إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بدر شاكر السياب سندباد العراق

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لن نفترق


    هبت تغمغم : سوف نفترق
    روح على شفتيك تخترق
    صوت كأن ضرام صاعقة
    ينداح فيه ... وقلبي الأفق
    ضاق الفضاء وغام في بصري
    ضوء النجوم وحطم الألق
    فعلى جفوني الشاحبات وفي
    دمعي شظايا منه أو مزق
    فيم الفراق ؟ أليس يجمعنا
    حب نظل عليه نعتنق ؟
    حب ترقرق في الوعود سنا
    منه ورف على الخطى عبق
    *
    أختاه، صمتك ملؤه الريب ؟
    فيما الفراق ؟ أما له سبب ؟
    الحزن في عينيك مرتجف
    واليأس في شفتيك يضطرب
    ويداك باردتان : مثل غدي
    وعلى جبينك خاطر شجب
    ما زال سرك لا تجنحه
    آه مأججة : ولا يثب
    حتى ضجرت به وأسأمه
    طول الثواء وآده التعب
    إني أخاف عليك وأختلجت
    شفة إلى القبلات تلتهب
    *
    ثم إنثنيت مهيضة الجلد
    تتنهدين وتعصرين يدي
    وترددين وأنت ذاهلة
    إني أخاف عليك حزن غد
    فتكاد نتتثرالنجوم أسى
    في جوهن كذائب البرد
    لا تتركي لا تتركي لغدي
    تعكير يومي ما يكون غدي
    وإذا ابتسمت اليوم من فرح
    فلتعبسن ملامح الأبد
    ما كان عمري قبل موعدنا
    إلا السنين تدب في جسد
    *
    أختاه لذّ على الهوى ألمي
    فاستمتعي بهواك وابتسمي
    هاتي اللهيب فلست أرهبه
    ما كان حبك أول الحمم
    ما زلت محترقا تلقفني
    نار من الأوهام كالظلم
    سوداء لا نور يضيء بها
    جذلان يرقص عاري الفدم
    هاتي لهيبك إن فيه سناً
    يهدي خطاي ولو إلى العدم

    تعليق


    • لوي مكنيس


      أتى نعيه اليوم جاب الديار
      و جاب المحيطات حتى أتاني
      فلم تجر بالأدمع المقلتان
      فقد غاغلت من دمي في القرار
      أبي مات لم أبك حزنا عليه
      و إن جن قلبي
      من الهم و انهد شوقا إليه
      نعته إلينا مجله
      نهاة مقال حزين
      نعته لنا آدميا مؤله
      سماواته الشعر يصرخ بالغافلين
      و أحسست بالشوق ( المدمنين
      إلى جرعة من طلى ظامئين
      إلى شعره
      لأحرق قربان وجد و حب
      فؤادي في جمرة
      و لكن ديوانه
      دفينا غدا بين أكداس كتب
      تلص العناكب ألوانه
      و يقرأه الصمت للآخرين
      و من لي بإخراج كنز دفين
      تهاوى عليه الحجار
      كسيح أنا اليوم كالميتين
      أنادي فتعوي ذئاب الصدى في القفار
      كسيح
      كسيح و ما من مسيح
      و تقرع للصدى في الضباب
      أمن بعد عشرين مثل الحراب
      يمزقن جنبي مثل النضال
      ارجى ادكارا لأبياته
      وهل يتذكر طفل ملامح أمواته
      وقد بعثرتها صروف الليالي
      و بين المحبين زوجين عادا
      يدحرج شاي الصباح
      صحارى يضيع الصدى في دجاها الفساح
      و عند المساء تقوم الجريدة
      جدارا يدقانه بالأكف الوحيدة
      فتضحك إذ يضربان الرياح
      و ما بين زوجي و بيني خواء
      فليت الصحارى و ليت الجدار
      توحد ما بين زوجي و بيني ببرد الشتاء
      وصمت الحجار
      و يا ليتي مت إن السعيد
      من اطرح العبء عن ظهره
      وسار إلى قبره
      ليولد في موته من جديد

      تعليق


      • ليلة وداع


        أوصدي الباب فدنيا لست فيها
        ليس تستأهل من عيني نظرة
        سوف تمضين و أبقى أي حسرة
        أتمنى لك ألا تعرفيها
        آه لو تدرين ما معنى ثواني في سرير من دم
        ميت الساقين محموم الجبين
        تأكل الظلماء عيناي و يحسوها فمي
        تائها في واحة خلف جدار من سنين
        و أنين
        مستطار اللب بين الأنجم
        في غد تمضين صفراء اليد
        لا هوى أو مغنم نحو العراق
        و تحسين بأسلاك الفراق
        شائكات حول سهل أجرد
        مدها ذاك المدى ذاك الخليج
        و الصحارى و الروابي و الحدود
        أي ريش من دموع أو نشيج
        سوف يعطينا جناحين نرود
        بهما أفق الدجى أو قبة الصبح البهيج
        للتلاقي
        كل ما يربط فيما بيننا محض حنين و اشتياق
        ربما خالطه بعض النفاق
        آه لو كنت كما كنت صريحة
        لنفضنا من قرار القلب ما يحشو جروحة
        ربما أبصرت بعض الحقد بعض السأم
        خصلة من شعر أخرى أو بقايا نغم
        زرعتها في حياتي شاعره
        لست أهواها كما أهواك يا أغلى دم ساقي دمي
        إنها ذكرى و لكنك غيرى ثائرة
        من حياة عشتها قبل لقانا
        وهوى قبل هوانا
        أوصدي الباب غدا تطويك عني طائرة
        غير حب سوف يبقى في دمانا

        تعليق


        • ليلة القدر


          يا ليلة تفضل الأعوام والحقبا
          هيجت للقلب ذكرى فاغتدا لهبا
          وكيف لا يغتدي نارا تطيح به
          قلب يرى هرم الاسلام منقلبا
          يرى شعائر دين الله هاربة
          يسفها النوء تمضي حيثما ذهبا
          أين العنان الذي تلويه عاصفة
          ما فاتحين يرون الموت مطلبا
          للرغو حول شدوق الخيل وسوسة
          والنقع يذري لثاما قنع السحبا
          من كل محتسب بالله متكل
          عليه يفري ضلوع البغي ان ضربا
          كأن أسيافهم في كل معمعة
          جسر الى جنة الفردوس قد نصبا
          يا ليلة القدر يا ظلا تلوذ به
          ان مسنا جاحم الرمضاء ملتها
          ذكراك في كل عام صبيحة عبرت
          من عالم الغيب تدعو الفتية العربا
          أقوم أحمد مضروب على يدهم
          بالذل من هول ذاك الفتح واعجبا
          تفرقوا شيعا في كل حاضرة
          قوم يقيمون من أغلالهم نصبا
          لولا بقايا من الثوار صامدة
          في ظل وهران تسقي خصمها العطبا
          تكون ولى فرارا من جحافلها
          والرعب مما تصك الظالم ارتعبا
          لقلت واضعية الاسلام في بلد
          بالأمس أعلى منار الحق ثم خبا
          يا ليلة القدر أعلي قدر أمتنا
          شهم تعالى على الشيطين وانتصبا
          عبد الكريم الذي جاد الكريم به
          أقال من عثرة شعبا بما وهبا
          ما كان يرغب عن أنوالر ثورته
          الا الخفافيش ساءت تلك منقلبا
          هووا الى قاع بئر قرار لها
          مستمسكين بحبل من دم خضبا
          حبل تشد يد الشيطان أوله
          ويجذب الفوضوي الخائن الذنبا
          كم جيد عذراء دق الحبل أتلعه
          وكم ذراع لطفل قص واجتذبا
          ياليلة القدر نورا أضاء لنا
          قاع السماء فأبصرنا مدى عجبا
          تترل الروح رفافا بأجنحة
          بيض على الكون أرخاهن أو سحبا
          عطف الأمومة في عينيه متقد
          وان يكن للتقاة المحسنين أبا
          وللملائك تسح وزغردة
          تكاد رناتها أن تذهل الشهبا
          ومن دماء الضحايا في جوانبه
          نار تمد اللسان المغلق الذربا
          يشكو الى الله ذرى عقاربه
          فأنبت زهرا من سمها أشبا
          ومن هوت تقطع الأضلاع مديته
          وساق ظلما الى الجلاد من هربا
          ذكرى تعود كأن الغدر يبعثها
          من كهف أمس الذي ولى بما كسبا
          أمس الذي ان غفلنا عاد جاحمه
          فاقتص ممن يحب الله والعربا
          لا صلح بين الهدى والبغي لا سنة
          تعمي النواظر عمن سامنا العطبا

          تعليق


          • مأساة الميناء

            سل الميناء لو سمع الخطابا
            فروي غلة الصادي جوابا
            و ابطال ( النقابة ) كيف باتوا
            يذوقون المذلة و العذابا
            أذنب أن يقال لنا حقوق
            أبي أصحابهن لها اغتصابا
            و عدل أن تجرع كل حر
            يد المستعمرين قذى و صابا
            حلال لابن ( لندن ) في حمانا
            دم ابن الرافدين فلا عتبا
            وجور أن نمد يدا إليه
            و حق أن يمد لنا حرابا
            جموع الكادحين و جمعتنا
            مصائب ست أدركها حسابا
            و حقد إن ذممت سواه حقدا
            فلا ألقاه إلا مستطابا
            على المستعمرين بصب نارا
            و أبناء الثراء لظى مذابا
            و رثناه الأبوة و هو باق
            سنورثه البنين منى عذابا
            و دنيا لا يغيب العدل عنها
            إذا هو عن سواها كان غابا
            بربك حدثيني أي جان
            تصيد منك أبناء نجابا
            و أمسى منك دون حمى أمين
            تحد جنوده ظفرا و نابا
            أطل على النقابة منه طرف
            مغيظ كاد يلتهب التهابا
            و أزجى مثقلين بنافثات
            لهيب النار يحملن الحرابا
            يذيقون المهانة كل حر
            دعاه هوى النقابة فاستجابا
            و ما غير المطارق من سلاح
            و قد كرمت إلى الحق انتسابا
            لك الفخر المخلد من جيوش
            على الجمع القليل تجوز بابا
            وصانك من عدوك ( مستشار )
            و حسبك أن غدوت له ذنابى
            رضاه بأن تريعي كل دار
            تضم الكادحين و قد أصابا
            فما كالكادحين له عدو
            إذا استرضاه مرتزق و حابى
            أبالأغلال يخنق صوت شعب
            تهزأ بالحمام لقد تغابى
            دع الآفاق تزخر بالضحايا
            و سمع الريح يمتليء انتحابا
            و غذ بنا السجون و من دمانا
            فرو البيد أو فاسق السرابا
            فيا غير الجلاء لك انتهاء
            فإن الشعب قد هتك الحجابا
            و ألوى بالطغاة فما توانى
            و بالمستعمرين فما أنابا
            جموع الكادحين و جل عارا
            رضانا بالهوان وخس عابا
            دعاك إلى النضال شقاء شعب
            تحمل من مذلته الصعابا
            خذي يالثأر خصمك لا تليني
            وجدي غير قاصرة طلابا
            و سار لك الغد الزاهي فسيري
            وزيدي من محياه اقترابا
            و أصمي في جوانح كل طاغ
            فؤادا كان للشر استجابا
            يكاد الظامئون من الضحايا
            يصيحون اجعلي دمه شرابا
            تطل عليك أحداق العذارى
            من الأكفان حانقة غضابا
            دم الأعراض عاد بها اصفرارا
            و عاد على يد الجاني خضابا
            و أجسام الطغاة حجين عنا
            ضياء لا نريد له احتجابا
            ستنصب الأشعة من خروق
            رصاص الشعب زاذ بها انصبابا
            لك الغد و الحياة و للأعادي
            معاول تحفرين بها الترابا
            فصيحي ( بالحليف إليك عنا
            فلا حلفا نريد و لا انتدابا

            تعليق


            • متى نلتقي


              ألايأكل الرعب منا الضلوع
              أذا ما نظرنا ألى ظل تينه
              فلاحت لنا من ظلام قلوع
              تهدهدها غمغمات حزينه
              ألايأكل الرعب منا الضلوع
              ألاتتحجر منا العيون
              أذا لاح في الليل ظل البيوت
              هزيلا كما ينسج العنكبوت
              ألا تتحجر منا العيون
              و يلمع فيها بريق الجنون
              و بألامس كنا يذيب العناق
              دما في دم
              كنوز ونارسناواحتراق
              يجولان في مترل مظلم
              و لكن ما بيننا كان بحر
              تغنيك امواحه العاتيه
              سنرعاك من قلعة شد منها حديدوصخر
              فما الحب هدم لجدرانك العاليه
              ولكن ما بيننا كان بحر
              وصحراء تنشج فيها النجوم
              و لا نلتقي في دجى او صباح
              تموت على رملها عاصفات الرياح
              و تأكل عين الدليل التخوم
              وصحراء تنشج فيها النجوم
              وطارت بي الريح عبر البحار
              ألى الليل و الثلج و المجهل
              فصرنا الا واقع لا نحار
              بألغازه فاسألي
              و طارت بي الريح عبر البحار
              أما من لقاء لنا في الزمان
              بلى حينما تفهمين اللقاء
              فيأوى ألى اللوحة المغرقان
              يشدانها يرفعان الدعاء
              ألانجنا يا اله الدعاء
              ألايأكل الرعب منا الضلوع
              أذا ما نظرنا ألى ضل تينه
              فلاحت لنا من ضلام قلوع
              تهدهدها غمغمات حزينه
              ألايأكل الرعب منا الضلوع

              تعليق


              • مرحى غيلان


                بابا بابا
                ينساب صوتك في الظلام إليّ كالمطر الغضير
                ينساب من خلل النعاس و أنت ترقد في السرير
                من أي رؤيا جاء ؟ أي سماوة ؟ أي انطلاق
                و أظل أسبح في رشاش منه أسبح في عبير
                فكأن أودية العراق
                فتحت نوافذ من رؤاك على سهادي كلّ واد
                وهبته عشتار الأزاهر و الثمار كأنّ روحي
                في تربة الظلماء حبة حنطة و صداك ماء
                أعلنت بعثي يا سماء
                هذا خلودي في الحياة تكنّ معناه الدماء
                بابا كأنّ يد المسيح
                فيها كأن جماجم الموتى تبرعم في الضريح
                تموز عاد بكل سنبلة تعابث كل ريح
                بابا بابا
                أنا في قرار بويب أرقد في فراش من رماله
                من طينه المعطور و الدم من عروقي في زلاله
                ينثال كي يهب الحياة لكل أعراق النخيل
                أنا بعل أخطر في الجليل
                على المياه أنث في الورقات روحي و الثمار
                و الماء يهمس بالخرير يصل حولي بالمحار
                و أنا بويب أذوب في فرحي و أرقد في قراراي
                بابا بابا
                يا سلم الأنغام أيّة رغبة هي في قرارك
                سيزيف يرفعها فتسقط للحضيض مع انهيارك
                يا سلم الدم و الزمان من المياه إلى السماء
                غيلان يصعد فيه نحوي من تراب أبي و جدي
                و يداه تلتمسان ثم يدي و تحتضنان خدّي
                فأرى ابتدائي في اتنهائي
                بابا بابا
                جيكور من شفتيك تولد من دمائك في دمائي
                فتحيل أعمدة المدينة
                أشجار توت في الربيع و من شوارعها الحزينة
                تتفجر الأنهار أسمع من شوارعها الحزينة
                ورق البراعم و هو يكبر أو يمص ندى الصباح
                و النسغ في الشجرات يهمس و السنابل في الرياح
                تعد الرّحى بطعامهنّ
                كأنّ أوردة السماء
                تتنفّس الدم في عروقي و الكواكب في دمائي
                يا ظلي الممتد حين أموت يا ميلاد عمري من جديد
                الأرض ( يا قفصا من الدم و الأظافر و الحديد
                حيث المسيح يظل ليس يموت أو يحيا كظلّ
                كيد بلا عصب كهيكل ميت كضحى الجليد
                النور و الظلماء فيه متاهتان بلا حدود
                عشتار فيها دون بعل
                و الموت يركض في شوارعها و يهتف يا نيام
                هبوا فقد ولد الظلام
                و أنا المسيح أنا السلام
                و النار تصرخ يا ورود تفتحي ولد الربيع
                و أنا الفرات و يا شموع
                رشي ضريح البعل بالدم و الهباب و بالشحوب
                و الشمس تعمل في الدروب
                بردانة أنا و السماء تنوء بالسحب الجليد
                بابا بابا
                من أيّ شيء شمس جاء دفؤك أي نجم في السماء
                ينسلّ للقفص الحديد فيورق الغد في دمائي ؟

                تعليق


                • ملال

                  ليلان غاما بالنجوم الآفلات على سهادي
                  يومان لا وعد و لا لقيا و تخفق يا فؤادي
                  و غدا سيمتليء انتظاري بالظلام و لا أراها
                  و تجول عيني في الطريق و تستقر على كتابي
                  و أكيل بالأقداح ساعاتي و أسخر باكتئابي
                  و أنام أحلم بالشتاء و أستفيق على هواها
                  **
                  سأم و مصباح وحيد ران في أقصى الطريق
                  مرت وجوه العابرين به فلوّنها قليلا
                  مرت و غابت في الظلام و ليس يبرح في حريق
                  سأم و نافذة يطيل فضاؤها الدرب الطويل
                  سأم و مرآة تئاءب في قراراتها الوجوم
                  الغرفةالجوفاء و الأقداح و الباب القديم
                  **
                  بالأمس كان هوى و كان ... و كان ويح الذكريات
                  و افرحتاه أتصدقين؟ و قادنا نجم المساء
                  في ذاك الدرب البعيد و ألف نجوى و اشتكاء
                  تخبو و تنأى و العناق يعد أضواء الطريق
                  بالأمس كان هوى و كان و خيم الصمت العميق
                  **
                  دب الملال إلى فؤادك مثل أوراق الخريف
                  أهواك ماذا تهمسين ؟ أتلك حشرجة الحفيف
                  في دوحة صفراء يقلق ظلها روح الشتاء
                  لا تنظري في مقلتيك سحابتان من الجليد
                  تتألقان و لا لهيب و تزحفان و لا فضاء
                  فلّ العناق على الجفون و حطم الدرب البعيد

                  تعليق


                  • من أغاني الربيع


                    حلم بآفاق السرور
                    رسمته أجنحة الطيور
                    و بشائر فوق الربى
                    بين الخمائل في الصدور
                    و نسائم رقصت على
                    زهر الجنائن و الغدير
                    و فراشة قد روحت
                    عن زهرة الحقل النضير
                    تعلو و تهبط في الرياض
                    كأنها نغم الحبور
                    الفجر يبني للندى
                    و كنا جميلا في الزهور
                    فلنبن من قبلاتنا
                    للحب عشا في الثغور

                    تعليق


                    • مفضوحة لم تبق طي خفاء

                      الاسخياء له بغير بلادهم
                      الباخلون بها على الضعفاء
                      بالقادرونعلى اغتصابك عنوة
                      فاليوم هب الشعب من اغفاء
                      يا شعب ليس القدس تشكو وحدها
                      هول الجراح من اليد الرعناء
                      ما زال جرحك وهو دام دافق
                      رغم انتهاء الطعنة النجلاء
                      والحر أبعد غاية من أن يرى
                      في الدمع تخفيفا من البرحاء
                      فالحكم للدم والسلاح المنتظى
                      والحرب لا للدمعة الخرساء
                      والنصر للشعب الذي لا ينثني
                      عن عزمه والصولة النكراء
                      أجل الطغاة بكل حد صارم
                      ما أن يزيل العار كالأجلاء
                      حتى أراك وأنت راض هانىء
                      حر برغم الأعين الزرقاء
                      وأرى الجزيرة وهي روض مونق
                      محمية الأبناء بالأبناء
                      والقدس يسكن كل حر ربعها
                      بالعاملين وضيئة الأنحاء
                      ياشعب ناد بكل ساه غافل
                      عما تذوق القدس من بأساء
                      ما أشرع الأعداء فيها حرية
                      الا لشل يد وسفك دماء
                      ما نفع جنتك التى نضرتها
                      والنار حول الجنة الخضراء
                      يا شعبي المظلوم هذا موقف
                      بان الوفي به من الحرباء
                      ما بال رهطك وهو باق وحده
                      لم يخش بأس القوة العمياء
                      عاش التحرر كل رهط غائب
                      الاه يوم الجد والأعياء
                      وغدا فداء الكادحين وجمعهم
                      أصحاب تلك الشارة السوداء
                      يا شعب هذا أنت جأش رابط
                      ان حان يوم الثورة الحمراء

                      تعليق


                      • مدينة السندباد

                        جوعان في القبر بلا غذاء
                        عريان في الثلج بلا رداء
                        صرخت في الشتاء
                        أقضّ يا مطر
                        مضاجع العظام و الثلوج و الهباء
                        مضاجع الحجر
                        و أنبت البذور و لتفتح الزّهر
                        و أحرق البيادر العقيم بالبروق
                        و فجّر العروق
                        و أثقل الشجر
                        و جئت يا مطر
                        تفجّرت تنثك السماء و الغيوم
                        و شقّق الصخر
                        و فاض من هباك الفرات و اعتكر
                        و هبّت القبور هزّ موتها و قام
                        و صاحت العظام
                        تبارك الأله واهب الدّم المطر
                        فآه يا مطر
                        نودّ لو ننام من جديد
                        نودّ لو نموت من جديد
                        فنومنا براعم انتباه
                        و موتنا يخبّيء الحياه
                        نود لو أعادنا الإله
                        إلى ضمير غيبة الملبّد العميق
                        نود لو سعى بنا الطريق
                        إلى الوراء حيث بدؤه البعيد
                        من أيقظ العازر من رقاده الطويل
                        ليعرف الصباح و الأصيل
                        و الصيف و الشتاء
                        لكي يجوع أو يحسّ جمرة الصدى
                        و يحذر الردى
                        و يحسب الدقائق الثّقال و السّراع
                        و يمدح الرعاع
                        و يسفك الدماء
                        من الذي أعادنا أعاد ما نخاف
                        من الإله في ربوعنا
                        تعيش ناره على شموعنا
                        يعيش حقده على دموعنا
                        -2-
                        أهذا أدونيس هذا الحواء
                        و هذا الشحوب و هذا الجفاف
                        أهذا أودنيس أين الضياء
                        و أين القطاف
                        مناجل لا تحصد
                        أزاهر لا تعقد
                        مزارع سوداء من غير ماء
                        أهذا انتظار السنين الطويله
                        أهذا صراخ الرجوله
                        أهذا أنين النساء
                        أودنيس يا لاندحار البطوله
                        لقد حطم الموت فيك الرجاء
                        و أقبلت بالنظرة الزائغة
                        و بالقبضة الفارغة
                        بقبضة تهدّد
                        و منجل لا يحصد
                        سوى العظام و الدم
                        اليوم و الغد
                        متى سيولد
                        متى سنولد
                        -3-
                        الموت في الشوارع
                        و العقم في المزارع
                        و كلذ ما نحبّه يموت
                        الماء قيّدوه في البيوت
                        و ألهث الجداول الجفاف
                        هم التتار أقبلوا ففي المدى رعاف
                        و شمسنا دم و زادنا دم على الصّحاف
                        محمد اليتيم أحرقوه فالمساء
                        يضيء من حريقه و فارت الدماء
                        من قدميه من يديه من عيونه
                        و أحرق الإله في جفونه
                        محمّد النبيّ في حراء قيّدوه
                        فسمّر النهار حيث سمّروه
                        غدا سيصلب المسيح في العراق
                        ستأكل الكلاب من دم البراق

                        تعليق


                        • -4-
                          يا أيها الربيع
                          يا أيها الربيع ما الذي دهاك
                          جئت بلا مطر
                          جئت بلا زهر
                          جئت بلا ثمر
                          و كان منتهاك مثل مبتداك
                          يلفه النجيع
                          و أقبل الصيف علينا أسود الغيوم
                          نهاره هموم
                          و ليله نسهر فيه نحسب النجوم
                          حتى إذا السنابل
                          نضحن للحصاد
                          و غنت المناجل
                          و غطت البيادر الوهاد
                          خيّل للجياع أنّ ربّه الزّهر
                          عشتار قد أعادت الأسير للبشر
                          و كللت جبينه الغضير بالثمر
                          خيّل للجياع أنّ كاهل المسيح
                          أزاح عن مدفنه الحجر
                          فسار يبعث الحياة في الضّريح
                          و يبريء الأبرص أو يجدّد البصر
                          من الذي أطلق من عقالها الذئاب
                          من الذي سقى من السّراب
                          و خبأ الوباء في المطر
                          الموت في البيوت يولد
                          يولد قابيل لكي ينتزع الحياة
                          من رحم الأرض و من منابع المياه
                          فيظلم الغد
                          و تجهض النساء في المجازر
                          و يرقص اللهيب في البيادر
                          و يهلك المسيح قبل العازر
                          دعوه يرقد
                          دعوه فالمسيح ما دعاه
                          ما تبتغون لحمه المقدّد
                          يباع في مدينة الخطاه
                          مدينة الحبال و الدماء و الخمور
                          مدينة الرصاص و الصخور
                          أمس أزيح من مداها فارس النّحاس
                          أمس أزيح فارس الحجر
                          فران في سمائها النعاس
                          و رنق الضجر
                          و جال في الدروب فارس من البشر
                          يقتل النساء
                          و يصبغ المهود بالدماء
                          و يلعن القضاء و القدر
                          -5-
                          كأن بابل اغلقديمة المسوّرة
                          تعود من جديد
                          قبابها الطوال من حديد
                          يدق فيها جرس كأنّ مقبره
                          تئن فيه و السماء ساح مجزره
                          جنانها المعلقات زرعها الرؤوس
                          تجرها قواطع الفؤوس
                          و تنقر الغربان من عيونها
                          و تغرب الشموس
                          وراء شعرها الخصيب في غصونها
                          أهذه مدينتي ؟ أهذه الطلول
                          خطّ عليها عاشت الحياة
                          من دم قتلاها فلا إله
                          فيها و لا ماء و لا حقول
                          أهذه مدينتي ؟ خناجر التتر
                          تغمد فوق بابها و تلهث الفلاه
                          حول دروبها و لا تزورها القمر
                          أهذه مدينتي أهذه الحفر
                          و هذه العظام
                          يطلّ من بيوتها الظلام
                          و تصبغ الدماء بالقتام
                          لكي تضيع لا يراها قاطع الأثر
                          أهذه مدينتي جريحة القباب
                          فيها يهوذا أحمر الثياب
                          يسلّط الكلاب
                          على مهود إخوتي الصغار و البيوت
                          تأكل من لحومهم و في القرى تموت
                          عشتار عطشى ليس في جبينها زهر
                          و في يديها سلة ثمار حجر
                          ترجم كل زوجة به و للنخيل
                          في شطّها عويل

                          يتبع

                          تعليق


                          • كلمات تركها
                            منضودة في دواوين عديدة
                            تشكل جميعاً مدونة شعرية
                            يعسر أن نجد لها في الشعر العربي مثيلاً
                            لانه كان يدرك أن الموت مارد عنيد،
                            وكان مسكوناً بفكرة الموت منذ زمن مبكر
                            وكانت حياته وجوداً صعباً،
                            رغم فجائعه المتكررة وتشرده وتيهه وجوعه.
                            وكان وهو على فراش المرض الأخير
                            ينظر إلى أسرته الصغيرة بعين المستحيل
                            ربما لأنه أدرك أن المرض فاتك هذه المرة
                            ولا شيء يعادل فقدان صلته بالحياة
                            حتى تشرده وعزله من العمل مرات ومرات
                            بسبب انتماءاته اليسارية في ريعان الشباب...
                            لا شيء من ذلك يعدل
                            مغادرة أسرته الصغيرة سنة 1963
                            بعد صراع طويل مع مرض أذاقه الويل
                            وزج بجسمه النحيل في دوامة ألم طويلة.
                            توفي عام 1964م بالمستشفى الأميري في الكويت،
                            عن 38 عام و نقل جثمانه إلى البصرة
                            و دفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير.

                            و بعد سبع سنوات
                            قام النحات العراقي المبدع
                            "نداء كاظم"
                            إلى نحت تمثال للسياب



                            ونصبه على
                            كورنيش شط العرب في البصرة
                            شامخاً متأملاً وجه الحياة بأمل لا ينضب.

                            طيب الله أوقاتكم
                            تحياتي

                            تعليق


                            • حبيبة قلبى يا امانى
                              مجهود جبار ربنا يباك لنا فى وقتك وصحتك وعطائك الجميل
                              سيرة زاتيه لفنان رائع
                              سردتها لنا اديبه منتدانا الغاليه
                              بكل ود وحب وتفانى
                              تسلم عيونك حبيبتى
                              دايما منورة منتك بموضوعاتك الجميلة
                              تقبلى ودى ومحبتى

                              تعليق


                              • استعراض ادبي رائع وسياحة شعرية ممتعة
                                تمثل جهدا ثقافيا مثابرا وصبرا انسانيا يعبر حدود العقبات ويتواصل مع مسيرة الإبداع التي رسمت معالمها اديبتنا الرائعة اماني ابارك لك هذا السعي الدؤوب في مواكبة التراجم الذاتية للمبدعين العرب
                                ولقد نشرت عام 1969 قصيدة رثاء لشاعرنا السياب في احدى الصحف فشكرا على صبرك وتواصلك وابداعك

                                تعليق

                                مواضيع تهمك

                                تقليص

                                المنتدى: المكتبة الالكترونية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 04:01 PM
                                المنتدى: التصنيع والانتاج نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:44 PM
                                المنتدى: التعريف بالهندسة الصناعية نشرت بواسطة: HaMooooDi الوقت: 07-30-2025 الساعة 03:38 PM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-10-2025 الساعة 01:22 AM
                                المنتدى: الجوال والإتصالات نشرت بواسطة: ماريا عبد الله الوقت: 07-04-2025 الساعة 12:04 AM
                                يعمل...
                                X