إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بدر شاكر السياب سندباد العراق

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #91
    سجين

    ذراعا أبي تلقيان الظلال
    على روحي المستهام الغريب
    ذراعا أبي و السراج الحزين
    يطاردني في ارتعاش رتيب
    وحفت بي الأوجه الجائعات
    حيارى فيا للجدار الرهيب
    ذراعا أبي تلقيان الظلال
    على روحي المستهام الغريب
    **
    و طال انتظاري كأن الزمان
    تلاشى فلم يبق إلا الانتظار
    و عيناي ملء الشمال البعيد
    فيا ليتني أستطيع الفرار
    و أنتِ التقاء الثرى بالسماء
    على الآل في نائيات القفار
    و طال انتظاري كأن الزمان
    تلاشى فلم يبق إلا الانتظار!
    **
    أألقاك؟ تأتي على النجوم
    و تمضي و ما غير هذا السؤال
    تغنيه في مسمعي الرياح
    و تلقيه في ناظري الظلال
    و ترنو على جرسه الأمنيات
    إلى ذكريات الهوى في ابنتها
    أألقاك تأتي على النجوم
    و تمضي و ما غير هذا السؤال
    **
    أصيخي! أما تسمعين الرنين
    تدوي به الساعة القاسية ؟؟
    أصيخي فهذا صليل القيود
    و قهقهة الموت في الهاويه!
    زمان .. زمان يهز النداء
    فؤادي فأدعوك يا نائية
    أصيخي أما تسمعين الرنين
    تدوي به الساعة القاسية!؟
    **
    أما تبصرين الدخان الثقيل
    يجر الخطى من فم الموقد
    تلوى فأبصرت فيه الظهور
    وقد قوستها عصا السيد
    و أبصرت فيه الحجاب الكثيف
    على جبهة العالم المجهد
    أما تبصرين الدخان الثقيل
    يجر الخطى من فم الموقد
    **
    و لا بد من ساعة من مكان
    لروحين ما زالتا في ارتقاب
    سألقاك أين الزمان الثقيل
    إذا ما التقينا و أين العذاب؟!
    سينهار على مقلتيك الجدار
    و تفنى ذراعا أبي كالضباب
    و لا بد من ساعة من مكان
    لروحين ما زالتا في ارتقاب!
    **
    و كيف التلاقي و بين المنى
    و إدراكهن الدخان الثقيل؟
    تموج الأساطير في جانبيه
    و يحبو على صدره المستحيل
    و نحن الغريقان في لجه
    سننسى الهوى فيه عما قليل
    و كيف التلاقي و بين المنى
    و إدراكهن الدخان الثقيل
    **
    لينهد هذا الجدار الرهيب
    و تندك حتى ذراعا أبي
    أحاطت بي الأعين الجائعات
    مرايا من النار في غيهب
    إذا أستطعب مهرباً مقلتاي
    تصدى خيالان في مهربي
    فأبصرت ظلين لي في الجدار
    أو استوقغني ذراعا أبي
    **
    سابقى وراء الجدار البغيض
    وعيناي لا تبرحان الطريق
    أعد الليالي خلال الكرى
    وارعى نجوم الظلام العميق
    فلا تيأسي- أن تمر السنون
    و يطفين في وجنتيك البريق
    سأبقى وراء الجدار القديم
    وعينان لا تبرحان الطريق

    تعليق


    • #92
      سراب


      بقايا من القافلة
      تنير لها نجمة آفله
      طريق الفناء
      وتؤنسها بالغناء
      شفاه ظماء
      تهاويل مرسومة في السراب
      تمزّق عنها النقاب
      على نظرة ذاهلة
      وشوق يذيب الحدود
      *
      ظلال على صفحة باردة
      تحركها قبضة ماردة
      وتدفعها غنوة باكية
      إلى الهاوية .
      ظلال على سلم من لهيب
      رمى في الفراغ الرهيب
      مراتبة البالية
      وأرخى على الهاوية
      قناع الوجود
      سنمضي .. ويبقى السراب
      وظل الشفاه الظماء
      يهوم خلف النقاب
      وتمشي الظلال البطاء
      على وقع أقدامك العارية
      إلى ظلمة الهاوية
      وننسى على قمة السلم
      هوانا ..
      فلا تحلمي
      بأنا نعود !

      تعليق


      • #93
        سراج

        أراع يطويي بحار الظلام
        أو سراج في غرفة المستهام
        شاحب الضوء يرقب الشاعر
        السهران تبكيه نائبات الغرام
        خافق مثل فلبه حين يطغى
        راعش مثل دمعه في انسجام
        أعليه لنجمة الصبح وعد
        بلقاء فبات نضو سقام
        فهو نبع تحت الظلام فريد
        لو روى قلب ظاميء من أوام
        و هو أرجوحة الظلام و ظل
        حركته أنامل الأنسام
        و جناح يبيت ينتظر الفجر
        خفوق بغصنه المتسامي
        مر طيف من الحبيبة يهفو
        للقاء المعذب المستضام
        فطواه اللظى وبات دخانا
        يطرق الليل نفحة من قتام
        فرويدا كفى السراج اعتسافا
        انه غال رائع الأحلام
        بأسى الليل باحتراق الفراشات
        بدمع من النفوس الظوامى
        بسهاد الفتى بما بين جنبيه
        بما للنجوم من آلام
        رحمة أيها السراج بمن أحص
        يت آهاته وراء الظلام
        لا تسامره إنه شاعر ضل
        بدنيا الخيال و الأوهام
        أذان الصبح أن يلوح فدعه
        يسعد الطرف لحظة بمنام

        تعليق


        • #94
          سوبروس في بابل

          ليعو سربروس في الدروب
          في بابل الحزينة المهدمة
          و يملأ الفضاء زمزمه
          يمزق الصغار بالنيوب يقضم العظام
          و يشرب القلوب
          عيناه نيزكان في الظلام
          و شدقه الرهيب موجتان من مدى
          تخبيء الردى
          أشداقه الرهيبة الثلاثة احتراق
          يؤجّ في العراق
          ليعو سربروس في الدروب
          و ينبش التراب عن إلهنا الدفين
          تموزنا الطعين
          يأكله يمص عينيه إلى القرار
          يقصم صلبه القوي يحطم الجرار
          بين يديه ينثر الورود و الشقيق
          أواه لو يفيق
          إلهنا الفتيّ لو يبرعم الحقول
          لو ينثر البيادر النضار في السهو
          لو ينتضي الحسام لو يفجر الرعود و البرق و المطر
          و يطلق السيول من يديه آه لو يؤوب
          لحافنا التراب فوقه من القمر
          دم و من نهود نسوة العراق طين
          و نحن إذ نبضّ من مغاور السنين
          نرى العراق يسأل الصغار في قراره
          ما القمح ما الثمر
          ما الماء ما المهود ما الإله ما البشر
          فكل مانراه
          دم يتر أو حبال فيه أو حفر
          أكانت الحياه
          أحب أن تعاش و الصغار آمنين
          أكانت الحقول تزهر
          أكانت السماء تمطر
          أكانت النساء و الرجال مؤمنين
          بأنّ في السماء قوة تدبر
          تحسّ تسمع الشكاة تبصر
          ترقّ ترحم الضّعاف تغفرالذنوب
          أكانت القلوب
          أرق و النفوس بالصفاء تقطر
          و أقبل إلهة الحصاد
          رفيقة الزهور و المياه و الطيوب
          عشتار ربّة الشمال و الجنوب
          تسير في السهول و الوهاد
          تسير في الدروب
          تلفظ منها لحم تموز إذا انتثر
          تلمه في سله كأنه الثمر
          لكنّ سربروس بابل الجحيم
          يحب في الدروب خلفها و يركض
          يمزق النعال في أقدامها يعضعض
          سيقانها اللدان ينهش اليدين أو يمزّق الرداء
          يلوث الوشاح بالدم القديم
          يمزج الدم الجديد بالعواء
          ليعو سوبروس في الدروب
          لينهش الألهة الحزينة الألهة المروّعة
          فأن من دمائها ستخضب الحبوب
          سينبت الاله فالشرائح الموزّعة
          تجمعت تململت سيولد الضياء
          من رحم ينزّ بالدماء

          تعليق


          • #95
            سوف أمضي

            سوف أمضي أسمع الريح تناديني بعيداً
            في ظلام الغابة اللفّاء .. والدّرب الطويل
            يتمطي ضجراً، والذئب يعوي، والأفول
            يسرق النجم كما تسرق روحي مقلتاك
            فاتركي أقطعلا اللليل وحيدا
            سوف أمضي فهي ما زالت هناك
            في انتظاري
            **
            سوف أمضي. لا هدير السيل صخّبا رهيبا
            يغرق الوادي، ولا الأشباح تلقيها القبور
            في طريقي تسأل الليل إلى أين أسير
            كل هذا ليس يثنيني فعودي واتركيني
            ودعيني أقطع اللليل غريبا
            إنها ترنو إلى الأفق الحزين
            في انتظاري
            **
            سوف أمضي حوّلي عينيك لا ترني إليّا
            إن سحراً فيهما يأبى على رجلي مسيرا
            إن سراً فيهما يستوقف القلب الكسيرا
            وارفعي عني ذراعيك ... فما جدوى العناق
            إن يكن لا يبعث الأشواق فيّا ؟
            اتركيني ها هو الفجر تبدى، ورفاقي
            في انتظاري

            تعليق


            • #96
              شناشيل ابنة الجلبي


              و أذكر من شتاء القرية النضاح فيه النور
              من خلل السحاب كأنه النغم
              تسرب من ثقوب العزف ارتعشت له الظلم
              و قد غنى صباحا قبل فيم اعد طفلا كنت
              ابتسم
              لليلي أو نهاري اثقلت اغصانه النشوى عيون الحور
              و كنا جدنا الهدار يضحك او يغني في ظلال الجوسق
              القصب
              و فلاحيه ينتظرون غيثك يا اله و أخوتي في
              غابة اللعب
              يصيدون الأرانب و الفراش و أحمد الناطور
              نحدق في ظلال الجوسق السمراءفي النهر
              و نرفع للسحاب عيوننا سيسيل بالقطر
              و أرعدت السماء فرن قاع النهر و ارتعشت ذرى السعف
              وأشعلهن و مض البرق أزرق ثم أاخضر ثم تنطفئ
              و فتحت السماء لغيثها المدرار بابا بعد باب
              عاد منه النهر و هو ممتلئ
              تكلله الفقائع عاد أخضر عاد أاسمر عص
              بالأنعام و اللهف
              و تحت النخل حيث تظل تمطر كل ما سعفه
              تراقصت الفقائع و هي تفجر انه الرطب
              تساقط في يد العذراء و هي تهز في لهفه
              بجذع النخلة الفرعاء تاج و ليدك الانوار ال الذهب
              سيصلب منه حب الاخرين سيبرئ الاعمى
              و يبعث في قرار القبر ميتا هذه التعب
              من السفر الطويل الى ظلام الموت يكسو عظمه اللحما
              و يوقد قلبه الثلجي فهو بحبه يثب
              و ابرقت السماء فلاح حيث تعرج النهر
              و طاف معلقا من دون اس يلثم الماء
              شناشيل ابنة الجلبي نور حوله الزهر
              عقود ندى من اللبلاب تسطع منه بيضاءا
              و اسية الجميلة كحل الاحداق منها الوجد و السهر
              يا مطرا يا حلبي
              عبر بنات الجلبي
              يا مطرا يا شاشا
              عبر بنات الباشا
              يا مطرا من ذهب
              تقطعت الدروب مقص هذا الهاطل المدرار
              قطعها و وراها
              و طوقت المعابر من جذوع النخل في الأمطار
              كغرقى من سفينة سندباد كقصة خضراء ارجأها و خلاها
              الى الغد أحمد الناطور وهو يدير في الغرفة
              كؤوس الشاي يلمس بندقيته و يسعل ثم يعبر طرفه
              الشرفه
              و يخترق الظلام
              و صاح يا جدي أخي الثرثار
              انمكث في ضلام الجوسق المبتل ننتظر
              متى يتوقف المطر
              و ارعدت السماء فطار منها ثمة انفجرا
              شناشيل ابنة الجلبي
              ثم تلوح في الافق
              ذرى قوس السحاب و حيث كان يسارق النظر
              شناشيل الجميلة لا تصيب العين الا حمرة الشفق
              ثلاثون انقضت و كبرت كم حب و كم وجد
              توهج في فؤادي
              غير اني كلما صفقت يدا الرعد
              مددت الطرف ارقب ربما ائتلق الشناشيل
              فأبصرت ابنة الجلبي مقبلة الى وعدي
              و لم ارها هواء كل اشواقي اباطيل
              و نبت دونما ثمر و لا ورد

              تعليق


              • #97
                شهداء الحرية

                شهيد العلا لن يسمع اللوم نادبه
                و ليس يرى باكيه من قد يعاتبه
                طواه الردى فالكون للمجد مأتم
                مشارقه مسودة و مغاربه
                فتى قاد أبناء الجهاد إلى العلا
                و قد حطمت بأس العدو كتائبه
                فتى همه أن يبلغ العز موطن
                غدا كل باغ دون خوف يواثبه
                فتى يعرف الأعداء فتكة سيفه
                قد فتحت فتحا مبينا مضاربه
                فتى ما جنى ذنبا سوى أنه انتضى
                حساما بوجه الظلم ما لان جانبه
                إذا ذكروا في جحفل الحرب يونسا
                مشى الموت للأعداء حمرا سبائبه
                لقد باع للعرب النفوس ثلاثة
                فقروا و دمعي لا تقر غواربه
                فآة على من ودع الصحب و اغتدى
                على يونس فليطلق الدمع حاجبه
                و آه على نسر أهيض جناحه
                و كم ملأت أفق العراق عصائبه
                لئن غيبوا جثمان محمود في الثرى
                فما غيبوا المجد الذي هو كاسبه
                و لهفي عى فهمي و ما كان خطبه
                يهون و إن هانت لديه مشاربه
                شهيد رأى الطغيان يغزو بلاده
                فهب وقاد العزم جندا يحاربه
                أيشنق من يحمي الديار بسيفه
                و تغدو على كسب المعالي ركائبه
                رجال أباه عاهدوا الله أنهم
                مضحون حتى يرجع الحق غاصبه
                أراق عبيد الإنكليز دماءهم
                فيا ويلهم ممن تخاف جوالبه
                أراق عبيد الإنكليز دماءهم
                و لكن دون الثأر من هو طالبه
                أراق ربيب الأنجليز دماءهم
                و لكن في برلين ليثا يراقبه
                رشيد و يا نعم الزعيم لأمة
                يعيث بها عبد الإله و صاحبه
                لأنت الزعيم الحق نبهت نوما
                تقاذفم دهر توالت نوائبه

                تعليق


                • #98
                  صحيفة الأحرار


                  يا حابسين صحيفة الأحرار
                  هل يمنع القيد استعار النار
                  إن تحجبوها فهي حقد كامن
                  بين الضلوع و صرخة استنكار
                  بنت الكفاح و كل سطر خالد
                  عرق يفور به دم الثوار
                  ضم الشتات بها ( فكاوا ) يجتلي
                  من عين ( يعرب ) ضحكة استبشار
                  و ( القدس ) تشهد كل جرح أنها
                  برء يثير مخاوف الأشرار
                  لم تكب في ساح الجهاد و لا ارتضت
                  ذلا و لا غفلت عن استعمار
                  إن تحجبوها فالليالي شأنها
                  ألا يدوم بها سنا الأقمار
                  ما إن نخور فليس فينا جاهل
                  إن الحياة عطية الأخطار
                  إنا لنغمد في اللظى أقدامنا
                  هيهات نشكو سطوة الأحجار
                  واحر قلبي يا بلادي أنني
                  جردت فيك سوى من الأشعار
                  ماذا ظننت بصادق في حبه
                  لو كان يملك قوة الأقدار
                  هل كان ينفض من نضال كفه
                  أو كان يتركها على القيثار
                  و لو استطعت لكنت حزبا ثانيا
                  مثل التحرر صادق الآثار
                  أو عدت أجعل من دمائي ثورة
                  تجلو غشاوة هذه الأبصار
                  الشعب يعلم عن يقين أنها
                  بوق النضال و منبر الأحرار
                  حان الكفاح فأنزلتها طعنة
                  حمراء في صدر الحليف الصاري
                  الجو فيك لكل نسر ضيق
                  رحب لكل ملون المنقار
                  قصوا جناح النشر فيه و أطلقوا
                  لليوم أجنحة الخنا و العار
                  و من المهازل أن أوفى صفحة
                  للشعب تطويها يدا غدار
                  ما راش جود الكادحين جناحها
                  حتى يراه مقص الاستعمار
                  أن يحجبوها فهي في أرواحنا
                  و ضحاه تنشرها يد التذكار
                  أو طاب يوم ( الخائنات ) بيومها
                  فالخائنات قصيرة الأعمار
                  إن المصاب و إن خلا من فرحة
                  لم يخل من عظة و من انذار
                  فالطاعن الصدر الأبي بسيفه
                  سق الستار بطعنة استهتار
                  فإذا العيون ترى و في أهدابها
                  لمح الدماء خبيثة ( الثرثار )
                  يجثو على فرش الحرير و دونه
                  جسم الطعين على التراب العاري
                  فالطرف يمسك بالكؤوس و رجله
                  بالطرس و الكغان بالدينار
                  لو باركته يدا ( سفير ) ساعة
                  باع النضال بحلفة ( استيزار )
                  يا من يشيد لكل حر محبسا
                  خوفا على كرسيه المنهار
                  إن الظلام إذا تناهى غيه
                  زاد العيون صدى إلى الأنوار
                  و الحابس الأبطال عن أن يزأروا
                  ظن الزئير قضى قتل إسار
                  حتى تكشف عن سراب ظنه
                  و انفض جوف الصمت عن إعصار
                  فإذا الحناجر و الزمازم تنبري
                  غضبى تجوز عليه عقر الدار
                  هيهات تغلب كل كف شأنها
                  لمس الحرير تدفق التيار
                  هيهات يصرع كل فكر ملؤه
                  همس الطغاة صوارخ الأنكار
                  ما دام بعض دم الضحية دافقا
                  فيها فلا ركنت إلى الأظفار
                  يا شعب أنت غد فإن لم يؤمنوا
                  بالكادحين فلست للكفار
                  إن الطغاة نجوم ليل ترتدي
                  ثوب المغيب و أنت شمس نهار
                  أنت اندفعت إلى العلاء و غلغلوا
                  في هوة لا تنتهي بقرار
                  لا يستوي الجيلان هذا مقبل
                  نحو الحياة و ذاك في إدبار
                  ظنونك سخرية الزمان و نهزه
                  للطامعين و لعبة الأغرار
                  حتى أبنت عن اللظى في ملمس
                  و كشفت في شرب عن الأكدار
                  أنت العباب سجا و أغفى حاجبا
                  خلف السجو منية البحار
                  أنت الزمان صفا ليهوي سيفه
                  بعد الصفاء على يدي جبار
                  إن الشعوب شكون داء واحدا
                  رغم التنائي و اختلاف الدار
                  أغلالهن مجمعات في يد
                  رعناء تنشرها على الأقطار
                  فإذا حطمت فلست وحدك حاطما
                  تلك القيود غنيت بالأنصار
                  لاوفق الأشرار في أن يخرقوا
                  قلب النضال بكاذب الأخبار
                  هل يأمن المطعون من جلاده
                  إلا لقاء الصارم البتار
                  و الأرض ليس لها من غاسل
                  رجس الطغاة سوى دم الثوار

                  يتبع

                  تعليق


                  • #99
                    عبير

                    عطرت أحلامي بهذا الشذي
                    من شعرك المسترسل الأسود
                    الجو من حولي ربيع حبا
                    من خدره النائي إلى الموعد
                    هذا عبير الحب فجرته
                    يبحث عن مجرى له في غد
                    نبع أثيري الخطى, حالم
                    بالظله الخضراء و المسند
                    و العاشق السكران يحصى على
                    ثغرك ما في الليل من فرقد
                    أوقدت مصباح الهوى بعدما
                    خبا و لولا أنت لم يوقد
                    هبت عليه الريح مجنونة
                    محلولة الشعر, خضيب اليد
                    الزيت من هذا الشذى و اللظى
                    من قبلة في الغيب لم تولد
                    تطفو على العطر خيالاً فلا
                    ترسب الا في الفؤاد الصدي
                    **
                    أهم أن أهتف : أنت التي
                    مثلتها في أمسي الأبعد
                    و أنت من تحلم روحي بها
                    على ضفاف الزمن المزبد
                    تسائل الموج و تومي إلى
                    كل شراع علها تهتدي
                    أهم أن أهتف لولا خطى
                    عابرة في الخاطر المجهد
                    ؟أطياف حسناواتي استيقظت
                    هاتفة : يا ذكريات اشهدي
                    ما نال منا غير أسمائنا
                    تسخر من آماله الشرد
                    مكتوبة بالنار, في شعره
                    كالصورة الخرساء في معبد

                    تعليق


                    • عرس في القرية

                      مثلما تنفض الريح ذرّ النضار
                      عن جناح الفراشة مات النهار
                      النهار الطويل
                      فاحصدوا يا رفاقي فلم يبق إلاّ القليل
                      كان نقر الدّرابك منذ الأصيل
                      تيساقط مثل الثمار
                      من رياح تهوم بين النخيل
                      يتساقط مثل الدموع
                      أو كمثل الشرار
                      إنها ليلة العرس بعد انتظار
                      مات حب قديم و مات النهار
                      مثلما تطفيء الريح ضوء الشموع
                      الشموع الشموع
                      مثل حقل من القمح عند المساء
                      من ثغور العذارى تعبّ الهواء
                      حين يرقصن حول العروس
                      منشدات نوار اهنئي يا نوار
                      حلوة أنت مثل الندى يا عروس
                      يا رفاقي سترنوا إلينا نوار
                      من عل في احتقار
                      زهدتها بنا حفنه من نضار
                      خاتم أو سوار و قصر مشيد
                      من عظام العبيد
                      و هي يا رب من هؤلاء العبيد
                      و لو أنا و آباءنا الأولين
                      قد كدحنا طوال السنين
                      و ادخرنا على جوع أطفالنا الجائعين
                      ما اكتسبناه في كدنا من نقود
                      ما اشترينا لها خاتما أو سوار
                      خاتم ضم في ماسة الأزرق
                      من رفات الضحايا مئات اللحود
                      اشتراها به الصيرفيّ الشقي
                      مثلما تنثر الريح عند الأصيل
                      زهرة الجلنّار
                      أقفر الريف لمّا تولّت نوار
                      بالصبابات يا حاملات الجرار
                      رحن و اسألنها يا نوار
                      هل تصيرين للأجنبي الدخيل
                      للذي لا تكادين أن تعرفيه
                      يا ابنة الريف لم تنصفيه
                      كم فتى من بنيه
                      كان أولى بأن تعشقيه
                      إنهم يعرفونك منذ الصغر
                      مثلما يعرفون القمر
                      مثلما يعرفون حفيف النخيل
                      و ضفاف النهر
                      و المطر
                      و الهوى يا نوار
                      احصدوا يا رفاقي فإن المغيب
                      طاف بين الروابي يرش اللهيب
                      من أباريق مجبولة من نضار
                      و الزغاريد تصدى بها كل دار
                      أوقد القصر أضواءه الأربعين
                      فاتبعوني إليها مع الرائحين
                      اتركوني أغني أمام العريس
                      و أراقص ظلي كقرد سجين
                      و أمثّل دو المحب التعيس
                      ضاحكا من جراحات قلبي الحزين
                      من هواي المضاع
                      من قلوب الجياع
                      حين تهوي و من ذلة الكادحين
                      سوف آكل حتى ينزّ الدم
                      من عيوني فما زال عندي فم
                      كل ما عندنا نحن هذا الفم
                      كان وهما هوانا فان القلوب
                      و الصبابات وقف على الأغنياء
                      لا عتاب فلو لم نكن أغبياء
                      ما رضينا بهذا و نحن الشعوب

                      تعليق


                      • عرب الثأر فاهتفي يا ضحايا

                        بسمت النور في ثغور الجراح
                        أنت قبل الصباح نجم الصباح
                        كلما لحت في خيال الطواغيت
                        وألهت مرقد السفاح
                        ذاب قيد على اللظى وتراخت
                        قبضات على حطام السلاح
                        واختفت كالاظلام تنحل في النار
                        وجوه تحف بالأقداح
                        كلما لحت هلل الشعب أسوان
                        يبث ابتهاجه في النواح
                        وتحدى الطغاة بالساعد المفنول
                        من عامل ومن فلاح
                        كان في غفوة فلما ملأت
                        النوم في مقلتيه بالأشباح
                        هب غضبان يهمز الثأر بالثأر
                        ويمشي على لهيب الكفاح
                        يا عيون الجراح لولاك ما امتدت
                        عيون الى الستار المزاح
                        تبصر الظلم عاريا ةالطواغيت
                        كأوراق دوحة في الرياح
                        جرد البغي خنجرا في دجى الليل
                        وأهوى على الحمى المستباح
                        فاهتدت أمة على لمعة النصل
                        وقد عب من دماء الأضاحي
                        واستضاءت بسمة من شهيد
                        ومشت فوق معبر من جراح
                        عربد الثأر فانهضي يا ضحايا
                        واطرحي عنك باردات الصفاح
                        كلما ألهب الدجى حزن بغداد
                        فغصت بدمعها النضاح
                        وانظري هل ترين الا ثكالي
                        وأيامي يضربن راحا براح
                        وانظري ما يزال جلاك السكران
                        فوق الثرى طليق الجناح
                        واسألي قبر جعفر النارد المحزون
                        ما ذنب هذه الأرواح
                        جعفرالحق يا نشيد البطولات
                        تغنيه تحت ظل الصفاح
                        مد من قبرك المدمى بيمناك
                        فما زلت حامل المصباح
                        أنت مزقت ظلمة الليل بالنور
                        فلا تهن مقلة السفاح

                        تعليق


                        • على الرابية


                          وحيدا هناك على الرابية
                          جلست أبث الدجى ما بيه
                          أعدد أيامي الذاهبات
                          فأبكي لأيامي الباقية
                          و جددت الحزن لي دمعة
                          محيرة بين أهدابية
                          عرفت بها قصتي في الحياة
                          و تضليل روحي و آمالية
                          لها بين عيني و بين الثرى
                          مسيل على زجنة ذاوية
                          فلي مثلها سفرة في غد
                          و لي مثلها قصة دامية
                          شكوت إلى الليل جور الح
                          اة فارتد يشكو أذاها ليه
                          فقال و إني أسير و تلك
                          النجوم المضيئات أغلاليه
                          فقلت و روحي بذل الأسار
                          رمتها قوى الجسد العاتية
                          فما خفقات فؤادي سوى
                          رنين سلاسلها القاسية
                          شكوت إلى الليل جور الغرام
                          فأرسل آهاته الباكية
                          فقال و أني أحب النهار
                          و يعشق أطرافي الساجيه
                          كلانا يفتش عن إلفه
                          و كل تفرق في ناحية
                          فقلت و في القلب من حبه
                          نواظر تحلم بالراعية
                          قسيمي بما أشتكيه الدجى
                          فهيهات أن أشتكى ثانية
                          و مرت على و جنتي الصبا
                          مكفكفة أدمعي الجارية

                          تعليق


                          • على الشاطيء


                            بين رفات أحلامي
                            التي تكسرت أجنحتها و أحرقتها نار الخيبة
                            و بين ضباب من الأوهام من الأوهام يكتنفني
                            ووسط سكون رهيب لا يعكره إلا أنات قلبي الجريح
                            جلست على الشاطيء أترقب عودتك
                            و لكن ... هيهات
                            على الشاطيء أحلامي
                            طواها الموج يا حب
                            و في حلكة أيامي
                            غذا نجم الهوى يخبو
                            عزاء قلبي الدامي
                            و ذا الفجر بأنواره
                            رمى الليل و أطيافه
                            شذا الطير بأوكاره
                            و هز الورد أعطافه
                            و في غمرة أوهامي
                            و في يقظة آلامي
                            بكى محبوبه القلب
                            عزاء قلبي الدامي
                            و عن بعد سرى زورق
                            فهل فيه التي أهوى
                            و ذا قلبي جوى يحرق
                            عسى أن يجد السلوى
                            و من آهات أنغامي
                            أتتني رمية الرامي
                            مضى الزورق يا رب
                            عزاء قلبي الدامي
                            و في موكب أحلامي
                            تسير الشمس للغرب
                            فيشكو فلبي الظامي
                            إليها لوعة الحب
                            فيا ربه إلهامي
                            و يا تسبيح أيامي
                            لك القلب مضى يصبو
                            فردي بعض أحلامي
                            تقضي الليل فالفجر
                            و لكن هل أتت هند
                            خلا من طيفها النهر
                            فأين الحب و العهد
                            سدى قضيت أعوامي
                            على شطآن أوهامي
                            و لا صفو و لا قرب
                            فردي بعض أحلامي

                            تعليق


                            • عينان زرقاوان


                              عينان زرقاوان.. ينعس فيهما لون الغدير
                              أرنو فينساب الخيال و ينصب القلب الكسير
                              و أغيب في نغم يذوب.. و في غمائم من عبير
                              بيضاء مكسال التلوي تستفيق على خرير
                              ناء.. يموت و قد تثاءب كوكب الليل الأخير
                              يمضي على مهل و أسمع همستين.. وأستدير
                              فأذوب في عينين ينعس فيهما لون الغدير
                              حسناء يا ظل الربيع, مللت أشباح الشتاء
                              سوداً تطل من النوافذ كلما عبس المساء
                              حسناء.. ما جدوى شبابي إن تقضى بالشقاء
                              عيناك.. يا للكوكبين الحالمين بلا انتهاء..
                              لولاهما ما كنت أعلم أن أضواء الرجاء
                              زرقاء ساجية.. و أن النور من صنع النساء
                              هي نظرة من مقلتيك و بسمة تعد اللقاء
                              و يضيء يومي عن غدي, وتفر أشباح الشتاء
                              **
                              عيناك.. أم غاب ينام على وسائد من ظلال
                              ساج تلثم باليكون فلا حفبف و لا انثيال
                              إلا صدى واه يسيل على قياثر في الخيال
                              إني أحس الذكريات يلفها ظل ابتهال..
                              في مقلتيك مدى تذوب عليه أحلام طوال,
                              وغفا الزمان.. فلا صباح ..و لا مساء و لا زوال!
                              أني أضيع مع الضباب سوى بقايا من سؤال:
                              عيناك.. أم غاب ينام على وسائد من ظلال!

                              تعليق


                              • فرار عام 1953


                                في ليلة كانت شرايينها
                                فحما و كانت أرضها من لحود
                                يأكل من أقدامنا طينها
                                تسعى إلى الماء
                                إلى شراع مزقته الرعود
                                فوق سفين دون أضواء
                                في الضفة الأخرى يكاد العراق
                                يومىء ؟ يا أهلا بأبنائي
                                لكننا واحسرتا لن نعود
                                أواه لو سيكارة في فمي
                                لو غنوة لو ضمة لو عناق
                                لسعّفة خضراء أو برعم
                                في أرضي السكرى برؤيا غد
                                إنا مع الصبح على موعد
                                رغم الدجى يا عراق
                                ريف وراء الشطّ بين النخيل
                                يغفو على حلم طويل طويل
                                تثاءبت فيه ظلال تسيل
                                كالماء بين الماء و العشب
                                يا ليت لي فيه
                                قبرا على إحدى روابيه
                                يا ليتني ما زلت في لعبي
                                في ريف جيكور الذي لا يميل
                                عنه الربيع الأبيض الأخضر
                                السّهل يندى و الرّبى تزهر
                                ويطفيء الأحلام ي مقلتي
                                كأنها منفضة للرماد
                                همس كشوك مسّ من جبهتي
                                ينذر بالسارين فوق الجياد
                                ( سنابك الخيل مسامير نار
                                تدق تابوت الدجى و النهار :
                                ناعورة تحرس كرم الحدود
                                أثقل طين الخوف ما للفرار
                                من قدم تدمى و مدّ السّدود
                                أمن بلادي هارب ؟ أيّ عار
                                و ارتعش الماء و سار السّفين
                                و هبّت الريح من الغرب
                                تحمل لي دربي
                                تحمل من قبرها ذرّ طين
                                تحمل جيكور إلى قلبي
                                يا ريح يا ريح
                                توهّجت فيك مصابيح
                                من ليل جيكور أضاءت ظلمة السفين
                                لأبصر الأعين كالشّهب
                                تلتم حولي لأراها تلين
                                و أنجم الشطّ زهور كبار
                                أوشكت أن أبصر سيقانها
                                تمتد في الماء تمس القرار
                                لملم فجر الصيف ألوانها
                                كأنها أوجه حور تحار
                                فيها تباريح الهوى و الحياء
                                كأنّها زنبق نار و ماء

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                                المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                                يعمل...
                                X