لا للنوم فيه آخر
                          رفقا به دعوة في رقدته
                          تؤنسه الديوان في وحدته
                          كان له قلب و كان أمس
                          حتى إذا استنزف من مدته
                          توسد الترابا
                          لا تقرأوا الكتابا
                          ثمّ تغيب الشمس
                          **

                          تعليق


                          • #43
                            العودة لجيكور


                            على جواد الحلم الأشهب
                            أسريت عبر التلال
                            أهرب منها من ذراها الطوال
                            من سوقها المكتظ بالبائعين
                            من صبحها المتعب
                            من ليلها النابح و العابرين
                            من نورها الغيهب
                            من ربها المغسول بالخمر
                            من عارها المخبوء بالزهر
                            من موتها الساري على النهر
                            يمشي على أمواجه الغافية
                            أواه لو يستيقظ الماء فيه
                            لو كانت العذراء من وارديه
                            لو أن شمس المغرب الداميه
                            تبتل في شطيه أو تشرق
                            لو أن أغصان الدجى تورق
                            أو يوصد الماخور عن داخليه
                            -2-
                            على جواد الحلم الأشهب
                            و تحت شمس المشرق الأخضر
                            في صيف جيكور السخي الثرى
                            أسريت أطوي دربي النائي
                            بين الندى و الزهر و الماء
                            أبحث في الآفاق عن كوكب
                            عن مولد للروح تحت السماء
                            عن منبع يروي لهيب الظماء
                            عن منزل للسائح المتعب
                            -3-
                            جيكو جيكور أين الخبز و الماء
                            الليل وافى و قد نام الأدلاّء
                            و الركب سهران من جوع و من عطش
                            و الريح صر و كل الأفق أصداء
                            بيداء ما في مداها ما يبين به
                            درب لنا و سماء الليل عمياء
                            جيكور مدّي لنا بابا فندخله
                            أو سامرينا بنجم فيه أضواء
                            -4-
                            من الذي يسمع أشعاري
                            فان صمت الموت في داري
                            و الليل في ناري
                            من الذي يحمل عبء الصليب
                            في ذلك الليل الطويل الرهيب
                            من الذي يبكي و من يستجيب
                            للجائع العاري
                            من ينزل المصلوب عن لوحه
                            من يطرد العقبان عن جرحه
                            من يرفع الظلماء عن صبحه
                            و يبدل الأشواك بالغار
                            أواه يا جيكور لو تسمعين
                            أواه يا جيكور لو توجدين
                            لو تنجبين الروح لو تجهضين
                            كي يبصر الساري
                            نجما يضيء الليل للتائهين
                            -5-
                            نزع و لا موت
                            نطق و لا صوت
                            طلق و لا ميلاد
                            من يصلب الشاعر في بغداد
                            من يشتري كفيه أو مقلتيه
                            من يجعل الأكليل شوكا عليه
                            جيكور يا جيكور
                            شدّت خيوط النور
                            أرجوحة الصبح
                            فألمي للطيور
                            و النمل من جرحي
                            هذا طعامي أيها الجائعون
                            هذي دموعي أيها البائسون
                            هذا دعائي أيها العابدون
                            أن يقذف البركان نيرانه
                            أن يرسل الفرات طوفانه
                            كي نشرق الظلمة
                            كي نعرف الرحمة
                            جيكور يا جيكور
                            شدت خيوط النور
                            أرجوحة الصبح
                            فألمي للطيور
                            و النمل من جرحي
                            -6-
                            هذا حرائي حاكت العنكبوت
                            خيطا إلى بابه
                            يهدي إلي الناس إني أموت
                            و النور في غابه
                            يلقي دنانير الزمان البخيل
                            من شرفات في سعفات النخيل
                            جيكور يا جيكور خلّ و ماء
                            ينساب من قلبي
                            من جرحي الواري
                            من كل أغواري
                            أواه يا شعبي
                            جيكور يا جيكور هل تسمعين
                            فلتفتح الأبواب للفاتحين
                            و لتجمعي أطفالك اللاعبين
                            في ساحة القرية هذا العشاء
                            هذا حصاد السنين
                            الماء خمر و الخوابي غذاء
                            هذا ربيع الوباء
                            -7-
                            أقوى من الأسوار هذا الجواد
                            أقوى جواد الحلم الأشهب
                            لأن الحديد المغتذي بالحداد
                            و انخذل الموكب
                            جيكور ماضيك عاد
                            ................................
                            هذا صياح الديك ذاب الرقاد
                            و عدت من معراجي الأكبر
                            الشمس أم السنبل الأخضر
                            خلف المباني رغيف
                            لكنها في الرصيف
                            أغلى من الجوهر
                            و الحبّ هل تسمعين
                            هذا الهتاف العنيف
                            مذا علينا إن عبد اللطيف
                            يدري بأنّا ما الذي تحذرين
                            و انخطفت روحي وصاح القطار
                            ورقرقت في مقلتيّ الدموع
                            سحابة تحملني ثم سار
                            يا شمس أيامي أما من رجوع
                            ...........................
                            جيكور نامي في ظلام السنين

                            تعليق


                            • #44
                              الغيمة الغريبة


                              المومس الأجيرة الحقيرة
                              أكثر من حبيبتي سخاءا
                              أتيتها مساءا
                              معانقا أعانق الهواءا
                              هبّ من القطب على الظهيرة
                              مقبلا عيونها الخواءا
                              كأنني كيشوت في الأصيل
                              يركض خلف ظله الطويل
                              و يطعن السنابل الكسيرة
                              يظنها الأعداء
                              ضممت منها جثة بيضاءا
                              تكفنت من داخل و قبرها
                              في جوفها تناءى
                              حملت منها صخرة صماءا
                              تشدني إلى الثرى
                              أرفعها لتلثم الجوزاءا
                              الحب أن تبذل أن تنال ما تريد
                              كالنبع إذ يدفق لا كالبئر
                              كالنار تطوي نحوك السماءا
                              لا شرر الزناد
                              أستزيد
                              فألتقى دمعي كغيمة تعيد نفسها للبحر
                              أتعلم السحابة المرعدة المبرقة المجلجلة
                              بأن ماءها سيستحيل غيمة إليها مقبلة
                              تبذله في الفجر
                              و تلتقي به قبيل العصر
                              أريد أن أضمّ أن أقّبل
                              الدم الذي ينبض في الشفاه
                              كأنما القلب الذي يقّبل
                              الجسد الموات لا يحس شهقة الأله
                              تغور كالمدية حين تقتل
                              فتعبث الحياة القتيل
                              أريد أن أحرق كالحريق من أخيل :
                              في القلب و اليدين و الكعبين
                              و يأكل النار لظى في عيني
                              لو كان ما تحسه الحبيبة
                              الألم الدوار لا الخواءا
                              ماكنت مثل غيمة غريبة ترعد حتى تشعل الهواءا
                              رعدا
                              و تأبى الأرض أن تجيبه

                              تعليق


                              • #45
                                اللعنات


                                الى النار
                                لا ترجفي يا بنان القارىء الأنا
                                لا انشق باب ولا صافحت شياطانا
                                لا ترجفي وانشري سفرا صحائفه
                                درب الى النار لولا هن ما كانا
                                أفضى الى عالم ناء الى ظلم
                                كانت حياة على الدنيا وأزمانا
                                حاك الخيال المدمى بعضها قصصا
                                والواقع المر انباء وألحانا
                                عذراء ما وطئت رجل مدراجها
                                كالبحر قاعا وغيب الله شطآنا
                                واد من النار داج لا ألم به
                                شيخ المعرة يستوحيه غفرانا
                                ولا تخطى بدانتي بابه بصر
                                خاض الجحيم دما يغلي ونيرانا
                                وادي حزانا ومظلومين تملؤه
                                أطياف أحيائنا الغضبى وموتانا
                                ضجوا لدى الله بالشكوى فرق لها
                                قلبا وهز النجوم الزهر غضبانا
                                وانثال كالغيث لو أن لظى
                                صوت سرى زعزعا وانشق بركانا
                                ويل الطغاة السكارى من عقاب غد
                                ان زلزل الكوكب المنكود ايذانا
                                فزمزم الحشد والنكباء تنشره
                                حينا وتطويه كف الله أحيانا
                                رباه لو أن في طول انتظار غد
                                جدوى لما أسمعتك الريح شكوانا
                                ما كان حتما علينا أن يعذبنا
                                طاغ وان يشهد الرحمن بلوانا
                                النار أشهى فهات النار تصهرنا
                                يوم الحساب ومتعنا بدنيانا
                                ان كان لا يدخل الجنات داخلها
                                الا شقيا على الأواى وغرثانا
                                وكان أمرك أن نرضى بما صنعوا
                                فاحفظ عبيدك فالشيطان مولانا

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                                المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                                يعمل...
                                X