إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بدر شاكر السياب سندباد العراق

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #61
    تسديد الحساب


    تلك الرواسي كم انحطّ النهار على
    أقصى ذراها و كم مرّت بها الظلم
    فما فرحن بآلاف الشموس و لا
    من ألف نجم تردى مسّها ألم
    صماء بكماء لم تأخذ و لا وهبت
    و لا ترصدها موت و لا هرم
    لو أدع الله إياها أمانته
    لنالهنّ على إستيداعها ندم
    و لاقتسمن مع الأحياء ما دفعت
    من جزية لا توفى حين تقتسم
    عن كل قهقهة من صرخة ثمن
    و ما استجد دم إلا وضاع دم
    و ما تحمل آلام المخاض و لم
    يقرب من النور إلا الفكر و الرحم
    و إن يكن أسعد الأحياء أكملها
    فإنما هو أشقاهن لا جرم
    قابيل باق و ان صارت حجارته
    سيفا و إن عاد نارا سيفه الخدم
    ورد هابيل ما قضاة بارئه
    عن خلقه ثم ردت باسمه الأمم
    و اليوم في حين وفى الدين غارمة
    إلا بقايا و كادت تخلص الذّمم
    و كاد يرجع للدنيا بشاشتها
    ما قربته الضحايا و هي تبتسم
    مشى على الأرض خلق عاش في دمه
    من وحشها في المخاض الأول الضرم
    خلق تراءى ليحيى ساعة افترست
    عينيه رؤيا لها من هؤلاء فم
    لو يقبض النور بالأيدي لسورة
    دون الورى و لتعمم العالم الظلم
    ريان عطشان لا يروي بلا فرح
    جذلان باد عليه الجوع و البشم
    كأنه و هو ماض في غوايته
    من نفسه اقتص فهو الماء و الحمم
    تفجر الضحك المسلوب من رئة
    منخوبة بعد أخرى هدها السقم
    عن ضحكة أطلقوها فهي صاعقة
    أصابهم و الورى من رجعها صمم
    و استترفوا متعة الأحياء ما دفعوا
    عنها و لا غارما ما استترفوا رحموا
    ثم استزادوا فإن لم يذهبوا دية
    أو يقصروا عن طماح يرجح العدم

    تعليق


    • #62
      تعتيم


      حين يذرّ النّور
      يلقى به التنور
      عن وجهك الظلماء
      و يهمس الديجور
      آهاته السمراء
      على محيّاك
      تهجس عيناك
      بكل حزن الدهور
      وكل أعيادها
      أفراح ميلادها
      و غمغمات النذور
      وزهرها و الخمور
      ألنور و الظلماء
      أسطورة منحوتة في الصخور
      كم ذاد بالنار
      من أسد ضاري
      وكم أخاف النمور
      إنسان تلك العصور
      بالنور و النار
      فأطفئي مصباحنا أطفئيه
      و لنطفيء التنور
      و ندفن الخبز فيه
      كي لا تعيد الصخور
      أسطورة للنار ظلت تدور
      حتى غدا أول ما فيها
      آخر ما فينا و ليل القبور
      أول ما فيها
      و لنبق في الديجور
      كي لا ترانا نمور
      تجوس في الظلماء
      لترحم الأحياء
      من غابة في السماء
      بالصخر و النار
      و تسبيح القبور

      تعليق


      • #63
        تموز جيكور


        1- ناب الخنزير يشقّ يدي
        و يغوص لظاه إلى كبدي
        و دمي يتدفق ينساب
        لم يغد شقائق أو قمحا
        لكنّ ملحا
        عشتار و تخفق أثواب
        و ترف حيالي أعشاب
        من نعل يخفق كالبرق
        كالبرق الخلب ينساب
        لو يومض في عرقي
        نور فيصيء لي الدنيا
        لو أنهض لو أحيا
        لو أسقي آه لو أسقي
        لو أن عروقي أعناب
        و تقبل ثغري عشتار
        فكأن على فمها ظلمة
        تنثال علي و تنطبق
        فيموت بعيني الألق
        أنا و الهتمة
        2- جيكور ستولد جيكور
        النور سيورق و النور
        جيكور ستولد من جرحي
        من غصة موتي من ناري
        سيفيض البيدر بالقمح
        و الجرن سيضحط للصبح
        و القرية دارا عن دار
        تتماوج أنغاما حلوة
        و الشيخ ينام على الربوه
        و النخل يوسوس أسراري
        جيكور ستولد لكنّي
        لن أخرج فيها من سجني
        في ليل الطين الممدود
        لن ينبض قلبي كاللحن
        في الأوتار
        لن يخفق فيه سوى الدود
        -3-
        هيهات أتولد جيكور
        إلا من خضة ميلادي ؟
        هيهات أينبثق النور
        و دمائي في الوادي ؟
        أيسقسق فيها عصفور
        و لساني كومة أعواد ؟
        و الحقل مت يلد القمحا
        و الورد و جرحي مغفور
        و عظامي ناضحة ملحا
        لا شيء سوى العدم العدم
        و الموت هو الموت الباقي
        يا ليل أظلّ مسيل دمي
        و لتعد تربا أعراقي
        هيهات أتولد جيكور
        من حقد الخنزير المدثّر بالليل
        و القبلة برعمة القتل
        و الغيمة رمل منثور
        يا جيكور

        يتبع

        تعليق


        • #64
          بين الروح والجسد

          ملحة للشاعر تقع في
          ألف ونيف من الأبيات
          وكان قد أرسلها كاملة
          مع السيد فيصل جري السامر
          وهو يستعد للدكتوراه فسلمها بمصر
          كما ذكر الى المرحوم الشاعر
          المصري علي محمود طه المهندس
          ولم يعرف مصيرها بعد
          وفيما يلي مائة وعشرون بيتا منها
          جمعت من مسودة للشاعر ومن مجموعة
          اقبال التي صدرت له بعد وفاته


          أوحى اليه الشعر من آياته
          سحرا تحل به النفوس وتعقد
          باتت تلحق في الأعالي روحه
          نشوى وبات خياله يتصعد
          واهي الكيان كأن خطبا هذه
          ذاوي الشفاه لطول ما يتنهد
          وهو المعطل من قوام فارع
          يسبي العيون ووجنة تتورد
          لم يعط من مال سوى أحلامه
          وكفى بها من ثروة لا تنفد
          ما زوال صرف الدهر أبقى أمه
          تأسو الجراح بكفها أو تضمد
          كم بات يلتمس الحنان فما رأى
          طيف الحنان وفاته ما ينشد
          وأحب من جاراته فتانة
          ما زال صائد طرفها يتصيد
          عف الغرام بحسبه من حبه
          نظر يعف عن الآثام ويبعد
          شاعر الشهوة
          غض الاهاب تظل تبرق عينه
          سحرا تلوذ به القلوب وتحتمي
          جم الثراء سبى العذارى بالغنى
          والحسن حتى ما يجدن لمغرم
          قد كان يحسبها مثالا للتقى
          والطهر والخلق الرفيع الأكرم
          ما زال يروي الشعر عن شيطانه
          متحلبا شرا صبيغا بالدم
          وأحب غانية فهيأ سمه
          سرا وخبا صارما في المبسم
          المحبوبة
          حسناء تسفر عن محيا شاحب
          ما زال يغلب كل طرف غالب
          رمقت صباها وهي في ريعانه
          بنواظر عبرى وقلب ناصب
          في الريف بين نخيله المتعانق
          وعلى جوانب كل نهر دافق
          عسب يجاذبه النسيم ظلاله
          وندى يصفق بالأريج العابق
          وأزهر غيناء رف نديها
          فرحا بأجنحة الفراش العاشق
          شاعر الروح
          حيتك أنفاس الربيع الباكر
          ورعتك آلهة الهوى من شاعر
          مرت ليال كنت فيها غائبا
          عني فأظلمت الحياة بناظري
          لم يلق شعري منك قلبا راضيا
          فلقد سقته9 مآثمي حتلى ارتوى
          فلتهتفن بكل نغم ساحر
          مما تفيض عليك أيام النوى
          أو ما تفيض عليك ساعدات اللقا
          بين النخيل وعند ذاك الملتوى
          شاعر الروح
          أتحب صاحبتي وحبي طاهر
          وهواك حب فاجر لم يشرف
          نزهتها عن قول هجر قلته
          كادت تغص به لهاة المعزف
          شاعر الشهوة
          هيهات لست بتارك هذا الهوى
          لا الصد يورثني السلو ولا النوى
          مالي ومالك أن تظل رفيقها
          ان نلت بعد سويعة تطويقها
          أهوي على تلك الشفاه فأرتوي
          حينا وأرشف كيف شئت رحيقها
          وأمد كفي أينما شاء الهوى
          فأعود أقطف نورها وشقشقها

          تعليق


          • #65
            شاعر الروح
            زورا لعمرك ما نطقت وخدعة
            تأبى علي محبتي تصديقها
            شاعر الشهوة
            وأطوع الخصر النحيل بضمة
            من ساعد ما خلته ليطيقها
            شاعر الروح
            لا تفجعن فؤاد باك موجع
            بتصورات زوقت تزويقها
            شاعر الروح
            رحماك ما أبقيت لي من ملجأ
            ان كنت تطمح أن تكون رفيقها
            شاعر الشهوة
            طال الثواء وحان أن نتفرقا
            فالى اللقاء وياله من ملتقى
            فغدا أعود محدثا عن قبلة
            جن الفؤاد لها وخصر طوقا
            ونواظر متفترات نشوة
            وصبابة متلذذات باللقا
            شاعر الروح
            لا تقسون ورحمة يا صاحبي
            فالقلب يوشك من ضنى أن يحرقا
            أمخلفي أشكو لظى الحب أرجع
            لا تقسون على الفؤاد الموجع
            بالماضيات الزهر من أيامنا
            بالمهجة الحرى بفيض الأدمع
            لا تعدون على التى ملكتها
            روحي ودونك غيرها فاستمتع
            لو شئت جاءتك الغواني خشعا
            ينظرني نظرة وامق متطلع
            شاعر الشهوة
            لو كان في وسع المشوق العاشق
            ترك الهوى لصرفت عنها خافقي
            طال الثواء وحان أن نتفرقا
            فالى اللقاء وياله من ملتقى
            فغدا أعود محدثا عن قبلة
            جن الفؤاد لها وخصر طوقا
            ونواظر متفترات نشوة
            وصبابة متلذذات باللقا
            شاعر الروح

            تعليق


            • #66
              شاعر الروح
              لا تقسون ورحمة يا صاحبي
              فالقلب يوشك من ضنى أن يحرقا
              أمخلفي أشكو لظى الحب أرجع
              لا تقسون على الفؤاد الموجع
              بالماضيات الزهر من أيامنا
              بالمهجة الحرى بفيض الأدمع
              لا تعدون على التى ملكتها
              روحي ودونك غيرها فاستمتع
              لو شئت جاءتك الغواني خشعا
              ينظرني نظرة وامق متطلع
              شاعر الشهوة
              لو كان في وسع المشوق العاشق
              ثرك الهوى لصرفت عنها خافقي
              طال الثواء وحان أن نتفرقا
              فالى اللقاء وياله من ملتقى
              فغدا أعود محدثا عن قبلة
              جن الفؤاد لها وخصر طوقا
              ونواظر متفترات نشوة
              وصبابة متلذذات باللقا
              شاعر الروح
              لا تقسون ورحمة يا صاحبي
              فالقلب يوشك من ضنى أن يحرقا
              أمخلفي أشكو لظى الحب أرجع
              لا تقسون على الفؤاد الموجع
              بالماضيات الزهر من أيامنا
              بالمهجة الحرى بفيض الأدمع
              لا تعدون على التى ملكتها
              روحي ودونك غيرها فاستمتع
              لو شئت جاءتك الغواني خشعا
              ينظرني نظرة وامق متطلع
              شاعر الشهوة
              لو كان في وسع المشوق العاشق
              ثرك الهوى لصرفت عنها خافقي
              طال الثواء وحان أن نتفرقا
              فالى اللقاء وياله من ملتقى
              فغدا أعود محدثا عن قبلة
              جن الفؤاد لها وخصر طوقا
              ونواظر متفترات نشوة
              وصبابة متلذذات باللقا
              شاعر الروح
              لا تقسون ورحمة يا صاحبي
              فالقلب يوشك من ضنى أن يحرقا
              أمخلفي أشكو لظى الحب أرجع
              لا تقسون على الفؤاد الموجع
              بالماضيات الزهر من أيامنا
              بالمهجة الحرى بفيض الأدمع
              لا تعدون على التى ملكتها
              روحي ودونك غيرها فاستمتع
              لو شئت جاءتك الغواني خشعا
              ينظرني نظرة وامق متطلع
              شاعر الشهوة
              لو كان في وسع المشوق العاشق
              ثرك الهوى لصرفت عنها خافقي
              طال الثواء وحان أن نتفرقا
              فالى اللقاء وياله من ملتقى
              فغدا أعود محدثا عن قبلة
              جن الفؤاد لها وخصر طوقا
              ونواظر متفترات نشوة
              وصبابة متلذذات باللقا
              شاعر الروح
              لا تقسون ورحمة يا صاحبي
              فالقلب يوشك من ضنى أن يحرقا
              أمخلفي أشكو لظى الحب أرجع
              لا تقسون على الفؤاد الموجع
              بالماضيات الزهر من أيامنا
              بالمهجة الحرى بفيض الأدمع
              لا تعدون على التى ملكتها
              روحي ودونك غيرها فاستمتع
              لو شئت جاءتك الغواني خشعا
              ينظرني نظرة وامق متطلع
              شاعر الشهوة
              لو كان في وسع المشوق العاشق
              ثرك الهوى لصرفت عنها خافقي

              تعليق


              • #67
                ثعلب الموت


                كم يمضّ الفؤاد أن يصبح الإنسان صيدا لررمية الصياد
                مثل أيّ الظباء أيّ العصافير ضعيفا
                قابعا في ارتعادة الخوف يختضّ ارتياعا لأن ظلا مخفيا
                يرتمي ثمّ يرتمي في اتّئاد
                ثعلب الموت فارس الموت عزرائيل يدنو و يشحذ
                النصل . أه
                منه آه يصكّ أسنانه الجوعى و يرنو مهددا يا إلهي
                ليت أن الحياة كانت فناء
                قبل هذا الفناء هذي النهاية
                ليت هذا الختام كان ابتداء
                واعذاباه إذ ترى أعين الأطفال هذا المهدد المستبيحا
                صابغا بالدماء كفّيه في عينيه نار و بين فكيه نار
                كم تلوّت أكفّهم و استجاروا
                و هو يدنو كأنه احتثّ ريحا
                مستبيحا
                مستبيحا مهدّدا مستبيحا
                من رآها دجاجة الريف إذ يمسي عليها المساء في بستانه
                حين ينسل نحوها الثعلب الفرّاس يا للصريف من أسنانه
                و هي تختص شلّها الرعب أبقاها بحيث الردى
                كأنّ الدروب
                استلّها مارد كأنّ النيوبا
                سور بغداد موصد الباب لا منجى لديه و لا خلاص ينال
                هكذا نحن حينما يقبل الصياد عزريل
                رجفة فاغتيال

                تعليق


                • #68
                  ثورة 14 رمضان

                  االف لسان جاء عندك يشكر
                  لأيفاء ما اسديت هيهات يقدر
                  بعثت حيلة من رداها و نفضت
                  أياديك عنها كل ما كان يوقر
                  جزاك الأله الخير عن أم صبية
                  أعدت لها البعل الذي كاد يقبر
                  فصار اليتامى من جداك ذوي أب
                  فداك الأب الفاديه در و جوهر
                  أسير فيكسو شارق الشمس جبهتي
                  فيعلو دعائي ظللت بالله تنصر
                  ألست الذي أحيا وقد ثار شعبه
                  فصاح ابتهاجا منه الله اكبر
                  وقام الكسيح المبتلى من فراشه
                  يسير على ساق يعدو ويطفر
                  تقحمت أو كان المنيات والسنا
                  يئن وآلاف الشاياطين تصفر
                  فما هي ألا ضربة الثأر وانجلى
                  ظلام من البلوى وبغداد تنظر
                  فمن ير بغداد التى أنت نورها
                  يقل عاد هارون وقد مات جعفر
                  ثأرت لشواف وأمطرت ناظما
                  بما قد روى القبر الذي كاد يطمر
                  وسد من التهريج أعلاه قاسم
                  وما كان كاسمه فهو يشطر
                  يحن ألى النيل الفرات ودونه
                  صحارى وقد قالوا لنا تلك كوثر
                  ألوف الضحايا سامها الخسف والأذى
                  غلوم ورقاع وبخش وقنبر
                  ولولاه ما عاد الشيوعي حاكما
                  كما شاء أو كان الشيوعي ينحر
                  فكنت الجواب المرتجى من دعائه
                  وكنت لنا النور الذي فيه نبصر
                  فيا جيش لا نلت الأذى دونك الذي
                  هبطنا ألى الأعماقأذ كبان يهذر
                  يمن بمال الشعب أعطاه عاجزا
                  ومن ظلمة الداء الذي فيه ينخر
                  لقد جاع حتى حطم الجوع جسمه
                  وطورد حتى ما على المشي يقدر
                  لك الحمد أذ أرويت بالثأر أرضنا
                  فسرنا على الدرب الذي كاد يطمر

                  تعليق


                  • #69
                    ثورة الأهلة

                    أما زلت تصبو إلى قربها
                    رويدا فما أنت من صحبها
                    تخطيت سبعا من المثقلات
                    بما لست تدري إلى حبها
                    تركت الأهلة عن جانبيك
                    حيارى تشكى إلى ربها
                    أكانت سدى كل تلك السنين
                    و قد هدنا السير في دربها
                    أيطوي مداها إلى حبه
                    فتى ما رأيناه في ركبها
                    تخطيت سبعا فكم من ضحى
                    و كم من مساء و ليل بها
                    و كم نبضة من فؤاد التي
                    تشوقت للعطف من قلبها
                    أما زلت مستسلما للأنين
                    رويدا فعهدي بها لا تلين
                    و هل تسمع الشهر إن قلته
                    و في مسمعيها ضجيج السنين
                    أطلت على السبع من قبل عش
                    رين عاما و ما كنت إلا جنين
                    و أمسى و لم تدر أنت الغرام
                    هواها حديث الورى أجمعين
                    لقد نبأوها بهذا الهوى
                    فقالت و ما أكثر العاشقين
                    أما زلت في غفلة يا حزين
                    أحبت سواك ففيم الحنين
                    حرام عليها هنيء الرقاد
                    أتغفو و ما أنت في النائمين

                    تعليق


                    • #70
                      جيكور أمي


                      تلك أمي و إن أجئها كسيحا
                      لأثما أزهارها و الماء فيها و الترابا
                      و نافضا بمقلتي أعشاشها و الغابا
                      تلك أطيار الغد الزرقاء و الغبراء يعبرن السطوحا
                      أو ينشرن في بويب الجناحين كزهرة يفتح الأفوافا
                      ها هنا عند الضحى كان اللقاء
                      و كانت الشمس على شفاهها تكسر الأطيافا
                      و تسفح الضياء
                      كيف أمشي أجوب تلك الدروب الخضر فيها و أطرق
                      الأبوابا
                      أطلب الماء فتأتيني من الفخار جره
                      تنضح الظل للبرود الحلو قطرة
                      بعد قطره
                      تمتد بالجرة لي يدان تنشران حول رأسي الأطيابا
                      هالتي تلك أم (وفيقة ) أم ( إقبال )
                      لم يبق لي سوى أسماء
                      من هوى مر كرعد في سمائي
                      دون ماء
                      كيف أمشي خطاي مزقها الداء كأني عمود
                      ملح يسير
                      أهي عامورة الغوية أو سادوم
                      هيهات إنها جيكور
                      جنة كان الصبي فيها و ضاعت حين ضاعا
                      آه لو أن السنين السود قمح أو ضخور
                      فوق ظهري حملتهن لألقيت بحملي فنفضت جيكور
                      عن شجيراتها ترابا يغشيها و عانقت معزفي ملتاعا
                      يجهش الحب به لحنا فلحنا
                      و لقاء فوداعا
                      آه لو أن السنين الخضر عادت يوم كنا
                      لم نزل بعد فتيين لقبلت ثلاثا أو رباعا
                      و جنتي ( هالة ) و الشهر الذي نشر أمواج الظلام
                      في سيول من العطور التي تحمل نفسي إلى بحار عميقة
                      و لقبلت برعم الموت ثغرا من وفيقة
                      و لأوصلتك يا ( إقبال ) في ليلة رعد و رياح وقتام
                      حاملا فانوسي الخفاق تمتد الظلال
                      منه أو تقصر إذ برعش في ذاك السكون
                      ذلك الصمت سوى قعقعة الرعد
                      سوى خفق الخطى بين التلال
                      و حفيف الريح في ثوبك أو وهوهة الليل مشى بين
                      الغصون
                      و لعانقتك عند الباب ما أقسى الوداع
                      أه لكن الصبى و لى و ضاع
                      الصبى و الزمان لن يرجعا بعد
                      فقري يا ذكريات و نامي

                      يتبع

                      تعليق


                      • #71
                        جيكور شابت


                        ما نفضت الندى عن ذرى العشب فيها
                        ما لثمت الضباب الذي يحتويها
                        جئتها و الضّحى يزرع الشمس في كل حقل و سطع
                        مثل أعواد قمح
                        فر قلبي إليها كطير إلى عشّه في الغروب
                        هل تراه استعاد الذي مر من عمره كل جرح
                        و ابتسام ؟
                        أبعد انطفاء اللهيب
                        يستطيع الرماد اتّقادا ؟
                        و من ؟أين ؟ من أيّ جمرة ؟
                        يا صباي الذي كان للكون عطرا و زهوا و تيها
                        كان يومي كعام تعد المسرّة
                        فيه نبضا لقلبي تفجّر منها على كلّ زهرة
                        كانت الأرض تلقى صباحا لأوّل مرّه
                        كان قابيلها بذرة مستسرة
                        كان للأرض قلب أحسّ به في الدروب
                        في البساتين في كل نهر يروّي بنيها
                        آه جيكور جيكور
                        ما للضحى كالأصيل
                        يسحب النّور مثل الجناح الكليل ؟
                        ما لأكواخك المقفرات الكئيبة
                        يحبس الظل فيها نحيبه ؟
                        أين أين الصبايا يوسوسن بين النخيل
                        عن هوى كالتماع النجوم الغريبة
                        أو يجرّرن أذيالهن التي لونتهن أقمار صيف
                        أو شموس خريفيّة عند شط ظليل
                        و الشفاه ابتسامات حب و خوف
                        عجائز أو في القبور
                        عجائز يغزلن حول الصّلاء
                        و يروين عبر الكرى و الفتور
                        أقاصيص عن جنة في بيوت خواء
                        لأحفادهنّ اليتامى
                        و جيكور شابت وولى صباها
                        و أمسى هواها
                        رمادا إذا ما
                        تأوّهن هزّته ريح
                        أثارته حتى ارتمى في صداها
                        هباءا و ذرّا تضيق الصدور
                        به عن مداها
                        أين جيكور
                        جيكور ديوان شعري
                        موعد بي ألواح نعشي و قبري
                        كركرات المياه التي كسّر الشمس منها ارتجاف
                        و الأنين الذي منه كنا نخاف
                        صاعدا مثل مدّ تتر القبور
                        عنه و الشمس تمتصّ من كل نهر
                        و درابك في الأرض تنقرهنّ البذور
                        و هي تنشقّ في كل فجر
                        ذكريات كما يترك الصوت من ميّت
                        في خيال رنينه
                        مثل ناي تشظّى و أبقى أنينه
                        ايه جيكور عندي سؤال أما تسمعينه
                        هل ترى أنت في ذكرياتي دفينة
                        أم ترى أنت قبر لها ؟ فابعثيها
                        و ابعثيني
                        وهيهات ما للصّبى من رجوع
                        إن ماضيّ قبري و إني قبر ماضي
                        موت يمدّ الحياة الحزينة
                        أم حياة تمدّ الرّدى بالدموع
                        ما نفضت الندى عن ذرى العشب فيها

                        تعليق


                        • #72
                          جيكور و أشجار المدينة

                          أشجارها دائمة الخضرة
                          كأنها أعمدة من رخام
                          لا عرى يعروها و لا صفره
                          و ليلها لا ينام
                          يطلع من أحداقه فجره
                          لكن في جيكور للصيف ألولنه كما للشتاء
                          حقل يمص الماء
                          أزهاره السكرى غناء الطيور
                          ناحلة كالصدى
                          أنغامه البلور
                          كأن فيها مدى
                          يجرحن قلبي فيستترفن منه النور
                          و تغرب الشمس و هذا المساء
                          أمطر في جيكور
                          أمطر ظلا نث صمتا مساء
                          غاف على جيكور
                          و الليل في جيكور
                          تهمس فيه النجوم
                          أنغامها تولد فيه الزهور
                          و تخفق الأجنحة
                          في أعين الأطفال في عالم للنوم مرت غيوم
                          بالدرب مبيضا بنور القمر
                          تكاد أن تمسحه
                          تسرق منه الزهر

                          تعليق


                          • #73
                            جيكور و المدينة

                            و تلتفّ حولي دروب المدينة
                            حبالا من الطين يمضغن قلبي
                            و يعطين عن جمرة فيه طينة
                            حبالا من النار يجلدن عرى الحقول الحزينة
                            و يحرقن جيكور في قاع روحي
                            و يزرعن فيها رماد الضغينة
                            دروب تقول الأساطير عنها
                            على موقد نام ما عاد منها
                            و لا عاد من ضفة الموت سار
                            كأن الصدى و السكينة
                            جناحا أبي الهول فيها جناحان من ضخرة في ثراها دفينة
                            ومن يرجع الله يوما إليها
                            و في الليل فردوسها المستعاد
                            إذا عرّش الصخر فيها غصونه
                            ورصّ المصابيح تفاح نار
                            و مد الحوانيت أوراق تينه
                            فمن يشعل الحبّ في كل در و في كلّ مقهى و في كل دار
                            و من يرجع المخلب الآدميّ يدا يمسح الطفل فيها جبينه
                            و تخضل من لمسها من ألوهية القلب فيها عروق الحجار
                            و بين الضّحى و انتصاف النهار
                            إذا سبّحت باسم ربّ المدينة
                            بصوت العصافير في سدرة يخلق الله منها قلوب صغار
                            رحى معدن في أكفّ التجار
                            لها ما لأسماك جيكور من لمعة و اسمها من معان كثار
                            فمن يسمع الروح ؟ من يبسط الظل في لافح من هجير النضار
                            و من يهتدي في بحار الجليد إليها فلا يستبيح السفينة
                            و جيكور من غلق الدور فيها و جاء ابنها يطرق
                            الباب دونه
                            و من حول الدرب عنها فمن حيث دار اشرأبت إليه المدينة
                            و جيكور خضراء مس الأصيل ذرى النخل فيها
                            بشمس حزينة
                            يمدّ الكرى لي طريقا إليها
                            من القلب يمتدّ عبر الدهاليز عبر الدجى و القلاع الحصينة
                            و قد نام في بابل الراقصون
                            و نام الحديد الذي يشحذونه
                            و غشى على أعين الخازنين لهاث النّضار الذي يحرسونه
                            حصاد المجاعات في جنتيها
                            رحى من لظى مر دربي عليها
                            و كرم من عساليجه العاقرات شرايين تموز عبر المدينة
                            شرايين في كل دار و سجن و مقهى
                            و سجن و بار و في كل ملهى
                            و في كل مستشفيات المجانين
                            في كل مبغى لعشتار
                            يطلعن أزهارهن الهجينة
                            مصابيح لم يسرج الزيت فيها و تمسسه نار
                            و في كل مقهى و سجن و مبغى و دار
                            دمي ذلك الماء هل تشربونه
                            و لحمي هو الخبز لو تأكلونه
                            و تموز تبكيه لاة الحزينة
                            ترفع بالنواح صوتها مع السّحر
                            ترفع بالنواح صوتها كما تنهّد الشجر
                            تقول يا قطار يا قدر
                            قتلت إذ قتلته الربيع و المطر
                            و تنشر ( الزمان ) و ( الحوادث ) الخبر
                            و لاة تيسغيث بالمضمّد الحفر
                            أن يرجع ابنها يديه مقلتيه أيما أثر
                            و ترسل النواح يا سنابل القمر
                            دم ابني الزجاج في عروقه انفجر
                            فكهرباء دارنا أصابت الحجر
                            و صكه الجدار خضه رماه لمحة البصر
                            أراد أن ينير أن يبدد الظلام فانحدر
                            و ترسل النواح
                            ثم يصمت الوتر
                            و جيكور خضراء
                            مسّ الأصيل
                            ذرى النخل فيها
                            بشمس حزينة
                            و دربي إليها كومض البروق
                            بدا و اختفى ثم عاد الضياء فأذكاه حتى أنار المدينة
                            و عرى يدي من وراء الضماد كأن الجراحات فيها حروق
                            و جيكور من دونها قام سور
                            و بوابه
                            و احتوتها سكينة
                            فمن يخترق السور من يفتح الباب يدمي على كل قفل يمينه
                            و يمناي لا مخلب للصراع فأسعى بها في دروب المدينة
                            و لا قبضة لابتعاث الحياة من الطين
                            لكنها محض طينه
                            و جيكور من دونها قام السور
                            و بوابه
                            واحتوتها سكينة

                            تعليق


                            • #74
                              حامل الخرز الملون


                              ماذا حملت لها سوى الخرز الملّون و الضباب
                              ما خضت في ظلمات بحر أو فتحت كوى الصخور
                              و الريح ما خطفت قلوعك و السحاب
                              ما بل ثوبك ما حملت لها سوى الدم و العذاب
                              في سجنها هي خلف السور
                              في سجنها هي و هو من ألم و فقر و اغتراب
                              عشر من السنوات مرت و هي تجلس في ارتقاب
                              أطفالها المتوثبون مع الصباح
                              صمتوا و كفّوا عن مراح
                              زجرتهم لتحسّ وقع خطاك برعمت الزهور
                              و أتى الربيع و ما أتيت و جاء صيف ثم راح
                              ماذا يعيقك في سواحل نائيات ؟ في قصور
                              قفر يعيش الغول فيها كلما رمت الرياح
                              بحطام صارية تحفّز ؟ ما يعيقك عن الرجوع ؟
                              لم تبق للغد من دموع
                              في مقلتيها لا و لم يبق ابتسام للقاء
                              ستعود حين تعود بالخرز الملوّن و الهباء
                              ستضم منها طيف أمس فلا يجيبك في الضلوع
                              منها سوى دمك المفجّع و الخواء

                              تعليق


                              • #75
                                حب و شاعر


                                سالتني ذات يوم عابره
                                عن غرامي وفتاتي الساحره
                                لم تكن تعلم أني شاعر
                                ملهم أهوى فتون الطاهره
                                وحبيب لست أهوى عاتبا
                                أنما أهوى العيون الآسره
                                وقواما أهيفا جلفني
                                ساهما خلف روحي سادره
                                ووفاء لم أكن أنكره
                                أترى ينكر غصن طائره
                                سألتني والربى مزدانة
                                في شروق والأماني زاهره
                                ليتها تدرك أني ها هنا
                                شاعر لابد لي من شاعره
                                قلت يا أختاه لا لا تسالي
                                أنا ذاك الصب أهوى نادره

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                                المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                                يعمل...
                                X